الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعاء الصلاة العامة
اللهم قاهر القياصر، ومذل الجبابر، وناصر من لا له ناصر؛ ركن الضعيف ومادة قواه، وملهم القوي خشيته وتقواه، ومن لا يحكم بين عباده سواه؛ هذه كنانتك فزع إليك بنوها، وهرع إليك ساكنوها؛ هلالا وصليبا، بعيدا وقريبا، شبانا وشيبا، نجيبة ونجيبا؛ مستبقين كنائسك المكرمة، التي رفعتها لقدسك أعتابا، ميممين مساجدك المعظمة، التي شرعتها لكرمك أبوابا؛ نسألك فيها بعيسى روح الحق، ومحمد نبي الصدق، وبموسى الهارب من الرق؛ كما نسألك بالشهر
الأبر والصائمية، وليله الأغر والقائمية، وبهذه الصلاة العامة من أقباط الوادي ومسلميه: أن تعزنا بالعتق إلا من ولائك، ولا تذلنا بالرق لغير آلائك، ولا تحملنا على غير حكمك واستعلائك. اللهم إن الملأ منا ومنهم قد تداعوا إلى الخطة الفاضلة والكلمة الفاصلة، في قضيتنا العادلة، فآتنا اللهم حقوقنا كاملة؛ واجعل وفدنا في دارهم هو وفدك، وجندنا الأعزل إلا من الحق جندك؛ وقلده اللهم التوفيق والتسديد واعصمه في ركنك الشديد. أقم نوابنا المقام المحمود، وظللهم بظلك الممدود، وكن أنت الوكيل عنا توكيلا غير محدود، سبحانك لا يحد لك كرم ولا جود، ويرد إليك الأمر كله وأمرك غير ممدود؛ واجعل القوم محالفينا ولا تجعلهم مخالفينا، واحمل أهل الرأي فيهم على رأيك فينا. اللهم تاجنا منك نطلبه، وعرشنا إليك نخطبه، واستقلالنا التام بك نستوجبه؛ فقلدنا زماننا، وولنا أحكامنا، واجعل الحق إمامنا، وتمم لنا الفرح، بالتي ما بعدها مقترح ولا وراءها مطرح؛ ولا تجعلنا اللهم باغين ولا عادين، واكتبنا في الأرض من المصلحين، غير المفسدين فيها ولا الضالين. . . آمين.
الشباب
الشباب أيام آذار، ودولة العذار، وأعنة الأوطار وليلة العرس في هذه الدار، سنة كالطيف سراها، وكقبلة الخلس حلم كراها، ونشوة يتلفت المستفيق لا يراها، وجنة لو خير المقبل بالعقل اشتراها، العشق في غير جناحه، طائر لا ينهض به جناح؛ والكأس من غير راحة غبية الساقي بليدة الراح؛ والمال في غير خزانته غريب، ويتحول عن قريب، رؤيا الوارث في نومه، وشغله في يومه وملك يده، في غده، السلطان والدولة، والإمكان والصولة والملك وكل ما حوله، نعم إذا لم تحرز في الشباب فما هي في الحرز الحريز، ودول إذا لم تعتز به فليست في الذرا العزيز؛ ولذات إذا لم يشهدها غادتها حسرة الفوت،
وراوحتها فكرة الموت.
أروع الشهرة ما طار في سمائه، وأمتع الصيت ما سار تحت لوائه، وأحسن الثناء ما أتى في أثنائه، ورف على قشيب ردائه؛ في مطالعه يروع النبوغ، كما تروع الشمس في البزوغ، أو الهلال الغلام في البلوغ.
فيا ناهب شبابه، قاعدا للتجر ببابه، يسرف في الرحيق وحبابه ويتلف الصبا بين صبابته وأحبابه. . . أفق! تلك ذنان، لا تقوى على الإدمان، ولا يملؤها مرتين الزمان، كرم لا يوجد في الجنان، ولا ينبت في"مالقة" ولا "شمبان"، عناقيده مختضرة الثمار، مختصرة الأعمار، بريئة الخمر من الخمار حلبها الأفراح وجلبها المراح وهي فارضية الراح، لم تطأها الأقدام ولم تمسسها الراح فلا تعب الراقود، واشربه نغبة نغبة، ولا تخترط العنقود، وكله حبة حبة.