الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رضي الله عنه بِقَتْلِ الْخَوَارِجِ وَأَنَّ اللَّهَ عز وجل أَكْرَمَهُ بِقِتَالِهِمْ
1565 -
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، وَهِشَامٌ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه النَّهْرَ ، فَلَمَّا قُتِلَتِ الْخَوَارِجُ قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: إِنَّ فِيهِمْ رَجُلًا مُخْدَجَ الْيَدِ أَوْ مُؤْدَنَ الْيَدِ أَوْ مُثَدَّنَ الْيَدِ قَالَ: فَنَظَرُوا فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ فَقَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا وَقَلِّبُوا الْقَتْلَى قَالَ: فَاسْتَخْرَجُوا رَجُلًا آدَمَ مُثَدَّنَ يَدِهِ الْيُمْنَى ، كَأَنَّهَا ثَدْي الْمَرْأَةِ ، فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَشَكَرَ اللَّهَ الَّذِي وَلَّاهُ قَتْلَهُمْ ، وَالَّذِي أَكْرَمَهُ بِقِتَالِهِمْ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا سَبَقَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْكَرَامَةِ لِمَنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ قَالَ عُبَيْدَةُ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَشَيْءٌ بَلَغَكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: " بَلْ سَمِعْتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ
1566 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا
⦗ص: 2080⦘
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه النَّهْرَ ، فَلَمَّا قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرِ قَالَ: إِنَّ فِيهِمْ رَجُلًا مُؤْدَنَ الْيَدِ ، أَوْ مُثَدَّنَ الْيَدِ ، أَوْ مُخْدَجَ الْيَدِ ، فَالْتَمِسُوهُ ، فَلَمْ يَجِدُوهُ ، ثُمَّ قَالَ: الْتَمِسُوهُ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: فَالْتَمِسُوهُ فَالْتَمَسُوهُ فَوَجَدُوهُ فِي وَهْدَةٍ وَالْقَتْلَى عَلَيْهِ قَالَ: وَكَانَتْ يَدَهُ إِذَا مُدَّتِ امْتَدَّتْ مِثْلَ يَدَهُ الْأُخْرَى ، وَإِذَا أُرْخِيَتْ دَخَلَتْ وَلَيْسَ فِيهَا عَظْمٌ ، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ عز وجل هَذِهِ الْعِصَابَةَ الَّتِي قَتَلْتُهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُبَيْدَةُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، مَرَّتَيْنِ
1567 -
وَأَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ قَتْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه الْخَوَارِجَ؛ نَظَرْتُ إِلَى وجُوهِهِمْ وَإِلَى شَمَائِلِهِمْ فَشَكَكْتُ فِي قِتَالِهِمْ ، فَتَنَحَّيْتُ عَنِ الْعَسْكَرِ غَيْرَ بَعِيدٍ ، فَنَزَلْتُ عَنْ دَابَّتِي وَرَكَزْتُ رُمْحِي ، وَوَضَعْتُ دِرْعِي تَحْتِي ، وَعَلَّقْتُ تُرْسِي مُسْتَتِرًا بِهِ مِنَ الشَّمْسِ ، وَأَنَا مُعْتَزِلٌ عَنِ الْعَسْكَرِ نَاحِيَةً ، إِذْ طَلَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ
⦗ص: 2081⦘
رضي الله عنه عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَالِي وَلَهُ ، أَنَا أَفِرُّ مِنْهُ وَهُوَ يَجِيءُ إِلَيَّ ، فَقَالَ لِي: يَا جُنْدُبُ ، مَا لَكَ فِي هَذَا الْمَكَانِ تَنَحَّيْتَ عَنِ الْعَسْكَرِ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَصَابَنِي وَعْكٌ فَشَقَّ عَلَيَّ الْغُبَارُ فَلَمْ أَسْتَطِعِ الْوقُوفَ قَالَ: فَقَالَ لِي: أَمَا بَلَغَكَ مَا لِلْعَبْدِ فِي غُبَارِ الْعَسْكَرِ مِنَ الْأَجْرِ ، ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ فَنَزَلَ ، فَأَخَذْتُ بِرَأْسِ دَابَّتِهِ ، وَقَعَدَ فَقَعَدْتُ ، فَأَخَذْتُ التُّرْسَ بِيَدِي ، فَسَتَرْتُهُ مِنَ الشَّمْسِ قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَقَاعِدٌ إِذْ جَاءَ فَارِسٌ يَرْكُضُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ قَطَعُوا الْجِسْرَ ذَاهِبِينَ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: إِنَّ مَصَارِعَهُمْ دُونَ النَّهْرِ قَالَ: وَإِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَخْبَرَهُ عِنْدَهُ وَاقِفٌ؛ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ وَاللَّهِ عَبَرُوا فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ قَالَ: وَيْحَكَ إِنَّ مَصَارِعَهُمْ دُونَ النَّهْرِ قَالَ: فَجَاءَ فَارِسٌ آخَرُ يَرْكُضُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالَّذِي بَعَثَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ لَقَدْ رَجَعُوا ، ثُمَّ جَاءَ النَّاسُ فَقَالُوا: قَدْ رَجَعُوا ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَتَسَاقَطُونَ فِي الْمَاءِ زِحَامًا عَلَى الْعُبُورِ ، ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا جَاءَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ صَفُّوا الصُّفُوفَ وَرَمُوا فِينَا وَقَدْ جَرَحُوا فُلَانًا ، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: هَذَا حِينَ طَابَ الْقِتَالُ قَالَ: فَوَثَبَ فَقَعَدَ عَلَى بَغْلَتِهِ ، فَقُمْتُ إِلَى سِلَاحِي فَلَبِسْتُهُ ، ثُمَّ شَدَدْتُهُ عَلَيَّ ، ثُمَّ قَعَدْتُ عَلَى فَرَسِي ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي ، ثُمَّ خَرَجْتُ ، فَلَا وَاللَّهِ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَرِيكٍ مَا صَلَّيْتُ الْعَصْرَ قَالَ: الظُّهْرَ حَتَّى قَتَلْتُ بِيَدِي سَبْعِينَ
1568 -
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
⦗ص: 2082⦘
الْأَشَجِّ ، عَنِ ابْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ ، لَمَّا خَرَجُوا وَهُمْ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالُوا: لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: أَجَلْ ، كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَ أُنَاسًا إِنِّي لَأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ ، يَقُولُونَ الْحَقَّ لَا يُجَاوِزُ هَذَا مِنْهُمْ ، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ ، أَبْغَضُ خَلْقِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ عز وجل ، فِيهِمْ أَسْوَدُ إِحْدَى يَدَيْهِ طُبْيُ شَاةٍ ، أَوْ حَلَمَةُ ثَدْيٍ ، فَلَمَّا قَاتَلَهُمْ عَلِيٌّ رضي الله عنه قَالَ: انْظُرُوا فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا ، فَقَالَ: ارْجِعُوا ، فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ ، وَلَا كُذِبْتُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، ثُمَّ وَجَدُوهُ فِي خَرِبَةٍ فَأَتَوْا بِهِ عَلِيًّا حَتَّى وَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ: أَنَا حَضَرْتُ
1569 -
ذَلِكَ مِنْهُمْ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُمْ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِيثِ سَوَاءً
1570 -
أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ: سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ أَصْحَابِ النَّهْرِ؟ فَقَالَ: ثنا مَسْرُوقٌ
⦗ص: 2083⦘
قَالَ: سَأَلَتْنِي عَائِشَةُ رضي الله عنها عَنْهُمْ ، فَقَالَتْ: هَلْ أَبْصَرْتَ أَنْتَ الرَّجُلَ الَّذِي يَذْكُرُونَ ذَا الثُّدَيَّةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَمْ أَرَهْ ، وَلَكِنْ قَدْ شَهِدَ عِنْدِي مَنْ قَدْ رَآهُ قَالَتْ: فَإِذَا قَدِمْتَ الْأَرْضَ فَاكْتُبْ إِلَيَّ بِشَهَادَةِ نَفَرٍ قَدْ رَأَوْهُ أُمَنَاءَ قَالَ: فَجِئْتُ وَالنَّاسُ أَشْيَاعٌ قَالَ: فَكَلَّمْتُ مِنْ كُلٍّ سَبْعَ عَشْرَةَ مِمَّنْ قَدْ رَآهُ قَالَ: فَقُلْتُ: كُلُّ هَؤُلَاءِ عَدْلٌ رِضًى ، فَقَالَتْ: قَاتَلَ اللَّهُ فُلَانًا فَإِنَّهُ كَتَبَ إِلَيَّ أَنَّهُ أَصَابَهُ بِمِصْرَ
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَالَ يَزِيدُ: وَحَدَّثَنِي مَنْ ، سَمِعَ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّهُمْ شِرَارُ أُمَّتِي ، يَقْتُلُهُمْ خِيَارُ أُمَّتِي» ثُمَّ قَالَتْ: مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا مَا كَانَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَأَحْمَائِهَا