المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الثالث) الصلاة الوسطى - الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق - جـ ٢

[السبكي، محمود خطاب]

الفصل: ‌(الثالث) الصلاة الوسطى

وكان ذلك على حسب طول القراءة وقصرها. فقد كان يقرأ فيها من الستين إلى المائة (قال) أنس بن مالك: " صلّى بنا أبو بكر صلاةَ الصبح فقرأ بسورة آل عِمْران فقالوا كادت الشمسُ تطلعُ فقال: لو طلعت لم تّجدْنا غافلين " أخرجه الطحاوى (1){36}

(وقال) عبدُ الله بنُ الحارث بنِ جَزْى الزَّبيدى: " صلى بنا أبو بكر صلاة الصبح فقرأ سورةَ البقرة فى الركعتين جميعا فقال له عمر: كادت الشمسُ تطلُعُ. فقال: لو طلَعَت لم تجدنا غافلين " أخرجه الطحاوى (2){37}

وقال: فهذا أبو بكر قد دخل فيها فى وقت غير الإسفار ثم مدّ القراءة فيها حتى خيف طلوع الشمس. وهذا بحضرة أصحاب رسول الله صلى الله لعيه وسلم، وبقرب عهدهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلِه، لا ينكر عليه منهم منكر. فذلك دليل على متابعتهم له. ثم فعل ذلك عمر من بعده فلم ينكره عليه من حضره منهم أهـ (إذا) علمت هذا تبين لك أنّ الراجح القول بأن التغليس أفضل لصحة أدلته وقوّتها.

(الثالث) الصلاة الوسطى

هى صلاة العصر عند الحنفيين وأحمد (لحديث) على رضى الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا " أخرجه أحمد

ومسلم وأبو داود (3){38}

(1) ص 107 ج 1 شرح معانى الآثار (وقت الفجر).

(2)

ص 107 ج 1 شرح معانى الآثار (وقت الفجر).

(3)

ص 261 ج 2 الفتح الربانى. وص 128 ج 5 نووى (الصلاة الوسطى) = وص 322 ج 3 - المنهل العذب. ولفظه: حبسونا. وغزوة الخندق كانت فى شوال سنة أربع من الهجرة. انظر بيانها بهامش ص 12 ج 7 الدين الخالص.

ص: 24

و (لحديث) ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " صلاةُ الوسطى صلاةُ العصر " أخرجه مسلم الترمذى وقال حديث صحيح (1){39}

(وهذا) مذهب الحسن البصرى والجمهور (قال) الماوردى: هذا مذهب الشافعى رحمه الله لصحة الأحاديث فيه. وإنما نص على أنها الصبح لأنه لم يبلغه الأحاديث الصحيحة فى العصر ومذهبه اتباع الحديث أهـ (2)(وقال) ابن عباس وابن عمر رضى الله عنهم. الصلاة الوسطى صلاة الصبح. وله قال مالك والشافعى (قال) ابن عباس رضى الله عنهما " أدْلج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عرّس فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس أو بعضُها، فلم يُصلِّ حتى ارتفعت الشمسُ. وهى الصلاة الوسطى " أخرجه النسائى (3){40}

(وهو) معارض (بما روى) ابن عباس قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم عدوّا فلم يفرغ منهم حتى أخر العصر عن وقتها. فلما رأى ذلك قال: " اللهم من حبَسنا عن الصلاة الوسطى فاملأ بيوتهم نارا، أو قبورهم نارا أو نحو ذلك " أخرجه أحمد والطبرانى فى الكبير والأوسط ورجاله موثقون (4)

(1) ص 160 ج 1 تحفة الأحوذى.

(2)

ص 128 ج 5 شرح مسلم.

(3)

ص 395 ج 1 نيل الأوطار (بيان أنها الوسطى) وأدلج، أى سار الليل كله. و (عرس) من التعريس، أى نزل آخر الليل ليستريح.

(4)

ص 261 ج 2 - الفتح الربانى. وص 309 ج 1 مجمع الزوائد (الصلاة الوسطى)(والعدو) كفار غزوة الأحزاب (الخندق).

ص: 25