الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصحة السلوك السالم هذه لا تكون الا بثلاثة شروط هى تمام خصائص اخوان الدرب وخلان الطريق:
" أحدها: أن يكون الدرب الأعظم الدرب النبوى المحمدى لا على الجواد الوضعية.
الثانى: أن لا يجيب على الطريق داعي البطالة والوقوف والدعة.
الثالث: أن يكون في سلوكه ناظرا إلى المقصود.
فبهذه الثلاثة يصح السلوك ، والعبارة الجامعة لها أن يكون واحدا لواحد ، في طريق واحد ".
الومضة الثانية: حدد هدفك:
ترى كيف يسافر المسافر وهو بلا مقصد؟ فبالنية يتحدد السفر وتتوضح الوجهة وعلى أساسها يخطط منهج الرحلة طالت أم قصرت ، وعلى صدقها يحمل الزاد .. وهكذا سفر المؤمن لابد له من النية الصادقة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" انما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
" متفق عليه: البخارى: (1) ، ومسلم (1907) ".
فحدد هدفك - أخى الكريم - ماذا تريد بهذا الطريق .. تحديدا واضحا لا لبس فيه ، حتى تستطيع الوصول إلى ما حددته.
آلتزمت لتكون شيخا مشهورا أو زعيما متبوعا .. آلتزمت وسلكت هذا
الطريق لفشلك في الحصول على الدنيا ، فأردت أن تحصل عليها بزعم الاخرة .. حدد هدفك أيها المسكين ، واعلم أن العليم الخبير بالنوايا بصير.
لما ذهب اعرابى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقسم له قسما من الفىء ، قال الرجل:" ما على هذا تبعتك! " .. فحرر نيتك: علام اتبعتنا؟!
" والنية - أيها الحبيب - أصل العبادات ، وبها يتميز الصحيح من السقيم ، والخالص من غيره ، وبالنية تتحدد منازل السالكين ، ووجهة القاصدين ، ومن يريد بها وجه الله تعالى ، أو يريد السفر بأي نوع كالهجرة ، إذ انها قد تكون لمصلحة دنيوية ، أو دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، وبهذه النية يتحدد الإخلاص الذي به يؤجر المرء على متاعب الطريق ، وبه يستعذب العذاب ، وبه تهون مشاق الطريق.
والإخلاص وحده يقود إلى شفافية القلب ، وصفاء الوجدان ، لأن المؤمن لا يفكر بعده الا في عظمة ربه ولا يتوجه الا إلى خالقه .. فلا يضيره متاعب المثبطين ، ولا نداء المرجفين ، ولا يقعده فتور الهابطين ".
يقول ابن القيم - عليه رحمة الله -:
" فالإخلاص سبيل الخلاص ، والاسلام هو مركب السلامة ، والايمان شاطىء الامان ".