المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

إِلَى اسْتِعْمَال مَا منح من تِلْكَ الأدوات والأعضاء وسوق كل - التوحيد لمحمد عبده

[محمد عبده]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌مُقَدمَات

- ‌أَقسَام الْمَعْلُوم

- ‌حكم المستحيل

- ‌أَحْكَام الْمُمكن

- ‌الْمُمكن مَوْجُود قطعا

- ‌وجود الْمُمكن يقتضى بِالضَّرُورَةِ وجود الْوَاجِب

- ‌أَحْكَام الْوَاجِب

- ‌الْقدَم والبقاء وَنفى التَّرْكِيب

- ‌الْحَيَاة

- ‌ الْعلم

- ‌الْإِرَادَة

- ‌الْقُدْرَة

- ‌الإختيار

- ‌الْوحدَة

- ‌الصِّفَات السمعية الَّتِى يجب الإعتقاد بهَا

- ‌كَلِمَات فِي الصِّفَات إِجْمَالا

- ‌أَفعَال الله جلّ شَأْنه

- ‌أَفعَال الْعباد

- ‌حسن الْأَفْعَال وقبحها

- ‌الرسَالَة الْعَامَّة

- ‌حَاجَة الْبشر إِلَى الرسَالَة

- ‌امكان الوحى

- ‌وُقُوع الْوَحْي والرسالة

- ‌وَظِيفَة الرُّسُل عليهم السلام

- ‌اعْتِرَاض مشهود

- ‌رِسَالَة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌الْقُرْآن

- ‌الْإِسْلَام أَو الدّين الإسلامى

- ‌انتشار الْإِسْلَام

- ‌بِسُرْعَة لم يعْهَد لَهَا نَظِير فى التَّارِيخ

- ‌ايراد سهل الايراد

- ‌الْجَواب

- ‌التَّصْدِيق بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌خَاتِمَة

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

الفصل: إِلَى اسْتِعْمَال مَا منح من تِلْكَ الأدوات والأعضاء وسوق كل

إِلَى اسْتِعْمَال مَا منح من تِلْكَ الأدوات والأعضاء وسوق كل قُوَّة من قواه إِلَى مَا قدرت لَهُ فَهُوَ الذى يعلم حَالَة الْجَنِين وَهُوَ نُطْفَة أَو علقَة وَيعلم حَاجته مَتى تَكَامل خلقه وأنشأه نشأة الحى المستقل فى عمله إِلَى الأيدى والأرجل والأعين والمشام والآذان وَبَقِيَّة المشاعر الْبَاطِنَة ليستعمل ذَلِك فِيمَا يُقيم وجوده وَبَقِيَّة من العوادى عَلَيْهِ وَحَاجته إِلَى الْمعدة وَالْقلب والكبد والرئة وَنَحْوهَا من الْأَعْضَاء الَّتِى لَا غنى عَنْهَا فِي النمو والبقاء إِلَى الْأَجَل الْمَحْدُود للشَّخْص أَو للنوع

هُوَ الذى يعلم حَالَة الجروة من الْكلاب مثلا وَأَنَّهَا مَتى كَبرت تَلد أَجزَاء مُتعَدِّدَة فيمنحها أطباء متكثرة وَغير ذَلِك مِمَّا لَا يُسْتَطَاع إحصاؤه وَقد فصل الْكثير مِنْهُ فِي كتب النباتات وحياة الْحَيَوَان وَمَا يُسمى التَّارِيخ الطبيعى وفنون مَنَافِع الْأَعْضَاء والطب وَمَا يتبعهُ على أَن الباحثين فِي كل ذَلِك بعد مَا بذلوا من الْجهد وماصرفوا من الهمم وَمَا كشفوا من الْأَسْرَار لم يزَالُوا فِي أول الْبَحْث

هَذَا الصَّنِيع الذى إِنَّمَا تتفاضل الْعُقُول فى فهم أسراره وَالْوُقُوف على دقائق حكمه أَلا يدل على أَن مصدره هُوَ الْعَالم بِكُل شىء الذى أعْطى كل شىء خلقه ثمَّ هدى هَل يُمكن لمُجَرّد الِاتِّفَاق الْمُسَمّى بِالصَّدَقَةِ أَن يكون ينبوعا لهَذَا النظام وواضعا لتِلْك الْقَوَاعِد الَّتِى يقوم عَلَيْهَا وجود الأكوان عظيمها وحقيرها كلا بل مبدع ذَلِك كُله هُوَ من لَا يعزب عَن علمه مِثْقَال ذرة فِي الأَرْض وَلَا فى السَّمَاء وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم

‌الْإِرَادَة

مِمَّا يجب لواجب الْوُجُود الْإِرَادَة وهى صفة تخصص فعل الْعَالم بِأحد وجوهه الممكنة

بعد مَا ثَبت أَن واهب وجود الممكنات هُوَ الْوَاجِب وَأَنه عَالم وَأَن مَا يُوجد من الْمُمكن لَا بُد أَن يكون على وفْق علمه ثَبت بِالضَّرُورَةِ أَنه مُرِيد لِأَنَّهُ إِنَّمَا يفعل على حسب علمه ثمَّ إِن كل مَوْجُود فَهُوَ على قدر مَخْصُوص وَصفَة مُعينَة

ص: 21