الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الحمد لله)
فضائلها
روى مسلم في صحيحه بإسناده عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض
…
الحديث (1) .
قال الترمذي: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، حدثنا موسى بن إبراهيم ابن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله.
ثم قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم وقد روى علي بن المديني وغير واحد عن موسى بن إبراهيم هذا الحديث
(2)
، وأخرجه ابن ماجة (3) وصححه الألباني (4) ،وأخرجه ابن أبي الدنيا (5) والخرائطي (6) وابن حبان (7) كلهم من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير به، والحديث السابق الصحيح شاهد له.
قال أبو داود: حدثنا أبو توبة، قال: زعم الوليد، عن الأوزاعي، عن قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم".
(1) كتاب الطهارة - باب فضل الوضوء رقم 322.
(2)
السنن - الدعاء - باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة رقم 3383.
(3)
السنن - الأدب - باب فضل الحامدين رقم 3800.
(4)
صحيح سنن ابن ماجة 2/319 رقم 3065 وسلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 1497.
(5)
الشكر ص 21.
(6)
فضيلة الشكر لله على نعمه ص 35.
(7)
موارد الظمآن رقم 2326.
قال أبو داود: رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا (1) .
وأخرجه ابن أبي شيبة (2) ، والنسائي (3) ، وابن ماجة (4) ، وابن حبان (5) ، والدارقطني (6) ، والبيهقي (7) كلهم من طريق قرة به نحوه.
وقال الدارقطني: تفرد به قرة عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وأرسله غيره عن الزهري عن النبي صلى لله عليه وسلم، وقرة ليس بقوي في الحديث، ورواه صدقة عن محمد بن سعيد عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح الحديث، وصدقة ومحمد بن سعيد ضعيفان والمرسل هو الصواب (8) وكذا ضعفه الألباني (9) . وحسنه النووي ثم قال: وقد روي موصولا كما ذكرنا وروي مرسلا ورواية الموصول جيدة الإسناد وإذا روي الحديث موصولا ومرسلا، فالحكم للاتصال عند جمهور العلماء لأنها زيادة ثقة وهي مقبولة عند الجماهير (10) . وحسنه ابن الصلاح والعراقي وابن حجر (11) ، والسبكي وذكر تخريج البغوي وابن الصلاح من طريق
(1) السنن - الأدب - باب الهدي في الكلام رقم 4840.
(2)
المصنف - الأدب - باب ما قالوا فيما يستحب أن يبدأ به الكلام 9/115 رقم 6734.
(3)
عمل اليوم والليلة رقم 494.
(4)
السنن - النكاح - باب خطبة النكاح رقم 1984.
(5)
الإِحسان بترتيب صحيح ابن حبان 1/102 وموارد الظمآن رقم 578 و1993.
(6)
السنن - الصلاة 1/229.
(7)
السنن الكبرى 3/209 وشعب الإِيمان كما ذكره الزيلعي في تخريجه لأحاديث الكشاف ل 2.
(8)
السنن - الصلاة 1/229.
(9)
ضعيف الجامع الصغير 4/147.
(10)
الأذكار ص 94.
(11)
انظر الفتوحات الربانية على الأذكار النبوية 3/288، 6/63.
الأوزاعي عن قرة به (1)، وحسنه السيوطي (2) . والعجلوني وقال: ألَّف فيه السخاوي جزءاً (3) .
قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ)
قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: لم يذكر لحمده هنا ظرفا مكانيا ولا زمانيا. وذكر في سورة الروم أن من ظروفه المكانية: السماوات والأرض في قوله (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض) الآية (4) وذكر في سورة القصص أن من ظروفه الزمانية: الدنيا والآخرة في قوله: (َهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَة) الآية (5) . وقال في أول سورة سبأ (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)(6)(7) .
قال الطبري: حدثنا علي بن الحسن الخراز، قال: حدثنا مسلم بن عبد الرحمن الجرمي، قال: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيء أحب إليه الحمد، من الله تعالى، ولذلك أثنى على نفسه فقال:(الْحَمْدُ لِلَّهِ) .
ورجاله ثقات إلا مبارك بن فضالة صدوق، والإسناد حسن. ورواية الحسن البصري عن الأسود بن سريع قيل إنها منقطعة (8) . ولكن صرح الحسن
(1) طبقات الشافعية الكبرى 1/6، 7، 12، 15.
(2)
الجامع الصغير بشرح الفيض القدير 5/13.
(3)
كشف الخفاء 2/119.
(4)
الروم 18.
(5)
القصص 70.
(6)
سبأ 1.
(7)
أضواء البيان 1/101.
(8)
المراسيل لابن أبي حاتم ص 93.
البصري بالسماع فيما نقله الضياء المقدسي (1) . وقرر ذلك الإمام البيقهي (2) . إضافة إلى ذلك أنه على شرط أرباب الصحاح كابن حبان (3) ، والحاكم ووافقه الذهبي (4) ، والضياء كما تقدم. وقد صححه الأستاذ أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري (5) .
قال الطبري: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أنبأنا ابن وهب، قال حدثني عمر بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه قال: أخبرني السلولي عن كعب، قال: من قال "الحمد لله" فذلك ثناء على الله (6) .
أخرجه ابن أبي حاتم من طريق وهيب عن سهيل بن أبي صالح به (7) . ورجال إسناد الطبري ثقات إلا سهيل بن أبي صالح.
قال الحافظ ابن حجر: صدوق تغير حفظه بآخره روى له الجماعة، ورواية البخاري له مقرونا وتعليقا (8) . وقد تُكلم في روايته عن أبيه وأجاب عن ذلك محمد بن طاهر المقدسي، بأن سماعه من أبيه صحيح (9) . وعلى هذا فالإسناد حسن إلى كعب. وقد رجح ابن كثير هذا التفسير (10) .
(1) المختارة 4/742.
(2)
السنن الكبرى 9/77.
(3)
الإحسان 1/171 ح 231.
(4)
المستدرك 3/416.
(5)
1/731.
(6)
التفسير رقم 153.
(7)
التفسير رقم 10.
(8)
التقريب ص 259.
(9)
شروط الأئمة الستة ص 12.
(10)
التفسير 1/37.
قوله تعالى (رَبِّ الْعَالَمِينَ)
أي رب السماوات السبع والأرضين ومن فيهن وما بينهن حيث بين الله تعالى ذلك عندما ذكر مناظرة فرعون لموسى فقال تعالى (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا) (1) .
وأخرج الطبري عن بشر بن معاذ العقدي قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة:(رَبِّ الْعَالَمِينَ) قال: كل صنف عالم (2) .
وإسناده حسن.
قوله تعالى (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
قال ابن كثير: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة ورحمن أشد مبالغة من رحيم.
أخرج مسلم بإسناده عن أبي هريرة مرفوعا في الحديث القدسي: "قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله تعالى: حمدني عبدي
…
وإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله تعالى: أثنى علي عبدي
…
الحديث (3) .
وقد تقدم في البسملة ذكر بعض الروايات التي تتعلق ببيان قوله تعالى: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) .
وقد بين الله تعالى سعة رحمته فقال: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)(4) .
(1) الشعراء آية 23.
(2)
التفسير رقم (163) .
(3)
الصحيح - الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة رقم 395. وقد قطعت هذا الحديث حسب موافقته لآيات سورة الفاتحة كصنيع ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره.
(4)
الأعراف 156.