الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالأمير، المتوفى سنة 1232 - رحمه الله تعالى - في فهرسته، وتبعه اللكنوي المتوفى سنة 1304 - رحمه الله تعالى - كما في:((ظفر الأماني: ص / 293)) إذا قال نقلاً عن الأمير: ((ولا تظهر صحته، ويحتمل تفسير السبحة بصلاة النافلة كما هو أحد معانيها، فليحرر. انتهى كلام سيدي الأمير - رحمه الله تعالى - أقول: - القائل اللكنوي -: على تقدير صحة الحديث، تفسيره بسُّبْحَة الصلاة هو الصواب، فإنه قد استعملت السُّبْحَة كثيراً في الأحاديث بهذا المعنى، وقد صح أن السبحة المعروفة لم تكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم)). انتهى (1).
ب- السُّبْحة لدى الصحابة رضي الله عنهم
- (2):
وكما أن: ((السُّبْحة)) لم تكن معروفة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
(1) انظر: بلوغ الأمنية بفتاوى النوازل العصرية لمحمد علي بن حسين المكي المالكي ص / 233 - 234.
(2)
انقرض عصر الصحابة رضي الله عنهم بوفاة آخرهم: أبو الطفيل، عامر بن واثلة المتوفى سنة110
رضي الله عنه:
آخر من مات من الأَصحاب له
…
أبو الطفيل عامر بن واثلة
فإنه لا ذكر لها في لسان الصحابة رضي الله عنهم بل لم تكن معروفة في زمنهم على لسانهم، وفي تعبدهم بِعَدِّ الأذكار.
وأما الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه (1) الذي أسنده عبد الله بن الإِمام أحمد في ((زوائد الزهد)) ومن طريق أبو نعيم في: ((الحلية)) ، وكلاهما: من طريق نعيم بن محرر بن أبي هريرة، عن جده أبي هريرة:((أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يُسبح به)).
فنعيم مجهول، لذا فلا يصح.
ولهذا فلا تغتر بقول الكتاني بعد كلامه المتقدم مباشرة (2): ((والصواب: أن اتخاذ السُّبْحَة ونحوه، لِعَدِّ الذكر، ثبت عن الصحابة في حياته عليه السلام وبعده، والذي حدث هو خرز، ونظم تلك الحبوب في الخيط ونحوه، كما
(1) المنحة: الحاوي: 2/ 140. الحلية لأَبي نعيم 10/ 383، وتذكرة الحفاظ للذهبي: 1/ 35.
(2)
التراتيب الإِدارية: 2/ 268.
قاله الشيخ عبد الغني الدهلوي المدني)) انتهى.
ويريد ما رُوِيَ من عَدِّ بعض الصحابة رضي الله عنهم الذِّكر بالحصى، أو النوى، وأطلق عليه ((السُّبْحَة)) تجوزاً، كما يدل عليه آخر كلامه، فتأمل؟
ولا تغتر أيضاً بقول أبي العباس أحمد بن أبي بكر الرَّدَّاد، المتوفى سنة 821 (1) فيما نقله عنه اللكنوي بعد سياق:((مسلسل السُّبْحَة)) قال (2): ((قال الشيخ أبو العباس الرَّدَّاد، تبين من قول الحسن - البصري - أن السبحة كانت موجودة في زمن الصحابة.
قلت: فعلم أنها لا تصح في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ما اشْتُهر من عده بها)) انتهى.
وهذا المسلسل من رواية وَضَّاع فكيف يُستدل به؟!
(1) ترجمته في: الأعلام للزركلي: 1/ 104 وقال: قال السخاوي: ((غلب عليه الميل إلى تصوف الفلاسفة، فأفسد عقائد أهل زبيد إلا ما شاء الله)) انتهى.
(2)
ظفر الأماني: ص / 292.