المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وبيان قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم من سبع ورزقتم من سبع - نزهة المجالس ومنتخب النفائس - جـ ٢

[الصفوري]

فهرس الكتاب

- ‌باب في فضل الصدقة وفعل المعروف خصوصا مع القريب والجار الغريب

- ‌فصل في إكرام الجار

- ‌باب الزهد والقناعة والتوكل

- ‌فصل في القناعة

- ‌فصل في التوكل على الله

- ‌باب حفظ الأمانة وترك الخيانة

- ‌وذكر النساء وفضل الزواج وذم الطلاق والتحذير من اللواط

- ‌وفضل الزراعة

- ‌وبيان قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم من سبع ورزقتم من سبع

- ‌فصل في الزراعة

- ‌فصل في قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم مع سبع

- ‌باب الخوف

- ‌باب التوبة

- ‌باب في فضل العدل واجتناب الظلم

- ‌فصل في العدل

- ‌فصل في الشفقة على خلق الله تعالى

- ‌فصل في إكرام المشايخ

- ‌فصل في الخضاب والتسريح

- ‌باب فضل العقل

- ‌باب فضل العلم وأهله والشام

- ‌فضل في سكنى الشام

- ‌أنا أول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن

- ‌باب مولد المصطفى وحبيب الله المجتبى

- ‌سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين

- ‌فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في رضاعه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة والتسليم على سيد الأولين

- ‌والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه

- ‌باب قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا

- ‌من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

- ‌فصل في المعراج

- ‌باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهم

- ‌فضائل الصحابة

- ‌رضى الله تعالى عنهم أجمعين إجمالا وتفصيلا

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌مناقب أهل خلق الله على التحقيق

- ‌أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌مناقب سراج أهل الجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌باب مناقب هؤلاء الأربعة رضي الله عنهم إجمالا

- ‌باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌باب مناقب فاطمة الزهراء رضي الله عنها

- ‌فصل تزويج حواء بآدم عليهما الصلاة والسلام

- ‌باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب العباس رضي الله عنه

- ‌باب مناقب حمزة رضي الله عنه

- ‌باب فضائل هذه الأمة المرحومة زادها الله شرفا وإكراما

- ‌وذكر بعض من فيها من العلماء والأولياء بأسمائهم وتواريخهم

- ‌وذكر إبراهيم وموسى وعيسى والخضر والياس

- ‌عليهم الصلاة والسلام

- ‌في ذكر إبراهيم عليه السلام

- ‌فصل في ذكر موسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر عيسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر الخضر والياس عليهما السلام

- ‌فصل في ذكر ما تيسر من المشهورين بالكنية

- ‌بأسمائهم وتواريخهم من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم

- ‌باب ذكر أشياء من فعلها حرمه الله على النار وأعتقه منها

- ‌باب في ذكر الجنة

الفصل: ‌وبيان قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم من سبع ورزقتم من سبع

فأخذها وذهب سريعا ثم رجع فطرحوا له لقمة أخرى وهكذا خمس مرات فتبعه رجل إلى بيت خراب فوجد فيه قطا أعمى وهو يضع اللقمة بين يديه فانقطع الشيخ أبو الحسن إلى الله وترك الإكتساب ورأيت في تفسير الرازي أن عيسى عليه السلام مر بالحواريين وهم يصطادون السمك فقال لهم تعالوا حتى نصطاد الناس فقالوا من أنت قال عيسى فآمنوا به فلما تركوا الصيد جاعوا فأخبروا عيسى عليه السلام بذلك فضرب على الأرض فأخرج لكل واحد رغيف ثم قالوا عطشنا فضرب بيده على الأرض فخرج الماء فقالوا من أفضل منا قال من يأكل من كسب يمينه

فائدة: تعوذ النبي من جهد البلاء قال عمر رضي الله عنه هو قلة المال وكثرة العيال وقال غيره هو الجار السوء والرسول البطئ والمرأة المخاصمة والسراج المظلم وهرة تعوي فإن قيل ما الحكمة في أن سليمان عليه السلام رد الله عليه الشمس بعدما غربت حتى صلى العصر ومحمد ما ردها عليه حين نام في الوادي بل صلى الصبح قضاء فالجواب أن محمداً صلى الله عليه وسلم وكل يقظته إلى مخلوق هو بلال الحبشي وجواب آخر وهو الأحسن أن سليمان حكم عليه الوقت فلا تصح الصلاة إلا فيه ومحمد حكم على الوقت فتصح الصلاة فيه وفي غيره قضاء منه ومن أمته مع أنه قد ردت له صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات ولقد أجاد القائل رحمه الله تعالى: شعر:

والشمس بعد غروبها ردت

والبدر بين يديه شق وأفرجا

فإن قيل ما الفرق بين التوكل والتسليم والتفويض فيقال التوكل أن تسكن إلى وعد الله التسليم أن تكتفي بعلم الله والتفويض أن ترضى بحكم الله عز وجل.

‌باب حفظ الأمانة وترك الخيانة

‌وذكر النساء وفضل الزواج وذم الطلاق والتحذير من اللواط

‌وفضل الزراعة

‌وبيان قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم من سبع ورزقتم من سبع

.

قال الله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وقال تعالى وأوفوا بعهد الله حكاية: قال في الإحياء أن رجلا واعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيه في مكانه فنسى الرجل اليوم الأول والثاني ثم جاء في الثالث فوجده صلى الله عليه وسلم مكانه فقال يا فتى لقد شققت علي أنا ههنا منذ ثلاثة أيام أنتظرك وذكر بعض المفسرين في قوله تعالى حكاية: عن اسماعيل أنه كان صادق الوعد قيل أن رجلا قال له اجلس في هذا المكان حتى آتيك فجلس فيه سنة ثم جاءه وقال مكانك حتى آتيك فغاب عنه سنة ومثل هذا رأيته عنه الشيخ عبد القادر الجيلاني والقائل له الخضر رضى الله عنه فإن قيل كل نبي فهو صادق الوعد فلم خص اسماعيل بذلك فالجواب تكرر منه مواعيد كثيرة فوفى بها لأنه من بيت الوفاء قال الله تعالى وإبراهيم الذي وفى.. حكاية: قال في روض الأفكار خرج رجل من أهل اليمن لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جماعة سلم على أبي بكر فلما دخل المدينة نسى فرجع من الطريق حتى يبلغ الرسالة فلما فعل ذلك وأراد الذهاب إلى مكة وجد القافلة قد رحلت فرجع إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ونام فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فقال أبو بكر

ص: 17

هذا الرجل يا نبي الله قال نعم فالتفت إلي وقال يا أبا الوفاء قلت يا رسول الله كنيتي أبو العباس فقال أنت أبو الوفاء وأخذ بيدي فرفعت فانتبهت فرأيتي في المسجد الحرام فأقمت بمكة ثمانية أيام حتى جاء الحجاج

فائدة: رأيت في تفسير العلائي في سورة براءة عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما دخلنا مع جماعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا يا نبي الله إنك قلت ثلاثة من كن فيه فهو منافق ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه ثلث النفاق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان فظننا أن لا نسلم منهن أو من بعضهن ولم يسلم منهن كثير من الناس فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما لكم ولهن إنما خصصت بهن المنافقين أما قولي إذا حدث كذب فذلك قوله تعالى إذا جاءك المنافقون الآية أفأنتم كذلك قلنا لا يا رسول الله قال لا عليكم أنتم من ذلك برآء وأما قوله إذا وعد أخلف فذلك فما نزل الله علي ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله الآيات الثلاث أفأنتم كذلك قلنا لا يا رسول الله لو عاهدنا الله شيئا وفيناه فقال لا عليكم أنتم من ذلك برآء وأما قولي إذا ائتمن خان فذلك فما انزل الله إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال الآية فكل مؤمن مؤتمن على دينه فالمؤمن من يغتسل من الجنابة سرا وعلانية أفأنتم كذلك قلنا نعم يا رسول الله قال لا عليكم أنتم من ذلك برآء

حكاية: نذر يوسف عليه السلام وهو في السجن إن خرج ليضمن وليمة للفقراء وغيرهم فلما خرج من السجن نسى فذكره جبريل فصنع طعاما شهرا وجمع الناس فاجتمع الكبير والصغير فقال جبريل لم يحضره المقصود فقال يوسف من هو قال عجوز عمياء في بيت من جريد النخل فأرسل إليها رسولا فقالت للرسول قل ليوسف يحضر بنفسه وأنشد لسان الحال يقول: شعر:

لا تبعثوا لي من النسيم تحية

إني أغار من النسيم عليكم

فرجع الرسول إليه وأخبره بذلك فذهب يوسف إليها وقال أيتها العجوز أحضري دعوتنا فقالت أين قولك يا سيدتي من قولك يا عجوز طال ما أنعمنا عليك ونثرنا الجواهر على قدميك فقال يوسف ما هذا الإذلال قالت أنا زليخا فبكى يوسف رحمة لها فلما حضرت لم يبق في المجلس إلا قام لها فخلع عليها يوسف الخلع فقالت قد ملكنا من هذا كثير أن تفعل ما أريد وإلا رجعت مكاني قال ما هو قالت بصري وشبابي وأن تكون زوجا لي فنزل جبريل وقال قد أكرمناها لأجلد برد بصرها وشبابها فأكرمها أنت بالزواج فتزوجها في الحال

حكاية: قيل كانت زليخا من بنات الملوك وكان بينها وبين مصر نصف شهر فرأت في منامها يوسف فتعلق حبه بقلبها فتغير لونها فسألها أبوها عن ذلك فقالت رأيت صورة في منامي لم أرى أحسن منها فقال أبوها لو عرفت مكانه لطلبته لك ثم رأته في العام الثاني فقالت له بحق الذي صورك من أنت قال أنا لك فلا تختاري غيري فاستيقظت وقد تغير عقلها فقيدها أبوها بالحديد ثم رأته في العام الثالث فقالت بحق الذي صورك أين أنت قال بمصر فاستيقظت وقد صح عقلها فأخبرت أباها بذلك ففك القيد منها وأرسل إلى ملك مصر أن لي بنتا قد خطها الملوك وهي راغبة إليك فكتب

ص: 18

إليه قد أردناها فجهزها أبوها بألف جارية وألف عبد وألف بعير وألف بغلة فلما دخلت مصر وتزوجها الملك بكت بكاء شديدا وسترت وجهها وقالت للخادم ليس هو الذي رأيته في المنام فقالت الجارية اصبري فلما رآها الملك افتتن بها وكان إذا أراد النوم معها مثل الله له جنية في صورتها وحفظها ليوسف فلما اجتمع بها وحدهما بكرا كما حفظ آسية بنت مزاحم رضي الله عنها من فرعون لأنها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فإن قيل إذا كان الله تعالى حفظها من فرعون فما معنى قوله تعالى ثيبات وأبكارا فإن المراد بالثيبات آسية والأبكار مريم على أحد الأقوال فالجواب أن المرأة تسمى ثيبا إذا كانت متزوجة وإن لم توطأ ويجري عليها أحكام الثيب ألا ترى أنه لو مات زوجها وجبت عليها العد ومريم لم تزل بكارتها لأنها ولدت من سرتها

حكاية: قال وهب بن منبه رضي الله عنه مرض شاب من بني إسرائيل فنذرت أمه إن شفى الله ولدها لتخرجن من الدنيا سبعة أيام فشفاه الله فحضرت قبرا وقالت لولدها أحث علي التراب ثم بعد سبعة أيام أخرجني منه فلما حثا عليها التراب وجدت فيها بابا إلى بستان فدخلته فرأت فيه امرأتين على رأس إحداهما طير يروح بجناحيه عليها والأخرى على رأسها طير ينقرها فقالت للأولى بم نلت هذا قالت خرجت من الدنيا وزوجي راض عني وقالت للأخرى بم نلت هذا قالت خرجت من الدنيا وزوجي ساخط علي فإذا رجعت إلى الدنيا فاسأليه العفو عني فبعد سبعة أيام أخرجها ولدها فأخبرت زوج المرأة فعفا عنها ثم رأتها بعد ذلك في المنام فقالت لها جزاك الله خير قد نجوت من العذاب

حكاية: مات رجل من بني إسرائيل وخلف امرأة وثلاث بنات فلما انقضت عدتها تزوجت فلما كان قبل الدخول بليلة رأت زوجها الأول مهموما في المنام فسألته وقالت ما نسيتك فقال لها لو لم يقع النسيان لما تزوجت بفلان فلما أصبحت أخبرت نبي ذلك الزمان عليه الصلاة والسلام وقالت يا نبي الله اسأل فلانا أن يطلقني فطلقها فأوحى الله إليه قل للمرأة لما عاملت زوجها بالوفاء غفرنا ما كان بيننا وبينها من الجفاء وأعطيناها بكل شعرة على بدنها جارية تخدمها ويجمع الله بينها وبين زوجها في الجنة

فائدة: قال معاذ بن جبل صلاة من متزوج أفضل من أربعين صلاة مم غيره وقال ابن عباس تزوجوا فإن يوما مع المتزوج خير من عبادة ألف عام وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه ألك زوجة قال لا ولا جارية قال لا قال وأنت موسر بخير قال وأنا موسر بخير قال أنت مم إخوان الشياطين لو كنت من النصارى كنت من رهبانهم إن من سنتنا النكاح شراركم عزابكم وأرذال موتاكم عزابكم

موعظتان: قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه تزوج ولا تطلق فإن الله يبغض الذواقين والذواقات وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من عمل في فرقة بين امرأة وزوجها كان عليه لعنة الله في الدنيا والآخرة وحرم عليه النظر إلى وجهه وعن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فرق بين امرأة وزوجها فرق الله بينه وبين الجنة يوم القيامة وسيأتي في باب

الخوف أن الطلاق قد يجب وقد يستحب وقد يحرم والله أعلم

حكاية: عن جعفر بن محمد الصادق قال كان في بن

ص: 19

ي إسرائيل رجل صالح وله امرأة جميلة فرآها شاب فعشقته وصنعت له مفتاحا يدخل عليها متى شاء فقال زوجها في بعض الأيام قد أنكرت حالك فلابد أن تحلفي على عدم الخيانة قالت نعم فلما خرج من عندها ودخل الشاب أخبرته بذلك فقال كيف الخلاص قالت البس ثياب المكارى وخذ حمارا وقف على باب المدينة فلما جاء زوجها وطلبها يحلفها على جبل معظم عندهم يحلفون عنده فخرجت معه فلما رأت المكارى قالت لابد من ركوبي مع هذا فأركبها فلما صعدوا على الجبل ألقت نفسها عن الحمار فانكشف شيء من بدنها ثم قالت والله ما رآني غير هذا فاضطرب الجبل من تحتهم اضطرابا شديدا فذلك قوله تعالى وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أيما امرأة خانت زوجها فعليه نصف عذاب هذه الأمة وسيأتي على هذا زيادة في المعراج إن شاء الله تعالى

حكاية: كانت امرأة نوح عليه السلام تخونه بأن تأمر الناس بعدم اتباعه وامرأة لوط تخونه أيضا بأن تخبر قومه بالملائكة لما أن أتوا إليه في صورة شبان مرد فإن قيل كيف جاز أن تكون امرأة النبي كافرة لا زانية فالجواب أن الأنبياء عليهم السلام بغم الله إلى الكفار ليدعوهم ويبشروهم فوجب أن لا يكون معهم ما ينفرهم والزنا من أعظم المنفرات بخلاف الكفر فلا يرونه عارا قال العلائي في سورة هود أن جبريل وميكائيل وإسرافيل دخلوا على لوط في صورة حسنة فذهبت زوجته وأخبرت قومه فجاءوه يهرعون أي يسرعون فخاف على الملائكة لأنه لم يعرفهم وضاق بهم ذرعا أي ضاق صدره كما أن البعير إذا كان حمله ضيفا طال باعه وإن كان ثقيلا ضاق باعه فقال لوط هذا يوم عصيب أي شديد قال الله تعالى للملائكة لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات فلما دخلوا عليه كالضيوف قال لوط ما بلغكم من أمر هذه القرية قالوا وما أمرها قال أشهد بالله أنها شر قرية في الأرض عملا قال ذلك أربع مرات وكل مرة يقول جبريل لمن معه من الملائكة اشهدوا ثم قال لوط يا قوم هؤلاء بناتي يعني أزوجكم بهن وقيل أراد بالبنات نساءهم لأن النبي كالأب لقومه وهو الصحيح فقالت الملائكة أنا رسل ربك ففتح الباب فوضع جبريل يده على أبصارهم فانطمست وعلى أيديهم فيبست فرجعوا وهم يقولون يا لوط صبرا حتى يطلع الصبح فقال تعالى فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإنها مصيبها ما أصابهم فقال لوط متى يأتيهم العذاب قال إن موعدهم الصبح قال أليس الصبح بقريب فلما خرج لوط وأخذ أهله قال لا يلتفت منكم أحد فلما سمعوا صوت العذاب التفتت امرأته وقالت واقوماه فأمر الله تعالى جبريل فرفع مدائن لوط وهي خمسة على جناحه حتى سمعت الملائكة صياح الديكة ونهيق الحمير ولم ينتبه لهم نائم ولم يتكسر لهم إناء فجعل عاليها سافلها ثم أرسل عليهم حجارة من سجيل قيل هو جبل في السماء بين السماء والأرض

موعظة: قيل مر سيدنا عيسى عليه السلام في أرض فرأى نارا تشتعل على رجل فأخذ ماء وأطفأها فتحولت النار شابا أمرد وتحول الرجل نارا واشتعل على الصبي فتعجب من ذلك فدعا الله تعالى فأنطق الله له الرجل فقال يا نبي الله إني كنت افعل

ص: 20

الفاحشة بهذا الصبي فجعلني الله نارا أشتعل عليه تارة ثم يردني إلى حالي أولا ويجعل الصبي نارا يشتعل علي تارة إلى يوم القيامة وقال ابن عباس رضي الله عنهما إذا ركب الذكر على الذكر هرب الشيطان خوفا من اللعنة أن تصيبه وقال النبي صلى الله عليه وسلم ملعون ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط وعن النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعمل عمل قوم لوط لم يلبث في قبره إلا ساعة واحدة ثم يبعث الله إليه ملكا يشبه الخطاف فيخطفه برجليه ويطرحه في قوم لوط ويكتب على جبينه آيس من رحمة الله وعنه صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة بأطفال ليس لهم رؤوس فيقول الله تعالى لهم من أنتم فيقولون نحن المظلمون فيقول ومن ظلمكم فيقولون آباؤنا كانوا يأتون الذكران من العالمين فألقونا في الأديان فيقول الله تعالى سوقوهم إلى النار واكتبوا على وجوههم آيسين من رحمة الله

مسئلة: حد اللواط كحد الزنا قال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام لو رأينا رجلا يزني بامرأة ورجلا يلوط بصبي ولم نقدر إلا على

دفع واحد دفعنا الذي يلوط بالصبي ولو قال يا لوطي فالصواب أنه صريح في القذف كما جزم به صاحب التنبيه فيجب الحد إن قاله قاله للمحصن وهو البالغ العاقل الحر المسلم الذي غيب حشفته بقبل في نكاح صحيح وهو عفيف عن وطء يحد به ولو في البر لكن قال البغوي إذا وطئ في الدبر تبطل حصانة الفاعل فقط لأن الإحصان لا يحصل بالوطء فيه فلذلك لا تبطل به الحصانة قال الرافعي ورأى إبطال حصانتهما لوجوب الحد عليهما

حكاية: قال رجل خرجت بأصحابي إلى النزهة فرجع واحد منهم فتبعه كلب من كلابنا فدخل الرجل على زوجة الرجل وأوقع الفاحشة بها فوثب الكلب عليهما فقتلهما فلما رجع الرجل وجدهما ميتين فأنشد فيهما: شعر: فع واحد دفعنا الذي يلوط بالصبي ولو قال يا لوطي فالصواب أنه صريح في القذف كما جزم به صاحب التنبيه فيجب الحد إن قاله قاله للمحصن وهو البالغ العاقل الحر المسلم الذي غيب حشفته بقبل في نكاح صحيح وهو عفيف عن وطء يحد به ولو في البر لكن قال البغوي إذا وطئ في الدبر تبطل حصانة الفاعل فقط لأن الإحصان لا يحصل بالوطء فيه فلذلك لا تبطل به الحصانة قال الرافعي ورأى إبطال حصانتهما لوجوب الحد عليهما

حكاية: قال رجل خرجت بأصحابي إلى النزهة فرجع واحد منهم فتبعه كلب من كلابنا فدخل الرجل على زوجة الرجل وأوقع الفاحشة بها فوثب الكلب عليهما فقتلهما فلما رجع الرجل وجدهما ميتين فأنشد فيهما: شعر:

فيا عجبا للحل يهتك حرمتي

ويا عجبا للكلب كيف يصرف

فائدة: قال نوح عليه السلام يا رب أمرتني أن أصنع السفينة فما أصنعه نهارا يفسده قومي ليلا فقال اتخذ كلبا يحرسك فاتخذه فإذا جاعوا ليفسدوا عمله صاح عليهم فيستيقظ نوح عليه السلام فيطردهم فهو أول من اتخذ الكلب للحراسة قال بعض العلماء سبب امتناع الملائكة من دخول بيت فيه صورة كلب لأن الصور فيها مشابهة لخلق الله تعالى والكلب لكثرة أكله النجاسات وقبح رائحته ولأن بعضها يسمى شيطانا وهو الأسود فلا يحل صيده وإذا مر بين يدي المصلى بطلت صلاته عند الإمام أحمد بن حنبل قال مؤلفه رحمه الله تعالى ينبغي أن يقال أن سبب امتناع الملائكة من دخول بيت فيه كلب لأنه خلق من ريق الشيطان وذلك أن إبليس لعنة الله بزق على آدم وهو من طين فكشطته الملائكة فصار موضع السرة من بني آدم فخلق الله من التراب الذي أصابه ريق إبليس الكلب ذكره في العقائق والملائكة والشياطين لا يجتمعان

عجبية: إذا ذبح الكلب طهر لحمه وجلده عند أبي حنيفة رضي الله عنه

مسألة: لو كان معه شاة وكلب جائع غير عقور وجب ذبحها للكلب إن لم يجد غيرها ولا يحل قتل غير العقور

لطيفة: قال رجل لابن سيرين رضي الله عنه رأيت في المنام كأني أخطب فلانة وهي امرأة سوداء قصيرة فقال اذهب إليها وتزوج بها فإن مالها كثير وعمرها قصير فتزوجها ففي تلك الليلة ماتت فورث منها مالا كثيرا

ص: 21

حكاية: جاء صياد بسمكة إلى بعض الملوك فأعطاه أربعة آلاف درهم فقالت زوجته أسرفت فقال كيف آخذها منه فقالت قل له السمكة ذكر أم أنثى فإن ذكر نوعها قل له أريد ضدها فسأله عن ذلك فقال الصياد لا ذكر ولا أنثى بل خنثى فضحك الملك وأعطاه أربعة آلاف درهم فلما أخذها سقط منه درهم فأخذه سريعا فقالت زوجته إنه بخيل لا يستحق من ذلك شيئا فسأله عن سبب ذلك فقال الصياد لأن اسم الملك عليه فأعطاه أربعة آلاف أخرى فنادى أن لا يسمع أحد رأي زوجته وقال عمر رضي الله عنه خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة وقال الحسن البصري من أطاع زوجته فيم تهوى أكبته في النار وقال علي رضي الله عنه لا تطيعوا للنساء أمرا ولا تدعونهن يدبرن أمرا فإنهن إن تركن وما يردن أفسدن الملك وعصين المالك وجدنا من لا دين لهن في خطواتهن ولا ورع لهن عند شهواتهن اللذة بمن يسيرة والحيرة بهن كثيرة فيهن ثلاث خصال من خصال اليهود يتظلمن وهن ظالمات ويحلفن وهن كاذبات ويتمنعن وهن راغبات فاستعيذوا بالله من شرارهن وكونوا على حذر من خيرهن وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم استعينوا على النساء بالعرى فإن المرأة إذا عريت لزمت بيتها والله اعلم عن المقذاد قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال الله تعالى يوصيكم بالنساء خيرا كررها ثلاثا وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه لأن أعوج ما فيها أعلاها وهو لسانها والضلع بكسر الضاد وفتح اللام وسكونها وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من مشى في تزويح امرأة لرجل ليجمع بينهما رزقه الله ألف امرأة من الحور العين وكان له بكل خطوة خطاها أو كلمة تكلم بها في ذلك عبادة سنة قيام ليلها وصيام نهارها

فائدة: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا غسلت المرأة ثياب زوجها كتب الله لها ألف حسنة وغفر لها ألف سيئة واستغفر لها كل شيء طلعت عليه الشمس ورفع لها ألف درجة وقالت عائشة صرير مغزل المرأة يعدل التكبير في سبيل الله والتكبير في سبيل الله أثقل من السموات والأرض وأيما امرأة كست زوجها من غزلها كان لها بكل لبسة على بدنه مائة ألف حسنة وقال أبو قتادة صرير مغزل النساء وقراءة القرآن عند الله سواء جهاد النساء المغزل وقال النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله وقال صلى الله عليه وسلم من اشترى لعياله شيئا ثم حمله بيده إليهم حط الله عنه ذنوب سبعين سنة وحمل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من السوق فأراد رجل أن يحمله فقال صاحب الشيء أحق بحمله وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من خرج إلى سوق من أسواق المسلمين فاشترى

شيئا فحمله إلى بيته فخص به الإناث دون الذكور نظر الله إليه ومن نظر الله إليه لم يعذبه في حديث آخر من أفرح أنثى فكأنما بكى من خشية الله ومن بكى من خشية الله حرم الله بدنه على النار ورأيت في كتاب النورين في إصلاح الدارين أن البي صلى الله عليه وسلم

ص: 22

قال البيت الذي فيه البنات ينزل الله عليه كل يوم اثنتي عشرة رحمة من السماء ولا تنقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت ويكتبون لأبويها كل يوم عبادة سنة

موعظة: قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط مسألة: يجب العدل بين الزوجات في النوم ليلا فإذا كان عندها ليلا لم يدخل فيه على الأخرى إلا لضرورة ولا تجب التسوية في الإقامة نهارا ولا في الأكل والشرب والجماع

حكاية: كان ببغداد رجل متزوج بابنة عمه وكان قد عاهدها أن لا يتزوج عليها فجاءته في بعض الأيام امرأة إلى دكانه وسألته أن يتزوج بها فأخبرها بعهده مع ابنة عمه فرضيت منه في كل جمعة يوما فتزوجها واستمر على تلك ثمانية أشهر فأنكرت عليه بنت عمه وأرسلت جاريتها لتنظر إلى أين يذهب فدخل بيتا فسألت عنه الجيران فقالوا قد تزوج فأخبرت الجارية سيدتها بذلك فقالت لا تخبري أحدا فلما مات الرجل أرسلت ابنة عمه جاريتها بخمسمائة دينار وقالت اذهبي إلى زوجته وقولي عظم الله أجرك في فلان فإنه مات وترك ثمانية آلاف دينار سبعة لابنه وألف بيني وبينك فلما أخبرتها دفعت لها ورقة وقالت ادفعيها إلى بنت عمه فإذا فيها براءة من الصداق ولم تأخذ منها شيئا

حكاية: قال عبد الله الواسطي رأيت امرأة على عرفات وهي تقول من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فعلمت أنها ضالة فقلت أيتها المرأة من أين أقبلت قالت سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فعلمت أنها من المقدس فقلت ما الذي جاء بك قالت ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فقلت ألك زوج قالت ولا تقف ما ليس لك به علم فقلت أتركبين بعيري قالت وما تفعلوا من خير يعلمه الله فلما أرادت الركوب قالت قل للمؤمنين أن يغضوا من أبصارهم فأعرضت عنها فلما ركبت قلت ما اسمك قالت وأذكر في الكتاب مريم فقلت لها ألك أولاد قالت ورصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب فعلمت أن لها أولادا فقلت ما أسماؤهم قالت وكلم الله موسى تكلما واتخذ الله إبراهيم خليلا يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فقلت في أي موضع أطلبهم قالت وعلامات وبالنجم وهم يهتدون فعلمت أنهم أدلة الركب فقلت يا مريم ألا تأكلين شيئا قالت إني نذرت للرحمن صوما فلما وصلنا إليهم ورأوها بكوا قالت ابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة الآية فسألتهم عنها فقالوا أنها ضلت منذ ثلاثة أيام وقد نذرت أن لا تتكلم إلا بالقرآن ثم بعد ذلك رأيتهم يبكون فسألتهم فقالوا أنها في النزع فدخلت عليها وسألتها عن حالها فقالت وجاءت سكرة الموت بالحق فلما ماتت رأيتها في المنام فقلت أين أنت قالت إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر رضي الله عنها وعن أمثالها وهن بحمد الله كثيرات وإنما ذكرت هؤلاء على سبيل التبرك

موعظة: قال ابن مسعود يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول الله تعالى له رددت أمانة فلان فيقول لا يا رب فيقول ردها اليوم فيقول يل رب ذهبت الدنيا ولا شيء معي فيقول أنا أدلك عليها ثم يقول لملك من الملائكة خذ بيده وانطلق به إلى جحيم وأره تلك الأمانة فيقول له اهبط وأخرجها فيهوي في النار سبعين عاما فإذا صار على شفير جهنم تفلتت منه فيهبط إليها سبعين عاما وهكذا حتى يريد الله تعالى

حكاية: قيل أودع رجل مالا كثيرا ثم سافر إلى مكان بعيد فلما قدم من سفره أراد

ص: 23

أن يأخذ ماله فوجد الرجل الذي عنده المال قد مات وترك ولداً فاسقا قد ضيع أموال والده في المعصية فخاف الرجل على ماله فسأله عنه فقال أنه محفوظ فلما دفعه إليه قال كيف حفظته قال إن ضيعت ديني فلا أضيع الأمانة فأعطاه ذلك المال وكان عدته خمسة آلاف دينار فتاب عن المعاصي وبارك الله له فيه وكان ذلك ببركة حفظ الأمانة

حكاية: قيل كان بمكة رجل فقير وله زوجة صالحة فقالت ليس عندنا شيء فخرج إلى الحرم فوجد كيسا في ألف دينار ففرح به فرحا شديدا وأخبر زوجته بذلك فقالت له لقطة الحرم لابد فيها من التعريف فخرج فسمع المنادي من

وجد كيسا فيه ألف دينار فقال أنا وجدته فقال هو لك ومعه تسعة آلاف دينار قال أتستهزئ بي قال لا والله ولكن أعطاني رجل من أهل العراق عشرة آلاف دينار وقال اطرح منها ألفا في الحرم ثم ناد عليها فإن ردها من وجدها فادفع الجميع إليه لأنه أمين والأمين يأكل ويتصدق فتكون صدقتنا مقبولة لأمانته

لطيفة: قال بعض المفسرين في قوله تعالى فخذ أربعة من الطير وهي الديك والغراب والطاووس والبط وإنما خصهم بذلك لأن الخيانة وجدت عندهم فالطاووس خان آدم والبط قطع شجرة اليقين عن يونس والديك خان الياس لأنه سرق ثوبه والغراب خان نوحا لأنه اشتغل بالجيفة لما أرسله لينظر موضعا خاليا من الماء

فائدة: لما خلق الله الجنة نادى مناد من يشتري دار اللقاء والبقاء فقالت الملائكة ما ثمنها قال حمل الأمانة فقالوا لا يحمل ثقلها فقال آدمقد اشتريتها فقيل له أتحمل ثقلها قال بمعونتك وإن عجزت فبمشيئتك بك أستجير وأنت المجير قال صدقت أنا جار من استجار لي فلما وقع في الذلة قال يا رب أنت فعلت أنت جار من استجار بك وقد استجرت بك فخذ بيدي فبشره جبريل بالتوبة

حكاية: جاء بعضهم إلى ذي النون المصري رحمه الله ليتعلم منه اسم الله الأعظم فأقام عنده سنه وسته أشهر ثم أقسم عليه أن يعلمه فدفع إليه إناء عليه غطاء وقال اذهب إلى فلان فذهب به ثم كشف الغطاء في أثناء الطريق فوثبت من الإناء فأرة فغضب غضبا شديدا ورجع إلى ذي النون المصري وقال أتستهزئ بي قال له ائتمناك على فأرة فخنتنا فيها فكيف أستامنك على اسم الله الأعظم

حكاية: خلق الله الأمانة على صورة صخرة فعرضها على السموات والأرض عرض تخيير لا عرض إلزام فأشفقن منها فقال آدم لو أمرت بحملها لحملتها فحملها إلى ركبتيه ثم وضعها إلى وركيه وهما عظم الورك ثم وضعها ثم حملها على عاتقه فلما أراد وضعها قيل له مكانك فهي في عنقك وعنق أولادك إلى يوم القيامة لأنك حمتلها باختيارك وقال ابن عباس رضي الله عنه الأمانة هي الصلاة والزكاة والحج والكيل والميزان وزاد غيره غسل الجنابة لأن التستر عن غير الله تعالى في الجميع ممكن وقيل الأمانة هي الفرج لأنه أول مخلوق من الإنسان والعين أمانة واللسان أمانة والبطن أمانة وقال بعض الصحابة جاء أعرابي إلى باب المسجد فنزل عن ناقته ودخل فصلى صلاة كاملة ودعا دعاء حسنا ثم خرج فلم يجد الناقة فقال يا رب أديت أمانتك فأين أمانتي فلم يمكث حتى جاء رجل وقد قطعت يده فسلم إليه الناقة فتعجبنا من ذلك ذكره النيسابوري في سورة البقرة وحكاه العلائي في آل عمران عن طاووس اليماني التابعي وأنه قال يا رب هي في ضمانك فلما خرج من

ص: 24

حرم الكعبة ولم يجدها قال يا رب أنه ما سرق إلا منك وإذا برجل نزل من جبل أبي قبيس قد قطعت يده وهو يقود الناقة قال طاووس فسألناه ما سبب ذلك قال جاءني رجل على فرس أشهب فقطع يدي وقال لي رد الناقة فإن قيل كيف حمل آدم الأمانة دون السموات والأرض فالجواب لأن آدم ذاق لذة الجنة فاشتاق إليها فحملها ليرجع وقيل حملها لأن فيه قوة محمد صلى الله عليه وسلم

لطائف.. الأولى: لما حمل المؤمن الأمانة حرم الله عليه النار كما حرم الله على الحمار الأهلي الذبح والنار في الدنيا لأنه حمل متاع المؤمن والكافر لما هرب من الأمانة سلط الله عليه القتل في الدنيا والنار في الآخرة كالحمار الوحشي لما هرب من المؤمن أباح الله ذبحه وأكله الثانية إذا حملت الجارية من سيدها حرم الله بيعها وتحتم عتقها كذلك المؤمن لما حمل الأمانة امتنع بطريق التفضل والإمتنان من الله تعذيبه.. الثالثة: لما ابتلع الحوت يونس قصد إليها صاحبها فقالت اعتزل عني فإن معي الأمانة فلا أضيعها لأجل الشهوة فعلى هذا يكون الحوت أنثى كنملة سليمان كما أجاب به أبو حنيفة لقوله تعالى نملة

حكاية: رأيت في عقائق الحقائق أن الله تعالى عرض على آدم صور المخلوقين ليأنس بشيء منها فأعرض عنها لأنهن من غير الجنس فلما نام عرض الله عليه صورة حواء فمال قلبه إليها لأنها من جنسه فلذلك جازت الرؤية قبل عقد النكاح للوجه والكفين فقط من الحرة أما الأمة فينظر منها ما سوى ما بين السرة والركبة ثم قال تعالى لها كوني فكانت من ضلعه الأيسر من غير أن يجد ألما ولولا ذلك لم يعطف رجل على زوجته ثم أمرها بالتقدم إلى آدم وقال زوجتك مصطفاي من خلقي فلما

انتبه من نومه ورآها أغمضت عينيها فقالت الملائكة لآدم أتحبها يا آدم قال نعم ثم قالوا لها أتحبينه قالت لا وفي قلبها أضعاف ما في قلبه من المحبة قال ولما خلق الله حواء كساها حسن ألف حوراء وأجلسها على سرير وعندها أربعة آلف حوراء لو نظرت واحدة منهن إلى الدنيا لاستغنت بها عن الشمس والقمر وهن عند حواء كالسراج عند الشمس فأراد آدم القرب فقيل له حتى تؤدي مهرها قال وقد وهبتها كل شيء في الجنة قال صداقها أكثر من ذلك قال وما هو قال أن تصلي على محمد صلى الله عليه وسلم عشر صلوات وقد تقدم في باب الجمعة بأزيد وقيل أن الله تعالى قال له وهبتك هذه الشجرة فاجعلها صداقها وقد أبحت لكما جميع ما في الجنة لأنكما في دار ضيافتي وشجرة الحنطة الآن صداق زوجتك فلا تأكلا من معلومكما في دار ضيافتي شيئا فلما أكلا من الشجرة بدت لهما سوآتهما ولم تبد لغيرهما ولو بدت لغيرهما لقيل وبدت منهما وهبط آدم بالهند وحواء بجدة فبكى بكاء شديدا فسأله جبريل عن بكائه فقال دلني على حواء هل هي بالحياة قال نعم وهي أصلح منك حالا تأكل كل يوم سمكة قال هل عندها من خير قال لا ولكن حفظها الله لأجلك ثم اشتد به الجوع فنسى حواء فجاءه جبريل بنورين أحمرين وثلاث حفنات من الحنطة وقال لك حبتان ولحواء واحدة فصار للذكر مثل حظ الأنثيين كل حبة وزنها ألف درهم وثمانمائة درهم فزرع وحصد وطحن وخبز في أربع ساعات فلما أكل وشبع نام فرآها في نومه فقالت يا آدم أنت نائم أم يقظان فاستيقظ آدم وقد زاد بكاؤه وأنشد لسان حاله وقال: ن نومه ورآها أغمضت عينيها فقالت الملائكة لآدم أتحبها يا آدم قال نعم ثم قالوا لها أتحبينه قالت لا وفي قلبها أضعاف ما في قلبه من المحبة قال ولما خلق الله حواء كساها حسن ألف حوراء وأجلسها على سرير وعندها أربعة آلف حوراء لو نظرت واحدة منهن إلى الدنيا لاستغنت بها عن الشمس والقمر وهن عند حواء كالسراج عند الشمس فأراد آدم القرب فقيل له حتى تؤدي مهرها قال وقد وهبتها كل شيء في الجنة قال صداقها أكثر من ذلك قال وما هو قال أن تصلي على محمد صلى الله عليه وسلم عشر صلوات وقد تقدم في باب الجمعة بأزيد وقيل أن الله تعالى قال له وهبتك هذه الشجرة فاجعلها صداقها وقد أبحت لكما جميع ما في الجنة لأنكما في دار ضيافتي وشجرة الحنطة الآن صداق زوجتك فلا تأكلا من معلومكما في دار ضيافتي شيئا فلما أكلا من الشجرة بدت لهما سوآتهما ولم تبد لغيرهما ولو بدت لغيرهما لقيل وبدت منهما وهبط آدم بالهند وحواء بجدة فبكى بكاء شديدا فسأله جبريل عن بكائه فقال دلني على حواء هل هي بالحياة قال نعم وهي أصلح منك حالا تأكل كل يوم سمكة قال هل عندها من خير قال لا ولكن حفظها الله لأجلك ثم اشتد به الجوع فنسى حواء فجاءه جبريل بنورين أحمرين وثلاث حفنات من الحنطة وقال لك حبتان ولحواء واحدة فصار للذكر مثل حظ الأنثيين كل حبة وزنها ألف درهم وثمانمائة درهم فزرع وحصد وطحن وخبز في أربع ساعات فلما أكل وشبع نام فرآها في نومه فقالت يا آدم أنت نائم أم يقظان

ص: 25