المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في ذكر الخضر والياس عليهما السلام - نزهة المجالس ومنتخب النفائس - جـ ٢

[الصفوري]

فهرس الكتاب

- ‌باب في فضل الصدقة وفعل المعروف خصوصا مع القريب والجار الغريب

- ‌فصل في إكرام الجار

- ‌باب الزهد والقناعة والتوكل

- ‌فصل في القناعة

- ‌فصل في التوكل على الله

- ‌باب حفظ الأمانة وترك الخيانة

- ‌وذكر النساء وفضل الزواج وذم الطلاق والتحذير من اللواط

- ‌وفضل الزراعة

- ‌وبيان قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم من سبع ورزقتم من سبع

- ‌فصل في الزراعة

- ‌فصل في قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم مع سبع

- ‌باب الخوف

- ‌باب التوبة

- ‌باب في فضل العدل واجتناب الظلم

- ‌فصل في العدل

- ‌فصل في الشفقة على خلق الله تعالى

- ‌فصل في إكرام المشايخ

- ‌فصل في الخضاب والتسريح

- ‌باب فضل العقل

- ‌باب فضل العلم وأهله والشام

- ‌فضل في سكنى الشام

- ‌أنا أول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن

- ‌باب مولد المصطفى وحبيب الله المجتبى

- ‌سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين

- ‌فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في رضاعه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة والتسليم على سيد الأولين

- ‌والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه

- ‌باب قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا

- ‌من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

- ‌فصل في المعراج

- ‌باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهم

- ‌فضائل الصحابة

- ‌رضى الله تعالى عنهم أجمعين إجمالا وتفصيلا

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌مناقب أهل خلق الله على التحقيق

- ‌أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌مناقب سراج أهل الجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌باب مناقب هؤلاء الأربعة رضي الله عنهم إجمالا

- ‌باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌باب مناقب فاطمة الزهراء رضي الله عنها

- ‌فصل تزويج حواء بآدم عليهما الصلاة والسلام

- ‌باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب العباس رضي الله عنه

- ‌باب مناقب حمزة رضي الله عنه

- ‌باب فضائل هذه الأمة المرحومة زادها الله شرفا وإكراما

- ‌وذكر بعض من فيها من العلماء والأولياء بأسمائهم وتواريخهم

- ‌وذكر إبراهيم وموسى وعيسى والخضر والياس

- ‌عليهم الصلاة والسلام

- ‌في ذكر إبراهيم عليه السلام

- ‌فصل في ذكر موسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر عيسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر الخضر والياس عليهما السلام

- ‌فصل في ذكر ما تيسر من المشهورين بالكنية

- ‌بأسمائهم وتواريخهم من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم

- ‌باب ذكر أشياء من فعلها حرمه الله على النار وأعتقه منها

- ‌باب في ذكر الجنة

الفصل: ‌فصل في ذكر الخضر والياس عليهما السلام

آباؤهم وما يدخرونه فيأتي الولد إلى أبويه فيقول أطعموني من كذا فيقولون من أخبرك فيقول عيسى فمنعوا صبيانهم من عيسى وجعلوهم في بيت واسع فقال عيسى أين صبيانكم هل هم في هذا البيت فقالوا ما فيه إلا قردة وخنازير فقال كذلك يكونون ففتحوا الباب فوجدوا أولادهم قردة وخنازير وعن النبي صلى الله عليه وسلم كيف أمة تهلك وأنا أولهم والمسح في آخرها رأيته في قوت القلوب لأبي طالب المكي وفي حديث آخر للقرطبي ولن يخزي أمة أنا أولها وعيسى في آخرها والله تعالى أعلم.

‌فصل في ذكر الخضر والياس عليهما السلام

قال أنس بن مالك رضي الله عنه رأيت شيخا يقول اللهم اجعلني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقلت له من أنت قال الخضر ورأيت في تفسير القرطبي في سورة الصافات قال أنس كنت في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما كنا عند الحجر وهو مدائن صالح سمعنا صوتا يقول اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أنس انظر ما هذا الصوت فدخلت الجبل فرأيت رجلا أبيض الرأس واللحية طوله أكثر من ثلثمائة ذراع فقال أقرئ محمدا مني السلام وقل له أخوك الياس يريد الإجتماع بك فجاءه محمد صلى الله عليه وسلم فتأخرت عنهما فتحدثا طويلا فنزلت عليهما مائدة من السماء فدعوني فأكلت معهما كمثرى ورمانا وكرفسا فلما أكلنا جاءت سحابة فأخذت الياس وأنا أنظر إلى بياض ثيابه فقلت يا رسول الله هذا طعام من السماء قال نعم قال ينزل به جبريل في كل أربعين يوما مرة وله كل عام شربة من زمزم فالخضر والياس يصومان رمضان كل عام ببيت المقدس قال ابن مسعود هذه الأمة تكون يوم القيامة ثلاثة أثلاث ثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا وثلث يأتون بذنوب عظام فيقول الله تعالى وهو أحلم من هؤلاء فتقول الملائكة هؤلاء المذنبون فيقول الله تعالى أدخلوهم في سعة رحمتي قال في الزهر الفاتح كان لعمر بن الخطاب جارية تسمى زائدة فخرجت يوما لتأتي بالحطب للعجين فرأت فارسا لم تر أحسن منه فقال الفارس لها يا زائدة إذا رأيت محمدا فقولي له رضوان خازن الجنان يقرئك السلام وقولي له أن الله قسم الجنة أثلاثا لأمتك ثلث يدخلون بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا وثلث يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم قال العلائي في سورة الكهف اسم الخضر خضرون بن عاميل بن اسحاق بن إبراهيم عليه السلام قال الثعلبي إنه نبي محجوب عن الأبصار

موعظة: قال موسى للخضر عليهما السلام بم أطلعك الله على الغيب قال بترك المعاصي قال أوصني قال يا موسى كن بساما ولا تكن غضابا كن نفاعا ولا تكن ضرارا وانزع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة ولا تضحك في غير عجب ولا تعير الخاطئين بخطاياهم وابك على خطيئتك يا بن عمران روى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سمي الخضر خضرا لأنه جلس على ذروة بيضاء فإذا هي تهتز خضراء وقال مجاهد الخضر باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها قال عمرو بن دينار الخضر والياس حيان ما دام القرآن في الأرض فإذا رفع ماتا

ص: 198

قال القرطبي في سورة الصافات أصاب الياس مرض شديد فبكى فأوحى الله إليه بكاؤك حرصا على الدنيا أو خوفا من الموت أو خوفا من النار فقال لا وعزتك كيف يحمدك الحامدون بعدي ويصوم الصائمون بعدي فقال الله تعالى لأؤخرنك إلى وقت لا يذكرني فيه ذاكر يعني إلى يوم القيامة وقال إبراهيم التيمي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال كل ما يحكى عن الخضر حق وهو عالم أهل الأرض ورأس الأبدال وهو من جنود الله تعالى

حكاية: قال الشيخ عثمان الصيرفيني كنت في بداية أمري نائما على سطح داري تحت السماء ليلا فمر بي خمس حمامات فقالت إحداهن بلسان فصيح سبحان الله من عنده خزائن كل شيء وسمعت الأخرى تقول سبحان من بعث الأنبياء حجة على خلقه وفضل عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم وسمعت الأخرى تقول كل ما في الدنيا باطل إلا ما كان لله ورسوله وسمعت الأخرى تقول يا أهل الغفلة قوموا إلى رب عظيم يعطي الجزيل ويفغر الذنب العظيم قال فوقعت مغشيا على فلما أفقت نزع الله من قلبي حب الدنيا فعاهدت الله أن أسلم نفسي إلى شيخ يدلني على الله تعالى ثم سافرت لا أدري إلى أين أتوجه فرأيت شيخا كثير الهيبة فقال الشيخ السلام عليك يا عثمان فقلت له وعليك السلام من أنت قال الخضر كنت الساعة عند الشيخ عبد القادر رضي الله عنه فقال يا أبا العباس قد جذب البارحة رجل من أهل صرفين اسمه عثمان قد نودي من فوق سبع سموات مرحبا بك يا عثمان يا عبدي وقد عاهد ربه أن يسلم نفسه لشيخ يدله على ربه فاذهب إليه فإنك تجده في الطريق فإتني به قال الخضر يا عثمان الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه سيد العارفين في عصره فعليك بملازمته فما شعرت بنفسي إلا وأنا عند الشيخ عبد القادر فقال مرحبا بمن جذبه مولاه بألسنة الطير وجمع له كثيرا من الخير ثم ألبسني طاقية من

الخلوة شهرا وأصبت من صحبته خيرا وتقدم منافع الحمام في باب الكرم قال العلائي كان الخضر عليه السلام ابن خالة ذي القرنين ووزيره ومشيره وذو القرنين من ذرية يونان بن نوح عليه السلام ويساعده ما في العرائس فإنه جعل بين الخضر وبين سام بن نوح أربعة أجداد وكان في زمن إبراهيم وقد اجتمع به في مكة قال مقاتل كان إبراهيم بفلسطين فسمع صوتا فقيل ما هذا قال ذو القرنين فقال الرجل اذهب إليه فأقرئه مني السلام فلما جاءه قال الخليل ههنا قال نعم فنزل عن فرسه فقيل لي بينك وبينه مسافة بعيدة فقال ما كنت لأركب بأرض فيه خليل الله فقام له إبراهيم وسلم عليه وأهدى له بقرا وغنما وجعل له ضيافة وكان الخضر صاحب لوائه الأعظم وقيل كان ذو القرنين بين موسى وعيسى وهو أحد الأربعة الذين ملكوا الدنيا وسليمان عليه السلام وبختنصر والنمروذ وسيملكها خامس من هذه الأمة وهو المهدي قال جعفر بن محمد كان لذي القرنين صديق من الملائكة فقال أخبرني عن عبادة الملائكة في السماء قال منهم قيام وقعود وسجود إلى يوم القيامة ثم تقول سبحانك ما عبدناك حق عبادتك فقال ذو القرنين إني أحب أن أعيش حتى أعبد الله حق عبادته فقال الملك إن أردت ذلك فإن في الأرض عينا يقال لها عين الحياة من شرب منها

ص: 199

لا يموت حتى يسأل ربه الموت لكنها في ظلمة فجمع العلماء وقال هل قرأتم في كتب الله أن في الأرض عينا يقال لها عين الحياة فقال واحد منهم نعم عند مطلع الشمس في ظلمة فسار ذو القرنين على ألف فرس من الخيل الأخضر البكر لقوة نظرها وتقدم الخضر أمامه بألف فارس فقال الخضر كيف يفعل من ضل منا عن صاحبه ونحن في ظلمة فقال إن ضللت الطريق فالحق هذه الخرزة فإذا هي في الأرض ودفع إليه خرزة حمراء فإذا صاحت فليرجع إليها الضال فسار الخضر بين يديه فإذا ارتحل هذا فبينما الخضر يسير إذا عارضه واد فغلب على ظنه أن العين فيه فرمى الخرزة فأضاءت الظلمة وصاحت الخرزة فإذا هي على حافة عين ماؤها أبيض من اللبن وأحلى من العسل فقال لأصحابه امكثوا ثم نزل فشرب منها واغتسل ذو القرنين وقد أخطأ العين فنزلوا بأرض حمراء فيها ضوء لا يشبه الشمس وفيها قصر عليه حديدة طويلة عليها طير مزموم أنفه إلى الحديد متعلق بين السماء والأرض فقال الطير يا ذا القرنين ما جاء بك إلى هنا أما كفاك ما وراءك ثم قال يا ذا القرنين أخبرني هل كثر البناء بالجص والآجر قال نعم فانتفض الطير حتى بلغ ثلث الحديد ثم قال كثرت شهادة الزور قال نعم فانتفخ وانتفض حتى ملأ الحديد وسد جدار القصر فخاف ذو القرنين ثم قال ترك الناس شهادة أن لا إله إلا الله قال لا فرجع إلى عادته ثم رأى رجلا فوق سطح القصر فقال من أنت قال صاحب الصور وقد اقتربت الساعة وأنا أنتظر أمر ربي ثم أعطاه حجرا وقال إن شبع شبعت يا ذا القرنين وإن جاع جعت فأخذه ورجع إلى أصحابه وأخبرهم بالقصر وبما رآه وجعل الحجر في كفة الميزان وآخر في كفة فرجح ذلك الحجر حتى زاد أحجارا كثيرة في كل ذلك يرجح عليهم الحجر فوضع في مقابلة الحجر كفة تراب فاستوى الميزان فقال الخضر عليه السلام هذا مثل ضربه الله لابن آدم لا يشبع حتى يحثوا عليه التراب ورجع الإسكندرية إلى بلده وعمر منارة الإسكندرية طولها أربعمائة ذراع وخمسون ذراعا بناها على قناطر من زجاج على سرطان من نحاس في أعلاها مرآة يرى منها جيش الروم إذا تجهزوا عليهم للغزو فأرسل ملك الروم يقول إن فيها كذي القرنين فهدموا منها شيئا فبطل طلسم المرآة ولما مات ذو القرنين اجتمع الخضر بموسى عليهما السلام وكان من أمرهما ما ذكره الله في كتابه العزيز حتى دخلا القرية التي أقام الخضر عليه السلام فيها الجدار وهي إنطاكية وقيل الناصرة وإنطاكية أيضا هي مدينة الرجل الذي في يس ومدينة الرجل الذي في القصص مصر والرجل حزقيل والذي في يس حبيب النجار آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وبينهما ستمائة عام على يد رسل عيسى الثلاثة وهم يحيى ويونس وشمعون قال له قومه: آمنت قال ومالي لا أعبد الذي فطرني - أي خلقني - وإليه ترجعون وأضاف الفطرة إليه لأن الفطرة أثر النعمة وكانت عليه أظهر وأضاف إليهم لأن فيه معنى الرجز وهو بهم أليق قال البغوي إنه في الجنة حي يرزق وكان يتصدق بنصف كسبه ويطعم عليه نصفا ومدائن مصر ومدينة النمل ومدينة صالح وهي الحجر والتسعة الرهط كانوا اشراف

قوم صالح فلما أهلكهم الله خرج صالح بالمؤمنين وهم أربعة آلاف إلى مدينة حضر باليمن فلما حضر فيها صالح مات فسميت حضر موت قال الكلبي في قوله تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى

ص: 200

قال هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله تعالى لمعرفته وطاعته فلما أقام الخضر الجدار قال موسى لو شئت لاتخذت عليه أجرا فإن قيل كيف كره موسى أكل طعام شعيب حين دعاه للأكل لما سقى الأغنام لبناته منهن صفوريا تزوجها موسى وإليها تنسب بلد المؤلف رحمه الله تعالى صفورية ماتت بها أو نزلتها ولم يكره مع الخضر حيث قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قيل لأن الأجرة على الصدقة لا يجوز وأما الاستئجار فيجوز

إشارة الجدار المائل هو العبد العاصي تحته كنزه وهو قلبه فيه التوحيد وأبواب المعاصي أربعة وأبو العبد العاصي إبراهيم قال تعالى ملة أبيكم إبراهيم فكما أن الخضر أقام الجدار للغلامين اليتيمين لأجل أبيهما الصالح كذلك العبد العاصي يقومه الله تعالى بالتوبة لأجل أبيه إبراهيم ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم قال الدامغاني وتقدم غيره

نظيرة: جوارح المؤمن سفينة والبحر هو الدنيا والتجارة هي الطاعة والملك الظالم هو الشيطان في فوسمك ربك بالمعصية حتى لا يرغب الشيطان في أخذك كما أن السفينة التي عليها الخضر لم يأخذها الملك وعن النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد منه وهو العجب ولما أنكر موسى على الخضر خرق السفينة نودي يا موسى لما ألقتك أمك في التابوت في البحر ألست كنت في حفظنا كذلك نحفظ السفينة فلما أنكر عليه قتل الغلام نودي يا موسى أنسيت أنك قتلت نفسا بغير حق يا موسى لو أن النفس التي قتلتها أقرت بالتوحيد طرفة عين لأصابك العذاب والسفينة كانت لعشرة مساكين أخوة ورثوها عن أبيهم خمسة يعملون في السفينة أحدهم مجذوم والثاني أعور والثالث أعرج والرابع آدر أي إحدى خصيتيه أكبر من الأخرى والخامس محموم لا تفارقه الحمى وخمسة لا يطيقون العمل أحدهم مقعد والثاني أصم والثالث أبكم والرابع أعمى والخامس مجنون والله أعلم قال العلائي أن الخضر والياس باقيان إلى يوم القيامة فالخضر يدور في البحار يهدي من ضل فيها والياس يدور في الجبال يهدي من ضل فيها هذا دأبهما في النهار في الليل يجتمعان عند سد يأجوج ومأجوج يحرسانه قال قتادة ليس في ناحية البحر المظلم طريق إلى البر إلا من ناحية السد في ناحية الشمال في منقطع بلاد الترك وليس ليأجوج ومأجوج طعام إلا الأفاعي من ذلك البحر يرسل الله تعالى سحابة فتغرف منه الأفاعي ثم تمطرها عليهم فيأكلها يأجوج ومأجوج وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج هل بلغتهم دعوتك قال جزت عليهم ليلة المعراج فدعوتهم إلى الله فلم يجيبوا وقد بسطنا الكلام على يأجوج ومأجوج في صلاح الأرواح قال على اسم ذي القرنين عبد الله بن الضحاك وقيل مرزبان وسمي بذي القرنين لأنه ملك المشرق والمغرب وقيل عاش قرنين وهما مائتا سنة هذا قوله تعالى تغرب في عين حمئة قيل حارة وقال الجمهور أي ذات حمأ وطين أسود قال بعض العلماء ليس المراد من قوله تعالى حتى إذا بلغ مغرب الشمس حتى إذا بلغ مطلع الشمس أنه انتهى إلى حرها ومسها لأنها تدور مع السماء حول الأرض وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض كأنها أكبر من الأرض بمائة وستين مرة وإنما المراد أنه انتهى إلى مد العمران من الجهتين فوجدها في رأي العين تغرب في عين

ص: 201

حمئة كما تشاهدها في الأرض المستوية كأنها تدخل تحتها كما أن راكب البحر كأنها تغيب في البحر ورأيت في تفسير القرطبي في سورة يس أن الشمس إذا غربت دخلت محرابا تحت العرش تسبح ربها حتى تصبح وهي مخلوقة من نور العرش والقمر من نور الكرسي وهو أسرع سيرا منها وهو في غلاف من ماء فكل ليلة يظهر منه شيء من الغلاف حتى يتكامل فيقطع الفلك في ثمانية وعشرين ليلة وذلك عدد المنازل المنقسة على اثني عشر برجا لكل برج منزلتان وثلث والسنة تدور على أربعة فصول ولكل فصل أربعة منازل أول الفصول فصل الربيع وأيامه اثنان وتسعون يوما أولها خامس عشر من آذار تقطع الشمس فيه سبعة منازل وثلاثة بروج وهي الحمل بالحاء المهملة والثور والجوزاء ثم يدخل فصل الصيف في خمسة عشر يوما من حزيران وعدد أيامه ائنان وتسعون يوما وتقطع الشمس فيه

سبعة منازل وثلاثة بروج وهي السرطان والأسد والسنبلة ثم يدخل فصل الخريف في خمسة عشر يوما من أيلول وعدد أيامه أحد وتسعون يوما وتقطع الشمس فيه سبعة منازل وثلاثة بروج وهي الميزان والعقرب والقوس ثم يدخل فصل الشتاء في أحد عشر يوما من كانون الأول وعمر أيامه تسعون يوما وربما تكون واحداً وتسعين يوما وتقطع الشمس فيه سبعة منازل وثلاثة بروج وهي الجدي والدلو والحوت قال مؤلفه رحمه الله تعالى هذا باعتبار زمان القرطبي أما باعتبار زماننا فقد أخبرني من له قوة في علم التقويم أن فصل الربيع يدخل في ثاني عشر آذار وفصل الصيف في ثالث عشر حزيران والخريف في خامس عشر أيلول والشتاء في ثالث عشر من كانون الأول وأيام كل فصل واحدا وتسعون يوما وثمن يوم ونصف ثمن يوم والله أعلم ثم إن فصل الربيع معتمل بين الحرارة والبرودة يصلح في إخراج الدم بالحجامة والفصادة ولا يمتلئ فيه من الطعام والصيف حار يابس يصلح فيه الإغتسال بالماء البارد ولبس الكتان وأكل الحوامض كالحضرمية والخوخية والخريف بارد يابس يصلح فيه ترك الجماع والإغتسال بالماء الفاتر للشيوخ بالحقنة وللكهول بالإسهال والشتاء بارد رطب يصلح فيه أكل لحم الضأن دون السمك واللبن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يدخل بيته ليلة الجمعة ويخرج منه إذا جاء الصيف ليلة الجمعة تشرين الأول واحد وثلاثون يوما فتحرك الشرقية في أوله وفي ثالث عشرين منه يدخل الناس بيوتهم من البرد له إذا قطع الخشب في ثالث عشرة لا يوسوس. سبعة منازل وثلاثة بروج وهي السرطان والأسد والسنبلة ثم يدخل فصل الخريف في خمسة عشر يوما من أيلول وعدد أيامه أحد وتسعون يوما وتقطع الشمس فيه سبعة منازل وثلاثة بروج وهي الميزان والعقرب والقوس ثم يدخل فصل الشتاء في أحد عشر يوما من كانون الأول وعمر أيامه تسعون يوما وربما تكون واحداً وتسعين يوما وتقطع الشمس فيه سبعة منازل وثلاثة بروج وهي الجدي والدلو والحوت قال مؤلفه رحمه الله تعالى هذا باعتبار زمان القرطبي أما باعتبار زماننا فقد أخبرني من له قوة في علم التقويم أن فصل الربيع يدخل في ثاني عشر آذار وفصل الصيف في ثالث عشر حزيران والخريف في خامس عشر أيلول والشتاء في ثالث عشر من كانون الأول وأيام كل فصل واحدا وتسعون يوما وثمن يوم ونصف ثمن يوم والله أعلم ثم إن فصل الربيع معتمل بين الحرارة والبرودة يصلح في إخراج الدم بالحجامة والفصادة ولا يمتلئ فيه من الطعام والصيف حار يابس يصلح فيه الإغتسال بالماء البارد ولبس الكتان وأكل الحوامض كالحضرمية والخوخية والخريف بارد يابس يصلح فيه ترك الجماع والإغتسال بالماء الفاتر للشيوخ بالحقنة وللكهول بالإسهال والشتاء بارد رطب يصلح فيه أكل لحم الضأن دون السمك واللبن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يدخل بيته ليلة الجمعة ويخرج منه إذا جاء الصيف ليلة الجمعة تشرين الأول واحد وثلاثون يوما فتحرك الشرقية في أوله وفي ثالث عشرين منه يدخل الناس بيوتهم من البرد له إذا قطع الخشب في ثالث عشرة لا يوسوس.

فائدة: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه رأيت رجلا معلقا بأستار الكعبة وهو يقول يا من لا يشغله شأن عن شأن أذقني برد عفوك وحلاوه رحمتك فقلت يا عبد الله أعد على كلامك فقال والذي نفس الخضر بيده وكان هو الخضر لا يقولهن عبد عقب كل فريضة إلا غفرت ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج أو عمر القطر وأوراق الشجر قال اليافعي في روض الرياحين كنت جالسا ببيت المقدس بعد عصر الجمعة فرأيت رجلين أحدهما في خلقنا والآخر طويل عرض وجهه ذراع فقلت من أنتما قال أنا الخضر وهذا الياس من صلى العصر يوم الجمعة ثم استقبل القبلة ثم قال يا الله يا رحمن حتى تغيب الشمس لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه فقلت للخضر ما طعامك قال الكرفس والكمثرى

ص: 202

وعن النبي صلى الله عليه وسلم إن أخوي الخضر والياس يحجان في كل عام ويشربان من زمزم شربة فتكفيهما إلى قابل وطعامهما الكرفس وكان الخضر عليه السلام يقول اللهم إني أستغفرك لما تبت إليك منه ثم عدت إليه وأستغفرك لما وعدتك من نفسي ثم أخلفتك وأستغفرك لما أردت به وجهك فخالطه ما ليس لك واستغفرك للنعم التي أنعمت بها على فتقويت بها على معصيتك وأستغفرك يا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من كل ذنب أذنبته أو معصية في ضياء النهار وسواد الليل في ملأ أو خلاء وسر أو علانية يا حكيم قال الأوزاعي من قاله غفرت ذنوبه ولو كانت مثل ورق الشجر وقطر السماء

لطيفة: تكلم ابن الجوزي في معنى قوله تعالى كل يوم هو في شأن عامين فأعجب بنفسه فوثب إليه رجل من المجلس فقال يا ابن الجوزي ما يصنع ربنا في هذه الساعة فسكت وختم المجلس ثم قال في الثاني والثالث فرأى في تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال يا بن الجوزي أتدري من السائل قلت لا يا نبي الله قال الخضر فإذا سألك فقل له شؤون يبديها ولا يبتديها فلما أصبح قال له ما يصنع ربنا في هذه الساعة قال شئون يبديها ولا يبتديها فقال الخضر صلى وسلم على من علمك في المنام

فائدة: اعلم جعلني الله وإياك من صالحي الأمة أن أولها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وآخرها نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام ولكنه من أمته صلى الله عليه وسلم وفيها رجل مختلف في نبوته أي وهو الخضر عليه السلام وأوسطها الصحابة كل واحد له شفاعة قال الشافعي رحمه الله تعالى مات النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون ألفا بالمدينة وثلاثون في غيرها حكاه الذهبي في التحرير قال في تفسير ابن عطية في قوله تعالى يوم لا يخزي الله النبي وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تضرع في أمته فأوحى الله إليه إن شئت جعلت حسابهم عليك قال لا يا رب أنت أرحم بهم مني فقال الله تعالى إذا لا نجزيك فيهم

حكاية: قال سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم رأيت البارحة في المنام جميع الأنبياء مع كل نبي أربعة مصابيح ومع كل واحد من أصحابه مصباح ورأيت واحدا قد أضاء له المشرق والمغرب في كل شعرة من رأسه مصباح ومع كل واحد من أصحابه أربع مصابيح فقلت من هذا قالوا محمد صلى الله عليه وسلم وكان كعب الأحبار خلفه يسمع فقال عمر كيف تروي هذا قال عن رؤيا رأيتها في المنام فقال والله لكأنك قرأت التوراة فرأيت هذا فيها وفيها رجل مختلف نبوته وهو الخضر عليه السلام وأوسطها الصحابة كل واحد منهم له شفاعة في الحديث أهل الجنة مائة وعشرون صفا ثمانون من هذه الأمة فتكون هذه الأمة ثلثي أهل الجنة فإن قيل هل الجنة أكثر أم أهل النار فالجواب من وجوه الأول قوله تعالى إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم الثاني قوله صلى الله عليه وسلم من كل ألف واحد والباقي لإبليس ذكره الرازي في تفسير سورة النساء الثالث قوله صلى الله عليه وسلم أنتم في الأمم كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود ولا شك أن المؤمنين بالنبي صلى الله عليه وسلم أكثر من آمن بالأنبياء من أممهم فإن قيل إذا كان أهل جهنم أكثر من أهل الجنة فكيف يقول مولانا عز وجل حكاية عن إبليس لعنه الله لأتخذن من

ص: 203