الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ ذِكْرِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ مِمَّا شَاهَدَهُ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا خَصَّهُ بِهَا مَوْلَاهُ الْكَرِيمُ
1049 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ أَبْصَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَاصِبٌ بَطْنَهُ مِنَ الْجُوعِ بِحَجَرٍ ، فَخَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ لَوْ صَنَعْتِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا فَإِنِّي رَأَيْتُهُ عَصَبَ بَطْنَهُ مِنَ الْجُوعِ بِحَجَرٍ فَصَنَعْتُ لَهُ شَيْئًا قَدْ ذَكَرَهُ
⦗ص: 1563⦘
الصَّلْتُ فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ:«قُومُوا» فَقَامَ ثَمَانُونَ رَجُلًا ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ خُبْزَةُ شَعِيرٍ صَنَعْتُهَا لَكَ فَقَالَ: «ادْعُ بِهَا» فَجَاءَ بِالْخُبْزَةِ فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، بِالْبَرَكَةِ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَجَمَاعَةُ أَصْحَابِهِ حَتَّى شَبِعُوا ، وَأَكَلَ أَهْلُ الْبَيْتِ حَتَّى شَبِعُوا وَأَهْدَيْنَا "
1050 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ
⦗ص: 1564⦘
أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِنِصْفِهِ وَرِدَاءٍ تَبِينُ بِنِصْفِهِ ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَذَهَبْتُ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبُو طَلْحَةَ أَرْسَلَكَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ: «قُومُوا» قَالَ: فَانْطَلَقَ ، وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ ، فَقَالَتِ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَبُو طَلْحَةَ ، حَتَّى دَخَلَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، مَا عِنْدَكَ؟» فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَفُتَّ ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ فَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» فَأَذِنَ لَهُمْ ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَرَجُوا ، ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» فَأَكَلَ الْقَوْمُ حَتَّى شَبِعُوا ، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا
1051 -
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ ، عَنْ أَبِي
⦗ص: 1565⦘
مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: صَنَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَدْرَ مَا يَكْفِيهِمَا فَأَتَيْتُهُمَا بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اذْهَبْ فَادْعُ لِي ثَلَاثِينَ مِنْ أَشْرَافِ الْأَنْصَارِ» قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ ، مَا عِنْدِي شَيْءٌ أَزِيدُهُ قَالَ: فَكَأَنِّي تَثَاقَلْتُ ، فَقَالَ:«اذْهَبْ وَادْعُ لِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِ الْأَنْصَارِ» فَدَعَوْتُهُمْ فَجَاءُوا ، فَقَالَ:«اطْعَمُوا» فَأَكَلُوا حَتَّى صَدَرُوا ، ثُمَّ شَهِدُوا أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، ثُمَّ بَايَعُوهُ قِبَلَ أَنْ يَخْرُجُوا ، ثُمَّ قَالَ:«اذْهَبْ فَادْعُ لِي سِتِّينَ مِنْ أَشْرَافِ الْأَنْصَارِ» قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَوَاللَّهِ لَأَنَا بِالسِّتِّينَ أَجْوَدُ مِنِّي بِالثَّلَاثِينَ قَالَ: فَدَعَوْتُهُمْ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَرَفَّعُوا» فَأَكَلُوا حَتَّى صَدَرُوا ، ثُمَّ شَهِدُوا أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَبَايَعُوهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجُوا ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبْ
⦗ص: 1566⦘
فَادْعُ لِي تِسْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ» قَالَ: فَلَأَنَا أَجْوَدُ مِنِّي بِالتِّسْعِينَ مِنِّي بِالسِّتِّينَ وَالثَّلَاثِينَ ، فَدَعَوْتُهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى صَدَرُوا ، ثُمَّ شَهِدُوا أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَبَايَعُوهُ قِبَلَ أَنْ يَخْرُجُوا قَالَ: فَأَكَلَ مِنْ طَعَامِي مِائَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ
1052 -
وَحَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: " أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا لَحْمٌ فَتَعَاقَبُوهَا مِنْ غُدْوَةٍ إِلَى الظُّهْرِ ، يَقُومُ قَوْمٌ وَيَقْعُدُ آخَرُونَ قَالَ: فَقِيلَ لِسَمُرَةَ: هَلْ كَانَتْ تُمَدُّ؟ قَالَ
⦗ص: 1567⦘
: فَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُ؟ مَا كَانَتْ تُمَدُّ إِلَّا مِنْ هَا هُنَا وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ "
1053 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ فَأَصَابَتِ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ ، فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فِي نَحْرِ بَعْضِ ظُهُورِهِمْ ، وَقَالُوا: يُبَلِّغُنَا اللَّهُ عز وجل بِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: كَيْفَ بِنَا إِذَا لَقِينَا عَدُوَّنَا رِجَالًا وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقِيَّةِ أَزْوَادِهِمْ فَتَجْمَعَهَا ثُمَّ تَدْعُوَ فِيهَا
⦗ص: 1568⦘
بِالْبَرَكَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل سَيُبَلِّغُنَا بِدَعْوَتِكَ أَوْ يُبَارِكُ لَنَا فِي دَعَوْتِكَ ، فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، بِبَقِيَّةِ أَزْوَادِهِمْ فَجَاءُوا بِهِ يَجِيءُ الرَّجُلُ بِالْحَثْيَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ قَالَ: فَكَانَ أَعْلَاهُمُ الَّذِي جَاءَ الصَّاعَ مِنَ التَّمْرِ فَجَمَعَهُ عَلَى نِطَعٍ ثُمَّ دَعَا النَّاسَ بِأَوْعِيَتِهِمْ فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلَّا مَلَأَهُ وَبَقِيَ مِثْلَهُ ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ:«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل لَا يَلْقَى اللَّهَ عز وجل عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهِمَا إِلَّا حَجَبَتَاهُ عَنِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
1054 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
⦗ص: 1569⦘
أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ فَقَالَ: «اجْمَعُوا أَزْوَادَكُمْ» فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْحِفْنَةِ مِنَ التَّمْرِ ، وَبِالْحِفْنَةِ مِنَ السَّوِيقِ ، وَطَرَحُوا الْأَنْطَاعَ وَالْعَبَاءَ أَوْ قَالَ الْأَكْسِيَةَ فَوَضَعَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَ:«كُلُوا» ، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا ، وَأَخَذْنَا فِي مَزَاوِدِنَا ، ثُمَّ قَالَ:«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، مَنْ جَاءَ بِهِمَا غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ»
1055 -
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ أَيْضًا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُثَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرًّا فِي صُلْحِ
⦗ص: 1570⦘
قُرَيْشٍ بَلَغَهُ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ: مَا يَتَتَابَعُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ هَزْلًا وَلَا ضَعْفًا ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا ، فَأَكَلْنَا مِنْ لُحُومِهَا وَشُحُومِهَا أَصْبَحْنَا غَدًا إِذَا غَدَوْنَا عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامٌ فَقَالَ:«لَا وَلَكِنِ ايْتُونِي بِفَضْلِ أَزْوَادِكُمْ» فَبَسَطُوا أَنْطَاعًا فَصَبُّوا عَلَيْهَا مَا فَضَلَ مِنْ أَزْوَادِهِمْ ، فَدَعَا لَهُمْ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ ، فَأَكَلُوا حَتَّى تَضَلَّعُوا شِبَعًا ، ثُمَّ كَفَتُوا مَا فَضَلَ مِنْ فُضُولِ أَزْوَادِهِمْ فِي جُرُبِهِمْ "
1056 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
⦗ص: 1571⦘
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا حَفَرَ صلى الله عليه وسلم الْخَنْدَقَ أَصَابَ الْمُسْلِمِينَ جَهْدٌ وَجُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى رَبَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَطْنِهِ صَخْرَةً مِنَ الْجُوعِ قَالَ جَابِرٌ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَهْلِي فَذَبَحْتُ عَنَاقًا كَانَتْ عِنْدِي ، وَقُلْتُ لِأَهْلِي: أَعِنْدَكُمْ دَقِيقٌ؟ قَالُوا: عِنْدَنَا أَمْدَادٌ مِنْ دَقِيقِ شَعِيرٍ قَالَ: فَأَمَرْتُهُمْ فَخَبَزُوهُ وَصَنَعُوا طَعَامَهُمْ ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي صَنَعْتُ لَكَ وَلِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِكَ طَعَامًا فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَهَيِّئْ طَعَامَكَ حَتَّى آتِيَكَ» قَالَ: فَفَعَلْتُ قَالَ: ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَالْجَيْشُ جَمِيعًا قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ عَنَاقٌ صَنْعَتُهَا وَشَيْءٌ مِنْ دَقِيقِ شَعِيرٍ لَكَ وَلِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِكَ قَالَ: فَدَعَا بِالْقَصْعَةِ وَقَالَ: «ائْدَمْ فِيهَا» قَالَ: فَفَعَلْتُ ، ثُمَّ ذَكَرَ عَلَيْهِ اسْمَ اللَّهِ عز وجل وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ قَالَ:«أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشْرَةً» فَفَعَلْتُ حَتَّى إِذَا طَعِمُوا وَشَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا قَالَ: «أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً أُخَرَ» فَفَعَلْتُ حَتَّى إِذَا شَبِعُوا أَدْخَلْتُ عَشَرَةً آخَرِينَ حَتَّى شَبِعَ الْجَيْشُ جَمِيعًا وَإِنَّ الطَّعَامَ نَحْوًا مِمَّا كَانَ
1057 -
وَحَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا
⦗ص: 1572⦘
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَكَى النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشَ قَالَ: فَدَعَا بِعُسٍّ ، وَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِيهِ ، ثُمَّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الْعُسِّ ثُمَّ قَالَ:«اسْتَقُوا» فَرَأَيْتُ الْعُيُونَ تَنْبُعُ مِنْ بَيْنَ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1058 -
أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ مَا
⦗ص: 1573⦘
يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ أَوْ لَا يَكَادُ يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ شَكَّ سَعِيدٌ فَجَعَلُوا يَتَوَضَّئُونَ ، وَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ قَالَ: فَقُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ: قَالَ: زُهَاءَ ثَلَاثِمِائَةٍ "
1059 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ يَعْنِي مُحَمَّدًا الْعَدَنِيَّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ
⦗ص: 1574⦘
قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ فَتَبَرَّزَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تَلَاحَقَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ:«هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ» قُلْتُ: لَا إِلَّا شَيْءٌ قَلِيلٌ لَا يَكْفِيكَ فَقَالَ: «اجْعَلْهُ فِي إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ» فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الْإِنَاءِ فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ فَقَالَ: «لَوْلَا أَنِّي أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي عز وجل يَا أَخَا صُدَاءٍ لَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا ، نَادِ فِي أَصْحَابِي مَنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْمَاءِ» فَنَادَيْتُ فِيهِمْ فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ
1060 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ
⦗ص: 1575⦘
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُصِبْتُ بِثَلَاثٍ: بِمَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَكُنْتُ صُوَيْحِبَهُ وَخُوَيْدِمَهُ ، وَبِقَتْلِ عُثْمَانَ رَحْمةُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَالْمِزْوَدَةِ ، وَمَا الْمِزْوَدَةُ؟ قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَمَا الْمِزْوَدَةُ؟ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟» قُلْتُ: نَعَمْ ، شَيْءٌ مِنْ تَمْرٍ فِي مِزْوَدٍ قَالَ:«فَأْتِينِي بِهِ» فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَأَخْرَجَ قَبْضَةً فَبَسَطَهَا ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ لِي عَشْرَةً» فَدَعَوْتُ لَهُ عَشَرَةً ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَأَخْرَجَ قَبْضَةً فَبَسَطَهَا ثُمَّ قَالَ:«ادْعُ لِي عَشَرَةً» فَدَعَوْتُ لَهُ عَشَرَةً فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، فَمَا زَالَ
⦗ص: 1576⦘
يَصْنَعُ ذَلِكَ حَتَّى أَكَلَ الْجَيْشُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا ، ثُمَّ قَالَ لِي:«خُذْ مَا جِئْتَ بِهِ وَأَدْخِلْ يَدَكَ وَاقْبِضْهُ وَلَا تَكُبَّهُ» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَبَضْتُ عَلَى أَكْثَرِ مِمَّا جِئْتُ بِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَمَّا أَكَلْتُ مِنْهُ؟ أَكَلْتُ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَطْعَمْتُ ، وَأَكَلْتُ حَيَاةَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه وَأَطْعَمْتُ ، وَحَيَاةَ عُمَرَ رضي الله عنه ، وَأَطْعَمْتُ ، وَحَيَاةَ عُثْمَانَ رضي الله عنه ، وَأَطْعَمْتُ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه ، انْتُهِبَ مِنِّي فَذَهَبَ الْمِزْوَدُ
1061 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُجَاهِدٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ ، فَمَرَّ بِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل مَا أَسْأَلُهُ عَنْهَا إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي ، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم ، فَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ،
⦗ص: 1577⦘
فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: " أَبَا هِرٍّ الْحَقْ ، فَاتَّبَعْتُهُ ، فَدَخَلَ فَأَذِنَ لِي فَوَجَدَ صلى الله عليه وسلم لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ لِأَهْلِهِ:«مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا اللَّبَنُ؟» قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ آلُ فُلَانٍ فَقَالَ لِي: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ انْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ» قَالَ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ ، وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ ، لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ ، إِذَا جَاءَتْ صَدَقَةٌ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَذَرْ مِنْهَا شَيْئًا ، وَإِذَا جَاءَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا وَأَصَابَ مِنْهَا ، فَأَحْزَنَنِي إِرْسَالُهُ إِيَّايَ ، وَقُلْتُ: كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَشْرَبَ مَنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَغَذَّى بِهَا ، فَمَا يُغْنِي هَذَا اللَّبَنُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَأَنَا الرَّسُولُ ، فَإِذَا جَاءُوا أَمَرَنِي وَكُنْتُ أُعْطِيهِمْ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَمِنْ طَاعَةِ رَسُولِهِ بُدٌّ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا ، اسْتَأْذَنُوا ، فَأَذِنَ لَهُمْ ، فَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ ، فَقَالَ:«أَيْ أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قُمْ فَأَعْطِهِمْ» قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ أُعْطِي الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَيَّ ، ثُمَّ أُعْطِيِ الْآخَرَ ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَيَّ ، حَتَّى رُوِيَ جَمِيعُ الْقَوْمِ وَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ:«أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «اقْعُدْ فَاشْرَبْ» فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ وَقَالَ: «اشْرَبْ» فَشَرِبْتُ وَقَالَ: «اشْرَبْ» فَشَرِبْتُ ، فَمَا زَالَ يَقُولُ:«اشْرَبْ» وَأَشْرَبُ ، حَتَّى قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا قَالَ: فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ الْإِنَاءَ فَسَمَّى وَحَمِدَ اللَّهَ وَشَرِبَ مِنْهُ
1062 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ
⦗ص: 1578⦘
بْنِ سُفْيَانَ الطَّائِيُّ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ أَنَّهُ ذُكِرَ لَهُ أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَزَلَ بِنَا ضَيْفٌ بَدَوِيٌّ فَجَلَسَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أَمَامَ بُيُوتِهِ ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاسِ كَيْفَ فَرَحُهُمْ بِالْإِسْلَامِ وَكَيْفَ حُزْنُهُمْ فِي الصَّلَاةِ ، فَمَا زَالَ يُخْبِرُهُ مِنْ ذَلِكَ بِالَّذِي يَسُرُّهُ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ نَضِرًا ، حَتَّى إِذَا انْتَفَخَ النَّهَارُ ، وَحَانَ أَكْلُ الطَّعَامِ أَنْ يُؤْكَلَ ، دَعَانِي فَأَشَارَ إِلَيَّ مُسْتَخْفِيًا لَا يَأْلُوا أَنِ ائْتِ بَيْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَيْفًا ، قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ مَا أَصْبَحَ فِي بَيْتِنَا شَيْءٌ يَأْكُلُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فَرَدَّنِي إِلَى نِسَائِهِ ، كُلُّهُنَّ يَعْتَذِرْنَ بِمَا اعْتَذَرَتْ بِهِ عَائِشَةُ رضي الله عنها ، حَتَّى رَأَيْتُ لَوْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُسِفَ ، وَكَانَ الْبَدَوِيُّ عَاقِلًا فَفَطِنَ ، فَمَا زَالَ الْبَدَوِيُّ يُعَارِضُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، حَتَّى قَالَ: إِنَّا أَهْلُ الْبَادِيَةِ مُعَانُونَ فِي زَمَانِنَا لَسْنَا كَأَهْلِ الْحَضَرِ ، إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَنَا الْقَبْضَةُ مِنَ التَّمْرِ يَشْرَبُ عَلَيْهَا أَوِ الشَّرْبَةُ مِنَ اللَّبَنِ فَذَلِكَ الْخِصْبُ ، فَمَرَّتْ عِنْدَ ذَلِكَ عَنْزٌ لَنَا قَدِ احْتَلَبَتْ ، كُنَّا نُسَمِّيهَا ثَمْرَاءَ فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، بِاسْمِهَا وَقَالَ:«ثَمْرَا ثَمْرَا» ، فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ
⦗ص: 1579⦘
تُحَمْحِمُ فَأَخَذَ بِرِجْلِهَا وَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» فَحَفَلَتْ ، فَدَعَانِي بِمِحْلَبٍ لَنَا ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَحَلَبَ وَقَالَ: " بِاسْمِ اللَّهِ ، فَمَلَأَهُ ، ثُمَّ قَالَ:«ادْفَعْ بِاسْمِ اللَّهِ» فَدَفَعْتُ إِلَى الضَّيْفِ فَشَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً ضَخْمَةً ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عُدْ» فَعَادَ ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضَعَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ:«عُدْ» فَكَرَّرَ حَتَّى امْتَلَأَ وَشَرِبَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ وَقَالَ:«بِاسْمِ اللَّهِ» وَمَلَأَهُ ثُمَّ قَالَ: «أَبْلِغْ هَذَا عَائِشَةَ فَلْتَشْرَبْ مِنْهُ مَا بَدَا لَهَا» ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَحَلَبَ فِيهِ وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» فَمَلَأَهُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَى نِسَائِهِ كُلَّمَا شَرِبَتِ امْرَأَةٌ رَدَّنِي إِلَى الْأُخْرَى وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» حَتَّى رَدَّهُنَّ كُلَّهُنَّ ، ثُمَّ رَدَدْتُ إِلَيْهِ وَقَالَ:«بِاسْمِ اللَّهِ» وَقَالَ: «ارْفَعْ إِلَيَّ» فَرَفَعْتُهُ فَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» فَشَرِبَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَعْطَانِي ، فَلَمْ آلُ أَنْ أَضَعَ شَفَتَيَّ عَلَى دَرَجِ الْقَدَحِ فَشَرِبْتُ شَرَابًا أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ وَقَالَ:«اللَّهُمَّ بَارِكِ لِأَهْلِهَا فِيهَا»
1063 -
وَحَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
⦗ص: 1580⦘
1064 -
قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَنَا شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَقَالَ: «يَا أَبَا رَافِعٍ ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَنَاوَلْتُهُ فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ:«يَا أَبَا رَافِعٍ ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَنَاوَلْتُهُ فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ:«يَا أَبَا رَافِعٍ ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ» فَقُلْتُ: وَهَلْ لِلشَّاةِ إِلَّا ذِرَاعَانِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ سَكَتَّ لَأَعْطَيْتَنِي مَا دَعَوْتُ بِهَا»
1065 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ يَعْنِي مُحَمَّدًا الْعَدَنِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ
⦗ص: 1581⦘
: فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ، بِبَعْضِ أَمْرِهِ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَعَنَا طَعَامٌ نَتَزَوَّدُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:«يَا عُمَرُ زَوِّدْهُمْ» فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا فَضْلٌ مِنْ تَمْرٍ مَا أَرَى أَنْ يُغْنِيَ عَنْهُمْ شَيْئًا قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَزَوِّدْهُمْ» قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا فَفَتَحَ عَلَيْهِ فَإِذَا فِيهَا فَضْلَةٌ مِنْ تَمْرٍ مِثْلِ الْبَعِيرِ الْأَوْرَقِ قَالَ: فَأَخَذَ الْقَوْمُ حَاجَتَهُمْ وَكُنْتُ فِي آخِرِ الْقَوْمِ فَالْتَفَتُّ وَمَا أَفْقِدُ مِنْهُ مَوْضِعَ تَمْرَةٍ وَقَدِ احْتَمَلَ مِنْهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ "
1066 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ
⦗ص: 1582⦘
بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ:«يَا غُلَامُ هَلْ مَعَكَ مِنْ لَبَنٍ؟» قُلْتُ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَأَدْنِنِي شَاةً» ، فَأَتَيْتُهُ بِجَذَعَةٍ لَمْ يَمَسَّهَا الْفَحْلُ ، فَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ ، ثُمَّ حَلَبَ فِي قَعْبٍ فَشَرِبَ ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرٍ فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ:«اقْلِصْ» فَقَلَصَ