الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
53 -
عن عثمان أنه كان يقول في خطبته:
إذا قام الإمام يخطب يوم الجمعة
فاستمعوا وأنصتوا، فإن للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للمستمع المنصت. رواه مالك في (موطئه)(1).
54 -
وعن الحسن أن عثمان بن عفان خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
أيها الناس اتقوا الله
فإن تقوى الله غنم، وإن أكيس الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، واكتسب من نور الله نورًا لظلمة القبر (2)، وليخش عبد أن يحشره الله أعمى وقد كان بصيرًا، وقد يكفي الحكيم جوامع الكلم، والأصم ينادى من مكان بعيد.
واعلموا أن من كان الله له لم يخف شيئًا، ومن كان الله عليه فمن يرجو بعده؟! رواه الدينوري، وابن عساكر (3).
(1) هو في كنز العمال 8/ 372 - 373 وعزي إلى (مالك، وعبد الرزاق في الجامع، والبيهقي)، وانظر: الموطأ 1/ 104 (234) ونصه: (عن مالك بن أبي عامر أن عثمان بن عفان كان يقول في خطبته -قل ما يدع ذلك إذا خطب-: إذا قام الإمام يخطب يوم الجمعة فاستمعوا وأنصتوا، فإن للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للمنصت السامع، فإذا قامت الصلاة فاعدلوا الصفوف، وحاذوا بالمناكب، فإن اعتدال الصفوف من تمام الصلاة.
ثم لا يكبر حتى يأتيه رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف فيخبرونه أن قد استوت فيكبر).
(2)
في س: نور الظلمة القبر!
(3)
انظر: المجالسة 4/ 115 - 116، وتاريخ مدينة دمشق 39/ 237 - 238، وهو في الكنز 16/ 223 والحسن المذكور هو البصري.
55 -
وأما حديث قصة عثمان أنه لما خطب في أول جمعة ولي الخلافة صعد المنبر فقال: الحمد لله. فأرتج عليه فقال: إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يعدان لهذا المقام مقالًا، وأنتم إلى إمام [فعال أحوج منكم إلى إمام](1) قوال، وستأتيكم الخطب بعد، وأستغفر الله لي ولكم. ونزل وصلى بهم. فقال ابن الهمام: إنها لم تعرف في كتب الحديث، بل في كتب الفقه (2).
…
(1) ما بين المعقوفتين سقط من أ.
(2)
انظر: فتح القدير 2/ 60، وقول المؤلف هنا ورد في كتابيه الأسرار المرفوعة ص 258 والمصنوع ص 131، والقصة عرفت في غير كتب الفقه أيضًا، وليس المجال مجال الإطالة بذلك.
وأشير هنا إلى أن الخطب المروية عن عثمان رضي الله عنه قليلة، سواء قبل توليه الخلافة وبعدها، وقد جمع أحمد زكي صفوت بعضها فانظر -إن شئت-: جمهرة خطب العرب 1/ 235 و 267 ثم 270 - 277.