الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
56 -
عن علي كرم الله وجهه أنه قال في خطبته (1).
إن أحق ما ابتدأ به المبتدئون
، ونطق به الناطقون، وتفوه به القائلون: حمد لله وثناء عليه بما هو أهله، والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قال:
الحمد لله المتفرد بالبقاء، المتوحد بالملك، الذي له الفخر والمجد والسناء، خضعت الآلهة لجلاله -يعني الأصنام وكل ما عبد من دونه (2) من الأنام-، ووجلت القلوب من مخافته، ولا عدل له ولا ندَّ له ولا يشبهه أحد من خلقه، ونشهد له بما شهد لنفسه وأولوا العلم من خلقه أن لا إله إلا هو، ليست له صفة تنال، ولا حد يضرب له فيه الأمثال، المدر صوب الغمام بنبات (3)
(1) هو في كنز العمال 5/ 717 - 719 معزوًا إلى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 39/ 198 - 199 وابن عساكر يرويه بسنده عن أبي ذر قال: (لما كان أول يوم في البيعة لعثمان (ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا، ليهلك من هلك عن بينة) قال أبو ذر: اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد، ونظرت إلى أبي محمد -يعني عبد الرحمن بن عوف- قد اعتجر بريطة، وقد اختلفوا، إذ جاء أبو الحسن -بأبي هو وأمي- فلما أن بصروا بأبي الحسن ابن أبي طالب سر القوم طرًّا، فأنشأ علي وهو يقول: إن أحق
…
).
(2)
التفسير إلى هنا من قول أحد رواه الخبر: عثمان بن عبد الله.
(3)
هكذا في س وح، وفي أكأنها: بينات النطاف، أو ببنات النطاف. وهو ما جاء في تاريخ دمشق، وفي الكنز 5/ 717: ببنان النطاق! وفي الحاشية تفسير غريب! ولعل الصواب: النطاف: جمع نطفة: أي الماء الصافي. كما في القاموس ص 1107، أما هذا التعبير (بنات النطاف) فقد رجعت بحثًا عنه إلى ثمار القلوب للثعالبي، والمرصع لابن الأثير، وما يعول عليه للمحبي، ونشر الطيوب للداية، وكثير غيرها من المصادر فلم أجده!.
النطاف، ومهطل (1) الرباب (2) بوابل الطل (3) فَرَشَّ الفيافي من الآكام بتشقيق الدمن، وأنيق الزهر، وأنواع (4) المستحسن من النبات، وشَقَّ العيون من جيوب المطر إذ شبعت (5) الدلاء حياةً للطير والهوام، والوحش وسائر الأنام والأنعام، فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين، وسبحان الذي ليس له صفة نعت (6) موجود، ولا حد محدود.
ونشهد أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده المرتضى، ونبيه المصطفى، ورسوله المجتبى، أرسله الله إلينا كافةً والناس أهل عبادة الأوثان، وخضوع الضلالة، يسفكون دماءهم، ويقتلون أولادهم، ويخيفون سبلهم، عيشهم الظلم، وأمنهم الخوف، وعزهم الذل، فجاء رحمة حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وسلم من الضلالة، وهدانا بمحمد صلى الله عليه وسلم من الجهالة، ونحن -معاشر العرب- أضيق الأمم معاشًا، وأخسهم رياشًا، جل طعامنا (7) الهبيد -يعني: شحم (8) الحنظل- (9)، وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران،
(1) في س وح: هطل. وفي تاريخ دمشق: منهطل!، وأثبت ما في الكنز.
(2)
الرباب: السحاب الأبيض أو المتعلق الذي تراه كأنه دون السحاب. القاموس وحاشيته ص 112.
(3)
في س وح: الطي!.
(4)
في س وأ: الأنواع.
(5)
في أ: شعبة!. وفي هذه الجمل حاجة إلى نظر ومزيد تحرير.
(6)
في الكنز: نفر.
(7)
في أ: جل قدرنا وطعامنا!.
(8)
في النسخ الثلاث: شم! وأثبت ما في الكنز.
(9)
التفسير من أصل الرواية. وفي النهاية 5/ 238: (الهبيد: الحنظل، يكسر ويستخرج منه حبه، وينقع لتذهب مرارته، ويتخذ منه طبيخ، يؤكل عند الضرورة).