المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل تزويج حواء بآدم عليهما الصلاة والسلام - نزهة المجالس ومنتخب النفائس - جـ ٢

[الصفوري]

فهرس الكتاب

- ‌باب في فضل الصدقة وفعل المعروف خصوصا مع القريب والجار الغريب

- ‌فصل في إكرام الجار

- ‌باب الزهد والقناعة والتوكل

- ‌فصل في القناعة

- ‌فصل في التوكل على الله

- ‌باب حفظ الأمانة وترك الخيانة

- ‌وذكر النساء وفضل الزواج وذم الطلاق والتحذير من اللواط

- ‌وفضل الزراعة

- ‌وبيان قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم من سبع ورزقتم من سبع

- ‌فصل في الزراعة

- ‌فصل في قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم مع سبع

- ‌باب الخوف

- ‌باب التوبة

- ‌باب في فضل العدل واجتناب الظلم

- ‌فصل في العدل

- ‌فصل في الشفقة على خلق الله تعالى

- ‌فصل في إكرام المشايخ

- ‌فصل في الخضاب والتسريح

- ‌باب فضل العقل

- ‌باب فضل العلم وأهله والشام

- ‌فضل في سكنى الشام

- ‌أنا أول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن

- ‌باب مولد المصطفى وحبيب الله المجتبى

- ‌سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين

- ‌فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في رضاعه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة والتسليم على سيد الأولين

- ‌والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه

- ‌باب قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا

- ‌من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

- ‌فصل في المعراج

- ‌باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهم

- ‌فضائل الصحابة

- ‌رضى الله تعالى عنهم أجمعين إجمالا وتفصيلا

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌مناقب أهل خلق الله على التحقيق

- ‌أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌مناقب سراج أهل الجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌باب مناقب هؤلاء الأربعة رضي الله عنهم إجمالا

- ‌باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌باب مناقب فاطمة الزهراء رضي الله عنها

- ‌فصل تزويج حواء بآدم عليهما الصلاة والسلام

- ‌باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب العباس رضي الله عنه

- ‌باب مناقب حمزة رضي الله عنه

- ‌باب فضائل هذه الأمة المرحومة زادها الله شرفا وإكراما

- ‌وذكر بعض من فيها من العلماء والأولياء بأسمائهم وتواريخهم

- ‌وذكر إبراهيم وموسى وعيسى والخضر والياس

- ‌عليهم الصلاة والسلام

- ‌في ذكر إبراهيم عليه السلام

- ‌فصل في ذكر موسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر عيسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر الخضر والياس عليهما السلام

- ‌فصل في ذكر ما تيسر من المشهورين بالكنية

- ‌بأسمائهم وتواريخهم من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم

- ‌باب ذكر أشياء من فعلها حرمه الله على النار وأعتقه منها

- ‌باب في ذكر الجنة

الفصل: ‌فصل تزويج حواء بآدم عليهما الصلاة والسلام

وأجنحة فقال السلام عليك يا محمد أبشر باجتماع الشمل وطهارة النسل قلت وما ذاك قال يا محمد أنا الملك الموكل بأحد قوائم العرش قد سألت ربي أن يأذن لي ببشارتك وهذا جبريل على أثري يخبرك عن كرامة ربك لك فما تم كلامه حتى نزل جبريل على أثره وقال السلام عليك يا رسول الله ثم وضع في يدي حريرة بيضاء فيها سطران مكتوبان بالنور فقلت ما هذه الخطوط فقال إن الله تعالى أطلع الأرض فاختارك من خلقه وبعثك برسالته ثم اطلع إليها ثانيا فاختار لك أخا وزيرا وصاحبا فزوجه إبنتك فاطمة فقلت يا جبريل من هذا الرجل فقال أخوك في الدارين ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب وأن الله تعالى أوحى إلى الجنان أن تزخرفي وإلى الحور أن تزني وإلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك من الحلي والحلل كما تقدم قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما دخلت أم أيمن على النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فسألها عن ذلك فقالت دخل علي رجل من الأنصار وقد تزوج إبنته ونثر عليها اللوز والسكر فتذكرت تزويجك فاطمة ولم تنثر عليها شيئا فقال والذي بعثني بالكرامة وخصني بالرسالة أن الله تعالى لما زوج عليا فاطمة أمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش فيهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وأمر الجنان أن تزخرف والحور العين أن تتزين ثم أمرها أن ترقص فرقصت ثم أمر الطيور أن تغني فغنت ثم أمر شجرة طوبى أن تنثر عليهم اللؤلؤ الرطب مع الدر الأبيض مع الزبرجد الأخضر مع الياقوت الأحمر في رواية كان الزواج عند سدرة المنتهى ليلة المعراج وأوحى الله إليها أن أنثري ما عليك فنثرت الدر والمرجان. قبله في الملائكة بوجوه شتى وأجنحة فقال السلام عليك يا محمد أبشر باجتماع الشمل وطهارة النسل قلت وما ذاك قال يا محمد أنا الملك الموكل بأحد قوائم العرش قد سألت ربي أن يأذن لي ببشارتك وهذا جبريل على أثري يخبرك عن كرامة ربك لك فما تم كلامه حتى نزل جبريل على أثره وقال السلام عليك يا رسول الله ثم وضع في يدي حريرة بيضاء فيها سطران مكتوبان بالنور فقلت ما هذه الخطوط فقال إن الله تعالى أطلع الأرض فاختارك من خلقه وبعثك برسالته ثم اطلع إليها ثانيا فاختار لك أخا وزيرا وصاحبا فزوجه إبنتك فاطمة فقلت يا جبريل من هذا الرجل فقال أخوك في الدارين ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب وأن الله تعالى أوحى إلى الجنان أن تزخرفي وإلى الحور أن تزني وإلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك من الحلي والحلل كما تقدم قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما دخلت أم أيمن على النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فسألها عن ذلك فقالت دخل علي رجل من الأنصار وقد تزوج إبنته ونثر عليها اللوز والسكر فتذكرت تزويجك فاطمة ولم تنثر عليها شيئا فقال والذي بعثني بالكرامة وخصني بالرسالة أن الله تعالى لما زوج عليا فاطمة أمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش فيهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وأمر الجنان أن تزخرف والحور العين أن تتزين ثم أمرها أن ترقص فرقصت ثم أمر الطيور أن تغني فغنت ثم أمر شجرة طوبى أن تنثر عليهم اللؤلؤ الرطب مع الدر الأبيض مع الزبرجد الأخضر مع الياقوت الأحمر في رواية كان الزواج عند سدرة المنتهى ليلة المعراج وأوحى الله إليها أن أنثري ما عليك فنثرت الدر والمرجان.

‌فصل تزويج حواء بآدم عليهما الصلاة والسلام

وفيه نوع تشبيه بتزويج فاطمة بعلي رضي الله عنهما قال الكسائي وغيره لما خلق الله آدم خلق من ضلعه الأيسر حواء وهو في الجنة وأودعها حسن سبعين حوراء فصارت حواء بين الحور العين كالقمر بين الكواكب وكان آدم نائما فلما استيقظ مد يده إليها فقيل له حتى تؤدي مهرها قال وما هو قال أن تصلي على محمد ثلاث مرات وقيل حتى تعلمها معالم دينها وكان آدم عليه السلام أودعه الله من الحسن والكمال حتى أن خده الأيمن يغلب شعاع الشمس وكان نور محمد صلى الله عليه وسلم في خده الأيسر يغلب على القمر وكان يوسف عليه السلام فيه فلما نظر آدم في وجه حواء نظرت حواء في وجه آدم قال يا حواء ما أرى أن الله تعالى خلق خلقا أحسن منك ومني فأوحى الله تعالى إلى جبريل خذ بيد حواء وآدم إلى الفردوس الأعلى وافتح لهما قصرا من القصور ففتح باب قصر من الياقوت الأحمر فيه قبة من الكافور على قوائمه الزبرجد في روضة من زعفران ففتح جبريل باب القبة فرأى سريرا من الذهب قوائمه من الدر عليه جارية لها نور وشعاع على رأسها تاج من ذهب مرصع بالجواهر لم ير آدم أحسن منه عليه صورة جميلة قال آدم يا رب من هذه الصورة قال فاطمة بنت نبي محمد صلى الله عليه وسلم قال يا رب من يكون بعلها فقال الله تعالى يا جبريل إفتح باب قصر من ياقوت ففتح له فرأى فيه قبة من الكافور

ص: 172

فيها سرير من ذهب عليه شاب حسنه كحسن يوسف عليه السلام فقال هذا بعلها علي بن أبي طالب فقال يا رب هل لهم أولاد فأمر الله تعالى جبريل عليه السلام أن يفتح باب قصر من اللؤلؤ ففتح باب قصر من اللؤلؤ فيه قبة من الزبرجد فيها سرير من العنبر عليه صورة الحسن والحسين رضي الله عنهما فرجع آدم إلى موضعه فلما زوجه الله تعالى بحواء نثرت عليهما الملائكة نثار الجنة فصار نثر اللوز والسكر والزيت ونحو ذلك حلال إلتقاطه وتركه أولى إلا إذا عرف أن الناثر لا يؤثر بعضهم على بعض ولم يقدح إلتقاطه في مروءته ومن أخذه ملكه وإن وقع في ثوبه بقصده ويكره أخذه من الهواء ثم أمر الله تعالى ناقة من الجوهر فركبها آدم عليه السلام وركبت حواء على ناقة من نوق الجنة والملائكة عن أيمانهما وشمائلهما حتى دخلت جنة عدن وإذا بسرير له سبعمائة قائمة من أنواع الجواهر وعلى سرير أربع قبات قبة الرضوان وقبة الغفران وقبة الرحمة وقبة الكرم فنزل آدم وحواء وقد جيء لهما بفواكه من الجنة ثم تحول إلى قبة الرحمة ونادى مناد يا أهل السموات إن الله قد زوج آدم بحواء وقد أباح لهما ما في الجنة إلا هذه الشجرة فلما سبق في علم الله ما سبق هبط آدم من باب التوبة وحواء من باب الرحمة وإبليس من باب اللعنة لعنه الله والحية من باب السخط والطاوس من باب الغضب وقد تقدم في باب الخوف بزيادة قال في ربيع الأبرار حملت حواء بهابيل وأخته في الجنة ووضعتهما بغير وحم ولا ألم قبل الأكل من الشجرة وقابيل وأخته في الدنيا والله أعلم

فائدة: قال المحب الطبري في الرياض النضرة قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سألت ربي عز وجل أن لا يدخل النار أحدا صاهرني أو صاهرته قال الطبري وأرجو أن تكون ثابتة فيمن صاهره في أحد من ذريته إلى يوم القيامة فلما كان ليلة الزفاف بفاطمة على علي رضي الله عنهما أركبهما النبي صلى الله عليه وسلم على بغلته الشهباء وأمر سلمان الفارسي أن يقودها والنبي صلى الله عليه وسلم يسوقها ولما كان في أثناء سيرهما في الطريق إذ سمع وجبة فإذا جبريل عليه السلام بسبعين ألف من الملائكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أهبطكم قالوا جئنا نزف فاطمة إلى زوجها فكبر جبريل وميكائيل والملائكة فصار التكبير على العرائس من تلك الليلة وفي رواية أن الله تعالى لما أمرني أن أزوج عليا فاطمة قال جبريل إن الله تعالى قد بنى جنة من اللؤلؤ بين كل قصبة وقصبة ياقوتة مشدودة بالذهب وجعل سقوفها زبرجد أخضر وجعل فيها طاقات مكللة بالياقوت ثم جعل عليهم غرفا لبنة من فضة ولبنة من ذهب ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد ثم جعل فيها عيونا تنبع من نواحيها وحفها بالأنهار وجعل على الأنهار قبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب وحفها بأنواع الشجر وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء وفرش أرضها بالزعفران لكل قبة مائة باب على كل باب جاريتان وشجرتان مكتوب حول القبب آية الكرسي فقلنا لمن هذه الجنة فقال هذه

الجنة بناها الله تعالى لعلي وفاطمة رضي الله عنهما في رواية قال جبريل عليه السلام إن الله تعالى أمر الملائكة أن تجتمع عند البيت المعمور قال النسفي إن السماء الرابعة أربعة أركان ركن من

ص: 173

ياقوت أحمر وركن من زبرجد أخضر وركن من فضة وركن من ذهب في العرائس عن النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الدنيا بيت يقال له المعمور بازاء الكعبة فهبطت الملائكة من الرفيق الأعلى وأمر الله تعالى رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور وأمر ملكا يقال له راحيل أن يصعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله فارتجت السموات والأرض فرحا وسرورا وأوحى الله تعالى إليه أن أعقد النكاح فإني زوجت عليا بفاطمة أمتي بنت محمد صلى الله عليه وسلم رسولي فعقدت وأشهدت الملائكة وكتبت شهادتهم في الحريرة وأمرني ربي أن أعرضها عليك وأختمها بخاتم مسك أبيض وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان قال المحب الطبري فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المرهوب من عذابه وسطوته النافذ أمره في سمائه وأرضه بحكمته الذي خلق الخلائق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وملته إن الله تبارك وتعالت عظمته جعل المصاهرة سببا لاحقا وأمرا مفترضا وشج به الأرحام وألزم به الأنام فقال عز من قائل وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا فأمر الله أن يجري بقضائه وقضاؤه يجري بقدرته لكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة بعلي بن أبي طالب فاشهدوا أني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك فقال علي رضيت يا رسول الله فقال جمع شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما الكثير الطيب مسألة: قال في الروضة يسن أن لا يزاد في الصداق على صداق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وهو خمسمائة درهم وتقدم خلافه في مناقب أزواجه وأقل الصداق عند الإمامين ما يصح بيعه وعند مالك ربع دينار وعند أبي حنيفة عشرة دراهم والمراد بالدرهم الشرعي كل درهعم بأربعة عشر قيراطا قال الرازي رحمه الله قالوا تجوز المغالاة في مهور النساء لقوله تعالى وآتيتم إحداهن قنطار فلا تأخذوا منه شيئاً ونهى عمر رضي الله عنه عن المغالاة فيه على المنبر فقالت إمرأة الله يعطينا وأنت تمنعنا وقرأت الآية فقال رضي الله عنه النساء أفقه من عمر ورجع عن النهي قال النسفي سألت فاطمة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون صداقها شفاعة لأمته يوم القيامة فإذا صارت على الصراط طلبت صداقها فلما نزل قوله تعالى وإن منكم إلا وارادها صار النبي صلى الله عليه وسلم كالمهموم على أمته فسألوه عن ذلك فلم يجبهم فأخبروا فاطمة بذلك فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ما يكفيك فأخبرها بقوله تعالى وإن منكم إلا واردها فبكت بكاء كثيرا وتوجهت إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقالت يا شيخ المهاجرين قد أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإن منكم إلا واردها فهل لك أن تكون فداء لشيوخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم من النار قال نعم ثم سألت علياً أن يكون فداء لشباب أمة محمد قال نعم ثم سألت الحسن والحسين أن يكون فداء لأطفال أمة محمد من النار فقالا نعم ثم جعلت نفسها فداء لنساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فنزل جبريل عليه السلام وقال يا محمد

ص: 174

إن الله يقرئك السلام ويقول لك قل لفاطمة لا تجزن فإني أفعل بأمتك ما تحبه فاطمة لطيفة: رأيت في العقائق أن فاطمة رضي الله عنها بكت ليلة عرسها فسألها صلى الله عليه وسلم عن ذلك قالت تعلم أني لا أحب الدنيا ولكن نظرت إلى فقري في هذه الليلة فخشيت أن يقول علي بأي شيء جئت فقال النبي لك الأمان فإن عليا لم يزل راضياً مرضياً ثم بعد ذلك تزوجت امرأة من اليهود وكانت كثيرة المال فدعت القسان إلى عرسها فلبس أفخر ثيابهن ثم قلن نريد أن ننظر إلى بنت محمد وفقرها فدعونها فنزل جبريل بحلة من الجنة فلما لبستها وأتزرت بإزارها وجلست بينهن ورفعت الأزر فلمعت الأنوار فقالت النساء من أين هذا يا فاطمة قالت من أبي فقلن من أين لأبيك قالت من جبريل فقلن من أين لجبريل قالت من الجنة فقلن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فإن أسلم

زوجها استمرت معه وإلا تزوجت غيره وذكره ابن الجوزي أن النبي صلى الله عليه وسلم صبغ لفاطمة قميصاً خلقا فأرادت أن تدفع إليه القميص المرقع فتذكرت قوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فدفعت إليه الجديد فلما قرب الزفاف نزل جبريل وقال يا محمد إن الله يقرئك السلام وأمرني أن أسلم على فاطمة وقد أرسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الأخضر فلما بلغها السلام وألبسها القميص الذي جاء به لفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعباءة ولفها جبريل عليه السلام بأجنحته حتى لا يأخذ نور القميص بالأبصار فلما جلست بين الكافرات ومع كل واحدة شمعة ومع فاطمة سراج رفع جبريل عليه السلام جناحه لو رفع العبادة وإذا بالأنوار قد أطبقت المشرق والمغرب فلما وقع النور على أبصار الكافرات خرج الكفر من قلوبهن وأظهرن الشهادتين وعن ابن عباس رضي الله عنهما لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم عليا بفاطمة قالت يا رسول الله زوجتني برجل فقير فقال أما ترضين أن الله تعالى اختار من أهل الأرض رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك في الإحياء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة فقال السلام عليك يا بنتاه كيف أصبحت فقالت والله قد أصبحت وجعة قد أضرني الجوع فبكى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لا تجزعي فوالله ما ذقت طعاما منذ ثلاثة أيام وإني لأكرم الخلق على الله منك لو سألت الله لأطعمني ولكن آثرت الأخرة على الدنيا ثم ضرب بيده منكبها وقال أبشري فوالله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة فاقنعي بابن عمك فإنك سيدة نساء أهل الجنة فقالت أين آسية إمرأة فرعون ومريم ابنة عمران فقال آسية سيدة نساء عالمها ومريم سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع نكسوا رؤسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم قيل حتى لا يراها قاتل الحسين فيتعلق بها فتعفوا عنه وقد قضى الله عليه بالعذاب فتمر ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع

مسألة: قال ابن الملقن في الخصائص قال القاضي حين قالت فاطمة لعائشة

ص: 175

رضي الله عنهما أنا أفضل منك لأني بضعة من رسول الله فقالت عائشة أما في الدنيا فكما تقولين وأما الآخرة فأكون من النبي في درجته فانظري إلى الفضل بين الدرجتين فسكتت فاطمة رضي الله عنهما عجزا من الجواب فقامت عائشة وقبلت رأسها قالت يا ليتني شعرة من رأسك قال ابن الملقن وهذا لا يوجب التفضيل قالت أسماء أقبلت فاطمة بولدها الحسن فلم أر لها دما فقلت يا نبي الله لم أر لفاطمة دما من حيض ولا نفاس فقال أما علمت أن فاطمة طاهرة مطهرة وهي أصغر أولاده صلى الله عليه وسلم قال العلائي أولهم القاسم ولد قبل النبوة وبه يكنى ولا يجوز التكنية لغيره بأبي القاسم ثم زينب فتزوجها ابن خالها ابن الربيع فلما هاجرت تركته على الشرك ثم أسلم فردها إليه النبي صلى الله عليه وسلم بالعقد الأول وقيل بعقد جديد ومن أولاده صلى الله عليه وسلم عبد المطلب بلقبين الطيب والآخر الطاهر مات صغيرا بمكة وأم كلثوم ورقية وأمامة وكلهم من خديجة رضي الله عنهم وإبراهيم من مارية القبطية عاش ثمانية عشر شهرا قال في الفصول المهمة ولدت فاطمة رضي الله عنها قبل النبوة بخمس سنين وقريش تبنى في البيت ماتت وهي بنت ثمان وعشرين سنة في رمضان سنة إحدى عشرة بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وصلى عليها أبو بكر إماما بأمر علي رضي الله عنهم أجمعين قال النسفي خرجت فاطمة رضي الله عنها قبل النبوة بخمس سنين وقريش تبنى في البيت وماتت وهي عليك يا بنت رسول الله ألك حاجة إلى أبيك فإني ذاهبة إليه فبكت فاطمة وجعلت رأسها في حجرها حتى ماتت في تلك الساعة فكفنتها في عبادة ودفنتها ثم كشفوا عليها بعد ثلاثة أيام فلم يجدوا لها أثرا فنطقها لها من بعض كرامتها فإنها لم تنطق إلا لها ولأبيها قالت يا رسول الله كنت لرجل من اليهود فكنت أخرج أرعى فينادي النبات إلي فإنك لمحمد صلى الله عليه وسلم وإذا كان الليل نادى الصباع بعضهم بعضا لا تقربوها فإنها لمحمد صلى الله عليه وسلم قال علي كرم الله وجهه دخلت يوما بيتي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن عن يمينه والحسين عن

يساره وفاطمة بين يديه فقال يا حسن يا حسين أنتما كفتا الميزان وفاطمة لسانه ولا تعدل الكفتان إلا باللسان ولا يقوم اللسان إلا على الكفتين أنتما الإمامان ولأمكما شفاعة ثم التفت إلي وقال يا أبا الحسن أنت توفى أجورهم وتقسم الجنة بين أهلها يوم القيامة قال ابن عباس رضي الله عنهما بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع عليهم نور ظنوه شمسا وقالوا إن ربنا يقول لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا فيقول رضوان هذه فاطمة وعلي ضاحكان فأشرقت الجنان بنور ضحكهما

فوائد.. الأولى: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال علي من أراد حاجة فلبيكر في طلبها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله آية الكرسي وآخر آل عمران وإنا أنزلناه في ليلة القدر والفاتحة فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة.. الثانية: في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم يا فاطمة قولي اللهم رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين أغثنا من الفقر.. الثالثة: قالت فاطمة رضي الله عنها رغب النبي في الجهاد وذكر فضله فسألته الجهاد فقال ألا أدلك على شيء يسير وأجره كثير ما من مؤمن ولا مؤمنة يسجد عقب الوتر سجدتين ويقول في سجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح خمس مرات لا يرفع رأسه حتى يغفر الله له ذنوبه كلها وإن مات في ليلته مات شهيدا وزاد في التتار خانية لما ذكر هذا الحديث في باب صلاة الوتر وأعطاه الله مائة حجة ومائة عمرة ويبعث الله له ألف ملك يكتبون الحسنات وكأنما أعتق مائة رقبة واستجاب الله دعاءه ويقرأ بين السجدتين آية الكرسي والله تعالى أعلم. فاطمة بين يديه فقال يا حسن يا حسين أنتما كفتا الميزان وفاطمة لسانه ولا تعدل الكفتان إلا باللسان ولا يقوم اللسان إلا على الكفتين أنتما الإمامان ولأمكما شفاعة ثم التفت إلي وقال يا أبا الحسن أنت توفى أجورهم وتقسم الجنة بين أهلها يوم القيامة قال ابن عباس رضي الله عنهما بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع عليهم نور ظنوه شمسا وقالوا إن ربنا يقول لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا فيقول رضوان هذه فاطمة وعلي ضاحكان فأشرقت الجنان بنور ضحكهما

فوائد.. الأولى: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال علي من أراد حاجة فلبيكر في طلبها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله آية الكرسي وآخر آل عمران وإنا أنزلناه في ليلة القدر والفاتحة فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة.. الثانية: في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم يا فاطمة قولي اللهم رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت

ص: 176