الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ ذِكْرِ أَتْبَاعِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فِي خِلَافَتِهِ لِسُنَنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم ، وَنَفَعَنَا بِحُبِّ الْجَمِيعِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَهَلْ غَيْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي خِلَافَتِهِ شَيْئًا مِمَّا سَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهم؟ قِيلَ لَهُ: مَعَاذَ
اللَّهِ ، بَلْ كَانَ لَهُمْ مُتَّبِعًا ، وَسَيُذْكَرُ مِنْ ذَلِكَ مَا لَا يَخْفَى ذِكْرُهُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ مِمَّنْ سَلَّمَهُ اللَّهُ عز وجل مِنْ مَذْهَبِ الرَّافِضَةِ وَالنَّاصِبَةِ ، وَلَزِمَ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ. مِنْ ذَلِكَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ لَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ أَجْرَى أَمْرَ فَدَكَ ، وَقَبِلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ مَا سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَا نُوَرَّثُ ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةً» ، أَعْنِي أَبَا بَكْرٍ الْقَائِلَ ، فَلَمَّا أَفَضْتِ الْخِلَافَةُ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه أَجْرَاهُ عَلَى مَا أَجْرَاهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه وَكَانَ عِنْدَهُ أَنَّ الْحَقَّ فِيمَا فَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه وَلَوْ كَانَ الْحَقُّ عِنْدَهُ فِي غَيْرِ مَا فَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ لَرَدَّهُ ، وَلَمْ يَأْخُذْهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، خِلَافُ مَا قَالَتْهُ الرَّافِضَةُ الْأَنْجَاسُ ، وَهَذَا مَشْهُورٌ لَا يُمْكِنُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ غَيْرَ هَذَا ، فَأَمَّا مَا سَنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَلَمْ يُغَيِّرْهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه ، وَاتَّبَعَهُ عَلَى ذَلِكَ
1233 -
فَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جِنَادٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرَادِيِّ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه صَلَّى الْعَصْرَ فَصُفَّ لَهُ أَهْلُ نَجْرَانَ صَفَّيْنِ ، فَلَمَّا صَلَّى أَوْمَأَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأَخْرَجَ كِتَابًا فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ ، فَلَمَّا قَرَأَهُ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ نَجْرَانَ ، أَوْ يَا أَصْحَابِي ، هَذَا وَاللَّهِ خَطِّي بِيَدِي وَإِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَعْطِنَا مَا فِيهِ ، قَالَ: وَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ رَادًّا عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه يَوْمًا مَا فَالْيَوْمُ يُرَدُّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ: لَسْتُ بَرَّادٍّ عَلَى عُمَرَ الْيَوْمَ شَيْئًا صَنَعَهُ ، إِنَّ عُمَرَ كَانَ رَجُلًا رَشِيدَ الْأَمْرِ ، وَإِنَّ عُمَرَ أَخَذَ مِنْكُمْ خَيْرًا مِمَّا أَعْطَاكُمْ ، وَلَمْ يُجْرِ عُمَرُ رضي الله عنه مَا أَخَذَ مِنْكُمْ لِنَفْسِهِ ، إِنَّمَا أَجْرَاهُ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ "
1234 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الشَّاهِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ
1235 -
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كِتَابُكَ بِيَدِكَ ، وَشَفَاعَتُكَ بِلِسَانِكَ ، أَخْرَجَنَا عُمَرُ مِنْ أَرْضِنَا فَارْدُدْنَا إِلَيْهَا ، فَقَالَ:«وَيْحَكُمْ ، إِنَّ عُمَرَ كَانَ رَجُلًا رَشِيدَ الْأَمْرِ ، فَلَا أُغَيِّرُ شَيْئًا صَنَعَهُ عُمَرُ»
⦗ص: 1778⦘
قَالَ الْأَعْمَشُ: وَكَانُوا يَقُولُونَ: لَوْ كَانَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ عَلَيْهِ لَاغْتَنَمَ هَذِهِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ
1237 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَمَّنْ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه لَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ: " مَا قَدِمْتُ لِأَحِلَّ عُقْدَةً عَقَدَهَا عُمَرُ رضي الله عنه
⦗ص: 1779⦘
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: هَذَا رَدٌّ عَلَى الرَّافِضَةِ الَّذِينَ خُطِئَ بِهِمْ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ ، وَأَسْخَنَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْيُنَهُمْ ، وَنَسَبُوا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه إِلَى مَا قَدْ بَرَّأَهُ اللَّهُ عز وجل مِمَّا يَنْحِلُونَهُ إِلَيْهِ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما لَوْ عَلِمَ عَلِيٌّ رضي الله عنه أَنَّ الْحَقَّ فِي غَيْرِ مَا حَكَمَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ لَرَدَّهُ ، وَلَمْ يَأْخُذْهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، وَلَكِنْ عَلِمَ أَنَّ الْحَقَّ هُوَ الَّذِي فَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَجْرَاهُ عَلَى مَا فَعَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنهما ، وَكَذَا فَعَلَ عُمَرُ فِي أَهْلِ نَجْرَانَ ، وَكَذَا لَمَّا سَنَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَيْهِ ، أَحْيَا بِذَلِكَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّاهَا الصَّحَابَةُ فِي جَمِيعِ الْبُلْدَانِ ، وَصَلَّاهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَلَمَّا أَفَضْتِ الْخِلَافَةُ إِلَيْهِ ، صَلَّاهَا وَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ ، وَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَقَالَ:" نَوَّرَ اللَّهُ قَبْرَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، كَمَا نَوَّرْتَ مَسَاجِدَنَا وَقَالَ: أَنَا أَشَرْتُ عَلَى عُمَرَ بِذَلِكَ " ، وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الرَّافِضَةِ الَّذِينَ لَا يَرَوْنَ صَلَاتَهَا ، خِلَافًا عَلَى عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رضي الله عنهم وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ
1238 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
⦗ص: 1780⦘
بْنُ أَبِي الْحَارِثِ ، بِبَابِ الشَّامِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ رضي الله عنه: " لَأَنَا حَرَّضْتُ عُمَرَ رحمه الله ، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَخْبَرْتُهُ أَنَّ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ حَظِيرَةً؛ يُقَالُ لَهَا: حَظِيرَةُ الْقُدُسِ ، فِيهَا قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمُ: الرُّوحُ ، فَإِذَا جَاءَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ عز وجل فِي النُّزُولِ إِلَى الدُّنْيَا ، فَلَا يَمُرُّونَ بِأَحَدٍ يُصَلِّي ، أَوْ يَسْتَقْبِلُونَهُ فِي طَرِيقٍ إِلَّا أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ بَرَكَةٌ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِذَنْ ، وَاللَّهِ يَا أَبَا الْحَسَنِ ، نَعْرِضُ النَّاسَ لِلْبَرَكَةِ ، فَأَمَرَهُمْ بِالْقِيَامِ "
1239 -
وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
⦗ص: 1781⦘
الرَّحْمَنِ بْنِ يُونُسَ السَّرَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ رَبِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: أَمَّنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ: وَمَرَّ بِبَعْضِ مَسَاجِدِ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، وَهُمْ يُصَلُّونَ الْقِيَامَ فَقَالَ:«نَوَّرَ اللَّهُ قَبْرَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ كَمَا نَوَّرْتَ مَسَاجِدَنَا»
1240 -
وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ الْعَتَكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ مَرْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسْنَاءِ ، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه «أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي رَمَضَانَ خَمْسَ تَرْوِيحَاتٍ عِشْرِينَ رَكْعَةً»
⦗ص: 1782⦘
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله: وَهَكَذَا بَايَعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه فِي جَمْعِهِ الْمُصْحَفَ ، وَصَوَّبَ رَأْيَهُ فِي جَمْعِهِ ، وَقَالَ: أَوَّلُ مَنْ جَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه وَأَنْكَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَلَى طَوَائِفَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مِمَّنْ عَابَ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِجَمْعِهِ لِلْمُصْحَفِ ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ إِنْكَارًا شَدِيدًا خِلَافَ مَا قَالَتْهُ الرَّافِضَةُ
1241 -
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ عَبْدِ
⦗ص: 1783⦘
خَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ:«إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الْمَصَاحِفِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه كَانَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ»
1242 -
وَحَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ»
1243 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَخِي هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّمِيمِيُّ الْأُسَيِّدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ جَرْوَلٍ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ اللَّهَ اللَّهَ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي عُثْمَانَ رضي الله عنه وَقَوْلَكُمْ: خَرَّاقُ الْمَصَاحِفِ ، فَوَاللَّهِ مَا خَرَقَهَا إِلَّا عَنْ مِلَاءٍ مِنَّا أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم جَمَعَنَا فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ الَّتِي قَدِ اخْتَلَفَ فِيهَا النَّاسُ ، يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ: قِرَاءَتِي خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِكَ ، وَقِرَاءَتِي أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَتِكَ ، وَهَذَا شَبِيهٌ بِالْكُفْرِ ، فَقُلْنَا: مَا الرَّأْيُ يَا
⦗ص: 1785⦘
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَرَى أَنْ أَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ ، فَإِنَّكُمْ إِنِ اخْتَلَفْتُمَ الْيَوْمَ كَانَ مَنْ بَعْدَكُمْ أَشَدَّ اخْتِلَافًا ، فَقُلْنَا: فَنِعْمَ مَا رَأَيْتَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ: يَكْتُبْ أَحَدُكُمَا وَيُمْلِ الْآخَرُ ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمَا فِي شَيْءٍ فَارْفَعَاهُ إِلَيَّ ، فَكَتَبَ أَحَدُهُمَا وَأَمْلَى الْآخَرُ ، فَمَا اخْتَلَفَا فِي شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل إِلَّا فِي حَرْفٍ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: التَّابُوتُ. وَقَالَ الْآخَرُ: التَّابُوهُ ، فَرَفَعَاهُ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَالَ: التَّابُوتُ ، قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: لَوْ وُلِّيتُ مِثْلَ الَّذِي وَلِيَ لَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ قَالَ: فَقَالَ الْقَوْمُ لِسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه؟ قَالَ: اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَسَمِعْتُ هَذَا مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1244 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بِنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
⦗ص: 1786⦘
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «لَوْ وُلِّيتُ لَفَعَلْتُ الَّذِي فَعَلَ عُثْمَانُ ، يَعْنِي فِي الْمَصَاحِفِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنْ أَصَحِّ الدَّلَائِلِ وَأَوْضَحِ الْحُجَجِ عَلَى كُلِّ رَافِضِيٍّ مُخَالِفٍ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَنَّ عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ لَمْ يَزَلْ يَقْرَأُ بِمَا فِي مُصْحَفِ عُثْمَانَ رضي الله عنه ، وَلَمْ يُغَيِّرْ مِنْهُ حَرْفًا وَاحِدًا ، وَلَا قَدَّمَ حَرْفًا عَلَى حَرْفٍ وَلَا أَخَّرَ ، وَلَا زَادَ فِيهِ وَلَا نَقَصَ ، وَلَا قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ فَعَلَ فِي هَذَا الْمُصْحَفِ شَيْئًا لِي أَنْ أَفْعَلَ غَيْرَهُ ، مَا يُحْفَظُ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا رضي الله عنه ، وَهَكَذَا وَلَدُهُ رضي الله عنه ، لَمْ يَزَالُوا يَقْرَءُونَ بِمَا فِي مُصْحَفِ عُثْمَانَ رضي الله عنه حَتَّى فَارَقُوا الدُّنْيَا ، وَهَكَذَا أَصْحَابُ عَلِيٍّ رضي الله عنه لَمْ يَزَالُوا يُقْرِئُونَ الْمُسْلِمِينَ بِمَا فِي مُصْحَفِ عُثْمَانَ رضي الله عنه ، لَا يَجُوزُ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ غَيْرَ هَذَا ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَقَدْ كَذَبَ ، وَأَتَى بِخِلَافِ مَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْإِسْلَامِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رحمه الله
⦗ص: 1787⦘
: مُرَادُنَا مِنْ هَذَا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه لَمْ يَزَلْ مُتَّبِعًا لِمَا سَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهم ، مُتَّبِعًا لَهُمْ ، يَكْرَهُ مَا كَرِهُوا ، وَيُحِبُّ مَا أَحَبُّوا ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عز وجل شَهِيدًا ، الَّذِي لَا يُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِيُّ وَلَا يُبْغِضْهُ إِلَّا مُنَافِقٌ شَقِيُّ