الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألجيبغا وطنيرق يعرّفانه ما ينكره عليه الأمراء من أفعاله مثل اللعب بالحمام والاجتماع بالأوباش والسفلة، وخوّفاه فساد الأمر والعاقبة، فحنق منهما وغضب، وأمر بخراب الحظير الحمام بعد ذبحها، وقوله لألجيبغا وطنيرق:«والله لأذبحنّكم كلّكم كما ذبحت هذا الحمام» . ووقع منه أشياء كانت سببا لنفرة ألجيبغا وطنيرق عنه واتفاقهما عليه مع الأمراء (1). وكان ما سنذكره.
[رمضان]
[زلزلة القاهرة]
وفي رمضان زلزلت القاهرة في ساعة واحدة مرتين (2).
[قتل المظفّر حاجّي]
[78]
- وفيه في يوم الإثنين ثالث عشره كان قتل المظفّر حاجّي، وكان قد دبّر قتل بيبغاروس، وبعث إليه بالحضور من الصيد، وبعث إليه من عرّفه بما أضمره السلطان له. وقام ألجيبغا (3) واتفق مع الأمراء وعرّف بيبغاروس بأنه لا بدّ من إقامة سلطان غير المظفّر هذا. ثم أعلنوا بالركوب عليه قبل بلوغ ما نواه. واجتمعوا بقبّة النصر. وكان أوّلهم ركوبا ألجيبغا، ثم الأمراء، ثم النائب. وحضر إليهم بيبغاروس. وبلغ السلطان ذلك، فضرب الدبادب حربيا، وجمع من عنده، فاجتمع إليهم طنيرق وشيخوا، وأرغون الكاملي، وطاز، وعدّة نحوهم من الخاصكية. وحضر إليه عدّة من الأمراء والعسكر. وركب بعد أن بعث يستخبرهم بآرائهم، فقالوا: سلطنة غيره. فأجابهم بأنه ما يموت إلاّ على ظهر فرسه.
ولما خرج إليهم تسحّب من كان عنده من الخاصكية إلى الأمراء، وآخرهم تسحّبا طنيرق. وبقي السلطان في شرذمة قليلة. / 20 أ / وبرز إليه بيبغاروس وألجيبغا (4)، فولّى فرسه منهزما، فأدركوه. وتقدّم إليه بيبغاروس وضربه بطبر معه، فأخذ الضربة في ترسه وحمل عليه بالرمح، وتكاثروا عليه حتى قلعوه من سرجه بعد أن أرداه بيبغا، وضربه طنيرق في وجهه وأصابعه، وساروا به من وقته على فرس إلى تربة آق سنقر الرومي من تحت الجبل وذبحوه في الحال وهو يقول:«بالله لا تستعجلوا على قتلي، وخلّوني ساعة» .
(1) الجوهر الثمين 2/ 192، 193، وفيه «طني خزق» بالزاي، السلوك ج 2 ق 3/ 741، 742، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 516.
(2)
السلوك ج 2 ق 3/ 741.
(3)
في الأصل: «ألجبغا» . ويصحّ الإثنان.
(4)
في الأصل: «الجبغا» .
فقالوا له: «كيف استعجلت أنت على قتل الناس، لو صبرت صبرنا عليك» .
ثم بعد قتله دفنوه في تربة أمّه.
وصعد الأمراء القلعة في يومهم ذلك، ونادوا بالأمان والاطمئنان بشوارع القاهرة. ثم وقع الاتفاق منهم على البعث إلى نائب الشام لاستشارته فيمن يولّي السلطنة ممّن بقي من بني قلاون، وإعلامه بما وقع (1).
ثم أصبح المماليك وقد وقع اتفاقهم على إقامة، حسن (2) في السلطنة، ووقعت بينه وبينهم مراسلات. وقبضوا على عدّة من مماليكه. وأقاموا الأمير طاز نيابة موكلا، لئلاّ يحتمي به أحد، وغلّقوا باب القلعة معهم بآلة الحرب يوم ذلك.
وفي ليلة الثلاثاء قصد (3) المماليك إقامة فتنة. ومضت دولة المظفّر كأنها لم تكن. وكانت مدّة سلطنته سنة وثلاث (4) شهور واثني عشر يوما. وقتل وسنّه نحوا من عشرين سنة. وكان منهمكا في اللّذات، سفّاكا للدماء، تلاّفا للأموال، شجاعا مقداما، سيّء التدبير (5).
(1) كتب بجانبها في الأصل على الهامش: «قتل السلطان شعبان وانتقل إلى رحمة الله تعالى» .
(2)
في الأصل: «الحسين» .
(3)
في الأصل: «وقصد» .
(4)
الصواب: «وثلاثة» .
(5)
انظر عن (المظفّر حاجي) في: ذيل العبر 267، وتاريخ ابن الوردي 2/ 347، والبداية والنهاية 14/ 224، وتذكرة النبيه 3/ 100، 101، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 355، والجوهر الثمين 2/ 194، 195، والمقفى الكبير 3/ 121 رقم 1108، والسلوك ج 2 ق 3/ 741، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 40 أ، ب، والدرر الكامنة 2/ 83 رقم 1476، والنجوم الزاهرة 10/ 148 - 174، ومآثر الإنافة 2/ 151، 152، وتاريخ ابن خلدون 5/ 447، وحسن المحاضرة 2/ 78، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 519 - 521، وتاريخ ابن سباط 2/ 687، 688، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 513 - 519، وشذرات الذهب 6/ 152، 153، وأخبار الدول 203، وتاريخ بيروت 140، وتاريخ الأزمنة 312، والغرر الحسان 494، وتاريخ الخلفاء 500، والدليل الشافي 1/ 346 رقم 1189.