المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌باب في فضل الصدقة وفعل المعروف خصوصا مع القريب والجار الغريب

- ‌فصل في إكرام الجار

- ‌باب الزهد والقناعة والتوكل

- ‌فصل في القناعة

- ‌فصل في التوكل على الله

- ‌باب حفظ الأمانة وترك الخيانة

- ‌وذكر النساء وفضل الزواج وذم الطلاق والتحذير من اللواط

- ‌وفضل الزراعة

- ‌وبيان قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم من سبع ورزقتم من سبع

- ‌فصل في الزراعة

- ‌فصل في قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم مع سبع

- ‌باب الخوف

- ‌باب التوبة

- ‌باب في فضل العدل واجتناب الظلم

- ‌فصل في العدل

- ‌فصل في الشفقة على خلق الله تعالى

- ‌فصل في إكرام المشايخ

- ‌فصل في الخضاب والتسريح

- ‌باب فضل العقل

- ‌باب فضل العلم وأهله والشام

- ‌فضل في سكنى الشام

- ‌أنا أول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن

- ‌باب مولد المصطفى وحبيب الله المجتبى

- ‌سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين

- ‌فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في رضاعه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة والتسليم على سيد الأولين

- ‌والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه

- ‌باب قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا

- ‌من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

- ‌فصل في المعراج

- ‌باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهم

- ‌فضائل الصحابة

- ‌رضى الله تعالى عنهم أجمعين إجمالا وتفصيلا

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌مناقب أهل خلق الله على التحقيق

- ‌أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌مناقب سراج أهل الجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌باب مناقب هؤلاء الأربعة رضي الله عنهم إجمالا

- ‌باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌باب مناقب فاطمة الزهراء رضي الله عنها

- ‌فصل تزويج حواء بآدم عليهما الصلاة والسلام

- ‌باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب العباس رضي الله عنه

- ‌باب مناقب حمزة رضي الله عنه

- ‌باب فضائل هذه الأمة المرحومة زادها الله شرفا وإكراما

- ‌وذكر بعض من فيها من العلماء والأولياء بأسمائهم وتواريخهم

- ‌وذكر إبراهيم وموسى وعيسى والخضر والياس

- ‌عليهم الصلاة والسلام

- ‌في ذكر إبراهيم عليه السلام

- ‌فصل في ذكر موسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر عيسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر الخضر والياس عليهما السلام

- ‌فصل في ذكر ما تيسر من المشهورين بالكنية

- ‌بأسمائهم وتواريخهم من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم

- ‌باب ذكر أشياء من فعلها حرمه الله على النار وأعتقه منها

- ‌باب في ذكر الجنة

الفصل: ‌فصل في العدل

فرض كفاية فمن قام به أسقط الفرض عن الباقين فإن تعين على واحد لزمه طلبه بأن كان أهلا للقضاء دون غيره

فائدة: قال الإمام فخر الدين الرازي رضي الله عنه اعلم أن المداخل التي يأتي الشيطان من قبلها ثلاثة الشهوة والغضب والهوى فبالشهوة يصير الإنسان ظالما لنفسه وبالغضب يصير الإنسان لغيره وبالهوى يتعدى ظلمه إلى حضرة جلال الله فلهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الظلم ثلاثة فظلم لا يغفر وظلم لا يترك وظلم عسى الله أن يتكره هو ظلم الإنسان لنفسه فمنشأ الظلم الذي لا يغفر هو الهوى ومنشأ الظلم الذي لا يترك هو الغضب ومنشأ الظلم الذي عسى الله أن يتركه الشهوة ثم لهذه الثلاثة نتائج البخل والحرص نتيجة الشهوة والعجب والكبر نتيجة الغضب والكفر

والبدعة نتيجة الهوى فإذا اجتمعت هذه الستة في بنى آدم تولد منها سابعة وهي الحسد فلهذا ختم الله مجامع الشرور الإنسانية بالحسد قال تعالى ومن شر حاسد إذا حسد كما ختم مجامع الخبائث الشيطانية بالوسوسة قال تعالى يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس فليس في بني آدم أشر من الحسد بل قيل إن الحاسد أشر من إبليس قال فرعون لإبليس هل تعلم أحد أشر مني ومنك قال الحاسد وهو أول معصية في السماء لأن إبليس حسد آدم وأول معصية في الأرض لأن قابيل حسد هابيل فقتله قال الكرابيسي صاحب الشافعي رضي الله عنهما فأصول هذه القبائح ثلاثة ونتائجها سبعة والفاتحة سبع آيات في مقابلتها وأصل الفاتحة البسملة وهي ثلاثة أسماء في مقابلة أصول القبائح فمن واظب على قراءتها دفع الله عنه هذه الآفات القبيحة إن شاء الله تعالى الثانية قال جعفر الصادق رضي الله عنه من قرأ الفاتحة أربعين مرة على ماء ثم نضح بها وجه محموم شفاه الله تعالى. ة نتيجة الهوى فإذا اجتمعت هذه الستة في بنى آدم تولد منها سابعة وهي الحسد فلهذا ختم الله مجامع الشرور الإنسانية بالحسد قال تعالى ومن شر حاسد إذا حسد كما ختم مجامع الخبائث الشيطانية بالوسوسة قال تعالى يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس فليس في بني آدم أشر من الحسد بل قيل إن الحاسد أشر من إبليس قال فرعون لإبليس هل تعلم أحد أشر مني ومنك قال الحاسد وهو أول معصية في السماء لأن إبليس حسد آدم وأول معصية في الأرض لأن قابيل حسد هابيل فقتله قال الكرابيسي صاحب الشافعي رضي الله عنهما فأصول هذه القبائح ثلاثة ونتائجها سبعة والفاتحة سبع آيات في مقابلتها وأصل الفاتحة البسملة وهي ثلاثة أسماء في مقابلة أصول القبائح فمن واظب على قراءتها دفع الله عنه هذه الآفات القبيحة إن شاء الله تعالى الثانية قال جعفر الصادق رضي الله عنه من قرأ الفاتحة أربعين مرة على ماء ثم نضح بها وجه محموم شفاه الله تعالى.

‌فصل في العدل

قال الله تعالى وما الله يريد ظلما للعالمين قال الإمام الرازي رضي الله عنه قالت المعتزلة إما أن الله تعالى يريد أن لا يظلم أحدا ولا يظلم أحد أحدا فإن كان الأول فلا يستقيم على قولكم لأن مذهبكم لو عذب الطائع لم يكن ظلما منه لأن الظلم هو التصرف في ملك الغير وهو سبحانه يتصرف في ملكه وإن كان الثاني فباطل أيضا على قولكم أن الكل بقضائه وقدره فلا يبقى للآية معنى على مذهبكم قلنا فلم لا يجوز أن يكون المراد الثاني قالوا فإنه تمدح بنفي الظلم فيكون محالا عليه فأجبناهم بجوابين الأول أنه تمدح بنفسه كالسنة والنوم وهما محالان عليه الثاني لو عذب الطائع كان له ذلك لأنه تصرف في ملكه لكنه لا يفعله ولو فعله لم يكن ظلما في نفسه لكنه يشبه صورة الظلم فأطلق أحد المتشابهين على الآخر وهو مجاز حسن ورأيت في قواعد ابن عبد السلام لو وجد المكلف مضطرين متساويين ومعه رغيف لو طعمه لأحدهما عاش يوما ولو طعم كل واحد نصفه عاش نصفا فالمختار أن تخصيص أحدهما غير جائز لأن أحدهما قد يكون وليا لله ولأنه سبحانه أمر بالعمل والإحسان

حكاية: دخل شقيق

ص: 49

البلخي على هارون الرشيد فقال عظني فقال إن الله تعالى أقامك مقام الصديق فيريد منك الصدق وأقامك مقام الفاروق فيريد منك أن تفرق بين الحق والباطل وأقامك مقام عثمان فيريد منك الحياء وأقامك مقام علي فيريد منك العمل والعلم قال زدني قال إن لله تعالى دارا يقال لها جهنم وجعلك بوابا لها تدفع الناس عنها وأعانك بالمال والسوط والسيف وقال لك أيها العبد المأمور ادفع الخلق عن هذه الدار بهذه الثلاثة فمن جاءك فقيرا فأعطه من المال ومن لم يطع فأدبه بالسوط ومن قتل بغير حق فاقتص منه بالسيف قال زدني قال أنت البحر وهم الأنهار فإن صفوت صفوا وإن تكدرت تكدروا

حكاية: قال نافع كنت أسمع عمر بن الخطاب كثيرا يقول ليت شعري من هذا الذي يأتي من ولدي يملأ الأرض عدلا وقال بينما أنا مع عمر وهو يعس ليلا إذ سمع امرأة تقول لابنتها اخلطي الحليب بالماء فقالت يا أماه أوليس قد نادى عمر أن لا يخلط الحليب بالماء قالت إنه لا يرانا قالت ما لنا إن نطيعه في الملأ ونعصيه في الخفاء فلما أصبح عمر نادى أولاده عبد الله وعبيد الله وعاصما وعرض عليهم الجارية وقال لو كان لأبيكم من حركة ما سبقه إليها أحد فتزوجها عاصم فولدت له بنتا ثم ولدت البنت بنتا وهي لم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

لطيفة: روى البيهقي أن رجلا كان يخلط اللبن بالماء ويبيعه ثم ركب البحر ومعه قرد فأخذ الصرة التي فيها المال المجموع من ثمن اللبن والماء وصعد إلى أعلى المركب وصار يلقي دينارا في البحر ودينارا في المركب وصاحبه ينظر إليه حتى ألقى نصف المال في البحر وتقدم في باب التقوى أنه يؤكل على وجه رواه الشافعي رضي الله عنه حكاه القرطبي ويكره اقتناؤه وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى قردا سجد في عجائب المخلوقات وغيره من تصبح بوجه القرد عشرة أيام أتاه السرور قال مؤلفه وهذا مردود بسجود النبي صلى الله عليه وسلم شكرا عند رؤيته لأنه على صورة من سخط الله عليهم ربما قال العلماء من كراهة اقتنائه وفي عجائب المخلوقات في بحر بعض جزائر بحر الصين قردة كالجواميس بيض ألوانها

حكاية: قال رباح بن عبيدة خرجت مع عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة فرأيت شيخا يكلمه فقلت من هذا قال الخضر عليه السلام أخبرني أني أتولى على هذه الأمة وأعدل فيهم وكان رعاة الشاة يقولون في ولايته من هذا العبد الصالح الذي قام على الناس فقيل من أخبركم به قالوا إذا كان الخليفة عادلا كفت الذئاب عن الغنم فلما كان بعد أيام قالوا نرى الذئب في هذا اليوم قد أكل الغنم فجاء الخبر بعد شهر بموت عمر رضي الله عنه

حكاية: لما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة خير زوجه في فراقها أو تقيم عنده وكان قبل الخلافة يلبس أفخر الثياب فلما تولى الخلافة صار له قميص واحد وإزار واحد قيمتهما أربعة عشر درهما وقيل له لو اتخذت حراسا لطعامك وشرابك كما يفعل الخلفاء فقال اللهم إن كنت تعلم أني أخاف شيئا غير يوم القيامة فلا تؤمن خوفي وذكر القيامة فبكى بكاء شديدا حتى أغمي عليه ثم ضحك فسئل عن ذلك فقال رأيت القيامة ومناديا ينادي أين أبو بكر الصديق فجيء به فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به إلى الجنة ثم عمر

ص: 50

ثم عثمان ثم

علي بن أبي طالب ثم نادى أين عمر بن عبد العزيز فوقعت على وجهي فأتى ملكان وأوقفاني بين يدي الله فحاسبني حسابا يسيرا ثم رحمني فبينما أنا مع الملكين إذ رأيت جيفة فقلت من أنت فقال الحجاج فقلت ما فعل الله بك قال وجدته شديد العقاب ثم أنتظر ما ينتظره الموحدون

فائدة: قال عمر بن عبد العزيز رأيت الزهري في المنام فقلت له هل من دعوة قال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له وتوكلت على الحي الذي لا يموت اللهم إني أسألك العفو والعافية وأسألك أن تعيذني وفى من الشيطان الرجيم مات عمر سنة إحدى ومائة وهو ابن تسع وثلاثين سنة وكانت خلافته سنين وخمسة أشهر فبينما الناس على قبره إذ سقطت ورقة مكتوب فيها بسم الله الرحمن الرحيم أمان من الله العزيز لعمر بن عبد العزيز في التوراة مكتوب إن الأرض لتبكي على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قالت زوجته اشتهى عمر عسلا فلما قدمته وأكل منه قال من أين لكم هذا قلت أرسلت غلامي على خيل البريد فاشتراه لك فباعه وأعطاني رأس مالي ورد الباقي إلى بيت المال ثم قال لنفسه يا عمر أتعبت خيل المسلمين في شهوتك

حكاية: قال وهب بن منبه لما أخرب بختنصر بيت المقدس وحرق التوراة ونهب الأموال وكان ملكه سبعمائة سنة فاحتمل الأموال من بيت المقدس على مائة ألف عجلة وسبعين ألف عجلة وكان سليمان عليه السلام قد ابتناه من ذهب وفضة ودر وياقوت وذمرد بالذال المعجمة قال النووي وأسر بني إسرائيل والأنبياء وكان منهم العزيز فرفع صوته وقال اللهم إنك خلقت السموات والأرض بمشيئتك ثم بوأت بني إسرائيل الأرض المقدسة وسلطت عليهم عدوك وعدوهم فجاء ملك وقال يا عزيز أتريد أن تعلم سر قضاء الله تعالى قال نعم قال إن الله أرسلني إليك وأريد منك أن تصر لي من الشمس صرة وتزن لي مثقالا من الريح وتكيل لي كيلا من النور وترد لي أمس قال ومن يطيق ذلك قال الذي لا يسأل عما يفعل يا عزيز إن كنت تسأل عن هذا فلا تعرفه فكيف لو قلت لك كم تحت الأرض من ينبوع وكم في البحر من قطرة وكم عدد أرواح الموتى وأين طريق الجنة قال العزيز لا علم لي بشيء من هذا فقال إذا لم تعلم هذا وأنت تشاهده ببصرك فكيف تعلم علم الله الذي حجبه عن خلقه يا عزيز سل البحار ما لأمواجها تعلو وتندفع فإذا بلغت حدها رجعت بزمام القهر رأيت لو اختصمت الأرض والبحار إليك ما كنت تحكم بينهما إذا قالت الأرض أتريد أن أتوسع وأمتد في البحر وقالت البحار أريد أن أتوسع قال أقول قد جعل الله لكل واحد منكما حدا لا يتجاوزه قال نعم حكمت احكم بهذا على نفسك فإن الله تعالى جعل لبني آدم آجلا واحداً ولهم حدا لابد أن يصلوا إليه

حكاية: قال موسى عليه السلام يا رب أرني عدلك قال اذهب إلى مكان كذا ففعل فوجد عينا وشجرة فجلس تحتها مستخفيا فجاء فارس فشرب من العين ونسي كيسا فيه ألف دينار فجاء صبي فأخذه ثم جاء رجل أعمى فتوضأ من العين فتذكر الفارس كيسه فرجع وسأل الأعمى فقال ما وجدته فضربه فقتله فتعجب موسى عليه السلام من ذلك فأوحى الله إليه اعلم أن الصبي قد أخذ حقه لأن الفارس قد أخذ من والد الصبي ألف دينار وأما الأعمى فإنه قتل أبا الفارس فأوصلت إلى كل في حق حقه

فائدة: نسج العنكبوت

ص: 51

على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عبد الله بن أنس رضي الله عنه لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم لقتل كافر فقطع رأسه داخل غار فنسج عليه العنكبوت فجاء الطلب فلم يروه ونسج على زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما لما صلبوه مجردا ونسج على داود عليه السلام لما طلبه جالوت قاله القرطبي من تركه في البيت يورث الفقر وفي الإسطبل يورث ضعف الدواب وأصله امرأة ساحرة فمسخها الله تعالى قال ابن المقن في العمدة يستحب قتل العنكبوت لقول النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوا العنكبوت فإنه شيطان

موعظة: قال داود عليه السلام يا رب ما من يوم إلا ولك فيه من آل داود صائم وما من ليلة إلا ولك فيها من آل داود قائم فقال بقوتهم أو مني فقال بل منك يا رب وعزتي وجلالي لأكلنك إلى نفسك سنة فقال لا بعزتك قال شهرا قال لا بعزتك قال لحظة فرضي وجمع حوله ثلاثين ألف مقاتل وجمع الزبور فسقط عليه طير من ذهب فتبعه ليأخذه فوقع نظره على امرأة جميلة فأعجبته فأرسل زوجها إلى الجهاد ثم أرسله من مكان إلى مكان ليقتل فلما قتل تزوجها وهي أم سليمان

عليه السلام فأرسل الله إليه ملكين كالخصمين فلما رآهما قد دخلا عليه من غير باب داره خاف منهما فقالا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة وكان داود عليه السلام متزوجا بتسع وتسعين امرأة فقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه فأخبره بفعله مع زوج المرأة وخرجا من عنده فعرف أنه قد امتحن فمكث أربعين سنة يبكي حتى نبت العشب من دموعه قد أوحى الله إليه اذهب إلى زوج المرأة وتحال منه فناداه فقال من هذا الذي شغلني عن لذتي قال أنا داود عرضتك للقتل فقال يا داود عرضتني للجنة فأوحى الله إليه يا داود إني حكم عمل أخبره بأنك تزوجت امرأته فناداه فقال من هذا الذي شغلني عن لذتي فقال أنا داود قال ما تريد أليس قد جعلتك في حل قال إني تزوجت امرأتك فلم يرد عليه فناداه ثانيا فلم يجبه فحثا داود التراب على رأسه فقال ويل لداود إذا نصبت الموازين فأوحى الله إليه قد غفرت لك قال وكيف تغفر لي ولم يفغر لي صاحبي قال أنا أرضيه وأستوهبك منه

حكاية: كان في بني إسرائيل عابد عبد الله دهرا طويلا في صومعة وأنبت له الله كرمة عنب يأكل منها كل يوم قطف عنب وإذا عطش مد يده فيقع فيها الماء فمرت به امرأة جميلة فقالت يا راهب قد دخل الليل والقرية بعيدة فدعني أنام عندك هذه الليلة فلما صارت عنده تجردت عن ثيابها فغض بصره فتعرضت له فطالبته نفسه بذلك فقال إن الزاني يكتب على جبهته آيس من رحمة الله وخوف نفسه بنار جهنم فلم ترجع فعرض عليها النار الصغرى وملأ سراجه دهنا وغط الفتيلة وأدخل إصبعه فنادى مالك يا نار كلي فأحرقت إصبعه كلها مع يده فصاحت المرأة صيحة فارقت الدنيا فسترها بثوبها وقام إلى الصلاة فلما طلع الفجر صاح إبليس في المدينة ألا وإن الراهب قد زنى بفلانة وقتلها فركب الملك بعسكره إليه وناداه فقال أين فلانة قال عندي قال دعها تخرج قال إنها ميتة فقال ما رضيت بالزنا حتى قتلتها فأخذوه بالسلاسل والحديد ووضعوا المنشار على رأسه وقال جروا المنشار على رأسه فلما تأوه قال الله تعالى يا جبريل قل له قد أبكيت حملة عرشي وسكان سمواتي وعزتي وجلالي لإن تأوه مرة ثانية لأهدن السموات على الأرض فصبر واحتسب ولم يخبرهم بحاله فأنطق الله المرأة وقالت إنه مظلوم والله ما زنى وأخبرتهم بخبره مع النار فلما رأوا يده محترقة ندموا على قتله فحفروا له والمرأة قبرا فوجدوه مسكا فنادى مناد من السماء اصبروا حتى تصلي عليه الملائكة وألقى الله عليهم كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من الله تعالى إلى عبده أني قد نصبت المنبر تحت عرشي وجمعت ملائكتي وخطب جبريل وأشهدت الملائكة أني قد زوجته خمسين ألف عروس من الفردوس ذلك لمن خشي ربه. لسلام فأرسل الله إليه ملكين كالخصمين فلما رآهما قد دخلا عليه من غير باب داره خاف منهما فقالا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة وكان داود عليه السلام متزوجا بتسع وتسعين امرأة فقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه فأخبره بفعله مع زوج المرأة وخرجا من عنده فعرف أنه قد امتحن فمكث أربعين سنة يبكي حتى نبت العشب من دموعه قد أوحى الله إليه اذهب إلى زوج المرأة وتحال منه فناداه فقال من هذا الذي شغلني عن لذتي قال أنا داود عرضتك للقتل فقال يا داود عرضتني للجنة فأوحى الله إليه يا داود إني حكم عمل أخبره بأنك تزوجت امرأته فناداه فقال من هذا الذي شغلني عن لذتي فقال أنا داود قال ما تريد أليس قد جعلتك في حل قال إني تزوجت امرأتك فلم يرد عليه فناداه ثانيا فلم يجبه فحثا داود التراب على رأسه فقال ويل لداود إذا نصبت الموازين فأوحى الله إليه قد غفرت لك قال وكيف تغفر لي ولم يفغر لي صاحبي قال أنا أرضيه وأستوهبك منه

حكاية: كان في بني إسرائيل عابد عبد الله دهرا طويلا في صومعة وأنبت له الله كرمة عنب يأكل منها كل يوم قطف عنب وإذا عطش مد يده فيقع فيها الماء فمرت به امرأة جميلة فقالت يا راهب قد دخل الليل والقرية بعيدة فدعني أنام عندك هذه الليلة فلما صارت عنده تجردت عن ثيابها فغض بصره فتعرضت له فطالبته نفسه بذلك فقال إن الزاني يكتب على جبهته آيس من رحمة الله وخوف نفسه بنار جهنم فلم ترجع فعرض عليها النار الصغرى وملأ سراجه دهنا وغط الفتيلة وأدخل إصبعه فنادى مالك يا نار كلي فأحرقت إصبعه كلها مع يده فصاحت المرأة صيحة فارقت الدنيا فسترها بثوبها وقام إلى الصلاة فلما طلع الفجر صاح إبليس في المدينة ألا وإن الراهب قد زنى بفلانة وقتلها فركب الملك بعسكره إليه وناداه فقال أين فلانة قال عندي قال دعها تخرج قال إنها ميتة فقال ما رضيت بالزنا حتى قتلتها فأخذوه بالسلاسل والحديد ووضعوا المنشار على رأسه وقال جروا المنشار على رأسه

ص: 52