الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأصل الثانى: كن واحدا لواحد على طريق واحد
هذا الأصل هو خلاصة الكلام في أمر السير إلى الله ، والوصول إليه سبحانه وتعالى .. كن واحدا لواحد على طريق واحد تصل.
كن واحدا .. مامعناها؟
أخىّّ هل تعرف في زماننا رجلا بوجهين؟ .. أنا لا أعرف!!. فأكثر الناس اليوم بعشرة وجوه ليس بوجهين فقط. بل عشرين ، بل خمسين. بل مئة .. حتى ذي الوجهين قلما تجده!! .. فأين المخلص الذي لا يعرف له الا وجه واحد؟! ، اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين.
نعم - اخوتاه -: كثيرا ما تجد انسانا معك في المسجد ، قدمه في قدمك ، وكتفه في كتفك ورأسه بجوار رأسك في السجود ، يبتهل إلى الله ويدعوه ، ويتمتم بأطيب الكلمات ، ثم اذا خرج من المسجد فبوجه آخر فاذا دخل بيته مع زوجته وأولاده فبوجه ثالث ، وفى العمل بوجه رابع ، فاذا تعامل مع النساء الاجنبيات فرقيق طيب ولين بوجه خامس ، وإذا تعامل مع الرجال فبوجه سادس فاذا تعامل مع الأكابر أو من هم أعلى منه اجتماعيا كمديره أو رؤسائه في العمل فبوجه سابع وإذا تعامل مع من هم ادنى منه كالفقراء والضعفاء فبوجه ثامن ، وتاسع وعاشر .. من أنت؟؟!!
من أنت يا عبد الوجه؟! أى الوجه وجهك الحقيقى؟!
إلى متى ستظل تخلع وجها وتلبس آخر؟! إلى متى ستظل غشاشا؟! ألا تعلم أن الله يرى كل هذه الوجوه؟! .. يراك هنا ويراك هناك ..
يراك الآن ويراك غدا.
ترى ذا الوجوه اذا مرض بوجه ، وإذا صح بوجه ، وإذا افتقر بوجه ، وإذا اغتنى وامتلك فبوجه آخر ، تجده اذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ، وإذا رئس فذليل مهان منافق .. تجد ذا الوجوه لا يستحى من الله وهو يراه.
من أنت يا أخى؟ أجب عن هذا السؤال .. من أنت وأى الوجوه وجهك وأى الاشخاص شخصك وأى الطرق طريقتك؟ لماذا تعيش بعشرين وجها ، وعشرين لونا ، وعشرين طريقة؟!!
ألا تستحى من الله وهو يراك؟!
أخىّ كن واحداكن صاحب وجه واحد ، يمشى بطريقة واحدة.
أخى أى الوجوه أريدك؟ أريد لك وجه العبد .. أن تظل عبدا .. العبد الذي يركع ويسجد ويتلو القرآن ويبتهل ويتفرغ. هذا العبد كنه في البيت مع الزوجة والاولاد ، وكنه في الشارع مع الناس كنه كيف كنت ، ومتى كنت ، وأين كنت .. كن عبدا في كل أحوالك.
أخى اذا جاءتك امرأة متبرجة لتقضى منك حاجة نراك تتعامل معها برقة ولطافة ، أرأيت رقتك؟ أرأيت جمالك؟ ألا يكون هذا مع زوجتك؟ .. وهى أولى .. لماذا لا تتعامل بمثل هذا مع شريكة حياتك وأم عيالك؟!! .. نعم: العبد هو الذي يتعامل بالرقة والجمال والحنان
والتودد مع الزوجة وأما الشدة والوجه الغليظ فمع الاجنبية .. هذا هو المطلوب وبهذا تكون عبدا لله.
أخى في الله حبيبى في الله ، اننى أريدك عبدا لله في البيت ، وعبدا لله في المسجد ، وعبدا لله في الشارع ، وعبدا لله في العمل ، عبدا لله وحده هنا حيث يعرفك الناس ، وعبدا لله هناك حيث تخلو فلا يعرفك أحد الا الله ، فالله الذي يراك هناك هو الذي يعرفك هنا ، فاستح أن يراك على غير ما يعرفك. كن واحدا ولا تكن عشرة ، لا تكن اثنين ، كن عبدا لله وحده ، ولست أقصد أن تكون دوما ذليلا ، بل العبد على مقتضى العبودية: في البيت رجل له القوامة والتربية ، وفى العمل تراه مخلصا وان لم يره أحد ، وفى الشارع مراقبا لمولاه.
كن عبدا لله وحده مع الرجال والنساء ، والاغنياء والفقراء ، والصغار والكبار .. كن عبدا وضع يديك ورجلك في قيود الشريعة الفضية لتتحرر من العبودية لغير الله .. الزم الامر والنهى ، وكن كما يريد الله .. عش على مراد الله منك لتكون عبدا.
فكن واحدا: أى عبدا ..
لواحد:
أى لله وحده ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار ، تعس عبد القطيفة والخميصة ، تعس عبد المرأة ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش ". [هذا الحديث أصله في البخارى]
أسألك بالله ، واصدق يا عبد الله: أنت عبد لمن؟ لله وحده أم عبد للظروف أيضا؟ أم عبد للبيئة والمجتمع؟! عبد للعادات والتقاليد؟! أم عبد للمهنة والوظيفة والراتب الشهرى ، عبد لصاحب العمل ، أم عبد لزوجتك وأولادك واحتياجاتهم ومطالبهم؟! .. عبد من أنت؟.
كثير من الناس عبيد لاشياء كثيرة فمنهم من عبد بطنه ، ومنهم من عبد شهوته وفرجه ، ومنهم من عبد بيته وفراشه ، ومنهم من عبد رصيده وماله ، ومنهم .. ومنهم .. فكن أنت عبدا لله.
ان المتأمل - اخوتاه - في تاريخ العقيدة الإسلامية الطويل ، ليدرك مدى العناد والتكذيب الذي واجهه أنبياء الله ورسله في تعبيد القلوب لاله واحد هو الله ، فقوم نوح كذبوا المرسلين ، وكذبت ثمود وعاد بالقارعة ، وكذب بنو إسرائيل موسى وجحدوا ما جاء به ، وعاند المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومع كل هذا صبر هؤلاء الأنبياء والمرسلون ، لعلمهم بعظمة وأهمية ما يدعون إليه .. وهو التوحيد.
فالتوحيد نظام الكون ، ولا يصلح في الطريق إلى الله الا التوحيد ، توحيد القصد وتوحيد المعبود ولذلك اذا أردت - أيها الحبيب - أن تسير إلى ربك سيرا حسنا فالزم التوحيد ، قال سبحانه وتعالى " قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " (الانعام: 162 - 163).
ولابد أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى هدد أنبيائه ورسله بحبوط الاعمال - وان كثرت - ان فاتها التوحيد ، فقال بعد أن ذكر جملة كثيرة
منهم في سورة الانعام: " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون "(الانعام: 88) بل قال مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننّ من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين "(الزمر: 65 - 66).
ومن خطورة أمر التوحيد أن الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل ، لذا علمك النبى صلى الله عليه وسلم أن تقول كل يوم مرارا " اللهم انى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه ". [صحيح الأدب المفرد]
ومن خطورة أمر التوحيد الخوف على التوحيد ، قال الله سبحانه وتعالى حاكيا عن إبراهيم عليه السلام دعوته " واجنبنى وبنى أن نعبد الاصنام " (إبراهيم: 35) ..
فهذا إبراهيم خليل الله يخاف على توحيده ، فيطلب التثبيت عليه ويطلب لبنيه ألا يحيدوا عنه.
ومن خطورة التوحيد أنه قد يلتبس على العبد قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في " الفوائد ":
" التوحيد ألطف شىء وأنزهه وأنظفه وأصفاه ، فأدنى شىء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه ، فهو كأبيض ثوب يكون ، يؤثر فيه أدنى أثر ، وكالمرآة الصافية جدا ، أدنى شىء يؤثر فيها.
ولهذا تشوّشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية ، فان بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده ، والا استحكم وصار طبعا يتعسر عليه قلعه.
وهذه الآثار والطبوع التي تحصل فيه: منها ما يكون سريع الحصول سريع الزوال ، ومنها ما يكون بطىء الحصول سريه الزوال ، ومنها ما يكون بطىء الحصول بطىء الزوال.
ولكن من الناس من يكون توحيده كبيرا عظيما ، ينغمر فيه كثير من تلك الآثار ، ويستحيل فيه بمنزلة الماء الكثير الذي يخالطه أدنى نجاسة أو وسخ ، فيغتر به صاحب التوحيد الذي هو دونه فيخلط توحيده الضعيف بما خلط به صاحب التوحيد العظيم الكثير توحيده ، فيظهر من تأثيره فيه ما لم يظهر في التوحيد الكثير.
وأيضا فان المحل الذي لم يبلغ في الصفاء مبلغه ، فيتداركه بالازالة دون هذا ، فانه لا يشعر به.
وأيضا فان قوة الايمان والتوحيد اذا كانت قوية جدا أحالت المواد الرديئة وقهرتها ، بخلاف القوة الضعيفة ".
فانظر - رحمك الله - إلى توحيدك: هل ما زال على صفائه وطهارته ونقائه أم أنه تلوث من مخالطة البشر ومعاملاتهم ، وغياب العلم عن القلب ، ونسيان الذكر وكثرة الكلام والجدال المقيت وحب العلو والغلبة ، وتعلق القلب بمدح الناس ودفع ذمهم ، والشهوات المركبة في
الانفس
…
هذه كلها - والله - ان وقعت في القلب سقطت سماء توحيدك على أرضه ، فلا تقوم لقلبك قائمة فيا أخى الحبيب ، كن لواحد تسترح.
قال الله - تعالى -: " ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون "(الزمر: 29).
" يضرب الله المثل للعبد الموحد والعبد المشرك: بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضا فيه " وهو بينهم موزع ، ولكل منهم فيه توجيه ، ولكل منهم عليه تكليف ، وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق ، ولا يملك أن يرضى أهوائهم المتنازعة المتشاكسة المتعارضة التي تمزق اتجاهاته وقواه! وعبد يملكه سيد واحد ، وهو يعلم ما يطلبه منه ، ويكلفه به ، فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح .. " هل يستويان مثلا " .. انهما لا يستويان.
فالذى يخضع لسيد واحد ينعم براحة الاستقامة والمعرفة واليقين وتجمع الطاقة ووحدة الاتجاه ووضوح الطريق. والذى يخضع لسادة متشاكسين معذب مقلقل لا يستقر على حال ولا يرضى واحدا منهم فضلا على ان يرضى الجميع!
وهذا المثل يصور حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك في جميع الأحوال ، فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد هو القلب الذي يقطع الرحلة على هذه الأرض على هدى ، لأن بصره أبدا معلق بنجم واحد على الافق فلا يلتوى به الطريق. ولأنه يعرف مصدرا واحدا للحياة والقوة والرزق ، ومصدرا واحدا للنفع والضر ، ومصدرا واحدا للمنح والمنع ، فتستقيم خطاه إلى
هذا المصدر الواحد ، يستمد منه وحده ، ويعلق يديه بحبل واحد يشد عروته ، ويطمئن اتجاهه إلى هدف واحد لا يزوغ عنه بصره ، ويخدم سيدا واحدا يعرف ماذا يرضيه فيفعله وماذا يغضبه فيتقيه .. وبذلك تتجمع طاقته وتتوحد ، فينتج بكل طاقته وجهده وهو ثابت القدمين على الأرض متطلع إلى اله واحد في السماء .. ويعقب - سبحانه - على هذا المثل الناطق الحى ، بالحمد لله الذي اختار لعباده الراحة والامن والطمأنينة والاستقامة والاستقرار. وهم مع هذا ينحرفون ، وأكثرهم لا يعلمون ".
فهل أنت لواحد؟ أم انك لشركاء متشاكسين؟!.
نعم: ان أكثر الناس اليوم منحرفون عن التوحيد ،ويعيشون في شتات ، فتجد قلوبهم معلقة بالمال والزوجة والولد والبشر ، فيعيشون مهمومين محزونين مشتتين مضيعين .. ولا يمكن أن يتعلق القلب بالله وحده الا بأن يكون في قلبك هم واحد: هو طلب رضا الله والاستعانة به ، فهمّك وهمتك وتفكيرك دائر في تحصيل رضا الله ، ساعتها تكون عبدا لله وحده .. تكون واحدا لواحد بحق ، ومنها تنطلق على طريق الوصول إلى الله - تعالى.
على طريق واحد:
اذا كنت واحدا لواحد فلكى تصل لابد من أن يكون لك طريق واحد إلى الله - تعالى - فهما توحيدان:
توحيد القصد وتوحيد المعبود.
هو طريق واحد لا يتعدد ولا يتغير ، كما قال ربنا - جل وعلا -:" وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "(الانعام: 153) فوحد سبيله لأنه في نفسه واحد لا تعدد فيه ، وجمع السبل المخالفة لأنها كثيرة ومتعددة.
فكن على طريق واحد تصل وهو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى وأصله: الكتاب والسنة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ ، واياكم ومحدثات الأمور ، فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة في النار "[صححه الألباني] وقال صلى الله عليه وسلم: " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى "[أحمد والترمذى وقال حسن غريب] فاسلك الطريق الواحد وإذا سلكته فلا تغير ولا تبدل لئلا تطرد .. لا تتلون ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله .. اللهم نجنا من مضلات الفتن.
لما جاء حذيفة بن اليمان الموت جلس عبدالله بن مسعود عند رأسه وقال له: أوصنى ، فقال له: ألم يأتك اليقين؟ قال: بلى وعزة ربى ، فقال حذيفة: واياك والتلون ، فان دين الله واحد.
ومن التلون: استحلال الحرام ، قال العلماء: الفتنة أن تستحل ما كنت تراه حراما.
يمشى الشاب في الطريق إلى الله سنين واعتقاده: حرمة التلفاز ، ثم تفاجأ بالتلون .. نعم: لقد دخل التلفاز بيوت كثير من الملتزمين .. أدخله لأنه مفتون .. قد تلون ، فصار الطريق عنده عدة طرق ، فبعد أن كان يعتقد أن صلاة الجماعة في المسجد فرض عين ، صار يقول: هناك مذاهب أخرى فيمكن أن أصلى في البيت .. تلون وفتور .. بعد أن كان يعتقد أن طلب العلم لازم له ، وبعد أن كان يعتقد أن الدعوة إلى الله أمانة في عنقه ، تخلى وانشغل بدنياه ، فتشعبت به الطرق.
أيها المفتون: ستموت ، وستحاسب على ارائك القديمة لم غيرتها .. لم بدلت .. لم تلونت ..
لم التفتّ؟ .. كان راضيا بالقليل فاذا به يستشرف لحياة المترفين والاغنياء .. لم يا عبدالله؟
لم غيرت طريقك؟ انها سكة واحدة ومنهج واحد هو الصحيح " فماذا بعد الحق الا الضلال "
(يونس: 32) .. أخى ، الحق واحد لا يتعدد ، فعلى منهجك فاثبت " قل انما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما الهكم اله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين " (فصلت: 6).
كن على طريق واحد ، واعلم أن الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة منهج معصوم ، ليس لأننى أقول ذلك ، بل لأن الله - تعالى - أمر بذلك ، قال - تعالى -:" والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم "(التوبة: 100) ، وقال سبحانه وتعالى
" فان آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق "(البقرة: 137).
سئل أبو على .. الحسن بن على بن الجوزجانى: كيف الطريق
إلى الله؟ ، فقال: الطرق إلى الله كثيرة ، وأوضح الطرق وأبعدها عن الشبه: اتباع السنة قولا وفعلا وعزما وعقدا ونية ، لأن الله يقول:" وان تطيعوه تهتدوا "(النور: 54) فقيل له: كيف الطريق إلى السنة ، فقال: مجانبة البدعة ، واتباع ما اجمع عليه الصدر الأول من علماء الإسلام ، والتباعد عن مجالس الكلام واهله
ولزوم طريقة الاقتداء ، وبذلك أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقوله سبحانه وتعالى:
" ثم أوحينا إليك ان اتبع ملة إبراهيم "(النحل: 123).
وقال أبو الحسن الوراق: لا يصل العبد إلى الله الا بالله وبموافقة حبيبه صلى الله عليه وسلم في شرائعه ، ومن جعل الطريق إلى الوصول في غير الاقتداء ، يضل من حيث يحسب انه مهتد.
وقال أبو بكر الطمستانى: الطريق واضح ، والكتاب والسنة بين أظهرنا ، وفضل الصحابة معلوم لسبقهم إلى الهجرة ولصحبتهم ، فمن صحب منا الكتاب والسنة وتغرب عن نفسه والخلق وهاجر بقلبه إلى الله ، فهو الصادق المصيب.
وعن طريق البدع يقول الحسن: صاحب البدعة لا يزداد اجتهادا ، صياما وصلاة ، الا ازداد من الله بعدا.
وعن أبى إدريس الخولانى أنه قال: لأن أرى في المسجد نارا لا استطيع اطفائها أحب إلى من ان ارى فيه بدعة لا استطيع تغييرها.
فتمسك - أخى - بما كان عليه سلفك الصالح ، وابتعد عن البدع واهلها وكن على طريق واحد
" طريق السنة " ولا تلتفت.
قال بندار بن الحسين: صحبة أهل البدع تورث الاعراض عن الحق.
وقال حمدون القصار: من نظر في سير السلف ، عرف تقصيره وتخلفه عن درجات الرجال.
قال الشاطبى: " وهذه - والله أعلم - اشارة إلى المثابرة على الاقتداء بهم ، فانهم اهل السنة ".
اخوتاه: الطريق إلى الله واحدة لا تتغير ابدا فلسنا نجدد في منهجنا أو نغيره أو نبدله أو نعدله:
هو منهج واضح ، والثبات عليه هو سر الوصول إلى الله ، فان غيرت أو بدلت أو جددت أو التفت ضعت.
قال ابن القيم: " لو أن عبدا اقبل على الله الف سنة ، ثم التفت عن الله لحظة واحدة ، لكان ما خسر في هذا اعظم مما حصله في الالف سنة " اهـ.
فسر - أخى - ولا تلتفت .. انطلق على طريق واحد .. انطلق وكن واحدا لواحد على طريق واحد تصل باذن الله.
* * *