الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الحاء خمسة
47- القاضي الشهيد الحافظ أبو علي الحسين بن محمد بن فيره بن حيون الصدفي المعروف بابن سكرة:
أصله من سرقسطة من قريةٍ على أربعة أميال منها تعرف بمنزل محمود بالثغر الأعلى؛ ومولده بحاضرتها في نحو أربع وخمسين وأربعمائة؛ أخذ عن شيوخها وقرأ على مقرئيها وسمع بها من الباجي وأبي محمد ابن فورتش وابن الصراف وابن سماعة وغيرهم، ثم سمع بالمرية وبلنسية من العذري وابن سعدون، واعتنى بالحديث ورحل إلى المشرق فلقي بقايا شيوخ أفريقية بالمهدية وبمصر: الحبال والخلعي وابن مشرف وغيرهم، وبمكة: الطبري وأبا بكر
الطرطوشي وأبا عبد الله الحافظ وغيرهم وبالبصرة: ابن شعبة وأبا يعلى المالكي وأبا العباس الجرجاني وجماعة؛ وسمع بواسط من شيوخها وببغداد من بقية محدثيها ومسنديها: أبي الحسين الطيوري وابن خيرون وابن البطر والبانياسي وأبي محمد التميمي وأبي الفوارس النقيب الزينبي وقاضي القضاة ابن بكران والإمام أبي بكر الشاشي وابن فهد العلاف وابن أيوب البزاز، ودرس الفقه والأصول على الشاشي ولقي جماعةً من الخراسانيين الحجاج كالإمام أبي القاسم ابن شافور البلخي والقاضي أبي محمد الناصحي الرازي وبالشام من الشيخ نصر المقدسي وغيره.
واتسعت روايته وقد جمعت شيوخه في كتاب المعجم الذي ضمنته ذكره وأخباره وشيوخه وأخبارهم وهم نحو مائتي شيخ.
ووصل الأندلس فرحل الناس إليه وكثر الآخذون عنه ودخل بلدنا كرتين فأخذ عنه إذ ذاك جماعةٌ من شيوخنا وأصحابنا، وحضرت أبا بعض ما قرئ عليه ولم أحصله حينئذ، واستوطن مرسية وسمع منه الناس كثيراً وسمع منه من هو في عداد
شيوخه وممن سمع هو منه قبل، كأبي داود المقرئ وغيره. وكان عارفاً بالحديث قائماً به حافظاً لأسماء الرجال عارفاً بقويهم من ضعيفهم، ذا دين متين وخلق حسن وصيانة، من أجل من لقيناه. ولي القضاء بمرسية سنة خمس وخمسمائة فحمدت سيرته واشتدت في الحق شكيمته إلى أن استعفى فلم يعف، فاختفى وغيب وجهه مدة شهور إلى أن أعفي سنة ثمان وخمسمائة فتوفر على ما كان بسبيله من الاستماع والتفقه وطلب بعد ذلك لقضاء إشبيلية فامتنع ولم يخرج حتى عوفي.
وخرج للغزو سنة أربع عشرة مع الأمير إبراهيم هو وقرينه في الفضل القاضي أبو عبد الله ابن الفراء وحضرا يوم قتندة المشهور بالثغر الأعلى يوم الخميس لست بقين من ربيع الآخر من السنة وحقت على المسلمين الهزيمة فكانا فيمن فقد، رحمهما الله، وختم الله لهما بالشهادة.
وقد بسطت أخباره وأخبار شيوخه في كتابنا المعجم المذكور. رحلت إليه غرة محرم سنة ثمان فوجدته في اختفائه ثم خرج فسمعت عليه خبراً كثيراً. والحمد لله.
فمما سمعته عليه ما ذكرته قبل:
1-
كتابي الصحيحين للبخاري ومسلم [والشهاب وقد ذكرت سنده في ذلك] .
2-
وكتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي، قرأت جميعه عليه وحدثني به عن أبي الفضل أحمد بن خيرون وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار قالا؛ حدثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد المعروف بابن زوج الحرة عن أبي علي الحسن بن محمد بن أحمد السنجي عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب المروزي عن أبي عيسى الترمذي، غير أن كلام أبي عيسى في آخر الكتاب ليس في رواية ابن زوج الحرة فحدثنا بها القاضي أبو علي عن الإمام أبي القاسم عبد الله بن طاهر البلخي المعروف بابن شافور عن الفارسي عن أبي القاسم علي بن أحمد الخزاعي عن أبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي عن الترمذي، وبهذا السند أحاديث في رواية هذا الشيخ لم تكن عند الآخرين.
3-
وكتاب شمائل النبي عليه السلام لأبي عيسى الترمذي قرأته عليه وحدثني به عن الإمام أبي القاسم عبد الله بن طاهر البلخي يعرف بابن شافور عن أبي بكر محمد بن عبد الله المقرئ والفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد المحمدي والقاضي أبي علي الوخشي عن أبي القاسم علي بن أحمد الخزاعي عن الهيثم بن كليب عن أبي عيسى.
4-
وكتاب رياضة المتعلمين تأليف أبي نعيم الأصبهاني [حدثني به قراءةً عليه عن الشيخ أبي الفضل أحمد بن أحمد الأصبهاني] عن مؤلفه.
5-
وكتاب الناسخ والمنسوخ لهبة الله حدثني به عن الشيخ أبي محمد التميمي الحنبلي عن مؤلفه.
6-
وكتاب الاستدراكات على البخاري ومسلم وهو كتاب التتبع أيضاً تأليف أبي الحسن الدارقطني حدثني به قراءة عليه عن أبي بكر بن الخاضبة عن القاضي أبي الغنائم ابن الدجاجي عن مؤلفه.
7-
وكتاب الالزامات لهما تأليف الدارقطني حدثني به بهذا السند.
8-
وقرأت عليه أيضاً كتاب الأربعين حديثاً تأليف أبي نعيم الأصبهاني [حدثني بها عن أبي العباس الدلائي عن أبي عمرو السفاقسي عن أبي نعيم الأصبهاني] .
9-
وكتاب الأربعين حديثاً تأليف الحسن بن سفيان قرأتها عليه حدثني بها عن الشيخين أبي العلاء وأبي محمد ابني محمد النيسابوريين عن أبي سعيد ابن حمدان النضروي عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان عنه.
10-
وكتاب أوهام الحاكم في المدخل تأليف أبي محمد عبد الغني بن سعيد قرأته عليه حدثني بها عن أبي عبد الله ابن الصراف عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن فورتش عن أبي زيد ابن الصراف، عم أبي عبد الله عبد الغني قال أبو عبد الله؛ وقد أجازنيه عمي قال القاضي أبو علي: وأنا أشك في صحة هذا السند.
11-
12- وسمعت عليه، بقراءة غيري أيضاً، غير ما ذكرته من الصحيحين
كتاب مشتبه النسبة وكتاب المؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد حدثني بذلك عن أبي الحسن علي بن مشرف وهو لي أنا إجازة من ابن مشرف عن أبي زكرياء البخاري عن مؤلفه.
13-
وكتاب الإشارة تأليف القاضي أبي الوليد الباجي قرئ عليه وأنا أسمع حدثنا به عنه.
14-
15- وكتاب آداب الصحبة تأليف أبي عبد الرحمن السلمي حدثني به سماعاً عليه عن أبي بكر ابن عبد الباقي الحافظ عن أبي الفتح عبد الجبار بن عبد الله عن مؤلفه، وجزء عوالي الشريف أبي الفوارس النقيب الزينبي حدثني به عنه.
16-
وكتاب أسامي شيوخ البخاري الذين روى عنهم في الصحيح: جمع [أبي] أحمد بن عدي حدثني به سماعاً عليه عن القاضي الباجي عن أبي عبد الله ابن محمود وأبي بكر ابن مختويه عن أبي العباس الرازي عن ابن عدي قال ابن مختويه: وأجازنيه ابن عدي وقرأته على الفقيه المحدث أبي بحر سفيان بن العاصي حدثني به عن أبي العباس الدلائي عن أبي العباس الرازي عنه.
17-
18- وجزء فيه من حديث الشيخ أبي بكر بن عبد الباقي المعروف بابن
الخاضبة سمعته عليه، حدثني به عنه. وجزآن من حديثه انتقائي عليه قرأتهما عليه.
19-
وكتاب الجرح والتعديل للقاضي أبي الوليد الباجي سمعت بعضه يقرأ عليه، ناولني بقيته وحدثني به عنه.
20-
وكتاب العلل الكبير لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني سمعت الكثير منها عليه وناولني باقيها وحصل أصله منها عندي.
21-
وكتاب المؤتلف والمختلف لأبي الحسن الدارقطني عارضته بأصله، وحدثني به عن أبي منصور المالكي عن أبي الفتح عبد الكريم المحاملي عن الدارقطني، غير جزء واحد من ((باب حمزة إلى باب حيوان)) ، فإن أبا الفتح رواه عن أبي بكر بن بشران عن مؤلفه.
22-
وكتاب السنن للدارقطني حدثني بجميعه عن أبي الفضل ابن خيرون عن أبي عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي عن مؤلفه.
23-
وكتاب تلقين المبتدئ للقاضي أبي محمد عبد الوهاب بن نصر حدثني به عن مهدي بن يوسف الوراق عن مؤلفه.
24-
وكتاب الهداية والإرشاد لأبي نصر أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي،
حدثني به عن القاضي أبي الوليد الباجي عن أبي محمد بن الوليد عن أبي الحسن بن فهر عن أبي سعيد بن محمد السجزي عن مؤلفه.
25-
وكتاب التاريخ الكبير لمحمد بن إسماعيل البخاري، حدثني بجميعه عن أبي الفضل ابن خيرون عن أبي الحسين محمد بن علي الأصبهاني وأبي أحمد عبد الوهاب بن موسى الغندجاني عن أبي بكر أحمد بن عبدان الأهوازي عن أبي الحسن محمد بن سهل المقرئ عن البخاري وحصل أصله منه عندي.
26-
وجزء فيه خطبة عائشة، رضي الله عنها، في أبيها من رواية الخطيب، شرح ابن الأنباري حدثني بجميعه بإسناده في ذلك، وأجازني جميع رواياته، رحمه الله، وأفادني غير شيء وساءلته عن كثيرٍ، وكتبت عنه فوائد كثيرة، رحمه الله.
أخبرنا القاضي أبو علي، رحمه الله، قال: سمعت الإمام أبا محمد التميمي، رحمه الله، يقول:((يقبح بكم أن تستفيدوا منا ثم تذكرونا فلا تترحموا علينا)) .
وأخبرنا، رحمه الله، قال: أنشد شيخنا الحميدي لنفسه:
لقاء الناس ليس يفيد شيئاً
…
سوى الهذيان من قيل وقال
فأقلل من لقاء الناس إلا
…
لأخذ العلم أو إصلاح حال
وأخبرنا، رحمه الله، قال أخبرنا الحميدي فيما أجازنيه قال؛ أنشدني غير واحد من أصحابنا لأبي محمد الريوني مما أنشدهم لنفسه:
ألا أيها العائب المعتدي
…
ومن لم يزل لغنا أو دد
مساعيك يكتبها الحافظان
…
فبيض كتابك أو سود
وحدثنا، رحمه الله، فيما قرئ عليه وأنا أسمع، حدثكم النقيب أبو الفوارس الزينبي قال؛ أخبرنا أبو عبد الله ابن برهان سمعت إبراهيم بن السري يقول؛ سمعت أبي يقول:
((لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها)) .
وحدثنا، رحمه الله، فيما قرئ عليه وأنا أسمع؛ سمعت الشيخ أبا بكر محمد بن أحمد يقول؛ سمعت الإمام أبا بكر الخطيب يقول؛ سمعت أبا حازم العبدري قال؛ سمعت عبد الله بن محمد العدل يقول؛ سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول؛ سمعت محمد بن زكرياء يقول؛ سمعت ابن عائشة يقول؛ وقال له