الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَفْرَاد مُسلم
1795 -
الحَدِيث الأول: عَن جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه دخل على النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: فرأيته يُصَلِّي على حصيرٍ يسْجد عَلَيْهِ، قَالَ: ورأيته يصلى فِي ثوب واحدٍ متوشحاً بِهِ.
1796 -
الثَّانِي: عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد وَعَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أبي سعيد: قَالَ: دخلت على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي بَيت بعض نِسَائِهِ، فَقلت: يَا رَسُول الله، أَي المسجدين الَّذِي أسس على التَّقْوَى؟ قَالَ: فَأخذ كفا من حَصْبَاء، فَضرب بِهِ الأَرْض ثمَّ قَالَ:" هُوَ مَسْجِدكُمْ هَذَا " الْمَدِينَة.
1797 -
الثَّالِث: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد قَالَ: " إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فَلم يدر كم صلى: ثَلَاثًا أم أَرْبعا، فليطرح الشَّك وليبن على مَا استيقن، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم، فَإِن كَانَ صلى جَمِيعًا شفعن لَهُ صلَاته، وَإِن كَانَ صلى إتماماً لأَرْبَع كَانَتَا ترغيماً للشَّيْطَان.
1798 -
الرَّابِع: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تكْتبُوا عني، وَمن كتب عني غير الْقُرْآن فليمحه. وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج - وَمن كذب عَليّ - قَالَ همام: أَحْسبهُ قَالَ: مُتَعَمدا - فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ".
1799 -
الْخَامِس: عَن يحيى بن عمَارَة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " لقنوا مَوْتَاكُم: لَا إِلَه إِلَّا الله ".
1800 -
السَّادِس: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَا يبغض
الْأَنْصَار رجلٌ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ".
1801 -
السَّابِع: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " مثلي وَمثل النَّبِيين كَمثل رجلٍ بنى دَارا وأتمها إِلَّا لبنةً فَجئْت أَنا فأتتمت تِلْكَ اللبنة ".
أدرجه مُسلم على حَدِيث قبله عَن أبي هُرَيْرَة فِي هَذَا الْمَعْنى، وَلم يذكر من حَدِيث أبي سعيد بعد الْإِسْنَاد إِلَّا قَوْله:" مثلي وَمثل النَّبِيين. . " ثمَّ قَالَ: فَذكر نَحوه.
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة أتم من هَذَا وأزيد لفظا وَمعنى. وَالَّذِي ذكرنَا هُوَ متن حَدِيث أبي سعيد، بَين ذَلِك أَبُو بكر البرقاني وَأَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي. 1802 - الثَّامِن: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ " احتجت الْجنَّة وَالنَّار، فَقَالَت النَّار: فِي الجبارون والمتكبرون. وَقَالَت الْجنَّة: فِي ضعفاء النَّاس ومساكينهم. فَقضى بَينهمَا: أَنَّك الْجنَّة رَحْمَتي، أرْحم بك من أَشَاء، وَأَنَّك النَّار عَذَابي، أعذب بك من أَشَاء، ولكليكما عَليّ ملؤُهَا " لم يزدْ.
أدرجه أَيْضا مسلمٌ على حَدِيث قبله لأبي هُرَيْرَة فِي نَحْو مَعْنَاهُ، وَلم يذكر من أَوله إِلَّا قَوْله:
احتجت الْجنَّة وَالنَّار " فَقَط. وَهَذَا الَّذِي أوردنا هُوَ لفظ حَدِيث أبي سعيد على مَا بَينه أَبُو بكر البرقاني وَأَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي.
1803 -
التَّاسِع: عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَو عَن أبي سعيد - شكٍّ الْأَعْمَش الرَّاوِي عَن أبي صَالح - قَالَ: لما كَانَ يَوْم غَزْوَة تَبُوك، أصَاب النَّاس مجاعةٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، لَو أَذِنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" افعلوا ". فجَاء عمر فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن فعلت قل الظّهْر، وَلَكِن ادعهم بِفضل أَزْوَادهم، ثمَّ ادْع الله لَهُم عَلَيْهَا بِالْبركَةِ، لَعَلَّ الله أَن يَجْعَل فِي ذَلِك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" نعم ". قَالَ: فَدَعَا بنطع فبسطه، ثمَّ دَعَا بِفضل
أَزْوَادهم، قَالَ: فَجعل الرجل يَجِيء بكف ذرةٍ، قَالَ: وَيَجِيء الآخر بكف تمرٍ، وَيَجِيء الآخر بكسرةٍ، حَتَّى اجْتمع على النطع من ذَلِك شَيْء يسير، قَالَ: فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْبركَةِ، ثمَّ قَالَ:" خُذُوا فِي أوعيتكم " قَالَ: فَأخذُوا فِي أوعيتهم حَتَّى مَا تركُوا فِي الْعَسْكَر وعَاء إِلَّا ملأوه. قَالَ: وأكلوا حَتَّى شَبِعُوا، وفضلت فضلَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله، لَا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاكٍّ فيحجب عَن الْجنَّة ".
1804 -
الْعَاشِر: عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِن الله يَقُول: إِن الصَّوْم لي وَأَنا أجزي بِهِ، إِن للصَّائِم فرحتين: إِذا أفطر فَرح، وَإِذا لَقِي الله عز وجل فجزاه فَرح. وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك ".
1805 -
الْحَادِي عشر: عَن عِيَاض بن عبد الله عَن أبي سعيد قَالَ: أُصِيب رجلٌ فِي عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي ثمارٍ ابتاعها، فَكثر دينه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" تصدقوا عَلَيْهِ " فَلم يبلغ ذَلِك وَفَاء دينه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لغرمائه:" خُذُوا مَا وجدْتُم، وَلَيْسَ لكم إِلَّا ذَلِك ".
1806 -
الثَّانِي عشر: عَن عبد الله بن خباب أَن أَبَا سعيد حَدثهُ: أَن أسيد بن حضير بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَة يقْرَأ فِي مربده، إِذْ جالت فرسه، فَقَرَأَ، ثمَّ جالت أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثمَّ جالت أَيْضا. قَالَ أسيدٌ: فَخَشِيت أَن تطَأ يحيى، فَقُمْت إِلَيْهَا، فَإِذا مثل الظلة فَوق رَأْسِي، فِيهَا أَمْثَال السرج، عرجت فِي الجو حَتَّى مَا أَرَاهَا. قَالَ: فَغَدَوْت على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت: يَا رَسُول الله، بَيْنَمَا أَنا البارحة من جَوف اللَّيْل اقْرَأ فِي مربدي، إِذْ جالت فرسي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" اقْرَأ ابْن حضير "
قَالَ: فَقَرَأت ثمَّ جالت أُخْرَى. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " اقْرَأ ابْن حضير " قَالَ: فَقَرَأت ثمَّ جالت أَيْضا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " " اقْرَأ ابْن حضير " قَالَ: فَانْصَرَفت وَكَانَ يحيى قَرِيبا مِنْهَا، خشيت أَن تطأه، فَرَأَيْت مثل الظلة فِيهَا أَمْثَال السرج، عرجت فِي الجو حَتَّى مَا أَرَاهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " تِلْكَ الْمَلَائِكَة كَانَت تستمع لَك، وَلَو قَرَأت لأصبحت يَرَاهَا النَّاس، مَا تستتر مِنْهُم ".
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْث. . فَذكر بِإِسْنَادِهِ إِلَى أسيد بن حضير. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْهَاد: حَدثنِي بِهَذَا عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد عَن أسيد.
وَأخرج أَبُو مَسْعُود حَدِيث مُسلم فِي أَفْرَاده من هَذَا الْمسند، وَأخرجه أَيْضا فِي مُسْند أسيد، وَهُوَ عِنْدِي أَحَق بِمُسْنَد أسيد بن حضير، وَأَن يكون مُتَّفقا عَلَيْهِ فِي ذَلِك الْمسند.
1807 -
الثَّالِث عشر: عَن عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مر على زراعة بصلٍ هُوَ وَأَصْحَابه، فَنزل ناسٌ مِنْهُم فَأَكَلُوا مِنْهُ وَلم يَأْكُل آخَرُونَ، فرحنا إِلَيْهِ، فَدَعَا الَّذين لم يَأْكُلُوا البصل، وَأخر الآخرين حَتَّى ذهب رِيحهَا. هَكَذَا فِي كتاب مُسلم.
وَحَكَاهُ أَبُو مَسْعُود بِلَفْظ آخر فِي هَذِه التَّرْجَمَة فَقَالَ:
غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَر، فمررنا بمبقلةٍ، وَكُنَّا نخرج إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فيمسح رؤوسنا وَيَدْعُو لنا، فَلَمَّا رحنا إِلَيْهِ وجد ريح البصل، فَقَالَ:
" من أكل من هَذِه الشَّجَرَة فَلَا يقربنا " ثمَّ قَالَ أَبُو مَسْعُود: رَوَاهُ مُسلم فِي كتاب " الصَّلَاة "، وَذكر الْإِسْنَاد بِعَيْنِه، وَمن كتاب " الصَّلَاة " كتبناه على اللَّفْظ الأول الَّذِي ذَكرْنَاهُ.
وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي نَضرة الْمُنْذر بن مَالك بن قِطْعَة الْعَبْدي عَن أبي سعيد قَالَ:
لم نعد أَن فتحت خَيْبَر، فوقعنا أَصْحَاب محمدٍ - فِي تِلْكَ البقلة - الثوم - وَالنَّاس جياعٌ فأكلنا مِنْهَا آكلاً شَدِيدا، ثمَّ رحنا إِلَى الْمَسْجِد، فَوجدَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الرّيح، فَقَالَ:" من أكل من هَذِه الشَّجَرَة الخبيثة فَلَا يقربنا فِي الْمَسْجِد " فَقَالَ النَّاس: حرمت، حرمت، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَيهَا النَّاس، لَيْسَ بِي تَحْرِيم مَا أحل الله لي، وَلكنهَا شجرةٌ أكره رِيحهَا ".
1808 -
الرَّابِع عشر: عَن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن أدنى أهل النَّار عذَابا ينتعل بنعلين من نارٍ، يغلي دماغه من حرارة نَعْلَيْه ".
وَهَذَا الْفَصْل مقرون من فصل آخر بِإِسْنَاد وَاحِد، فرقهما مسلمٌ فِي موضِعين، وَأخرج الآخر مدرجاً لم يذكر مِنْهُ إِلَّا طرفا، ثمَّ قَالَ: وسَاق الحَدِيث نَحْو حَدِيث ذكره قبل، وَهُوَ:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن أدنى أهل الْجنَّة منزلَة رجلٌ صرف الله وَجهه عَن النَّار قبل الْجنَّة، وَمثل لَهُ شَجَرَة ذَات ظلّ فَقَالَ: أَي رب، قدمني إِلَى هَذِه الشَّجَرَة لأَكُون فِي ظلها " إِلَى هُنَا ذكر مُسلم مِنْهُ فَقَط.
وَتَمَامه فِي كتاب أبي بكر البرقاني بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور قَالَ: " فَقَالَ الله عز وجل: هَل عَسَيْت إِن فعلت أَن تَسْأَلنِي غَيره؟ قَالَ: لَا وَعزَّتك، فَيقدمهُ الله إِلَيْهَا، ويمثل لَهُ شَجَرَة ذَات ظلٍّ وثمرٍ أُخْرَى، فَقَالَ: أَي رب، قدمني إِلَى هَذِه الشَّجَرَة أستظل بظلها وآكل من ثَمَرهَا، فَقَالَ لَهُ: هَل عَسَيْت إِن أَعطيتك ذَلِك أَن تَسْأَلنِي غَيره، قَالَ: لَا وَعزَّتك، فَيقدمهُ الله إِلَيْهَا، فيمثل لَهُ شَجَرَة أُخْرَى ذَات ظلٍّ وثمر وَمَاء، فَيَقُول: أَي رب، قدمني إِلَى هَذِه الشَّجَرَة فَأَكُون فِي ظلها وآكل من ثَمَرهَا وأشرب
من مَائِهَا. فَيَقُول: هَل عَسَيْت إِن فعلت ذَلِك أَن تَسْأَلنِي غَيره؟ قَالَ: لَا وَعزَّتك لَا أَسأَلك غَيره. فَيقدمهُ الله إِلَيْهَا، فَتبرز لَهُ الْجنَّة، فَيَقُول: أَي رب، قدمني إِلَى بَاب الْجنَّة فَأَكُون نجاف الْجنَّة ". وَفِي رِوَايَة ابْن حَنْبَل " فَأَكُون تَحت نجاف الْجنَّة أنظر إِلَى أَهلهَا، فَيقدمهُ الله إِلَيْهَا، فَيرى أهل الْجنَّة وَمَا فِيهَا فَيَقُول: أَي رب، أدخلني الْجنَّة، فيدخله الْجنَّة، فَإِذا أَدخل الْجنَّة قَالَ: هَذَا لي؟ فَيَقُول الله لَهُ: تمن. قَالَ: فيتمنى - ويذكره الله: سل كَذَا وَكَذَا، فَإِذا انْقَطَعت لَهُ الْأَمَانِي قَالَ الله: هُوَ لَك وَعشرَة أَمْثَاله. قَالَ: ثمَّ يدْخل بَيته، فَيدْخل عَلَيْهِ زوجتاه من الْحور الْعين، فَيَقُولَانِ: الْحَمد لله الَّذِي أحياك لنا، وَأَحْيَانا لَك، فَيَقُول: مَا أعطي أحدٌ مثل مَا أَعْطَيْت ".
هَذَا آخر هَذَا الْفَصْل، ويتصل بِهِ هَا هُنَا فِي الرِّوَايَة عِنْد أبي بكر البرقاني الْفَصْل الْأَخير فِي أدنى أهل النَّار عذَابا بِنَحْوِ مَا قدمنَا.
1809 -
الْخَامِس عشر: عَن قزعة بن يحيى عَن أبي سعيد قَالَ: لقد كَانَت صَلَاة الظّهْر تُقَام، فَيذْهب الذَّاهِب إِلَى البقيع فَيَقْضِي حَاجته، ثمَّ يتَوَضَّأ، ثمَّ يَأْتِي وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الرَّكْعَة الأولى، مِمَّا يطولها. هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم فِي كِتَابه.
1810 -
السَّادِس عشر: عَن قزعة عَن أبي سعيد قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَالَ: " اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السَّمَوَات وَالْأَرْض، وملء مَا شِئْت من شيءٍ بعد، أهل الثَّنَاء وَالْمجد، أَحَق مَا قَالَ العَبْد، وكلنَا لَك عبد.
اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد ".
1811 -
السَّابِع عشر: عَن قزعة قَالَ: أتيت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ وَهُوَ مكثورٌ عَلَيْهِ، فَلَمَّا تفرق النَّاس عَنهُ قلت: إِنِّي لَا أَسأَلك عَمَّا يَسْأَلك هَؤُلَاءِ عَنهُ، فَسَأَلته عَن الصَّوْم فِي السّفر فَقَالَ: سافرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّة وَنحن صِيَام، قَالَ: فنزلنا منزلا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكُم قد دنوتم من عَدوكُمْ، وَالْفطر أقوى لكم " فَكَانَت رخصَة، فمنا من صَامَ، وَمنا من أفطر. ثمَّ نزلنَا منزلا آخر فَقَالَ:" إِنَّكُم مصبحو عَدوكُمْ، وَالْفطر أقوى لكم فأفطروا " وَكَانَت عَزمَة، فأفطرنا، ثمَّ لقد رَأَيْتنَا نَصُوم مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذَلِك فِي السّفر.
وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ:
غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لسِتَّة عشرَة مَضَت من رَمَضَان، فمنا من صَامَ وَمنا من أفطر، فَلم يعب الصَّائِم على الْمُفطر وَلَا الْمُفطر على الصَّائِم.
1812 -
الثَّامِن عشر: عَن أبي الصّديق النَّاجِي عَن أبي سعيد قَالَ: كُنَّا نحزر قيام رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الظّهْر وَالْعصر، فحزرنا قِيَامه فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين من الظّهْر قدر {الم} [سُورَة السَّجْدَة] ، وحزرنا قِيَامه فِي الْأُخْرَيَيْنِ قدر النّصْف من ذَلِك، وحزرنا قِيَامه فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين من الْعَصْر على قدر قِيَامه فِي الْأُخْرَيَيْنِ من الظّهْر وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ من الْعَصْر على النّصْف من ذَلِك.
وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة:
قدر ثَلَاثِينَ آيَة، بدل قَوْله:{الم تَنْزِيل} وَكَذَا فِي رِوَايَة شَيبَان بن فروخ:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يقْرَأ فِي صَلَاة الظّهْر فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين، فِي كل رَكْعَة قدر ثَلَاثِينَ آيَة، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ قدر قِرَاءَة خمس عشرَة آيَة، أَو قَالَ: نصف ذَلِك. وَفِي الْعَصْر: فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين فِي كل رَكْعَة قدر قِرَاءَة خمس عشرَة آيَة، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ قدر نصف ذَلِك.
1813 -
التَّاسِع عشر: عَن أبي المتَوَكل عَليّ بن دَاوُد النَّاجِي عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِذا أَتَى أحدكُم أَهله ثمَّ اراد أَن يعود فَليَتَوَضَّأ " قَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي رِوَايَته: " فَليَتَوَضَّأ بَينهمَا وضُوءًا " هَكَذَا فِي كتاب مُسلم زَاد أَبُو مَسْعُود: وَقَالَ مَرْوَان، يَعْنِي ابْن مُعَاوِيَة:" فَليَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة ".
1814 -
الْعشْرُونَ: عَن أبي المتَوَكل عَن أبي سعيد قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الشّرْب من الحنتمة والدباء والنقير.
وَقد أخرج مُسلم من حَدِيث أبي نَضرة عَن أبي سعيد:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن الْجَرّ أَن ينْبذ فِيهِ.
وَعَن أبي نَضرة عَنهُ:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نهى عَن الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمزفت.
وَبَعض الروَاة قَالَ: نهى أَن ينتبذ.
1815 -
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي المتَوَكل النَّاجِي عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " من شرب النَّبِيذ مِنْكُم فليشربه زبيباً فَردا أَو تَمرا فَردا ".
وَفِي حَدِيث روح بن عبَادَة: نَهَانَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن نخلط بسراً بِتَمْر، أَو زبيباً بِتَمْر، أَو زبيباً ببسرٍ، وَقَالَ: من شربه مِنْكُم فليشربه زبيباً فَردا. . الحَدِيث.
وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي نَضرة عَن أبي سعيد:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن التَّمْر وَالزَّبِيب أَن يخلط بَينهمَا، وَعَن التَّمْر والبسر أَن يخلط بَينهمَا، وَعَن التَّمْر والبسر أَن يخلط بَينهمَا. يَعْنِي فِي الانتباذ.
1816 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَفْص عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا تثاءب أحدكُم فليمسك بِيَدِهِ على فَمه،
فَإِن الشَّيْطَان يدْخل ".
وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن سُهَيْل عَن ابْن أبي سعيد عَن أَبِيه قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا تثاءب أحدكُم فليكظم مَا اسْتَطَاعَ؛ فَإِن الشَّيْطَان يدْخل ".
وَفِي الْإِسْنَاد بَين الروَاة اخْتِلَاف.
1817 -
الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أَبِيه أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِنِّي حرمت مَا بَين لابتي الْمَدِينَة كَمَا حرم إِبْرَاهِيم مَكَّة ".
قَالَ: ثمَّ كَانَ أَبُو سعيد يَأْخُذ - أَو قَالَ: يجد - أَحَدنَا فِي يَده الطير، فيفكه من يَده ثمَّ يُرْسِلهُ.
1818 -
الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا ينظر الرجل إِلَى عَورَة الرجل، وَلَا الْمَرْأَة إِلَى عَورَة الْمَرْأَة، وَلَا يُفْضِي الرجل إِلَى الرجل فِي ثوب وَاحِد، وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَة إِلَى الْمَرْأَة فِي الثَّوْب الْوَاحِد ".
وَفِي حَدِيث ابْن أبي فديك مَكَان " عَورَة ": " عرية ".
1819 -
الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن طَارق بن شهَاب قَالَ: أول من بَدَأَ بِالْخطْبَةِ يَوْم الْعِيد قبل الصَّلَاة مَرْوَان. فَقَامَ إِلَيْهِ رجلٌ فَقَالَ: الصَّلَاة قبل الْخطْبَة. قَالَ: قد ترك مَا هُنَالك. فَقَالَ أَبُو سعيد: أما هَذَا فقد قضى مَا عَلَيْهِ، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:" من رأى مِنْكُم مُنْكرا فليغيره بِيَدِهِ، فَإِن لم يسْتَطع فبلسانه، فَإِن لم يسْتَطع فبقلبه، وَذَلِكَ أَضْعَف الْإِيمَان ".
وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن رَجَاء بن ربيعَة عَن أَبِيه عَن أبي سعيد بِمثلِهِ.
وَلَيْسَ لطارق بن شهَاب، وَلَا لِابْنِ رَجَاء عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
1820 -
السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن سعيد مولى آل أبي سُفْيَان عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِن من أشر النَّاس عِنْد الله منزلَة يَوْم الْقِيَامَة الرجل يُفْضِي إِلَى الْمَرْأَة وتفضي إِلَيْهِ، ثمَّ ينشر سرها ".
وَفِي رِوَايَة أبي أُسَامَة:
" إِن من أعظم الْأَمَانَة عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة الرجل يُفْضِي إِلَى امْرَأَته وتفضي إِلَيْهِ، ثمَّ ينشر سرها ".
1821 -
السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي السَّائِب مولى هِشَام بن زهرَة - وَقيل فِي اسْمه: السَّائِب، وَأَبُو السَّائِب أصح: أَنه دخل على أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي بَيته، قَالَ: فَوَجَدته يُصَلِّي، فَجَلَست أنتظره حَتَّى يقْضِي صلَاته، فَسمِعت تحريكاً فِي عراجين فِي نَاحيَة الْبَيْت، فَالْتَفت، فَإِذا حيةٌ، فَوَثَبت لأقتلها، فَأَشَارَ إِلَيّ: أَن أَجْلِس فَجَلَست، فَلَمَّا انْصَرف أَشَارَ إِلَى بَيت فِي الدَّار فَقَالَ: أَتَرَى هَذَا الْبَيْت؟ فَقلت: نعم. فَقَالَ: كَانَ فِيهِ فَتى منا حَدِيث عهد بعرس، قَالَ: فخرجنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الخَنْدَق، فَكَانَ ذَلِك الْفَتى يسْتَأْذن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النَّهَار، فَيرجع إِلَى أَهله، فَاسْتَأْذن يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" خُذ عَلَيْك سِلَاحك، فَإِنِّي أخْشَى عَلَيْك قُرَيْظَة " فَأخذ الرجل سلاحه ثمَّ رَجَعَ، فَإِذا امْرَأَته بَين النَّاس قَائِمَة، فَأَهوى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ ليطعنها بِهِ - وأصابته غيرةٌ، فَقَالَت لَهُ: اكفف عَلَيْك رمحك وادخل الْبَيْت حَتَّى تنظر مَا الَّذِي أخرجني، فَدخل، فَإِذا بحيةٍ عظيمةٍ
منطويةٍ على الْفراش، فَأَهوى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ، فانتظمها بِهِ، ثمَّ خرج فركزه فِي الدَّار، فاضطربت عَلَيْهِ، فَمَا يدْرِي أَيهمَا كَانَ أسْرع موتا: الْحَيَّة أم الْفَتى. قَالَ: فَجِئْنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَذَكرنَا ذَلِك لَهُ، وَقُلْنَا: ادْع الله يحييه لنا. فَقَالَ: " اسْتَغْفرُوا لصاحبكم ". ثمَّ قَالَ: " إِن بِالْمَدِينَةِ جناً قد أَسْلمُوا، فَإِذا رَأَيْتُمْ مِنْهُم شَيْئا فآذنوه ثَلَاثَة أَيَّام، فَإِن بدا لكم بعد ذَلِك فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان ".
وَفِي حَدِيث أَسمَاء بن عبيد عَن السَّائِب نَحوه. وَقَالَ فِيهِ:
إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن لهَذِهِ الْبيُوت عوامر، فَإِذا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئا فحرجوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا، فَإِن ذهبت وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّهُ كَافِر ". وَقَالَ لَهُم: " اذْهَبُوا فادفنوا صَاحبكُم ".
1822 -
الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن يحنس بن أبي مُوسَى مولى مُصعب بن الزبير عَن أبي سعيد قَالَ: " بَينا نَحن نسير مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج، إِذْ عرض شاعرٌ ينشد، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " خُذُوا الشَّيْطَان " أَو " أَمْسكُوا الشَّيْطَان، لَئِن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا خيرٌ لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا ".
1823 -
التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن قَتَادَة بن دعامة السدُوسِي قَالَ: حَدثنِي من لَقِي الْوَفْد الَّذين قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من عبد الْقَيْس، وَذكر قَتَادَة أَبَا نَضرة عَن أبي سعيد فِي حَدِيثه هَذَا: أَن أُنَاسًا من عبد الْقَيْس قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا نَبِي الله، إِنَّا حيٌّ من ربيعَة، وبيننا وَبَيْنك كفار مُضر، وَلَا نقدر عَلَيْك إِلَّا فِي أشهر الْحرم، فمرنا بأمرٍ نأمر بِهِ من وَرَاءَنَا، وندخل بِهِ الْجنَّة إِذا نَحن أَخذنَا بِهِ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " آمركُم بِأَرْبَع وأنهاكم عَن أَربع: اعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا، وَأقِيمُوا الصَّلَاة، وَآتوا الزَّكَاة، وصوموا رَمَضَان، وأعطوا الْخمس من الْغَنَائِم. وأنهاكم عَن أَربع: عَن الدُّبَّاء والحنتم والمزفت والنقير ".
قَالُوا: يَا نَبِي الله، مَا علمك بالنقير؟ قَالَ: " بلَى، جذع تنقرونه، فتقذفون فِيهِ من القطيعاء. أَو قَالَ من التَّمْر، ثمَّ تصبون فِيهِ من المَاء، حَتَّى إِذا سكن غليانه
شربتموه، حَتَّى إِن أحدكُم - أَو إِن أحدهم - ليضْرب ابْن عَمه بِالسَّيْفِ ". قَالَ: وَفِي الْقَوْم رجل أَصَابَته جراحةٌ كَذَلِك، قَالَ: وَكنت أخبأها حَيَاء من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت: فيمَ نشرب يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " فِي أسقية الْأدم الَّتِي يلاث على أفواهها " قَالُوا: يَا نَبِي الله، أَن أَرْضنَا كَثِيرَة الجرذان، لَا تبقى بهَا أسقية الْأدم.
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " وَإِن أكلتها الجرذان، وَإِن أكلتها الجرذان، وَأَن أكلتها الجرذان ".
قَالَ: وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِن فِيك خَصْلَتَيْنِ يحبهما الله: الْحلم والأناة ".
وَفِي حَدِيث ابْن أبي عدي نَحوه، وَقَالَ فِيهِ:" وتذيفون فِيهِ من القطيعاء وَالتَّمْر ".
وَفِي حَدِيث أبي قزعة عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد أَن وَفد عبد الْقَيْس قَالُوا:
يَا نَبِي الله، جعلنَا الله فداءك، مَاذَا يصلح لنا من الْأَشْرِبَة؟ قَالَ:" لَا تشْربُوا فِي النقير " فَقَالُوا: يَا نَبِي الله - جعلنَا الله فداءك - أَو تَدْرِي مَا النقير؟ قَالَ: " نعم، الْجذع ينقر وَسطه. وَلَا فِي الدُّبَّاء، وَلَا فِي الحنتمة، وَعَلَيْكُم بالموكى ".
1824 -
الثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة الْمُنْذر بن مَالك بن قِطْعَة الْعَبْدي عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رأى فِي أَصْحَابه تأخراً - وَفِي رِوَايَة الْجريرِي: رأى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قوما فِي مُؤخر الْمَسْجِد، فَقَالَ لَهُم:" تقدمُوا فأئتموا بِي، وليأتم بكم من بعدكم، وَلَا يزَال قومٌ يتأخرون حَتَّى يؤخرهم الله ".
1825 -
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا كَانُوا ثَلَاثَة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بِالْإِمَامَةِ أقرؤهم ".
1826 -
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أوتروا قبل أَن تصبحوا " وَفِي حَدِيث شَيبَان " أوتروا قبل الصُّبْح ".
1827 -
الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول لله صلى الله عليه وسلم وَنحن نصرخ بِالْحَجِّ صراخاً، فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة ورحنا إِلَى منى أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ.
وَفِي رِوَايَة وهيب بن خَالِد عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن أبي نَضرة عَن جَابر وَأبي سعيد قَالَا:
قدمنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَنحن نصرخ بِالْحَجِّ صراخاً.
1828 -
الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " يأيها النَّاس، إِن الله يعرض بِالْخمرِ، وَلَعَلَّ الله سينزل فِيهَا أمرا، فَمن كَانَ عِنْده مِنْهَا شيءٌ فليبعه ولينتفع بِهِ ". قَالَ: فَمَا لبثنا إِلَّا يَسِيرا حَتَّى قَالَ صلى الله عليه وسلم: " إِن الله حرم الْخمر، فَمن أَدْرَكته هَذِه الْآيَة وَعِنْده مِنْهَا شيءٌ فَلَا يشرب وَلَا يبع " قَالَ: فَاسْتقْبل النَّاس بِمَا كَانَ عِنْدهم مِنْهَا طرق الْمَدِينَة فسفكوها.
1829 -
الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد: أَن رجلا من أسلم يُقَال لَهُ مَاعِز بن مَالك أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي أصبت فَاحِشَة فأقمه عَليّ، فَرده النَّبِي صلى الله عليه وسلم مرَارًا، قَالَ: ثمَّ سَأَلَ قومه فَقَالُوا: مَا نعلم بِهِ بَأْسا، إِلَّا أَنه أصَاب شَيْئا يرى أَنه لَا يُخرجهُ مِنْهُ إِلَّا أَن يُقَام فِيهِ الْحَد. قَالَ: فَرجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأمرنَا أَن نرجمه. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى بَقِيع الْغَرْقَد، قَالَ: فَمَا أوثقناه وَلَا حفرنا لَهُ، فرميناه بالعظام والمدر والخزف. قَالَ: فَاشْتَدَّ واشتددنا خَلفه حَتَّى أَتَى عرض الْحرَّة، فانتصب لنا فرميناه بجلاميد الْحرَّة - يَعْنِي الْحِجَارَة - حَتَّى سكت. قَالَ: ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا فِي الْعشي، قَالَ: " أَو كلما انطلقنا غزَاة فِي سَبِيل الله تخلف رجلٌ فِي عيالنا، لَهُ نبيبٌ كنبيب التيس، على أَن لَا أُوتى برجلٍ فعل
ذَلِك إِلَّا نكلت بِهِ ". قَالَ: فَمَا اسْتغْفر لَهُ وَلَا سبه.
وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ: فاعترف بِالزِّنَا ثَلَاث مَرَّات.
1830 -
السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: بَينا نَحن فِي سفرٍ مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، إِذْ جَاءَ رجلٌ على رَاحِلَة لَهُ، قَالَ: فَجعل يصرف بَصَره يَمِينا وَشمَالًا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" من كَانَ مَعَه فضل ظهرٍ فليعد بِهِ على من لَا ظهر لَهُ، وَمن كَانَ لَهُ فضل زادٍ فليعد بِهِ على من لَا زَاد لَهُ " قَالَ: فَذكر من أَصْنَاف المَال مَا ذكر، حَتَّى رَأينَا أَنه لَا حق لأحدٍ منا فِي فضل.
1831 -
السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لكل غادرٍ لواءٌ عِنْد استه يَوْم الْقِيَامَة ".
وَفِي رِوَايَة المستمر بن الريان عَن أبي نَضرة:
" لكل غادرٍ لواءٌ يَوْم الْقِيَامَة يرفع لَهُ بِقدر غدره، أَلا وَلَا غادر أعظم غدراً من أَمِير عامةٍ ".
1832 -
الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِذا بُويِعَ لخليفتين فَاقْتُلُوا الْأَخير مِنْهُمَا ".
1833 -
التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد: أَن أَعْرَابِيًا أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنِّي فِي غائطٍ مضبةٍ، وَإنَّهُ عَامَّة طَعَام أَهلِي. قَالَ: فَلم يجبهُ.
فَقُلْنَا: عاوده، فعاوده فَلم يجبهُ، ثَلَاثًا، ثمَّ ناداه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الثَّالِثَة فَقَالَ: " يَا أَعْرَابِي، إِن الله لعن أَو غضب على سبط من بني إِسْرَائِيل، فمسخهم دَوَاب يدبون فِي الأَرْض، فَلَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا، فلست آكلها، وَلَا أنهى عَنْهَا.
وَفِي رِوَايَة دَاوُد بن أبي هِنْد عَن أبي نَضرة قَالَ أَبُو سعيد:
فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك قَالَ عمر: إِن الله عز وجل لينفع بِهِ غير واحدٍ، وَإِنَّمَا عافه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
1834 -
الْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يَا أهل الْمَدِينَة، لَا تَأْكُلُوا لحم الْأَضَاحِي فَوق ثَلَاث " فشكوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن لَهُم عيالاً وحشماً وخدماً، فَقَالَ:" كلوا، وأطعموا، واحبسوا - أَو ادخروا " شكّ الرَّاوِي.
1835 -
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد أَن جِبْرِيل أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، اشتكيت؟ قَالَ:" نعم " قَالَ: باسم الله أرقيك من كل شَيْء يُؤْذِيك، من شَرّ كل نفسٍ أَو عين حَاسِد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك.
1836 -
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الدُّنْيَا حلوةٌ خضرةٌ، وَإِن الله مستخلفكم فِيهَا فَينْظر كَيفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الله، وَاتَّقوا النِّسَاء، فَإِن أول فتْنَة بني إِسْرَائِيل كَانَت فِي النِّسَاء ".
1837 -
الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " كَانَت امرأةٌ من بني إِسْرَائِيل قصيرةٌ تمشي بَين امْرَأتَيْنِ طويلتين، فاتخذت رجلَيْنِ من خشب وخاتماً من ذهب مطبق، ثمَّ حشته مسكاً، والمسك أطيب الطّيب.
1738 -
الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد وَجَابِر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يكون خليفةٌ من خلفائم فِي آخر الزَّمَان، يحثو المَال حثوا وَلَا يعده ".
وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة: " يُعْطي النَّاس بِغَيْر عدٍّ ".
1839 -
الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: صَحِبت ابْن صياد إِلَى مَكَّة، فَقَالَ لي: مَا قد لقِيت من النَّاس، يَزْعمُونَ أَنِّي الدَّجَّال، أَلَسْت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:" إِنَّه لَا يُولد لَهُ "؟ قلت: بلَى. قَالَ: فقد ولد لي.
أوليس سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا يدْخل الْمَدِينَة وَلَا مَكَّة "؟ قلت: بلَى.
قَالَ: فقد ولدت بِالْمَدِينَةِ، وَهَذَا أَنا أُرِيد مَكَّة. قَالَ: ثمَّ قَالَ لي فِي آخر قَوْله: أما وَالله، إِنِّي لأعْلم مولده ومكانه، وَأَيْنَ هُوَ. قَالَ: فلبسني.
وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي نَضرة عَنهُ قَالَ:
قَالَ لي ابْن صائدٍ وأخذتني مِنْهُ ذمَامَة: هَذَا عذرت النَّاس، مَالِي وَلكم يَا أَصْحَاب مُحَمَّد، ألم يقل نَبِي الله صلى الله عليه وسلم:" إِنَّه يَهُودِيّ " وَقد أسلمت. وَقَالَ: " وَلَا يُولد لَهُ " وَقد ولد لي. وَقَالَ: " إِن الله حرم عَلَيْهِ مَكَّة ". وَقد حججْت. قَالَ: فَمَا زَالَ حَتَّى كَاد أَن يَأْخُذ فِي قَوْله.
قَالَ: ثمَّ قَالَ: أما وَالله، إِنِّي لأعْلم الْآن حَيْثُ هُوَ، وَأعرف أَبَاهُ وَأمه. قَالَ: وَقيل لَهُ: أَيَسُرُّك أَنَّك ذَاك الرجل؟ قَالَ: فَقَالَ: لَو عرض عَليّ مَا كرهت.
1840 -
السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لِابْنِ صائد: " مَا تربة الْجنَّة؟ " قَالَ: درمكةٌ بَيْضَاء، مسكٌ، يَا أَبَا الْقَاسِم. قَالَ " صدقت ".
وَفِي حَدِيث الْجريرِي أَن ابْن صياد سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن تربة الْجنَّة فَقَالَ: " درمكةٌ، بَيْضَاء، مسكٌ خالصٌ ".
1841 -
السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: لقِيه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر وَعمر - يَعْنِي ابْن صياد - فِي بعض طرق الْمَدِينَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ " فَقَالَ هُوَ: أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فَقَالَ رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " آمَنت بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه. مَا ترى؟ " قَالَ: أرى عرشاً على المَاء. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " ترى عرش إِبْلِيس على الْبَحْر. وَمَا ترى؟ " قَالَ: أرى صَادِقين وكاذباً، أَو كاذبين وصادقاً. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" لبس عَلَيْهِ، دَعوه ".
وَقَالَ فِيهِ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي نَضرة عَن جَابر، وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْنده.
1842 -
الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي سعيد مولى الْمهرِي: أَنه أَصَابَهُم بِالْمَدِينَةِ جهدٌ وشدةٌ، وَأَنه أَتَى أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي كثير الْعِيَال، وَقد أصابتنا شدةٌ، فَأَرَدْت أَن أنقل عيالي إِلَى بعض الرِّيف. فَقَالَ أَبُو سعيد: لَا تفعل، الزم الْمَدِينَة، فَإنَّا خرجنَا مَعَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم أَظن أَنه قَالَ: حَتَّى قدمنَا عسفان - فَأَقَمْنَا بهَا ليَالِي، فَقَالَ النَّاس: وَالله مَا نَحن هَا هُنَا فِي شَيْء، وَإِن عيالنا لخلوف، مَا نَأْمَن عَلَيْهِم، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا هَذَا الَّذِي يبلغنِي من حديثكم، لقد هَمَمْت - أَو إِن شِئْتُم، لَا أَدْرِي أَيَّتهمَا قَالَ - لآمرن بناقتي ترحل، ثمَّ لَا أحل لَهَا عقدَة حَتَّى أقدم الْمَدِينَة ". وَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِن إِبْرَاهِيم حرم مَكَّة فَجَعلهَا حَرَامًا، وَإِنِّي حرمت الْمَدِينَة حَرَامًا مَا بَين مأزميها، أَن لَا يهراق فِيهَا دمٌ، وَلَا يحمل فِيهَا سلاحٌ لقتالٍ، وَلَا يخبط فِيهَا شجرةٌ إِلَّا لعلفٍ. اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي مدينتنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي صاعنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي مدنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي صاعنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي مدينتنا، اللَّهُمَّ اجْعَل مَعَ الْبركَة بركتين. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا من الْمَدِينَة شعبٌ وَلَا نقبٌ إِلَّا عَلَيْهِ ملكان يحرسانها حَتَّى تقدمُوا إِلَيْهَا " ثمَّ قَالَ للنَّاس: " ارتحلوا " فارتحلنا، فأقبلنا إِلَى الْمَدِينَة. فوالذي نحلف بِهِ أَو يحلف بِهِ، مَا وَضعنَا رحالنا حِين دَخَلنَا الْمَدِينَة حَتَّى أغار علينا بَنو عبد الله بن غطفان، وَمَا يهيجهم قبل ذَلِك شَيْء.
وَفِي حَدِيث يحيى بن أبي كثير
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي مدنا وصاعنا، وَاجعَل مَعَ الْبركَة بركتين ".
وَفِي حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي سعيد مولى الْمهرِي:
أَنه جَاءَ إِلَى أبي سعيد الْخُدْرِيّ ليَالِي الْحرَّة، فَاسْتَشَارَهُ فِي الْجلاء عَن الْمَدِينَة وشكا إِلَيْهِ أسعارها وَكَثْرَة عِيَاله، وَأخْبرهُ أَن لَا صَبر لَهُ على جهد الْمَدِينَة ولأوائها، فَقَالَ لَهُ: وَيحك، لَا آمُرك بذلك، إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:" لَا يصبر أحدٌ على لأوائها فَيَمُوت إِلَّا كنت لَهُ شَفِيعًا يَوْم الْقِيَامَة، إِذا كَانَ مُسلما ".
1843 -
التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي سعيد مولى الْمهرِي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثاً إِلَى بني لحيان من هذيلٍ، فَقَالَ:" لينبعث من كل رجلَيْنِ أَحدهمَا، وَالْأَجْر بَينهمَا " وَفِي حَدِيث يزِيد بن أبي حبيب: " ليخرج من كل رجلَيْنِ رجلٌ " ثمَّ قَالَ للقاعد: " أَيّكُم خلف الْخَارِج فِي أَهله وَمَاله بِخَير كَانَ لَهُ مثل نصف أجر الْخَارِج ".
1844 -
الْخَمْسُونَ: عَن أبي عَلْقَمَة الْهَاشِمِي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم حنين بعث جَيْشًا إِلَى أَوْطَاس، فلقي عدوا فقاتلوهم، فظهروا عَلَيْهِم، وَأَصَابُوا لَهُم سَبَايَا، فَكَأَن نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أَزوَاجهنَّ من الْمُشْركين، فَأنْزل الله عز وجل فِي ذَلِك:{وَالْمُحصنَات من النِّسَاء إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم} [سُورَة النِّسَاء] أَي فهن لَهُم حلالٌ إِذا انْقَضتْ عدتهن.
وَفِي حَدِيث عبد الْأَعْلَى عَن سعيد بِمَعْنَاهُ، غير أَنه قَالَ:
إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم مِنْهُنَّ فحلالٌ لكم. إِذا انْقَضتْ عدتهن.
أخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث صَالح أبي الْخَلِيل عَن أبي سعيد مُخْتَصرا قَالَ:
أَصَابُوا سبياً يَوْم أَوْطَاس لَهُنَّ أَزوَاج، فتحرجوا فأنزلت هَذِه الْآيَة {وَالْمُحصنَات من النِّسَاء إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم} .
1845 -
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي واسْمه عبد الله بن يزِيد عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا أَبَا سعيد، من رَضِي بِاللَّه رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دينا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا وَجَبت لَهُ الْجنَّة " فَعجب لَهَا أَبُو سعيد فَقَالَ: أعدهَا عَليّ، فَفعل، ثمَّ قَالَ:" وَأُخْرَى يرفع بهَا العَبْد مائَة دَرَجَة فِي الْجنَّة، مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض " قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْجِهَاد فِي سَبِيل الله، الْجِهَاد فِي سَبِيل الله، الْجِهَاد فِي سَبِيل الله ".
وَلَيْسَ لأبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي الصَّحِيح غير هَذَا.
1846 -
الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي عِيسَى الأسواري عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم زجر عَن الشّرْب قَائِما. وَفِي حَدِيث همام: نهى عَن الشّرْب قَائِما.
وَلَيْسَ لأبي عِيسَى الأسواري عَن أبي سعيد فِي الصَّحِيح غير هَذَا.
وَلأبي مُسلم الْأَغَر عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَحَادِيث هِيَ مُسْند أبي هُرَيْرَة لاشْتِرَاكهمَا فِيهَا.
آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه وَعَن جَمِيع الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وأئمة الْمُسلمين.