الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
[(كتاب الرؤيا)
الرؤيا الصالحة من مبشرات النبوة]-
(50)
(كتاب تعبير الرؤيا)
(باب الرؤيا الصالحة من مبشرات النبوة)(عن ابن عباس)(1) قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الستارة (2) والناس صفوف خلف أبى بكر رضي الله عنه فقال يا أيها الناس انه لم يبق من مبشرات النبوة (3) إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ثم قال إلا أنى نهيت أن أقرأ راكعًا أو ساجدًا (4) فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم (عن عائشة رضي الله عنها (5) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبقى بعدى من النبوة (6) شيء إلا المبشرات: قالوا يا رسول الله وما المبشرات؟ قال الرؤيا الصالحة (7) يراها الرجل أو ترى له (عن أم كرز الكعبية)(8) قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
قال النووي في تهذيبه بعد نقله ذلك قلت هو تخفيف ورحمة في حق المراقبين اهـ، وقال الغزالي في الإحياء هو تخفيف إلا لمن ليس مستعدًا للموت لكونه مثقل الظهر والله أعلم (تخريجه)(هق) وفي إسناده عبيد الله بن الوليد الوصافي ضعيف، لكن له شواهد تعضده والله أعلم (باب)(1)(سنده) حدثنا سفيان حدثنا سليمان بن سحيم قال سفيان لم أحفظ عنه غيره قال سمعته عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه عن ابن عباس الخ (غريبه)(2) بكسر السين وهي الستر الذي يكون على باب البيت والدار، والمراد هنا ستر الباب الموصل للمسجد من بيت عائشة، وكان ذلك في مرض موته صلى الله عليه وسلم كما جاء في رواية أخرى عند مسلم عن ابن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال اللهم هل بلغت ثلاث مرات أنه لم يبق من مبشرات النبوة الحديث (3) معناه أن الوحي ينقطع بموته صلى الله عليه وسلم ولا يبقى ما يعلم منه مما سيكون إلا الرؤيا، والتعبير بالمبشرات خرج مخرج الأغلب، وإلا فمن الرؤى ما تكون مندرة وهي صادقة يريها الله تعالى للمؤمن لطفًا منه ليستعد لما سيقع قبل وقوعه (4) تقدم شرح هذه الجملة وما بعدها إلى آخر الحديث في آخر باب النهي عن القراءة في الركوع والسجود صحيفة 266 رقم 642 في الجزء الثالث والله أعلم (تخريجه)(م نس دهق) وأخرجه (لك) مرسلًا عن عطاء بن يسار إلى قوله أو ترى له ووصله البخاري من حديث أبي هريرة بلفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا وما المبشرات؟ قال الرؤيا الصالحة (5)(سنده) حدثنا يحيى بن أيوب قال ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الخ وفى آخره قال أبو عبد الرحمن (يعنى عبد الله بن الإمام احمد) وقد سمعت من يحيى بن أيوب هذا الحديث غير مرة حدثناه يحيى بن الليث أملاه علينا إملاءً، قال ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي مثله اهـ (غريبة)(6) اللام للعهد والمراد نبوته صلى الله عليه وسلم أي لا يبقى بعد النبوة المختصة بى (شيء إلا المبشرات) بكسر الشين جمع مبشرة يعني أن الوحي ينقطع بموته فلا يبقى بعده ما يعلم به أنه سيكون غير المبشرات (7) أي الحسنة أو الصحيحة المطابقة للواقع، يعني لم يبق من أقسام المبشرات من النبوة في زمني ولا بعدي إلا قسم الرؤيا الصالحة، وهذا قاله في مرض موته كما تقدم وسماها جزءًا من النبوة لأنها واردة عن الله إلى غيب الأسرار والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار إلا أنه قال يراها الرجل الصالح ورجال أحمد رجال الصحيح (8)(سنده) حدثنا سفيان عن عبيد الله عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز
-[رؤيا المؤمن جزء من أجزاء النبوة]-
ذهبت النبوة (1) وبقيت المبشرات (عن أبي هريرة)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة (عن أبي الطفيل)(3) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نبوة بعدي إلا المبشرات، قال قيل وما المبشرات يا رسول الله؟ قال الرؤيا الحسنة أو قال الرؤيا الصالحة (باب رؤيا المؤمن جزء من أجزاء من النبوة)(عن وكيع بن عدس)(4) عن عمه أبي رزين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال الرؤيا معلقة برجل طائر (5) ما لم يحدث بها صاحبها، فإذا حدث بها وقعت، ولا تحدثوا بها إلا عالمًا (6) أو ناصحًا أو لبيبًا، والرؤيا الصالحة جزء من أربعين (7) جزءًا من النبوة
الكعبية الخ (غريبه)(1) أي ستذهب بوفاته صلى الله عليه وسلم فإنه خاتم النبيين لا نبي بعده (وبقيت المبشرات) أي الصالحات من الرؤيا (تخريجه)(جه) وصححه ابن خزيمة وابن حيان، وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه إسناده صحيح ورجاله ثقات (2)(سنده) حدثنا روح وأبو المنذر قال ثنا مالك عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر ابن صعصعة بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه)(لك دنس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (3)(سنده) حدثنا يونس بن محمد ثنا حماد يعني ابن زيد ثنا عثمان بن عبيد الراسي قال سمعت أبا الطفيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله ثقات (باب)(4)(سنده) حدثنا بهز قال ثنا حماد بن سلمه عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس الخ (قلت) عدس بمهملات بضم أوله وثانيه (غريبه)(5) هذا مثل في عدم تقرر الشيء أي لا تستقر الرؤيا قرارًا كالشيء المعلق على رجل طائر ذكره ابن الملك، فالمعنى أنها كالشيء المعلق برجل الطائر لا استقرار لها، قال في النهاية أي لا يستقر تأويلها حتى تعبر يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت فكيف يكون ما على رجله (ما لم يحدث) أي ما لم يتكلم المؤمن أو الرائي (بها) أي بتلك الرؤيا وتعبيرها (فإذا حدث بها وقعت) أي تلك الرؤيا بمعنى أنه يلحق الرائي أو المرئي له حكمها (6) أي ذا علم بالتعبير فإنه يخبرك بحقيقة حالها أو بأقرب ما يعلم منه (أو ناصحًا) أو للتنويع أي حبيبًا مخلصًا لا يقع لك في قلبه إلا كل خير ولا يعبر لك إلا بما يسرك (أو لبيبًا) أي عاقلًا لا يقول إلا بفكر بليغ ونظر صحيح فهو إما يعبر بالمحبوب أو يسكت عن المكروه (7) هكذا جاء في هذه الرواية عند الإمام أحمد والترمذي، ووقع في شرح مسلم للنووي في رواية عبادة (من أربع وعشرين) ولابن النجار عن ابن عمر (من خمس وعشرين) وجاء عند ابن عبد البر عن ثابت عن أنس جزء (من ستة وعشرين) ولابن جرير عن عبادة جزء (من أربعة وأربعين) وفي مسلم من حديث أبي هريرة (جزء من خمسة وأربعين) ومن حديث أنس عن (ق حم لك وغيرهم) (من ستة وأربعين) وللإمام أحمد عن ابن عمرو (جزء من تسعة وأربعين) وعند ابن جرير عن ابن عباس (جزء من خمسين) وعند (م حم) عن ابن عمر (جزء من سبعين) وللطبراني عنه (من ستة وسبعين) وسنده ضعيف: فالجملة إحدى عشرة رواية والمشهور (ستة وأربعين) وهو ما في أكثر الأحاديث (قال الحافظ) ويمكن الجواب عن اختلاف الأعداد بأنه بحسب الوقت الذي حدث فيه صلى الله عليه وسلم بذلك كأن يكون لما أكمل ثلاث عشرة سنة بعد مجيء الوحي إليه حدث بأن الرؤيا جزء من
-[رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة]-
(عن جابر بن عبد الله)(1) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول رؤيا الرجل المؤمن جزء من النبوة (عن عبادة بن الصامت)(2) عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (عن أنس بن مالك)(3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الحسنة (4) من الرجل الصالح (5) جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (عن أبي هريرة)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (عن عبد الله بن عمرو)(7) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (لهم البشرى في الحياة الدنيا) قال الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن هي جزء من تسعة وأربعين جزءًا من النبوة، فمن رأى ذلك فليخبر بها (8) ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه
ستة وعشرين إن ثبت الخبر بذلك، وذلك وقت الهجرة، ولما أكمل عشرين حدث بأربعين، ولما أكمل اثنين وعشرين حدث بأربعة وأربعين، ثم بعدها بخمسة وأربعين ثم حدث بستة وأربعين في آخر حياته وما عدا ذلك من الروايات فضعيف، ورواية خمسين يحتمل جبر الكسر والسبعين للمبالغة، وعبر بالنبوة دون الرسالة لأنها تزيد بالتبليغ بخلاف النبوة فاطلاع على بعض الغيب وكذلك الرؤيا (وكونها جزء من النبوة) جاء على سبيل المجاز لا الحقيقة لأن النبوة انقطعت بموته صلى الله عليه وسلم وجزء النبوة لا يكون نبوة كما أن جزء الصلاة لا يكون صلاة نعم إن وقعت منه صلى الله عليه وسلم فهي جزء من أجزاء النبوة حقيقة (قال ابن العربي) أجزاء النبوة لا يعلم حقيقتها إلا ملك أو نبي وإنما القدر الذي أراد صلى الله عليه وسلم بيانه أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة في الجملة لأن فيها اطلاعًا على الغيب من وجه ما، وأما تفصيل النسبة فيختص بمعرفته درجة النبوة والله أعلم (تخريجه)(د مذ جه) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (1)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير أخبرني جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف (2)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يحدث عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(ق د مذ)(3)(سنده) حدثنا روح ثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(4) أي الصادقة أو المبشرة احتمالان للباجي (5) وكذا المرأة الصالحة اتفاقًا، حكاه ابن بطال والمراد غالب رؤيا الصالحين، وإلا فالصالح قد يرى الأضغاث ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منه (تخريجه)(خ لك)(6)(سنده) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (تخريجه)(م لك. وغيرهما)(7)(سنده) حدثنا حسن يعني الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو الخ (غريبه)(8) أي فمن رأى خيرًا وبشرى فليخبر بها من يحب كما تقدم (ومن رأى سوى ذلك) أي شيئًا لا يسره (فإنما هو من الشيطان ليحزنه) معناه لما كان المؤمن محسودًا من الشيطان عدوًا له أراد الشيطان أن يكيده ويحزنه في كل وجه ويلبس عليه، فإذا رأى رؤيا صالحة صادقة خلطها ليفسد عليه بشراه، فإذا كان ذلك (فلينفث عن يساره الخ) والنفث بالثاء المثلثة من باب ضرب يكون من الفم شبيها بالنفخ معه شيء قليل من الريق أقل من التفل (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج وحديثهما حسن وفيهما ضعف وبقية رجاله ثقات
-[أنواع الرؤى وما يفعل من رأى ما يكره]-
فلينفث عن يساره ثلاثًا وليسكت ولا يخبر بها أحدًا (عن ابن عباس)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوة (عن ابن عمر)(2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوة، فمن رأى خيرًا فليحمد الله، ومن رأى غير ذلك فليستعذ بالله من شر رؤياه ولا يذكرهما (3) فإنها لا تضره (باب أنواع الرؤيا وما يفعل من رأى ما يكره)(عن أبي هريرة)(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر الزمان (5) لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا (6) والرؤيا ثلاثة، الرؤيا الحسنة بشرى من الله عز وجل (7) والرؤيا يحدث بها الرجل نفسه (8) والرؤيا تحزين من الشيطان (9) فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فلا يحدث بها أحدًا وليقم فليصل (10) قال أبو هريرة يعجبني، القيد (11) وأكره الغل، القيد ثبات في الدين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة
(1)(سنده) حدثنا يحيى بن آدم وخلف بن الوليد قالا ثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بزطب) ورجاله رجال الصحيح (2)(سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي انا سعيد بن عبد الرحمن عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبه)(3) تقدم نحو هذا من حديث عبد الله بن عمرو وتقدم الكلام عليه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) ورجاله رجال الصحيح غير سليمان بن داود الهاشمي وهو ثقة (باب)(4)(سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة الخ (غريبه)(5) أي عن اقتراب الساعة (6) أي الذي هو أصدقكم حديثًا هو أصدقكم رؤيا (7) أي إشارة إلى بشارة من الله تعالى للرائي أو المرئي له (8) أي ما كان في اليقظة كأن يكون في أمر مهم أو عشق صورة فيرى ما يتعلق به من ذلك الأمر أو معشوقه في النوم وهذا لا عبرة به (9) أي بأن يكدر عليه وقته فيريه في النوم أنه قطع رأسه مثلًا، قال البغوي أشار به إلى أنه ليس كل ما يراه النائم بصحيح ويجوز تعبيره، إنما الصحيح ما جاء به الملك (10) أي ما تيسر زاد في رواية (وليستعن بالله فإنه لن يضره) زاد الترمذي (وليتفل) أي يبصق وتقدم في حديث عبد الله بن عمرو (فلينفث عن يساره ثلاثًا) وتقدم شرحه هناك، قال النووي (وفي رواية) فليبصق عن يساره حين يهب من نومه ثلاث مرات (زاد في رواية) وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه (فحاصله ثلاثة) إنه جاء فلينفث وفليبصق وفليتفل، وأكثر الروايات فلينفث، ولعل المراد بالجميع النفث وهو نفخ لطيف بلا ريق ويكون التفل والبصق محمولين عليه مجازًا فينبغي أن يجمع بين هذه الروايات ويعمل بها كلها، فإذا رأى ما يكرهه نفث عن يساره ثلاثًا قائلًا أعوذ بالله من الشيطان ومن شرها وليتحول إلى جنبه الآخر وليصل ركعتين فيكون قد عمل بجميع الروايات وإن اقتصر على بعضها أجزأه في دفع ضررها بإذن الله تعالى كما صرحت به الأحاديث (11) قال العلماء إنما احب القيد لأنه في الرجلين وهو كف عن المعاصي والشرور وأنواع الباطل، وأما الغل (بضم المعجمة) فموضعه العنق وهو صفة أهل النار قال الله تعالى (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالًا) قال المعبرون إذا رأى برجله قيدًا وهو في مسجد أو مشهد خير أو على حالة حسنة فهو دليل لثباته فيها ولو رأى نفسه مريضًا أو مسجونًا أو مسافرًا أو مكروبًا كان دليلًا لثباته فيها، قالوا ولو قارنه مكروه بأن يكون مع
-[ما يفعل من رأى ما يكره- وأحسن أوقات الرؤيا]-
(عن أبي سعيد الخدري)(1) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، فإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد (2) فإنها لا تضره (عن جابر بن عبد الله)(3) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرها فليبزق عن يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه (حدّثنا سفيان بن عيينة)(4) عن الزهري عن أبي سلمة قال كنت أرى الرؤيا أعرى (5) منها غير أني لا أن مَّل (6) وفي رواية أن كنت لأرى الرؤيا تمرضني) حتى لقيت أبا قتادة رضي الله عنه فذكرت له ذلك فحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا من الله والحلم (7) من الشيطان، فمن رأى رؤيا يكرها فلا يخبر بها وليتفل عن يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من شرها فإنها لا تضره، قال سفيان مرة أخرى فإنه لن يرى شيئًا يكرهه (وفي رواية وإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب (باب أحسن أوقات الرؤيا ووعيد من كذب في الرؤيا متعمدًا)(عن أبي سعيد الخدري)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق الرؤيا بالأسحار (9)
القيد غل غلب المكروه لأنها صفة المعذبين، وأما الغل فهو مذموم إذا كان في العتق، وقد يدل للولايات إذا كان معه قرائن كما أن كل وال يحشر مغلولًا حتى يطلقه عدله، فأما أن كان مغلول اليدين دون العنق فهو حسن ودليل لكفهما عن الشر، وقد يدل على بخلهما، وقد يدل على منع ما نواه من الأفعال والله أعلم (تخريجه)(ق مذجه)(1)(سنده) حدّثنا قتيبة بن سعيد ثنا بكر بن مضرعن ابن الهاد عن عبد الله ابن خباب عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(2) قال النووي سببه أنه ربما فسرها تفسيرًا مكروهًا على ظاهر صورتها وكان ذلك محتملًا فوقعت كذلك بتقدير الله تعالى فإن الرؤيا على رجل طائر ومعناه أنها إذا كانت محتملة وجهين ففسرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة، قالوا وقد يكون ظاهر الرؤيا مكروهًا ويفسر بمحبوب وعكسه وهذا معروف لأهله (تخريجه)(خ)(3)(سنده) حدّثنا حجين ويونس قالا حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الخ (تخريجه)(م)(4)(حدّثنا سفيان بن عيينة الخ)(غريبه)(5) بضم الهمزة وإسكان العين وفتح الراء أي أحم لخوفي من ظاهرها في معرفتي، (6) بضم الهمزة وفتح الزاي وتشديد الميم مفتوحة أي لا أغطي وألف في الثياب، يقال تزمل بثوبه إذا التف فيه (7) بضم الحاء وإسكان اللام والفعل منه بفتح اللام (تخريجه)(ق د مذ)
(باب)(8)(سنده) حدّثنا سريج ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه)(9) الأسحار جمع سحر بالتحريك وهو ما بين الفجرين وقال القونوي السحر زمان أواخر الليل واستقبال أوائل النهار اهـ، وإنما كان أصدق الرؤيا في وقت السحر لفضل الوقت بانتشار الرحمة فيه ولراحة القلب والبدن بالنوم وخروجها عن تعب الخواطر ومتى كان القلب أفرغ كان الوعي لما يلقي إليه أكثر، لأن الغالب حينئذٍ أن تكون الخواطر والدواعي مجتمعة ولأن المعدة خالية فلا تتصاعد منها الأبخرة المشوشة، ولأنها وقت نزول الملائكة للصلاة المشهودة (فإن قلت) هذا يعارضه خير الحاكم في تاريخه والديلمي بسند ضعيف عن جابر (أصدق الرؤيا ما كان نهارًا لأن الله عز وجل خصني بالوحي نهارًا)(قلت) إن صح الحديث يقال الرؤيا النهارية أصدق من
-[وعيد من كذب الرؤيا متعمدًا]-
(عن ابن عمر)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أفرى الفرى (2) أن يرى عينيه في المنام ما تريا (ز)(عن علي بن أبي طالب)(3) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب على عينيه (4) كلف يوم القيامة عقدًا بين طرفي شعيرة (وعنه في أخرى)(5) يرفعها قال من كذب في حلمه كلف عقد شعيرة يوم القيامة (ز)(وعنه أيضًا)(6) عن النبي صلى الله عليه وسلم من كذب في الرؤيا متعمدًا فليتبوا (7) مقعد من النار (باب ما جاء في تأويل الرؤيا)(عن ابن عباس)(8) قال رأى
الرؤيا الليلية ما عدا وقت السحر جمعًا بين الحديثين والله أعلم (تخريجه)(مذحب مى ك هق) كلهم من حديث دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد وصححه الحاكم وأقره الذهبي (1)(سنده) حدّثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن بن دينار مولى ابن عمر عن أبيه عن ابن عمر الخ (غريبه)(2) بكسر الفاء مقصور جمع فرية كحلية، وهي الكذبة، قال في النهاية وأفرى أفعل منه للتفضيل أي أكذب الكذبات أن يقول رأيت في النوم كذا وكذا ولم يكن رأى شيئًا، لأنه كذب على الله فإنه هو الذي يرسل تلك الرؤيا ليريه المنام اهـ قال الحافظ الفرية الكذبة العظيمة التي يتعجب منها (تخريجه)(خ)(3)(3)(ز)(سنده) قال عبد الله بن الإمام أحمد حدّثنا خلف بن هشام البزار حدثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي الخ (غريبه)(4) جاء عند الترمذي والحاكم وزوائد عبد الله بن الإمام أحمد وسيأتي في الحديث التالي بلفظ (من كذب في حلمه) أي ادعى أنه رأى رؤيا كاذبًا في دعواه أنه رأى ذلك في منامه (وقوله كلف يوم القيامة الخ) كلف مبني للمفعول أي كلفه الله أن يعقد بين طرفي شعيرة وهذا غير ممكن، فهو يعذب ليفعل ذلك ولا يمكنه فعله، فهو كناية عن دوام تعذيبه، قال في النهاية إن قيل إن كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته فلم زادت عقوبته ووعيده وتكليفه عقد الشعيرتين؟ (يعني كما في رواية كلف أن يعقد بين شعيرتين)(قيل) قد صح الخبر أن الرؤيا الصادقة جزء من النبوة، والنبوة لا تكون إلا وحيًا والكاذب في رؤياه يدعى أن الله تعالى أراه ما لم يره وأعطاه جزءًا من النبوة لم يعطه إياه، والكاذب على الله تعالى أعظم فرية ممن كذب على الخلق أو على نفسه اهـ (تخريجه) (مذك) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي لأن في إسناده عبد الأعلى قال: عبد الأعلى ضعفه أبو زرعة) (قلت) هذا الحديث وإن كان ضعيفًا لكن يؤيده حديث ابن عباس عند (خ والأربعة) ولفظه عند البخاري في التعبير (من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل (5)(وعنه في أخرى)(ز)(سنده) قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثني اسحاق بن اسماعيل حدّثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي قال أراه رفعه قال من كذب في حلمه الخ (تخريجه)(مذك) وفي إسناده عبد الأعلى وتقدم الكلام عليه في الذي قبله (6)(وعنه أيضًا)(ز)(سنده) قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثني إبراهيم بن الحسن المقري الباهلي حدثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(7) بسكون اللام أي فليتخذ أو فلينزل، أصله من أباء الأبل وهي أعطانها أمر بمعنى الخبر أو بمعنى التهديد أو بمعنى التهكم أو دعاء عليه أي بوأه الله ذلك (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير عبد الله بن الإمام أحمد وفي إسناده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ضعيف وتقدم الكلام عليه (باب)(8)(سنده) حدّثنا يزيد أخبرنا سفيان بن حسين عن
-[ما جاء في تأويل رؤى بعض الصحابة]-
رجل رؤيا فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إني رأيت كأن ظله (1) تنطف عسلًا وسمعنا وكأن الناس يأخذون منها (2) فبين مستكثر وبين مستقل (3) وبين ذلك، وكأن سببًا (4) متصل إلى السماء وقال يزيد (5) مرة وكأن سببًا دلي من السماء فجئت فأخذت به فعلوت (6) فعلاك الله، ثم جاء رجل من بعدكن فأخذ به فقطع به ثم وصل له فعلا فأعلاه الله، قال أبو بكر أئذن لي يا رسول الله فأعبرها له فأذن له، فقال أما الظلة فالإسلام، وأما العسل والسمن فحلاوة القرآن فبين مستكثر وبين مستقل وبين ذلك، وأما السبب فما أنت عليه تعلو فيعليك الله، ثم يكون من بعدك رجل على منهاجك فيعلو ويعليه الله ثم يكون من بعدكما (8) قال أقسمت يا رسول الله لتخبرين فقال لا نقسم (9)(عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما)(10) قال رأيت في المنام كأن يبدي قطعة
الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس الخ (غريبه)(1) عند الترمذي رأيت الليلة ظلة الخ: الظلة بضم الظاء المعجمة سحابة لها ظلة، وكل ما أظل من سقيفة ونحوها يسمى ظلة قاله الخطابي وعند ابن ماجة ظله بين السماء والأرض (تنظيف) بضم الطاء وكسرها أي تقطر قليلًا قليلًا (2) جاء عند الترمذي (ورأيت الناس يستقون بأيديهم) أي يأخذون بالأسقية، وعند البخاري (يتكففون) أي يأخذون أبا مش (3) أي منهم من يأخذ كثيرًا ومنهم من يأخذ قليلًا (4) أي حبلًا متصلًا إلى السماء (5) يزيد هو ابن هارون شيخ الإمام أحمد قال مرة في رواية أخرى (دلى من السماء) يعني حتى وصل إلى الأرض (6) من العلو وهو الارتفاع (7) هكذا بالأصل فأعلاه وكذا ما بعده وكلها صحيحة (8) جاء عند مسلم أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا (قال النووي) اختلف العلماء في معناه فقال بعضهم إنما أخطأ في تركه تفسير بعضها، فإن الرائي قال رأيت ظلة تنطف السمن والعسل ففسره الصديق رضي الله عنه بالقرآن حلاوته ولينه، وهذا إنما هو تفسير العسل وترك تفسير السمن وتفسيره السنة، فكان حقه أن يقول القرآن والسنة وإلى هذا أشار الطحاوي، (وقال آخرون) الخطأ وقع في خلع عثمان لأنه ذكر في المنام أنه أخذ بالسبب فانقطع به، وذلك يدل على انخلاعه بنفسه، وفسره الصديق بأنه يأخذ به رجل فينقطع به ثم يوصل له فيعلوا في الأحاديث الصحيحة إنما هو إذا لم تكن في الأبرار مفسدة ولا مشقة ظاهرة فإن كان لم يؤمر بالأبرار، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبر قسم أبي بكر لما رأى في أبراره من المفسدة، ولعل المفسدة ما علمه من سبب انقطاع السبب مع عثمان وهو قتله وتلك الحروب والفتن المترتبة عليه فكره ذكرها مخافة من شيوعها، أو أن المفسدة لو أنكر عليه مبادرته ووبخه بين الناس أو أنه أخطأ في ترك تعيين الرجال الذين يأخذون بالسبب بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكان في بيانه صلى الله عليه وسلم أعيانهم مفسدة والله أعلم اهـ (10)(سنده) حدّثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع قال قال ابن عمر رأيت في المنام الخ (غريبه)
-[رؤيا عبد الله بن عمر وفيها منقبة]-
استبرق (1) ولا أشير بها إلى مكان من الجنة إلا طارت بي إليه (2) فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخاك رجل صالح أو أن عبد الله رجل صالح (3)(عن سالم عن ابن عمر)(4) قال كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم قال فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على النبي صلى الله عليه وسلم قال وكنت غلامًا شابًا عزبًا (5) فكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرأيت في ناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي أن تراع (8) فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة عل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، قال سالم: فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلًا (عن عبد الله بن عمرو بن العاص)(9) قال رأيت فيما يرى النائم من الليل إلا قليلًا (عن أبي سعيد الخدري)(10) أنه رأى رؤيا أنه يكتي ص فلما بلغ إلى سجدتها قال رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدًا، قال فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يسجد بها بعد (عن ابن شهاب)(11) عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري، وخزيمة الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين قال ابن شهاب فأخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (12) أن خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه يسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فاضطجع له رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد على جبهته (وعنه من طريق ثان)(13) أخبرني عمارة
(1) الاستبرق ما غلظ من الديباج الحرير وهو فارسي معرب بزيادة القاف (2) أي تبلغني إلى ذلك المكان مثل جناح الطائر والباء للتعدية (3) أو للشك من الراوي والصالح هو القائم بحقوق الله تعالى وحقوق عباده وفيه منقبة عظيمة لابن عمر رضي الله عنهما (تخريجه)(ق مذ نس)(سنده) حدّثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر الخ (غريبه)(5) بالتحريك أي غير متزوج (6) طي البئر تعريشها بالحجارة والآجر، قال الحافظ والبئر قبل أن يبنى يسمى قليبًا (7) قال في اللسان القرنان منارتان تبنيان على رأس البئر توضع عليهما الخشبة التي يدور عليها المحور وتعلق منها البكرة، وإنما يسميان بذلك إذا كانا من حجارة، فإذا كان من خشب فهما دعامتان (8) بضم أوله من الروع بفتح الراء وهو الخوف والفزع، أي لا خوف عليك بعد هذا (تخريجه)(ق. وغيرهما (9)(سنده) حدّثنا قتيبة ثنا ابن لهيعة عن واهب بن عبد الله عن الهلاله حدّثنا عامر بن صالح الزبيري حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب الخ (غريبه)(12) معناه أن عم ابن خزيمة كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر اسمه وجهالة الصحابي لا تضر (13) حدّثنا سكن بن نافع أبر الحسن الباهلي ثنا صالح يعني ابن أبي الأخضر
-[رؤيا خزيمة بن ثابت الأنصاري وفيها منقبة له]-
ابن خزيمة أن خزيمة (1) أي في المنام أنه يسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتى خزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، قال فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له صدق رؤياك فسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عمارة بن خزيمة بن ثابت)(2) أن اباه قال رأيت في المنام أني أسجد عفى جبهة النبي صلى الله عليه وسلم رأسه هكذا فوضع جبهنه على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فقبل جبهته (عن أنس بن مالك)(5) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا الحسنة فربما قال هل رأى أحد منكم رؤيا؟ فإذا رأى الرجل رؤيا سأل عنه، فإن كان ليس به بأس كان أعجب لرؤياه إليه، قال فجاءت امرأة فقالت يا رسو الله رأيت كأني دخلت الجنة فسمعت بها وجبة (6) أرتجت لها الجنة فنظرت فإذا قد جيء بفلان بن فلان حتى عدّت اثنى عشر رجلًا، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل ذلك، قالت فجيء بهم عليهم ثياب طلس (7) تشخب أوداجهم، قال فقيل اذهبوا بهم إلى نهر السدخ أو قال إلى نهر البيدج، قال فغمسوا فيه فخرجوا منه وجوهم كالقمر ليلة البدر، ثم أتو بكراسي من ذهب فقعدوا عليها
عن الزهري أخبرني عمارة الخ (1) تقدم في الطريق الأولى أن ابن شهاب قال أخبري عماروة ابن خزيمة عن عمه بن ثابت، وفي هذا الطريق قال أخبرني عمارة بن خزيمة أن خزيمة رأى في المنام إلى آخره، ولا بأس بذلك، فإنه يجوز أن عمارة روى هذا الحديث مرتين مرة عن خزيمة بواسطة عمه، ومرة عن خزيمة مباشرة بغير واسطة، فروى ابن شهاب الروايتين عنه كما سمع والله أعلم (تخريجه) أورد الهيثمي الطريق الأولى منه وقال رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيرى وثقه احمد وابو حاتم، وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) وفي اسناد الطريق الثانية صالح بن أبى الأخضر قال يحيى بن معين ضعيف، وفي التهذيب قال احمد يعتبر به وقال العجلى يكتب حديثه وليس بالقوى اهـ (قلت) يؤيده الحديث الآتى بعده (2)(سنده) حدّثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا أبو جعفر الخطمى عن عمراة بن خزية بن ثابت الخ (غريبه)(3) معناه أن الأرواح الصالحة تتلاقى في الرؤيا وفي ذلك منقبة عظيمة لخزيمة بن ثابت رضي الله عنه (وقوله وأقنع) أي رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه الخ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه احمد بأسانيد أحدها هذا وهو متصل، رواه الطبرانى وقال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اجلس واسجد واصنع كما رأيت ورجالهما ثقات (3)(سنده) حدّثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة حدثى أبو جعفر المدينى يعنى الخطمى قال سمعت عمارة بن عثمان بن سهل بن حنيف يحدث عن خزيمة بن ثابت الخ (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه احمد وفيه عمارة بن عثمان ولم يرو عنه غير ابى جعفر الخطمى وبقية رجاله رجال الصحيح (5)(سنده) حدّثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس الخ (غريبه)(6) الوجبة مع السقطة الهدّة وهى صوت السقوط (7) بضم الطاء وسكون اللام يعنى ثيابا وسخة، قال في النهاية الطلسة هي الغبرة إلى السواد والأطلس الأسود والوسخ (وقوله تشخب)
-[رؤيا المرأة الصحابية وقد وقعت كما قالت - وما جاء في تلعب الشيطان]-
وأتىَ بصحفة (1) أو كلمة نحوها فيها بسرة (2) فأكلوا منها يقلبونها لشق الا أكلوا من فاكهة ما أرَادوا واكلت معهم، قال فجاء البشير من تلك السَّرِيّة فقال يا رسول الله كان من أمرنا كذا وكذا واصيب فلان وفلان حتى عدّ الاثنى عشر الذين عدتهم المرأة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علىّ بالمرأة، قال قصى على هذا رؤياك فقصصت، قال هو كما قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم (باب لا يخبز بتلعُّب الشيطان به في المنام)(عن جابر بن عبد الله)(3) قال أتى النبىَّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله رأيت البارحة فيما يرى النائم كأن عنقى ضربت فسقط رأسى فاتبعته فأخذته فأعدته مكانه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لعب الشيطان بأحدكم (4) فلا يحدثن به الناس (عن أبى هريرة)(5) قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى رأيت رأسى ضرب فرأيته يتهدهده (6) فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يطرق أحدكم الشيطان فيتهول له ثم يغدو يخبر الناس (7)(عن أبى اسرائيل الجشمى)(8) عن شيخ لهم يقال له أبو جعدة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى لرجل رؤيا، قال فبعث إليه فجاء فجعل يقصها عليه وكان الرجل عظيم البطن فجعل يقول بإصبعه في بطنه لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك (9)(عن جعدة مولى ابى اسرائيل)(10) قال رأست رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقص عليه رؤيا
الشخب السيلان أي تسيل أوداجهم دما (1) الصحفة بفتح الصاد وسكون الحاء المهملتين، قال في النهاية إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها وجمعها صحاف (2) في القاموس البسر بالضم التمر قبل ارطابه والبسرة واحدتها وتضم السين اهـ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (باب)(3)(سنده) حدّثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن ابى سفيان عن جابر (يعنى ابن عبد الله) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريب)(4) قال المازرى يحتمل ان النبي صلى الله عليه وسلم علم ان منامه هذا من الأضغاث بوحى او بدلالة من المنام دلته على ذلك، أو انه من المكروه الذي هو من تحزين الشيطان، وأما العابرون فيتكلمون في كتبهم على قطع الرأس ويجعلونه دلالة على مفارقة الرائى ما هو فيه من النعم، أو مفارقة من فوقه ويزول سلطانه ويتغير حاله في جميع أموره إلا أن يكون عبداً فيدل على عتقه، أو مريضا فعلى شفائه، أو مديونا فعلى قضاء دينه، او من لم يحج فعلى أنه يحج، أو مغموما فعلى فرحه، او خائفا فعلى أمنه والله أعلم (تخريجه)(م جه وغيرهما)(5)(سنده) حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا عمر بن سعيد عن عطاء عن ابى هريرة الخ (غريبه)(6) اى يتدحرج ويضطرب (7) قاله في قصد الإنكار بالإخبار بمثله وأنه لا ينبغى له الإخبار إنما ينبغى له السكوت والاعراض عنه (تخريجه)(جه) وقال البوصيرى في زوائد ابن ماجة اسناده صحيح ورجاله ثقات اهـ (قلت) وروى نحوه مسلم من حديث جابر (8)(سنده) حدّثنا وكيع ثنا شعبة ثنا أبو اسرائيل الجشمى الخ (غريبه)(9) يريد والله أعلم انه لو كان هذا العظم في غير البطن من أعضائه كالساعدين والرأس ونحو ذلك أو الذكاء والعقل ونحوه كان خيرا له، لأن عظم البطن يثقل الرجل ويضره ولا يفيده لأنه ينشأ عن كثرة الأكل وكثرة الأكل مذمومة فكأنه صلى الله عليه وسلم يحثه على التقليل من الأكل لأنه أصح لبدن والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد، وأورده الهيثمى وقال رواه احمد ورجاله ثقات (10)(سنده) حدّثنا عبد الرحمن ثنا شعبة ثنا أبو اسرائيل في بيت قتادة قال سمعت جعدة وهو مولى
-[ما جاء في بعض ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام]-
وذكر سمنه وعظمه (1) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك (وعنه من طريق ثان)(2) قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ورأى رجلا سمينا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه بيده ويقول لو كان هذا في غير هذا المكان لكان خيرا لك (باب رُؤى النبي صلى الله عليه وسلم (عن عبيد الله)(3) قال سألت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر: فقال ابن عباس ذكر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا نائم رأيت أنه وضع في يَديّ سِواران من ذهب ففظِعتهما (4) فكرهتهما وأذن لي فنفختهما فطارا فأوّلتهما كذابين يخرجان، قال عبيد الله أحدهما العلمي (5) الذي قلته فيروز باليمن والآخر مسيلمة (6)(عن أبي هريرة)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أنا نائم أوتيت بخزائن الأرض (8) فوضع في يديّ سواران من ذهب فكبُرا عليّ، وأهمّاني فأوحى إليّ أن انفخهما (9) فنفختهما فذهبا فأولتهما الكذابَين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء (10) وصاحب اليمامة (عن أبي سعيد الخدري)(11) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
أبي إسرائيل قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) جعدة هو ابن خالد بن الصمة بكسر الصاد الجشمي بضم الجيم صحابي له حديث واحد، رواه عنه مولاه أبو اسرائيل شيخ شعبة كذا في الخلاصة، فقوله مولى أبي اسرائيل يعني مولاه الأعلى (غريبه) (1) أي: عظم بطنه كما يستفاد من الطريق الثانية. (2)(سنده) حدّثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة قال سمعت أبا إسرائيل قال سمعت جعدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات (باب). (3)(سنده) حدّثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن صالح قال قال عبيد الله سألت عبد الله بن عباس الخ (قلت) عبيد الله هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود (غريبه)(4) بكسر الظاء المعجمة، قال في النهاية هكذا روي متعديا حملا على المعنى لأنه بمعنى أكبرتهما وخفتهما، والمعروف فظعت به أو منه اهـ (5) بفتح العين المهملة وسكون النون وفي آخره سين مهملة هو الأسود العنسي واسمه عبهلة بن كعب وكان كاهنا شعباذا وكان يريهم الأعاجيب كما قال الطبري، وقد قتله فيروز الذيلمي في سنة إحدى عشرة من الهجرة، وفيروز صحابي يماني من أبناء الأساورة من فارس الذي كان كشرى بعثهم إلى قتال الحبشة، قاله الحافظ في الإصابة في ترجمة فيروز الديلمي (6) يعني المشهور بالكذاب صاحب اليمامة الذي ادعى النبوة قتله وحشي الذي قتل حمزة ابن عبد المطلب (تخريجه)(خ نس جه وغيرهما)(7)(سنده) حدّثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام عن أبي هريرة فذكر أحاديث منها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أنا نائم الخ (غريبه)(8) قال العلماء هذا محمول على سلطانها وملكها وفتح بلادها وأخذ خزائن أموالها، وقد وقع ذلك كله والله الحمد وهو من المعجزات (9) هو بالخاء المعجمة ونفخه صلى الله عليه وسلم أياهما فذهبا دليل لانمحاقها واضمحلال أمرها وكان كذلك وهو من المعجزات أيضا (10) هو الأسود العنسي (وصاحب اليمامة) هو مسليمة الكذاب (تخريجه)(ق مذ جه وغيرهم)(11)(سنده) حدّثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن اسحاق قال حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عطاء بن يسار أو أخيه سليمان بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس على منبره وهو يقول أيها الناس أني قد رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ورأيت أن في ذراعّي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا فأؤّلنهما هذين الكذابين صاحب اليمن وصاحب اليمامة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال في الصحيح منه رؤيا ليلة القدر رواه (حم بز) ورجالهما
-[بعض ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم وحديث ابن عباس في ذلك]-
(عن ابن عباس)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه فيما يرى النائم ملكان فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه اضرب مثل هذا ومثل أمته فقال إن مثَله ومثَل أمته كمثل قوم سَفْر انتهوْا إلى رأس مفازة (2) فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل في حُلة حَبرة (3) فقال أرأيتم أن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رٌواءا (4) أتتبعوني؟ فقالوا نعم قال فانَطلق بهم فأوردهم رياضا معشبة وحياضا رُواءا فأكلوا وشربوا وسمنوا، فقال لهم ألم ألقكم على تلك الحال فجعلتم لي إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رُواءا أن تتبعوني؟ فقالوا بلى: قال فإن بين أيديكم رياضا أعشب من هذه وحياضا أروى من هذه فاتبعوني، قال فقالت طائفة صدق والله لنتبعنه، وقالت طائفة قد رضينا بهذا نقيم عليه (عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه)(5) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتيت وأنا نائم بقدح من لبن فشربت منه حتى جعل اللبن يخرج من أظفاري، ثم ناولت فضلي عمر بن الخطاب، فقال يا رسول الله فما أوّلته قال العلم (حدثني سالم عن أبي عمر)(6) عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قال رأيت الناس قد اجتمعوا فقام أبو بكر فنزع ذَنوبا (7) وذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له، ثم نزع عمر فاستحالت غربا (8) فما رأيت عبقريا (9) من الناس يَفرى فريه حتى ضرب
ثقات (1)(سنده) حدّثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف ابن مهران عن ابن عباس الخ (غريبه)(2) المفازة بالميم والفاء البَرِّية الفقر والجمع المافوز، سميت بذلك لأنها مهلكة من فّوز إذا مات، وقيل سميت تفاؤلا من الفوز النجاة (له)(3) الحبرة بكسر الحاء وفتحها مع فتح الباء والراء ضرب من برود اليمن منمر ويجوز (حالة حيرة) على الوصف وعلى الإضافة كما نص عليه في اللسان (4) الرواء بضم الراء والمد المنظر الحسن يريد أنها حسنة المنظر (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب بز) واسناده حسن (5)(سنده) حدّثنا وهب بن جرير حدثنا أبي سمعت يونس عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه الخ (تخريجه)(ق مذ)(6)(سنده) حدّثنا روح حدثنا ابن جريج قال اخبرني موسى بن عقبة حدثني سالم عن ابن عمر الخ (7) بفتسح الذال المعجمة الدلو الممتلئ (وقوله وفي نزعه ضعف) إخبار عن حاله في قصر مدة ولايته، وليس في قوله (والله يغفر له) نقص ولا إشارة إلى أنه وقع منه ذنب، وإنما هي كلمة كانوا يقولونها (8) الغرب بسكون الرائ الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور فإذا فتحت الراء فهو الماء السائل بين البئر والحوض وهذا تمثيل، ومعناه أن عمر لما أخذ الدلو ليستقي عظمت في يده لأن الفتوح كانت في زمنه أكثر منها في زمن أبي بكر، ومعنى استحالت انقلبت عن الصغر إلى الكبر (له)(9) قال في النهاية عبقري القوم سيدهم وكبيرهم وقويهم، والأصل في العبقري فيما قيل إن عبقر قرية يسكنها الجن فيما يزعمون فكلما رأو شيئا فائقا غريبا مما يصعب عمله ويدق أو شيئًا عظيما في نفسه نسبوه إليها فقالوا عبقري، ثم اتسع فيه حتى سمي به السيد الكبير اهـ (وقوله يفرى فريه) بالفاء من باب رمى ومعناه
-[ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم خاصا بأبي بكر وعمر وعثمان وقتل حمزة]-
الناس بَعطن (1)(عن جابر بن عبد الله)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرِى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نِيطَ (3) برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر، قال جابر فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوط بعضهم لبعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم (عن الأسود بن هلال)(4) عن رجل من قومه قال كان يقول في خلافة عمر بن الخطاب لا يموت عثمان حتى يستخلف، قلنا من أين تعلم ذلك؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا، فوزن أبو بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن، ثم وزن عثمان فنقص صاحبنا وهو صالح (عن ابن عباس)(5) قال تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفَقار (6) يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد فقال رأيت في سيفي ذي الفقار فلاّ (7) فأولته فلاّ يكون فيكم ورأيت أني مردف كبشا فأوّلته كبش الكتيبة، ورأيت أني في درع حصينة فأوّلتها المدينة، ورأيت بقرا تذبح فبقرٌ والله خير، فكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن أنس بن مالك)(8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت فيما يرى النائم كأني مردف كبشا وكأن ظُبَة سيفي (9) انكسرت فأولت أني أقتُل
يعمل عمله ويقطع قطعه، قال في النهاية الفرى القطع يقال فريت الشيء أفريه فريا إذا شققته وقطعته للإصلاح فهو مفرّى وأفريته إذا شققته على وجه الإفساد، تقول العرب تركته يفرى الفرى إذا عمل العمل فأجاده (1) العطن بالتحريك مبرك الإبل حول الماء، يقال عطنت الإبل فهي عاطنة وعواطن إذا سقيت وبركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى، وأعطنت الإبل إذا فعلت بها ذلك، ضرب ذلك مثلا لا تساع الناس في زمن عمر وما فتح الله عليهم من الأمصار اهـ (تخريجه)(ق مذ)(2)(سنده) حدّثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن ابن شهاب عن عمرو بن أبان بن عثمان عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه)(3) أي تعلّقَ يقال نطت هذا الأمر به أنوطه وقد نيط به فهو منوط (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده حسن (4)(سنده) حدّثنا أبو النضر قال ثنا شيبان عن أشعث عن الأسود بن هلال عن رجل من قومه الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيدو رجاله ثقات (5)(سنده) حدّثنا سريج حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعمى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس الخ (غريبه)(6) بفتح الفاء سمى بذلك لأنه كانت فيه حفر صغار حسان، والسيف المفقر الذي فيه حزوز مطمئنة عن مئنه (7) الفل بفتح الفاء وتشديد اللام الثلم في السيف وأصله الكسر والضرب ومنه الفل (بالفاء) للقوم المنهزمين يقال فلّ الجيشَ يفّله فلا (بتشديد اللام) إذا هزمه فهو مفلول، والمعنى فأوّلته انهزاما يكون فيكم، وكان ذلك في غزوة أحد، وتأويل البقر ما أصاب أصحابه يوم أحد من استشهاد سبعين، والثلم الذي كان في سيفه برجل من أهل بيته يقتل فكان حمزة رضي الله عنه سيد الشهداء، ثم كانت العاقبة للمتقين (تخريجه)(مذجه) وسنده صحيح (8)(سنده) حدّثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس الخ (غريبه)(9) بضم الظاء المعجمة وفتح الموحدة. ظبة السيف هو طرفهُ وحدّه وأصل الظبة ظُبَوٌ بوزنٌ صرَدٌ فحذفت الواو
-[ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من نصرة الدين - ونقل وباء المدينة إلى الجحفة]-
صاحب الكتيبة (1) وأن رجلا من أهل بيتي يقتل (2)(عن جابر بن عبد الله)(3) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت كأني أتِيت بكتلة تمر فعجمتها (4) في قمي فوجدت فيها نواة فآذتني فلفظتها (5) ثم أخذت أخرى فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها، ثم أخذت أخرى فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها، قال أبو بكر دعني فلأعبِرّها، قال قال أعبِرها، قال هو جيشك الذي بعثت يسلم ويغنم فيلقون رجلا فيلشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون رجلا فيشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، قال كذلك قال الملك (6)(عن أنس بن مالك)(7) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت الليلة كأني في دار رافع بن عقبة (وفي رواية عقبة بن رافع) فأوتينا بتمر من تمر ابن طاب (8) فأولت أن لنا الرفعة في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب (عن عبد الله ابن عمر)(9) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة (10) فأوّلت أن وباءها نقل إلى مهيعة وهي الجحفة (وعنه أيضا)(11) رضي الله تبارك وتعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أراني (12) في المنام عند الكعبة فرأيت رجلا آدم (13) كأحسن ما ترى من الرجال وله لِمَة (14) قدرٌ جِّلت ولمته تقطر ماء
وعوّض منها الهاء (1) هو طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين (2) هو حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه البزار وأحمد باختصار، وفيه علي بن زيد وهو ثقة سيئ الحفظ، وبقية رجالهما ثقات اهـ (قلت) ولفظ البزار أورده الهيثمي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت فيما يرى النائم كأنه ظبة سيفي أنكسرت وكأني مردف كبشا فأولت أن كسر ظبة سيفي قتل رجل من قومي وأني مردف كبشا وأني أقتل كبش القوم، فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين وقُتل حمزة بن عبد المطلب (3)(سنده) حدّثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه)(4) أي لكنها في فمي (5) أي طرحتها (6) معناه كذلك أخبرني الملك (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد وهو ثقة وفيه كلام (7)(سنده) حدّثنا عبد الصمد وحسن قالا ثنا حماد عن ثابت عن أنس الخ (غريبه)(8) هو نوع من أنواع تمر المدينة منسوب إلى ابن طاب رجل من أهلها، يقال عذق ابن طاب ورطب ابن طاب وتمر ابن طاب (تخريجه)(م دنس)(9)(سنده) حدّثنا عفان ثنا وهيب ثنا موسى بن عقبة حدثني سالم عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وباء المدينة عن عبد الله بن عمر الخ (غريبه)(10) بفتح الميم وسكون الهاء وفتح التحتية والعين المهملة هي الجحفة ميقات أهل الشام (تخريجه)(خ مي مذ جه)(11)(سنده) حدّثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(12) بفتح الهمزة أي أرى نفسي (13) بمد الهمزة والآدم الأسمر (14) بكسر اللام وتشديد الميم وجمعها لِمَم كقربة وقرب، قال الجوهري ويجمع على لمام بكسر اللام وهو الشعر المتدلى الذي جاوز شحمه الأذنين، فإذا بلغ المنكبين فهو جمة (وقوله قدر جلت) فهو بضم الراء وتشديد الجيم مكسورة، ومعناه سرحها بمشط مع ماء ولذلك قال ولمته تقطر ماءا
-[رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم المسيح بن مريم والمسيح الدجال يطوفان بالبيت]-
واضعا يده على عوائق (1) رجلين يطوف بالبيت (2) رَجِلَ الشعر فقلت من هذا؟ فقالوا المسيح ابن مريم، ثم رأيت رجلا جَعْدا (3) قططا أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية (4) كأشبه من رأيت (5) من الناس بابن قطن، واضعا يده على عواتق رجلين يطوف بالبيت (6) فقلت من هذا؟ فقالوا هذا المسيح (7) الدجال (باب رؤيته صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل في الرؤيا)(عن ابن عباس)(8) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني ربي عز وجل الليلة في أحسن صورة (9) أحسبه يعني في النوم فقال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ (10) قال قلت لا، قال النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده بين كتفي
(1) العواتق جمع عاتق، قال أهل اللغة هو ما بين المنكب والعنق، وفيه لغتان التذكير والتأنيث والتذكير أفصح وأشهر (2) هو عيسى بن مريم عليه السلام كما سيأتي، وقد صرح في الحديث أن هذه الرؤيا منامية قال القاضي عياض وعلى هذا يحمل ما ذكر من طواف الدجال بالبيت وأن ذلك رؤيا، إذ قد ورد في الصحيح أنه لا يدخل مكة ولا المدينة مع أنه لم يذكر في رواية مالك طواف الدجال، وقد يقال أن تحريم دخوله مكة والمدينة عليه أنما هو في زمن فتنته والله أعلم (3) بفتح الجيم وسكون العين شعره (قططا) بفتح القاف والمهملتين أي شديد جعودة الشعر (4) بفاء ثم ياء تحتية أي بارزة من طفا الشيء يطفو بغير همز إذا علا على غيره، شبهها بالعتبة التي تقع في العنقود بارزة عن نظائرها (5) قال النووي ضبطناه رأيت بضم التاء وفتحها وهما ظاهران (وقطن) هذا بفتح القاف والطاء (6) تقدم الكلام على طواف المسيح الدجال بالبيت (7) سمي مسيحا لكون إحدى عينيه ممسوحة والأخرى طافية كما تقدم أو لأن أحد شقى وجهه خلق ممسوحا لا عين فيه ولا حاجب، أو لأنه يمسح الأرض إذا خرج والله أعلم (تخريجه)(ق لك)(باب)(8)(سنده) حدّثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبن عباس الخ (غريبه)(9) الظاهر أن إتيانه تعالى كان في المنام بدليل قول الراوي (أحسبه في النوم) ويدل على ذلك أيضا حديث معاذ عند الترمذي وفيه (فنعست في خلوتي فاستثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة) وهذا لا إشكال فيه، إذ الرائي قد يرى غير المتشكل متشكلا والمتشكل بغير شكله وهكذا لكن جاء في حديث معاذ عند الإمام أحمد وسيأتي في باب الترغيب في خصال مجتمعة من أفضل أعمال البر في قسم الترغيب بلفظ (فنعست في صلاتي حتى أستيقظت فإذا بربي عز وجل في أحسن صورة) وظاهره أنه رأى الله عز وجل في اليقظة، قال ابن حجر المكي والظاهر أن رواية حى استيقظت تصحيف فإن المحفوظ في رواية أحمد والترمذي (حتى استثقلت) اهـ (قلت) وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد ذكر حديث معاذ هو حديث المنام المشهور ومن جعله يقظة فقد غلط، وهو في السنن من طرق، وهذا الحديث بعينه قد رواه الترمذي من حديث جهضم بن عبد الله اليمامي به وقال حسن صحيح، ثم قال الحافظ ابن كثير وليس هذا الاختصام هو الاختصام المذكور في القرآن فإن هذا قد فسر، وأما الاختصام الذي في القرآن فقد فسر بعد هذا وهو قوله تعالى {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين} الآيات اهـ وعلى تقدير كون ذلك في اليقظة فذهب السلف في مثل هذا من أحاديث الصفات أمراره كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والإيمان به من غير تأويل له والسكوت عنه وعن أمثاله مع الاعتقاد بأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ومذهب السلف هذا هو المتعين ولا حاجة إلى التأويل وهو مذهبي ولله الحمد (10) أي الملائكة
-[رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل في النوم]-
حتى وجدت بردها بين ثديي، أو قال نحري فعلمت ما في السماوات وما في الأرض (1) ثم قال هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال قلت نعم يختصمون في الكفارات (2) والدرجات، قال وما الكفارات والدرجات؟ قال المكث في المساجد، والمشي على الأقدام إلى الجمعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكن من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقل يا محمد إذا صليت اللهم إني أسألك الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبتضني إليك غير مفتون، قال والدرجات (3) بذل الطعام وإنشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام (باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من رآني في النوم فقد رآني)(حدّثنا محمد بن جعفر)(4) ثنا عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي قال رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس رضي الله عنهما وكان يزيد يكتب المصاحف، قال فقلت لابن عباس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، قال ابن عباس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه (5) فمن رآني في النوم فقد رآني (6) فهل تستطيع أن تنعت (7) لنا هذا الرجل الذي رأيت
المقربون والملأ هم الأشراف الذين يملئون المجالس والصدور عظمة وإجلالا وُصِفوا بالأعلى إما لعلو مكانهم، وإما لعلو مكانتهم عند الله تعالى واختصامهم، وإما عبارة عن تبادرهم إلى إثبات تلك الأعمال والصعود بها إلى السماء، وإما عن تقاولهم في فضلها وشرفها، وإما عن اغتباطهم الناس بتلك الفضائل، وإنما سماء مخاصمة لأنه ورد مورد سؤال وجواب وذلك يشبه المخاصمة والمناظرة، فلهذا السبب حسن إطلاق لفظ المخاصمة عليه (1) أي لما أفاضه الله عز وجل عليه من العلم بتلطفه ووضع يده بين كتفيه وتقدم أننا نؤمن بذلك من غير تكييف ولا تشبيه (2) أي لأنها تكفر الذنوب (3) أي مما ترفع به الدرجات (تخريجه)(مذ) وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد الرزاق وعبد بن حميدو محمد بن نصر ورجاله عند الإمام أحمد رجال الصحيح ويؤيده حديث معاذ عند الإمام أحمد أيضا وتقدمت الإشارة إليه والله أعلم (باب)(4)(حدّثنا محمد بن جعفر الخ)(غريبه)(5) قال القاضي عياض قال بعض العلماء خص الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بأن رؤية الناس إياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم السلام بالمعجزة، وكما استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة، ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يوثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته والقائه وكيده، قال وكذا حمى رؤيتهم نفسهم (6) أي فليبشر بأنه رآني حقيقة أي حقيقتي كما هي فلم يتحد الشرط والجزاء وهو في معنى الأخبار، أي من رآني فأخبره بأن رؤيته حق ليست بأضغاث أحلامية ولا تخيلات شيطانية، ثم أردف ذلك بما هو تتميم للمعنى وتعليل المحكم فقال كما في رواية أخرى (فإن الشيطان لا يتمثل بي) أي لا ينبغي أن يتمثل في صورتي كما استحال تصوره بصورته يقظه (قال القاضي) عياض ويحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم:(فقد رآني) أي فقد رآي الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي المراد به إذا رآه على صورته المعروفة له في حياته فإن رأى على خلافها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة اهـ قال النووي وهذا الذي قاله القاضي ضعيف بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها (7) أي تصف لنا هذا الرجل الذي رأيت صفة كاملة واضحة كما رأيته
-[قوله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فسيراني في اليقظة وكلام العلماء في ذلك]-
قال قلت نعم، رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض، حسن المضحك، أكحل العينين، جميل دوائر الوجهن قد ملئت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره، قال عوف لا أدري ما كان مع هذا من النعت، قال فقال ابن عباس لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا (1)(عن أبي هريرة)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني (وفي لفظ فقد رآى الحق) فإن الشيطان لا يتمثل بي (وفي رواية لا يتشبه بي)(وفي رواية) لا يتخيل بي (3) فإن رؤيا العبد المؤمن الصادقة الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوة (4)(وعنه أيضا)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي، قال عاصم قال أبي فحدثيه ابن عباس (6) فأخبرته أني قد رأيته، قال رأيته؟ قلت إي والله لقد رأيته، قال فذكرت الحسن ابن علي قال إني والله قد ذكرته ونعته في مشيته، قال فقال ابن عباس أنه كان يشبهه (وعن أنس ابن مالك) (7) مثل المرفوع منه (حدثنا يعقوب) (8) حدثني بن أخي بن شهاب عن محمد بن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة (9) لا يتمثل الشيطان بي: فقال أبو سلمة قال أبو قتادة
(1) يريد ابن عباس رضي الله عنه أنه أتى بصفاته صلى الله عليه وسلم كما كانت والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (2)(سنده) حدّثنا محمد بن فضيل ثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) تقدم شرح هذه الروايات في الحديث الذي قبله (4) تقدم شرح هذه الجملة في باب رؤيا المؤمن جزء من أجزاء من النبوة (تخريجه)(ق دجه)(5)(سنده) حدّثنا عفان ثنا عبد الواحد ثنا عاصم بن كليب حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(6) يقول عاصم أحد رجال السند إن أباه كليب بن شهاب سمع هذا الحديث من ابن عباس فذكر لابن عباس أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يشبه الحسن بن علي خصوصا في مشيته فصدقه ابن عباس وقال أنه (يعني الحسن) كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم (قلت) ويؤيد كلام ابن عباس ما رواه الإمام أحمد وغيره وسيأتي في كتاب المناقب عن أنس قال لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين (ق دجه) بدون قصة كليب (7)(سنده) حدّثنا عفان ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا ثابت ثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي (تخريجه)(خ مذ)(8)(حدّثنا يعقوب الخ)(غريبه)(9) قال العلماء إن كان الواقع في نفس الأمر (فكأنما رآني) فهو كقوله صلى الله عليه وسلم فقد رآني أو فقد رأى الحق كما سبق تفسيره وإن كان (سيراني في اليقظة) ففيه أقوال (أحدها) المراد به أهل عصره، ومعناه أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم لليقظة عيانا (والثاني) معناه أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة لأنه يراه في الآخرة جميع أمته من رآه في الدنيا ومن لم يره (والثالث) يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك والله أعلم، قال الدماميني وهذه بشارة لرائيه بموته على الإسلام لأنه لا يراه في القيامة تلك الرؤية الخاصة باعتبار القرب منه إلا من
-[قول أنس قل ليلة تأتي على ألا وأنا أرى خليلي يعني النبي صلى الله عليه وسلم]-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني فقد رآني الحق (1)(عن عبد الله بن مسعود)(2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يبغى له أن يتمثل بمثلى (عن أبي مالك الأشجعي)(3) عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني (عن أبي هريرة)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة (5) فإن الشيطان لا يتمثل على صورتي (وعنه أيضا)(6) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني إن الشيطان لا يتصور بي، قال شعبة أو قال لا يتشبه بي ومن كذب على متعمدا (7) فليتبوأ مقعده من النار (عن عبد الله)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فإياي رأى فإن الشيطان لا يتخيل بي (وفي رواية) لا يتخيلني (حدّثنا أبو سعيد ثنا المثنى)(9) قال سمعت أنس ابن مالك رضي الله عنه يقول فَل لّيلة تأتي على ألا وأنا أرى فيها خلبلي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم، وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه (10)
تحقق منه الوفاة على الإسلام (1) أي فقد رآني حقيقة، وهذا الحديث جاء عند الإمام أحمد في مسند أبي قتادة (تخريجه)(ق) وجاء عند مسلم كما هنا سندا ولفظا (2)(سنده) حدّثنا اسحاق هو الأزرق حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود الخ (تخريجه)(مذ جه) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (3)(سنده) حدّثنا حسين ثنا خلف يعني ابن خليفة عن أبي مالك الأشجعي الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب) ورجاله رجال الصحيح (4)(سنده) حدّثنا وكيع عن سفيان عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبه)(5) أي فكأنه رآني في اليقظة مبالغة في أنها رؤيا حق، وعلل ذلك بأن الشيطان لا يتمثل على صورته صلى الله عليه وسلم (ق جه) وهذا الحديث من مسند أبي هريرة ولكنه جاء في مسند ابن مسعود في الأصل (6)(سنده) حدّثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي الحصين قال سمعت ذكوان أبا صالح يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(7) أي في أنه رآني في المنام ولم يرني، أو نسب إلى قولا لم أقله (فليتبوأ مقعده من النار) أي لنزل منزله الذي أعده الله له من النار، نعوذ بالله من ذلك (تخريجه)(ق جه) بدون قوله ومن كذب على الخ (8)(سنده) حدّثنا عفان حدثنا أبو عوانة عن جابر عن عمار عن سعيد بن جبير قال حدثني عبد الله لم نسبه عفان أكثر من عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (فلت) راوي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الله بن عباس بدليل أن ابن ماجة رواه من طريق أبي عوانة بسند حديث الباب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ولأنه جاء عند الإمام أحمد في مسند ابن عباس، ولذا قال الإمام أحمد في المسند لم ينسبه عفان يعني الذي روى عنه الإمام أحمد هذا الحديث لم ينسبه أكثر من عبد الله، يعني لم يقل عبد الله بن عباس بل اقتصر على قوله عبد الله فقط، فرواه الإمام أحمد كما سمع من عفان وتعقبه بهذه الجملة رحمه الله (تخريجه)(جه) وفي إسناده جابر الجعفي وهو ضعيف لكن يؤيده أحاديث الباب والله أعلم (9)(حدثنا أبو سعيد الخ)(غريبه)(10) أي حزنا على فراق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان خادمه الخاص رضي الله عنه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح