الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللهم إن هذا عمي وأهل بيتي وعزتي فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة فما بقي باب ومدر إلا قال آمين آمين وقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إغفر للعباس ولولد العباس ولمن أحبهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم من آذى عمي فقد آذاني قال عمر رضي الله عنه على المنبر أيها الناس إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى العباس كما يرى الولد لوالده ويعظمه ويفخمه فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه واتخذوه وسيلة إلى الله تعالى فيما نزل بكم قال المحب الطبري هذا الحديث صحيح مات العباس رضي الله عنه سنة إثنتين وثلاثة قيل سنة أربع وثلاثين أدرك في الإسلام سنة إثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع قال مؤلفه رحمه الله تعالى وقد زرت قبره والحمد لله وفي الصحابة العباس بن مرداس رضي الله عنهما قبره بالبقيع وقد زرت قبره أيضا والله أعلم.
باب مناقب حمزة رضي الله عنه
فهو عم النبي صلى الله عليه وسلم إبن بنت عم أمه وأخوه من الرضاعة كما تقدم في المولد الشريف وكان له صلى الله عليه وسلم إثنا عشر عما أدرك الإسلام منهم أربعة أبو طالب مات كافرا وحمزة أسلم والعباس أسلم وأبو لهب مات كافرا وهو أكبرهم سنا كناه الله تعالى بذلك لأن إسمه عبد العزي صنم ولم يصف العبودية في كتابه لصنم ولأن الاسم أشرف من الكنية فحطه الله من الأعلى إلى الأدنى وكان أهله يريدون أن يسموه لكثرة جماله بأبي النور أو بأبي الضياء مع إتفاق أبويه على أحد الكنيتين فصرفهما وأجرى على ألسنتهما الكنية الأولى لتطابق المكنى أسلم حمزة في السنة الثانية من النبوة وسبب إسلامه أنه كان في الصيد فمر أبو جهل بالصفا فوجد النبي صلى الله عليه وسلم فسبه وآذاه فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهناك جارية تسمع فلما جاء حمزة أخبرته الجارية فغضب وأتى أبا جهل فضرب رأسه بالقوس وشجه وقال أتسب محمدا وأنا على دينه وأنا كما يقول محمد فعزفت قريش عن محمد بإسلام حمزة قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنه مكتوب عند الله في السماء السابعة حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد الرسول وقال صلى الله عليه وسلم خير أعمامي حمزة وقال أبو هريرة رضي الله عنه لما قتل حمزة ورآه النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به بكى بكاء كثيرا وقال رحمك الله يا عم لقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات فوالله لأن أظفر بي الله بالقوم لأمثلهن بسبعين منهم فنزل عليه في مكانه وإن عاقبتهم فعاقبو بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أصبر وكفر عن يمينه وكان مقتله رضي الله عنه في غزوة أحد على رأس إثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو ابن تسع وخمسين سنة.
باب فضائل هذه الأمة المرحومة زادها الله شرفا وإكراما
وذكر بعض من فيها من العلماء والأولياء بأسمائهم وتواريخهم
وذكر إبراهيم وموسى وعيسى والخضر والياس
عليهم الصلاة والسلام
قال الله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس الآية قال الرازي في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس أي خلقت أي صرتم خير أمة لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وقال النبي صلى الله عليه وسلم من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر كان خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه وقدم الأمر بالمعروف لأنه أخف من النهي عن المنكر فإن قيل الأمر والنهي فرع والإيمان أصل فكيف قدم الفرع على الأصل فالجواب إن الإيمان إشترك فيه جميع الأمم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من محاسن هذه الأمة فإن قيل قد شاركهم في ذلك غيرهم فالجواب إنهم يأمرون بالمعروف وهو الإسلام وينهون عن المنكر وهو الكفر بالسيف وغيرهم كان ينهى عن المنكر بلسانه عن ابن عباس رضي الله عنهما أعطى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم تشريفا بقوله تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ثم قال ابن عباس رضي الله عنهما أعندي أشرف من هذا قال الله تعالى لموسى عليه السلام لا تخف إنك أنت الأعلى وقال لهذه الأمة ولا تحزنوا وأنتم الأعلون وقال لإبراهيم عليه السلام اتخذ الله إبراهيم خليلا وقال لهذه الأمة يحبهم ويحبونه وقال لموسى وكلم الله موسى تكليما وقال الله الأمة فاذكروني أذكركم وقال لعيسى وأيدناه بروح القدس وقال لهذه الأمة وأيدهم بروح منه وقيل لمحمد صلى الله عليه وسلم ولسوف يعطيك ربك فترضى وقال لأمته رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه وقال أيضا دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم هانئ فقام عندها وضحك في نومه ثلاث مرات فلما استيقظ سألته فقال قال لي جبريل إن الله تعالى قد وهب لك جميع أمتك فضحكت وسمعت صوتا فقلت ما هذا يا جبريل قال هذا صوت الجنة تقول كل يوم خمس مرات واشوقاه إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم وكونها تقول خمس مرات إشارة إلى الصلوات الخمس وعرضت على الأمم فرأيت أمتي وجوههم كالقمر ليلة البدر وقال سعد بن أبي وقاص أحد العشرة خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة فلما كنا قريبا من عزور انزل ثم رفع يديه ودعا ساعة ثم خر ساجدا ثم قام فرفع يديه ودعا ساعة ثم خر ساجد ثم قام فرفع يديه ودعا ساعة ثم خر ساجدا فسألناه عن ذلك فقال سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلا فسجدت شكرا لربي ثم سألته فأعطاني ثلا فسجدت شكرا لربي ثم سألته فأعطاني ثلا الآخر فسجدت شكرا لربي رواه أبو داود في الخبر خلق الله تعالى للعرش ثلثمائة برج كل برج طوله ألف عام وبين البرج والبرج كذلك وخلق بينها ملائكة كالجن والإنس يقولون اللهم اغفر لعصاة أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورأيت في النور للطوسي رضي الله عنه أوحى الله تعالى إلى شعيب عليه السلام قل لبني إسرائيل سميتكم أحبابي فهان عليكم ذلك وسأوثر بهذا الإسم من يطعني ويعقل أمري هم قوم وإذا زكت أعمالهم أو كثرت علموا إن ذلك مني وإذا أقسموا لم يقسموا بغيري أبعث إليهم نبيا أميا مختارا أجعل أمته خير أمة رعاة للشمس يعني يراعون بها أوقات الصلاة فيبادرون إلى أدائها يصلون لي قياما وقعودا يطهرون الوجوه والأطراف ينادي مناديهم من جو السماء لهم دوى كدوي النحل إذا غضبوا وإذا فزعوا كبروني وإذا
تنازعوا سبحوني قال الطوسي ومن رحمة الله بهذه الأمة أن جعلهم في آخر الزمان وجعل أعمارهم قصيرة وضاعف لهم الثواب ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أعط أمتي ثوابهم وأكثر من طاعتهم فإن أعمارهم قصيرة فقال الله تعالى يؤتون أجرهم مرتين فقال يا رب زدهم فقال من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها قال يا رب زدهم قال كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة قال يا رب زدهم قال إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
…
لطيفة: رأيت في كتاب البركة نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم سبع مرات: الأولى: يقول الله تعالى يا محمد من أطاعني من أمتك جازيته كما ينبغي الثانية: أنظر إلى جوارحهم السبعة فمن عصوني بستة وأطاعوني بواحد وهبت الستة للواحد الثالثة: من تاب منهم بالمعصية أخرجته من ذنوبه كيوم ولدته أمه الرابعة: من أصر منهم على ذنب بليته بالأسقام حتى أطهره الخامسة: من أذنب ذنبا ويعلم أنه قد أساء غفرت له ولا أبالي السادسة: أفتح عليهم الهاوية أربعين يوما في الصيف والزمهرير أربعين يوما في الشتاء ليكون
ذلك حظهم من النار يوم القيامة السابعة: إذا قامت القيامة أحاسبهم حساب المولى الكريم للعبد الضعيف
…
حكاية: قال وهب بن منبه اشتريت جارية أعجمية فأصبحت فصيحة فسألتها عن ذلك فقالت رأيت في المنام كأن الدنيا صارت جمرة نار وفيها طريق إلى الجنة فأقبل موسى عليه السلام وخلفه اليهود فالتفت إليهم وقال أنا أمرتكم أن تتهودوا فسقطوا يمينا وشمالا ثم أقبل عيسى وخلفه النصارى فالتفت إليهم وقال أنا أمرتكم أن تتنصروا فسقطوا يمينا وشمالا ثم أقبل محمد صلى الله عليه وسلم ومعه أمته فالتفت وقال أمرتكم أن تؤمنوا بربكم فآمنتم فلا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون فمروا خلفه حتى دخلوا الجنة وبقيت أنا مع إمرأتين على النار فقال الله تعالى إنظروا هل قرأتما قرآنا فقال ملك هل قرأتما الفاتحة فانتبهت وأنا فصيحة ليس بلساني عجمة فعلمني يا مولاي الفاتحة قاله في روض الأفكار
…
فائدة: قال أبو هريرة وابن عباس رضي الله عنهما من تول أذان مسجد من مساجد الله يريد بذلك وجه الله أعطاه الله ثواب أربعين ألف نبي وأربعين ألف صديق وأربعين ألف شهيد ويدخل في شفاعته أربعون ألف أمة في كل أمة أربعون ألف رجل وله في كل جنة من الجنان أربعون ألف مدينة في كل مدينة أربعون ألف قصر في كل قصر أربعون ألف دار في كل دار أربعون ألف بيت في كل بيت أربعون ألف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين بين يدي كل زوجة أربعون ألف وصيفة في يد كل وصيفة أربعون ألف مائدة على كل مائدة أربعون ألف قصعة في كل قصعة أربعون لون من طعام وعليها من الحلى والحلل ما لا يعلم عمله إلا الله تعالى رأيته في تحفة الحبيب فما زاد على الترغيب والترهيب
…
لطيفة: قال النبي صلى الله عليه وسلم من بلغه عن الله فضيلة فلم يصدقها لم ينلها وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من بلغه عني شيء فيه فضيلة فآخذ به إيمانا ورجاء ثواب أعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك عن سمرة ابن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من توضأ فأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته يريد المسجد فقال حي
ن يخرج بسم الله الذي خلقني فهو يهدين هداه الله الصواب الأعمال والذي يطعمني ويسقين طعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شرابها وإذا مرضت فهو يشفين جعل الله مرضه كفارة لذنوبه والذي يميتني ثم يحيين أحياه الله تعالى حياة السعداء وأماته إماتة الشهداء والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين غفر الله له خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين وهب له حكما وألحقه بصالحي من مضى وصالحي من بقى واجعل لي لسان صدق في الآخرين كتب عند الله صديقا واجعلني من ورثة جنة النعيم جعل الله له المنازل في الجنة قال سمرة رضي الله عنه لقد سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشر مرات وعن النبي صلى الله عليه وسلم ليس من أعياد أمتي عيد أفضل من يوم الجمعة وركعتان فيه أفضل من ألف ركعة في غيره وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة في غيره وتقدم في باب الجمعة أن يوم الجمعة خاص بهذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم الخميس والجمعة والسبت الأشهر الحرم كتب له عبادة سبعمائة سنة ذكره في تحفة الحبيب فيما زاد على الترغيب وأما إستغفار الملائكة والدعاء لهذه الأمة من الأنبياء وغيرهم فلا يخفى وتقدم أن إبراهيم عليه السلام قال في عرفة اللهم لا تعذب أحدا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال جبريل الله أكبر فقال إسماعيل لا إله إلا الله ولله الحمد قال النسفي وغيره خلق العرش على ثلثمائة وستين قائمة بين القائمة والقائمة خفقان الطير المسرع ثمانين ألف سنة وخلق الله للعرش ألف ألف وستمائة رأس في كل رأس ألف ألف وستمائة وجه في كل وجه ألف ألف وستمائة فم في كل فم ألف ألف وستمائة لسان في كل لسان ألف ألف وستمائة لغة يسبحون الله تعالى ويقدسونه ويدعونه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم قال ابن مسعود رضي الله عنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فوجد رجلا ساجدا وهو يقود اللهم اعتقني من النار فإن لم تفعل فاجعلني فداء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبشر بالجنة لما بلغ من شفقتك على أمتهما فمات في الحال فأدخله النبي صلى الله عليه وسلم قبره وصار يقول أنت أنت سبعين
مرة ثم خرج من قبره وإزاره مشقوق فقيل يا رسول الله ما هذا قال نزل عليه الحور العين فتنازعن فأصلحت بينهن فمن غضب أكثر ممن رضي قال المقداد بن الأسود دخلت على أبي هريرة رضي الله عنه فسمعته يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم تفكر ساعة خير من عبادة سنة ثم دخلت عل ابن عباس فسمعته يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فقال صدقوا إدعهم لي فدعوتهم فسأل أبا هريرة عن تفكره فقال في خلق السموات والأرض فقال تفكرك أفضل من عبادة سنة نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وقال تبارك خالقها ورافعها وممدها وطاويها طي السجل ثم نظر إلى الأرض فقال تبارك خالقها ورافعها وممدها وطاويها وداحيها وعن النبي صلى الله عليه وسلم لقد أنزلت على آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها وفي رواية ويل له عشر مرات وهي إن خلق السموات والأرض ثم سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن تفكره فقال في الموت وأهواله فقال تفكرك خير من عبادة سبعين سنة وقال أبو هريرة ما من دعاء أحب إلى الله تعالى من قول العبد اللهم إغفر لأمة محمد وارحمهم رحمة عامة قال في البردة: ثم خرج من قبره وإزاره مشقوق فقيل يا رسول الله ما هذا قال نزل عليه الحور العين فتنازعن فأصلحت بينهن فمن غضب أكثر ممن رضي قال المقداد بن الأسود دخلت على أبي هريرة رضي الله عنه فسمعته يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم تفكر ساعة خير من عبادة سنة ثم دخلت عل ابن عباس فسمعته يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فقال صدقوا إدعهم لي فدعوتهم فسأل أبا هريرة عن تفكره فقال في خلق السموات والأرض فقال تفكرك أفضل من عبادة سنة نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وقال تبارك خالقها ورافعها وممدها وطاويها طي السجل ثم نظر إلى الأرض فقال تبارك خالقها ورافعها وممدها وطاويها وداحيها وعن النبي صلى الله عليه وسلم لقد أنزلت على آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها وفي رواية ويل له