المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن أنس - - الجمع بين الصحيحين للحميدي - جـ ٢

[الحميدي، ابن أبي نصر]

الفصل: وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن أنس -

وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن أنس - وَهُوَ أتم، قَالَ:

نهينَا فِي الْقُرْآن أَن نسْأَل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن شَيْء، فَكَانَ يعجبنا أَن يَجِيء الرجل من أهل الْبَادِيَة، الْعَاقِل، فيسأله وَنحن نسْمع، فجَاء رجلٌ من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، أَتَانَا رَسُولك فَزعم لنا أَنَّك تزْعم أَن الله أرسلك. قَالَ:" صدق " قَالَ: فَمن خلق السَّمَاء؟ قَالَ: " الله " قَالَ: فَمن خلق الأَرْض؟ قَالَ: " الله " قَالَ: فَمن نصب هَذِه الْجبَال وَجعل فِيهَا مَا جعل؟ قَالَ: " الله ". قَالَ: فبالذي خلق السَّمَاء وَخلق الأَرْض وَنصب هَذِه الْجبَال، آللَّهُ أرسلك؟ قَالَ:" نعم " قَالَ: وَزعم رَسُولك أَن علينا خمس صلوَات فِي يَوْمنَا وليلتنا. قَالَ: " صدق " قَالَ: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أَمرك بِهَذَا؟ قَالَ:" نعم ". قَالَ: وَزعم رَسُولك أَن علينا زَكَاة فِي أَمْوَالنَا.

قَالَ: " صدق ": قَالَ: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أَمرك بِهَذَا؟ قَالَ:" نعم " قَالَ: وَزعم رَسُولك أَن علينا صَوْم شهر رَمَضَان فِي سنتنا. قَالَ: " صدق " قَالَ: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أَمرك بِهَذَا؟ قَالَ:" نعم ". قَالَ. وَزعم رَسُولك أَن علينا حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا. قَالَ: " صدق " قَالَ: ثمَّ ولى، وَقَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَا أَزِيد عَلَيْهِنَّ وَلَا أنقص مِنْهُنَّ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَئِن صدق ليدخلن الْجنَّة ".

‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

2015 -

الحَدِيث الأول: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: دخلت على أنس بن مَالك بِدِمَشْق وَهُوَ يبكي فَقلت: مَا يبكيك؟ فَقَالَ: لَا أعرف شَيْئا مِمَّا أدْركْت إِلَّا هَذِه الصَّلَاة، وَهَذِه الصَّلَاة قد ضيعت.

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث غيلَان بن جرير عَن أنس قَالَ:

مَا أعرف شَيْئا مِمَّا كَانَ على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قيل: الصَّلَاة. قَالَ: أَلَيْسَ صَنَعْتُم مَا صَنَعْتُم فِيهَا؟ .

ص: 613

وللبخاري أَيْضا من حَدِيث بشير بن يسَار عَن أنس:

أَنه قدم الْمَدِينَة، فَقيل لَهُ: مَا أنْكرت منا مُنْذُ يَوْم عهِدت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا أنْكرت شَيْئا إِلَّا أَنكُمْ لَا تقيمون الصُّفُوف.

2016 -

الثَّانِي: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ: لم يكن أحدٌ أشبه بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من الْحسن بن عَليّ.

وَأخرج البُخَارِيّ فِي الْحُسَيْن نَحْو هَذَا أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ:

أُتِي عبيد الله بن زِيَاد بِرَأْس الْحُسَيْن رضي الله عنه، فَجعل فِي طست، فَجعل ينكت، وَقَالَ فِي حسنه شَيْئا. فَقَالَ أنس: كَانَ أشبههم برَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مخضوباً بالوسمة.

2017 -

الثَّالِث: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس: أَن رجَالًا من الْأَنْصَار اسْتَأْذنُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ائْذَنْ لنا فلنترك لِابْنِ أُخْتنَا عَبَّاس فداءه. فَقَالَ: " لَا تدعون مِنْهُ درهما ".

2018 -

الرَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس: أَنه رأى على أم كُلْثُوم بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم برد حريرٍ سيراء.

2019 -

الْخَامِس: عَن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " انصر أَخَاك ظَالِما أَو مَظْلُوما " فَقَالَ رجلٌ: يَا رَسُول الله، أنصره إِذا كَانَ

ص: 614

مَظْلُوما، أَفَرَأَيْت إِن كَانَ ظَالِما، كَيفَ أنصره؟ قَالَ:" تحجزه - أَو تَمنعهُ - الظُّلم، فَإِن ذَلِك نَصره ".

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حميد عَن أنس بِنَحْوِهِ، وَفِيه: قَالُوا: كَيفَ ننصره ظَالِما؟ قَالَ: " تَأْخُذ فَوق يَدَيْهِ ".

2020 -

السَّادِس: عَن عبيد الله بن أبي بكر عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْم الْفطر حَتَّى يَأْكُل تمرات. زَاد فِي رِوَايَة مرجأ بن رَجَاء عَن عبيد الله عَنهُ: ويأكلهن وترا.

2021 -

السَّابِع: عَن ثُمَامَة بن عبد الله بن أنس عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: كَانَ إِذا تكلم بِكَلِمَة أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تفهم عَنهُ، وَإِذا أَتَى على قومٍ فَسلم عَلَيْهِم سلم عَلَيْهِم ثَلَاثًا.

2022 -

الثَّامِن: عَن ثُمَامَة عَن أنس قَالَ: نرى هَذِه الْآيَة نزلت فِي أنس بن النَّضر {من الْمُؤمنِينَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} [الْأَحْزَاب] .

وَقد تقدم نَحْو هَذَا الْمَعْنى من رِوَايَة حميد عَن أنس.

2023 -

التَّاسِع: عَن ثُمَامَة قَالَ: حج أنسٌ على رحلٍ - وَلم يكن شحيحاً، وَحدث أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم حج على رحلٍ، وَكَانَت زاملته.

2024 -

الْعَاشِر: عَن ثُمَامَة عَن أنس: أَن قيس بن سعد بن عبَادَة كَانَ يكون بَين يَدي النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمَنْزِلَة صَاحب الشَّرْط من الْأَمِير.

ص: 615

2025 -

الْحَادِي عشر: عَن ثُمَامَة قَالَ: كَانَ أنسٌ لَا يرد الطّيب. قَالَ: وَزعم أنسٌ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يرد الطّيب.

2026 -

الثَّانِي عشر: عَن هِشَام بن زيد عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الْحَوْض ".

وَأخرج أَيْضا من حَدِيث يحيى بن سعيد عَن أنس قَالَ:

دَعَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْأَنْصَار إِلَى أَن يقطع لَهُم الْبَحْرين، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَن تقطع لإِخْوَانِنَا من الْمُهَاجِرين مثلهَا. فَقَالَ:" إِمَّا لَا، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي، فَإِنَّهُ سيصيبكم أثرةٌ بعدِي ".

2027 -

الثَّالِث عشر: عَن هِشَام بن زيد بن أنس عَن أنس قَالَ: مر يَهُودِيّ برَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السام عَلَيْكُم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " وَعَلَيْك. أَتَدْرُونَ مَا يَقُول؟ قَالَ: السام عَلَيْك ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، أَلا نَقْتُلهُ؟ قَالَ:" لَا. إِذا سلم عَلَيْكُم أهل الْكتاب فَقولُوا: وَعَلَيْكُم ".

2028 -

الرَّابِع عشر: عَن حَفْص بن عبيد الله بن أنس عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يجمع بَين هَاتين الصَّلَاتَيْنِ فِي السّفر - يَعْنِي الْمغرب وَالْعشَاء.

2029 -

الْخَامِس عشر: عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم بسرف، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: هَذِه زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَإِذا رفعتم جَاءَ الْخط الْأَقْرَب ".

2030 -

السَّادِس عشر: عَن إِسْحَاق بن عبد الله عَن أنس بن مَالك قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن المحاقلة والمخاضرة وَالْمُلَامَسَة والمنابذة ".

ص: 616

2031 -

السَّابِع عشر: عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو مولى الْمطلب - عَن أنس بن مَالك عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الله عز وجل قَالَ: إِذا ابْتليت عَبدِي بحبيبتيه ثمَّ صَبر عوضته مِنْهُمَا الْجنَّة " يُرِيد عَيْنَيْهِ. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه أَشْعَث بن جَابر وَأَبُو هِلَال عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

2032 -

الثَّامِن عشر: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: قلت لعبيدة: عندنَا من شعر النَّبِي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قبل أنس وَمن قبل أهل أنس. قَالَ: لِأَن تكون عِنْدِي شَعْرَة مِنْهُ أحب إِلَيْنَا من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.

2033 -

التَّاسِع عشر: عَن أنس بن سِيرِين عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رجل من الْأَنْصَار - وَكَانَ ضخماً - للنَّبِي صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَا أَسْتَطِيع الصَّلَاة مَعَك. فَصنعَ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم طَعَاما فَدَعَاهُ إِلَى بَيته، ونضح لَهُ طرف حَصِير بِمَاء فصلى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ فلَان بن فلَان بن الْجَارُود لأنس: أَكَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: مَا رَأَيْته غير ذَلِك الْيَوْم. كَذَا فِي رِوَايَة شُعْبَة.

وَقَالَ خَالِد الْحذاء فِي رِوَايَته عَن أنس بن سِيرِين عَن أنس:

إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم زار أهل بَيت من الْأَنْصَار، فَطَعِمَ عِنْدهم طَعَاما، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يخرج أَمر بمكانٍ من الْبَيْت، فنضح لَهُ على بساطٍ، فصلى عَلَيْهِ ودعا لَهُم.

2034 -

الْعشْرُونَ عَن أبي قلَابَة عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا نعس أحدكُم فِي الصَّلَاة فلينم حَتَّى يعلم مَا يقْرَأ ".

ص: 617

2035 -

الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي قلَابَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِذا وضع الْعشَاء وأقيمت الصَّلَاة، فابدءوا بالعشاء ".

2036 -

الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي قلَابَة فِيمَا قرئَ على أَيُّوب عَنهُ عَن أنس أَن أَبَا طَلْحَة وَأنس بن النَّضر كوياه، وكواه أَبُو طَلْحَة بِيَدِهِ.

وَقَالَ عباد بن مَنْصُور عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن أنس قَالَ:

أذن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لأهل بَيت من الْأَنْصَار أَن يرقوا من الْحمة وَالْأُذن. قَالَ أنس: كويت من ذَات الْجنب وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ، وشهدني أَبُو طَلْحَة وَأنس بن النَّضر وَزيد بن ثَابت، وَأَبُو طَلْحَة كواني.

2037 -

الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمَدِينَة يَأْتِيهَا الدَّجَّال، فيجد الْمَلَائِكَة يحرسونها، فَلَا يقربهَا الدَّجَّال وَلَا الطَّاعُون إِن شَاءَ الله تَعَالَى ".

2038 -

الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن شُعْبَة - تَعْلِيقا - عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " رفعت لي السِّدْرَة، فَإِذا أَرْبَعَة أَنهَار: نهران ظاهران ونهران باطنان. فَأَما الظاهران فالنيل والفرات، وَأما الباطنان، فنهران فِي الْجنَّة، وأتيت بِثَلَاثَة أقداح: قدح فِيهِ لبن، وقدح فِيهِ عسل، وقدح فِيهِ خمر، فَأخذت الَّذِي فِيهِ اللَّبن، فَقيل لي: أصبت الْفطْرَة ".

2039 -

الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يرويهِ عَن ربه عز وجل قَالَ: " إِذا تقرب العَبْد إِلَيّ شبْرًا تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا، وَإِذا تقرب إِلَيّ ذِرَاعا تقربت مِنْهُ باعاً، وَإِذا أَتَانِي مشياً أَتَيْته هرولة ".

ص: 618

2040 -

السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَدُور على نِسَائِهِ فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة من اللَّيْل وَالنَّهَار وَهن إِحْدَى عشرَة. قلت لأنس: وَكَانَ يطيقه؟ قَالَ: كُنَّا نتحدث أَنه أعطي قُوَّة ثَلَاثِينَ.

وَأخرجه من حَدِيث سعيد عَن قَتَادَة أَن أنس بن مَالك حَدثهمْ:

أَن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يطوف على نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَة الْوَاحِدَة، وَله يومئذٍ تسع نسْوَة.

وَأخرج مُسلم طرفا من هَذَا من حَدِيث هِشَام بن زيد بن أنس عَن أنس:

أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يطوف على نِسَائِهِ بِغسْل وَاحِد.

2041 -

السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رجلَيْنِ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم خرجا من عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَة مظْلمَة، ومعهما مثل المصباحين بَين أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرقَا صَار مَعَ كل واحدٍ مِنْهُمَا واحدٌ حَتَّى أَتَى أَهله.

وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا بِنَحْوِهِ من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس.

قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ معمر عَن ثَابت:

إِن أسيد بن حضير ورجلاً من الْأَنْصَار.

قَالَ: وَقَالَ حَمَّاد. وَأخْبرنَا ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ أسيد بن حضير وَعباد بن بشر عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

2042 -

الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: وَلَقَد رهن النَّبِي صلى الله عليه وسلم درعة بشعير، ومشيت إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِخبْز شعير وإهالة سنخة، وَلَقَد سمعته يَقُول:" مَا أصبح لآل مُحَمَّد إِلَّا صَاع وَلَا أَمْسَى، وَإِنَّهُم لتسعة أَبْيَات ".

ص: 619

2043 -

التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ليصيبن أَقْوَامًا سفعٌ من النَّار بذنوب أصابوها، عُقُوبَة، ثمَّ يدخلهم الله الْجنَّة بِفضل رَحمته، فَيُقَال لَهُم الجهنميون ".

وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِ ذَلِك.

2044 -

الثَّلَاثُونَ: عَن هِشَام عَن قَتَادَة قَالَ: مَا نعلم حَيا من أَحيَاء الْعَرَب أَكثر شُهَدَاء من الْأَنْصَار. قَالَ قَتَادَة: وَحدثنَا أنس بن مَالك أَنه قتل مِنْهُم يَوْم أحد سَبْعُونَ، وَيَوْم بِئْر مَعُونَة سَبْعُونَ، وَيَوْم الْيَمَامَة سَبْعُونَ.

2045 -

الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: من حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلى الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء، ثمَّ رقد رقدة بالمحصب، ثمَّ ركب إِلَى الْبَيْت، فَطَافَ بِهِ. قَالَ البُخَارِيّ: وَتَابعه اللَّيْث عَن خَالِد عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم

2046 -

الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس أَن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم وَزيد بن ثَابت تسحرا، فَلَمَّا فرغا من سحورهما قَامَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاة، فصلى. قُلْنَا لأنس: كم كَانَ بَين فراغهما من سحورهما ودخولهما فِي الصَّلَاة؟ قَالَ: قدر مَا يقْرَأ الرجل خمسين آيَة.

وَقد روى همام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن زيد بن ثَابت حَدثهُ قَالَ:

تسحرنا

وَذكره، جعله فِي مُسْند زيد. وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك.

ص: 620

2047 -

الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة: عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا بَال أَقوام يرفعون أَبْصَارهم إِلَى السَّمَاء فِي صلَاتهم؟ " فَاشْتَدَّ قَوْله فِي ذَلِك حَتَّى قَالَ " لينتهن أَو لتخطفن أَبْصَارهم ".

2048 -

الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة قَالَ: حَدثنَا أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها مائَة عَام لَا يقطعهَا ".

2049 -

الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان، فَرَجَفَ بهم، فَقَالَ:" أثبت أحد، فَإِنَّمَا عَلَيْك نبيٌّ وصديق وشهيدان ".

وَفِي رِوَايَة يزِيد بن عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس مثله، وَقَالَ:

اثْبتْ، فَمَا عَلَيْك إِلَّا نبيٌّ أَو صديق أَو شَهِيد ".

2050 -

السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: لم يَأْكُل النَّبِي صلى الله عليه وسلم على خوان حَتَّى مَاتَ، وَمَا أكل خبْزًا مرققاً حَتَّى مَاتَ.

وَأخرجه من حَدِيث همام بن يحيى عَن قَتَادَة قَالَ:

كُنَّا نأتي أنسا وخبازه قائمٌ فَيَقُول: كلوا، فَمَا أعلم النَّبِي صلى الله عليه وسلم رأى لَهُ رغيفاً مرققاً حَتَّى لحق بِاللَّه عز وجل، وَلَا رأى شَاة سميطاً بِعَيْنِه قطّ.

وَأخرجه من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن يُونُس الإسكاف عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ:

مَا علمت النَّبِي صلى الله عليه وسلم أكل على سكرجة قطّ، وَلَا خبز لَهُ مرقق قطّ، وَلَا أكل على خوان قطّ. قيل لِقَتَادَة: فعلام كَانُوا يَأْكُلُون؟ قَالَ: على السّفر.

ص: 621

2051 -

السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن همام عَن قَتَادَة سُئِلَ أنس: كَيفَ كَانَت قِرَاءَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: كَانَت مدا. ثمَّ قَرَأَ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) يمد (بِسم الله) ويمد ب (الرَّحْمَن) ويمد ب (الرَّحِيم) .

وَأخرجه من حَدِيث جرير بن حَازِم عَن قَتَادَة قَالَ:

سَأَلت أنسا عَن قِرَاءَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ يمد مدا.

2052 -

الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن همام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نعل النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ لَهَا قبالان.

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عِيسَى بن طهْمَان قَالَ: أخرج إِلَيْنَا أنس نَعْلَيْنِ جرداوين. لَهما قبالان. فَحَدثني ثَابت الْبنانِيّ بعد عَن أنس: أَنَّهُمَا نعلا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

2053 -

التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن همام عَن قَتَادَة قَالَ: قلت لأنس: أَكَانَت المصافحة فِي أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نعم.

2054 -

الْأَرْبَعُونَ: عَن همام عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَينا أَنا أَسِير فِي الْجنَّة إِذا بنهر حافتاه قباب الدّرّ المجوف قلت: مَا هَذَا يَا جِبْرِيل؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَاك رَبك، فَإِذا طينه أَو طينته مسك أذفر " شكّ الرَّاوِي.

وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ:

لما عرج بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاء قَالَ: أتيت على نهر حافتاه قباب اللُّؤْلُؤ المجوف، فَقلت: مَا هَذَا يَا جِبْرِيل؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَر ".

ص: 622

2055 -

الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن أم الرّبيع بنت الْبَراء وَهِي أم حَارِثَة بن سراقَة أَتَت على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَت: يَا نَبِي الله، أَلا تُحَدِّثنِي عَن حَارِثَة - وَكَانَ قتل يَوْم بدر أَصَابَهُ سهمٌ غربٌ - فَإِن كَانَ فِي الْجنَّة صبرت، وَإِن غير ذَلِك اجتهدت عَلَيْهِ فِي الْبكاء، قَالَ:" يَا أم حَارِثَة، إِنَّهَا جنانٌ فِي الْجنَّة، وَإِن ابْنك أصَاب الفردوس الْأَعْلَى ".

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حميد عَن أنس بِمَعْنَاهُ.

2056 -

الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، قَالَ: وَقَالَ عبيد الله - يَعْنِي ابْن عمر - عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رجلٌ من الْأَنْصَار يؤمهم فِي مَسْجِد قبَاء، وَكَانَ كلما افْتتح سُورَة يقْرَأ بهَا لَهُم فِي الصَّلَاة مِمَّا يقْرَأ بِهِ افْتتح ب (قل هُوَ الله أحد) حَتَّى يفرغ مِنْهَا، ثمَّ يقْرَأ سُورَة أُخْرَى مَعهَا، فَكَانَ يصنع ذَلِك فِي كل رَكْعَة، فَكَلمهُ أَصْحَابه، فَقَالُوا: إِنَّك تفتتح بِهَذِهِ السُّورَة ثمَّ لَا ترى أَنَّهَا تجزئك حَتَّى تقْرَأ بِأُخْرَى، فإمَّا أَن تقْرَأ بهَا وَإِمَّا أَن تدعها وتقرأ بِأُخْرَى. فَقَالَ: مَا أَنا بتاركها، إِن أَحْبَبْتُم أَن أؤمكم بذلك فعلت، وَإِن كرهتم تركتكم، وَكَانُوا يرَوْنَ أَنه أفضلهم، فكرهوا أَن يؤمهم غَيره، فَلَمَّا أَتَاهُم النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَخْبرُوهُ الْخَبَر، فَقَالَ:" يَا فلَان، مَا يمنعك أَن تفعل مَا يَأْمُرك بِهِ أَصْحَابك وَمَا يحملك على لُزُوم هَذِه السُّورَة كل رَكْعَة؟ " قَالَ: إِنِّي أحبها. قَالَ: " حبك إِيَّاهَا أدْخلك الْجنَّة ".

2057 -

الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شُعْبَة عَن ثَابت قَالَ: سَمِعت أنسا قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَة قل مَا يَصُوم على عهد النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا مَاتَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا رَأَيْته مُفطرا إِلَّا يَوْم فطر أَو أضحى.

2058 -

الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شُعْبَة عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ: سُئِلَ أنس بن

ص: 623

مَالك: كُنْتُم تَكْرَهُونَ الْحجامَة للصَّائِم؟ فَقَالَ: لَا، إِلَّا من أجل الضعْف. قَالَ البُخَارِيّ: زَاد شَبابَة عَن شُعْبَة: على عهد النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

2059 -

الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ غُلَام يَهُودِيّ يخْدم النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَمَرض، فَأَتَاهُ يعودهُ، فَقعدَ عِنْد رَأسه، فَقَالَ لَهُ:" أسلم "، فَنظر إِلَى أَبِيه وَهُوَ عِنْده، فَقَالَ: أطع أَبَا الْقَاسِم. فَأسلم، فَخرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُول " الْحَمد لله الَّذِي أنقذه من النَّار ".

2060 -

السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: لما ثقل النَّبِي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب، فَقَالَت فَاطِمَة رضي الله عنها: واكرب أبتاه. فَقَالَ: " لَيْسَ على أَبِيك كربٌ بعد الْيَوْم " فَلَمَّا مَاتَ قَالَت: يَا أبتاه، أجَاب رَبًّا دَعَاهُ، يَا أبتاه، جنَّة الفردوس مَأْوَاه، يَا أبتاه، إِلَى جِبْرِيل ننعاه. فَلَمَّا دفن قَالَت فَاطِمَة: أطابت أَنفسكُم أَن تحثوا على رَسُول الله التُّرَاب! .

2061 -

السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَرْحُوم بن عبد الْعَزِيز عَن ثَابت قَالَ: كنت عِنْد أنس وَعِنْده بنتٌ لَهُ، فَقَالَ أنس: جَاءَت امرأةٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عَلَيْهِ نَفسهَا فَقَالَت: يَا رَسُول الله، أَلَك بِي حَاجَة؟ . فَقَالَت بنت أنس: مَا أقل حياءها، واسوءتاه، واسوءتاه. فَقَالَ أنس: فَهِيَ خير مِنْك، رغبت فِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم فعرضت عَلَيْهِ نَفسهَا.

2062 -

الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: رَجعْنَا من غَزْوَة تَبُوك مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِن أَقْوَامًا خلفنا بِالْمَدِينَةِ، مَا سلكنا شعبًا وَلَا وَاديا إِلَّا وهم مَعنا، حَبسهم الْعذر ". وَمِنْهُم من قَالَ: عَن حميد عَن مُوسَى بن أنس عَن أنس.

قَالَ البُخَارِيّ: وَالْأول عِنْدِي أصح وَفِي حَدِيث نصر عَن حميد: أَن أنسا حَدثهمْ بذلك.

ص: 624

2063 -

التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَت نَاقَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم يُقَال لَهَا العضباء. زَاد فِي رِوَايَة زُهَيْر عَن حميد: لَا تسبق، فجَاء أعرابيٌّ على قعُود لَهُ فسبقها، فشق ذَلِك على الْمُسلمين حَتَّى عرفه، فَقَالَ:" حقٌّ على الله أَن لَا يرْتَفع شيءٌ من الدُّنْيَا إِلَّا وَضعه ".

2064 -

الْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا قدم من سفر فَنظر إِلَى جدرات الْمَدِينَة أوضع رَاحِلَته، وَإِن كَانَ على دَابَّة حركها، من حبها.

2065 -

الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: آلى رَسُول الله من نِسَائِهِ شهرا، وَكَانَت انفكت قدمه، فَجَلَسَ فِي علية لَهُ، فجَاء عمر فَقَالَ: أطلقت نِسَاءَك؟ قَالَ: " لَا وَلَكِن آلَيْت مِنْهُنَّ شهرا " فَمَكثَ تسعا وَعشْرين، ثمَّ نزل فَدخل على نِسَائِهِ.

وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال عَن حميد نَحوه، وَلم يذكر عمر. وَفِيه: فَقَالُوا يَا رَسُول الله، آلَيْت شهرا. فَقَالَ:" إِن الشَّهْر يكون تسعا وَعشْرين ".

وَفِي رِوَايَة يزِيد بن هَارُون عَن حميد عَن أنس:

أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم صرع من فرسه، فجحش شقَّه أَو كتفه، وآلى من نِسَائِهِ شهرا، فَجَلَسَ فِي مشربةٍ لَهُ، درجتها من جُذُوع، فَأَتَاهُ أَصْحَابه يعودونه، فصلى بهم جَالِسا وهم قيام، فَلَمَّا سلم قَالَ:" إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَإِن صلى قَائِما فصلوا قيَاما، وَإِن صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا، وَلَا تركعوا حَتَّى يرْكَع، وَلَا تَرفعُوا حَتَّى يرفع " قَالَ وَنزل لتسْع وَعشْرين، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إِنَّك آلَيْت شهرا. فَقَالَ:" إِن الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ ".

2066 -

الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: أَرَادَ بَنو سَلمَة أَن يَتَحَوَّلُوا إِلَى قرب الْمَسْجِد، فكره رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن تعرى الْمَدِينَة، وَقَالَ: " يَا بني سَلمَة، أَلا تحتسبون آثَاركُم فأقاموا.

ص: 625

2067 -

الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كُنَّا نبكر إِلَى الْجُمُعَة، ثمَّ نقِيل - يَعْنِي بعْدهَا.

وَفِي رِوَايَة عَبْدَانِ عَن عبد الله: كُنَّا نبكر بِالْجمعَةِ، ونقيل بعد الْجُمُعَة.

2068 -

الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَت الرّيح إِذا هبت عرف ذَلِك فِي وَجه النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

2069 -

الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عِنْد بعض نِسَائِهِ، فَأرْسلت إِحْدَى أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ بصحفة فِيهَا طَعَام، فَضربت الَّتِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي بَيتهَا يَد الْخَادِم، فَسَقَطت الصحفة فانفلقت، فَجمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة، ثمَّ جعل يجمع فِيهَا الطَّعَام الَّذِي كَانَ فِي الصحفة، وَيَقُول:" غارت أمكُم " ثمَّ حبس الْخَادِم حَتَّى أَتَى بصحفةٍ من عِنْد الَّتِي هُوَ فِي بَيتهَا، فَدفع الصحفة الصَّحِيحَة إِلَى الَّتِي كسرت صحفتها، وَأمْسك الْمَكْسُورَة فِي بَيت الَّتِي كسرت.

2070 -

السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: بلغ عبد الله بن سلا م مقدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَة، قَالَ عبد الله بن بكر عَن حميد: وَهُوَ فِي أَرض يخْتَرف، فَأَتَاهُ وَقَالَ: إِنِّي سَائِلك عَن ثَلَاث لَا يعلمهُنَّ إِلَّا نَبِي: مَا أول أَشْرَاط السَّاعَة؟ وَمَا أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة؟ وَمن أَي شَيْء ينْزع الْوَلَد إِلَى أَبِيه؟ وَمن أَي شَيْء ينْزع إِلَى أَخْوَاله؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " خبرني بِهن آنِفا جِبْرِيل " قَالَ: فَقَالَ عبد الله: ذَاك عَدو الْيَهُود من الْمَلَائِكَة. زَاد فِي رِوَايَة عبد الله بن بكر عَن حميد: فَقَرَأَ هَذِه الْآيَة: {من كَانَ عدوا لجبريل فَإِنَّهُ نزله على قَلْبك} [الْبَقَرَة] فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أول أَشْرَاط السَّاعَة فنارٌ تحْشر النَّاس من الْمشرق

ص: 626

إِلَى الْمغرب. وَأما أول طَعَام يَأْكُل أهل الْجنَّة فَزِيَادَة كبد حوت. وَأما الشّبَه فِي الْوَلَد فَإِن الرجل إِذا غشي الْمَرْأَة فسبقها مَاؤُهُ كَانَ الشّبَه لَهُ، وَإِذا سبقت كَانَ الشّبَه لَهَا ".

قَالَ: أشهد أَنَّك رَسُول الله.

ثمَّ قَالَ:

يَا رَسُول الله، إِن الْيَهُود قوم بهت، إِن علمُوا بِإِسْلَامِي قبل أَن تَسْأَلهُمْ بَهَتُونِي عنْدك. فَجَاءَت الْيَهُود، وَدخل عبد الله الْبَيْت، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:

" أَي رجل فِيكُم عبد الله بن سَلام؟ " قَالُوا: أعلمنَا وَابْن أعلمنَا، وَأخْبرنَا وَابْن أخبرنَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أَفَرَأَيْتُم إِن أسلم عبد الله؟ " قَالُوا: أَعَاذَهُ الله من ذَلِك. زَاد فِي رِوَايَة بشر بن الْمفضل عَن حميد: فَأَعَادَ عَلَيْهِم، فَقَالُوا مثل ذَلِك. قَالَ: فَخرج عبد الله إِلَيْهِم فَقَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. فَقَالُوا: شَرنَا وَابْن شَرنَا، ووقعوا فِيهِ. زَاد فِي رِوَايَة بشر بن بكر: قَالَ يَعْنِي ابْن سَلام: هَذَا الَّذِي كنت أَخَاف يَا رَسُول الله.

وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا بأتم من هَذَا فِي حَدِيث أَوله ذكر الْهِجْرَة، ومقدم النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَة - من حَدِيث عبد الْوَارِث بن سعيد عَن عبد الْعِزّ يز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: أقبل نَبِي الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَة وَهُوَ مردفٌ أَبَا بكر، وَأَبُو بكر يعرف وَنَبِي الله صلى الله عليه وسلم شابٌّ لَا يعرف. فَيلقى الرجل أَبَا بكر فَيَقُول: يَا أَبَا بكر، من هَذَا الرجل الَّذِي بَين يَديك؟ فَيَقُول: هَذَا الرجل يهديني السَّبِيل. فيحسب الحاسب أَنه إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيق، وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيل الْخَيْر. فَالْتَفت أَبُو بكر فَإِذا هُوَ بِفَارِس قد لحقهم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَذَا فارسٌ قد لحق بِنَا، فَالْتَفت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" اللَّهُمَّ اصرعه "، فصرعه فرسه، ثمَّ قَامَت تحمحم فَقَالَ: يَا نَبِي الله، مرني بِمَا شِئْت.

فَقَالَ: " فقف مَكَانك، لَا تتركن أحدا يلْحق بِنَا ". قَالَ فَكَانَ أول النَّهَار جاهداً على نَبِي الله صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ آخر النَّهَار مسلحة لَهُ.

فَنزل نَبِي الله صلى الله عليه وسلم جَانب الْحرَّة، ثمَّ بعث إِلَى الْأَنْصَار، فَجَاءُوا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 627

وَأبي بكر، فَسَلمُوا عَلَيْهِمَا وَقَالُوا:

اركبا آمِنين مطاعين. فَركب نَبِي الله صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر وحفوا دونهمَا بِالسِّلَاحِ، فَقيل فِي الْمَدِينَة: جَاءَ نَبِي الله، جَاءَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم.

فَأقبل يسير حَتَّى نزل جَانب دَار أبي أَيُّوب، فَإِنَّهُ ليتحدث أَهله، إِذْ سمع بِهِ عبد الله بن سَلام وَهُوَ فِي نخل لَهُ يخْتَرف لَهُم فِيهَا، فَعجل أَن يضع الَّذِي يخْتَرف لَهُم فِيهَا فجَاء وَهِي مَعَه، فَسمع من نَبِي الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَهله، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم:" أَي بيُوت أَهْلينَا أقرب؟ " فَقَالَ أَبُو أَيُّوب: أَنا يَا نَبِي الله، هَذِه دَاري، وَهَذَا بَابي. قَالَ:" فَانْطَلق فهيئ لنا مقيلاً ". قَالَ: قوما على بركَة الله.

فَلَمَّا جَاءَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم جَاءَ عبد الله بن سَلام فَقَالَ:

أشهد أَنَّك رَسُول الله وَأَنَّك جِئْت بِحَق، وَقد علمت يهود أَنِّي سيدهم وَابْن سيدهم، وأعلمهم وَابْن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أَن يعلمُوا أَنِّي قد أسلمت، فَإِنَّهُم إِن يعلمُوا أَنِّي قد أسلمت قَالُوا فِي مَا لَيْسَ فِي. فَأرْسل نَبِي الله صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِم فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" يَا معشر الْيَهُود، وَيْلكُمْ، اتَّقوا الله، فوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِنَّكُم لتعلمون أَنِّي رَسُول الله حَقًا، وَأَنِّي جِئتُكُمْ بحقٍّ، فأسلموا " فَقَالُوا: مَا نعلمهُ. قَالُوا للنَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَالَهَا ثَلَاث مَرَّات قَالَ: " فَأَي رجلٍ فِيكُم عبد الله بن سَلام؟ " قَالُوا: ذَلِك سيدنَا وَابْن سيدنَا، وَأَعْلَمنَا وَابْن أعلمنَا. قَالَ:" أَفَرَأَيْتُم إِن أسلم؟ " قَالُوا: حاشا لله، مَا كَانَ ليسلم. قَالَ:" أَفَرَأَيْتُم إِن أسلم؟ " قَالُوا: حاشا لله، مَا كَانَ ليسلم. قَالَ:" أَرَأَيْتُم إِن أسلم؟ " قَالُوا: حاشا لله، مَا كَانَ ليسلم. قَالَ " يَا ابْن سَلام، اخْرُج عَلَيْهِم " فَخرج فَقَالَ: يَا معشر الْيَهُود، اتَّقوا الله، فوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، إِنَّكُم لتعلمون أَنه رَسُول الله، وَأَنه جَاءَ بِالْحَقِّ، قَالُوا: كذبت. فَأخْرجهُمْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

2071 -

السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَت الْأمة من إِمَاء الْمَدِينَة لتأْخذ بيد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق بِهِ حَيْثُ شَاءَت.

ص: 628

2072 -

الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، فَإِذا شهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا، وصلوا صَلَاتنَا، حرمت علينا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا " وَفِي رِوَايَة ابْن الْمُبَارك عَن حميد: " وحسابهم على الله ".

وَفِي رِوَايَة خَالِد عَن حميد:

سَأَلَ مَيْمُون بن سياه أنسا: مَا يحرم دم العَبْد وَمَاله؟ فَقَالَ: من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، واستقبل قبلتنا وَصلى صَلَاتنَا، وَأكل ذبيحتنا، فَهُوَ الْمُسلم، لَهُ مَا للْمُسلمِ، وَعَلِيهِ مَا على الْمُسلم. مَوْقُوف.

2073 -

التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن طرخان التَّيْمِيّ عَن أنس: لم يبْق مِمَّن صلى الْقبْلَتَيْنِ غَيْرِي.

2074 -

السِّتُّونَ: عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ قَالَ: رَأَيْت على أنس برنساً أصفر من خَز.

2075 -

الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: كَانَ قرام لعَائِشَة سترت بِهِ جَانب بَيتهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" أميطي عَنهُ، فَإِنَّهُ لَا تزَال تصاويره تعرض لي فِي صَلَاتي ".

2076 -

الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز قَالَ: دخلت انا وثابت على أنس بن مَالك، فَقَالَ ثَابت: يَا أَبَا حَمْزَة، اشتكيت. فَقَالَ أنس: أَلا

ص: 629

أرقيك برقية رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بلَى. قَالَ: " اللَّهُمَّ رب النَّاس، مَذْهَب الباس، اشف أَنْت الشافي، لَا شافي إِلَّا أَنْت، شِفَاء لَا يُغَادر سقماً ".

2077 -

الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: دخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَإِذا حبلٌ مَمْدُود بَين الساريتين، فَقَالَ:" مَا هَذَا الْحَبل؟ " قَالُوا: هَذَا حبلٌ لِزَيْنَب، فَإِذا فترت تعلّقت. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" حلوه، ليصل أحدكُم نشاطه، فَإِذا فتر فليقعد ".

2078 -

الرَّابِع وَالسِّتُّونَ عَن عبد الْوَارِث وَإِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا من النَّاس مُسلم يَمُوت لَهُ ثلاثةٌ من الْوَلَد لم يبلغُوا الْحِنْث إِلَّا أدخلهُ الله الْجنَّة بِفضل رَحمته إيَّاهُم ".

2079 -

الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان تَعْلِيقا عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: أُتِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمَال من الْبَحْرين، فَقَالَ:" انثروه فِي الْمَسْجِد " وَكَانَ أَكثر مالٍ أُتِي بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَخرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاة وَلم يلْتَفت إِلَيْهِ، فَلَمَّا قضى الصَّلَاة جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَمَا كَانَ يرى أحدا إِلَّا أعطَاهُ، إِذْ جَاءَهُ الْعَبَّاس فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَعْطِنِي، فَإِنِّي فاديت نَفسِي وفاديت عقيلاً. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" خُذ " فَحَثَا فِي ثَوْبه، ثمَّ ذهب يقلهُ فَلم يسْتَطع، فَقَالَ يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. مر بَعضهم يرفعهُ إِلَيّ. قَالَ:" لَا ". قَالَ: فارفعه أَنْت عَليّ. قَالَ: " لَا "

ص: 630

فنثر مِنْهُ ثمَّ ذهب يقلهُ فَلم يسْتَطع، فَقَالَ: يَا رَسُول الله مر بَعضهم يرفعهُ عَليّ فَقَالَ: " لَا " قَالَ. فارفعه أَنْت عَليّ قَالَ: " لَا " قَالَ: فنثر مِنْهُ، ثمَّ احتمله فَأَلْقَاهُ على كَاهِله، ثمَّ انْطلق، فَمَا زَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يتبعهُ بَصَره حَتَّى خَفِي علينا، عجبا من حرصه، فَمَا قَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَثمّ مِنْهَا دِرْهَم.

2080 -

السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن أبي التياح يزِيد بن حميد عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " اسمعوا وَأَطيعُوا وَإِن اسْتعْمل عَلَيْكُم عبدٌ حبشيٌّ، كَأَن رَأسه زبيبة ".

وَفِي حَدِيث غنْدر قَالَ لأبي ذَر:

اسْمَع وأطع وَلَو لحبشي كَأَن رَأسه زبيبة ".

2081 -

السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول قَالَ: رَأَيْت قدح النَّبِي صلى الله عليه وسلم عِنْد أنس بن مَالك، وَكَانَ قد انصدع، فسلسله بِفِضَّة. قَالَ: وَهُوَ قدح جيد عريض من نضار. قَالَ أنس: لقد سقيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْقدح أَكثر من كَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَقَالَ ابْن سِيرِين: إِنَّه كَانَ فِيهِ حَلقَة من حَدِيد، فَأَرَادَ أنس أَن يَجْعَل مَكَانهَا حَلقَة من ذهب أَو فضَّة، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَة: لَا تغير شَيْئا صنعه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَتَركه. هَكَذَا فِي رِوَايَة أبي عوَانَة عَن عَاصِم.

وَقَالَ فِي رِوَايَة عَبْدَانِ عَن أبي حَمْزَة عَن عَاصِم عَن ابْن سِيرِين عَن أنس أَن

قدح النَّبِي صلى الله عليه وسلم انْكَسَرَ، فَاتخذ مَكَان الشّعب سلسلة من فضَّة. قَالَ عَاصِم: رَأَيْت الْقدح، وشربت فِيهِ.

ص: 631

ذكر أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي، فِي " الْأَطْرَاف " هذَيْن الْحَدِيثين فِي تَرْجَمَة أنس، وجعلهما حَدِيثا وَاحِدًا، وَذكر لَهما الطَّرِيقَيْنِ الْمَذْكُورين دون بَيَان، واللفظان والإسنادان مُخْتَلِفَانِ كَمَا ترى، وَقد بَين ذَلِك خلفٌ الوَاسِطِيّ، فَجعل رِوَايَة عَبْدَانِ عَن أبي حَمْزَة فِي تَرْجَمَة ابْن سِيرِين عَن أنس، وَالْأُخْرَى فِي تَرْجَمَة عَاصِم عَن أنس، على الصَّوَاب، وَمن تَأمل فِي التعليقين وَمَا فِي كتاب البُخَارِيّ استبان لَهُ مَا بَينا.

وَعند مُسلم طرف من ذَلِك، من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ:

لقد سقيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بقدحي هَذَا الشَّرَاب كُله: الْعَسَل والنبيذ وَالْمَاء وَاللَّبن.

2082 -

الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن شُعَيْب بن الحبحاب عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " أكثرت عَلَيْكُم فِي السِّوَاك ".

2083 -

التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن أبي عمرَان الْجونِي - وَهُوَ عبد الْملك بن حبيب قَالَ: نظر أنس إِلَى النَّاس يَوْم الْجُمُعَة، فَرَأى طيالسة فَقَالَ: كَأَنَّهُمْ السَّاعَة يهود خَيْبَر.

2084 -

السبعون: عَن عبد الله بن عبد الله بن جبر عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَالْمَرْأَة من نِسَائِهِ يغتسلان فِي إِنَاء وَاحِد. زَاد وهب وَغَيره عَن شُعْبَة من الْجَنَابَة.

2085 -

الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن عَمْرو بن عَامر عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله

ص: 632

صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَضَّأ عِنْد كل صَلَاة. قلت: كَيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ فِي ذَلِك. قَالَ: يُجزئ أَحَدنَا الْوضُوء مَا لم يحدث.

2086 -

الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن الزبير بن عدي قَالَ: أَتَيْنَا أنس بن مَالك فشكونا إِلَيْهِ مَا يلقون من الْحجَّاج. فَقَالَ: " اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُم زمانٌ إِلَّا وَالَّذِي بعده شرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تلقوا ربكُم " سمعته من نَبِيكُم صلى الله عليه وسلم.

2087 -

الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان التَّيْمِيّ الْمدنِي عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَة حِين تميل الشَّمْس.

وَلَيْسَ لعُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن عَن أنس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا.

وهم فِيهِ أَبُو مَسْعُود - أَو من كتبه عَنهُ - فَقَالَ فِي التَّرْجَمَة: عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان عَن أنس - وَالصَّوَاب: عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن. كَذَا فِي أصل البُخَارِيّ، وَهَكَذَا ذكره خلف الوَاسِطِيّ فِي كِتَابه.

2088 -

الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن هِلَال بن عَليّ عَن أنس قَالَ: شَهِدنَا بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تدفن، وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ فِي الْقَبْر، فَرَأَيْت عَيْنَيْهِ تدمعان، فَقَالَ:" هَل فِيكُم من أحد لم يقارف اللَّيْلَة؟ " فَقَالَ أَبُو طَلْحَة: أَنا. قَالَ: " فَانْزِل فِي قبرها " قَالَ فليح: أرَاهُ يَعْنِي الذَّنب.

قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هِلَال بن عَليّ هُوَ ابْن أبي مَيْمُونَة، وَابْن أُسَامَة. وَقيل: ابْن أبي هِلَال.

2089 -

الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن هِلَال بن عَليّ عَن أنس قَالَ: لم يكن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَاحِشا وَلَا لعاناً وَلَا سباباً. كَانَ يَقُول عِنْد المعتبة: " مَاله تربت يَمِينه ".

ص: 633

2090 -

السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن هِلَال بن عَليّ عَن أنس بن مَالك قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صلى بِنَا يَوْمًا الصَّلَاة ثمَّ رقي الْمِنْبَر، وَأَشَارَ بِيَدِهِ قبل قبْلَة الْمَسْجِد فَقَالَ:" قد رَأَيْت الْآن مُنْذُ صليت لكم الصَّلَاة الْجنَّة وَالنَّار ممتلئتين فِي قبل هَذَا الْجِدَار، فَلم أر كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْر وَالشَّر ".

2091 -

السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن حميد بن هِلَال عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم " أَخذ الرَّايَة زيدٌ فأصيب، ثمَّ أَخذهَا جعفرٌ فأصيب، ثمَّ أَخذهَا عبد الله ابْن رَوَاحَة فأصيب - وَإِن عَيْني رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لتذرفان - ثمَّ أَخذهَا خَالِد بن الْوَلِيد من غير إمرةٍ فَفتح لَهُ ".

قَالَ فِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب:

خطب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَخذ الرَّايَة زيدٌ فأصيب " وَذكره نَحوه. وَقَالَ فِي آخِره: " مَا نسر أَنهم عندنَا " قَالَ أَيُّوب أَو قَالَ: " مَا يسرهم أَنهم عندنَا " وَعَيناهُ تَذْرِفَانِ.

وَفِي حَدِيث حَمَّاد عَن زيد عَن أَيُّوب عَن حميد عَنهُ:

أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفراً وَابْن رَوَاحَة للنَّاس قبل أَن يَأْتِيهم خبرهم، فَقَالَ: " أَخذ الرَّايَة زيد

. " فَذكرهمْ، وَقَالَ فِي آخِره: " حَتَّى أَخذ الرَّايَة سيفٌ من سيوف الله، حَتَّى فتح الله عَلَيْهِم ".

2092 -

الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن حميد بن هِلَال عَن أنس قَالَ: كَأَنِّي أنظر إِلَى غُبَار سَاطِع فِي سكَّة بني غنم، موكب جِبْرِيل عليه السلام حِين سَار رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى بني قُرَيْظَة.

ص: 634

2093 -

التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن غيلَان بن جرير عَن أنس قَالَ: إِنَّكُم لتعملون أعمالاً هِيَ أدق فِي أعينكُم من الشّعْر، كُنَّا نعدها على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الموبقات. قَالَ البُخَارِيّ: يَعْنِي المهلكات.

2094 -

الثَّمَانُونَ: عَن غيلَان بن جرير قَالَ:

قلت لأنس: أَرَأَيْتُم اسْم الْأَنْصَار أَكُنْتُم تسمون بِهِ أم سَمَّاكُم الله تبارك وتعالى؟ قَالَ: بل سمانا الله عز وجل.

قَالَ غيلَان: كُنَّا ندخل على أنس فيحدثنا بمناقب الْأَنْصَار ومشاهدهم، وَيقبل عَليّ أَو على رجل من الأزد فَيَقُول: فعل قَوْمك يَوْم كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا.

2095 -

الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي خلدَة خَالِد بن دِينَار عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا اشْتَدَّ الْبرد بكر بِالصَّلَاةِ، وَإِذا اشْتَدَّ الْحر أبرد بِالصَّلَاةِ. يَعْنِي الْجُمُعَة.

قَالَ: وَقَالَ بشر بن ثَابت:

قَالَ: حَدثنَا أَبُو خلدَة قَالَ: صلى بِنَا أميرٌ الْجُمُعَة ثمَّ قَالَ لأنس: كَيفَ كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظّهْر فِيكُم؟ فَذكره.

2096 -

الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن عقبَة بن وساج عَن أنس قَالَ: قدم النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ فِي أَصْحَابه أشمط غير أبي بكر، فغلفها بِالْحِنَّاءِ والكتم.

ص: 635