الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد أعلمتك يا بني، مجملاً جميع ما كنت سمعته من مشايخي متفرقاً في هذا الباب. فأقبل الآن على ما قصدتني له، أو دع.
قال: فهالني قوله فسكت متفكراً، وأطرقت نادماً، فلما رأى ذلك مني قال: وإن لا تطق احتمال هذه المشاق كلها فعليك بالفقه الذي يمكنك تعلمه وأنت في بيتك، قار ساكن، لا تحتاج إلى بعد الأسفار، ووطء الديار، وركوب البحار، وهو مع ذا ثمرة الحديث. وليس ثواب الفقيه بدون ثواب المحدث في الآخرة، ولا عزه بأقل من عز المحدث.
قال: فلما سمعت ذلك نقض عزمي في طلب الحديث وأقبلت على دراسة الفقه وتعلمه إلى أن صرت فقيهاً متقدماً فلذلك لم يكن عندي ما أمليه على هذا الصبي، يا أبا إبراهيم.
فقال له أبو إبراهيم: إن هذا الحديث الواحد الذي لا يوجد عند غيرك خيرٌ للصبي من ألف حديثٍ يجده عند غيرك.
11- القاضي أبو عامر محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الطليطلي:
كان يفهم صنعة الحديث، كثير السماع والجمع، أخذ عن القاضي أبي عبد الله ابن السقاط وأبي المطرف ابن أسد وأبي بكر محمد بن جماهر وأبي الوليد ابن مسلمة وأبي المطرف ابن سلمة، وأجازه جماهر بن عبد الرحمن بن جماهر وأبو الوليد الباجي والعذري وغيرهم؛ وكان
صاحب أصول عنده أعلاق من أصول شيوخ بلده وكان عارفاً برجال بلده وأخبارهم.
قرأت عليه كتاب الإخوان لابن الأعرابي في أصل جماهر [وهو كان أصله ثم تصير إليٍ حدثني به عن أبي الوليد هشام بن محمد بن مسلمة عن أبي محمد ابن النحاس [وعن أبي بكر محمد بن جماهر وعمه أبي بكر جماهر عن أبي إسحاق الحبال عن أبي محمد ابن النحاس] عن أحمد ابن الأعرابي.
وقرأت عليه كتاب التحبير عما في حديث جابر بن عبد الله في حجة الوداع من السنن والفوائد تأليف أبي بكر ابن المنذر، وذلك مائة وثلاث وخمسون فائدة. حدثني به عن الفقيه أبي المطرف عبد الرحمن بن أسد الجهني عن أبي محمد ابن عباس عن أبي القاسم عبد الله بن خيران عن ابن المنذر.
وسمعت عليه كتاب الأماني المنتجزة جمع أبي عبد الله محمد ابن أبي نصر الحميدي وقد تقدم ذكري له في مسند الجوهري، وفي كتاب علوم الحديث للحاكم.
وتوفي في قرطبة في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين؛ مولده سنة ست وخمسين وأربعمائة.
وقد كتب عني هو، رحمه الله، من حديثي أشياء انتخبها وسمعها مني وقرأ بعضها علي، حدثنا القاضي أبو عامر بقراءتي عليه قال: أخبرني الفقيه هشام بن محمد بن مسلمة قال؛ أخبرني أبو محمد ابن عبد الرحمن بن عمر حدثنا ابن الأعرابي قال؛ حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا سليمان بن معبد قال؛ حدثنا الأصمعي قال؛ حدثنا سليمان بن المغيرة قال؛ قال محمد بن واسع:
((ما بقي في الدنيا شيءٌ من اللذة، إلا الصلاة ولقاء الإخوان)) .
وحدثنا قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن قاسم حدثنا أبو محمد ابن عباس حدثنا أبو القاسم الجوهري حدثنا محمد بن رزين حدثنا ابن القاسم قال؛ سمعت مالكاً يقول:
((ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نورٌ يضعه الله في القلوب)) .
وحدثنا قال: حدثنا أبو بكر ابن جماهر حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا ابن النحاس حدثنا أحمد بن زياد حدثنا مشرف بن سعيد بن زيد الواسطي حدثنا عمرو بن سفيان المسعري عن أخيه قال؛ سمعت سفيان بن عيينة يقول: