المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أَفْرَاد مُسلم 2097 - الحَدِيث الأول: عَن مُوسَى بن أنس عَن - الجمع بين الصحيحين للحميدي - جـ ٢

[الحميدي، ابن أبي نصر]

الفصل: ‌ ‌أَفْرَاد مُسلم 2097 - الحَدِيث الأول: عَن مُوسَى بن أنس عَن

‌أَفْرَاد مُسلم

2097 -

الحَدِيث الأول: عَن مُوسَى بن أنس عَن أنس قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على الْإِسْلَام شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ. قَالَ: فجَاء رجلٌ فَأعْطَاهُ غنما بَين جبلين فَرجع إِلَى قومه فَقَالَ: يَا قوم، أَسْلمُوا، فَإِن مُحَمَّدًا يُعْطي عَطاء لَا يخْشَى الْفَاقَة.

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس:

أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم غنما بَين جبلين فَأعْطَاهُ إِيَّاه، فَأتى قومه فَقَالَ: يَا قوم، أَسْلمُوا، فوَاللَّه إِن مُحَمَّدًا يُعْطي عَطاء مَا يخَاف الْفقر. فَقَالَ أنس: إِن كَانَ الرجل ليسلم مَا يُرِيد إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يسلم حَتَّى يكون الْإِسْلَام أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا.

2098 -

الثَّانِي: عَن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من عَال جاريتين حَتَّى تبلغا، جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَهُوَ " وَضم أَصَابِعه.

2099 -

الثَّالِث: عَن إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: كَانَت عِنْد أم سليم يتيمةٌ، وَهِي أم أنس فَرَأى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْيَتِيمَة، فَقَالَ:" آنت هيه؟ . لقد كَبرت لَا كبر سنك " فَرَجَعت الْيَتِيمَة إِلَى أم سليم تبكى. فَقَالَت أم سليم: مَالك يَا بنية؟ قَالَت الْجَارِيَة: دَعَا عَليّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن لَا يكبر سني أبدا، فَالْآن لَا يكبر سني أبدا، أَو قَالَت: قَرْني - فَخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها، حَتَّى لقِيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" مَالك يَا أم سليم؟ " فَقَالَت: يَا نَبِي الله، أدعوت على يتيمتي؟ قَالَ:" وَمَا ذَاك يَا أم سليم؟ " قَالَت: زعمت أَنَّك دَعَوْت أَن لَا يكبر سنّهَا وَلَا يكبر قرنها. قَالَ: فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. ثمَّ قَالَ: " يَا أم سليم، أما تعلمين أَن شرطي على رَبِّي، أَنِّي اشْترطت على رَبِّي فَقلت: إِنَّمَا أَنا بشر، أرْضى كَمَا يرضى الْبشر، وأغضب كَمَا يغْضب الْبشر،

ص: 636

فأيما أحدٍ دَعَوْت عَلَيْهِ من أمتِي بدعوة لَيْسَ لَهَا بأهلٍ أَن تجعلها لَهُ طهُورا وَزَكَاة وقربةً يقربهُ بهَا مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة ".

2100 -

الرَّابِع: عَن إِسْحَق بن عبد الله عَن أنس قَالَ: جَاءَت أم سليم - وَهِي جدة إِسْحَق إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَت لَهُ وَعَائِشَة عِنْده: يَا رَسُول الله، الْمَرْأَة ترى مَا يرى الرجل فِي الْمَنَام فترى من نَفسهَا مَا يرى الرجل من نَفسه. فَقَالَت عَائِشَة: يَا أم سليم، فضحت النِّسَاء، تربت يَمِينك، فَقَالَ لعَائِشَة:" بل أَنْت فتربت يَمِينك. نعم فلتغتسل يَا أم سليم إِذا رَأَتْ ذَلِك " زَاد الرَّاوِي فِي نفس الحَدِيث قَوْلهَا: تربت يَمِينك خيرٌ. كَذَا فِي كتاب مُسلم. وَلَعَلَّه من قَول الرَّاوِي فِي أَنه لَا يُرَاد بِهَذِهِ اللَّفْظَة إِلَّا الْخَيْر.

وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس:

أَن أم سليم حدثت أَنَّهَا سَأَلت نَبِي الله صلى الله عليه وسلم عَن الْمَرْأَة، ترى فِي منامها مَا يرى الرجل

الحَدِيث. هَكَذَا فِيمَا عندنَا من كتاب " مُسلم " أَن أم سليم حدثت أَنَّهَا سَأَلت. وَهُوَ على هَذَا يَقع فِي مُسْند أم سليم.

وَلَكِن قد أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس فِي مُسْند أنس، وَقَالَ فِيهِ: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس:

أَن أم سليم سَأَلت النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

وَهَكَذَا أخرجه البرقاني فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ، عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن أم سليم سَأَلت النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن الْمَرْأَة ترى فِي منامها مَا يرى الرجل. فَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " يَا أم سليم، إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك فلتغتسل " فَقَالَت أم سليم - وَاسْتَحْيَيْت من ذَلِك: وَهل يكون هَذَا؟ فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم: " نعم، فَمن أَيْن يكون الشّبَه؟ إِن مَاء الرجل غليظٌ أَبيض، وَمَاء الْمَرْأَة رقيقٌ أصفر، فَمن أَيهمَا علا أَو سبق يكون مِنْهُ الشّبَه ".

ص: 637

وَأخرجه مسلمٌ أَيْضا من حَدِيث أبي مَالك سعد بن طَارق الْأَشْجَعِيّ عَن أنس قَالَ:

سَأَلت امْرَأَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْمَرْأَة ترى فِي منامها مَا يرى الرجل فِي مَنَامه فَقَالَ: " إِذا كَانَ مِنْهَا مَا يكون من الرجل فلتغتسل ".

2101 -

الْخَامِس: عَن إِسْحَق عَن أنس، وَعَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن أم سليم اتَّخذت يَوْم خَيْبَر خنجراً، فَكَانَ مَعهَا، فرآها أَبُو طَلْحَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَذِه أم سليم مَعهَا خنجر. فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" مَا هَذَا الخنجر؟ " قَالَت: اتخذته إِن دنا مني أحدٌ من الْمُشْركين بقرت بَطْنه. فَجعل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يضْحك. قَالَت: يَا رَسُول الله، اقْتُل من بَعدنَا من الطُّلَقَاء انْهَزمُوا بك يَعْنِي يَوْم هوَازن - فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" يَا أم سليم، إِن الله قد كفى وَأحسن ".

2102 -

السَّادِس: عَن إِسْحَق بن عبد الله عَن عَمه أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يتبع الدَّجَّال من يهود أَصْبَهَان سَبْعُونَ ألفا، عَلَيْهِم الطيالسة ".

2103 -

السَّابِع: عَن إِسْحَق أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اسْتغْفر للْأَنْصَار، قَالَ: وَأَحْسبهُ قَالَ: ولذراري الْأَنْصَار، ولموالي الْأَنْصَار، لَا أَشك فِيهِ.

2104 -

الثَّامِن: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك - وَأَنا أرى أَن عِنْده مِنْهُ علما فَقَالَ: إِن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته بِشريك بن سَحْمَاء، وَكَانَ أَخا الْبَراء بن مَالك لأمه، فَكَانَ أول رجل لَاعن فِي الْإِسْلَام. قَالَ: فلاعنها. فَقَالَ

ص: 638

رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:

" أبصروها فَإِن جَاءَت بِهِ أَبيض سبطاً، قضيء الْعَينَيْنِ، فَهُوَ لهِلَال بن أُميَّة، وان جَاءَت بِهِ أكحل جَعدًا، حمش السَّاقَيْن فَهُوَ لِشَرِيك بن سَحْمَاء " قَالَ: فأنبئت أَنَّهَا جَاءَت بِهِ أكحل جَعدًا حمش السَّاقَيْن.

2105 -

التَّاسِع: عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن قَتَادَة عَن أنس عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الْكَافِر إِذا عمل حَسَنَة أطْعم بهَا طعمةً من الدُّنْيَا. وَأما الْمُؤمن فَإِن الله يدّخر لَهُ حَسَنَاته فِي الْآخِرَة، ويعقبه رزقا فِي الدُّنْيَا على طَاعَته.

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن يحيى عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ:

قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن الله لَا يظلم مُؤمنا حَسَنَة يُعْطي بهَا فِي الدُّنْيَا، وَيجْزِي بهَا فِي الْآخِرَة. وَأما الْكَافِر فيطعم بحسنات مَا عمل بهَا لله فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذا أفْضى إِلَى الْآخِرَة لم يكن لَهُ بهَا حَسَنَة يجزى بهَا ".

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَنهُ صلى الله عليه وسلم بِمَعْنى حَدِيث سُلَيْمَان وَهَمَّام.

2106 -

الْعَاشِر: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْلَا أَلا تدافنوا لَدَعَوْت الله أَن يسمعكم عَذَاب الْقَبْر ".

2107 -

الْحَادِي عشر: عَن هِشَام الدستوَائي وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة وَهَمَّام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم زجر عَن الشّرْب قَائِما. زَاد فِي حَدِيث سعيد: قَالَ قَتَادَة: فَقُلْنَا: فالأكل. فَقَالَ: " ذَاك أشر وأخبث ".

ص: 639

2108 -

الثَّانِي عشر: عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم كتب إِلَى كسْرَى وَإِلَى قَيْصر، وَإِلَى النَّجَاشِيّ، وَإِلَى كل جَبَّار، يَدعُوهُم إِلَى الله. وَلَيْسَ بالنجاشي الَّذِي صلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَلم يذكر فِيهِ، وَلَا فِي رِوَايَة عبد الْوَهَّاب بن عَطاء عَن سعيد بن أبي عرُوبَة قَوْله: وَلَيْسَ بالنجاشي الَّذِي صلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

وَلَيْسَ لخَالِد بن قيس عَن قَتَادَة فِي مُسْند أنس من صَحِيح مُسلم إِلَّا حديثان، هَذَا أَحدهمَا:

أَنه صلى الله عليه وسلم كتب إِلَى كسْرَى وَقَيْصَر وَالنَّجَاشِي وَإِلَى كل جَبَّار. . الحَدِيث. والْحَدِيث الثَّانِي: أَنه أَرَادَ أَن يكْتب إِلَى كسْرَى وَقَيْصَر وَالنَّجَاشِي، فَقيل: إِنَّهُم لَا يقبلُونَ كتابا إِلَّا بِخَاتم وَأَنه صلى الله عليه وسلم صاغ خَاتمًا. . الحَدِيث. وَقد ذَكرْنَاهُ قبل هَذَا فِي السَّادِس عشر من الْمُتَّفق عَلَيْهِ.

وَقد وهم فِي أَحدهمَا خلفٌ الوَاسِطِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي كِتَابه، فَأخْرج الَّذِي فِيهِ: أَنه كتب إِلَى كسْرَى وَقَيْصَر وَالنَّجَاشِي من رِوَايَة حَنْظَلَة بن قيس عَن قَتَادَة. وَأخرج الثَّانِي فِي اتِّخَاذ الْخَاتم من رِوَايَة خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة. وَالْحَدِيثَانِ جَمِيعًا من رِوَايَة خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة. وَكتاب مُسلم شاهدٌ بذلك، فَإِنَّهُ أخرج الأول فِي أَوَائِل " الْمَغَازِي " وَأخرج الثَّانِي فِي اتِّخَاذ الْخَاتم من كتاب " اللبَاس ".

وَقد أخرجهُمَا أَبُو مَسْعُود على الصَّوَاب فِي تَرْجَمَة خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة، إِلَّا أَنه قَالَ فِي حَدِيث اتِّخَاذ الْخَاتم: رَوَاهُ مُسلم فِي " اللبَاس " عَن نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَن خَالِد. كَذَا فِيمَا عندنَا من كتاب أبي مَسْعُود، وَإِنَّمَا هُوَ فِي أصل كتاب مُسلم فِي " اللبَاس " عَن نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي عَن نوح بن قيس عَن أَخِيه خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة. وَهَكَذَا أخرجه فِي كِتَابه على الصَّوَاب الْمَوْجُود فِي كتاب مُسلم.

ص: 640

وَرَأَيْت بِخَط أبي عبد الله الصُّورِي الْحَافِظ فِي ذكر خلف الوَاسِطِيّ حَنْظَلَة بن قيس فِي أحد هذَيْن الْحَدِيثين، فَقَالَ: هَذَا خطأ فَاحش من خلف رحمه الله، وَالصَّوَاب خَالِد بن قيس. وكلا الْحَدِيثين عِنْده، وَقد جَعلهمَا ترجمتين. وَلَيْسَ لحنظلة بن قيس هَا هُنَا عملٌ أصلا، ذَلِك تابعيٌّ يروي عَن أبي هُرَيْرَة، وَرَافِع بن خديج روى عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَرَبِيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن، وَحَدِيثه فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَهُوَ حَنْظَلَة بن قيس الْأنْصَارِيّ الزرقي. وَلَا أعلم فِي الروَاة مِمَّن اسْمه حَنْظَلَة أحدا يُشَارِكهُ فِي اسْم أَبِيه. هَذَا آخر كَلَام الصُّورِي.

2109 -

الثَّالِث عشر: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس أَن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم قَالَ وجنازته مَوْضُوعَة " اهتز لَهَا عرش الرَّحْمَن " يَعْنِي سعد بن معَاذ. وَذكره فِي حَدِيث قبله.

2110 -

الرَّابِع عشر: عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس، وَمن حَدِيث حميد الطَّوِيل وَحَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَاد رجلا من الْمُسلمين قد خفت فَصَارَ مثل الفرخ، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" هَل كنت تَدْعُو بِشَيْء، أَو تسأله إِيَّاه؟ " قَالَ: نعم. كنت أَقُول: اللَّهُمَّ مَا كنت معاقبي فِي الْآخِرَة فعجله لي فِي الدُّنْيَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " سُبْحَانَ الله! لَا تُطِيقهُ اَوْ لَا تستطيعه.

أَلا قلت: اللَّهُمَّ آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة، وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة، وقنا عَذَاب النَّار. " قَالَ: فَدَعَا الله لَهُ فشفاه. هَكَذَا فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن أبي عدي عَن حميد.

وَفِي حَدِيث حَمَّاد عَن ثَابت بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ، غير أَنه قَالَ " لَا طَاقَة لَك بِعَذَاب الله ". وَلم يذكر: فَدَعَا الله لَهُ فشفاه. وَحَدِيث ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة بِهَذَا.

ص: 641

2111 -

الْخَامِس عشر: عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن قَتَادَة بن دعامة السدُوسِي عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى أَن يخلط التَّمْر والزهو ثمَّ يشرب، وَإِن ذَلِك كَانَ عَامَّة خمورهم يَوْم حرمت الْخمر.

2112 -

السَّادِس عشر: عَن معمر عَن ثَابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة على أحدٍ يَقُول: الله الله "

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:

" لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى لَا يُقَال فِي الأَرْض: الله الله ".

2113 -

السَّابِع عشر: عَن حبيب بن الشَّهِيد بن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر.

وَلَيْسَ لحبيب عَن ثَابت عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا.

2114 -

الثَّامِن عشر: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيل وَهُوَ يلْعَب مَعَ الغلمان، فَأَخذه فصرعه، فشق عَن قلبه، فاستخرج الْقلب، فاستخرج مِنْهُ علقَة، فَقَالَ: هَذَا حطظ الشَّيْطَان مِنْك، ثمَّ غسله فِي طست من ذهب بِمَاء زَمْزَم، ثمَّ لأمه ثمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانَهُ. وَجَاء الغلمان يسعون إِلَى أمه يَعْنِي ظئره فَقَالُوا: إِن مُحَمَّدًا قد قتل، فاستقبلوه وَهُوَ منتقع اللَّوْن. قَالَ أنس: وَقد كنت أرى أثر الْمخيط فِي صَدره.

2115 -

التَّاسِع عشر: عَن حَمَّاد عَن أبي عمرَان وثابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يخرج من النَّار أربعةٌ، فيعرضون على الله - زَاد فِي رِوَايَة أبي بكر البرقاني - ثمَّ يرمونهم إِلَى النَّار، فيلتفت أحدهم فَيَقُول: أَي رب، إِذْ أخرجتني مِنْهَا فَلَا تعيدني فِيهَا، فينجيه الله مِنْهَا ".

ص: 642

2116 -

الْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله أَيْن أبي؟ قَالَ: " فِي النَّار " فَلَمَّا قفى دَعَاهُ فَقَالَ: " إِن أبي وأباك فِي النَّار ".

2117 -

الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن الْيَهُود كَانُوا إِذا حَاضَت الْمَرْأَة فيهم لم يؤاكلوها، وَلم يجامعوهن فِي الْبيُوت. فَسَأَلَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَأنْزل الله عز وجل {ويسألونك عَن الْمَحِيض قل هُوَ أَذَى فاعتزلوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض} إِلَى آخر الْآيَة [الْبَقَرَة] فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " اصنعوا كل شيءْ إِلَّا النِّكَاح " فَبلغ ذَلِك الْيَهُود، فَقَالُوا: مَا يُرِيد هَذَا الرجل أَن يدع من أمرنَا شَيْئا إِلَّا خَالَفنَا فِيهِ. فجَاء أسيد بن حضير وَعباد بن بشر فَقَالَا: يَا رَسُول الله، إِن الْيَهُود تَقول كَذَا وَكَذَا، فَلَا نجامعهن؟ فَتغير وَجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى ظننا أَن قد وجد عَلَيْهِمَا، فَخَرَجَا، فَاسْتَقْبَلَهُمَا هَدِيَّة من لبن إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَأرْسل فِي آثارهما فَسَقَاهُمَا، فعرفا أَنه لم يجد عَلَيْهِمَا.

2118 -

الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُغير إِذا طلع الْفجْر. وَكَانَ يستمع الْأَذَان، فَإِن سمع أذاناً أمسك، وَإِلَّا أغار. فَسمع رجلا يَقُول: الله أكبر الله أكبر، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" على الْفطْرَة " ثمَّ قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله. فَقَالَ رَسُول صلى الله عليه وسلم " خرجت من النَّار " فَنظر فَإِذا هُوَ راعي معزى.

2119 -

الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي نَحْو بَيت الْمُقَدّس، فَنزلت:{قد نرى تقلب وَجهك فِي السَّمَاء فلنولينك قبْلَة ترضاها فول وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام} [الْبَقَرَة] فَمر رجل من بني سَلمَة وهم ركوعٌ فِي صَلَاة الْفجْر، وَقد صلوا رَكْعَة، فَنَادَى: أَلا إِن الْقبْلَة حولت، فمالوا كَمَا هم نَحْو الْقبْلَة.

ص: 643

2120 -

الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت، وَقَتَادَة وَحميد عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، إِذْ جَاءَ رجل وَقد حفزه النَّفس فَقَالَ: الله أكبر، الْحَمد لله كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صلَاته قَالَ:" أَيّكُم الْمُتَكَلّم بالكلمات؟ " فأرم الْقَوْم. فَقَالَ: " إِنَّه لم يقل بَأْسا " فَقَالَ الرجل: أَنا يَا رَسُول الله قلتهَا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لقد رَأَيْت اثْنَي عشر ملكا يبتدرونها، أَيهمْ يرفعها ".

2121 -

الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول يَوْم أحد: " اللَّهُمَّ إِنَّك إِن تشأ لَا تعبد فِي الأَرْض ".

2122 -

السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم شاور حِين بلغه إقبال أبي سُفْيَان. قَالَ: فَتكلم أَبُو بكر فَأَعْرض عَنهُ، ثمَّ تكلم عمر فَأَعْرض عَنهُ، فَقَامَ سعد بن عبَادَة فَقَالَ: إيانا تُرِيدُ يَا رَسُول الله. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أمرتنا أَن نخيضها الْبَحْر لأخضناها، وَلَو أمرتنا أَن نضرب أكبادها إِلَى برك الغماد لفعلنَا. قَالَ: فندب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم النَّاس، فَانْطَلقُوا حَتَّى نزلُوا بَدْرًا، ووردت عَلَيْهِم رواياً قُرَيْش وَفِيهِمْ غلامٌ أسود لبني الْحجَّاج، فَكَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عَن أبي سُفْيَان وَأَصْحَابه، فَيَقُول: مَا لي علمٌ بِأبي سُفْيَان، وَلَكِن هَذَا أَبُو جهل وَعقبَة وَشَيْبَة وَأُميَّة بن خلف. فَإِذا قَالَ ذَلِك ضربوه، فَقَالَ: نعم، أَنا أخْبركُم، هَذَا أَبُو سُفْيَان، فَإِذا

ص: 644

تَرَكُوهُ فَسَأَلُوهُ قَالَ: مَالِي بِأبي سُفْيَان علمٌ، وَلَكِن هَذَا أَبُو جهل وَعتبَة وَشَيْبَة وَأُميَّة ابْن خلف فِي النَّاس. فَإِذا قَالَ هَذَا أَيْضا ضربوه. وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَائِم يُصَلِّي، فَلَمَّا رأى ذَلِك انْصَرف، وَقَالَ:" وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتضربونه إِذا صدقكُم وتتركونه إِذا كذبكم " قَالَ: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " هَذَا مصرع فلَان " وَيَضَع يَده على الأَرْض هَهُنَا وَهَهُنَا. قَالَ فَمَا مَاطَ أحدهم عَن مَوضِع يَد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

2123 -

السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن قُريْشًا صَالحُوا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فيهم سُهَيْل بن عَمْرو، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لعَلي:" اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم " قَالَ سُهَيْل: أما بِسم الله فَمَا نَدْرِي مَا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، وَلَكِن اكْتُبْ مَا نَعْرِف: بِاسْمِك اللَّهُمَّ. فَقَالَ " اكْتُبْ: من مُحَمَّد رَسُول الله " قَالَ: لَو علمنَا أَنَّك رَسُول الله لأتبعناك، وَلَكِن اكْتُبْ اسْمك وَاسم أَبِيك. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" اكْتُبْ: من مُحَمَّد بن عبد الله ". فَاشْتَرَطُوا على النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَن من جَاءَ مِنْكُم لم نرده عَلَيْكُم، وَمن جَاءَ منا رددتموه علينا. فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، أنكتب هَذَا قَالَ:" نعم، إِنَّه من ذهب منا إِلَيْهِم فَأَبْعَده الله تَعَالَى، وَمن جَاءَنَا مِنْهُم سَيجْعَلُ الله لَهُ فرجا ومخرجاً ".

2124 -

الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَليّ بن زيد وثابت الْبنانِيّ عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أفرد يَوْم أحد فِي سَبْعَة من الْأَنْصَار وَرجلَيْنِ من قُرَيْش، فَلَمَّا رهقوه قَالَ:" من يردهم عَنَّا وَله الْجنَّة. أَو: هُوَ رفيقي فِي الْجنَّة؟ " فَتقدم رجلٌ من الْأَنْصَار، فقاتل حَتَّى قتل، ثمَّ رهقوه أَيْضا فَقَالَ:" من يردهم عَنَّا وَله الْجنَّة. أَو: هُوَ رفيقي فِي الْجنَّة؟ " فَتقدم رجلٌ من الْأَنْصَار فقاتل حَتَّى قتل سَبْعَة، فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى قتل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه:" مَا أنصفنا أَصْحَابنَا "

ص: 645

2125 -

التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يَوْم أحد، وشج فِي رَأسه، فَجعل يَسْلت الدَّم عَنهُ وَيَقُول:" كَيفَ يفلح قومٌ شجوا نَبِيّهم وكسروا رباعيته وَهُوَ يَدعُوهُم إِلَى الله " فَأنْزل الله عز وجل: {لَيْسَ لَك من الْأَمر شيءٌ} [آل عمرَان] .

2126 -

الثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن فَتى من أسلم قَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أُرِيد الْغَزْو، وَلَيْسَ معي مَا أتجهز بِهِ. قَالَ:" ائْتِ فلَانا، فَإِنَّهُ قد كَانَ تجهز فَمَرض. " فَأَتَاهُ فَقَالَ: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول: أَعْطِنِي الَّذِي تجهزت بِهِ قَالَ: يَا فُلَانَة أعْطِيه الَّذِي تجهزت بِهِ، وَلَا تحبسي عَنهُ شَيْئا، فوَاللَّه لَا تحبسي مِنْهُ شَيْئا فيبارك لَك فِيهِ.

2127 -

الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من طلب الشَّهَادَة صاقا أعطيها وَلَو لم تصبه ".

2128 -

الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا أكل طَعَاما لعق أَصَابِعه الثَّلَاث، قَالَ: وَقَالَ: " إِذا سَقَطت لقْمَة أحدكُم فليمط عَنْهَا الْأَذَى، وليأكلها وَلَا يَدعهَا للشَّيْطَان " وأمرنا أَن نسلت الْقَصعَة، قَالَ:" فَإِنَّكُم لَا تَدْرُونَ فِي أَي طَعَامكُمْ الْبركَة ".

2129 -

الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن جاراً لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فارسياً كَانَ طيب المرق، فَصنعَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم طَعَاما، ثمَّ جَاءَ يَدعُوهُ فَقَالَ:" وَهَذِه "؟ لعَائِشَة فَقَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا " ثمَّ عَاد يَدعُوهُ، فَقَالَ

ص: 646

رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " وَهَذِه؟ " قَالَ: لَا. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " لَا " ثمَّ عَاد يَدعُوهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " وَهَذِه؟ " قَالَ: نعم فِي الثَّالِثَة. فقاما يتدافعان حَتَّى أَتَيَا منزله.

2130 -

الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ مَعَ إِحْدَى نِسَائِهِ، فَمر بِهِ رجلٌ، فَدَعَاهُ فجَاء، فَقَالَ:" يَا فلَان، هَذِه زَوْجَتي ". فَقَالَ يَا رَسُول الله، من كنت أَظن بِهِ، فَلم اكن أَظن بك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم ".

2131 -

الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْت ذَات لَيْلَة فِيمَا يرى النَّائِم كأنا فِي دَار عقبَة بن رَافع. فأتينا برطب من رطب ابْن طَابَ، فأولت الرّفْعَة لنا فِي الدُّنْيَا، والعافية فِي الْآخِرَة، وَأَن ديننَا قد طَابَ ".

2132 -

السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس أَن امْرَأَة كَانَ فِي عقلهَا شَيْء فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن لي إِلَيْك حَاجَة. فَقَالَ:" يَا أم فلَان، انظري أَي السكَك شِئْت حَتَّى أَقْْضِي لَك حَاجَتك " فَخَلا مَعهَا فِي بعض الطّرق حَتَّى فرغت من حَاجَتهَا.

2133 -

السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: وَعَن حَمَّاد عَن هِشَام ابْن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مر بِقوم يُلَقِّحُونَ، فَقَالَ:" لَو لم تفلعوا لصلح " قَالَ: فَخرج شيصاً، فَمر بهم فَقَالَ:" مَا لنخلكم؟ قَالُوا: قلت كَذَا وَكَذَا. قَالَ: " أَنْتُم أعلم بِأَمْر دنياكم ".

ص: 647

2134 -

الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ، وَسليمَان التَّيْمِيّ عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَرَرْت على مُوسَى لَيْلَة أسرِي بِي عِنْد الْكَثِيب الْأَحْمَر وَهُوَ قائمٌ يُصَلِّي فِي قَبره ".

2135 -

التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " دخلت الْجنَّة فَسمِعت خشفةً. قلت: من هَذَا؟ قَالُوا: هَذِه الغميصاء بنت ملْحَان، أم أنس بن مَالك ".

2136 -

الْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَخذ سَيْفا يَوْم أحد، فَقَالَ:" من يَأْخُذ مني هَذَا؟ " فبسطوا أَيْديهم كل إِنْسَان مِنْهُم يَقُول: أَنا أَنا. قَالَ: " فَمن يَأْخُذهُ بِحقِّهِ؟ " فأحجم الْقَوْم. فَقَالَ سماك أَبُو دُجَانَة: أَنا آخذه بِحقِّهِ. قَالَ: فَأَخذه ففلق بِهِ هام الْمُشْركين.

2137 -

الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم آخى بَين طَلْحَة وَأبي عُبَيْدَة.

2138 -

الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لما صور الله آدم فِي الْجنَّة تَركه مَا شَاءَ أَن يتْركهُ، فَجعل إِبْلِيس يطِيف بِهِ وَينظر إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ أجوف عرف أَنه خلقٌ لَا يَتَمَالَك ".

2139 -

الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس: أَن ثَمَانِينَ رجلا من أَهله مَكَّة هَبَطُوا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التَّنْعِيم مسلحين يُرِيدُونَ

ص: 648

غرَّة النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فاخذهم سلما فاستحياهم، وَأنزل الله عز وجل {وَهُوَ الَّذِي كف أَيْديهم عَنْكُم وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطن مَكَّة من بعد أَن أَظْفَرَكُم عَلَيْهِم} [الْفَتْح] .

2140 -

الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا أَوَى إِلَى فرَاشه قَالَ: " الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وَسَقَانَا وآوانا، فكم من لَا كَافِي لَهُ وَلَا مؤوي ".

2141 -

الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رجلا كَانَ يتهم بِأم ولد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لعَلي:" اذْهَبْ فَاضْرب عُنُقه " فَأَتَاهُ عليٌّ، فَإِذا هُوَ فِي ركي يتبرد، فَقَالَ لَهُ عليٌّ: اخْرُج، فَنَاوَلَهُ يَده، فَأخْرجهُ، فَإِذا هُوَ مجبوبٌ لَيْسَ لَهُ ذكرٌ، فَكف عليٌّ عَنهُ، ثمَّ أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّه لمجبوب مَا لَهُ ذكرٌ.

2142 -

السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " يُؤْتى بأنعم أهل الدُّنْيَا من أهل النَّار يَوْم الْقِيَامَة، فيصبغ فِي النَّار صبغةً ثمَّ يُقَال: يَا ابْن آدم، هَل رَأَيْت خيرا قطّ؟ هَل مر بك نعيمٌ قطّ؟ فَيَقُول: لَا وَالله يَا رب. وَيُؤْتى بأشد النَّاس بؤساً فِي الدُّنْيَا من أهل الْجنَّة، فَيُقَال لَهُ: يَا ابْن آدم، هَل رَأَيْت بؤساً قطّ؟ هَل مر بك شدةٌ قطّ؟ فَيَقُول: لَا وَالله، مَا مر بِي بؤسٌ قطّ، وَلَا رَأَيْت شدَّة قطّ ".

2143 -

السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت وَحميد عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " حفت الْجنَّة بالمكاره، وحفت النَّار بالشهوات ".

ص: 649

2144 -

الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِن فِي الْجنَّة لسوقاً يأتونها كل جُمُعَة، فتهب ريح الشمَال فتحثو فِي وُجُوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالاً، فيرجعون إِلَى أَهْليهمْ وَقد ازدادوا حسنا وجمالاً، فَيَقُول لَهُم أهلوهم: وَالله، لقد ازددتم بَعدنَا حسنا وجمالاً.

فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُم وَالله لقد ازددتم بَعدنَا حسنا وجمالاً ".

2145 -

التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من يدْخل الْجنَّة ينعم لَا يبأس، وَلَا تبلى ثِيَابه، وَلَا يفنى شبابه ".

كَذَا حكى أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي وخلفٌ الوَاسِطِيّ فِي الْإِسْنَاد، وَهُوَ فِيمَا رَأينَا من كتاب مُسلم من رِوَايَة زُهَيْر بن حَرْب عَن ابْن مهْدي عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة. وَالله أعلم.

2146 -

الْخَمْسُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ترك قَتْلَى بدر ثَلَاثًا ثمَّ أَتَاهُم، فَقَامَ عَلَيْهِم فناداهم، فَقَالَ:" يَا أَبَا جهل بن هِشَام، يَا أُميَّة بن خلف، يَا عتبَة بن ربيعَة، يَا شيبَة بن ربيعَة، أَلَيْسَ قد وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا؟ فَإِنِّي قد وجدت مَا وَعَدَني رَبِّي حَقًا " فَسمع عمر قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، كَيفَ يسمعُونَ، أَو أَنى يجيبون وَقد جيفوا؟ قَالَ " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْتُم بأسمع لما أَقُول مِنْهُم، وَلَكِن لَا يقدرُونَ أَن يجيبوا " ثمَّ أَمر بهم فسحبوا، فَألْقوا فِي قليب بدر.

ص: 650

2147 -

الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " آتِي بَاب الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة فأستفتح، فَيَقُول الخازن: من أَنْت؟ فَأَقُول: مُحَمَّد. فَيَقُول: بك أمرت لَا أفتح لأحدٍ قبلك ".

2148 -

الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم تسع نسْوَة، فَكَانَ إِذا قسم بَينهُنَّ لَا يَنْتَهِي إِلَى الْمَرْأَة الأولى فِي تسع، فَكُن يجتمعن كل لَيْلَة فِي بَيت الَّتِي يَأْتِيهَا، فَكَانَ فِي بَيت عَائِشَة، فَجَاءَت زَيْنَب فَمد يَده إِلَيْهَا، فَقَالَت: هَذِه زَيْنَب، فَكف النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَده، فتقاولتا حَتَّى استخبتا، وأقيمت الصَّلَاة، فَمر أَبُو بكر على ذَلِك، فَسمع أصواتهما فَقَالَ: أخرج يَا رَسُول الله إِلَى الصَّلَاة، واحث فِي أفواههن التُّرَاب. فَخرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَت عَائِشَة: الْآن يقْضِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلَاته، فَيَجِيء أَبُو بكر فيفعل بِي وَيفْعل، فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلَاته، أَتَاهَا أَبُو بكر فَقَالَ لَهَا قولا شَدِيدا. وَقَالَ: أتصنعين هَذَا! .

2149 -

الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يسيسة عينا ينظر مَا صنعت عير أبي سُفْيَان، فَجَاءُوا مَا فِي الْبَيْت غير رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وغيري. قَالَ: لَا أَدْرِي مَا اسْتثْنى بعض نسائة قَالَ: فحدثه الحَدِيث فَخرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَتكلم فَقَالَ:" إِن لنا طلبة، فَمن كَانَ ظَهره حَاضرا فليركب مَعنا " فَجعل رجال يستأذنونه فِي ظهْرهمْ فِي علو الْمَدِينَة.

فَقَالَ: " لَا، إِلَّا من كَانَ ظَهره حَاضرا ". فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه حَتَّى سبقوا الْمُشْركين إِلَى بدر، وَجَاء الْمُشْركُونَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" لَا يقدمن أحد مِنْكُم إِلَى شَيْء حَتَّى أكون أَنا أوذنه " فَدَنَا الْمُشْركُونَ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 651

" قومُوا إِلَى جنَّة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض " قَالَ: يَقُول عُمَيْر بن الْحمام الْأنْصَارِيّ: يَا رَسُول الله جنَّة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض؟ قَالَ: " نعم " قَالَ: بخ بخ يَا رَسُول الله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا يحملك على قَوْلك بخ بخ؟ " قَالَ: لَا، وَالله يَا رَسُول الله إِلَّا رَجَاء أَن أكون من أَهلهَا. قَالَ:" فَإنَّك من أَهلهَا " فاخترج تمراتٍ من قرنه، فَجعل يَأْكُل مِنْهُنَّ ثمَّ قَالَ: لَئِن أَنا حييت حَتَّى آكل تمراتي هَذِه إِنَّهَا لحياة طَوِيلَة. قَالَ: فَرمى بِمَا كَانَ مَعَه من التَّمْر، ثمَّ قَاتلهم حَتَّى قتل.

2150 -

الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا صلى الْغَدَاة جَاءَ خدم الْمَدِينَة بآنيتهم فِيهَا المَاء، فَمَا يُؤْتى بإناءٍ إِلَّا غمس يَده فِيهِ، فَرُبمَا جَاءُوهُ فِي الْغَدَاة الْبَارِدَة، فيغمس يَده فِيهَا.

2152 -

الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: لقد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه، وأطاف بِهِ أَصْحَابه، فَمَا يُرِيدُونَ أَن تقع شعرةٌ إِلَّا فِي يَد رجل.

2152 -

السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: انْطلق النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَى أم أَيمن، فَانْطَلَقت مَعَه، فناولته إِنَاء فِيهِ شراب قَالَ: فَلَا أَدْرِي أصادفته صَائِما أَو لم يردهُ " فَجعلت تصخب عَلَيْهِ وتذمر عَلَيْهِ. وَذكر من حَدِيث سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس زِيَارَة أبي بكر وَعمر لأم أَيمن بعد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وَقد تقدم ذَلِك فِي مُسْند أبي بكر.

2153 -

السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: إِنَّه ليمنعني أَن أحدثكُم حَدِيثا كثيرا: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من تعمد عَليّ كذبا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ".

ص: 652

2154 -

الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي عمرَان الْجونِي واسْمه عبد الْملك بن حبيب عَن أنس قَالَ: وَقت لنا - وَحكى أَبُو مَسْعُود - وَقت لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي قصّ الشَّارِب، وتقليم الْأَظْفَار، ونتف الْإِبِط، وَحلق الْعَانَة، أَن لَا نَتْرُك أَكثر من أَرْبَعِينَ لَيْلَة.

2155 -

التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الْجَعْد أبي عُثْمَان عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يَا بني ".

2156 -

السِّتُّونَ: عَن الزبير بن عدي عَن أنس قَالَ: قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَأَبُو بكر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَعمر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ.

2157 -

الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عَامر الشّعبِيّ عَن أنس قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَضَحِك، فَقَالَ:" هَل تَدْرُونَ مِم أضْحك؟ " قَالَ: قلت: الله وَرَسُوله أعلم.

قَالَ: " من مُخَاطبَة العَبْد ربه، يَقُول: يَا رب، ألم تجزني من الظُّلم؟ قَالَ: يَقُول: بلَى. قَالَ: فَيَقُول: فَإِنِّي لَا أُجِيز على نَفسِي إِلَّا شَاهدا مني. قَالَ: فَيَقُول: كفى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك شَهِيدا، والكرام الْكَاتِبين شَهِيدا. قَالَ: فيختم عَليّ فِيهِ، فَيُقَال لِأَرْكَانِهِ: انْطِقِي. قَالَ: فَتَنْطِق بِأَعْمَالِهِ، قَالَ: ثمَّ يخلى بَينه وَبَين الْكَلَام، فَيَقُول: بعدا وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كنت أُنَاضِل ".

وَلَيْسَ لعامر الشّعبِيّ عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.

2158 -

الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن يحيى بن عباد عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَن الْخمر تتَّخذ خلا. فَقَالَ: " لَا ".

وَلَيْسَ ليحيى بن عباد عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا.

ص: 653

2159 -

الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن السّديّ قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك: كَيفَ أنصرف إِذا سلمت: عَن يَمِيني أَو عَن يساري؟ فَقَالَ: أما أَنا فَأكْثر مَا رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم ينْصَرف عَن يَمِينه.

وَلَيْسَ لإسماعيل السّديّ عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا.

2160 -

الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن سعيد بن أبي بردة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِ " ن الله ليرضى عَن العَبْد يَأْكُل الْأكلَة فيحمده عَلَيْهَا، وَيشْرب الشربة فيحمده عَلَيْهَا ".

2161 -

الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن الْمُخْتَار بن فلفل مولى عَمْرو بن حُرَيْث عَن أنس قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا خير الْبَريَّة. فَقَالَ: " ذَاك إِبْرَاهِيم عليه السلام ".

2162 -

السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن الْمُخْتَار بن فلفل عَن أنس قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذَات يَوْم، فَلَمَّا قضى الصَّلَاة أقبل علينا بِوَجْهِهِ فَقَالَ:" إِنِّي إمامكم، فَلَا تسبقوني بِالرُّكُوعِ، وَلَا بِالْقيامِ، وَلَا بالانصراف، فَإِنِّي أَرَاكُم من أَمَامِي، وَمن خَلْفي " ثمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، لَو رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْت لضحكتم قَلِيلا، ولبكيتم كثيرا " قَالُوا: وَمَا رَأَيْت يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْجنَّة وَالنَّار ".

2163 -

السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن مُصعب بن سليم عَن أنس قَالَ: أُتِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِتَمْر، فَجعل النَّبِي صلى الله عليه وسلم يقسمهُ وَهُوَ محتفزٌ، يَأْكُل مِنْهُ أكلا ذريعاً. وَفِي رِوَايَة زُهَيْر: أكلا حثيثاً.

ص: 654

وَفِي رِوَايَة حَفْص بن غياث عَن مُصعب عَن أنس:

رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مقعياً يَأْكُل تَمرا.

وَلَيْسَ لمصعب بن سليم فِي الصَّحِيح عَن أنس غير هَذَا. وَقد جعله أَبُو مَسْعُود حَدِيثا وَاحِدًا.

2164 -

الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن يُوسُف بن عبد الله بن الْحَارِث عَن أنس - فِي الرقى قَالَ: رخص رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الرّقية من الْعين والحمة والنملة.

وَلَيْسَ ليوسف بن عبد الله عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا.

2165 -

التَّاسِع وَالسِّتُّونَ. عَن عَمْرو بن سعيد عَن أنس قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا أرْحم بالعيال من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. كَانَ إِبْرَاهِيم مسترضعاً لَهُ فِي عوالي الْمَدِينَة، وَكَانَ ينْطَلق وَنحن مَعَه، فَيدْخل الْبَيْت، وَإنَّهُ ليدخن، وَكَانَ ظئره قينا، فَيَأْخذهُ فيقبله، ثمَّ يرجع. قَالَ عَمْرو: فَلَمَّا توفّي إِبْرَاهِيم قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن إِبْرَاهِيم ابْني، وَإنَّهُ مَاتَ فِي الثدي، وَإِن لَهُ لظئرين تكملان رضاعه فِي الْجنَّة ".

وَلَيْسَ لعَمْرو بن سعيد عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.

2166 -

السبعون: عَن يحيى بن يزِيد الْهنائِي قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك عَن

ص: 655

قصر الصَّلَاة فَقَالَ:

كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا خرج مسيرَة ثَلَاثَة أَمْيَال، أَو ثَلَاثَة فراسخ - شُعْبَة الشاك - صلى رَكْعَتَيْنِ.

وَلَيْسَ ليحيى بن يزِيد الْهنائِي عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا.

2167 -

الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن الْأَصَم عَن أنس قَالَ: بَعثه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَيّ عمر بجبة سندسٍ، فَقَالَ عمر: بعثت بهَا إِلَيّ وَقد قلت فِيهَا مَا قلت؟ " قَالَ: " إِنِّي لم أبْعث بهَا إِلَيْك لتلبسها، وَإِنَّمَا بعثت بهَا إِلَيْك لتنتفع بِثمنِهَا ".

وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن بن الْأَصَم عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.

ص: 656