الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
102-
"
بَابٌ: فِي ذِكْرِ تَجَلِّي رَبِّنَا عز وجل لِلْجَبَلِ عِنْدَ كَلامِهِ لِمُوسَى عليه السلام
"
480 -
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} .
قَالَ "وَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَى قَرِيبٍ مِنْ طَرَفِ أُنْمُلَتِهِ فَسَاخَ الْجَبَلُ". قَالَ حُمَيْدٌ لِثَابِتٍ تَقُولُ هَكَذَا؟ فوكزه قال: ويقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيَقُولُهُ أَنَسٌ فَأَكْتُمُهُ أَنَا؟!
480-
إسناده صحيح على شرط مسلم. ولم يخرجه.
والحديث أخرجه الطبري في "تفسيره" 9/37: حدثني المثنى قال: ثنا هدبة بن خالد به. وأخرجه الترمذي 2/180 وابن خزيمة في "التوحيد" ص 75 والحاكم 2/320 وأحمد 3/125 من طرق أخرى عن حماد بن سلمة به. وقال الترمذي:
حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي.
وذكر الحافظ ابن كثير في "تفسيره" أن أبا محمد الخلال أخرجه من طريق أبي القاسم البغوي عن هدبة بن خالد به وقال: هذا إسناد صحيح لا علة فيه ورواه الحافظ: أبو القاسم الطبري وأبو بكر بن مردويه من طريقين عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عن قتادة عن أنس مرفوعا بنحوه.
قلت: والطريقين المشار إليهما أخرجهما المصنف أيضا كما يأتي بعده ففيه رد لقول الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة فقد عرفه غيره من حديث غير حماد فتنبه. ورواه الطبري من طريق قرة بن عيسى قال: ثنا الأعمش عن رجل عن أنس به. لكن قرة هذا لم أعرفه.
481 -
ثنا أَبُو مُوسَى ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ
ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} قَالَ هَكَذَا قَالَ يَعْنِي أَنَّهُ أَخْرَجَ طَرَفَ خِنْصَرِهِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَهُ ضَرْبَةً شَدِيدَةً وَقَالَ مَنْ أَنْتَ يَا حُمَيْدُ وَمَا أَنْتَ يَا حُمَيْدُ! يُخْبِرُ بِهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا؟!
481-
إسناد صحيح على شرط مسلم وهو مكرر الذي قبله والحديث أخرجه أحمد 3/125: ثنا أبو المثنى معاذ بن الغبري به. وتقدم في الذي قبله تخريجه وذكر من رواه غيره وأخرجه ابن خزيمة من طرق عنه.
482 -
حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ صَاحِبُ النَّوَى ثنا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ:
{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} قَالَ أَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ أَوْ قَالَ بِأُصْبُعِهِ فَتَعَفَّرَ1 الْجَبَلُ بَعْضُهُ على بعض وخر موسى صقعا أي ميتا2.
482-
إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ صَاحِبُ النَّوَى وهو ثقة كما قال مسلمة الأندلسي وقال ابن حبان "مستقيم الحديث".
وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري السامي وهو ثقة متقن وقد توبع كما في الإسناد الآتي وخالفهما يزيد وهو ابن زريع فقال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: {فَلَمَّا تَجَلَّى
…
} فأرسله ولم يجاوز به قتادة. أخرجه الطبري.
483 -
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ثنا عَمِّي عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عن أنس.
483-
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن ثعلبة وهو السدوسي البصري روى عنه جمع من الحفاظ والثقات ومنهم أبو زرعة الرازي وهو لا يروي إلا عن ثقة ولذلك قال الحافظ: صدوق.
1 كذا الأصل أي اندس بعضه على بعض وفي "الطبري" انقعر بعضه على بعض. وهو الأشبه المناسب لرواية أخرى عنده عن أبي بكر الهذلي بلفظ انقعر فدخل تحت الأرض فلا يظهر إلى يوم القيامة.
2 كذا فال قتادة رحمه الله تعالى، ولعله يعني: كالميت، وإلا فظاهره مخالف للقرآن وتفسير ابن عباس الآتي بعد حديث، ولذلك قال الحافظ ابن كثير: والمعروف أن الصعق هو الغشي هنا كما فسره ابن عباس وغيره لا كما فسره قتادة بالموت، وإن كان ذلك صحيحا في اللغة كقوله تعالى:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} فإن هناك قرينة تدل على الموت كما أن هناك قرينة تدل على الغشي، وهي قوله:{فَلَمَّا أَفَاقَ} والإفاقة لا تكون إلا عن غشي.
وعم محمد بن ثعلبة اسمه محمد بن سواء وقد تابعه عبد الأعلى بن عبد الأعلى كما في الإسناد الذي قبله.
484 -
ثنا حُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ ثنا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} قَالَ: مَا تَجَلَّى عَنْهُ إِلا مثل الخنصر قال: فجعله {دَكّاً} قَالَ: تُرَابًا {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً} غُشِيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ} مِنْ أَنْ أَسْأَلَكَ الرُّؤْيَةَ {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِكَ من بني إسرائيل.
484-
إسناده ضعيف حسين بن الأسود هو الحسين بن علي بن الأسود العجلي أبو عبد الله الكوفي صدوق يخطىء كثيرا كما قال الحافظ في "التقريب".
وسائر رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أسباط وهو ابن نصر يخطىء كثيرا. والحديث أخرجه الطبري في "تفسيره" 9/37: حدثني الحسين بن محمد بن عمرو العنقزي قال: ثني أبي قال: ثنا أسباط به دون قوله: {فَلَمَّا أَفَاقَ
…
} . ولكنه ساق شطره الأخير في مكان آخر 9/39 بهذا الإسناد. ومنه تبين لي أن قوله في الموضع "الأول" الحسين بن محمد بن عمرو من المقلوب وكذلك وقع في طبعة شاكر 13/97 والصواب: الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي وكذلك على الصواب وقع في الموضع الثاني في طبعة شاكر 13/104 والحسين هذا قال أبو حاتم: لين يتكلمون فيه. وقال أبو زرعة: كان لا يصدق.
485 -
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثنا ابْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عن ابن طاووس عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَ رَجُلٌ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَانْتَفَضَ1 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا بَالُ هَؤُلاءِ يَجِدُّونَ2 عِنْدَ محكمه ويهلكون عند متشابهه.
1 يعني استنكارا لما سمع من حديث أبي هريرة، ولم أقف على من نبه على المراد بهذا الحديث، ويغلب على الظن أنه حديث "إن اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ" وهو حديث صحيح، مخرج في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"860.
2 كذا في المخطوطة ولعله: يحيدون، أي يجتهدون ويهتمون لفهم المعنى المراد من القرآن وعند محكمه، ويهلكون عند متشابهه لأنهم لا يهتمون لفهم معناه الحقيقي مع التنزيه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} يصرفهم عن ذلك التأويل أو التفويض.