المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أَفْرَاد مُسلم 1492 - الأول: عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن الزُّهْرِيّ - الجمع بين الصحيحين للحميدي - جـ ٢

[الحميدي، ابن أبي نصر]

الفصل: ‌ ‌أَفْرَاد مُسلم 1492 - الأول: عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن الزُّهْرِيّ

‌أَفْرَاد مُسلم

1492 -

الأول: عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْطي عمر بن الْخطاب الْعَطاء، فَيَقُول لَهُ عمر: أعْطه يَا رَسُول الله أفقر إِلَيْهِ مني. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " خُذْهُ فتموله، أَو تصدق بِهِ، وَمَا جَاءَك من هَذَا المَال وَأَنت غير مشرفٍ وَلَا سائلٍ فَخذه، وَمَا لَا فَلَا تتبعه نَفسك ". قَالَ سَالم: فَمن أجل ذَلِك كَانَ ابْن عمر لَا يسْأَل أحدا شَيْئا، وَلَا يرد شَيْئا أعْطِيه.

جعله بعض الروَاة من مُسْند عمر، فَقَالَ فِيهِ: عَن ابْن عمر عَن عمر، وَهُوَ مَذْكُور هُنَاكَ.

1493 -

الثَّانِي: عَن الْقَاسِم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن عَمه سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يأكلن أحدٌ مِنْكُم بِشمَالِهِ، وَلَا يشربن بهَا، فَإِن الشَّيْطَان يَأْكُل بِشمَالِهِ وَيشْرب بهَا. قَالَ: وَكَانَ نافعٌ يزِيد فِيهَا: وَلَا يَأْخُذ بهَا، وَلَا يُعْطي بهَا.

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَخِيه أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن جده عبد الله بن عمر:

أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا أكل أحدكُم فَليَأْكُل بِيَمِينِهِ، وَإِذا شرب فليشرب بِيَمِينِهِ، فَإِن الشَّيْطَان يَأْكُل بِشمَالِهِ وَيشْرب بِشمَالِهِ ".

1494 -

الثَّالِث: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه أَنه قَالَ:

بَات النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِذِي الحليفة مبدأه، وَصلى فِي مَسْجِدهَا.

1495 -

الرَّابِع: عَن عبد الله بن عبيد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ: غدونا مَعَ رَسُول

ص: 295

الله صلى الله عليه وسلم من منى إِلَى عَرَفَات، منا الملبي، وَمنا المكبر.

وَفِي رِوَايَة عمر بن حُسَيْن عَن عبد الله بن أبي سَلمَة:

فمنا المكبر وَمنا المهلل، فَأَما نَحن فنكبر قَالَ: قلت: وَالله لعجباً مِنْكُم، كَيفَ لم تَقولُوا لَهُ: مَاذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ .

1496 -

الْخَامِس: عَن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن جده ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبا، وَسَيَعُودُ غَرِيبا كَمَا بَدَأَ، وَهُوَ يأرز بَين المسجدين كَمَا تأرز الْحَيَّة إِلَى جحرها ".

1497 -

السَّادِس: عَن عبد الله بن وَاقد بن عبيد الله بن عمر عَن جده عبد الله قَالَ: مَرَرْت على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَفِي إزَارِي استرخاءٌ، فَقَالَ:" يَا عبد الله، ارْفَعْ إزارك " فَرَفَعته ثمَّ قَالَ: " زد " فزدت، فَمَا زلت أتحراها بعد. فَقَالَ بعض الْقَوْم: أَيْن؟ قَالَ: أَنْصَاف السَّاقَيْن.

وَلَيْسَ لعبد الله بن وَاقد عَن جده فِي الصَّحِيح غير هَذَا.

1498 -

السَّابِع: عَن بكير بن عبد الله بن الْأَشَج، وَزيد بن مُحَمَّد جَمِيعًا عَن نَافِع قَالَ: جَاءَ عبد الله بن عمر إِلَى عبد الله بن مُطِيع حِين كَانَ من أَمر الْحرَّة مَا كَانَ زمن يزِيد بن مُعَاوِيَة، فَقَالَ: اطرحوا لأبي عبد الرَّحْمَن وسَادَة، فَقَالَ: إِنِّي لم آتِك لأجلس، أَتَيْتُك لأحدثك حَدِيثا: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " من خلع يدا من طاعةٍ لَقِي الله يَوْم الْقِيَامَة وَلَا حجَّة لَهُ، وَمن مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقه بيعةٌ مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة ". حَدِيث أَحدهمَا نَحْو حَدِيث الآخر.

ص: 296

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عَاصِم بن مُحَمَّد عَن نَافِع كَذَلِك.

وَمن حَدِيث أسلم مولى عمر عَن ابْن عمر:

أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من نزع يدا من طاعةٍ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة لَا حجَّة لَهُ: وَمن مَاتَ وَهُوَ مفارقٌ للْجَمَاعَة فَإِنَّهُ يَمُوت ميتَة جَاهِلِيَّة ".

1499 -

الثَّامِن: عَن عبيد الله عَن نَافِع ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم غير اسْم عاصية، وَقَالَ:" أَنْت جميلَة ".

وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبيد الله بِالْإِسْنَادِ:

أَن ابْنة لعمر كَانَ يُقَال لَهَا عاصية، فسماها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جميلَة.

1500 -

التَّاسِع: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا جلس فِي الصَّلَاة وضع يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ، وَرفع إصبعه الْيُمْنَى الَّتِي تلِي الْإِبْهَام، فَدَعَا بهَا وَيَده الْيُسْرَى على ركبته باسطها عَلَيْهَا.

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر:

أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا قعد فِي التَّشَهُّد وضع يَده الْيُسْرَى على ركبته الْيُسْرَى، وَوضع يَده الْيُمْنَى على ركبته الْيُمْنَى، وَعقد ثَلَاثَة وَخمسين، وَأَشَارَ بالسبابة.

وَمن حَدِيث عَليّ بن عبد الرَّحْمَن المعاوي:

رَآنِي عبد الله بن عمر وَأَنا أعبث بالحصا فِي الصَّلَاة، فَلَمَّا انْصَرف نهاني فَقَالَ: اصْنَع كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يصنع. قَالَ: كَانَ إِذا جلس فِي الصَّلَاة وضع كَفه الْيُمْنَى على فَخذه الْيُمْنَى،

ص: 297

وَقبض أَصَابِعه كلهَا، وَأَشَارَ بإصبعه الَّتِي تلِي الْإِبْهَام، وَوضع كَفه الْيُسْرَى على فَخذه الْيُسْرَى.

1501 -

الْعَاشِر: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: خطب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي بعض مغازيه، قَالَ ابْن عمر: فَأَقْبَلت نَحوه، فَانْصَرف قبل أَن أبلغه، فَسَأَلت: مَاذَا قَالَ؟ فَقَالُوا: نهى أَن ينتبذ فِي الدُّبَّاء والمزفت.

وَأخرجه من حَدِيث أَيُّوب، وَمَالك، وَاللَّيْث بن سعد، وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ، وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان، وَأُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ، كلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِ ذَلِك، وَلم يقل: فِي بعض مغازيه - إِلَّا مَالك وَأُسَامَة.

وَمن حَدِيث ثَابت الْبنانِيّ قَالَ: قلت لِابْنِ عمر:

نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن نَبِيذ الْجَرّ؟ قَالَ: فَقَالَ: قد زَعَمُوا ذَاك. قلت: أنهى عَنهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قد زَعَمُوا ذَاك.

وَلَيْسَ لِثَابِت عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا.

وَأخرجه من حَدِيث طَاوس بن كيسَان عَن ابْن عمر قَالَ:

كنت جَالِسا عِنْد ابْن عمر، فَجَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ: أنهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن نَبِيذ الْجَرّ والدباء والمزفت؟ قَالَ: نعم.

وَمن حَدِيث محَارب بن دثار قَالَ:

سَمِعت ابْن عمر غير مرّة يَقُول: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الحنتم والدباء، والمزفت. قَالَ: وَأرَاهُ قَالَ: والنقير.

وَمن حَدِيث جبلة بن سحيم عَن ابْن عمر قَالَ:

نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الحنتمة. فَقلت: مَا الحنتمة: قَالَ: الجرة.

ص: 298

وَمن حَدِيث عَمْرو بن مرّة عَن زَاذَان قَالَ: قلت لِابْنِ عمر:

حَدثنِي بِمَا نهى عَنهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم من الْأَشْرِبَة بلغتك، وَفَسرهُ لي بلغتنا، فَإِن لكم لُغَة غير لغتنا. فَقَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الحنتم: وَهِي الجرة، وَعَن الدُّبَّاء: وَهِي الْقرعَة، وَعَن المزفت: وَهُوَ المقير، وَعَن النقير: وَهِي النَّخْلَة تنسج نسجاً، وتنقر نقراً، وَأمر أَن ينتبذ فِي الأسقية.

وَمن حَدِيث عبد الْخَالِق بن سَلمَة عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ:

سَمِعت ابْن عمر عِنْد هَذَا الْمِنْبَر وَأَشَارَ إِلَى مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: قدم وَفد عبد الْقَيْس على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوهُ عَن الْأَشْرِبَة، فنهاهم عَن الدُّبَّاء، والنقير، والحنتم.

فَقلت: يَا أَبَا مُحَمَّد، والمزفت - وظننا أَنه نَسيَه - فَقَالَ: لم أسمعهُ يومئذٍ من ابْن عمر، وَقد كَانَ يكره هَذَا.

وَلَيْسَ لعبد الْخَالِق الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. قَالَه أَبُو مَسْعُود.

وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي الزبير مُحَمَّد بن مُسلم بن تدرس الْمَكِّيّ عَن ابْن عمر قَالَ:

سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ينْهَى عَن الْجَرّ والدباء والمزفت. قَالَ أَبُو الزبير: وَسمعت جَابر بن عبد الله يَقُول: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْجَرّ والمزفت والنقير. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا لم يجد شَيْئا ينْبذ لَهُ نبذ فِي تورٍ من حِجَارَة.

وَمن حَدِيث سعيد بن جُبَير قَالَ:

أشهد على ابْن عمر وَابْن عَبَّاس أَنَّهُمَا شَهدا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نهى عَن الدُّبَّاء والحنتم والمزفت والنقير.

ص: 299

وَفِي حَدِيث يعلى بن حَكِيم عَن سعيد بن جُبَير قَالَ:

سَأَلت ابْن عمر عَن نَبِيذ الْجَرّ. قَالَ: حرم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَبِيذ الْجَرّ فَأتيت ابْن عَبَّاس فَقلت: أَلا تسمع مَا يَقُول ابْن عمر. قَالَ: وَمَا يَقُول؟ قلت: قَالَ: حرم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَبِيذ الْجَرّ.

قَالَ: صدق ابْن عمر، حرم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَبِيذ الْجَرّ. فَقلت: وَأي شَيْء نَبِيذ الْجَرّ قَالَ: كل شيءٍ يصنع من الْمدر.

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عقبَة بن حُرَيْث عَن ابْن عمر قَالَ:

نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْجَرّ والدباء والمزفت. وَقَالَ: " انتبذوا فِي الأسقية ".

1502 -

الْحَادِي عشر: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء من سبعين جُزْءا من النُّبُوَّة ".

وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن مُسلما أخرجه من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع قَالَ:

حسبت ابْن عمر قَالَ: جُزْء من سبعين جُزْءا من النُّبُوَّة. وَلم أَجِدهُ فِي كتاب مُسلم.

وَحكى أَبُو مَسْعُود أَيْضا أَن مُسلما أخرجه بِغَيْر شكٍّ من حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَقَالَ: إِن فِيهِ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَة من العَبْد الصَّالح ".

وَقَالَ: إِن ذَلِك فِي كتاب " الرُّؤْيَا " لمُسلم. وَلم أَجِدهُ فِيهِ.

1503 -

الثَّانِي عشر: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مثل الْمُنَافِق كَمثل الشَّاة العائرة بَين الْغَنَمَيْنِ، تعير إِلَيّ هَذِه مرّة، وَإِلَى هَذِه مرّة " زَاد أَبُو مَسْعُود: " لَا تَدْرِي أَيهَا تتبع ". وَلَيْسَ ذَلِك فِي الْكتاب.

ص: 300

وَأخرجه من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ.

وأغفل أَبُو مَسْعُود حَدِيث مُوسَى بن عقبَة، فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمته.

1504 -

الثَّالِث عشر: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " صلاةٌ فِي مَسْجِدي هَذَا أفضل من ألف صلاةٍ فِيمَا سواهُ إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام ".

وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَمن حَدِيث مُوسَى بن عبد الله الْجُهَنِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِمثلِهِ.

وَلَيْسَ لمُوسَى الْجُهَنِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث.

1505 -

الرَّابِع عشر: عَن عباد بن عباد عَن عبيد الله، وَعبد الله ابْني عمر بن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب، سَمعه مِنْهُمَا سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن أحب أسمائكم إِلَى الله عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ".

1506 -

الْخَامِس عشر: عَن بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَن نَافِع قَالَ: كَانَ ابْن عمر يستجمر بالألوة غير مطراة، وبكافور يطرحه مَعَ الألوة، وَيَقُول: هَكَذَا كَانَ يستجمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 301

1507 -

السَّادِس عشر: عَن عِيسَى بن حَفْص بن عَاصِم عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من صَبر على لأوائها - يَعْنِي الْمَدِينَة - كنت لَهُ شَفِيعًا أَو شَهِيدا يَوْم الْقِيَامَة ".

وَأخرجه من حَدِيث يحنس مولى مُصعب بن الزبير بن الْعَوام:

أَنه كَانَ جَالِسا عِنْد عبد الله بن عمر فِي الْفِتْنَة، فَأَتَتْهُ مولاةٌ لَهُ تسلم عَلَيْهِ، فَقَالَت: إِنِّي أردْت الْخُرُوج يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، اشْتَدَّ علينا الزَّمَان. فَقَالَ لَهَا عبد الله: اقعدي لكاع، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:" لَا يصبر على لأوائها وشدتها أحدٌ إِلَّا كنت لَهُ شَهِيدا أَو شَفِيعًا يَوْم الْقِيَامَة. " يَعْنِي الْمَدِينَة.

1508 -

السَّابِع عشر: عَن الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر: أَن رجلا مر وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَبُول، فَسلم، فَلم يرد عَلَيْهِ.

1509 -

الثَّامِن عشر: عَن الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يحل لِلْمُؤمنِ أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاثَة أَيَّام ".

1510 -

التَّاسِع عشر: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ من دُعَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من زَوَال نِعْمَتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وَجَمِيع سخطك ".

1511 -

الْعشْرُونَ: عَن يزِيد بن عبد الله بن أُسَامَة بن الْهَاد عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا معشر النِّسَاء، تصدقن وأكثرن من الاسْتِغْفَار،

ص: 302

فَإِنِّي رأيتكن أَكثر أهل النَّار ". قَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ جزلة: مَا لنا أَكثر أهل النَّار؟ قَالَ: " تكثرن اللَّعْن، وتكفرن العشير، مَا رَأَيْت من ناقصات عقلٍ ودينٍ إغلب لذِي لب مِنْكُن ". قَالَت: مَا نُقْصَان الْعقل وَالدّين؟ قَالَ: " شَهَادَة امْرَأتَيْنِ بِشَهَادَة رجل، وتمكث الْأَيَّام لَا تصلي ".

1512 -

الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن الْوَلِيد بن أبي الْوَلِيد الْقرشِي، وَيزِيد بن عبد الله بن الْهَاد - وَاللَّفْظ ليزِيد على تقاربهما - عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَنه كَانَ إِذا خرج إِلَى مَكَّة كَانَ لَهُ حمَار يتروح عَلَيْهِ إِذا مل ركُوب الرَّاحِلَة، وعمامةٌ يشد بهَا رَأسه. فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا على ذَلِك الْحمار، إِذْ مر بِهِ أعرابيٌّ فَقَالَ: أَلَسْت ابْن فلَان بن فلَان؟ قَالَ: بلَى، فَأعْطَاهُ الْحمار، وَقَالَ: اركب هَذَا.

والعمامة، وَقَالَ: اشْدُد بهَا رَأسك. فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه: غفرالله لَك، أَعْطَيْت هَذَا الْأَعرَابِي حمارا كنت تروح عَلَيْهِ، وعمامةً كنت تشد بهَا رَأسك.

فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِن من أبر الْبر صلَة الرجل أهل ود أَبِيه بعد أَن يولي " وَإِن أَبَاهُ كَانَ صديقا لعمر.

1513 -

الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن طَاوس بن كيسَان قَالَ: أدْركْت نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: كل شيءٍ بقدرٍ. قَالَ: وَسمعت عبد الله بن عمر يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " كل شَيْء بقدرٍ، حَتَّى الْعَجز والكيس - أَو الْكيس وَالْعجز " لم يُخرجهُ إِلَّا من حَدِيث مَالك بن أنس.

1514 -

الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن مُجَاهِد بن جبر عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مثل حديثٍ قبله، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَر على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فلقَتَيْنِ، فَستر

ص: 303

الْجَبَل فلقَة، وَكَانَت فلقةٌ فَوق الْجَبَل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" اللَّهُمَّ اشْهَدْ ".

1515 -

الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن وبرة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد ابْن عمر، فَجَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ: أيصلح لي أَن أَطُوف بِالْبَيْتِ قبل أَن آتِي الْموقف؟ قَالَ: نعم. فَقَالَ: فَإِن ابْن عَبَّاس يَقُول: لَا تطف بِالْبَيْتِ حَتَّى تَأتي الْموقف. فَقَالَ ابْن عمر فقد حج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ قبل أَن يَأْتِي الْموقف. فبقول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَحَق أَن تَأْخُذ، أَو بقول ابْن عَبَّاس إِن كنت صَادِقا؟

وَفِي رِوَايَة بيانٍ عَن وبرة قَالَ:

سَأَلَ رجلٌ ابْن عمر: أَطُوف بِالْبَيْتِ وَقد أَحرمت بِالْحَجِّ؟ فَقَالَ: وَمَا يمنعك؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْت ابْن فلَان يكرههُ، وَأَنت أحب إِلَيْنَا مِنْهُ، رَأَيْنَاهُ قد فتنته الدُّنْيَا. قَالَ: وأينا - أَو قَالَ: وَأَيكُمْ لم تفتنه الدُّنْيَا؟ ثمَّ قَالَ رَأينَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أحرم بِالْحَجِّ، وَطَاف بِالْبَيْتِ، وسعى بَين الصَّفَا والمروة، فَسنة الله وَرَسُوله أَحَق أَن تتبع من سنة فلانٍ إِن كنت صَادِقا.

1516 -

الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي سَلمَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن ابْن عمر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ، أَلا إِنَّهَا الْعشَاء، وهم يعتمون بِالْإِبِلِ ".

وَفِي حَدِيث وَكِيع أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

" لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ الْعشَاء، فَإِنَّهَا فِي كتاب الله: الْعشَاء، فَإِنَّهَا تعتم بحلاب الْإِبِل ".

وَقد أخرجه البُخَارِيّ من مُسْند عبد الله بن مُغفل عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، رِوَايَة ابْن بُرَيْدَة عَنهُ على وَجه آخر فَقَالَ:

" لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ الْمغرب، فَإِن الْأَعْرَاب تَقول: هِيَ الْعشَاء " وَذَلِكَ مَذْكُور فِي مُسْنده.

ص: 304

1517 -

السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن مُصعب بن سعد بن أبي وَقاص قَالَ: دخل ابْن عمر على ابْن عَامر يعودهُ وَهُوَ مَرِيض، فَقَالَ: أَلا تَدْعُو الله لي يَا ابْن عمر؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " لَا تقبل صلاةٌ بِغَيْر طهُور، وَلَا صَدَقَة من غلُول " وَكنت على الْبَصْرَة.

1518 -

السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن صَدَقَة بن يسَار عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي فَلَا يدع أحدا يمر بَين يَدَيْهِ، فَإِن أَبى فليقاتله، فَإِن مَعَه القرين ".

1519 -

الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن عون بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن ابْن عمر قَالَ: بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، إِذْ قَالَ رجل فِي الْقَوْم: الله أكبر كَبِيرا، وَالْحَمْد لله كثيرا، وَسُبْحَان الله بكرَة وَأَصِيلا. فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من الْقَائِل كلمة كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ رجل من الْقَوْم: أَنا يَا رَسُول الله. قَالَ: " عجبت لَهَا، فتحت لَهَا أَبْوَاب السَّمَاء ". قَالَ ابْن عمر: فَمَا تركتهن مُنْذُ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول ذَلِك.

1520 -

التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَليّ بن عبد الله الْأَزْدِيّ الْبَارِقي: أَن ابْن عمر علمهمْ: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا اسْتَوَى على بعيره خَارِجا إِلَى سفر كبر ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ: " سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين، وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلك فِي سفرنا هَذَا الْبر وَالتَّقوى، وَمن الْعَمَل مَا ترْضى. اللَّهُمَّ هون علينا سفرنا هَذَا، واطو عَنَّا بعده. اللَّهُمَّ أَنْت الصاحب فِي السّفر، والخليفة فِي الْأَهْل.

اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من وعثاء السّفر، وكآبة المنظر، وَسُوء المنقلب فِي المَال والأهل "، وَإِذا رَجَعَ قالهن، وَزَاد فِيهِنَّ: " آيبون، تائبون، عَابِدُونَ، لربنا حامدون ".

ص: 305

1521 -

الثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن ابْن عمر: أَنه أَمر رجلا إِذا أَخذ مضجعه قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْت خلقت نَفسِي، وَأَنت توفاها، لَك مماتها ومحياها، إِن أحييتها فاحفظها، وَإِن أمتها فَاغْفِر لَهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْعَافِيَة. " فَقَالَ لَهُ رجلٌ: أسمعت هَذَا من عمر. فَقَالَ: من خيرٍ من عمر، من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

1522 -

الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن زَاذَان أبي عمر، عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من ضرب غُلَاما لَهُ حدا لم يَأْته، أَو لطمه، فَإِن كَفَّارَته أَن يعتقهُ ".

وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة:

" من لطم مَمْلُوكه، أَو ضربه فكفارته أَن يعتقهُ ".

قد بَقِي حَدِيث، اتّفق البُخَارِيّ وَمُسلم على إِخْرَاج شَيْء من أَوله، فأخرجناه وَكَذَلِكَ فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ. وَفِي آخِره زِيَادَة لَيست عِنْد البُخَارِيّ. فَأخْرج الحَدِيث بِكَمَالِهِ أَبُو مَسْعُود فِيمَا انْفَرد بِهِ مُسلم، وَلم يُنَبه على مَا اتفقَا عَلَيْهِ من أَوله، لِأَنَّهُ رَاعى التراجم.

وَهُوَ من رِوَايَة سَالم عَن أَبِيه أَنه سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول:

" إِن الْفِتْنَة تَجِيء من هَا هُنَا " وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْو الْمشرق: " من حَيْثُ يطلع قرنا الشَّيْطَان ".

وَهَذَا الْمَعْنى قد أخرجه البُخَارِيّ من طرقه عَن ابْن عمر، ثمَّ زَاد مُسلم بعد هَذَا فِي الحَدِيث نَفسه: وَأَنْتُم يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض، وَإِنَّمَا قتل مُوسَى الَّذِي قتل من آل فِرْعَوْن خطأ، فَقَالَ الله لَهُ:{وَقتلت نفسا فنجيناك من الْغم وَفَتَنَّاك فُتُونًا} [سُورَة طه] ، فَهَذِهِ الزِّيَادَة لمُسلم وَحده من رِوَايَة سَالم عَن أَبِيه.

آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند ابْن عمر رضي الله عنه.

ص: 306