الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استراحة المسافر
المقدمة:
وبعد أن قطعنا شوطا في التعرف على معالم الطريق وعقباته .. وبعد أن تعلمنا كيف يكون العبور على الجسور ، آن لنا أن نأخذ قسطا من الراحة .. فالمسافر إلى الله تعالى لابد له من الاستجمام ليستعين به على اتمام المسير ، وإكمال الشوط لتتمالنفرة ويتنشط البدن ويتروح القلب .. فيكون ذلك تقوية للانطلاق في قطع مرحلة تالية.
اذا فلابد للمسافر من وقفات على الطريق .. وقفات ترويحية على جنبات الطريق ، يستروح فيها إلى بعض المباحات من لهو ومزاح وانبساط ، وما يتبع ذلك من لين القول والتبسم وانشراح الصدر ، وكل ما يؤدى من مباح إلى تطييب النفس ومؤانستها فهو سنة مستحبة.
يقول ابن القيم - عليه رحمة الله - في " زاد المعاد ":
" وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم مع أزواجه حسن المعاشرة ، وحسن الخلق ، وكان يسرب إلى عائشة بنات الانصار يلعبن معها. وكان اذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه ، وكانت اذا شربت من الاناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب ، وكان اذا تعرقت عرقا - وهو العظم الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها ، وكان يتكىء في حجرها ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها ، وربما كانت حائضا ، وكان يأمرها وهى حائض فتتزر ثم يباشرها ، وكان يقبلها وهو صائم ، وكان من لطفه وحسن