الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَفْرَاد مُسلم
1607 -
الأول عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن جَابر أَنه سَأَلَهُ: مَتى كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْجُمُعَة؟ قَالَ: كَانَ يُصَلِّي ثمَّ نَذْهَب إِلَى جمالنا فنريحها حِين تَزُول الشَّمْس، يَعْنِي النَّوَاضِح.
1608 -
الثَّانِي: عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا خطب احْمَرَّتْ عَيناهُ وَعلا صَوته وَاشْتَدَّ غَضَبه، حَتَّى كَأَنَّمَا مُنْذر جيشٍ، يَقُول: صبحكم ومساكم. وَيَقُول: " بعثت أَنا والساعة كهاتين ". وَيقرب بَين إصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى. وَيَقُول: " أما بعد، فَإِن خير الحَدِيث كتاب الله، وَخير الْهدى هدى مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وَشر الْأُمُور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضَلَالَة، ثمَّ يَقُول: " أَنا أولى بِكُل مؤمنٍ من نَفسه، من ترك مَالا فلأهله، وَمن ترك دينا أَو ضيَاعًا فَإِلَيَّ وَعلي " هَذَا حَدِيث عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ.
وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال:
كَانَت خطْبَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم الْجُمُعَة يحمد الله، ويثني عَلَيْهِ ثمَّ يَقُول على إِثْر ذَلِك وَقد علا صَوته
…
ثمَّ ذكر نَحوه.
وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن سُفْيَان:
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يخْطب النَّاس، يحمد الله، ويثني عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ يَقُول: " من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَخير الحَدِيث كتاب الله
…
" ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث عبد الْوَهَّاب.
1609 -
الثَّالِث: عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خرج عَام الْفَتْح إِلَى مَكَّة فِي رَمَضَان، فصَام حَتَّى بلغ كرَاع الغميم، فصَام النَّاس، ثمَّ دَعَا
بقدحٍ من ماءٍ، فرفعه حَتَّى نظر النَّاس، ثمَّ شرب، فَقيل لَهُ بعد ذَلِك:
إِن بعض النَّاس قد صَامَ، فَقَالَ:" أُولَئِكَ العصاة، أُولَئِكَ العصاة ".
زَاد فِي حَدِيث عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي: فَقيل لَهُ:
إِن النَّاس قد شقّ عَلَيْهِم الصّيام، وَإِنَّمَا ينظرُونَ فِيمَا فعلت، فَدَعَا بقدحٍ من ماءٍ بعد الْعَصْر.
1610 -
الرَّابِع: عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر فِي أَسمَاء بنت عُمَيْس حِين نفست بِذِي الحليفة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَمر أَبَا بكرٍ، فَأمرهَا أَن تَغْتَسِل وتهل.
1611 -
الْخَامِس: عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ عَن أَبِيه قَالَ: دَخَلنَا على جَابر، فَسَأَلَ عَن الْقَوْم حَتَّى انْتهى إِلَيّ، فَقلت: أَنا مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن، فَأَهوى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي، فَنزع زري الْأَعْلَى، ثمَّ نزع زري الْأَسْفَل، ثمَّ وضع يَده بَين ثديي وَأَنا يومئذٍ غلامٌ شابٌّ، فَقَالَ: مرْحَبًا بك يَا ابْن أخي، سل عَمَّا شِئْت.
فَسَأَلته - وَهُوَ أعمى. وَحضر وَقت الصَّلَاة، فَقَامَ فِي نساجةٍ ملتحفاً بهَا، كلما وَضعهَا على مَنْكِبه رَجَعَ طرفاها إِلَيْهِ من صغرها، وَرِدَاؤُهُ إِلَى جنبه على المشجب، فصلى بِنَا. فَقلت: أَخْبرنِي عَن حجَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فعقد بِيَدِهِ تسعا فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سِنِين لم يحجّ، ثمَّ إِذن فِي النَّاس فِي الْعَاشِرَة:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حاجٌّ، فَقدم الْمَدِينَة بشرٌ كثيرٌ، كلهم يلْتَمس أَن يأتم برَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَيعْمل مثل عمله. فخرجنا مَعَه حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الحليفة، فَولدت أَسمَاء بنت عُمَيْس مُحَمَّد بن أبي بكر، فَأرْسلت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: كَيفَ أصنع؟ فَقَالَ: " اغْتَسِلِي، واستثفري بِثَوْب، وأحرمي ". فصلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِد، ثمَّ ركب الْقَصْوَاء، حَتَّى إِذا اسْتَوَت بِهِ نَاقَته على الْبَيْدَاء نظرت إِلَيّ مد بَصرِي بَين يَدَيْهِ من راكبٍ وماشٍ، وَعَن يَمِينه مثل ذَلِك، وَعَن يسَاره مثل ذَلِك، وَمن خَلفه مثل
ذَلِك. وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَين أظهرنَا، وَعَلِيهِ ينزل الْقُرْآن، وَهُوَ يعرف تَأْوِيله، وَمَا عمل بِهِ من شيءٍ عَملنَا بِهِ، وَأهل بِالتَّوْحِيدِ:" لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك، لَا شريك لَك لبيْك، إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك، لَا شريك لَك " وَأهل النَّاس بِهَذَا الَّذِي يهلون بِهِ، فَلم يرد عَلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَيْئا مِنْهُ، وَلزِمَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بتلبيته.
قَالَ جَابر: لسنا ننوي إِلَّا الْحَج، لسنا نَعْرِف الْعمرَة، حَتَّى إِذا أَتَيْنَا الْبَيْت مَعَه اسْتَلم الرُّكْن فَرمَلَ ثَلَاثًا، وَمَشى أَرْبعا، ثمَّ نفذ إِلَى مقَام إِبْرَاهِيم عليه السلام فَقَرَأَ:{وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى} [سُورَة الْبَقَرَة] ، فَجعل الْمقَام بَينه وَبَين الْبَيْت، فَكَانَ يَقُول - وَلَا أعلمهُ ذكره إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: كَانَ يقْرَأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ {قل هُوَ الله أحد} ، {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} ، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْن فاستلمه، ثمَّ خرج من الْبَاب إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دنا من الصَّفَا قَرَأَ:{إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [سُورَة الْبَقَرَة] ، " أبدأ بِمَا بَدَأَ بِهِ الله " فَبَدَأَ بالصفا فرقي عَلَيْهِ حَتَّى رأى الْبَيْت، فَاسْتقْبل الْقبْلَة، فَوحد الله وَكبره، وَقَالَ:" لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير، لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده، أنْجز وعده، وَنصر عَبده، وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده ". ثمَّ دَعَا بَين ذَلِك. قَالَ هَذَا ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ نزل إِلَى الْمَرْوَة حَتَّى انصبت قدماه فِي بطن الْوَادي رمل، حَتَّى إِذا صعدنا مَشى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَة، فَفعل على الْمَرْوَة كَمَا فعل على الصَّفَا، حَتَّى إِذا كَانَ آخر طواف على الْمَرْوَة قَالَ:" لَو أَنِّي اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت لم أسق الْهَدْي، وجعلتها عمْرَة، فَمن كَانَ مِنْكُم لَيْسَ مَعَه هدي فليحل وليجعلها عمْرَة ". فَقَامَ سراقَة بن جعْشم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ألعامنا هَذَا أم لأبد؟ فشبك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَصَابِعه وَاحِدَة فِي الْأُخْرَى وَقَالَ:" دخلت الْعمرَة فِي الْحَج " مرَّتَيْنِ. " لَا بل لأبدٍ أبدٍ ".
وَقدم عليٌّ من الْيمن ببدن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَوجدَ فَاطِمَة مِمَّن حل، ولبست ثيابًا صبيغاً، واكتحلت، فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا، فَقَالَت: أبي أَمرنِي بِهَذَا. قَالَ: وَكَانَ عليٌّ رضي الله عنه وعنها يَقُول بالعراق: فَذَهَبت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم محرشاً على فَاطِمَة
للَّذي صنعت، مستفتياً لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِيمَا ذكرت عَنهُ، فَأَخْبَرته أَنِّي أنْكرت ذَلِك عَلَيْهَا، فَقَالَ:" صدقت صدقت. مَاذَا قلت حِين فرضت الْحَج؟ " قَالَ: قلت: اللَّهُمَّ إِنِّي أهل بِمَا أهل بِهِ رَسُولك صلى الله عليه وسلم. قَالَ: " فَإِن معي الْهَدْي، فَلَا تحل ".
قَالَ: فَكَانَ جمَاعَة الْهَدْي الَّذِي قدم بِهِ عليٌّ من الْيمن، وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم مائَة. قَالَ: فَحل النَّاس كلهم وَقصرُوا إِلَّا النَّبِي وَمن كَانَ مَعَه الْهَدْي.
فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة توجهوا إِلَى منى، فأهلوا بِالْحَجِّ، وَركب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بهَا الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء، وَالْفَجْر. ثمَّ مكث قَلِيلا حَتَّى طلعت الشَّمْس، وَأمر بقبةٍ من شعر تضرب لَهُ بنمرة. فَسَار رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلَا تشك قريشٌ إِلَّا أَنه واقفٌ عِنْد الْمشعر الْحَرَام كَمَا كَانَت قريشٌ تصنع فِي الْجَاهِلِيَّة.
فَأجَاز رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَى عَرَفَة، فَوجدَ الْقبَّة قد ضربت لَهُ بنمرة، فَنزل بهَا، حَتَّى إِذا زاغت الشَّمْس أَمر بالقصواء فرحلت لَهُ، فَأتى بطن الْوَادي فَخَطب النَّاس، وَقَالَ:
إِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا، فِي شهركم هَذَا، فِي بلدكم هَذَا. أَلا إِن كل شيءٍ من أَمر الْجَاهِلِيَّة تَحت قدمي موضوعٌ، وَدِمَاء الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوعَة، وَإِن أول دمٍ أَضَع من دمائنا دم ابْن ربيعَة بن الْحَارِث، كَانَ مسترضعاً فِي بني سعد، فَقتلته هذيلٌ. وَربا الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع. وَأول رَبًّا أَضَع ربانا، رَبًّا عَبَّاس بن عبد الْمطلب، فَإِنَّهُ موضوعٌ كُله. فَاتَّقُوا الله فِي النِّسَاء، فَإِنَّكُم أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَان الله، واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة الله. وَلكم عَلَيْهِنَّ أَلا يوطئن فرشكم أحدا تَكْرَهُونَ، فَإِن فعلن ذَلِك فاضربوهن ضربا غير مبرحٍ، ولهن عَلَيْكُم رزقهن وكسوتهن بِالْمَعْرُوفِ. وَقد تركت فِيكُم مَا لن تضلوا بعده إِن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كتاب الله. وَأَنْتُم تسْأَلُون عني، فَمَا أَنْتُم قَائِلُونَ؟ " قَالُوا: نشْهد أَنَّك قد بلغت، وَأديت وَنَصَحْت. " وَقَالَ بإصبعه السبابَة يرفعها إِلَى السَّمَاء وينكتها إِلَى النَّاس:" اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ " ثَلَاث مَرَّات.
ثمَّ أذن ثمَّ أَقَامَ فصلى الظّهْر، ثمَّ أَقَامَ فصلى الْعَصْر، وَلم يصل بَينهمَا شَيْئا، ثمَّ ركب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَى الْموقف، فَجعل بطن نَاقَته الْقَصْوَاء إِلَى
الصخرات، وَجعل حَبل المشاة بَين يَدَيْهِ، واستقبل الْقبْلَة. فَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى غربت الشَّمْس وَذَهَبت الصُّفْرَة قَلِيلا حَتَّى غَابَ القرص، وَأَرْدَفَ أُسَامَة خَلفه، وَرفع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقد شنف للقصواء الزِّمَام، حَتَّى إِن رَأسهَا ليصيب مورك رَحْله، وَيَقُول بِيَدِهِ:" أَيهَا النَّاس، السكينَة السكينَة " كلما أَتَى جبلا من الْجبَال أرْخى لَهَا قَلِيلا، حَتَّى تصعد. حَتَّى أَتَى الْمزْدَلِفَة، فصلى بهَا الْمغرب وَالْعشَاء بِأَذَان وَاحِد وَإِقَامَتَيْنِ وَلم يسبح بَينهمَا شَيْئا. ثمَّ اضْطجع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى طلع الْفجْر، فصلى الْفجْر حِين تبين لَهُ الصُّبْح - بِأَذَان وَإِقَامَة، ثمَّ ركب الْقَصْوَاء حَتَّى أَتَى الْمشعر الْحَرَام، فَاسْتقْبل الْقبْلَة، فَدَعَاهُ وَكبره وَهَلله وَوَحدهُ، فَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى أَسْفر جدا.
فَدفع قبل أَن تطلع الشَّمْس، وَأَرْدَفَ الْفضل بن عَبَّاس، وَكَانَ رجلا حسن الشّعْر، أَبيض، وسيماً، فَلَمَّا دفع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مرت بِهِ ظعنٌ يجرين، فَطَفِقَ الْفضل ينظر إلَيْهِنَّ، فَوضع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَده على وَجه الْفضل، فحول الْفضل وَجهه إِلَى الشق الآخر ينظر، فحول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَده من الشق الآخر على وَجه الْفضل، فصرف وَجهه من الشق الآخر ينظر حَتَّى أَتَى بطن محسر فحرك قَلِيلا، ثمَّ سلك الطَّرِيق الْوُسْطَى الَّتِي تخرج على الْجَمْرَة الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَة الَّتِي عِنْد الشَّجَرَة، فَرَمَاهَا بِسبع حَصَيَات، يكبر مَعَ كل حَصَاة مِنْهَا، حَصى الْخذف، رمى من بطن الْوَادي.
ثمَّ انْصَرف إِلَى المنحر، فَنحر ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثمَّ أعْطى عليا فَنحر مَا غبر، وأشركه فِي هَدْيه، ثمَّ أَمر من كل بدنةٍ ببضعةٍ، فَجعلت فِي قدرٍ فطبخت، فأكلا من لَحمهَا، وشربا من مرقها.
ثمَّ ركب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْت، فصلى بِمَكَّة الظّهْر، فَأتى بني
عبد الْمطلب يسقون على زَمْزَم، فَقَالَ:" انزعوا بني عبد الْمطلب، فلولا أَن يغلبكم النَّاس على سِقَايَتكُمْ لنزعت مَعكُمْ " فناولوه دلواً فَشرب مِنْهُ ".
وَفِي حَدِيث حَفْص بن غياث عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بِنَحْوِ هَذَا، وَزَاد:
وَكَانَت الْعَرَب يدْفع بهم أَبُو سيارة، على حمارٍ عري، فَلَمَّا أجَاز رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من الْمزْدَلِفَة بالمشعر الْحَرَام لم تشك قريشٌ أَنه سيقتصر عَلَيْهِ، وَيكون منزله ثمَّ. فَأجَاز وَلم يعرض لَهُ حَتَّى أَتَى عَرَفَات فَنزل.
وَفِي حَدِيث حَفْص أَيْضا عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
نحرت هَا هُنَا، وَمنى كلهَا منحر، فَانْحَرُوا فِي رحالكُمْ. ووقفت هَا هُنَا، وعرفة كلهَا موقف. ووقفت هَا هُنَا، وجمعٌ كلهَا موقف ".
وَأخرج مُسلم طرفا مِنْهُ من حَدِيث سُفْيَان عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مَكَّة أَتَى الْحجر فاستلمه، ثمَّ مَشى على يَمِينه، فَرمَلَ ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا.
وَفِي حَدِيث مَالك وَابْن جريج عَن جَعْفَر عَن أَبِيه عَن جَابر:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رمل الثَّلَاثَة الأطواف من الْحجر إِلَى الْحجر.
وَفِي حَدِيث مَالك وَحده عَن جَعْفَر:
رمل من الْحجر الْأسود حَتَّى انْتهى إِلَيْهِ، ثَلَاثَة أطوافٍ.
1612 -
السَّادِس: عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مر بِالسوقِ دَاخِلا من بعض الْعَالِيَة وَالنَّاس كنفتيه، فَمر بجدي أصك ميت، فتناوله، فَأخذ بأذنه ثمَّ قَالَ:" أَيّكُم يحب أَن هَذَا لَهُ بدرهم؟ " فَقَالُوا: مَا نحب أَنه لنا بِشَيْء. وَمَا نصْنَع بِهِ؟ قَالَ: " تحبون أَنه لكم؟ " قَالُوا " وَالله لَو كَانَ حَيا كَانَ
عَيْبا فِيهِ أَنه أصك فَكيف وَهُوَ ميت. فَقَالَ: " فوَاللَّه للدنيا أَهْون على الله من هَذَا عَلَيْكُم ".
1613 -
السَّابِع: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: كُنَّا نتمتع مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْعُمْرَةِ، فنذبح الْبَقَرَة عَن سَبْعَة، نشترك فِيهَا.
وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
نحرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَام الْحُدَيْبِيَة الْبَدنَة عَن سعبة، وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة.
وَمن حَدِيث أبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بِالْحَجِّ، فَأمرنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن نشترك فِي الْإِبِل وَالْبَقر، كل سَبْعَة منا فِي بَدَنَة.
وَمن حَدِيث عزْرَة بن ثَابت عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
حجَجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فنحرنا الْبَعِير عَن سَبْعَة، وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة.
وأغفل أَبُو مَسْعُود تَرْجَمَة عزْرَة عَن أبي الزبير فَلم يذكرهَا. وَلم نجد لَهُ عَنهُ غير هَذَا.
وَمن حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَنهُ قَالَ:
اشتركنا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْحَج وَالْعمْرَة، كل سَبْعَة فِي بَدَنَة. فَقَالَ رجلٌ لجَابِر: أيشترك فِي الْبَدنَة مَا يشْتَرك فِي الْجَزُور؟ قَالَ: مَا هِيَ إِلَّا بَدَنَة.
وَحضر جَابر الْحُدَيْبِيَة فَقَالَ:
نحرنا يومئذٍ سبعين بَدَنَة، اشتركنا كل سَبْعَة فِي بَدَنَة.
1614 -
الثَّامِن: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا من مسلمٍ
يغْرس غرساً إِلَّا كَانَ مَا أكل مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَمَا سرق مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَلَا يرزؤه أحدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَة ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر قَالَ:
دخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم على أم معبد حَائِطا فَقَالَ: " يَا أم معبد، من غرس هَذَا النّخل، أمسلم أم كَافِر؟ " فَقَالَت: مُسلم. قَالَ: " فَلَا يغْرس الْمُسلم غرساً فيأكل مِنْهُ إنسانٌ وَلَا دابةٌ وَلَا طيرٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ".
وَمن حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم دخل على أم معبد، أَو أم مُبشر الْأَنْصَارِيَّة فِي نخل لَهَا فَقَالَ:
من غرس هَذَا النّخل، أمسلمٌ أم كَافِر؟ " فَقَالَت: بل مُسلم. فَقَالَ: " لَا يغْرس مسلمٌ غرساً، وَلَا يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ إنسانٌ وَلَا دابةٌ وَلَا شيءٌ إِلَّا كَانَت لَهُ صَدَقَة ".
وَمن حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " لَا يغْرس رجلٌ مسلمٌ غراساً وَلَا زرعا، فيأكل مِنْهُ سبع أَو طَائِر أَو شَيْء إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِ أجر ".
وَمن حَدِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر بِنَحْوِ ذَلِك. وَفِي حَدِيثه عَن أم مُبشر. وَمن الروَاة عَنهُ من قَالَ:
عَن امْرَأَة زيد بن حَارِثَة. وَكلهمْ قَالُوا: عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
1615 -
التَّاسِع: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: انكسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم مَاتَ إِبْرَاهِيم، ابْن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّاس: إِنَّمَا انكسفت لمَوْت إِبْرَاهِيم، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فصلى بِالنَّاسِ سِتّ رَكْعَات بِأَرْبَع سَجدَات، ثمَّ بَدَأَ فَكبر، ثمَّ قَرَأَ فَأطَال الْقِرَاءَة، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع فَقَرَأَ قِرَاءَة دون الْقِرَاءَة الأولى، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع، فَقَرَأَ
قِرَاءَة دون الْقِرَاءَة الثَّانِيَة، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ قَامَ أَيْضا فَرَكَعَ ثَلَاث رَكْعَات، لَيْسَ مِنْهَا رَكْعَة إِلَّا الَّتِي قبلهَا أطول من الَّتِي بعْدهَا، وركوعه نحوٌ من سُجُوده. ثمَّ تَأَخّر وتأخرت الصُّفُوف خَلفه، حَتَّى انتهينا إِلَى النِّسَاء، ثمَّ تقدم وَتقدم النَّاس مَعَه، حَتَّى قَامَ فِي مقَامه فَانْصَرف حِين انْصَرف وَقد آضت الشَّمْس فَقَالَ: " يأيها النَّاس، إِنَّمَا الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، وإنهما لَا ينكسفان لمَوْت أحدٍ من النَّاس، فَإِذا رَأَيْتُمْ شَيْئا من ذَلِك فصلوا حَتَّى تنجلي. مَا من شَيْء توعدونه إِلَّا قد رَأَيْته فِي صَلَاتي هَذِه. لقد جِيءَ بالنَّار، وَذَلِكَ حِين رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرت مَخَافَة أَن تصيبني من لفحها، وَحَتَّى رَأَيْت فِيهَا صَاحب المحجن يجر قصبه فِي النَّار، كَانَ يسرق الْحَاج بِمِحْجَنِهِ، فَإِن فطن لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تعلق بمحجني، وَإِن غفل عَنهُ ذهب بِهِ.
وَحَتَّى رَأَيْت فِيهَا صَاحِبَة الْهِرَّة الَّتِي ربطتها فَلم تطعمها وَلم تدعها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض حَتَّى مَاتَت جوعا. ثمَّ جِيءَ بِالْجنَّةِ، وَذَلِكَ حِين رَأَيْتُمُونِي تقدّمت، حَتَّى قُمْت فِي مقَامي، وَلَقَد مددت يَدي وَأَنا أُرِيد أَن أتناول من ثَمَرهَا لتنظروا إِلَيْهِ، ثمَّ بدا لي أَلا أفعل، فَمَا من شَيْء توعدونه إِلَّا قد رَأَيْته فِي صَلَاتي هَذِه ".
وَأخرجه من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي يومٍ شَدِيد الْحر، فصلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ فَأطَال الْقيام حَتَّى جعلُوا يخرون، ثمَّ ركع فَأطَال، ثمَّ رفع فَأطَال، ثمَّ ركع فَأطَال، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ قَامَ فَصنعَ نَحوا من ذَلِك، فَكَانَت أَربع رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات، ثمَّ قَالَ: " إِنَّه عرض عَليّ كل شَيْء ترتجونه، فعرضت عَليّ الْجنَّة حَتَّى لَو تناولت مِنْهَا قطفاً أَخَذته - أَو قَالَ: تناولت مِنْهَا قطفاً - فقصرت يَدي عَنهُ، وَعرضت عَليّ النَّار، فَرَأَيْت فِيهَا امْرَأَة من بني إِسْرَائِيل تعذب فِي هرةٍ لَهَا،
ربطتها فَلم تطعمها وَلم تدعها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض:
وَرَأَيْت فِيهَا أَبَا ثُمَامَة عَمْرو بن مَالك يجر قَصَبَة فِي النَّار. وَإِنَّهُم كَانُوا يَقُولُونَ: إِن الشَّمْس وَالْقَمَر لَا يخسفان إِلَّا لمَوْت عَظِيم. وإنهما آيتان من آيَات الله يريكموهما، فَإِذا خسفا فصلوا حَتَّى تنجلي ".
وَفِي رِوَايَة عبد الْملك بن الصَّباح عَن همام نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ:
" رَأَيْت فِي النَّار امْرَأَة حميرية سَوْدَاء طَوِيلَة. . " وَلم يقل: من بني إِسْرَائِيل.
1616 -
الْعَاشِر: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صَلَاة الْخَوْف، فصفنا صفّين خلف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، والعدو بَيْننَا وَبَين الْقبْلَة، فَكبر النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا، ثمَّ ثمَّ ركع وركعنا جَمِيعًا، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع ورفعنا جَمِيعًا، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الصَّفّ الْمُؤخر فِي نحر الْعَدو، فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم السُّجُود وَقَامَ الصَّفّ الَّذِي يَلِيهِ، انحدر الصَّفّ الْمُؤخر بِالسُّجُود، وَقَامُوا، ثمَّ تقدم الصَّفّ الْمُؤخر، وَتَأَخر الصَّفّ الْمُقدم، ثمَّ ركع النَّبِي صلى الله عليه وسلم وركعنا جَمِيعًا، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع فرفعنا جَمِيعًا، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ كَانَ مُؤَخرا فِي الرَّكْعَة الأولى، فَقَامَ الصَّفّ الْمُؤخر فِي نحور الْعَدو، فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم السُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ، انحدر الصَّفّ الْمُؤخر بِالسُّجُود فسجدوا ثمَّ سلم النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَسلمنَا جَمِيعًا. قَالَ جَابر: كَمَا يفعل حرسكم هَؤُلَاءِ بأمرائهم.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جُهَيْنَة، فقاتلونا قتالاً شَدِيدا، فَلَمَّا صلينَا الظّهْر قَالُوا: لَو ملنا عَلَيْهِم مَيْلَة لَاقْتَطَعْنَاهُمْ، فَأخْبر جِبْرِيل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَذكر ذَلِك لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَقَالُوا: إِنَّه سيأتيهم صلاةٌ هِيَ أحب إِلَيْهِم من الْأَوْلَاد. فَلَمَّا حضرت الْعَصْر صفنا صفّين، وَالْمُشْرِكُونَ بَيْننَا وَبَين الْقبْلَة
…
ثمَّ ذكره إِلَى أَن قَالَ:
كَمَا يُصَلِّي أمراؤكم هَؤُلَاءِ.
1617 -
الْحَادِي عشر: عَن أبي صَالح ذكْوَان، وَأبي سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع عَن جَابر قَالَ: قَالَ النُّعْمَان بن قوقلٍ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت إِن صليت الْمَكْتُوبَة، وَحرمت الْحَرَام، وأحللت الْحَلَال، وَلم أَزْد على ذَلِك شَيْئا، أَأدْخل الْجنَّة؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" نعم ".
وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان وَحده عَن جَابر نَحوه، وَلم يقل: وَلم أَزْد على ذَلِك شَيْئا.
وَفِي حَدِيث معقل بن عبيد الله الْجَزرِي عَن أبي الزبير عَن جَابر:
أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَرَأَيْت إِذا صليت الْمَكْتُوبَة، وَصمت رَمَضَان، وأحللت الْحَلَال، وَحرمت الْحَرَام، وَلم أَزْد على ذَلِك شَيْئا، أَأدْخل الْجنَّة؟ قَالَ:" نعم ".
قَالَ: وَالله لَا أَزِيد على ذَلِك شَيْئا.
1618 -
الثَّانِي عشر: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَمر بلعق الْأَصَابِع والصحفة، وَقَالَ: إِنَّكُم لَا تَدْرُونَ فِي أيه الْبركَة ".
وَفِي حَدِيث ابْن نمير عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزبير: " إِذا وَقعت لقْمَة أحدكُم فليأخذها، فليمط مَا كَانَ بهَا من أَذَى وليأكلها، وَلَا يَدعهَا للشَّيْطَان، وَلَا يمسح يَده بالمنديل حَتَّى يلعق أَصَابِعه، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فِي أَي طَعَامه الْبركَة ".
وَفِي حَدِيث أبي دَاوُد الْجفْرِي، وَعبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ مثله، إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا:
وَلَا يمسح يَده بالمنديل حَتَّى يلعقها أَو يلعقها ".
وَفِي حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِن الشَّيْطَان يحضر أحدكُم عِنْد كل شَيْء من شَأْنه، حَتَّى يحضرهُ عِنْد طَعَامه، فَإِذا
سَقَطت من أحدكُم اللُّقْمَة فليمط مَا كَانَ بهَا من أَذَى فيأكلها، وَلَا يَدعهَا للشَّيْطَان، فَإِذا فرغ فليلعق أَصَابِعه، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فِي أَي طَعَامه الْبركَة ".
وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح وَأبي سُفْيَان ذكر اللعق، نَحوه.
1619 -
الثَّالِث عشر: عَن عبيد الله بن مقسم عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اتَّقوا الظُّلم؛ فَإِن الظُّلم ظلماتٌ يَوْم الْقِيَامَة، وَاتَّقوا الشُّح، فَإِن الشُّح أهلك من كَانَ قبلكُمْ، حملهمْ على أَن سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمهمْ.
1620 -
الرَّابِع عشر: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا من نفسٍ منفوسةٍ تبلغ مائَة سنةٍ " فَقَالَ سَالم: وتذاكرنا ذَلِك عِنْده، إِنَّمَا هِيَ: كل نفسٍ مخلوقةٍ يومئذٍ.
وَمن حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول قبل أَن يَمُوت بِشَهْر: " تَسْأَلُونِي عَن السَّاعَة، وَإِنَّمَا علمهَا عِنْد الله، وَأقسم بِاللَّه مَا من نفسٍ منفوسةٍ يَأْتِي عَلَيْهَا مائَة سنةٍ ".
وَمن حَدِيث أبي نَضرة عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ ذَلِك قبل مَوته بِشَهْر:
" مَا من نفسٍ منفوسةٍ يَأْتِي عَلَيْهَا مائَة سنةٍ وَهِي حَيَّة يومئذٍ ".
وَعَن عبد الرَّحْمَن صَاحب السِّقَايَة عَن جَابر بن عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثل ذَلِك، وَفَسرهُ لنا عبد الرَّحْمَن فَقَالَ: نقص الْعُمر.
وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن صَاحب السِّقَايَة عَن جَابر فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الْقدر.
1621 -
الْخَامِس عشر: عَن يزِيد بن صُهَيْب الْفَقِير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " إِن قوما يخرجُون من النَّار يحترقون فِيهَا، إِلَّا دارات وُجُوههم حَتَّى يدخلُوا الْجنَّة. . " كَذَا فِي حَدِيث قيس بن سليم عَن يزِيد الْفَقِير، مُخْتَصر.
وَحَدِيث أبي عَاصِم مُحَمَّد بن أَيُّوب عَن يزِيد الْفَقِير أتم، قَالَ: كنت قد شغفني رأيٌ من رَأْي الْخَوَارِج؛ فخرجنا فِي عصابةٍ ذَوي عدد نُرِيد أَن نحج ثمَّ نخرج على النَّاس، قَالَ: فمررنا على الْمَدِينَة، فَإِذا جَابر بن عبد الله يحدث الْقَوْم عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، جالسٌ إِلَى سَارِيَة. قَالَ: فَإِذا هُوَ قد ذكر الجهنميين، قَالَ: فَقلت لَهُ: يَا صَاحب رَسُول الله، مَا هَذَا الَّذِي تحدثون؟ وَالله يَقُول:{إِنَّك من تدخل النَّار فقد أخزيته} [سُورَة آل عمرَان] ، و {كلما أَرَادوا أَن يخرجُوا مِنْهَا أعيدوا فِيهَا} [سُورَة السَّجْدَة]، فَمَا هَذَا الَّذِي تَقولُونَ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآن؟ قلت: نعم.
قَالَ: فَهَل سَمِعت بمقام مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثهُ الله فِيهِ؟ قلت: نعم. قَالَ: فَإِنَّهُ مقَام محمدٍ صلى الله عليه وسلم الْمَحْمُود الَّذِي يخرج الله بِهِ من يخرج. قَالَ: ثمَّ نعت وضع الصِّرَاط، وَمر النَّاس عَلَيْهِ. قَالَ: وأخاف أَلا أكون أحفظ ذَاك، قَالَ: غير أَنه زعم أَن قوما يخرجُون من النَّار بعد أَن يَكُونُوا فِيهَا. قَالَ: يَعْنِي فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ عيدَان السماسم. قَالَ: فَيدْخلُونَ نَهرا من أَنهَار الْجنَّة، فيغتسلون فِيهِ، فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيس، فرجعنا، قُلْنَا: وَيحكم، أَتَرَوْنَ هَذَا الشَّيْخ يكذب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ فرجعنا، فَلَا وَالله مَا خرج منا غير رجل وَاحِد، أَو كَمَا قَالَ.
1622 -
السَّادِس عشر: عَن سعيد بن ميناء عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلي ومثلكم كَمثل رجلٍ أوقد نَارا، فَجعلت الجنادب والفراش يقعن فِيهَا، وَهُوَ يذبهن عَنْهَا، وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ عَن النَّار، وَأَنْتُم تفلتون من يَدي ".
1623 -
السَّابِع عشر: عَن سُلَيْمَان بن عَتيق عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَمر بِوَضْع الجوائح.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِن بِعْت من أَخِيك ثمراً فأصابته جَائِحَة، فَلَا يحل لَك أَن تَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا، بِمَ تَأْخُذ مَال أَخِيك بِغَيْر حق؟ ".
1624 -
الثَّامِن عشر: عَن أبي نَضرة الْمُنْذر بن مَالك بن قِطْعَة عَن جَابر قَالَ: خلت الْبِقَاع حول الْمَسْجِد، فَأَرَادَ بَنو سَلمَة أَن يَنْتَقِلُوا قرب الْمَسْجِد، فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُم:" إِنَّه بَلغنِي أَنكُمْ تُرِيدُونَ أَن تنتقلوا قرب الْمَسْجِد " قَالُوا: نعم يَا رَسُول الله، قد أردنَا ذَلِك. فَقَالَ:" بني سَلمَة، دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم، دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم ". زَاد فِي رِوَايَة الْجريرِي عَن أبي نَضرة: فَقَالَ وَا: مَا كَانَ يسرنَا أَنا كُنَّا تَحَوَّلْنَا.
وَقد أخرج أَيْضا نَحوه بِمَعْنَاهُ من حَدِيث زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن أبي الزبير قَالَ:
سَمِعت جَابر بن عبد الله قَالَ: كَانَت دِيَارنَا نائيةً من الْمَسْجِد، فأردنا أَن نبيع بُيُوتنَا فنقترب من الْمَسْجِد فنهانا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:
" إِن لكم بِكُل خطوةٍ دَرَجَة ".
1625 -
التَّاسِع عشر: عَن أبي نَضرة قَالَ: كُنَّا عِنْد جَابر بن عبد الله فَقَالَ: يُوشك أهل الْعرَاق أَن لَا يجبى إِلَيْهِم قفيزٌ وَلَا درهمٌ ". قُلْنَا: من أَيْن ذَاك؟ قَالَ: من قبل الْعَجم يمْنَعُونَ ذَاك.
ثمَّ قَالَ:
يُوشك أهل الشَّام أَن لَا يجبى إِلَيْهِم دينارٌ وَلَا مديٌ. قُلْنَا: من أَيْن ذَاك؟ قَالَ من قبل الرّوم.
ثمَّ أسكت هنيَّة، ثمَّ قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون فِي آخر أمتِي خليفةٌ يحثي المَال حثياً، لَا يعده عددا ". قَالَ: قلت لأبي نَضرة وَأبي الْعَلَاء: أتريان أَنه عمر بن عبد الْعَزِيز.؟ فَقَالَا: لَا.
1626 -
الْعشْرُونَ: عَن أبي نَضرة عَن جَابر قَالَ: لَقِي نَبِي الله صلى الله عليه وسلم ابْن صيادٍ وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر، وَابْن صيادٍ مَعَ الغلمان. نَحْو حَدِيث قبله، فِيهِ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ " فَقَالَ هُوَ: أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " آمَنت بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله. مَا ترى؟ " قَالَ: أرى عرشاً على المَاء. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " ترى عرش إِبْلِيس على الْبَحْر " قَالَ: " وَمَا ترى؟ " قَالَ: أرى صَادِقين وكاذباً، وكاذبين وصادقاً. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" لبس عَلَيْهِ، دَعوه ".
1627 -
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن عبد ربه بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لكل داءٍ دواءٌ، فَإِذا أُصِيب دَوَاء الدَّاء برأَ بِإِذن الله عز وجل ".
وَلَيْسَ لعبد ربه بن سعيد عَن أبي الزبير عَن جَابر فِي الصَّحِيح غير هَذَا.
1628 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن عمَارَة بن غزيَّة الْمَازِني عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رجلا قدم من جيشان - وجيشان من الْيمن - فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن شرابٍ يشربونه بأرضهم من الذّرة يُقَال لَهُ المزر، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" أَو مسكرٌ هُوَ؟ " قَالَ: نعم. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مسكرٍ حرَام، إِن على الله عهدا لمن يشرب الْمُسكر أَن يسْقِيه من طِينَة الخبال ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَمَا طِينَة الخبال؟ قَالَ:" عرق أهل النَّار. أَو عصارة أهل النَّار ".
1629 -
الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن مَالك بن أنس عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى أَن يَأْكُل الرجل بِشمَالِهِ، أَو يمشي فِي نعل واحدةٍ، وَأَن يشْتَمل الصماء، وَأَن يحتبي فِي ثوب واحدٍ كاشفاً فرجه.
وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا انْقَطع شسع أحدكُم، أَو انْقَطع شسع نَعله فَلَا يمش فِي نعلٍ واحدةٍ حَتَّى يصلح شسعه، وَلَا يمش فِي خفٍّ وَاحِد، وَلَا يَأْكُل بِشمَالِهِ، وَلَا يحتب بِالثَّوْبِ الْوَاحِد، وَلَا يلتحف الصماء ".
وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن اشْتِمَال الصماء، والاحتباء فِي ثوب وَاحِد، وَأَن يرفع الرجل إِحْدَى رجلَيْهِ وَهُوَ مستلقٍ على ظَهره.
وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا تمش فِي نعلٍ وَاحِدَة، وَلَا تحتب فِي إزارٍ واحدٍ، وَلَا تَأْكُل بشمالك، وَلَا تشْتَمل الصماء، وَلَا تضع إِحْدَى رجليك على الْأُخْرَى إِذا استلقيت ".
وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبيد الله بن الْأَخْنَس طرفا مِنْهُ عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
لَا يستلق أحدكُم ثمَّ يضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى.
وَلَيْسَ لِعبيد الله بن الْأَخْنَس عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر غير هَذَا الْقدر.
1630 -
الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي الزبير: عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فِيمَا سقت الْأَنْهَار والغيم العشور، وَفِيمَا سقِِي بالسانية نصف العشور ".
1631 -
الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن عِيَاض بن عبد الله البهراني عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دون خمس أواقٍ من الْوَرق صدقةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دون خمس ذودٍ من الْإِبِل صدقةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوسقٍ من التَّمْر صَدَقَة ".
1632 -
السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت ".
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَنهُ عليه السلام بِنَحْوِهِ.
1633 -
السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده ".
1634 -
الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " بَين الرجل وَبَين الشّرك ترك الصَّلَاة ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.
1635 -
التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: طَاف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ فِي حجَّة الْوَدَاع على رَاحِلَته، يسْتَلم الْحجر بِمِحْجَنِهِ، لِأَن يرَاهُ النَّاس، وليشرف، وليسألوه، فَإِن النَّاس غشوه.
وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن بكر عَن ابْن جريج نَحوه، وَقَالَ: بِالْبَيْتِ والصفا والمروة.
1636 -
الثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج وَمَعْقِل بن عبيد الله الْجَزرِي عَن ابي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أسلم سَالَمَهَا الله، وغفار غفر الله لَهَا ".
1637 -
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِنَّمَا أَنا بشرٌ، وَإِنِّي اشْترطت على رَبِّي أَي عبدٍ من الْمُسلمين سببته أَو شتمته أَن يكون ذَلِك لَهُ زَكَاة وَأَجرا ".
1638 -
وَالثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: أُتِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بضبٍّ، فَأبى أَن يَأْكُل مِنْهُ وَقَالَ:" لَا أَدْرِي، لَعَلَّه من الْقُرُون الَّتِي مسخت ".
1639 -
الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: رمى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْجَمْرَة يَوْم النَّحْر ضحى، وَأما بعد فَإِذا زَالَت الشَّمْس.
1640 -
الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم، يَرْمِي على رَاحِلَته يَوْم النَّحْر، وَيَقُول:" لِتَأْخُذُوا عني مَنَاسِككُم، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لعَلي لَا أحج بعد حجتي هَذِه ".
1641 -
الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم رمى الْجَمْرَة بِمثل حَصى الْخذف.
1642 -
السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج عَن ابْن الزبير أَنه سمع جَابِرا يَقُول عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لكل نبيٍّ دعوةٌ قد دَعَا بهَا فِي أمته، وخبأت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ".
1643 -
السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أَرَادَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن ينْهَى أَن يُسمى بيعلى، وببركة، وبأفلح، وبيسارٍ، وبنافع، وَبِنَحْوِ ذَلِك، ثمَّ رَأَيْته سكت بعد عَنْهَا. وَلم يقل شَيْئا، ثمَّ قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلم ينْه عَنْهَا.
1644 -
الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الْكلاب، حَتَّى إِن الْمَرْأَة تقدم من الْبَادِيَة بكلبها فتقتله. ثمَّ نهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن قَتلهَا وَقَالَ:" عَلَيْكُم بالأسود البهيم ذِي الطفيتين؛ فَإِنَّهُ شَيْطَان ".
1645 -
التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " طَعَام الْوَاحِد يَكْفِي الْإِثْنَيْنِ، وَطَعَام الْإِثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَة، وَطَعَام الْأَرْبَعَة يَكْفِي الثَّمَانِية ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزبير عَن جَابر بِمثلِهِ. وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر كَذَلِك.
1646 -
الْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: أرخص النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي رقية الْحَيَّة لبني عَمْرو بن حزم. قَالَ أَبُو الزبير: فَسمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول: لدغت رجلا منا عقربٌ وَنحن جُلُوس مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أرقي؟ قَالَ:" من اسْتَطَاعَ أَن ينفع أَخَاهُ فَلْيفْعَل ".
وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم عَن ابْن جريج:
رخص النَّبِي صلى الله عليه وسلم لآل حزمٍ فِي رقية الْحَيَّة، وَقَالَ لأسماء بنت عُمَيْس:" مَا لي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الْحَاجة ". قَالَت: لَا، وَلَكِن الْعين تسرع إِلَيْهِم. قَالَ:" ارقيهم " قَالَت: فعرضت عَلَيْهِم، فَقَالَ:" ارقيهم ".
وَأخرج أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ:
كَانَ لي خالٌ يرقي من الْعَقْرَب، فَنهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الرقى، قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّك نهيت عَن الرقى، وَأَنا أرقي من الْعَقْرَب، فَقَالَ:" من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن ينفع أَخَاهُ فَلْيفْعَل ".
وَعَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ:
نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الرقى، فجَاء آل عَمْرو ابْن حزم إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إِنَّه كَانَت عندنَا رقيةٌ نرقي بهَا من الْعَقْرَب، وَإنَّك نهيت عَن الرقى، قَالَ: فعرضوها عَلَيْهِ فَقَالَ: " مَا أرى بَأْسا، من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن ينفع أَخَاهُ فلينفعه ".
1647 -
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم خطب يَوْمًا، فَذكر رجلا من أَصْحَابه قبض فَكفن فِي كفنٍ غير طائل وقبر لَيْلًا، فزجر النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن يقبر الرجل بِاللَّيْلِ حَتَّى يصلى عَلَيْهِ، إِلَّا أَن يضْطَر إِنْسَان إِلَى ذَلِك. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" إِذا كفن أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه ".
1648 -
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا دخل الرجل بَيته، فَذكر الله عِنْد دُخُوله، وَعند طَعَامه، قَالَ الشَّيْطَان: لَا مبيت لكم وَلَا عشَاء. وَإِذا دخل فَلم يذكر الله عِنْد دُخُوله، قَالَ الشَّيْطَان: أدركتم الْمبيت. وَإِذا لم يذكر الله عِنْد طَعَامه قَالَ: أدركتم الْمبيت وَالْعشَاء ".
وَفِي حَدِيث روح بن عبَادَة عَن ابْن جريج بِمثل بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنه قَالَ:
لم يذكر اسْم الله " فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
1649 -
الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي الزبير، أَنه سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: لبس النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْمًا قبَاء من ديباج أهدي لَهُ، ثمَّ أوشك أَن يَنْزعهُ، فَأرْسل بِهِ إِلَى عمر بن الْخطاب، فَقيل: قد أوشك مَا نَزَعته يَا رَسُول الله. قَالَ: " نهاني عَنهُ جِبْرِيل " فَجَاءَهُ عمر يبكي فَقَالَ: يَا رَسُول الله كرهت أمرا وأعطيتنيه، فَمَا لي؟ فَقَالَ:" إِنِّي لم أعطكه لتلبسه، وَإِنَّمَا أعطيتكه تبيعه " فَبَاعَهُ بألفي دِرْهَم.
1650 -
الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن بيع الصُّبْرَة من التَّمْر لَا يعلم مكيلتها، بِالْكَيْلِ الْمُسَمّى من التَّمْر.
وَفِي حَدِيث روح عَن ابْن جريج مثله، إِلَّا أَنه لم يذكر التَّمْر فِي آخر الحَدِيث.
1651 -
الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِذا ابتعت طَعَاما فَلَا تبعه حَتَّى تستوفيه ".
1652 -
السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: قضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالشُّفْعَة فِي كل شركَة لم تقسم: ربعةٍ أَو حائطٍ، لَا يحل لَهُ أَن يَبِيع حَتَّى يُؤذن شَرِيكه، فَإِن شَاءَ أَخذ، وَإِن شَاءَ ترك، فَإِذا بَاعَ وَلم يُؤذنهُ فَهُوَ أَحَق بِهِ.
وَفِي حَدِيث ابْن وهب عَن ابْن جريج:
" الشُّفْعَة فِي كل شركٍ من أَرض أَو ربع أَو حَائِط، لَا يصلح أَن يَبِيع حَتَّى يعرض على شَرِيكه، فَيَأْخُذ أَو يدع، فَإِن أَبى فشريكه أَحَق بِهِ حَتَّى يُؤذنهُ ".
وَمن حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ هَذَا الْمَعْنى.
1653 -
السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أُتِي بِأبي قُحَافَة يَوْم فتح مَكَّة وَرَأسه ولحيته كالثغامة بَيَاضًا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروا هَذَا بشيءٍ، وَاجْتَنبُوا السوَاد ".
وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر نَحوه، وَقَالَ:" غيروا هَذَا بشيءٍ " وَلم يقل: " وَاجْتَنبُوا السوَاد ".
1654 -
الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " غلظ الْقُلُوب والجفاء فِي الْمشرق، وَالْإِيمَان فِي أهل الْحجاز ".
1655 -
التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: نحر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن عَائِشَة بقرة يَوْم النَّحْر.
وَفِي رِوَايَة يحيى بن سعيد عَن ابْن جريج:
نحر النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن نِسَائِهِ بقرة فِي حجَّته.
1656 -
الْخَمْسُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يقتل شيءٌ من الدَّوَابّ صبرا.
1657 -
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: رجم النَّبِي صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم، ورجلاً من الْيَهُود، وَامْرَأَة.
1658 -
الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير أَنه سمع جَابِرا يسْأَل عَن الْوُرُود، فَقَالَ: نجيء نَحن يَوْم الْقِيَامَة عَن كَذَا وَكَذَا، انْظُر أَي ذَلِك فَوق النَّاس. قَالَ: فَتُدْعَى الْأُمَم بأوثانها وَمَا كَانَت تعبد، الأول فَالْأول، ثمَّ يأتينا رَبنَا بعد ذَلِك، فَيَقُول: من تنْظرُون؟ فَيَقُولُونَ: نَنْظُر رَبنَا، فَيَقُول: أَنا ربكُم.
فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُر إِلَيْك، فيتجلى لَهُم يضْحك. قَالَ: فَينْطَلق بهم ويتبعونه، وَيُعْطى كل إنسانٍ مِنْهُم منافقٌ أَو مؤمنٌ نورا، ثمَّ يتبعونه، وعَلى جسر جَهَنَّم كلاليب وحسكٌ تَأْخُذ من شَاءَ الله، ثمَّ يطفأ نور الْمُنَافِقين، ثمَّ ينجو الْمُؤْمِنُونَ، فتنجو أول زمرة، وُجُوههم كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر، سَبْعُونَ ألفا لَا يحاسبون، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ كأضوأ نجمٍ فِي السَّمَاء، ثمَّ كَذَلِك، ثمَّ تحل الشَّفَاعَة، ويشفعون حَتَّى يخرج من النَّار من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، وَكَانَ فِي قلبه من الْخَيْر مَا يزن شعيرَة،
فيجعلون بِفنَاء الْجنَّة، وَيجْعَل أهل الْجنَّة يرشون عَلَيْهِم المَاء، حَتَّى ينبتوا نَبَات الشَّيْء فِي السَّيْل، وَيذْهب حراقه، ثمَّ يسْأَل حَتَّى تجْعَل لَهُ الدُّنْيَا وَعشرَة أَمْثَالهَا. قَالَ أَبُو مَسْعُود: مَوْقُوف.
1659 -
الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: طلقت خَالَتِي، فَأَرَادَتْ أَن تَجِد نخلها، فزجرها رجلٌ أَن تخرج، فَأَتَت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" بلَى، فجدي نخلك، فَإنَّك عَسى أَن تصدقي أَو تفعلي مَعْرُوفا ".
1660 -
الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن بيع ضراب الْجمل، وَعَن بيع المَاء وَالْأَرْض لتحرث. فَعَن ذَلِك نهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
وَفِي رِوَايَة وَكِيع وَيحيى بن سعيد عَن ابْن جريج:
نهى عَن بيع فضل المَاء. لم يزدْ.
1661 -
الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الضَّرْب فِي الْوَجْه، وَعَن الوسم فِي الْوَجْه.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث معقل بن عبيد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مر عَلَيْهِ حمارٌ قد وسم وَجهه، فَقَالَ:" لعن الله الَّذِي وسمه ".
1662 -
السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يجصص الْقَبْر، وَأَن يقْعد عَلَيْهِ، وَأَن يبْنى عَلَيْهِ.
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
نهى عَن تقصيص الْقُبُور.
1663 -
السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الشّغَار.
1664 -
الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " مَا من صَاحب إبلٍ لَا يفعل فِيهَا حَقّهَا إِلَّا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة أَكثر مَا كَانَت، وَقعد لَهَا بقاعٍ قرقرٍ تستن عَلَيْهِ بقوائمها وأخفافها.
وَلَا صَاحب بقرٍ لَا يفعل فِيهَا حَقّهَا إِلَّا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة أَكثر مَا كَانَت، وَقعد لَهَا بقاع قرقرٍ تنطحه بقرونها، وتطؤه بقوائمها. وَلَا صَاحب غنمٍ لَا يفعل فِيهَا حَقّهَا إِلَّا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة أَكثر مَا كَانَت، وَقعد لَهَا بقاعٍ قرقرٍ تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، لَيْسَ فِيهَا جماءٌ وَلَا منكسرٌ قرنها. وَلَا صَاحب كنزٍ لَا يفعل فِيهِ حَقه إِلَّا جَاءَ كنزه يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أَقرع يتبعهُ فاتحاً فَاه، فَإِذا أَتَاهُ فر مِنْهُ، فيناديه: خُذ كَنْزك الَّذِي خبأته، فَأَنا عَنهُ غَنِي، فَإِذا رأى أَن لابد لَهُ مِنْهُ سلك يَده فِي فِيهِ، فيقضمها قضم الْفَحْل ".
قَالَ أَبُو الزبير:
سَمِعت عبيد بن عُمَيْر يَقُول هَذَا القَوْل، ثمَّ سَأَلنَا جَابر بن عبد الله عَن ذَلِك، فَقَالَ مثل قَول عبيد. وَقَالَ أَبُو الزبير: سَمِعت عبيد بن عُمَيْر يَقُول: قَالَ رجل: يَا رَسُول الله، مَا حق الْإِبِل؟ قَالَ:" حلبها على المَاء، وإعارة دلوها، وإعارة فَحلهَا، ومنيحتها، وحملٌ عَلَيْهَا فِي سَبِيل الله ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان الْعَرْزَمِي عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" مَا من صَاحب إبلٍ وَلَا بقرٍ وَلَا غنمٍ لَا يُؤَدِّي حَقّهَا إِلَّا أقعد لَهَا يَوْم الْقِيَامَة بقاعٍ قرقرٍ، تطؤه ذَات الظلْف بظلفها، وتنطحه ذَات الْقرن بقرنها، لَيْسَ فِيهَا يومئذٍ جماء وَلَا مَكْسُورَة الْقرن " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، وَمَا حَقّهَا؟ قَالَ:" إطراق فَحلهَا، وإعارة دلوها، ومنيحتها، وحلبها على المَاء، وحملٌ عَلَيْهَا فِي سَبِيل الله. وَلَا من صَاحب مَال لَا يُؤَدِّي زَكَاته إِلَّا تحول يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أَقرع يتبع صَاحبه حَيْثُمَا ذهب وَهُوَ يفر مِنْهُ، وَيُقَال: هَذَا مَالك الَّذِي كنت تبخل بِهِ. فَإِذا رأى أَنه لَا بُد لَهُ مِنْهُ أَدخل يَده فِي فِيهِ، فَجعل يقضمها كَمَا يقضم الْفَحْل ".
وَلَيْسَ لعبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر من الصَّحِيح غير هَذَا.
1665 -
التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا تزَال طائفةٌ من أمتِي يُقَاتلُون على الْحق ظَاهِرين إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". قَالَ: " فَينزل عِيسَى ابْن مَرْيَم صلى الله عليه وسلم فَيَقُول أَمِيرهمْ: تعال صل بِنَا، فَيَقُول: لَا، إِن بَعْضكُم على بعضٍ أُمَرَاء، تكرمة الله هَذِه الْأمة ".
1666 -
السِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: كتب النَّبِي صلى الله عليه وسلم على كل بطنٍ عقوله، ثمَّ كتب بِأَنَّهُ لَا يحل أَن يتوالى مولى رجلٍ مسلمٍ بِغَيْر إِذْنه. ثمَّ أخْبرت أَنه لعن فِي صحيفةٍ من فعل ذَلِك.
1667 -
الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن كَانَ فِي شيءٍ فَفِي الرّبع وَالْخَادِم وَالْفرس " يَعْنِي الشؤم.
1668 -
الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا استجمر أحدكُم فليوتر ".
1669 -
الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَنه سُئِلَ عَن الْمهل، فَقَالَ: سَمِعت - أَحْسبهُ رفع إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " مهل أهل الْمَدِينَة من ذِي الحليفة، وَالطَّرِيق الآخر الْجحْفَة، ومهل أهل الْعرَاق ذَات عرق. ومهل أهل نجدٍ من قرنٍ، ومهل أهل الْيمن من يَلَمْلَم ".
1670 -
الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: اعتزل النَّبِي صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ شهرا، فَخرج إِلَيْنَا صباح تسعٍ وَعشْرين فَقَالَ بعض الْقَوْم: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا أَصْبَحْنَا لتسْع وَعشْرين. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" إِن الشَّهْر يكون تسعا وَعشْرين " ثمَّ طبق النَّبِي صلى الله عليه وسلم بيدَيْهِ ثَلَاثًا، مرَّتَيْنِ بأصابع يَدَيْهِ كلهَا، وَالثَّالِثَة بتسع مِنْهَا.
وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير نَحوه.
1671 -
الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَنه سُئِلَ عَن ركُوب الْهَدْي، فَقَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " اركبها بِالْمَعْرُوفِ إِذا ألجئت إِلَيْهَا حَتَّى تَجِد ظهرا ".
وَفِي حَدِيث معقل عَن أبي الزبير مثله، وَلم يقل:" إِذا ألجئت إِلَيْهَا ".
1672 -
السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: كُنَّا
نستمتع بالقبضة من التَّمْر والدقيق الْأَيَّام، على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأبي بكر، حَتَّى نهى عَنهُ عمر فِي شَأْن عَمْرو بن حُرَيْث.
1673 -
السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا دعِي أحدكُم إِلَى طَعَام فليجب، فَإِن شائ طعم وَإِن شَاءَ ترك ".
وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزبير عَنهُ مثله.
1674 -
الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: صلى بِنَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم النَّحْر بِالْمَدِينَةِ، فَتقدم رجالٌ، فنحروا، وظنوا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قد نحر، فَأمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم من كَانَ نحر قبله أَن يُعِيد بنحرٍ آخر، وَلَا ينحروا حَتَّى ينْحَر النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
1675 -
التَّاسِع وَالسِّتُّونَ عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: زجر النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن تصل الْمَرْأَة برأسها شَيْئا.
1676 -
السبعون: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سلم ناسٌ من الْيَهُود على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السام عَلَيْك يَا أَبَا الْقَاسِم. فَقَالَ: " وَعَلَيْكُم ".
فَقَالَت عَائِشَة وغضبت: ألم تسمع مَا قَالُوا؟ قَالَ: " بلَى قد سَمِعت، فَرددت عَلَيْهِم، وَإِنَّا نجاب عَلَيْهِم وَلَا يجابون علينا ".
1677 -
الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا عدوى، وَلَا صفر، وَلَا غول ".
قَالَ:
وَسمعت أَبَا الزبير يذكر أَن جَابِرا فسر لَهُم قَوْله: " وَلَا صفر " فَقَالَ أَبُو الزبير: الصفر: الْبَطن. وَقيل لجَابِر: كَيفَ؟ فَقَالَ: كَانَ يُقَال دَوَاب الْبَطن. وَلم يُفَسر الغول. قَالَ أَبُو الزبير: هَذِه الغول الَّتِي تغول.
وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير:
" لَا عدوى، وَلَا طيرة، وَلَا غول ".
1678 -
الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يَأْكُل أهل الْجنَّة فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَكِن طعامهم ذَاك جشاءٌ كَرَشْحِ الْمسك، يُلْهمُون التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير كَمَا تلهمون النَّفس ".
وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد الْأمَوِي عَن ابْن جريج مثله، إِلَّا أَنه قَالَ:
" ويلهمون التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير كَمَا تلهمون النَّفس ".
وَفِي رِوَايَة أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ، وَزَاد:" وَلَا يَتْفلُونَ ".
قَالُوا: فَمَا بَال الطَّعَام؟ قَالَ: " جشاء ورشحٌ كَرَشْحِ الْمسك، يُلْهمُون التَّسْبِيح والتحميد كَمَا تلهمون النَّفس ".
1679 -
الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " النَّاس تبعٌ لقريشٍ فِي الْخَيْر وَالشَّر ".
1680 -
الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر أَنه سُئِلَ: هَل بَايع النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِذِي الحليفة؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِن صلى بهَا، وَلم يُبَايع عِنْد شجرةٍ إِلَّا الشَّجَرَة الَّتِي بِالْحُدَيْبِية. قَالَ ابْن جريج: وَأَخْبرنِي أَبُو الزبير أَنه سمع جَابِرا يَقُول: دَعَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم على بِئْر الْحُدَيْبِيَة.
1681 -
الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير أَنه سمع جَابِرا يسْأَل: كم كَانُوا يَوْم الْحُدَيْبِيَة؟ قَالَ: كُنَّا أَربع عشرَة مائَة، فَبَايَعْنَاهُ وَعمر آخذٌ بِيَدِهِ تَحت الشَّجَرَة، وَهِي سمرةٌ، فَبَايَعْنَاهُ غير جد بن قيس الْأنْصَارِيّ اختفى تَحت بطن بعيره.
وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر نَحوه، وَزَاد: وَقَالَ: بَايَعْنَاهُ على أَلا نفر، وَلم نُبَايِعهُ على الْمَوْت. وَهَذِه الزِّيَادَة وَحدهَا أَيْضا لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزبير.
وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن هَذِه الزِّيَادَة أَيْضا لِابْنِ جريج عَن أبي الزبير من حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم عَن حجاج عَنهُ، وَلم أجد ذَلِك فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم.
1682 -
السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا يبع حاضرٌ لبادٍ، دعوا النَّاس يرْزق الله بَعضهم من بعض ".
1683 -
السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن اللَّيْث بن سعد عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى أَن يبال فِي المَاء الراكد.
1684 -
الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " عرض عَليّ الْأَنْبِيَاء، فَإِذا مُوسَى [عليه السلام] ضربٌ من الرجل كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة، وَرَأَيْت عِيسَى ابْن مَرْيَم عليه السلام فَإِذا أقرب من رَأَيْت بِهِ شبها صَاحبكُم - يَعْنِي نَفسه - وَرَأَيْت جِبْرِيل عليه السلام، فَإِذا أقرب من رَأَيْت بِهِ شبها دحْيَة بن خَليفَة ".
1685 -
التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: اشْتَكَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وَرَاءه وَهُوَ قاعدٌ، وَأَبُو بكر يسمع النَّاس تكبيره. قَالَ: فَالْتَفت إِلَيْنَا فرآنا قيَاما، فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَعَدْنَا، فصلينا بِصَلَاتِهِ قعُودا. فَلَمَّا سلم قَالَ:" إِن كدتم آنِفا تَفْعَلُونَ فعل فَارس وَالروم، يقومُونَ على مُلُوكهمْ وهم قعودٌ، فَلَا تَفعلُوا، ائتموا بأئمتكم، إِن صلاهَا قَائِما فصلوا قيَاما، وَإِن صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن حميد الرُّؤَاسِي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر خَلفه، فَإِذا كبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كبر أَبُو بكر يسمعنا. قَالَ: ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث اللَّيْث.
وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن الرُّؤَاسِي عَن أبي الزبير عَن جَابر فِي الصَّحِيح غير هَذَا.
1686 -
الثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: جَاءَ عبدٌ فَبَايع النَّبِي صلى الله عليه وسلم على الْهِجْرَة، وَلم يشْعر أَنه عبدٌ، فجَاء سَيّده يُريدهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" بعنيه " فَاشْتَرَاهُ بعبدين أسودين، ثمَّ لم يُبَايع أحدا بعد حَتَّى يسْأَله: أعبدٌ هُوَ؟ .
1687 -
الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَأْكُلُوا بالشمال، فَإِن الشَّيْطَان يَأْكُل بالشمال ".
1688 -
الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن أم سَلمَة اسْتَأْذَنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْحجامَة، فَأمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَبَا طيبَة أَن يحجمها.
حسبت أَنه قَالَ: كَانَ أخاها من الرضَاعَة، أَو غُلَام لم يَحْتَلِم.
1689 -
الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي اللَّيْث. عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ: " إِذا رأى أحدكُم الرُّؤْيَة يكرهها فليبصق عَن يسَاره ثَلَاثًا، وليستعذ بِاللَّه من الشَّيْطَان ثَلَاثًا، وليتحول عَن جنبه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ".
1690 -
الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من رَآنِي فِي النّوم فقد رَآنِي، إِنَّه لَا يَنْبَغِي للشَّيْطَان أَن يتَمَثَّل فِي صُورَتي " وَقَالَ: " إِذا حلم أحدكُم فَلَا يخبر أحدا بتلعب الشَّيْطَان بِهِ فِي الْمَنَام ".
وَفِي حَدِيث زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من رَآنِي فِي النّوم فقد رَآنِي، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي للشَّيْطَان أَن يتشبه بِي " لم يزدْ.
وَعِنْده فِي معنى الْفَصْل من حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ لأعرابي جَاءَهُ، فَقَالَ:
إِنِّي حلمت أَن رَأْسِي قطع، فَأَنا أتبعه. فزجره النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:" لَا تخبر بتلعب الشَّيْطَان بك فِي الْمَنَام ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر:
أَن أَعْرَابِيًا قَالَ: يَا رَسُول الله، رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن رَأْسِي ضرب فتدحرج، فاشتددت فِي أَثَره. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" لَا تحدث النَّاس بتلعب الشَّيْطَان بك فِي مَنَامك ".
وَقَالَ:
سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم بعد يخْطب فَقَالَ: " لَا يحدثن أحدكُم بتلعب الشَّيْطَان بِهِ فِي مَنَامه "، وَفِي رِوَايَة وَكِيع عَن الْأَعْمَش نَحوه، وَزَاد فَضَحِك النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
1691 -
الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن عبدا لحاطب جَاءَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حَاطِبًا، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ليدخلن حاطبٌ النَّار. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" كذبت، لَا يدخلهَا، فَإِنَّهُ شهد بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَة ".
زَاد فِيهِ أَبُو مَسْعُود:
وَأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يدْخل النَّار أحدٌ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة " وَلم أَجِدهُ فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم.
1692 -
السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، فَإِذا قَالُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وحسابهم على الله " ثمَّ قَرَأَ: {إِنَّمَا أَنْت مُذَكّر لست عَلَيْهِم بمسيطرٍ} [سُورَة الغاشية] .
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر، وَعَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَحوه بِمَعْنَاهُ، وَلم يذكر قِرَاءَة الْآيَة.
1693 -
السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن عمار الذهْنِي وَابْنه مُعَاوِيَة بن عمار عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دخل يَوْم فتح مَكَّة وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء. زَاد فِي رِوَايَة مُعَاوِيَة بن عمار: بِغَيْر إِحْرَام.
وَلَيْسَ لعمَّار وَابْنه مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْمُشْتَرك.
1694 -
الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي سفر، فمطرنا، فَقَالَ:" فَليصل من شَاءَ مِنْكُم فِي رَحْله ".
1695 -
التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي خَيْثَمَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: جَاءَ سراقَة بن مَالك بن جعْشم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، بَين لنا ديننَا كأنا خلقنَا الْآن، فيمَ الْعَمَل الْيَوْم: فِيمَا جَفتْ بِهِ الأقلام، وَجَرت بِهِ الْمَقَادِير، أم فِيمَا نستقبل؟ قَالَ:
" بل فِيمَا جَفتْ بِهِ الأقلام، وَجَرت بِهِ الْمَقَادِير " قَالَ: فيمَ الْعَمَل؟ قَالَ زُهَيْر: ثمَّ تكلم أَبُو الزبير بِشَيْء لم أفهمهُ، فَسَأَلت مَا قَالَ؟ فَقَالَ:" فكلٌّ ميسرٌ ".
وَأخرجه من حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي الزبير عَن جَابر فِي عقب حَدِيث أبي خَيْثَمَة وَقَالَ:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الْمَعْنى. وَفِيه: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " كل عاملٍ ميسرٌ لعمله " كَذَا قَالَ مُسلم، أدرجه على مَا قبله، وَلم يذكر لَفظه.
وَحكى أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي انه قَالَ:
يَا رَسُول الله، أنعمل فِي أمرٍ قد فرغ مِنْهُ أم نستأنف؟ فَقَالَ:" لأمر قد فرغ مِنْهُ " فَقَالَ سراقَة: فَفِيمَ الْعَمَل؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " كل عَامل ميسرٌ لعمله ". وَهَكَذَا أخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور من حَدِيث أبي وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث كَمَا حكى أَبُو مَسْعُود من لفظ الحَدِيث. زَاد أَبُو مَسْعُود فِي أول حَدِيث أبي خَيْثَمَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: جَاءَ سراقَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله، بَين لنا ديننَا كأننا خلقنَا الْآن، أَرَأَيْت عُمْرَتنَا هَذِه: ألعامنا هَذَا أَو لِلْأَبَد؟ قَالَ: " بل لِلْأَبَد ". قَالَ: يَا رَسُول الله، فَبين لنا ديننَا كأننا خلقنَا الْآن، فيمَ الْعَمَل الْيَوْم؟ قَالَ: وَذكر الحَدِيث. ثمَّ قَالَ أَبُو مَسْعُود: رَوَاهُ مُسلم فِي " الْقدر " عَن أَحْمد وَيحيى - يعْنى أَحْمد بن يُونُس وَيحيى بن يحيى النَّيْسَابُورِي. والْحَدِيث فِي كتاب مُسلم فِي أَحَادِيث " الْقدر " عَن أَحْمد وَيحيى كَمَا قَالَ، وَلَيْسَ فِيهِ هَذِه الزِّيَادَة، فِي الْعمرَة، والْحَدِيث أطول من هَذَا، وَإِنَّمَا أخرج مُسلم مَا أَرَادَ فِي أَبْوَاب " الْقدر ".
وَأخرج مِنْهُ أَيْضا طرفا فِي آخر " الْحَج " وَقد أوردهُ بِطُولِهِ أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث أبي خَيْثَمَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بِالْحَجِّ، ومعنا النِّسَاء والولدان، فَلَمَّا قدمنَا مَكَّة طفنا بِالْبَيْتِ وَبَين الصَّفَا والمروة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" من لم يكن مَعَه هديٌ فليحلل " فَقُلْنَا: أَي الْحل؟ فَقَالَ: " الْحل كُله ". فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ، وكفانا
الطّواف بَين الصَّفَا والمروة، فَقَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" اشْتَركُوا فِي الْإِبِل وَالْبَقر، كل سَبْعَة فِي بَدَنَة " قَالَ: فجَاء سراقَة بن مَالك بن جعْشم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت عُمْرَتنَا هَذِه، ألعامنا أم لِلْأَبَد؟ فَقَالَ:" بل لِلْأَبَد " فَقَالَ: يارسول الله، بَين لنا ديننَا كَأَنَّمَا خلقنَا الْآن، أَرَأَيْت الْعَمَل الَّذِي نعمل الْآن، أفيما جَفتْ بِهِ الأقلام وَجَرت بِهِ الْمَقَادِير. . ثمَّ ذكر الحَدِيث إِلَى آخِره بِنَحْوِ مَا قدمنَا. وَقد فرقه بعض الروَاة ثَلَاثَة أَحَادِيث، وأفرد لكل واحدٍ مِنْهَا إِسْنَادًا.
1696 -
التِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر. قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تذبحوا إِلَّا مُسِنَّة، إِلَّا أَن يعسر عَلَيْكُم فتذبحوا جَذَعَة من الضَّأْن ".
1697 -
الْحَادِي التِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: كَانَ ينْبذ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي سقاء فَإِذا لم يَجدوا سقاءً نبذ لَهُ فِي تورٍ من حجارةٍ. فَقَالَ بعض الْقَوْم وَأَنا أسمع لأبي الزبير: من برام. قَالَ: من برام.
وَعَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر نَحوه.
1698 -
الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يجد نَعْلَيْنِ فليلبس خُفَّيْنِ، وَمن لم يجد إزاراً فليلبس سَرَاوِيل ".
1699 -
الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَت امْرَأَة بشير:: انحل بني غلامك، وَأشْهد لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فَأتى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
فَقَالَ: إِن ابْنة فلَان سَأَلتنِي أَن أنحل ابْنهَا غلامي، وَقَالَت: أشهد لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: فَقَالَ: " أَله إخْوَة؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " أفكلهم أَعْطَيْت مثل مَا أَعْطيته؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَلَيْسَ يصلح هَذَا، وَإِنِّي لَا أشهد إِلَّا على حق ".
1700 -
الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن وَاصل مولى أبي عُيَيْنَة عَن أبي الزبير عَن جَابر: سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم قبل مَوته بِثَلَاثَة أَيَّام يَقُول: " لَا يموتن أحدكُم إِلَّا وَهُوَ يحسن الظَّن بِاللَّه عز وجل ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.
وَلَيْسَ لواصل عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر من الصَّحِيح غير هَذَا.
1701 -
الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن أبي عبد الله الدستوَائي عَن أبي الزبير عَن جَابر:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رأى امْرَأَة، فَأتى امْرَأَته زَيْنَب وَهِي تمعس منيئة لَهَا، فَقضى حَاجته، ثمَّ خرج إِلَى أَصْحَابه فَقَالَ:" إِن الْمَرْأَة تقبل فِي صُورَة شيطانٍ، فَإِذا أبْصر أحدكُم امْرَأَة فليأت أَهله، فَإِن ذَلِك يرد مَا فِي نَفسه ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حَرْب بن أبي الْعَالِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر بِمثلِهِ، وَلم يذكر:" وتدبر فِي صُورَة شَيْطَان ".
وَمن حَدِيث معقل بن عبيد الله الْجَزرِي عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذا أحدكُم أَعْجَبته الْمَرْأَة فَوَقَعت فِي قلبه، فليعمد إِلَى امْرَأَته فليواقعها، فَإِن ذَلِك يرد مَا فِي نَفسه ".
1702 -
السَّادِس وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام الدستوَائي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: " من لَقِي الله عز وجل لَا يُشْرك بِهِ شَيْئا دخل الْجنَّة، وَمن لقِيه يُشْرك بِهِ دخل النَّار ".
وَأخرجه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ:
جَاءَ أعرابيٌّ إِلَى
النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
يَا رَسُول الله، مَا الموجبتان؟ قَالَ:" من مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة، وَمن مَاتَ يُشْرك بِهِ دخل النَّار ".
وَمن حَدِيث قُرَّة بن خَالِد السدُوسِي عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثل حَدِيث هِشَام الدستوَائي. لم يزدْ مُسلم على هَذَا.
وَزَاد أَبُو مَسْعُود قَالَ:
ودعا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِصَحِيفَة عِنْد مَوته، فَأَرَادَ أَن يكْتب لَهُم كتابا لَا يضلوا بعده، فَكثر اللغظ، وَتكلم عمر، فرفضها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
وَالَّذِي ذكره أَبُو مَسْعُود كَذَلِك هُوَ فِي الحَدِيث أخرجه أَبُو بكر البرقاني بِطُولِهِ من حَدِيث قُرَّة عَن أبي الزبير عَن جَابر، وَلَكِن مُسلما اقْتصر على مَا أَرَادَ مِنْهُ.
1703 -
السَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن قُرَّة بن خَالِد السدُوسِي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من يصعد الثَّنية ثنية المرار، فَإِنَّهُ يحط عَنهُ مَا حط عَن بني إِسْرَائِيل " قَالَ: فَكَانَ أول من صعدها خَيْلنَا - خيل بني الْخَزْرَج، ثمَّ تتام النَّاس، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" وكلكم مغفورٌ لَهُ إِلَّا صَاحب الْجمل الْأَحْمَر ".
فأتيناه فَقُلْنَا: تعال يسْتَغْفر لَك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: وَالله لَئِن أجد ضالتي أحب إِلَيّ من أَن يسْتَغْفر لي صَاحبكُم. قَالَ: وَكَانَ رجلا ينشد ضَالَّة لَهُ.
وَفِي حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث عَن قُرَّة:
" من يصعد ثنية المرار أَو المرار " ثمَّ ذكر مثله، وَفِي آخِره: وَإِذا هُوَ أَعْرَابِي جَاءَ ينشد ضَالَّة لَهُ.
1704 -
الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ: عَن حجاج بن أبي عُثْمَان الصَّواف عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن الطُّفَيْل بن عَمْرو الدوسي أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَل لَك فِي حصن حُصَيْن ومنعة؟ " قَالَ: حصن كَانَ لدوس فِي الْجَاهِلِيَّة - فَأبى ذَلِك النَّبِي صلى الله عليه وسلم للَّذي ذخر الله للْأَنْصَار، فَلَمَّا هَاجر النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَة هَاجر إِلَيْهِ
الطُّفَيْل بن عَمْرو، وَهَاجَر مَعَه رجلٌ من قومه، فاجتووا الْمَدِينَة فَمَرض فجزع، فاخذ مشاقص لَهُ فَقطع بهَا براجمه، فشخبت يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ، فَرَآهُ الطُّفَيْل فِي مَنَامه، فَرَآهُ وهيئته حَسَنَة، وَرَآهُ مغطياً يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا صنع بك رَبك؟ قَالَ: غفر لي لهجرتي إِلَى نبيه صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: مَالِي أَرَاك مغطياً يَديك؟ قَالَ: قيل لي: لن نصلح مِنْك مَا أفسدت. فَقَصَّهَا الطُّفَيْل على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " اللَّهُمَّ وليديه فَاغْفِر ".
1705 -
التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ: عَن حجاج الصَّواف عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السَّائِب أَو الْمسيب، فَقَالَ:" مَالك يَا أم السَّائِب - أَو يَا أم الْمسيب - تزفزفين؟ " قَالَت: الْحمى - لَا بَارك الله فِيهَا. فَقَالَ: " لَا تسبي الْحمى، فَإِنَّهَا تذْهب خَطَايَا بني آدم كَمَا يذهب الْكِير خبث الْحَدِيد ".
1706 -
الْمِائَة: عَن زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ عَن أبي الزبير أَنه سمع جَابِرا يَقُول: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يتمسح بعظمٍ أَو ببعر.
1707 -
الأول بعد الْمِائَة: عَن زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: دخل أَبُو بكر يسْتَأْذن على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَوجدَ النَّاس جُلُوسًا بِبَابِهِ لم يُؤذن لأحدٍ مِنْهُم، قَالَ: فَأذن لأبي بكر، فَدخل، ثمَّ أقبل عمر فَاسْتَأْذن، فَأذن لَهُ، فَوجدَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم جَالِسا حوله نساؤه، واجماً ساكتاً. قَالَ: فَقَالَ أَبُو بكر: لأقولن شَيْئا أضْحك النَّبِي صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لَو رَأَيْت بنت خَارِجَة، سَأَلتنِي
النَّفَقَة، فَقُمْت إِلَيْهَا، فوطأت عُنُقهَا. فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:" هن حَولي - كَمَا ترى - سألنني " فَقَامَ أَبُو بكر إِلَى عَائِشَة يجَأ عُنُقهَا، وَقَامَ عمر إِلَى حَفْصَة يجَأ عُنُقهَا، كِلَاهُمَا يَقُول: تسألن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا لَيْسَ عِنْده. قُلْنَ: وَالله لَا نسْأَل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَيْئا أبدا لَيْسَ عِنْده. ثمَّ اعتزلهن شهرا أَو تسعا وَعشْرين، ثمَّ نزلت هَذِه الْآيَة {يَا أَيهَا النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك} حَتَّى بلغ:{للمحسنات مِنْكُن أجرا عَظِيما} [سُورَة الْأَحْزَاب]، قَالَ: فَبَدَأَ بعائشة، فَقَالَ:" يَا عَائِشَة، إِنِّي أُرِيد أعرض عَلَيْك أمرا أحب أَلا تعجلِي فِيهِ حَتَّى تستشيري أَبَوَيْك ". قَالَت: وَمَا هُوَ يَا رَسُول الله؟ فَتلا عَلَيْهَا الْآيَة. قَالَت: أفيك يَا رَسُول الله أستشير أَبَوي؟ بل أخْتَار الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة، وَأَسْأَلك أَلا تخبر امْرَأَة من نِسَائِك بِالَّذِي قلت. قَالَ:" لن تَسْأَلنِي امْرَأَة مِنْهُنَّ إِلَّا أخْبرتهَا، لم يَبْعَثنِي مُعنتًا وَلَا مُتَعَنتًا، وَلكنه بَعَثَنِي معلما ميسرًا ".
1708 -
الثَّانِي بعد الْمِائَة: عَن زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن أبي الزبير أَنه سمع جَابِرا يَقُول: غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرَة غَزْوَة. قَالَ جَابر: لم أشهد بَدْرًا وَلَا أحدا، مَنَعَنِي أبي، فَلَمَّا قتل عبد الله يَوْم أحدٍ لم أَتَخَلَّف عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
1709 -
الثَّالِث بعد الْمِائَة: عَن هشيم بن بشير الوَاسِطِيّ عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: لعن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم آكل الرِّبَا وموكله. قَالَ: قلت وكاتبه وشاهديه. قَالَ: إِنَّمَا نُحدث بِمَا سمعنَا.
1710 -
الرَّابِع بعد الْمِائَة: عَن هشيم عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " أَلا لَا يبيتن رجلٌ عِنْد امرأةٍ ثيبٍ إِلَّا أَن يكون ناكحاً أَو ذَا محرمٍ ".
1711 -
الْخَامِس بعد الْمِائَة: عَن معقل بن عبيد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَيّكُم خَافَ أَلا يقوم من آخر اللَّيْل فليوتر ثمَّ ليرقد. وَمن وثق
بِقِيَام من اللَّيْل فليوتر من آخِره فَإِن قِرَاءَة آخر اللَّيْل محضورة، وَذَلِكَ أفضل ".
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر بِمَعْنَاهُ ".
1712 -
السَّادِس بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن من اللَّيْل سَاعَة لَا يُوَافِقهَا عبدٌ مسلمٌ يسْأَل الله خيرا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ:
سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم. . نَحوه. وَقَالَ: " يسْأَل الله خيرا من أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة " وَزَاد: " وَذَلِكَ كل لَيْلَة ".
1713 -
السَّابِع بعد الْمِائَة: عَن معقل بن عبيد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " الِاسْتِجْمَار توٌّ، وَرمي الْجمار توٌّ، وَالسَّعْي بَين الصَّفَا والمروة توٌّ، وَإِذا استجمر أحدكُم فليستجمربتوٍّ " يَعْنِي الْوتر. زَاد أَبُو بكر البرقاني فِي رِوَايَته عَن البَجلِيّ: " والكحل توٌّ " يَعْنِي ثَلَاثًا ثَلَاثًا.
1714 -
الثَّامِن بعد الْمِائَة: عَن معقل بن عبيد عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يحل أَن يحمل السِّلَاح بِمَكَّة ".
1715 -
التَّاسِع بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير قَالَ: سَأَلت جَابِرا عَن ثمن الْكَلْب، والسنور فَقَالَ: زجر النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن ذَلِك.
1716 -
الْعَاشِر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن امْرَأَة من بني مَخْزُوم سرقت، فَأتي بهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فعاذت بِأم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" وَالله لَو كَانَت فَاطِمَة لَقطعت يَدهَا " فَقطعت.
1717 -
الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول فِي غَزْوَة غزوناها: " استكثروا من النِّعَال، فَإِن الرجل لَا يزَال رَاكِبًا مَا انتعل ".
1718 -
الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يقيمن أحدكُم أَخَاهُ يَوْم الْجُمُعَة ثمَّ ليخالف إِلَى مَقْعَده فيقعد فِيهِ، وَلَكِن يَقُول: افسحوا ".
1719 -
الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير: أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير، فَمَا زَالَ الرجل يَأْكُل مِنْهُ وَامْرَأَته وضيفهما حَتَّى كاله، فَأتى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" لَو لم تكله لأكلتم مِنْهُ ولقام لكم ".
1720 -
الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن أم مَالك كَانَت تهدي للنَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي عكة لَهَا سمناً، فيأتيها بنوها فَيسْأَلُونَ الْأدم وَلَيْسَ عِنْدهم شيءٌ، فتعمد إِلَى الَّذِي كَانَت تهدي فِيهِ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم فتجد فِيهِ سمناً، فَمَا زَالَ يُقيم لَهَا أَدَم بَيتهَا حَتَّى عصرته. فَأَتَت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" عصرتيها " قَالَت: نعم.
قَالَ: " لَو تركتيها مَا زَالَ قَائِما ".
1721 -
الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " يبْعَث الشَّيْطَان سراياه، فيفتنون النَّاس، فأعظمهم عِنْده منزلَة أعظمهم فتْنَة ".
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر بِنَحْوِهِ، وَقَالَ فِيهِ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن إِبْلِيس يضع عَرْشه على المَاء، ثمَّ يبْعَث سراياه، فأدناهم مِنْهُم منزلَة
أعظمهم فتْنَة، يَجِيء أحدهم فَيَقُول: فعلت كَذَا وَكَذَا. فَيَقُول: مَا صنعت شَيْئا.
قَالَ: ثمَّ يَجِيء أحدهم فَيَقُول: مَا تركته حَتَّى فرقت بَينه وَبَين امْرَأَته. قَالَ: فيدنيه مِنْهُ وَيَقُول: نعم أَنْت ". قَالَ: أرَاهُ قَالَ: " فيلتزمه ".
1722 -
السَّادِس عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا يدْخل أحدا مِنْكُم عمله الْجنَّة، وَلَا يجيره من النَّار، وَلَا أَنا، إِلَّا برحمة الله عز وجل ".
وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" قاربوا وسددوا، وَاعْلَمُوا أَنه لن ينجو مِنْكُم أحدٌ بِعَمَلِهِ ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَلَا أَنْت؟ قَالَ:" وَلَا أَنا، إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمةٍ مِنْهُ وفضلٍ ".
1723 -
السَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع عَن جَابر قَالَ: كَانَ عبد الله بن أبي بن سلول يَقُول لجارية لَهُ: اذهبي فابغينا شَيْئا.
قَالَ: فَأنْزل الله عز وجل: {وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء} [سُورَة النُّور] .
وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة عَن الْأَعْمَش أَن جَارِيَة لعبد الله بن أبي يُقَال لَهَا مُسَيْكَة وَأُخْرَى يُقَال لَهَا أُمَيْمَة كَانَ يُرِيدهُمَا على الزِّنَا، فَشَكَتَا ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَأنْزل الله عز وجل:{وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء} ، إِلَى قَوْله:{غَفُور رَحِيم} أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي هَذِه التَّرْجَمَة.
1724 -
الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يبْعَث كل عبدٍ على مَا مَاتَ عَلَيْهِ ".
1725 -
التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن الشَّيْطَان إِذا سمع النداء بِالصَّلَاةِ ذهب حَتَّى يكون مَكَان الروحاء " قَالَ الْأَعْمَش: فَسَأَلته عَن الروحاء، فَقَالَ: هِيَ من الْمَدِينَة على سِتَّة وَثَلَاثِينَ ميلًا.
1726 -
الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي غزاةٍ فَقَالَ: " إِن بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالًا مَا سِرْتُمْ مسيرًا، وَلَا قطعْتُمْ وَاديا إِلَّا كَانُوا مَعكُمْ، حَبسهم الْمَرَض ".
وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن الْأَعْمَش:
" إِلَّا شَركُوكُمْ فِي الْأجر ".
1727 -
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " مثل الصَّلَوَات الْخمس كَمثل نهرٍ جارٍ غمرٍ على بَاب أحدكُم، يغْتَسل مِنْهُ كل يَوْم خمس مَرَّات "، قَالَ: قَالَ الْحسن: وَمَا يبقي ذَلِك من الدَّرن؟ .
1728 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن الشَّيْطَان قد يئس أَن يعبده المصلون فِي جَزِيرَة الْعَرَب، وَلَكِن فِي التحريش بَينهم ".
أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي هَذِه التَّرْجَمَة.
1729 -
الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: " إِذا قضى أحدكُم الصَّلَاة فِي مَسْجده فليجعل لبيته نَصِيبا من صلَاته، فَإِن الله جاعلٌ فِي بَيته من صلَاته خيرا ".
1730 -
الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفرٍ، فَلَمَّا كَانَ قرب الْمَدِينَة هَاجَتْ ريحٌ تكَاد أَن تدفن الرَّاكِب. فَزعم أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بعثت هَذِه الرّيح لمَوْت مُنَافِق " فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة، فَإِذا منافقٌ عظيمٌ من الْمُنَافِقين قد مَاتَ.
1731 -
الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي بشرٍ جَعْفَر بن أبي وحشية عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر: أَن وَفد ثَقِيف سَأَلُوا النَّبِي صلى الله عليه وسلم. فَقَالُوا: إِن أَرْضنَا بَارِدَة، فَكيف بِالْغسْلِ؟ فَقَالَ:" أما أَنا فأفرغ على رَأْسِي ثَلَاثًا ".
1732 -
السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي بشر جَعْفَر بن أبي وحشية عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم سَأَلَ أَهله الْأدم، فَقَالُوا: مَا عندنَا إِلَّا خلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجعل يَأْكُل بِهِ وَيَقُول:" نعم الإدام الْخلّ، نعم الإدام الْخلّ ".
وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْمثنى بن سعيد عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ:
أَخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بيَدي ذَات يَوْم إِلَى منزله، فَأخْرج إِلَيْهِ فلقٌ من خبز، فَقَالَ:" مَا من أَدَم؟ " فَقَالُوا: لَا، إِلَّا شيءٌ من خلٍّ. قَالَ:" فَإِن الْخلّ نعم الْأدم ". قَالَ جَابر: فَمَا زلت أحب الْخلّ مُنْذُ سَمعتهَا من بني الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع: مَا زلت أحب الْخلّ مُنْذُ سَمعتهَا من جَابر.
وَمن حَدِيث أبي يُوسُف الْحجَّاج بن أبي زَيْنَب الوَاسِطِيّ عَن أبي سُفْيَان قَالَ: سَمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول:
كنت جَالِسا فِي دارٍ، فَمر بِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ إِلَيّ، فَقُمْت إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَى بعض حجر نِسَائِهِ، فَدخل، ثمَّ أذن لي فَدخلت الْحجاب، فَقَالَ:" هَل من غداء؟ " فَقَالُوا: نعم، فَأتي بِثَلَاثَة قرصةٍ، فوضعن على نَبِي فَأخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قرصاً فَوَضعه بَين يَدَيْهِ وَأخذ قرصاً آخر
فَوَضعه بَين يَدي، ثمَّ أَخذ الثَّالِث فَكَسرهُ اثْنَيْنِ، فَجعل نصفه بَين يَدَيْهِ وَنصفه بَين يَدي، ثمَّ قَالَ:" هَل من أَدَم؟ " فَقَالُوا: لَا، إِلَّا شيءٌ من خلٍّ. قَالَ:" هاتوه، فَنعم الْأدم هُوَ ".
آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند جَابر بن عبد الله