المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ذكر دلائل النبوة مما شاهده الصحابة رضي الله عنهم من النبي صلى الله عليه وسلم مما خصه بها مولاه الكريم - الشريعة للآجري - جـ ٤

[الآجري]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ ذِكْرِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ مِمَّا شَاهَدَهُ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا خَصَّهُ بِهَا مَوْلَاهُ الْكَرِيمُ

- ‌حَدِيثُ الْحَنَّانَةِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ سُجُودِ الْبَهَائِمِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَعْظِيمًا لَهُ وَإِكْرَامًا لَهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ ذِكْرِ فَضْلِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم فِي الْآخِرَةِ عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم أَوَّلُ النَّاسِ دُخُولًا الْجَنَّةَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَا أُعْطِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّفَاعَةِ لِلْخَلْقِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ خُصُوصًا لَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ ، أَعْنِي كِتَابَ الشَّرِيعَةِ فِي بَابِ: مَنْ كَذَّبَ بِالشَّفَاعَةِ فَلَمْ أُحِبُّ إِعَادَتَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَطُولَ بِهِ الْكِتَابُ. وَبَابُ: الْحَوْضِ الَّذِي أُعْطِيَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ الْكَوْثَرِ الَّذِي أُعْطِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَنَّةِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَا خَصَّ اللَّهُ عز وجل بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّ اللَّهَ عز وجل أَعْطَى نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم ، مِنَ الشَّرَفِ الْعَظِيمِ وَالْحَظِّ الْجَزِيلِ مَا لَمْ يُعْطِهِ نَبِيًّا قَبْلَهُ مِمَّا قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَا نَعَتَهُمْ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَالْحَظِّ الْجَزِيلِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ حُزْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْأَنْصَارِ السَّبْعِينَ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ بَيْعَةِ الْأَنْصَارِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْإِسْلَامِ بِمَكَّةَ وَتَصْدِيقِهِمْ إِيَّاهُ

- ‌بَابُ ذِكْرِ فَضْلِ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: قَدْ ذَكَرْتُ مِنْ فَضْلِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مَا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ ، وَأَنَا أَذْكُرُ فَضْلَ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌بَابُ ذِكْرِ الشَّهَادَةِ لِلْعَشَرَةِ بِالْجَنَّةِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ عز وجل وَصَانَهُ عَنْ مَذَاهِبِ الرَّافِضَةِ وَالنَّاصِبَةِ ، أَنْ يَشْهَدَ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ إِذْ كَانَ عَلَى حِرَاءَ فَتَزَلْزَلَ بِهِ الْجَبَلُ ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ

- ‌بَابُ ذِكْرِ خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رضي الله عنهم وَنَفَعَنَا بِمَحَبَّتِهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ رضي الله عنهم بَيَانُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ عز وجل وَفِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَبَيَانٌ مِنْ

- ‌بَابُ بَيَانِ خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّهُ لَمْ يَخْتَلِفْ مَنْ شَمَلَهُ الْإِسْلَامُ وَأَذَاقَهُ اللَّهُ الْكَرِيمُ طَعْمَ الْإِيمَانِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، إِلَّا أَبُو

- ‌بَابُ ذِكْرِ الْأَخْبَارِ الَّتِي دَلَّتْ عَلَى مَا قُلْنَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَعَنْ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: وَكَانَ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لِمَا جَعَلَ اللَّهُ الْكَرِيمُ فِيهِ مِنَ الْأَحْوَالِ الشَّرِيفَةِ الْكَرِيمَةِ وَالدَّلِيلِ عَلَى ذَلِكَ

- ‌بَابٌ ذِكْرُ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه ، وَعَنْ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رضي الله عنه ، وَتَيَقَّنَ أَنَّهُ الْمَوْتُ كَانَ مِنْ حُسْنِ تَوْفِيقِ اللَّهِ الْكَرِيمِ لَهُ ، وَنَصِيحَتِهِ لِلَّهِ عز وجل فِي رَعِيَّتِهِ ، وَحُسْنِ النَّظَرِ لَهُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا ، أَنَّهُ جَعَلَ الْأَمْرَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَعَنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ عُثْمَانَ رضي الله عنه أَحَدٌ أَحَقَّ بِالْخِلَافَةِ مِنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه لِمَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ عز وجل بِهِ مِنَ الْفَضَائِلِ الَّتِي خَصَّهُ اللَّهُ

- ‌آخِرُ ذِكْرِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: وَمَذْهَبُنَا أَنَّا نَقُولُ فِي الْخِلَافَةِ وَالتَّفْضِيلِ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رضي الله عنهم هَذَا طَرِيقُ أَهْلِ الْعِلْمِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ تَثْبِيتِ مَحَبَّةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رضي الله عنهم فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: مِنْ عَلَامَةِ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ عز وجل بِهِ خَيْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَصِحَّةِ إِيمَانِهِمْ مَحَبَّتُهُمْ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رضي الله عنهم كَذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ ذِكْرِ أَتْبَاعِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فِي خِلَافَتِهِ لِسُنَنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم ، وَنَفَعَنَا بِحُبِّ الْجَمِيعِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَهَلْ غَيْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي خِلَافَتِهِ شَيْئًا مِمَّا سَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهم؟ قِيلَ لَهُ: مَعَاذَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: الْمَحْمُودُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لِفَضَائِلِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، وَلِفَضَائِلِ الْعَشَرَةِ ، أَوَّلُهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَلِأَبِي بَكْرٍ

- ‌بَابُ تَصْدِيقِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ أَوَّلُ النَّاسِ إِسْلَامًا

- ‌بَابُ ذِكْرِ مُوَاسَاةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ دَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِدَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قِصَّةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي الْغَارِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه وَهُمَا فِي الْغَارِ: «مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا»

- ‌بَابٌ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ}

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل عَاتَبَ جَمِيعَ النَّاسِ فِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه ، فَإِنَّهُ أَخْرَجَهُ مِنَ الْمُعَاتَبَةِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ صَبْرِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي ذَاتِ اللَّهِ عز وجل مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَحَبَّةً لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ عز وجل

- ‌بَابُ ذِكْرِ بَيَانِ تَقْدِمَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى جَمِيعِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَعْدَ وَفَاتِهِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه»

- ‌فَضَائِلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْزِلَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ إِخْبَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما وَزِيرَاهُ وَأَمِينَاهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ

- ‌بَابُ فَضْلِ إِيمَانِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما وُزِنَا بِالْأَمَةِ فَرَجَحَا بِإِيمَانِهِمَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ فَضْلِ دَرَجَاتِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي الْجَنَّةِ

- ‌بَابُ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالِاقْتِدَاءِ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌بَابُ ذِكْرِ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِأَنْ يُعِزَّ اللَّهُ عز وجل بِهِ الْإِسْلَامَ

- ‌بَابُ ابْتِدَاءِ إِسْلَامِ عُمَرَ رضي الله عنه كَيْفَ كَانَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ إِعْزَازِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَلِسَانِهِ ، وَأَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: هَذَا مُوَافِقٌ لِلْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ ، وَمَعْنَاهُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عز وجل يُلْقِي فِي قَلْبِهِ الْحَقَّ ، وَيَنْطِقُ بِهِ لِسَانُهُ

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ غَضَبَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عِزٌّ وَرِضَاهُ عَدْلٌ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مُوَافَقَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لِرَبِّهِ عز وجل مِمَّا نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه»

- ‌بَابُ إِخْبَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ الَّذِي أُعْطِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ بِشَارَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ عز وجل لَهُ فِي الْجَنَّةِ

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ الشَّيْطَانَ يُفَرَّقُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه هَيْبَةً لَهُ

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قُفْلُ الْإِسْلَامِ؛ وَأَنَّ الْفِتَنَ تَكُونُ بَعْدَهُ

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سِرَاجُ أَهْلِ الْجَنَّةِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ جَوَامِعِ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: قَدِ اخْتَصَرْتُ مِنْ ذِكْرِ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما مَا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ بِمَكَّةَ ، وَفَضَائِلُهُمَا بِحَمْدِ اللَّهِ كَثِيرَةٌ ، وَفِيمَا ذَكَرْتُهُ مَقْنَعٌ لِمَنْ عَلِمَهُ؛ فَزَادَهُ اللَّهُ الْكَرِيمُ مَحَبَّةً لَهُمَا رضي الله عنهما

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَقْتَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ نَوْحِ الْجِنِّ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌كِتَابُ ذِكْرِ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه وَعَنْ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: أَوَّلُ فَضَائِلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ عز وجل وَبِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ اللَّهَ عز وجل أَكْرَمَهُ بِأَنْ زَوَّجَهُ بِابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ تَزْوِيجِ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَضِيلَةٌ خُصَّ بِهَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ مُوَاسَاةِ عُثْمَانَ رضي الله عنه لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَالِهِ وَتَجْهِيزِهِ لِجَيْشِ الْعُسْرَةِ

- ‌بَابُ إِخْبَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِفِتَنٍ كَائِنَةٍ وَأَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَأَصْحَابَهُ مِنْهَا بُرَءَاءُ

- ‌بَابُ إِخْبَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ رضي الله عنه أَنَّهُ يُقْتَلُ مَظْلُومًا

- ‌بَابُ بَذْلِ عُثْمَانَ دَمَهُ دُونَ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَتَرْكِ النُّصْرَةِ لِنَفْسِهِ وَهَوَ يَقْدِرُ رضي الله عنه

- ‌بَابُ ذِكْرِ إِنْكَارِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَتْلَ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَتَعْظِيمِ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ وَعَرْضِهِمْ أَنْفُسَهُمْ لِنُصْرَتِهِ وَمَنْعِهِ إِيَّاهُمْ

- ‌بَابُ ذِكْرِ عُذْرِ عُثْمَانَ رضي الله عنه عِنْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ سَبَبِ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه إِيشِ السَّبَبُ الَّذِي قُتِلَ بِهِ رضي الله عنه. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: قَدْ ذَكَرْتَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ قَالَ فِي عُثْمَانَ: «فَاتَّبِعُوا هَذَا وَأَصْحَابَهُ فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ عَلَى هُدًى»

- ‌بَابُ ذِكْرِ قِصَّةِ ابْنِ سَبَأٍ الْمَلْعُونِ وَقِصَّةِ الْجَيْشِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَتَلُوهُ

- ‌ذِكْرِ مَسِيرِ الْجَيْشِ الَّذِينَ أَشْقَاهُمُ اللَّهُ عز وجل بِقَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَأَعَاذَ اللَّهُ الْكَرِيمُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَتْلِهِ

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ فِي قَتَلَةِ عُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِيمَنْ يَشْنَأُ عُثْمَانَ رضي الله عنه أَوْ يُبْغِضُهُ

- ‌بَابُ ذِكْرِ إِكْرَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعُثْمَانَ رضي الله عنه وَفَضْلِهِ عِنْدَهُ

- ‌كِتَابُ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَفَضِّلُ عَلَيْنَا بِالنِّعَمِ الدَّائِمَةِ ، ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ، حَمْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ مَوْلَاهُ الْكَرِيمَ يُحِبُّ الْحَمْدَ ، فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ وَسَلَّمَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ جَامِعِ مَنَاقِبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَحَبَّةِ اللَّهِ عز وجل وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَأَنَّ عَلِيًّا مُحِبٌّ لِلَّهِ عز وجل وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْزِلَةِ عَلِيٍّ رضي الله عنه مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلَيُّ مَوْلَاهُ ، وَمَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَعَلَيُّ وَلِيُّهُ»

- ‌بَابُ ذِكْرِ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ وَالَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه ، وَتَوَلَّاهُ ، وَدُعَائِهِ بِهِ عَلَى مَنْ عَادَاهُ

- ‌بَابُ ذِكْرِ عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ وَالْمُؤْذِي لِعَلِيٍّ رضي الله عنه الْمُؤْذِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَا أُعْطَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مِنَ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ وَتَوْفِيقِ الصَّوَابِ فِي الْقَضَاءِ ، وَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ بِالسَّدَادِ وَالتَّوْفِيقِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رضي الله عنه بِالْعَافِيَةِ مِنَ الْبَلَاءِ مَعَ الْمَغْفِرَةِ

- ‌بَابُ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رضي الله عنه بِقَتْلِ الْخَوَارِجِ وَأَنَّ اللَّهَ عز وجل أَكْرَمَهُ بِقِتَالِهِمْ

- ‌بَابُ ذِكْرِ جَوَامِعِ فَضْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه الشَّرِيفَةِ الْكَرِيمَةِ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل وَعِنْدَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَقْتَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ الْكَرِيمُ لِقَاتِلِهِ مِنَ الشَّقَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: قَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى حِرَاءَ وَقَدْ تَحَرَّكَ الْجَبَلُ ، فَقَالَ: «اثْبُتْ حِرَاءُ ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيُّ ، وَصِدِّيقٌ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَا فُعِلَ بِقَاتِلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ

الفصل: ‌باب ذكر دلائل النبوة مما شاهده الصحابة رضي الله عنهم من النبي صلى الله عليه وسلم مما خصه بها مولاه الكريم

‌بَابُ ذِكْرِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ مِمَّا شَاهَدَهُ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا خَصَّهُ بِهَا مَوْلَاهُ الْكَرِيمُ

ص: 1562

1049 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ أَبْصَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَاصِبٌ بَطْنَهُ مِنَ الْجُوعِ بِحَجَرٍ ، فَخَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ لَوْ صَنَعْتِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا فَإِنِّي رَأَيْتُهُ عَصَبَ بَطْنَهُ مِنَ الْجُوعِ بِحَجَرٍ فَصَنَعْتُ لَهُ شَيْئًا قَدْ ذَكَرَهُ

⦗ص: 1563⦘

الصَّلْتُ فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ:«قُومُوا» فَقَامَ ثَمَانُونَ رَجُلًا ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ خُبْزَةُ شَعِيرٍ صَنَعْتُهَا لَكَ فَقَالَ: «ادْعُ بِهَا» فَجَاءَ بِالْخُبْزَةِ فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، بِالْبَرَكَةِ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَجَمَاعَةُ أَصْحَابِهِ حَتَّى شَبِعُوا ، وَأَكَلَ أَهْلُ الْبَيْتِ حَتَّى شَبِعُوا وَأَهْدَيْنَا "

ص: 1562

1050 -

وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ

⦗ص: 1564⦘

أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِنِصْفِهِ وَرِدَاءٍ تَبِينُ بِنِصْفِهِ ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَذَهَبْتُ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبُو طَلْحَةَ أَرْسَلَكَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ: «قُومُوا» قَالَ: فَانْطَلَقَ ، وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ ، فَقَالَتِ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَبُو طَلْحَةَ ، حَتَّى دَخَلَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، مَا عِنْدَكَ؟» فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَفُتَّ ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ فَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» فَأَذِنَ لَهُمْ ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَرَجُوا ، ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» فَأَكَلَ الْقَوْمُ حَتَّى شَبِعُوا ، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا

ص: 1563

1051 -

حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ ، عَنْ أَبِي

⦗ص: 1565⦘

مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: صَنَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَدْرَ مَا يَكْفِيهِمَا فَأَتَيْتُهُمَا بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اذْهَبْ فَادْعُ لِي ثَلَاثِينَ مِنْ أَشْرَافِ الْأَنْصَارِ» قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ ، مَا عِنْدِي شَيْءٌ أَزِيدُهُ قَالَ: فَكَأَنِّي تَثَاقَلْتُ ، فَقَالَ:«اذْهَبْ وَادْعُ لِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِ الْأَنْصَارِ» فَدَعَوْتُهُمْ فَجَاءُوا ، فَقَالَ:«اطْعَمُوا» فَأَكَلُوا حَتَّى صَدَرُوا ، ثُمَّ شَهِدُوا أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، ثُمَّ بَايَعُوهُ قِبَلَ أَنْ يَخْرُجُوا ، ثُمَّ قَالَ:«اذْهَبْ فَادْعُ لِي سِتِّينَ مِنْ أَشْرَافِ الْأَنْصَارِ» قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَوَاللَّهِ لَأَنَا بِالسِّتِّينَ أَجْوَدُ مِنِّي بِالثَّلَاثِينَ قَالَ: فَدَعَوْتُهُمْ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَرَفَّعُوا» فَأَكَلُوا حَتَّى صَدَرُوا ، ثُمَّ شَهِدُوا أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَبَايَعُوهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجُوا ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبْ

⦗ص: 1566⦘

فَادْعُ لِي تِسْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ» قَالَ: فَلَأَنَا أَجْوَدُ مِنِّي بِالتِّسْعِينَ مِنِّي بِالسِّتِّينَ وَالثَّلَاثِينَ ، فَدَعَوْتُهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى صَدَرُوا ، ثُمَّ شَهِدُوا أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَبَايَعُوهُ قِبَلَ أَنْ يَخْرُجُوا قَالَ: فَأَكَلَ مِنْ طَعَامِي مِائَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ

ص: 1564

1052 -

وَحَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: " أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا لَحْمٌ فَتَعَاقَبُوهَا مِنْ غُدْوَةٍ إِلَى الظُّهْرِ ، يَقُومُ قَوْمٌ وَيَقْعُدُ آخَرُونَ قَالَ: فَقِيلَ لِسَمُرَةَ: هَلْ كَانَتْ تُمَدُّ؟ قَالَ

⦗ص: 1567⦘

: فَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُ؟ مَا كَانَتْ تُمَدُّ إِلَّا مِنْ هَا هُنَا وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ "

ص: 1566

1053 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ فَأَصَابَتِ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ ، فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فِي نَحْرِ بَعْضِ ظُهُورِهِمْ ، وَقَالُوا: يُبَلِّغُنَا اللَّهُ عز وجل بِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: كَيْفَ بِنَا إِذَا لَقِينَا عَدُوَّنَا رِجَالًا وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقِيَّةِ أَزْوَادِهِمْ فَتَجْمَعَهَا ثُمَّ تَدْعُوَ فِيهَا

⦗ص: 1568⦘

بِالْبَرَكَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل سَيُبَلِّغُنَا بِدَعْوَتِكَ أَوْ يُبَارِكُ لَنَا فِي دَعَوْتِكَ ، فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، بِبَقِيَّةِ أَزْوَادِهِمْ فَجَاءُوا بِهِ يَجِيءُ الرَّجُلُ بِالْحَثْيَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ قَالَ: فَكَانَ أَعْلَاهُمُ الَّذِي جَاءَ الصَّاعَ مِنَ التَّمْرِ فَجَمَعَهُ عَلَى نِطَعٍ ثُمَّ دَعَا النَّاسَ بِأَوْعِيَتِهِمْ فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلَّا مَلَأَهُ وَبَقِيَ مِثْلَهُ ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ:«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل لَا يَلْقَى اللَّهَ عز وجل عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهِمَا إِلَّا حَجَبَتَاهُ عَنِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

ص: 1567

1054 -

وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 1569⦘

أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ فَقَالَ: «اجْمَعُوا أَزْوَادَكُمْ» فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْحِفْنَةِ مِنَ التَّمْرِ ، وَبِالْحِفْنَةِ مِنَ السَّوِيقِ ، وَطَرَحُوا الْأَنْطَاعَ وَالْعَبَاءَ أَوْ قَالَ الْأَكْسِيَةَ فَوَضَعَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَ:«كُلُوا» ، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا ، وَأَخَذْنَا فِي مَزَاوِدِنَا ، ثُمَّ قَالَ:«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، مَنْ جَاءَ بِهِمَا غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ»

ص: 1568

1055 -

حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ أَيْضًا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُثَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرًّا فِي صُلْحِ

⦗ص: 1570⦘

قُرَيْشٍ بَلَغَهُ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ: مَا يَتَتَابَعُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ هَزْلًا وَلَا ضَعْفًا ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا ، فَأَكَلْنَا مِنْ لُحُومِهَا وَشُحُومِهَا أَصْبَحْنَا غَدًا إِذَا غَدَوْنَا عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامٌ فَقَالَ:«لَا وَلَكِنِ ايْتُونِي بِفَضْلِ أَزْوَادِكُمْ» فَبَسَطُوا أَنْطَاعًا فَصَبُّوا عَلَيْهَا مَا فَضَلَ مِنْ أَزْوَادِهِمْ ، فَدَعَا لَهُمْ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ ، فَأَكَلُوا حَتَّى تَضَلَّعُوا شِبَعًا ، ثُمَّ كَفَتُوا مَا فَضَلَ مِنْ فُضُولِ أَزْوَادِهِمْ فِي جُرُبِهِمْ "

ص: 1569

1056 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ

⦗ص: 1571⦘

جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا حَفَرَ صلى الله عليه وسلم الْخَنْدَقَ أَصَابَ الْمُسْلِمِينَ جَهْدٌ وَجُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى رَبَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَطْنِهِ صَخْرَةً مِنَ الْجُوعِ قَالَ جَابِرٌ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَهْلِي فَذَبَحْتُ عَنَاقًا كَانَتْ عِنْدِي ، وَقُلْتُ لِأَهْلِي: أَعِنْدَكُمْ دَقِيقٌ؟ قَالُوا: عِنْدَنَا أَمْدَادٌ مِنْ دَقِيقِ شَعِيرٍ قَالَ: فَأَمَرْتُهُمْ فَخَبَزُوهُ وَصَنَعُوا طَعَامَهُمْ ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي صَنَعْتُ لَكَ وَلِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِكَ طَعَامًا فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَهَيِّئْ طَعَامَكَ حَتَّى آتِيَكَ» قَالَ: فَفَعَلْتُ قَالَ: ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَالْجَيْشُ جَمِيعًا قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ عَنَاقٌ صَنْعَتُهَا وَشَيْءٌ مِنْ دَقِيقِ شَعِيرٍ لَكَ وَلِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِكَ قَالَ: فَدَعَا بِالْقَصْعَةِ وَقَالَ: «ائْدَمْ فِيهَا» قَالَ: فَفَعَلْتُ ، ثُمَّ ذَكَرَ عَلَيْهِ اسْمَ اللَّهِ عز وجل وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ قَالَ:«أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشْرَةً» فَفَعَلْتُ حَتَّى إِذَا طَعِمُوا وَشَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا قَالَ: «أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً أُخَرَ» فَفَعَلْتُ حَتَّى إِذَا شَبِعُوا أَدْخَلْتُ عَشَرَةً آخَرِينَ حَتَّى شَبِعَ الْجَيْشُ جَمِيعًا وَإِنَّ الطَّعَامَ نَحْوًا مِمَّا كَانَ

ص: 1570

1057 -

وَحَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 1572⦘

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَكَى النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشَ قَالَ: فَدَعَا بِعُسٍّ ، وَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِيهِ ، ثُمَّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الْعُسِّ ثُمَّ قَالَ:«اسْتَقُوا» فَرَأَيْتُ الْعُيُونَ تَنْبُعُ مِنْ بَيْنَ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 1571

1058 -

أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ مَا

⦗ص: 1573⦘

يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ أَوْ لَا يَكَادُ يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ شَكَّ سَعِيدٌ فَجَعَلُوا يَتَوَضَّئُونَ ، وَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ قَالَ: فَقُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ: قَالَ: زُهَاءَ ثَلَاثِمِائَةٍ "

ص: 1572

1059 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ يَعْنِي مُحَمَّدًا الْعَدَنِيَّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ

⦗ص: 1574⦘

قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ فَتَبَرَّزَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تَلَاحَقَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ:«هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ» قُلْتُ: لَا إِلَّا شَيْءٌ قَلِيلٌ لَا يَكْفِيكَ فَقَالَ: «اجْعَلْهُ فِي إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ» فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الْإِنَاءِ فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ فَقَالَ: «لَوْلَا أَنِّي أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي عز وجل يَا أَخَا صُدَاءٍ لَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا ، نَادِ فِي أَصْحَابِي مَنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْمَاءِ» فَنَادَيْتُ فِيهِمْ فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ

ص: 1573

1060 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ

⦗ص: 1575⦘

قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُصِبْتُ بِثَلَاثٍ: بِمَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَكُنْتُ صُوَيْحِبَهُ وَخُوَيْدِمَهُ ، وَبِقَتْلِ عُثْمَانَ رَحْمةُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَالْمِزْوَدَةِ ، وَمَا الْمِزْوَدَةُ؟ قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَمَا الْمِزْوَدَةُ؟ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟» قُلْتُ: نَعَمْ ، شَيْءٌ مِنْ تَمْرٍ فِي مِزْوَدٍ قَالَ:«فَأْتِينِي بِهِ» فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَأَخْرَجَ قَبْضَةً فَبَسَطَهَا ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ لِي عَشْرَةً» فَدَعَوْتُ لَهُ عَشَرَةً ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَأَخْرَجَ قَبْضَةً فَبَسَطَهَا ثُمَّ قَالَ:«ادْعُ لِي عَشَرَةً» فَدَعَوْتُ لَهُ عَشَرَةً فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، فَمَا زَالَ

⦗ص: 1576⦘

يَصْنَعُ ذَلِكَ حَتَّى أَكَلَ الْجَيْشُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا ، ثُمَّ قَالَ لِي:«خُذْ مَا جِئْتَ بِهِ وَأَدْخِلْ يَدَكَ وَاقْبِضْهُ وَلَا تَكُبَّهُ» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَبَضْتُ عَلَى أَكْثَرِ مِمَّا جِئْتُ بِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَمَّا أَكَلْتُ مِنْهُ؟ أَكَلْتُ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَطْعَمْتُ ، وَأَكَلْتُ حَيَاةَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه وَأَطْعَمْتُ ، وَحَيَاةَ عُمَرَ رضي الله عنه ، وَأَطْعَمْتُ ، وَحَيَاةَ عُثْمَانَ رضي الله عنه ، وَأَطْعَمْتُ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه ، انْتُهِبَ مِنِّي فَذَهَبَ الْمِزْوَدُ

ص: 1574

1061 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَاهِدٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ ، فَمَرَّ بِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل مَا أَسْأَلُهُ عَنْهَا إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي ، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم ، فَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ،

⦗ص: 1577⦘

فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: " أَبَا هِرٍّ الْحَقْ ، فَاتَّبَعْتُهُ ، فَدَخَلَ فَأَذِنَ لِي فَوَجَدَ صلى الله عليه وسلم لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ لِأَهْلِهِ:«مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا اللَّبَنُ؟» قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ آلُ فُلَانٍ فَقَالَ لِي: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ انْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ» قَالَ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ ، وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ ، لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ ، إِذَا جَاءَتْ صَدَقَةٌ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَذَرْ مِنْهَا شَيْئًا ، وَإِذَا جَاءَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا وَأَصَابَ مِنْهَا ، فَأَحْزَنَنِي إِرْسَالُهُ إِيَّايَ ، وَقُلْتُ: كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَشْرَبَ مَنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَغَذَّى بِهَا ، فَمَا يُغْنِي هَذَا اللَّبَنُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَأَنَا الرَّسُولُ ، فَإِذَا جَاءُوا أَمَرَنِي وَكُنْتُ أُعْطِيهِمْ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَمِنْ طَاعَةِ رَسُولِهِ بُدٌّ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا ، اسْتَأْذَنُوا ، فَأَذِنَ لَهُمْ ، فَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ ، فَقَالَ:«أَيْ أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قُمْ فَأَعْطِهِمْ» قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ أُعْطِي الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَيَّ ، ثُمَّ أُعْطِيِ الْآخَرَ ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَيَّ ، حَتَّى رُوِيَ جَمِيعُ الْقَوْمِ وَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ:«أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «اقْعُدْ فَاشْرَبْ» فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ وَقَالَ: «اشْرَبْ» فَشَرِبْتُ وَقَالَ: «اشْرَبْ» فَشَرِبْتُ ، فَمَا زَالَ يَقُولُ:«اشْرَبْ» وَأَشْرَبُ ، حَتَّى قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا قَالَ: فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ الْإِنَاءَ فَسَمَّى وَحَمِدَ اللَّهَ وَشَرِبَ مِنْهُ

ص: 1576

1062 -

وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ

⦗ص: 1578⦘

بْنِ سُفْيَانَ الطَّائِيُّ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ أَنَّهُ ذُكِرَ لَهُ أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَزَلَ بِنَا ضَيْفٌ بَدَوِيٌّ فَجَلَسَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أَمَامَ بُيُوتِهِ ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاسِ كَيْفَ فَرَحُهُمْ بِالْإِسْلَامِ وَكَيْفَ حُزْنُهُمْ فِي الصَّلَاةِ ، فَمَا زَالَ يُخْبِرُهُ مِنْ ذَلِكَ بِالَّذِي يَسُرُّهُ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ نَضِرًا ، حَتَّى إِذَا انْتَفَخَ النَّهَارُ ، وَحَانَ أَكْلُ الطَّعَامِ أَنْ يُؤْكَلَ ، دَعَانِي فَأَشَارَ إِلَيَّ مُسْتَخْفِيًا لَا يَأْلُوا أَنِ ائْتِ بَيْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَيْفًا ، قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ مَا أَصْبَحَ فِي بَيْتِنَا شَيْءٌ يَأْكُلُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فَرَدَّنِي إِلَى نِسَائِهِ ، كُلُّهُنَّ يَعْتَذِرْنَ بِمَا اعْتَذَرَتْ بِهِ عَائِشَةُ رضي الله عنها ، حَتَّى رَأَيْتُ لَوْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُسِفَ ، وَكَانَ الْبَدَوِيُّ عَاقِلًا فَفَطِنَ ، فَمَا زَالَ الْبَدَوِيُّ يُعَارِضُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، حَتَّى قَالَ: إِنَّا أَهْلُ الْبَادِيَةِ مُعَانُونَ فِي زَمَانِنَا لَسْنَا كَأَهْلِ الْحَضَرِ ، إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَنَا الْقَبْضَةُ مِنَ التَّمْرِ يَشْرَبُ عَلَيْهَا أَوِ الشَّرْبَةُ مِنَ اللَّبَنِ فَذَلِكَ الْخِصْبُ ، فَمَرَّتْ عِنْدَ ذَلِكَ عَنْزٌ لَنَا قَدِ احْتَلَبَتْ ، كُنَّا نُسَمِّيهَا ثَمْرَاءَ فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، بِاسْمِهَا وَقَالَ:«ثَمْرَا ثَمْرَا» ، فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ

⦗ص: 1579⦘

تُحَمْحِمُ فَأَخَذَ بِرِجْلِهَا وَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» فَحَفَلَتْ ، فَدَعَانِي بِمِحْلَبٍ لَنَا ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَحَلَبَ وَقَالَ: " بِاسْمِ اللَّهِ ، فَمَلَأَهُ ، ثُمَّ قَالَ:«ادْفَعْ بِاسْمِ اللَّهِ» فَدَفَعْتُ إِلَى الضَّيْفِ فَشَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً ضَخْمَةً ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عُدْ» فَعَادَ ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضَعَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ:«عُدْ» فَكَرَّرَ حَتَّى امْتَلَأَ وَشَرِبَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ وَقَالَ:«بِاسْمِ اللَّهِ» وَمَلَأَهُ ثُمَّ قَالَ: «أَبْلِغْ هَذَا عَائِشَةَ فَلْتَشْرَبْ مِنْهُ مَا بَدَا لَهَا» ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَحَلَبَ فِيهِ وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» فَمَلَأَهُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَى نِسَائِهِ كُلَّمَا شَرِبَتِ امْرَأَةٌ رَدَّنِي إِلَى الْأُخْرَى وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» حَتَّى رَدَّهُنَّ كُلَّهُنَّ ، ثُمَّ رَدَدْتُ إِلَيْهِ وَقَالَ:«بِاسْمِ اللَّهِ» وَقَالَ: «ارْفَعْ إِلَيَّ» فَرَفَعْتُهُ فَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» فَشَرِبَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَعْطَانِي ، فَلَمْ آلُ أَنْ أَضَعَ شَفَتَيَّ عَلَى دَرَجِ الْقَدَحِ فَشَرِبْتُ شَرَابًا أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ وَقَالَ:«اللَّهُمَّ بَارِكِ لِأَهْلِهَا فِيهَا»

ص: 1577

1063 -

وَحَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

⦗ص: 1580⦘

1064 -

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَنَا شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَقَالَ: «يَا أَبَا رَافِعٍ ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَنَاوَلْتُهُ فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ:«يَا أَبَا رَافِعٍ ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَنَاوَلْتُهُ فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ:«يَا أَبَا رَافِعٍ ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَقُلْتُ: وَهَلْ لِلشَّاةِ إِلَّا ذِرَاعَانِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ سَكَتَّ لَأَعْطَيْتَنِي مَا دَعَوْتُ بِهَا»

ص: 1579

1065 -

وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ يَعْنِي مُحَمَّدًا الْعَدَنِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ

⦗ص: 1581⦘

: فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ، بِبَعْضِ أَمْرِهِ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَعَنَا طَعَامٌ نَتَزَوَّدُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:«يَا عُمَرُ زَوِّدْهُمْ» فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا فَضْلٌ مِنْ تَمْرٍ مَا أَرَى أَنْ يُغْنِيَ عَنْهُمْ شَيْئًا قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَزَوِّدْهُمْ» قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا فَفَتَحَ عَلَيْهِ فَإِذَا فِيهَا فَضْلَةٌ مِنْ تَمْرٍ مِثْلِ الْبَعِيرِ الْأَوْرَقِ قَالَ: فَأَخَذَ الْقَوْمُ حَاجَتَهُمْ وَكُنْتُ فِي آخِرِ الْقَوْمِ فَالْتَفَتُّ وَمَا أَفْقِدُ مِنْهُ مَوْضِعَ تَمْرَةٍ وَقَدِ احْتَمَلَ مِنْهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ "

ص: 1580

1066 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ

⦗ص: 1582⦘

بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ:«يَا غُلَامُ هَلْ مَعَكَ مِنْ لَبَنٍ؟» قُلْتُ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَأَدْنِنِي شَاةً» ، فَأَتَيْتُهُ بِجَذَعَةٍ لَمْ يَمَسَّهَا الْفَحْلُ ، فَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ ، ثُمَّ حَلَبَ فِي قَعْبٍ فَشَرِبَ ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرٍ فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ:«اقْلِصْ» فَقَلَصَ

ص: 1581