الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
39 -
عن قبيصة قال: سمعت عمر رضي الله عنه وهو يقول على المنبر:
من لا يرحم لا يرحم
، ومن لا يغفر لا يغفر له، ومن لا يتوب لا يتاب عليه، ومن لا يتقي لا يوقه. رواه البخاري في (الأدب)(1).
40 -
وعن الباهلي (2) أن عمر قام في الناس خطيبًا مدخله في الشام بالجابية فقال:
تعلموا القرآن تعرفوا به
، واعملوا به تكونوا من أهله، فإنه لم يبلغ منزلة ذي حق أن يطاع في معصية الله، واعلموا أنه لا يقرِّب من أجل، ولا يبعد من رزق قول بحق وتذكير عظيم (3).
واعلموا أن بين العبد وبين رزقه حجابًا، فإن صبر أتاه رزقه، وإن اقتحم هتك الحجاب ولم يدرك فوق رزقه.
(1) هو في الكنز 16/ 152 وعزاه إلى (البخاري في الأدب، وابن خزيمة، وجعفر القاري في الزهد) والجملتان الأخيرتان في الأدب 1/ 136 (371) بلفظ: (ولا يعف عمن لم يعف ولا يوق من لا يتوقى) كذا.
(2)
في أ: البهالي! وهو تحريف، والمقصود الصحابي أبو أمامة كما بيَّن السيوطي في مقدمة جمع الجوامع. انظر الكنز 1/ 11.
(3)
روى الإمام أحمد 3/ 50 (11492) عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا لا تمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو أن يذكر بعظيم). قال ابن كثير في التفسير 2/ 71: (تفرد به أحمد). وانظر مجمع الزوائد 7/ 265 وهذا مما حفظه عمر من النبي صلى الله عليه وسلم.
فأدبوا الخيل، وانتضلوا (1)، وانتعلوا (2)، وتسوكوا، وتَمَعْدَدُوا (3)، وإياكم وأخلاق العجم، ومجاورة الجبارين، وأن يرفع بين ظهرانيكم صليب، وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن تدخلوا الحمام بغير إزار، وأن تدعوا نساءكم يدخلن الحمامات، فإن ذلك لا يحل (4).
وإياكم أن تكسبوا من عقد الأعاجم بعد نزولكم في بلادهم ما يحبسكم في أرضهم، فإنكم توشكون أن ترجعوا إلى بلادكم.
وإياكم والصغار أن تجعلوه في رقابكم، وعليكم بأموال العرب: الماشية تتولون (5) بها حيث نزلتم.
واعلموا أن الأشربة تصنع من الثلاثة: من الزبيب والعسل والتمر، فما عتق منه فهو خمر لا يحل.
واعلموا أن الله لا يزكي ثلاثة نفر (6)، ولا ينظر إليهم ولا يقربهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم: رجل أعطى إمامه صفقة يريد بها الدنيا، فإن أصابها
(1) في س وح: انتصلوا! وأثبت ما في الكنز، وانتضل القوم وتناضلوا: أي رموا للسبق، ومنه قيل: انتضلوا بالكلام والأشعار. لسان العرب 11/ 666.
(2)
في أ: وانقلوا!.
(3)
أي تشبهوا بعيش معد، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش. لسان العرب 3/ 287.
وانظر 1/ 345 و 3/ 286 و 3/ 407 و 7/ 411 منه.
(4)
انظر: الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام لابن كثير ص 26 - 34.
(5)
في الكنز: تنزلون.
(6)
المذكور اثنان.