المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌في ذكر إبراهيم عليه السلام - نزهة المجالس ومنتخب النفائس - جـ ٢

[الصفوري]

فهرس الكتاب

- ‌باب في فضل الصدقة وفعل المعروف خصوصا مع القريب والجار الغريب

- ‌فصل في إكرام الجار

- ‌باب الزهد والقناعة والتوكل

- ‌فصل في القناعة

- ‌فصل في التوكل على الله

- ‌باب حفظ الأمانة وترك الخيانة

- ‌وذكر النساء وفضل الزواج وذم الطلاق والتحذير من اللواط

- ‌وفضل الزراعة

- ‌وبيان قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم من سبع ورزقتم من سبع

- ‌فصل في الزراعة

- ‌فصل في قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم مع سبع

- ‌باب الخوف

- ‌باب التوبة

- ‌باب في فضل العدل واجتناب الظلم

- ‌فصل في العدل

- ‌فصل في الشفقة على خلق الله تعالى

- ‌فصل في إكرام المشايخ

- ‌فصل في الخضاب والتسريح

- ‌باب فضل العقل

- ‌باب فضل العلم وأهله والشام

- ‌فضل في سكنى الشام

- ‌أنا أول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن

- ‌باب مولد المصطفى وحبيب الله المجتبى

- ‌سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين

- ‌فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في رضاعه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة والتسليم على سيد الأولين

- ‌والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه

- ‌باب قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا

- ‌من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

- ‌فصل في المعراج

- ‌باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهم

- ‌فضائل الصحابة

- ‌رضى الله تعالى عنهم أجمعين إجمالا وتفصيلا

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌مناقب أهل خلق الله على التحقيق

- ‌أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌مناقب سراج أهل الجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌باب مناقب هؤلاء الأربعة رضي الله عنهم إجمالا

- ‌باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌باب مناقب فاطمة الزهراء رضي الله عنها

- ‌فصل تزويج حواء بآدم عليهما الصلاة والسلام

- ‌باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب العباس رضي الله عنه

- ‌باب مناقب حمزة رضي الله عنه

- ‌باب فضائل هذه الأمة المرحومة زادها الله شرفا وإكراما

- ‌وذكر بعض من فيها من العلماء والأولياء بأسمائهم وتواريخهم

- ‌وذكر إبراهيم وموسى وعيسى والخضر والياس

- ‌عليهم الصلاة والسلام

- ‌في ذكر إبراهيم عليه السلام

- ‌فصل في ذكر موسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر عيسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر الخضر والياس عليهما السلام

- ‌فصل في ذكر ما تيسر من المشهورين بالكنية

- ‌بأسمائهم وتواريخهم من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم

- ‌باب ذكر أشياء من فعلها حرمه الله على النار وأعتقه منها

- ‌باب في ذكر الجنة

الفصل: ‌في ذكر إبراهيم عليه السلام

عشر مرات وهي إن خلق السموات والأرض ثم سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن تفكره فقال في الموت وأهواله فقال تفكرك خير من عبادة سبعين سنة وقال أبو هريرة ما من دعاء أحب إلى الله تعالى من قول العبد اللهم إغفر لأمة محمد وارحمهم رحمة عامة قال في البردة: شعر:

لعل رحمة ربي حين يقسمها

تأتى على حسب العصيان في القسم

قال في عقائق الحقائق قال جعفر الصادق خلق الله ثلاث بسط من نور سعة كل بساط ألف عام فسمى الأول بساط القربة والثاني بساط الخدمة والثالث بساط المحبة فأجلس نور محمد صلى الله عليه وسلم على كل بساط ألف عام ثم أمره أن يصلي على بساط الخدمة ركعتين فبكى في تكبيرة الإحرام ألف عام وفي القيام كذلك وفي الركوع كذلك وفي الاعتدال كذلك وفي السجود كذلك وفي الجلوس بين السجدتين كذلك وفي السجدة الثانية كذلك وهكذا الركعة الثانية وبقى في السلام على اليمين عام في السلام على الشمال كذلك ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير اللهم إني روح لطيف فاجعلني في بدن عزيز وابعثني إلى خلقك ليؤمنوا بوحدانيتك وادعوهم إلى خدمتك فإن قصروا فأنت الموصوف بالكرم والرحمة من الأزل إلى الأبد واقبل شفاعتي فيهم فأجابه الحق سبحانه وتعالى اقبل شفاعتك وأجود عليهم بالرحمة وقيل أنه صلى الله عليه وسلم بكى عند الموت فسأله جبريل عن ذلك فقال أخاف على أمتي أن يعذبهم الله تعالى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ثم غاب جبريل ثم قال إن الله يقرئك السلام ويقول لك كن طيب النفس على أمتك فإن شفقتي عليهم أكثر من شفقتك وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وقال النبي صلى الله عليه وسلم كتب الله كتابا قبل أن يخلق الخلق بألف عام في ورقة آس ثم وضعها على العرش ثم نادى يا أمة محمد إن رحمتي سبقت غضبي أعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تستغفروني قال النبي صلى الله عليه وسلم الله إرحم أمتي من الوالدة الشفوق بولدها وعنه صلى الله عليه وسلم ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة وأمتي كلها في الجنة وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أمتي مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة عجل عقابها في الدنيا بالزلازل والفتن فإذا كان القيامة دفع إلى كل رجل من أمتي رجل من أهل الكتاب فقيل هذا فداؤك من النار.

‌في ذكر إبراهيم عليه السلام

ابن آزر وهو تارح بمثناة فوقية وفتح الراء وحاء مهملة قال العلائي في قوله تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال النبي صلى الله عليه وسلم أما ترضون أن يكون إبراهيم وعيسى فيكم يوم القيامة أما إبراهيم فيقول أنت دعوتني فاجعلني من أمتك وذكره في الشفاء أيضا

حكاية: رأى إبراهيم في منامه جنة عرضها السموات والأرض أشجارها لا إله إلا الله وأغصانها محمد رسول الله وثمارها سبحان الله والحمد لله مكتوب على الأبواب أعدت لمحمد وأمته فلما أصبح قص

ص: 185

رؤياه على قومه فقالوا ومن محمد وأمته قال لا أعلم فجاء جبريل وقال إن الله تعالى يقول محمد حبيبي وخيرتي من خلقي لولاه ما خلقت الدنيا ولا الجنة ولا النار وهو آخر نبي في الدنيا وأول شافع في القيامة وأمته أكرم الأمم على الجنة محرمة على الخلق حتى يدخلها محمد وأمته وقال مقاتل ذكر الله تعالى إبراهيم في القرآن في أحد وسبعين موضعا منها قوله تعالى ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل أي صلاحه وهداه من قبل بلوغه قال الكواشي وقال ابن عباس رضي الله عنهما من قبل موسى وسماه الله تعالى شجرة بقوله تعالى توقد من شجرة مباركة لأن الأنبياء من ذريته كان مولده زمن النمروذ فبينما هو في داره وإذا بطيرين أبيضين فقال أحدهما ويلك يا نمروذ هذا طائر المشرق وهذا الطائر المغرب وقد جاءتنا البشارة بظهور إبراهيم فإذا دعاك إلى الله فلا تكذبه فأخبر آزر بذلك فقال من مردة الجن ثم نام تلك الليلة فرأى في منامه كأنه بين عينيه ثورا عظما ضربه فقلع عينيه فسأل المعبرين عن ذلك فقالوا لعل هذا من أخلاف الأطعمة فلما خرجوا من عنده قالوا هذه الرؤيا تدل على زوال ملكه ثم نام فرأى كأن القمر خرج من ظهر آزر واتصل نوره من الأرض إلى السماء وسمع قائلا يقول جاء فأخبر آزر بذلك فقال هذا من كثرة عبادتي للأصنام وخدمتي لهم ثم نام النمروذ في تلك الليلة فرأى كأن سريره قد استدار بالأسرة وإذا برجل على سريره وهو من أحسن الناس وجها في يده اليمنى الشمس في الأخرى القمر فقال الرجل إعبد إلهك فقال النمروذ وهل من إله سواي قال نعم إله الأرض والسماء ثم قال لسريره تزلزل بقدرة الله تعالى فتزلزل حتى سقط النمررذ عنه فانتبه النمروذ مرعوبا فأخبر آزر بذلك فقال هذا يدل على زيادة الملك ثم نام فرأى النمروذ نهرا ساطعا من الأرض إلى السماء ورأى رجالا يصعدون ويهبطون وإذا برجل جميل قالوا له بك تحيى بعد موتها فأخبر الكهان بذلك وقال إن لم تخبروني بهذه الرؤية وإلا عذبتكم فقالوا أمهلنا ثلاثة أيام فلما خرجوا قالوا لآزر هذه رؤيا تدل على مولود من أقرب الناس إلى النمروذ ينازعه في ملكه فخذ لنا الأمان منه حتى نخبره ففعل فقال يا آزر أنت أقرب الناس إلى فلان فضرب عنقه وأعماه الله تعالى عن آزر وكل الذباحين بالحوامل فذبجوا مائة ألف غلام في العرائس أنه عزل الرجال عن النساء فإذا حاضت المرأة تركها مع زوجها حتى تطهر فإذا طهرت عزلها فدخل آزر على زوجته فواقعها فحملت بإبراهيم فلما كانت ليلة الولادة دخلت بيت الأصنام ليخففوا عنها الألم فرفعت الأصنام عن الأسرة فخرجت مرعوبة فقال من هذه قالوا إمراة وزيرك آزر معناه الأعرج وقيل الشيخ الهرم فأراد أن يقول إقبضوا عليها فقال أتركوها فوضعته في مغارة وسدت عليه وكانت تتعاهده فرأته يمص من أحد أصابعه لبنا ومن الآخر عسلا قيل ولدته بين الكوفة والبصرة وقيل ولدته بقرية من قرى دمشق يقال لها برزة قال العلائي والأشهر من الأقوال أنه ولد بأرض العراق ولما هاجر إلى الشام تعبد في المقابر ببرزة فلما بلغ سنة كان أول كلامه أن قال يا أماه من ربي قالت أنا قال فمن ربك قالت أبوك قال فمن رب أبي قالت نمروذ قال ومن رب النمروذ فلطمت وجهه في العرائس لم يمكث إبراهيم في السرب الذي أخفته أمه إلا خمسة عشر يوما اليوم كالشهر والشهر

ص: 186

كالسنة ثم طلب الخروج بعد غروب الشمس فأخرجته وإسمها نونا فنظر إلى الدواب وقال ما هذا قيل إبل وبقر وخيل فقال لابد لها من رب خالق ثم نظر إلى السماء وقال يا أماه ما هذه القبة الخضراء المستديرة على الأقطار وما هذه الأشجار والجبال والخلائق فيهم الطويل والقصير والقوي والضعيف والغني والفقير من صنع هذا كله قالت النمروذ ثم آخر الليل رأى كوكبا قال هذا ربي ثم طلع القمر فقال هذا ربي ثم طلعت الشمس فقال هذا ربي

فقالت أمه لأبيه هذا المولود الذي يغير ديننا فبلغ ذلك النمروذ فقال يا إبراهيم من تعبد قال الرب قال وأي رب قال رب العالمين فقال النمروذ أين هو الرب فقال الذي خلقني فهو يهدين الآية قال فصف لي ربك قال يحيى ويميت قال أنا أحيى وأميت ثم دعا برجلين وجب عليهما القصاص مقتل أحدهما وترك الآخر فقال إبراهيم إن الله يأت بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فتحير النمروذ وكان أمام إبراهيم فقال الله تعالى يا جبريل إن قال أنا الذي أتيت بها من المشرق فاقلب الفلك وأت بها من المغرب قال أبوه يا إبراهيم لو خرجت إلى عيدنا لأعجبك ديننا فخرج معهم فلما كان في أثناء الطريق نظر في النجوم أي فيها نجم له من الرأى وقالت عائشة كان علم النجوم من النبوة ثم بطل فقال إني سقيم لأن كل من يموت يعقم وقيل أنه كان محموما في تلك الساعة فرجع إلى بيت الأصنام وأخذ فأسا فجعلهم جناذا أي قطعا ثم علق الفأس في عنق الصنم

مسألة: قال أبو الطيب الحيلة جائزة واستدل بما فعله إبراهيم عليه السلام وبقوله تعالى وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث فلو قال لزوجته إن دخلت الدار فأنت طالق ثلاثا فالحيلة أن يخلعها ثم تدخل الدار ثم يتزوجها فتنحل اليمين وإن تزوجها بعد الخلع وقبل دخولها الدار فلا يقع الطلاق أيضا فلو قال لعبده إن دخلت الدار فأنت حر فالحيلة أن يبعيه أو يهبه فإذا دخل الدار فلا يقع العتق ويسترده من الذي اشتراه ببيع أو هبة فلما رجعوا إلى بيت الأصنام قالوا من فعل هذا بآلهتنا قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون عليه بالفعل أو يشهدون عذابه الذي نعد به له فلما ظهرت عليهم الحجة بعد أن اجرى الله على ألسنتهم الحق بقوله أنكم أنتم الظالمون بعبادة من لا ينطق وأدركهم الشقاوة رجعوا إلى كفرهم قال الله تعالى ثم نكسوا على رؤسهم أي انقلبوا عن تلك الحالة التي أقروا على أنفسهم بالظلم إلى المجادلة بالباطل فقال رجل من الأكراد حرقوه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة قال القزويني قال إبليس لعنه الله أنا مع الأكراد في راحة فإنهم لا يخالفونه فأقاموا حظيرة طولها ثمانون ذراعا وعرضها أربعون ذراعا ونادى النمروذ أيها الناس إجعموا الحطب لنار إبراهيم فكانت المرأة تغزل وتشتري الحطب بغزلها لنار إبراهيم فلما جمعوا الحطب أوقدوا النار من كل جانب سبعة أيام فلما أرادوا إلقاؤه عجزوا فعلمهم إبليس صنعة المنجنيق وأول من رمى به في الإسلام في الله إبراهيم الخليل عليه السلام فقيدوا إبراهيم وجعلوه في المنجنيق فضجت السموات والأرض والملائكة ضجة واحدة وقالوا ربنا خليلك يلقى في النار وليس في الأرض من يعبدك غيره فأذن لنا في نصره قال هو خليلي وليس لي غيره وأنا الله ليس له إله

ص: 187

غيري فإن استغاث بكم فأغيثوه فإن لم يدع غيري فأنا وليه فخلوا بيني وبينه فلما أرادوا إلقاؤه في النار جاء خازن المياه وقال إن أردت خمدت النار عنك بالمياه وجاء خازن الهواء وقال إن شئت طيرت النار عنك في الهواء قال لا حاجة إليكما حسبي الله ونعم الوكيل وعن النبي صلى الله عليه وسلم لما قيدوا إبراهيم ليلقوه في النار قال لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك قال العلائي لما أرادوا إلقاؤه في النار جاءه عشرة رجال فلم يقدروا على وضعه في المنجنيق فعجزوا فجاءه مائتان فعجزوا فقال إبراهيم أراكم لا تطيقون إلقائي في النار فقالوا نعم فقال إذكروا الله قالوا على وجه الاستهزاء بسم الله الرحمن الرحيم فرموه في النار فعارضه جبريل في الهواء فقال ألك حاجة قال أما إليك فلا قال لا تستعين بربك في خلاص نفسك قال النفس معيبة فلا تسأل من رب طاهر قال تسأله روحك قال الروح عارية والعارية مردودة قال يسأل قلبك قال القلب له يفعل ما يشاء قال ألا تخاف من النار قال من أوقدها قال النمروذ قال من حكم لك قال الجليل قال فالجليل راض بحكم الجليل فقال الله تعالى يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم قال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات فبردت النار من المشرق إلى المغرب

لطيفة: موسى عليه السلام خاف من العصا وإبراهيم عليه السلام ما خاف من النار لأن الحية من صنع الله والنبي يخاف من صنع الخالق سبحانه وتعالى والنار من صنع النمرود والنبي لا يخاف

إلا من صنع الله فإن قيل إبراهيم حين ألقى في النار لم ينزع وعند ذبح الولد انزعج فالجواب لما ألقى في النار كان نور محمد في جبينه وعند الذبح كان النور قد انتقل إلى اسماعيل وتقدم إلى إسماعيل وتقدم في فضل البسملة قدر سنة يوم ألقى فيها وكم أقام بها قال العلائي بعث الله جبريل إلى إبراهيم عليهما الصلاة والسلام بقميص من الجنة وقال إن ربك يقرئك السلام ويقول أما علمت أن النار لا تحرق أحبائي فلما رآه النمروذ بالذال المعجمة سأله قال يا إبراهيم تستطيع أن تخرج منها سالما قال نعم فلما خرج قال نعم الرب ربك لأذبحن له أربعة آلاف بقرة قربانا قال لا يتقبل الله حتى نؤمن به فاستمر على كفره حتى أهلكه الله بالبعوض وقيل أنه سجد لإبراهيم سجدة واحدة فقال الله تعالى لو كانت هذه السجدة لي لغفرت له

فائدة: من سنن إبراهيم عليه الصلاة والسلام الختان وتقدم في مناقب الحسن والحسين وهو أول من اختتن من الرجال وأول من اختنتت من النساء هاجر وأول من ثقب أذنها وقد ولد جماعة من الأنبياء عليهم السلام مختونين آدم وشيث وادريس ونوح ولوط ويوسف وموسى وشعيب وسليمان ويحيى وعيسى ومحمد أي شاء الله لهم الختان فكان إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ورأيت في البسيط للواحدي أوحى الله إلى إبراهيم تطهر فتمضمض فأوحى الله إليه فاستنشق فأوحى الله إليه تطهر فاستاك فأوحى الله إليه تطهر فقص شاربه فأوحى الله إليه تطهر فاستنجى فأوحى الله إليه ففرق رأسه فأوحى الله إليه تطهر فحلق عانته فأوحى الله إليه تطهر فنتف إبطه فأوحى الله إليه تطهر فقلم أظافره فأوحى الله إليه تطهر فنظر في جسده ماذا صنع فأختتن بعد مائة وعشرين سنة وقال غيره ابن ثمانين

ص: 188

سنة فختن نفسه بالقدوم فألم ألماً شديدا فقال له جبريل قد استعجلت يا إبراهيم قبل أن آتيك بآلة الختان فقال امتثلت أمر ربي فرفع الله عنه الألم في الحال وختن اسماعيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة وختن إسحاق وهو ابن سبع عشرة سنة فالختان واجب إلا على الخنثى فيحرم والحكمة في الختان لكل عضو عبادة وعبادة الفرج الختان وقيل سبب الختان أن إبراهيم على السلام وقع بينه وبين العمالقة فجعل الختان لأهل الإسلام وهو أولى من ختن وتقدم في فضل الخضاب والتسريح أن الحناء تنفع من الأورام البلغمية والسوداوية وتقوي الأعضاء المخضوبة وهو بارد يابس وإذا نقع القرنفل في الماء وعجنت بالحناء سود الشعر وحسنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسيد الخضاب الحناء وأول من قص شاربه وقلم أظافره فصار ذلك سنة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لأن إبراهيم عليه السلام لما ابتلاه الله بهذه الأشياء المتقدمة فأتمها ووفى بها وجعله الله إماما يقتدي به أهل الأديان كلهم يعظمونه ويتشرفون به دينا ونسبا ويسن أن يبدأ في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط باليمين ويكره تأخيرها عن أربعين يوما كراهة شديدة قاله في الروضة وقد اعتبر هذا العدد في مواضع منها خمر الله طينة آدم أربعين يوما قاله في الروضة وواعد موسى أربعين ليلة للمناجاة والنبوة تكون بعد أربعين سنة وفي قواعد الزركشي عن الحليمي من تمنى أن يكون نبيا في زمن نبي فإن تمنى أن يكون هو هذا النبي فقد كفر وكذا لو تمنى بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والحكمة تظهر بعد أربعين يوما وغالب النفاس أربعين يوما فلهذا اختار الأنبياء في كل أربعين يوما أكلة واحدة وكل واحد وكل نبي من الأنبياء أعطاه الله قوة أربعين رجلا ومحمد صلى الله عليه وسلم أعطاه قوة أربعين نبيا والأبدال من هذه الأمة أربعون وإذا مات واحد مؤمن بكى عليه موضع عبادته أربعين يوما من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما وحد الحر في ضرب الخمر أربعون ومعظم الشتاء أربعون يوما وبين النفختين أربعون سنة وينزل المطر على الخلق بعد موتهم أربعين يوما حتى تنبت الأجسام والمولود يضحك أربعين يوما ولا تصح الجمعة عند الشافعي والإمام أحمد إلا بأربعين رجلا ويونس عليه السلام تنعم بسنة الله في بطن الحوت أربعين يوما ومحمد صلى الله عليه وسلم ظهر أمره لما بلغ أصحابه أربعين رجلا

فائدة: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قلم أظافره يوم السبت خرج منه الداء ودخل فيه الشفاء ومن قلم أظافره يوم الأحد خرج منه الفقر ودخل فيه الغناء

ومن قلم أظافره يوم الإثنين خرج منه البرص ودخلت فيه الصحة ومن قلم أظافره يوم الثلاثاء خرج منه الجرب ودخل فيه الشفاء ومن قلم أظافره يوم الأربعاء خرج منه الوسواس والخوف ودخل فيه الأمن ومن قلم أظافره يوم الخميس خرج منه الجذام ودخلت فيه العافية ومن قلم أظافره يوم الجمعة خرجت منه الذنوب ودخلت فيه الرحمة قال في تحفة الحبيب فما زاد على الترغيب والترهيب أنه حديث متصل الإسناد وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ شاربه يوم الجمعة كان له بكل شعرة تسقط منه عشر حسنات والله أعلم. من قلم أظافره يوم الإثنين خرج منه البرص ودخلت فيه الصحة ومن قلم أظافره يوم الثلاثاء خرج منه الجرب ودخل فيه الشفاء ومن قلم أظافره يوم الأربعاء خرج منه الوسواس والخوف ودخل فيه الأمن ومن قلم أظافره يوم الخميس خرج منه الجذام ودخلت فيه العافية ومن قلم أظافره يوم الجمعة خرجت منه الذنوب ودخلت فيه الرحمة قال في تحفة الحبيب فما زاد على الترغيب والترهيب أنه حديث متصل الإسناد وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ شاربه يوم الجمعة كان له بكل شعرة تسقط منه عشر حسنات والله أعلم.

ص: 189