الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمرو بن مذحج بن حزم وهو شاب وكان مجيداً للركوب فأجرى بين أيدينا فرسه وتقلب عليه أحسن تقلب وصرفه أحسن تصريف فأعجب بما رأى منه الحاضرون لا سيما أبو بكر فقلت له: قل في صفة الحال، فقال ارتجالاً:
رأى صاحبي عمراً فكلف وصفه
…
وحملني من ذاك ما ليس في الطوق
فقلت له عمرو كعمرٍ، فقال لي
…
صدقت ولكن ذا أشب على الطوق
فأعجب الحاضرون من سرعة قوله وصدق وصفه وجودة نظمه وقوة فهمه وغاية حسنه.
88- سفيان بن العاصي بن أحمد بن العاصي بن سفيان الأسدي الفقيه الراوية أبو بحر:
أحد المتفننين المتقنين للكتب المتسعي الرواية، نشأ ببلنسية وأصله من عملها من حصن مربيطر سمع أبا العباس الدلائي وأبا عمر ابن عبد البر والقاضي أبا الوليد الباجي وأبا الليث وأبا الفتح نصر بن الحسن التنكتي الشاشي القادم إلى الأندلس والفقيه أبا عبد الله ابن سعدون وابن سيد المقرئ وطاهر بن مفوز وأبا إسحاق الكلاعي وأبا بكر ابن القدوة وأبا داود المقرئ وسمع القاضي أبا الوليد الكناني وبه كان اختصاصه وعليه تقييده ومنه استفادته. وكان يعظمه جداً
وأجازه أبو مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي سمع منه الناس كثيراً بالأندلس والعدوة وكان خرج إليها بعد استيلاء العدو على بلنسية فسكن بلاد ابن الناصر مدة ثم تلمسان ثم انتقل إلى الأندلس وسكن أخيراً قرطبة ورأس بها في السماع ورحل إليه الناس.
لقيته بقرطبة وقرأت عليه كتاب المشاهد وسيرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأبي محمد عبد الملك بن هشام اختصاره لكتاب محمد بن إسحاق وعارضته بكتابه وكتبت عنه ما أصلحه فيه القاضي الكناني [شيخه، حدثني به عن القاضي أبو الوليد هشام بن أحمد الكناني] قراءة عليه وسماعاً عن أبي عمر الطلمنكي عن أبي جعفر ابن عون الله عن أبي محمد عبد الله بن جعفر بن الورد؛ قال أبو بحر وحدثني به إجازة أبو العباس العذري قال؛ حدثنا أبو العباس أحمد بن علي الكسائي النحوي قال؛ حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي قال؛ حدثنا عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم الزهري البرقي قال؛ حدثنا أبو محمد ابن هشام.
قال القاضي أبو الفضل وقد حدثني بكتاب المشاهد المذكور الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن عيسى سماعاً للكثير منه وإجازةً لما فاتني قال؛ حدثنا بجميعه الشيخ أبو مروان عبد الملك بن سراج؛ وحدثنا به ابنه الوزير أبو الحسين سراج عنه إجازة قال؛ حدثنا أبو القاسم الإفليلي بجميعه عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله
عن عم أبيه عبيد الله بن يحيى عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي عن ابن هشام.
قال القاضي أبو الفضل: محمد وعبد الرحيم ابنا عبد الله بن عبد الرحيم أخوان يكنى عبد الرحيم منهما أبا سعيد ومحمد أبا عبد الله؛ يرويان معاً عن ابن هشام ولهما أخ ثالث اسمه أحمد روى عنه، وبيتهم بيت علم ولمحمد وأحمد تاريخ وتصانيف، ولأبي القاسم عبيد الله بن محمد أيضاً تصنيف في الفقه وكلهم ثقات وقد ذكرناهم في كتاب الطبقات.
وقرأت عليه أيضاً كتاب شيوخ البخاري تأليف أبي أحمد بن عدي الجرجاني، حدثني به عن أبي العباس الدلائي عن أبي العباس الرازي عن مؤلفه؛ وسمعت جميع هذا الجزء أيضاً على القاضي الشهيد أبي علي وقد ذكرت سنده فيه.
وسمعت عن الفقيه أبي بحر جميع كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج القشيري، وقد ذكرته قبل وذكرت سندي فيه وسنده في الموطأ.
وحدثني، رحمه الله، بكتاب بهجة المجالس لأبي عمر ابن عبد البر عنه، وكتاب الإشراف على ما في أصول الفرائض من الاختلاف تأليف أبي عمر أيضاً عنه.
وتوفي، رحمه الله، بقرطبة لثلاث بقين من جمادى الآخرة من سنة عشرين وخمسمائة؛ ومولده سنة تسع وثلاثين وقيل سنة أربعين وأربعمائة.
وأجازني، رحمه الله، جميع رواياته من ذلك جميع فهرست الدلائي وفهرست ابن سعدون.
حدثنا، رحمه الله، بقراءتي عليه حدثنا أبو العباس أحمد [بن عمر حدثنا أبو العباس أحمد] بن الحسن بن بندار الرازي حدثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال؛ سمعت أحمد بن الحارث المروزي يقول؛ سمعت إبراهيم بن يزيد البيوردي الحافظ يقول؛ سمعت أحمد بن يونس يقول:
((قدمت البصرة فأتيت حماد بن زيد فسألته أن يملي علي شيئاً من فضائل عثمان فقال لي: من أين أتيت فقلت: من الكوفة قال: كوفي يطلب فضائل عثمان والله لا أمليها عليك إلا وأنا قائم وأنت جالس قال؛ فقام وأجلسني وأملى علي وكنت أسارقه النظر فكان يملي علي وهو يبكي.
وأخبرنا، رحمه الله، قال؛ أخبرنا أبو العباس العذري حدثنا أبو الحسن الكسائي حدثنا أبو الحسن محمد بن زكرياء النيسابوري عن بعض شيوخه قال؛ أنشدني رجل من أهل الأدب لعبد الله بن المبارك:
قرب طعامك وابذله لمن دخلا
…
واحلف على من أبى واشكر لمن أكلا
ولا تكن سابري العرض محتشماً
…
من القليل فلست الدهر محتفلا