الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انك - أيها الطيب - تبحث عن المشاهير الاعلام وتظن انه لا يصلح لتربيتك الا هؤلاء .. وهذا من الغرور والسفه ، فالمشاهير من الدعاة والعلماء والاركان وطلبة العلم يدفعون ضريبة الشهرة فلا وقت عندهم لأحد
…
تكفيهم همومهم ومشاغلهم .. وهم معذورون - غفر الله لنا ولهم.
فتواضع- أخى الكريم - وابحث عن هذا المربى .. أخ مغمور لا يعرف .. لا يؤبه له ولكنه قديم يبدو في وجهه سمت الصالحين .. عابد قلما تراه يخالط الناس فيما يخوضون فيه .. سابق بالخيرات .. التزم منذ سنين وسبر أغوار الطريق.
قل لي: لن اجد .. وانا أقول لك: سوف تجد ، قال سبحانه " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " (العنكبوت: 69) .. وهذه أيضا من قوانين هذا الطريق .. أنه لا يعطى منحة السير فيه الا من حرص وبذل وضحى. ابحث واصدق واحرص واصبر تعط .. تلك أصولك يا مسكين.
ثانيا: الصاحب
..
في الهجرة دروس وأسرار. لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر اصطحب رجلين، رجلين فقط .. دليلا وصاحبا .. الدليل كان خريتا بصيرا بالطرق ، وهذا مهمته تنتهى عند ذلك .. أن يدل على الطريق .. اما الصاحب فكانت الشروط فيه كثيرة جدا .. لك ان تتسائل لم لم يصطحب عمر وهو أشجع ، وسفرة مثل هذه يحتاج فيها إلى الشجاعة أو لم لم يصطحب عليا وهو أشب ومن الأهل ، والتضحية به أسهل بدليل أنه نام في فراشه.
لم اختار أبا بكر دون الناس؟ ان الصحبة في طريق السفر تحتاج إلى شخص على المنهج ، لذا اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قلبه قريب من قلبه فلم يختلفا مرة .. انظر معى إلى حادثة الغار:
لما قال أبوبكر: لو نظر احدهم حتى قدميه لرآنا ، فقال له صلى الله عليه وسلم:" لا تحزن ان الله معنا " فماذا كان رد أبى بكر أو تعليقه على هذه المقولة؟ بالتأكيد لا شىء .. انتهت القضية .. سلم.
وانا متأكد أنه لو كان غير أبى بكر لظل قلقا وأعاد المسألة ، ولكن لما كان قلبه على قلبه سلم.
واستراح الرسول صلى الله عليه وسلم واستراح أبو بكر.
الخلاصة أننى أقول لك: لابد من صاحب في هذا الطريق على نفس المنهج قلبه كقلبك ، لاننى اراك
أيها الحبيب المحب قد خدعوك فقالوا: ابحث عمّن يشدك .. وتفاجأ بأن كل الناس يبحثون عمّن يشدهم هذه الأيام .. وتفاجأ أن الشد إلى أسفل لا إلى أعلى. اننى اريد - أيها الحبيب - ان تبحث عن مسكين مثلك يبحث عن الطريق إلى الله ويريد أن يصل إلى الله .. هذا شرطه .. انه حريص على طاعة الله يريد الوصول إلى الله .. ابحث عنه وارض به ولا تشترطه من الكمل فمن لم تكمل نفسه لا ينبغى له أن يبحث عن الكمال عند الاخرين.
قال الفضيل بن عياض: من طلب أخا بلا عيب ، صار بلا أخ.
اذا لا ينبغى أن يزهد السائر إلى الله في أخيه السائر معه على الطريق لخلق أو خلقين ينكرهما فيه اذا رضى سائر أخلاقه ، لأن اليسير مغفور والكمال مستحيل.