الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني
في الشرط الثاني: أن يُذْكَر الراوي بنوع تعديل
نستطيع أن نلخص أهم المسائل التي تُبْرِز وتوضح منهج الحافظ ابن قطلوبغا الخاص بهذا الشرط في النقاط التالية:
- يُترجِم ابن قطلوبغا لمن ذُكِرَ فيه نوع تعديل ولو كان عنده كذاباً أو متروكاً، أو ضعيفاً، يَدُلُّنا على هذا بجلاء نقله في ترجمة أحمد بن محمد بن غالب غلام خليل (1) قول مسلمة بن قاسم فيه: ثقة من القُرَّاء .. ، ثم علق ابن قطلوبغا على قول مسلمة بقوله:«لولا قول مسلمة ما ذكرته، إلا أنني التزمت ذكر كل مَنْ ذُكر فيه نوع تعديل» ثم أخذ يسرد أقوال الأئمة المكذِّبين لغلام الخليل أو المضعِّفين له، ورجَّح ابن قطلوبغا أنه ضعيف جداً ولكنه لا يفتعل الحديث
- وقال في ترجمة حماد بن الوليد البغدادي (2): «لولا أني أذكر من فيه أدنى تعديل ما ذكرت من أتى بِكَذِب» .
(1)(735).
(2)
(3207).
- وانظر ترجمة حيان بن شريح (1)، والحسن بن علي بن زكريا العدوي (2).
- مَنْ كَتَب عنه الناس وانتقى أحدُ الحفاظ من حديثه فهذا كفيل بأن يُذْكَر الرجل في الثقات من أجله عند ابن قطلوبغا كما في ترجمة إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد أبو يعقوب القاضي (3).
- تخريج أرباب الصحيح لأحد الرواة في صحيحهم «نوع تعديل» عند ابن قطلوبغا، كما تجده في ترجمة إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري (4).
- يَعتد ابن قطلوبغا في هذا الباب بقاعدة «فلان لا يُحدث إلا عن ثقة» فتجده يذكرُ في كتابِهِ شيوخَ مَنْ قيلت فيه هذه العبارة، كما تجده في ترجمة داود بن عبد الله أبو سليمان البصري (5).
- وكذا قاعدة «شيوخ فلان كلهم ثقات» ، وقد أكثر من ذكر هذه العبارة في شيوخ حريز بن عثمان (6).
(1)(3368).
(2)
(2825).
(3)
(1474).
(4)
(1072).
(5)
(3673).
(6)
انظر ترجمة رقم (3274) و (4536) و (4776).
الباب التاسع
الفئة التاريخية التي ترجمها ابن قطلوبغا في كتابه
يَلْحَظُ المتأمل فيما تقدم من الموارد التي بَنَى عليها ابن قطلوبغا كتابه أن آخر أصحاب هذه المصنفات وفاةً هو الحافظ ابن النجار المتوفى سنة (643هـ) ويُستفاد من هذا أن الفئة التاريخية التي ترجم ابن قطلوبغا لرواتها في كتابه هذا تبدأ من طبقة التابعين -كما صرح هو بذلك- وتستمر إلى القرن السابع الهجري.
وقد نبه ابن قطلوبغا في مقدمته أنه إنما زاد مَنْ تأخَّر للفائدة.
الباب العاشر
ترتيب الكتاب
تكلمنا في الفقرة (7) من المسائل المستفادة من تقدمه ابن قطلوبغا على أن الترتيب الذي اشترط المصنف على نفسه أن يسير عليه في كتابه هو ترتيب «تهذيب الكمال» .
ونستطيع أن نُلَخِّصَ أهم المسائل التي تبرز وتوضح منهج الحافظ ابن قطلوبغا الخاص بترتيب كتابه والذي شارك فيه الحافظ المزي وغير ذلك مما يتصل بهذا الباب في النقاط التالية:
1 -
بدأ في حرف الألف بمن اسمه أحمد، لشرف هذا الاسم.
2 -
بدأ في حرف الميم بمن اسمه محمد، لشرف هذا الاسم.
3 -
يقدم المحمدين في الآباء على غيرهم من الرواة الذين ابتداء أسماء آبائهم بالميم كما تجده في تقديمه لمن اسمه أحمد بن محمد عَلَى من اسمه أحمد بن مالك.
4 -
يلتزم القاعدة السابقة حتى في الأجداد.
5 -
بدأ في المُعبَّدين بمن اسمه عبد الله.
6 -
والتزم ذلك في أسماء الآباء والأجداد.
7 -
لا يعتبر الألف الممدودة أَلِفَيْن في الترتيب بل واحدة، فترجم لمن اسمه آدم بعد من اسمه إدريس.
8 -
يعتبر (اللام ألف) حرفاً واحداً بعد الواو وقبل الياء، فترجم لمن اسمه بلال بعد من اسمه بهي وقبل من اسمه بيهس، وهكذا.
9 -
قدم من اسمه بَشير-مكبراً- على من اسمه بُشير-مصغراً-.
10 -
لا يعتني بترتيب الكُنَى في حالة ما إذا اتفقت الأسماء فتجده يترجم لأحمد بن محمد بن علي بن الحسن أبو الحسن الديباجي (1)، قبل أحمد بن محمد بن علي بن الحسن أبو بكر السيبي (2).
11 -
إذا تصحف اسم الراوي في نسخة «الثقات» يضعه ابن قطلوبغا في موضعه المناسب له بعد التصحيف وينبه على الصواب في أثناء الترجمة، كما في ترجمة ذويج النخعي (3).
12 -
يختصر اسم الراوي أحياناً عما في المصدر الذي نقل عنه، فيتأخر في موضعه المناسب من الترتيب كما في اختصاره لاسم أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الذي نقله من «تاريخ الخطيب» إلى أحمد بن يحيى فقط (4)، فتأخر في سياق الترتيب.
(1) رقم (722).
(2)
رقم (723).
(3)
رقم (3746).
(4)
رقم (892).
أوهامه في هذا الباب:
يَهمُ أحياناً الحافظُ ابن قطلوبغا فيخالف ما التزمه من الترتيب المُعْجَمي لأسماء الرواة، كما تجده في تقديمه لترجمة إدريس بن عيسى (1) على ترجمة إدريس بن علي بن إسحاق (2).
وتقديمه لترجمة الحسن بن المثنى (3) والحسن بن محبوب (4) على ترجمة الحسن بن المبارك (5).
وتقديمه لترجمة زحم بن حصن (6) على ترجمة زحر بن حصن (7).
وتقديمه لترجمة من اسمه شرحبيل على شرحاف بن المختار (8).
وتقديمه لترجمة عبد الرحمن بن خالد بن جبلة (9) على عبد الرحمن بن خالد بن جبل (10).
-هذا وقد التزمت بيان المواضع التي وقع فيها خلل في الترتيب فيما ظهر لي في حاشية التحقيق.
(1) رقم (1311).
(2)
رقم (1312).
(3)
رقم (2861).
(4)
رقم (2862).
(5)
رقم (2863).
(6)
رقم (3967).
(7)
رقم (3968).
(8)
رقم (5081).
(9)
رقم (6539).
(10)
رقم (6540).
الباب الحادي عشر
النُّسخ التي اعتمد عليها من الموارد التي نقل منها
تكلمنا في الفقرة (8) من المسائل المستفادة من المقدمة على النسخ التي اعتمدها ابن قطلوبغا لكتاب ابن حبان، وذكرنا أثناء الكلام على كتاب الجرح والتعديل النسخ التي اعتمدها في النقل منه، وكذا تاريخ بغداد.
ويلحظ المتأمل في ذلك اعتناء ابن قطلوبغا البالغ بالنقل من النُّسَخ المَوثوقة المُصَحَّحة المُجَوَّدَة المُقَابَلة، التي ينسخها حُفَّاظ وأئمة، لذا فتجده يُكْثِرُ في كتابه من تحرير الأسماء والألفاظ من نُسَخِهِ المحررة وبيان أن هذه اللفظة كُتب عليها في النسخة «صح» ، وتلك اللَّفْظَة مُجَوَّدة في النسخة، إلى آخر ما يَدُلُّك على عنايته البالغة بذلك.
الباب الثاني عشر
بيان أوهام المصنِّفين
تكلمنا في الفقرة (11) من المسائل المستفادة من مقدمة ابن قطلوبغا وفي أثناء الكلام على كتاب «الثقات» لابن حبان على اعتناء ابن قطلوبغا ببيان أوهام ابن حبان في كتابه وبينَّا صوراً من ذلك.
والحق أن ابن قطلوبغا لم يقتصر على بيان أوهام ابن حبان فقط بل نبه على أوهام غيره من أئمة الجرح والتعديل؛
- كالبخاري في «التاريخ الكبير» كما في ترجمة إسماعيل السراج.
- وابن أبي حاتم وقد تقدمت أمثلته.
- وعبد الغني بن سعيد في «المؤتلف والمختلف» ، كما في ترجمة حيان بن شريح (1).
- والهيثمي في «ترتيب الثقات» وهذا كثير.
- والذهبي في «الميزان» كما في ترجمة إبراهيم بن محمد الثقفي (2)، وبلبل بن حرب (3).
(1) رقم (3368).
(2)
رقم (1208).
(3)
رقم (2106).