الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجرت أمور قبض فيها على اغزلوا (1)، وسجن. وتحالف النائب هو والعلائي وبقية الأمراء على الاجتماع على عمل مصالح المسلمين.
وكان العلائي قبل ذلك دخل على السلطان هو وعدّة من الأمراء، وكلّموه في أن يعهد من بعده بالسلطنة لأحد، فبكى السلطان والأمراء، ولم يحضر النائب، فقال السلطان:«سلّموا على النائب وعرّفوه أنني إن متّ فولّوا أخي شعبان» (2).
[الأراجيف بموت السلطان]
وفيه كثر القال والقيل في أمر السلطنة، وكثرت الأراجيف بموت السلطان حتى أغلقت الحوانيت بالقاهرة وغالب الأسواق، فركب الوالي والمحتسب وجماعة من الجند معهما فضربوا جماعة وشهّروهم (3).
[ربيع الآخر]
[وفاة السلطان الصالح]
[36]
- وفي ربيع الآخر في يوم الخميس رابعه مات السلطان الملك الصالح (4) عماد الدين إسماعيل ابن (5) الملك الناصر محمد بن المنصور قلاون (6).
ولّي الملك بعد (خلع)(7) أخيه الناصر أحمد باتفاق من الأمراء على سلطنته، وذلك في محرّم سنة ثلاث وأربعين وسبعماية.
(1) هو نفسه.
(2)
السلوك ج 2 ق 3/ 677.
(3)
السلوك ج 2 ق 3/ 677.
(4)
انظر عن (الملك الصالح) في: ذيل العبر 248، 249، وتاريخ ابن الوردي 2/ 342، والنور اللائح والدرّ الصادح في اصطفاء الملك الصالح، لابن القيسراني - بتحقيقنا - ص 65، والبداية والنهاية 14/ 216، وتذكرة النبيه 3/ 79، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 352، والوافي بالوفيات 9/ 219 رقم 4123، ومآثر الإنافة 2/ 150، 151، والجوهر الثمين 2/ 183، وتاريخ ابن خلدون 5/ 446، وتاريخ بيروت 140، والسلوك ج 2 ق 3/ 677 - 680، والمقفى الكبير 2/ 66 رقم 726، والمنهل الصافي 2/ 425 رقم 452، والدليل الشافي 1/ 129 رقم 451، ووجيز الكلام 1/ 14 رقم 11، والنجوم الزاهرة 10/ 59 وما بعدها، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 446، 447، وتاريخ الخلفاء 500، وحسن المحاضرة 2/ 77، وتاريخ ابن سباط 2/ 680، وتاريخ الأزمنة 310، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 504 - 506، وشذرات الذهب 6/ 148، وأخبار الدول 203، والغرر الحسان 493، وتحفة الناظرين 2/ 12، 13، وتاريخ الدولة التركية - ورقة 37 أ، ب.
(5)
في الأصل: «بن» .
(6)
كتب على هامش المخطوط بحذائها: «انتقل السلطان الملك الصالح ابن الناصر محمد بن المنصور قلاوون إلى رحمة الله تعالى وعهد إلى أخيه شعبان وكان كذلك» .
(7)
كتبت فوق السطر.
وكان الأمراء قد بلغهم عنه حسن السيرة والديانة، وصوم يومي الخميس والإثنين، وأنه كثير تلاوة القرآن ونوافل الطاعات، سيما الصلاة، مع صيانة وعفّة، في براءته عمّا يرمى به الشباب من اللهو واللعب. وبالجملة فكان في بداية أمره عفيفا ديّنا.
وكثر في أيامه قطع الأرزاق وخروج العساكر للتجاريد، وذهاب الأموال الجزيلة، ثم طرأ عليه الشغف بالجواري والنساء، وخرج في ذلك عن الحدّ، وأفرط في حبّ اتفاق وأسرف في عطيّاتها. واستطال الخدّام من الطواشية في أيامه.
وهو الذي أنشأ الدهيشة بالقلعة وصرف عليها الكثير من المال. وكان منغّص الحياة، كدر العيشة، ما تمّ سروره بالدهيشة سوى ساعة واحدة.
ولما أحضرت رأس أخيه من الكرك جرى عليه ما تقدّم ذكره. ولا زال يتعلّل حتى بغته الأجل بعد (1) مدّة.
وكان سنّه يوم مات نحوا من عشرين سنة. وكانت مدّة سلطنته ثلاث سنين وشهران (2) وأحد عشر يوما. وانقضت كأنما لم تكن.
(1) في الأصل: «بكم» .
(2)
الصواب: «وشهرين» .