المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أنا أول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن - نزهة المجالس ومنتخب النفائس - جـ ٢

[الصفوري]

فهرس الكتاب

- ‌باب في فضل الصدقة وفعل المعروف خصوصا مع القريب والجار الغريب

- ‌فصل في إكرام الجار

- ‌باب الزهد والقناعة والتوكل

- ‌فصل في القناعة

- ‌فصل في التوكل على الله

- ‌باب حفظ الأمانة وترك الخيانة

- ‌وذكر النساء وفضل الزواج وذم الطلاق والتحذير من اللواط

- ‌وفضل الزراعة

- ‌وبيان قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم من سبع ورزقتم من سبع

- ‌فصل في الزراعة

- ‌فصل في قوله صلى الله عليه وسلم خلقتم مع سبع

- ‌باب الخوف

- ‌باب التوبة

- ‌باب في فضل العدل واجتناب الظلم

- ‌فصل في العدل

- ‌فصل في الشفقة على خلق الله تعالى

- ‌فصل في إكرام المشايخ

- ‌فصل في الخضاب والتسريح

- ‌باب فضل العقل

- ‌باب فضل العلم وأهله والشام

- ‌فضل في سكنى الشام

- ‌أنا أول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن

- ‌باب مولد المصطفى وحبيب الله المجتبى

- ‌سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين

- ‌فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في رضاعه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل الصلاة والتسليم على سيد الأولين

- ‌والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه

- ‌باب قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا

- ‌من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

- ‌فصل في المعراج

- ‌باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهم

- ‌فضائل الصحابة

- ‌رضى الله تعالى عنهم أجمعين إجمالا وتفصيلا

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌مناقب أهل خلق الله على التحقيق

- ‌أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌مناقب سراج أهل الجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌مناقب أبي بكر وعمر جميعا رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌باب مناقب هؤلاء الأربعة رضي الله عنهم إجمالا

- ‌باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌باب مناقب فاطمة الزهراء رضي الله عنها

- ‌فصل تزويج حواء بآدم عليهما الصلاة والسلام

- ‌باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌باب مناقب العباس رضي الله عنه

- ‌باب مناقب حمزة رضي الله عنه

- ‌باب فضائل هذه الأمة المرحومة زادها الله شرفا وإكراما

- ‌وذكر بعض من فيها من العلماء والأولياء بأسمائهم وتواريخهم

- ‌وذكر إبراهيم وموسى وعيسى والخضر والياس

- ‌عليهم الصلاة والسلام

- ‌في ذكر إبراهيم عليه السلام

- ‌فصل في ذكر موسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر عيسى عليه السلام

- ‌فصل في ذكر الخضر والياس عليهما السلام

- ‌فصل في ذكر ما تيسر من المشهورين بالكنية

- ‌بأسمائهم وتواريخهم من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم

- ‌باب ذكر أشياء من فعلها حرمه الله على النار وأعتقه منها

- ‌باب في ذكر الجنة

الفصل: ‌أنا أول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن

أحب لأحمد ما تحب لنفسك وأحبب لأمته ما تحب لنفسك أجعل لك ولأمتك في شفاعته نصيبا وذكر ابن الجوزي رضي الله عنه أن الله أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم يا محمد كل أحد يطلب رضائي وأنا أطلب رضاءك قال النسفي قال موسى عليه السلام يا رب أنا كليمك ومحمد حبيبك فما الفرق بين الكليم والحبيب فقال الكليم يعمل برضاء مولاه والحبيب يعمل مولاه برضائه والكليم يحب الله والكليم يأتى إلى طور سيناء ثم يناجي والحبيب ينام على فراشه فيأتي به جبريل إلى مكاني في طرفة عين لم يبلغه أحد من المخلوقين

مسألة: فإن قيل هذا فضله وشرفه وهو يقول

‌أنا أول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن

موسى عليه السلام لما وعده ربه بالرؤية في الآخرة يقوم مسرعا لأجل الرؤية ومحمد صلى الله عليه وسلم ما عنده حرقة الرؤية كحرقة موسى عليه السلام لأنه رأى ربه عز وجل في الدنيا قال مؤلفه رحمه الله وفي النفس من هذا الجواب شيء لشيئين الأول أن منصب النبي صلى الله عليه وسلم في المعرفة بالله تعالى أتم من منصب غيره وأكمل وبقدر المعرفة تكون المحبة بعظم طالب اللقاء، الثاني من شاهد جمال الألوهية وكمال الربوبية يكون أعظم اشتياقا ممن لم يره لا محالة قيل الشوق يبرد باللقاء والإشتياق يزداد به وجواب آخر أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقوم آمنا من هول يوم القيامة متأهبا للشفاعة لأمته وموسى وغيره يقول نفسي نفسي فليس له التفات إلى غيره قال القرطبي في تفسيره قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى قال ابن عباس أعطاه الله ألف قصر في الجنة من لؤلؤ أبيض ترابه المسك في صحيح مسلم رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قرأ قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام فمن تبعني فإنه مني الآية وقرأ قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك الآية فرفع يديه وقال اللهم أمتي وبكى فقال الله تعالى يا جبريل إذهب إلى أحمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسيئك فيهم قال النسفي أمر النبي يهوديا أن يصنع له خاتما ويكتب عليه لا إله إلا الله ففعل فلما جاء به وجد عليه محمد رسول الله فجاء جبريل وقال إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك إن كتبت أحب الأسماء إليك وأنا كتبت أحب الأسماء إلي

حكاية قال ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا من اليهود نظر في التوراة فوجد اسم محمد صلى الله عليه وسلم في أربعة مواضع فكشطه ثم نظر في اليوم الثاني فوجده في ثمانية مواضع فكشطها ثم نظر في اليوم الثالث فوجد اسم محمد في إثنتي عشر موضعا فسار من الشام إلى المدينة فوجد النبي صلى الله عليه وسلم قد مات فقال لعلي رضي الله عنه أرني ثوب محمد فأخرجه له فشمه وقام عند القبر الشريف وأسلم وقال اللهم إن كنت قبلت إسلامي فاقبض روحي سريعا فوقع ميتا فغسله علي ودفنه بالبقيع رحمه الله تعالى قال وهب بن منبه كان في بني إسرائيل رجل عصى ربه مائتي عام فلما مات ألقته بنو إسرائيل على المزبلة فأوحى الله تعالى إلي أن غسله وكفنه وصل عليه لأنه نظر في التوراة اسم محمد فقبله ورضعه على عينيه وصلى عليه فغفرت له ذنوبه وزوجته سبعين حوراء

حكاية رأيت في الشفاء أخذ ذئب شاة فأخذها الراعي منه فقال الذئب ألا تتقي الله حلت بيني وبين رزقي فقال الراعي العجب من الذئب يتكلم بكلام الإنس فقال الذئب أنت أعجب ترعى غنمك وتركت نبيا لم يبعث الله قط أعظم منه عنده وقد فتحت له أبواب الجنان وأشرف أهلها على أصحابه ينظرون قتالهم وما بينك وبينه إلا هذا الشعب فتصير في جنوده قال من لي بغنمي يرعاها فقال الذئب أنا أرعاها حتى ترجع فسلم إليه غنمه ومضى فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم آمن به فقال له عد إلى غنمك فرجع وذبح للذئب شاة قيل إن هذا الراعي كان سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وكان ذلك سبب سلامه وقالت أم سلمة رضي عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم في صحراء فنادته ظبية يا رسول الله فقال ما حاجتك فقالت صادني هذا الأعرابي ولي خشفان في ذلك الجبل فاطلقفي حتى أذهب فأرضعهما وأرجع فقال أو تفعلين قالت نعم فأطلقها فذهبت ورجعت فانتبه الأعرابي وقال يا رسول الله ألك حاجة قال تطلق هذه الظبية فأطلقها فخرجت تعدو في الصحراء وتقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ورأيت في غير الشفاء أخبرت أولادها بخبرها وأن النبي صلى الله عليه وسلم ضمنها قالوا لبنك علينا حرام حتى ترجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال كعب الأحبار وصف الله محمدا في التوراة فقال عمر عبدي ورسولي ليس بفظ ولا غليظ أهب له كل خلق كريم واجعل السكينة لباسه والبر شعاره والتقوى ضميره والصدق طبيعته والعفو والمعروف خلقه والعمل سيرته والحق شريعته والإسلام ملته وأمته خير أمة أخرجت للناس. اأول من تنشق عنه الأرض فكيف يسبقه موسى إلى تحت العرش فالجواب إن موسى عليه السلام لما وعده ربه بالرؤية في الآخرة يقوم مسرعا لأجل الرؤية ومحمد صلى الله عليه وسلم ما عنده حرقة الرؤية كحرقة موسى عليه السلام لأنه رأى ربه عز وجل في الدنيا قال مؤلفه رحمه الله وفي النفس من هذا الجواب شيء لشيئين الأول أن منصب النبي صلى الله عليه وسلم في المعرفة بالله تعالى أتم من منصب غيره وأكمل وبقدر المعرفة تكون المحبة بعظم طالب اللقاء، الثاني من شاهد جمال الألوهية وكمال الربوبية يكون أعظم اشتياقا ممن لم يره لا محالة قيل الشوق يبرد باللقاء والإشتياق يزداد به وجواب آخر أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقوم آمنا من هول يوم القيامة متأهبا للشفاعة لأمته وموسى وغيره يقول نفسي نفسي فليس له التفات إلى غيره قال القرطبي في تفسيره قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى قال ابن عباس أعطاه الله ألف قصر في الجنة من لؤلؤ أبيض ترابه المسك في صحيح مسلم رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قرأ قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام فمن تبعني فإنه مني الآية وقرأ قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك الآية فرفع يديه وقال اللهم أمتي وبكى فقال الله تعالى يا جبريل إذهب إلى أحمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسيئك فيهم قال النسفي أمر النبي يهوديا أن يصنع له خاتما ويكتب عليه لا إله إلا الله ففعل فلما جاء به وجد عليه محمد رسول الله فجاء جبريل وقال إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك إن كتبت أحب الأسماء إليك وأنا كتبت أحب الأسماء إلي

حكاية قال ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا من اليهود نظر في التوراة فوجد اسم محمد صلى الله عليه وسلم في أربعة مواضع فكشطه ثم نظر في اليوم الثاني فوجده في ثمانية مواضع فكشطها ثم نظر في اليوم الثالث فوجد اسم محمد في إثنتي عشر موضعا فسار من الشام إلى المدينة فوجد النبي صلى الله عليه وسلم قد مات فقال لعلي رضي الله عنه أرني ثوب محمد فأخرجه له فشمه وقام عند القبر الشريف وأسلم وقال اللهم إن كنت قبلت إسلامي فاقبض روحي سريعا فوقع ميتا فغسله علي ودفنه بالبقيع رحمه الله تعالى قال وهب بن منبه كان في بني إسرائيل رجل عصى ربه مائتي عام فلما مات ألقته بنو إسرائيل على المزبلة فأوحى الله تعالى إلي أن غسله وكفنه وصل عليه لأنه نظر في التوراة اسم محمد فقبله ورضعه على عينيه وصلى عليه فغفرت له ذنوبه وزوجته سبعين حوراء

حكاية رأيت في الشفاء أخذ ذئب

ص: 68

شاة فأخذها الراعي منه فقال الذئب ألا تتقي الله حلت بيني وبين رزقي فقال الراعي العجب من الذئب يتكلم بكلام الإنس فقال الذئب أنت أعجب ترعى غنمك وتركت نبيا لم يبعث الله قط أعظم منه عنده وقد فتحت له أبواب الجنان وأشرف أهلها على أصحابه ينظرون قتالهم وما بينك وبينه إلا هذا الشعب فتصير في جنوده قال من لي بغنمي يرعاها فقال الذئب أنا أرعاها حتى ترجع فسلم إليه غنمه ومضى فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم آمن به فقال له عد إلى غنمك فرجع وذبح للذئب شاة قيل إن هذا الراعي كان سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وكان ذلك سبب سلامه وقالت أم سلمة رضي عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم في صحراء فنادته ظبية يا رسول الله فقال ما حاجتك فقالت صادني هذا الأعرابي ولي خشفان في ذلك الجبل فاطلقفي حتى أذهب فأرضعهما وأرجع فقال أو تفعلين قالت نعم فأطلقها فذهبت ورجعت فانتبه الأعرابي وقال يا رسول الله ألك حاجة قال تطلق هذه الظبية فأطلقها فخرجت تعدو في الصحراء وتقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ورأيت في غير الشفاء أخبرت أولادها بخبرها وأن النبي صلى الله عليه وسلم ضمنها قالوا لبنك علينا حرام حتى ترجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال كعب الأحبار وصف الله محمدا في التوراة فقال عمر عبدي ورسولي ليس بفظ ولا غليظ أهب له كل خلق كريم واجعل السكينة لباسه والبر شعاره والتقوى ضميره والصدق طبيعته والعفو والمعروف خلقه والعمل سيرته والحق شريعته والإسلام ملته وأمته خير أمة أخرجت للناس. 1

حكاية قال أبو جهل لعنه الله يا محمد إن أخرجت لنا طاوسا من صخرة في داري آمنت بك فدعا ربه فصارت الصخرة تئن أنين المرأة الحامل ثم انشقت عن طاووس صدره من ذهب ورأسه من زبرجد وجناحه ياقوت ورجلاه من جوهر فلما رآها أبو جهل لعنه الله أعرض عن الإيمان وقال في بعض الأيام يا محمد السموات أقوى أم الأرض فقال السماء فقال ربك أقوى أم الصخرة فقال قدرة ربي قال قل له أن يخرج من هذه الصخرة طيرا في فمه كتاب يشهد لك حتى أصدقك فنزل جبريل وأمره أن يشير إلى الصخرة فانشقت عن طير في فمه ورقة مكتوب فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله أمة مذنبة ورب غفور فقال أنت أسحر من سحرة فرعون قال وأنت مقتول أشر من قتل فرعون فلما كان يوم بدر قال جبريل بدر كبحر فرعون وذلك أن فرعون وقومه هلكوا بالماء وصار محمد وقومه يمشون على الرمال فتغوص أرجلهم في الرمل فضعفت قوتهم وأصابتهم الجنابة والعطش فأرسل الله عليهم المطر فاشتد الرمل تحت أقدامهم واغتسلوا من الجنابة وشربوا ثم انحدر الماء إلى الأرض التي بها أبو جهل وقومه فصارت أرجلهم تغوص في الطين أهلكهم الله قال الله تعالى وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام وذكر النيسابوري في سورة اقرأ لما نزلت سورة الرحمن قال النبي صلى الله عليه وسلم من يقرؤها على رؤساء قريش فقال ابن مسعود أنا يا رسول الله أقرؤها عليهم فلما قرأها عليهم ابن مسعود صكه أبو جهل لعنه الله فشق أذنه فاغتم النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر فوجد جبريل يضحك فقال ما يضحكك قال ستعلم

ص: 69

يوم بدر فلما كان يوم بدر لم يحضر ابن مسعود إلا بعد فراغ القتال فقال يا رسول الله فاتني فضل الجهاد فقال التمس من به حياة فاقتله فلك أجر شهيد فالتمس فوجد أبا جهل فقال أخبر صاحبك محمدا أنه أبغض الخلق إلي في الحياة وفي الممات فقطع رأسه ابن مسعود وأراد حمله فلم يستطع فشق أذنه وجره بخيط إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل يضحك فقال جبريل يا رسول الله أذن بأذن والرأس زيادة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قاله أبو جهل فقال النبي فرعوني أشد من فرعون موسى لأنه قال عند موته آمنت بما آمنت به بنو إسرائيل وهذا ازداد عتوا عند موته وإنما لم يقدر ابن مسعود على حمل رأسه لأنه كلب والكلب يقاد ولا يحمل فإن قيل كيف أكد الله طغيان أبي جهل لعنه الله بقوله إن الإنسان ليطغى أي يتجاوز الحد ويتكبر على ربه وكان إذا زاد ماله زاد في ثيابه وطعامه وما أكد طغيان فرعون بل قال تعالى أنه طغى فالجواب أن فرعون كان يؤذي موسى عليه السلام فقط وأبا جهل لعنه الله كان يؤذي محمدا بلسانه وغيره وجواب آخر أن فرعون صار منه إلى موسى بعض إحسان حيث رباه صغيرا وأبا جهل لعنه الله من صغره إلى كبره في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم وجواب آخر أن الحبيب كالعين الكليم كاليد والعاقل يخاف على عينيه أكثر من اليد بل يدفع عن عينيه بيده لهذا كانت المبالغة هذا في طغيان أبي جهل أكثر من طغيان فرعون قاله النيسابوري في تفسيره

عجيبة ولا عجب من أمر الله تعالى ورأيت في كتاب شرف المصطفى أن تبعا الأول خرج من بلاده لينظر في الدنيا بعسكر كثير ومعه جماعة من الحكماء فلما قدم مكة أعرض عنه أهلها فغضب عليهم وعزم على هدم الكعبة وقتل الرجال وأخذ الأموال والنساء فخرج من أذنيه وأنفه ماء له ريح كريهة فسأل الحكماء عن ذلك فقالوا نحن نعالج أمراض الدنيا لا أمراض السماء فلما كان الليل قال أحد الحكماء للوزير إن أخبرني الملك بما نواه عادته فأخبره بذلك فقال ارجع عن هذه النية ففعل فانقطع الماء فآمن بالله في الحال وستر الكعبة وهو أول من كساها ثم خرج نحو ييثب فنزل على عينها فاجتمع رأي الحكماء على الإقامة بها فبلغ الملك ذلك فسألهم عن هذه البرية فقالوا سيكون في البقعة خير كثير يسكنها نبي آخر الزمان واسمه محمد مولده بمكة وهجرته إلى هنا فبنى لها أربعمائة دار وكتب كتابا يا محمد آمنت بالله وبربك وأنا على دينك فإن أدركتك فذلك الذي أريد وإلا فاشفع لي يوم القيامة فإني من أمتك الأولين ودفع الكتاب إلى الحكيم الذي سأله عن نيته ورجع إلى الهند فلم يزل الكتاب محفوظا عند الحكيم وأولاده وأولاد أولاده متهم أبو أيوب الأنصاري فلما هاجر النبي صلى الله

عليه وسلم ونزل في دار أبي أيوب دفع الكتاب إليه فقال النبي مرحبا بالأخ الصالح ثم نظروا في تاريخ الكتاب وقدوم النبي فوجدوه ألف عام والله أعلم

فائدتان.. الأولى: رفع الله عيسى عليه السلام إلى السماء ليلة القدر من بيت المقدس وكساه الريشة وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فصار أنسيا ملكيا سماويا أرضيا فهو يطير مع الملائكة حول العرش.. الثانية: يكره أن يقال للمدينة يثرب الآن لقوله صلى الله عليه وسلم من قال للمدينة يثرب

ص: 70

فليستغفر الله هي طيبة رواه ابن عازب رضي الله عنه قال في الوجوه المسفرة عن اتساع المغفرة قال البرماوي في شرح البخاري يكره أن يقال للمدينة المشرفة يثرب لأنه من التعبير والتوبيخ

حكاية: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أسند ظهره إلى جدار إمرأة كافرة فسدت الطاقات وغلقت الأبواب حتى لا تسمع كلامه وصوته فنزل جبريل ونهاه عن الاستظلال بجدارها فإنك أبغض الخلق إليها ثم سرح إلى السماء ثم رجع وقال يا محمد ربك يقرؤك السلام ويقول إن كانت المرأة كافرة فجاهك كبير فلأجل وقوفك في ظل الدار غفرت لها الذنوب والأوزار وقد فتحت أبواب السماء وأبواب قلبها فبادرت المرأة في الحال بفتح الدار وقبلت قدم النبي قاله في كتاب العقائق ورأيت في روض الأفكار أن المرأة خرجت تسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها رجل أتحبينه قالت نعم قال فبحقه إرفعي نقابك حتى أنظر إلى وجهك ففعلت ثم أخبرت زوجها بذلك فأوقد تنورا ثم قال فبحقه عليك أدخلي التنور فألقت نفسها فيه ثم ذهب فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارجع واكشف عنها فرجع فرآها سالمة وقد جللها العرق رأيت في قوله تعالى يحبهم ويحبونه نزلت في إثني عشر رجلا من أهل اليمن دخلوا مكة للحج فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام فقالوا نريد علامة فأخذ قضيبا ووضعه على هبل بعد أن جردوه من الديباج وقال يا هبل من أنا فقال بلسان فصيح أنت رسول الله فسجدوا كلهم جميعا وأعلنوا الشهادتين قال مؤلفه هبل صنم وهو الآن عتبة لباب السلام بمكة كنت كثيرا أخلع نعلي عليه حين أدخل واضعهما عليه إذا أردت الخروج وأردت لبسهما حين أخرج ورأيت في قوله تعالى فيها أنهار من ماء غير آسن أي غير متغير وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى إن نهر الماء لموسى ونهر اللبن لسليمان ونهر العسل لمحمد صلى الله عليه وسلم فكما أن العسل فضل على سائر الحلوى كذلك لمحمد صلى الله عليه وسلم الفضل على سائر الأنبياء ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر فرقتين فرقة فوق الحبل وفرقة دونه حتى رأى أهل مكة جبل حراء يلوح بينهما علما بين شعلتين وقال اشهدوا وهم حينئذ بمنى ودعا الله أن يرد الشمس على علي بن أبي طالب في خيبر بعدها غربت ونبع ماء من بين أصابعه وحن إليه الجذع اليابس فجاء بخرق الأرض فالتزمه النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمره فعاد إلى مكانه بعد أن قال له إن شئت أن أردك إلى الحائط الذي كنت فيه ننبت لك عروقك ويكمل خلقك ويحمد لك خوص وثمر وإن شئت أغرسك في الجنة فيأكل أولياء الله من ثمرك ثم أصغى له النبي صلى الله عليه وسلم يسمع ما يقول فقال بل تغرسني في الجنة يأكل منى أولياء الله تعالى وأكون في مكان لا أبلى فسمع من يليه كلامه قال النبي صلى الله عليه وسلم قد فعلت ثم قال اختار دار البقاء على دار الفناء ومن معجزاته أنه جيء له بصبي يوم ولد فقال له من أنا قال أنت رسول الله قال أنس رضي الله عنه أخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفا من حصا فسبحن في يده وسبح الطعام بين يديه ونطق الجماد برسالته وكذا البهائم قال جابر بن عبد الله لزوجته عرفت في وجه النب

ص: 71

ي صلى الله عليه وسلم الجوع فهل عندك من شيء قالت صاع شعير وعناق فذبحته وكان لها ولدان فقال أحدهما للآخر ألا أريك كيف ذبحت أمي الشاة فذبحه وهرب فوقع في النار فاحترق فجعلتهما في بيت واشتغلت بطعامها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقال أين أولادك حتى آكل معهم فذهب إلى زوجته فأخبرته بالخبر ففتح الباب فوجدهما بالحياة وقال صلى الله عليه وسلم أخبرني جبريل بما اتفق من أمرهما وقال علي رضي الله عنه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرض مكة فما مر بشجرة ولا جبل إلا قال السلام عليك يا رسول الله

حكاية: قال تميم الداري جاء بعير حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم قال له اسكت فإن تك صادقا فعليك صدقك وإن تك كاذبا فعليك كذبك مع أن الله تعالى قد آمن عائذنا قلنا يا نبي الله ما يقول قال هم أهله بذبحه فهرب منهم فبينما نحن كذلك إذ أقبل صاحبه أو قال أصحابه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا آخر المملوك الصالح من مولاه قالوا فإنا لا نبيعه ولا ننحره فقال كذبتم قد استغاث بكم فلم تغيثوه وأنا أولى بالرحمة منكم فاشتراه بمائة درهم وقال انطلق أيها البعير فأنت حر لوجه الله تعالى فرغا الجمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم آمين ثم رغا فقال آمين ثم رغا فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا ما قال يا نبي الله قال جزاك الله أيها النبي صلى الله عليه وسلم خيرا عن الإسلام والقرآن فقلت آمين ثم قال حقن الله دماء أمتك كما حقنت دمي فقلت آمين ثم قال لا جعل الله بأس أمتك بينها فبكيت فإن هذه الخصال سألت ربي فأعطانيها ومنعني هذه وأخبرني جبريل بالسيف جرى القلم فما هو كائن إلى يوم القيامة وقال بعضهم في قوله صلى الله عليه وسلم عن أحد هذا جبل يحبنا ونحبه قال لما دخل مكة وجد الأصنام على الكعبة فكل صنم نطق له برسالته ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم عموم رسالته إلى كل مكلف حتى قيل إلى الملائكة أيضا ونسخ جميع الشرائع بشريعته ونصره الله بالرعب مسيرة شهر وورد أن أبا جهل اشترى جملا من رجل وماطله فأخبر قريشا بذلك فدلوه على محمد استهزاء فجاءه وأخبره فجاء النبي صلى الله عليه وسلم معه فطرق باب أبي جهل فخرج أبو جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعط هذا الرجل حقه فبادر وأعطاه فسئل عن ذلك قال رأيت على رأسه ثعبانا لو امتنعت لالتقمني وأباح الله له الغنائم وجعل له الأرض مسجدا وطهورا وأعطاه المقام المحمود وهو الشفاعة العامة لأهل الموقف كما سيأتي في فضل أمته ومن أراد الرب من هذا المنهل العذب فعليه بالشفاء للقاضي عياض والشمائل للترمذي والخصائص لابن الملقن وغيره وجميع ذلك ما يبلغ جزا من عشر ما تضمنه قوله تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين مقال ابن عباس من صدق النبي صلى الله عليه وسلم سعد ومن آمن به سلم في الدنيا من الخسف والمسخ فهو رحمة لجميع الناس في الدنيا بل قال النسفي إنه رحمة لجميع الناس في الآخرة أيضا ما دام لوائه معقودا في الموقف صلى الله عليه وسلم ما تضمنه قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى وإنك لعلى خلق عظيم ورفعنا لك ذكرك وكان فضل الله عليك عظما وما أحسن ما قاله صاحب البردة: شعر: ة: قال تميم الداري جاء بعير حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم قال له اسكت فإن تك صادقا فعليك صدقك وإن تك كاذبا فعليك كذبك مع أن الله تعالى قد آمن عائذنا قلنا يا نبي الله ما يقول قال هم أهله بذبحه فهرب منهم فبينما نحن كذلك إذ أقبل صاحبه أو قال أصحابه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا آخر المملوك الصالح من مولاه قالوا فإنا لا نبيعه ولا ننحره فقال كذبتم قد استغاث بكم فلم تغيثوه وأنا أولى بالرحمة منكم فاشتراه بمائة درهم وقال انطلق أيها البعير فأنت حر لوجه الله تعالى فرغا الجمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم آمين ثم رغا فقال آمين ثم رغا فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا ما قال يا نبي الله قال جزاك الله أيها النبي صلى الله عليه وسلم خيرا عن الإسلام والقرآن فقلت آمين ثم قال حقن الله دماء أمتك كما حقنت دمي فقلت آمين ثم قال لا جعل الله بأس أمتك بينها فبكيت فإن هذه الخصال سألت ربي فأعطانيها ومنعني هذه وأخبرني جبريل بالسيف جرى القلم فما هو كائن إلى يوم القيامة وقال بعضهم في قوله صلى الله عليه وسلم عن أحد هذا جبل يحبنا ونحبه قال لما دخل مكة وجد الأصنام على الكعبة فكل صنم نطق له برسالته ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم عموم رسالته إلى كل مكلف حتى قيل إلى الملائكة أيضا ونسخ جميع الشرائع بشريعته ونصره الله بالرعب مسيرة شهر وورد أن أبا جهل اشترى جملا من رجل وماطله فأخبر قريشا بذلك فدلوه على محمد استهزاء فجاءه وأخبره فجاء النبي صلى الله عليه وسلم معه فطرق باب أبي جهل فخرج أبو جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعط هذا الرجل حقه فبادر وأعطاه فسئل عن ذلك قال رأيت على رأسه ثعبانا لو امتنعت لالتقمني وأباح الله له الغنائم وجعل له الأرض مسجدا وطهورا وأعطاه المقام المحمود وهو الشفاعة العامة لأهل الموقف كما سيأتي في فضل أمته ومن أراد الرب من هذا المنهل العذب فعليه بالشفاء للقاضي عياض والشمائل للترمذي والخصائص لابن الملقن وغيره وجميع ذلك ما يبلغ جزا من عشر ما تضمنه قوله تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين مقال ابن عباس من صدق النبي صلى الله عليه وسلم سعد ومن آمن به سلم في الدنيا من الخسف والمسخ فهو رحمة لجميع الناس في الدنيا بل قال النسفي إنه رحمة لجميع الناس في الآخرة أيضا ما دام لوائه معقودا في الموقف صلى الله عليه وسلم ما تضمنه قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى وإنك لعلى خلق عظيم ورفعنا لك ذكرك وكان فضل الله عليك عظما وما أحسن ما قاله صاحب البردة: شعر:

محمد سيد الكونين والثقلين

والفريقين من عرب ومن عجم

ص: 72