الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني
2 - «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم
تكلمنا في الفقرة (3) من المسائل المستفادة من تقدمة ابن قطلوبغا للكتاب على منهجه في النقل عن كتاب ابن أبي حاتم ولخصنا شروطه المعتبرة عنده في ذلك في ثلاث نقاط:
1 -
ألا يكون الرجل مترجما في «تهذيب الكمال» -وهذا شرط عام كما تقدم-.
2 -
أن يُذكر هذا الراوي بنوع تعديل.
3 -
يظهر مِنْ إتيانه بـ «مَنْ» التي تفيد العموم في قوله «وأضيف إلى ذلك من كتاب «الجرح والتعديل» .. مَنْ ذكر بنوع تعديل»، أنه شرط على نفسه استقصاء هذا الصنف من الرواة.
ونضيف هنا فنقول:
1 -
عدد المواضع التي نقل فيها ابن قطلوبغا عن كتاب «الجرح والتعديل» : أكثر من (3000) موقع.
2 -
ما المقصود بقول ابن قطلوبغا: «ذكر بنوع التعديل» .
- ظهر لي من خلال دراسة الكتاب أنه أراد أن يُذكر الراوي بنوع تعديل
ولو من أدنى مراتب التعديل كقولهم في الراوي: شيخ (1) أو: صالح الحديث.
- ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الباب:
أ- أنه لا يَشْتَرِط أن يكون المعدِّلُ أبا حاتم بل يكتفى بتعديل أيِّ إمام ممن ينقل عنهم ابن أبي حاتم، حتى لو ضعفه أبو حاتم وعدله غيره فهو على شرط المصنف.
ب-أنه يُغفل من لم يذكرهم ابن أبي حاتم بجرح أو تعديل فلا يذكرهم، فضلاً عن المُضَعَّفين.
3 -
هل استقصى ابن قطلوبغا مَنْ ذكروا بنوع تعديل في كتاب ابن أبي حاتم؟.
قمت بسبر عينة من الرواة الذين استخرجهم ابن قطلوبغا من كتاب ابن أبي حاتم فوجدت ابن قطلوبغا يتحرى جداً الإتيان على جميع من ذُكِرَ بنوعِ تَعْدِيلٍ في كتاب ابن أبي حاتم بدقة بالغة.
4 -
منهج ابن قطلوبغا في التعامُل مع عبارة ابن أبي حاتم في كتابه:
مَنْ تَأَمَّلَ المواضع التي نقل فيها ابن قطلوبغا عن ابن أبي حاتم يجد أنها تنقسم إلى قسمين:
أ-التراجم التي نقلها من كتاب ابن أبي حاتم وليست في ثقات ابن حبان
(1) وهي المرتبة الثالثة من مراتب التعديل عند ابن أبي حاتم.
ففي هذه الحالة يقوم بسرد الترجمة كما جاءت في كتاب ابن أبي حاتم مع حذف الأسانيد التي يسوقها ابن أبي حاتم إلى الأئمة المتكلمين في الجرح والتعديل.
ب-التراجم المشتركة التي نقلها ابن قطلوبغا من الكتابين فيبدأ في هذه الحالة بنقل عبارة ابن حبان كما هي غالباً، ثم يضيف من عند ابن أبي حاتم الشيوخ والتلاميذ الذين لم يذكرهم ابن حبان، ويبتدئ عبارته دائماً بقوله: «وروى عن فلان وفلان
…
» بعد انتهاء عبارة ابن حبان.
ثم يسرد أقوال الأئمة المذكورة عند ابن أبي حاتم مع حذف الأسانيد.
وقد تقدم الكلام على شيء من ذلك في الفقرة (4) من المسائل المستفادة من تقدمة ابن قطلوبغا، لكن بقي التنبيه على ما تطرأ له ابن قطلوبغا من معرفة ما تفرد به ابن حبان بالرقم وما تفرد به ابن أبي حاتم بصريح التعديل، فقد يُفهم من ظاهر عبارة ابن قطلوبغا أنه خَصَّ الترقيم بما تفرد به ابن حبان فقط وهذا خلاف الواقع بل الصواب ما يلي:
1 -
إذا تفرد ابن حبان بترجمة الراوي يرقم له ابن قطلوبغا.
2 -
إذا تفرد ابن أبي حاتم بترجمة الراوي يعرف ذلك بنقل صريح التعديل فيه من كلام أبي حاتم أو غيره.
3 -
إذا اشترك ابن حبان وابن أبي حاتم بترجمة الراوي يرقم له ابن قطلوبغا كذلك ليُعْلم أن ابن حبان قد ترجم له، ويُعْرَف أن ابن أبي حاتم قد ترجم له من خلال إضافة الشيوخ والتلاميذ من عند ابن أبي حاتم كما
تقدم، فتجده يقول بعد انتهاء عبارة ابن حبان: «وروى عنه فلان وفلان
…
»، أو من خلال نقل كلام ابن أبي حاتم أو كلام الأئمة الذين ينقل عنهم في كتابه.
5 -
الإضافة العلمية التي قدمها لنا ابن قطلوبغا في كتابه باعتماده على كتاب الجرح والتعديل كمصدر رئيس:
أ- أنه أوقفنا على جملة من أوهام ابن أبي حاتم وأبيه خاصة في أبواب الجمع والتفريق، كما تجده في ترجمة سعيد بن عمير (1)، وترجمة إسماعيل بن ثوبان الأسدي (2)، وأيوب بن حسن بن علي (3).
ب-أنه أوقفنا على عدد من التراجم الساقطة من مطبوعة الجرح والتعديل، كما تجده في ترجمة عبد الصمد بن عبد الأعلى السلامي (4)، وترجمة عبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ (5)، أو يوقفنا على سقط في مضمون الترجمة كما في ترجمة جعفر محمد بن عامر البزاز (6).
جـ-كما أوقفنا على عدد من التصحيفات والتحريفات الواقعة في مطبوعة
(1) رقم (4503).
(2)
رقم (1556).
(3)
رقم (1806).
(4)
رقم (6915).
(5)
رقم (6919).
(6)
رقم (2371).
الجرح والتعديل، وهي قليلة، ويغلب على الظن أن أكثرها أخطاء طباعية، وإلا فنشرة الكتاب التي بتحقيق وتعليق العلامة المعلمي تُنبئ عن مدى علم وتدقيق وتحقيق هذا الرجل بل أنا أنصح إخواني طلاب العلم المعتنين بتحقيق التراث بإدمان النظر في تحقيقات هذا الرجل والتامل في تعليقاته، فإن رجلاً كهذا-والحق يقال-قَلَّما يجود الزمان بمثله.
6 -
نسخة الجرح والتعديل التي نقل عنها ابن قطلوبغا.
-اعتمد ابن قطلوبغا فيما نقله عن كتاب الجرح والتعديل على نسخة قديمة من الكتاب مُقابلة مُصححة مُجَوَّدة، يُطْلِقُ عليها داخل كتابه وصف «الأصل العتيق» ، إلا أنه لم يُعْطِنا أية بيانات حول هذه النسخة.
-كما رجع إلى نسخة بخط زياد بن محمد التجيبي رفيق ابن بشكوال، ونبه على أنها نسخة مقابلة بالأصل العتيق، كما تجده في ترجمة إياس بن عباس (1).
(1) رقم (1792).