الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشمس
سل الشمس من رفعها نارا، ونصبها منارا، وضربها دينارا ومن علقها في الجو ساعة، يدب عقرباها إلى يوم الساعة؟ ومن ذا الذي آتاها معراجها، وهداها أدراجها، وأحلها أبراجها، ونقل في السماء الدنيا سراجها؟ ومن الذي وكلها بهذه الكرة، وشغلها بهذه الدسكرة، حتى اتخذتها مجر ذيلها وتصرفت بنهارها وليلها؛ تنهض في السماء مستملحة، وتمشى على الأرض مصلحة، وتغدو منجحة، وتروح مرجحة؛ كل إياة، حياة أو ائتناف، حياة، وكل شعاع صانع صناع، وكل رائد مال فائد، وخير رائد؛ هي المصباح الأنور، والمغزل
الأدور، والمرجل الأزهر، والصباغ الأمهر، والراووق الأطهر، والطبيب الأقدر الأشهر.
الزمان هي سبب حصوله، ومنشعب فروعه وأصوله، وكتابه بأجزائه وفصوله؛ ولد على ظهرها، ولعب على حجرها وشاب في طاعتها وبرها؛ لولاها ما اتسقت أيامه، ولا انتظمت شهوره، وأعوامه، ولا اختلف نوره وظلامه؛ ذهب الأصيل من مناجمها، والشفق يسيل من محاجمها؛ تحطمت القرون على قرنها، ولم يعل تطاول السنين بسنها، ولم يمح التقادم لمحة حسنها؛ أتت دونها الأيام وهي كعاب، في غرب
الشباب، تصبح تبرز من حجاب، وتمسي تتوارى بحجاب؛ طالما ردت الغربان حمائم ونسجت الثلاث العمائم، وغزلت الأكفان، لحي فان، وطلعت على عزب وغربت على بان، قامت على غير قدم، حتى طال عليها القدم، وقيل: ما لهذه عدم، كلا لتخرن عمادا، ولتذهبن رمادا، وليبعثن الله جمادا.