الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-[ما جاء في الحث على السلام وفضله وكراهة تركه]-
(54)
(كتاب السلام والاستئذان وآداب أخرى)
(باب الحث على السلام وفضله وكراهة تركه) عن أبى هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسى بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا (2) ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ثم قال هل أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم (3)(عن نافع ان ابن عمر)(4) كان يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفشوا السلام وأطعموا الطعام (5) وكونوا اخوانا كما أمركم الله (6)(عن البراء بن عازب)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفشوا السلام تسلموا (8) والأثرة أشر
جاء عند مسلم أيضاً بلفظ ثم عطس أخرى، وجاء عند أبى داود بغير لفظ أخرى، أما ابن ماجه فلفظه (يشمت العاطس ثلاثا فما زاد فهو مزكوم، أما الترمذى فقد رواه من طريقين (أحدهما) من طريق ابن المبارك عن عكرمة بن عمار بسند حديث الباب وفيه (ثم عطس الثانية أو الثالثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا رجل مزكوم (والثانى) من طريق يحيى بن سعيد عن عكرمة بالسند المذكور عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه إلا أنه قال في الثالثة أنك مزكوم (قال الترمذى) وهذا أصح من حديث ابن المبارك وقد روى شعبة عن عكرمة بن عمار هذا الحديث نحو رواية يحيى بن سعيد اهـ (تخريجه)(م - والأربعة) باب (1)(سنده) حدّثنا وكيع قال الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة الخ (غريبه)(2) قال النووى هو على ظاهره واطلاقه، فلا يدخل الجنة إلا من مات مؤمنا وان لم يكن كامل الايمان فهذا الظاهر من الحديث (ولا تؤمنوا حتى تحابوا) بحذف إحدى التاءين وتشديد الموحدة المضمومة أي لا يكمل إيمانكم ولا يصلح حالكم في الإيمان إلا بالتحابب (3) جعل إفشاء السلام سببا للمحبة والمحبة سببا لكمال الإيمان وإعلاء كلمة الإسلام، وفي التهاجر والتقاطع التفرقة بين المسلمين، وهى سبب لانثلام الدين والوهن في الإسلام، وإفشاء السلام بذله للمسلمين كلهم من عرفت ومن لم تعرف، وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام (قال الحافظ) الإفشاء الاظهار، والمراد نشر السلام بين الناس ليحيوا سنته اهـ ونقل النووى عن المتولى انه قال يكره اذا لقى جماعة أن يخص بعضهم بالسلام: لأن القصد بمشروعية السلام تحصيل الألفة، وفي التخصيص إيحاش لغير من خص بالسلام (تخريجه)(م مذ جه)(4)(سنده) حدّثنا عبد الله بن الحارث عن ابن جريج قال قال سليمان بن موسى (وفي بعض النسخ قال قال لي سليمان ابن موسى) حدثنا نافع ان ابن عمر الخ (غريبه)(5) قال البيهقى يحتمل اطعام المحاويج ويحتمل الضيافة أو هما معاً، وللضيافة في التآلف والتحابب أثر عظيم (6) قال تعالى:} إنما المؤمنون إخوة {يعنى الإخاء في الله والحب في الله، ويدخل فيه كل ما يعود على أخيه المسلم من المنفعة وكل ما يدفع عنه الضرر (تخريجه)(جه) وسنده صحيح، وقال البوصيرى في زوائد ابن ماجه إسناده صحيح ورجاله ثقات (7)(سنده) حدّثنا أبو معاوية ثنا فنان بن عبد الله النهمى عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء ابن عازب الخ (غريبه)(8) أي تسلموا من التنافر والتقاطع وتدوم لكم المودة وتزول الضغائن (والأثرة) بفتح الهمزة والثاء المثلثة من الاستئثار وهو الانفراد بالشئ، ومعناه هنا تخصيص بعض الناس بالسلام دون بعض (وقوله أشر) أي أشد شراً من عدم إفشاء السلام، لأن التخصيص يوجب التنافر بعكس ما شرع لأجله السلام فانه ما شرع إلا لجلب المودة والألفة، وقد نقل النووى عن المتولي
-[ما جاء في الحث على السلام وفضله وكراهة تركه]-
(عن عبد الله بن سلام)(1) قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم (يعنى المدينة) انجفل الناس عليه (2) فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب (3) فكان أول شيء سمعته يقول أفشوا السلام (4) وأطعموا الطعام (5) وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام (6) تدخلوا الجنة بسلام (7)(عن الزبير بن العوام)(8) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دب اليكم (9) داء الأمم قبلكم (10) الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين (11) لا حالقة الشعر والذى نفس محمد بيده (12) لا تؤمنوا حتى تحابوا (13) أفلا أنبئكم بشئ إذ فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم (14)(وعنه من طريق ثان وفيه)(15) لا تدخلوا (16) الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا (17)
أنه قال يكره اذا لقى جماعة أن يخص بعضهم بالسلام لأن القصد بمشروعية السلام تحصيل الألفة وفي التحصيص ايحاش لغير من خص بالسلام (تخريجه)(حب عل) والبيهقى في شعب الإيمان والبخارى في الأدب المفرد وصححه ابن حبان، وأورده الهيثمى وقال رواه (حم عل) ورجاله ثقات (1)(سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد عن عوف ثنا زُرارة قال قال عبد الله بن سلام حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن زرارة عن عبد الله بن سلام الخ (قلت) سلام بفتح السين واللام المخففة هو أبو يوسف الاسرائيلى حليف بنى الخزرج، قيل كان اسمه الحسين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله مشهور، مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين (2) أي ذهبوا مسرعين اليه يقال جفل وأجفل وانجفل (3) بالاضافة وينّون أي بوجه ذي كذب فان الظاهر عنوان الباطن (4) أي أظهروه واكثروه على من تعرفونه وعلى من لا تعرفونه (5) أي للأيتام والفقراء والمساكين وابن السبيل (6) أي صلوا بالليل لأنه وقت الغفلة ولبعده عن الرياء والسمعة ولأرباب الحضور مزيد المثوبة (7) أي من الله أو من ملائكته من مكروه أو تعب ومشقة (تخريجه)(مذ جه مى) وقال الترمذى هذا حديث صحيح (8)(سنده) حدّثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام عن يحيى بن أبى كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام. وأبو معاوية شيبان عن يحيى ابن أبى كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن الزبير بن العوام الخ (غريبه)(9) أي سار إليكم (10) أي عادة الأمم الماضية (11) بكسر الدال المهملة (لا حالقة الشعر) أي الخصلة التي شأنها ان تحلق، أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر (12) أي بقدرته وتصريفه (13) معناه لا يصير ايمانكم كاملا الا اذا أحب بعضكم بعضا (14) أي لأن افشاء السلام أي اظهاره يزيل الضغائن ويورث المحبة والألفة كما سبق والله أعلم (15)(سنده) حدّثنا عبد الرحمن حدثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبى كثير ان يعيش بن الوليد حدثه ان مولى لآل الزبير حدثه أن الزبير بن العوام حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دب اليكم داء الأمم قبلكم الحديث (16) كذا وقع في هذه الرواية عند الامام احمد بحذف النون وكذا عند أبى داود والترمذى من حديث أبى هريرة، قال القارى ولعل الوجه أن النهى قد يراد به النفى كعكسه المشهور عند أهل العلم اهـ ووقع في صحيح مسلم ومسند الإمام احمد وتقدم أول الباب لا تدخلون باثبات النون وهو الظاهر (17) بحذف النون في هذه الرواية وفي حديث أبى هريرة أيضاً عند مسلم والإمام أحمد، قال النووى هكذا هو في جميع الأصول والروايات (ولا تؤمنوا بحذف النون من آخره وهى لغة معروفة صحيحة اهـ قال القارى لعل حذف النون للمجانسة والازدواج
-[استحباب تعميم السلام وكراهة تخصيصه بمن يعرف]-
حتى تحابوا الخ (عن معاذ بن جبل)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السلام تحية أهل الجنة (عن أبى أمامة)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بدأ بالسلام فهو أولى بالله عز وجل ورسوله (3)(باب في استحباب تعميم السلام وكراهة تخصيصه بمن يعرف).
(عن الاسود بن يزيد)(4) قال اقيمت الصلاة في المسجد فجئنا نمشى مع عبد الله بن مسعود فلما ركع الناس ركع عبد الله وركعنا معه ونحن نمشى، فمر رجل بين يديه فقال السلام عليك يا ابا عبد الرحمن (5) فقال عبد الله وهو راكع صدق الله ورسوله، فلما انصرف سأله بعض القوم لم قلت حين سلم عليك الرجل صدق الله ورسوله؟ قال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة (6)(ومن طريق ثان (7) عن سيار عن طارق بن شهاب قال كنا عند عبد الله (يعنى ابن مسعود) جلوساً فجاء رجل فقال قد أقيمت الصلاة، فقام وقمنا معه فلما دخلنا المسجد رأينا الناس ركوعا في مقدم المسجد فكبر وركع وركعنا، ثم مشينا وصنعنا مثل الذي صنع، فمر رجل يسرع فقال عليك السلام يا أبا عبد الرحمن، فقال صدق الله ورسوله، فلما صلينا ورجعنا دخل إلى أهله جلسنا فقال بعضنا لبعض أما سمعتم رده على الرجل صدق لله وبلغت رسله، أيكم يسأله؟ فقال طارق أنا أسأله، فساله حين خرج فذكر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن بين يدى الساعة تسليم الخاصة (8) وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة (9) وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم (10)
(تخريجه) أورده الحافظ السيوطى في الجامع الصغير وقال رواه احمد والترمذى والضياء (يعنى المقدسى) عن الزبير بن العوام ورمز له بالصحة (قلت) الطريق الأولى عند الامام احمد منقطعة لأن يعيش بن الوليد بن هشام لم يدرك الزبير: وفي الطريق الثانية مولى لال الزبير مجهول، وعلى هذا فالحديث ضعيف وأورده المنذرى في الترغيب والترهيب والهيثمى في مجمع الزوائد وعزياه للبزار، وقال الهيثمى كالمنذرى سنده جيد (قلت) وعلى فرض ضعفه فحديث أبى هريرة المذكور أول الباب يعضده (1) هذا طرف من حديث طويل سيأتى بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب تواضعه صلى الله عليه وسلم من كتاب السيرة النبوية (2) (سنده) حدّثنا عتاب وهو ابن زياد ثنا عبد الله انا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن على ابن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة الخ (غريبه) (3) أي أقربهم إلى رحمة الله وإتباع رسوله صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (د مذ) وحسنه الترمذى ولفظه عنده (قيل يا رسول الله الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ قال أولاهما بالله تعالى) وسكت عنه أبو داود والمنذرى (باب) (4) (سنده) حدّثنا ابن نمير عن مجالد عن عامر عن الاسود بن يزيد الخ (غريبه) (5) هذا موضع الدلالة من الحديث وهو كون الرجل خص ابن مسعود بالسلام دون أصحابه: والظاهر ان هذه الواقعة كانت قبل النهى عن المشى في الصلاة والكلام فيها (6) معناه لا يسلم الرجل الا على من يعرفه (7)(سنده) حدّثنا أبو احمد الزبيرى حدثنا بشير بن سلمان عن سيار عن طارق بن شهاب الخ (8) معناه تسليم الرجل على ناس مخصوصين يعرفهم (9) أي بأن تتاجر معه في الأسواق بل ومع غير زوجها أيضاً كما سيأتى في بعض الروايات (10) هكذا بالأصل وظهور القلم بالقاف يعنى الكتابة، وجاء في مجمع الزوائد (وظهور العلم)
-[ما كان يقوله العرب في الجاهلية من السلام للتحية]-
(عن ابن مسعود)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن من اشتراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلى للمعرفة.
(باب ما جاء في ألفاظ السلام والرد)(عن أبي تيمية الهجيمي)(2) عن رجل من قومه (3) قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في بعض طرق المدينة وعليه أزار من قطن منتثر الحاشية فقلت عليك السلام يا رسول الله: فقال أن عليك السلام تحية الموتى، أن عليك السلام تحية الموتى، أن عليك السلام تحية الموتى (4)
بالعين المهملة والله أعلم (تخريجه)(ك) وأورده الهيثمي وقال رواه كله أحمد والبزار ببعضه وزاد وأم يجتاز الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه (والطبراني) إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة وأن هذا عرفني من بينكم فسلم عليّ وحتى تتخذ المساجد طرقًا فلا يسجد لله فيها، وحتى يبعث الغلام الشيخ بريدًا بين الأفقين، وحتى يبلغ التاجر بين الأفقين فلا يجد ربحًا (وفي رواية عنده) وأن تغلوا النساء والخيل ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة، وأن يتجر الرجل والمرأة جميعًا، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح (1) حدثنا أبو النضر ثنا شريك عن عياش العامري عن الأسود بن هلال عن ابن مسعود الخ (تخريجه)(طب) وهو جزء من الحديث المتقدم، ولكنه جاء في المسند حديثًا مستقلًا من وجه آخر، وأورده الهيثمي عقب الحديث السابق وقال رواه كله أحمد والبزار ببعضه ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح (قال الخطابي) وفي بذل السلام لمن عرفت ومن لم تعرف إصلاح العمل فيه لله تعالى لا مصانعه، وفي السلام لغير المعرفة استفتاح باب الأنس ليكون المؤمنون لكلهم أخوة ولا يستوحش أحد من أحد، وترك السلام لغير المعرفة يشبه صدود المتصارمين المنهي عنه فينبغي أن يجتنب (وقال أبو بكر الخطيب) في قول الناس السلام عليكم أي الله عز وجل مطلع عليكم فلا تغفلوا، وقيل السلام عليكم أي سلمت مني فاجعلني أسلم منك، وقيل معناه اسم السلام عليك أي اسم الله عز وجل عليك، وحكى الهروي نحوه (وقال غيره) يقال السلام عليكم وسلام عليكم وسلم عليكم بكسر السين ولم يرد في القرآن غالبًا إلا منكرًا كقوله تعالى (سلام عليكم بما صبرتم) فأما في تشهد الصلاة فيقال فيه معرفًا ومنكرًا والله أعلم (باب)(2)(سنده) حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم قال ثنا سعيد الجريري عن أبي السليل عن أبي تميمة الهجيمي قال إسماعيل الهجيمي اسمه طريف ابن مجالد كذا في الإصابة وعند أبي داود أيضًا (غريبه)(3) اسمه جرى بضم الجيم وفتح الراء وتشديد التحتية مصغرًا جابر بن سليم كما جاء مصرحًا بذلك عند أبي داود (4) قالها ثلاثًا للتأكيد قال الخطابي قوله عليك السلام تحية الموتى يوهم أن السنة في تحية الميت أن يقال له عليك السلام كما يفعله كثير من العامة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل المقبرة فقال السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين فقدم الدعاء. على اسم المدعو له كهو في تحية الأحياء، وإنما قال ذلك القول منه إشارة إلى ما جرت به العادة منهم في تحية الأموات إذ كانوا يقدمون اسم الميت على الدعاء. وهو مذكور في أشعارهم كقول الشاعر:
(عليك سلام الله قيس بن عاصم
…
ورحمته ما شاء أن يترحما) وكقول الشماخ:
(عليك سلام من أديم وباركت
…
يد الله في ذاك الأدم الممزق) فالسنة لا تختلف في تحية
-[بيان ثواب من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته]-
سلام عليكم. سلام عليكم مرتين أو ثلاثا هكذا (1)(عن عمران ابن حصين)(2) أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس فقال عشر (3) ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه ثم جلس، فقال عشرون، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه ثم جلس، فقال ثلاثون (4)(عن رجل من بني نمير عن أبيه عن جده)(5) أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أن أبي يقرأ عليك السلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليك وعلى أبيك السلام (باب ما يفعل المصلي والمتخلي إذا سلم أحد عليهما)(حدثنا سفيان)(6) عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد بني عمرو بن عوف مسجد قباء (7)
الأحياء والأموات بدليل حديث أبي هريرة الذي ذكرناه والله أعلم اهـ (وقال في النهاية) هذا لما جرت به عادتهم في المرائي يقدمون ضمير الميت على الدعاء له كما في البيتين والصواب أن يسلم على الميت كما يسلم على الحي (1) ليس هذا آخر الحديث (وبقيته) قال سألت عن الإزار فقلت أين اتزر؟ فاقنع ظهره بعظم ساقه وقال هاهنا أتزر، فإن أبيت فهاهنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله عز وجل لا يحب كل مختال فخور، قال وسألته عن المعروف فقال لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقى، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض، وأن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض، وأن سبّك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه، وما يسر أذنك أن تسمعه فأعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه فأجتنبه، إلى هنا انتهى الحديث وقد تقدم الجزء المختص بالإزار منه مشروحًا في باب الحد المستحب للثوب من كتاب اللباس في هذا الجزء رقم 294 صحيفة 205 وسيأتي الجزء المختص بالمعروف مه في باب المشار بات من كتاب جامع للأدب والمواعظ والحكم الخ من قسم الترهيب (تخريجه) أخرجه أبو داود مطولًا كما هنا والنسائي والترمذي مختصرًا، وقال الترمذي حسن صحيح (2)(سنده) حدثنا محمد ابن كثير أخو سليمان بن كثير حدثنا جعفر بن سليمان عن عوف عن أبي رجاء العطاردي عن عمران (يعني ابن حصين) إن رجلًا الخ (غريبه)(3) أي فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر أي له عشر حسنات، أو كتب أو حصل له أو ثبت عشر، أو المكتوب له عشر (4) أي بكل لفظ عشر حسنات (قال الحافظ) لو زاد المبتدئ ورحمة الله استحب أن يزاد بركاته، فلو زاد وبركاته فهل تشرع الزيادة في الرد وكذا لو زاد المبتدئ على وبركاته هل يشرع له ذلك، أخر مالك في الموطأ عن ابن عباس قال انتهى السلام إلى البركة، وروى البيهقي في الشعب عن ابن عمر مثل ابن عباس (تخريجه)(د نس مذ) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عمر ابن حصين (5)(سند) حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شبعة قال سمعت غالبا القطان يحدث عن رجل من بني نمير عن أبيه عن جده الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده رجل لم يسم (باب)(6)(حدثنا سفيان الخ)(غريبه)(7) مسجد قباء بضم القاف وتخفيف الباء وبالمد منون مصروف، وهو تفسير لقومه مسجد بني عمرو بن عوف يعني مسجد قباء، وهو مسجد معروف بضواحي المدينة كان النبي
-[ما يفعل المصلي والمتخلي إذا سلم أحد عليهما]-
يصلي فيه فدخلت عليه رجال الأنصار يسلمون عليه ودخل معه صهيب، فسألت صهيبًا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا سلم عليه؟ قال يشير بيده، قال سفيان قلت لرجل سل زيدًا أسمعته من عبد الله وبت أنا أن أسأله، فقال يا أبا أسامة سمعته من عبد الله بن عمر، قال أما أنا فقد رأيته فكلمته (عن عبد الله بن عمر)(1) أن صهيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه أنه قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرّد إليّ أشارة، وقال لا أعلم إلا أنه قال أشارة بأصبعه (عن عمار بن ياسر)(2) قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد عليَّ السلام (3)(عن ابن جابر)(4) قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء، فقلت السلام عليك يا رسول الله، فبم يرّد عليّ، فقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد عليّ، فقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد عليّ (5) فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا خلفه حتى دخل على رحله ودخلت أنا المسجد فجلست كئيبًا حزينًا فخرج عليَّ سول الله صلى الله عليه وسلم وقد تظهر فقال عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، ثم قال ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر يخير سورة في القرآن (6) قلت بلى يا رسول الله قال اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها
صلى الله عليه وسلم يزوره ما شيًا (تخريجه)(نس جه مى) وسنده صحيح ورووه كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر ولم يذكروا قول سفيان الخ، وفيه دلالة على أن رد السلام باليد في الصلاة لا يبطلها (1) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب جواز التسبيح والتصفيق. والإشارة في الصلاة في الجزء الرابع صحيفة 157 رقم 848 (2)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا أب الزبير عن محمد بن علي بن الحنفية عن عمار بن ياسر الخ (غريبه)(3) يعني بالإشارة كما يستفاد من الحديث السابق (تخريجه)(نس) وسنده صحيح (4)(سنده) حدثنا محمد بن عبيد ثنا هاشم يعني ابن البريد قال ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن جابر الخ (قلت) ابن جابر هذا هو عبد الله بن جابر كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد إيراد الحديث وعبد الله بن جابر هذا الصحابي ذكره ابن الجوزي أنه هو العبدي والله أعلم ويقال إنه عبد الله بن جابر الأنصاري البياضي فيما ذكره الحافظ ابن عساكر اهـ (5) إنما لم يردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كره أن يردّ عليه السلام وهو على غير وضوء. فلما توضأ رد عليه ثلاثًا كما سلم ثلاثًا؛ لأن رد السلام ذكر والأفضل للذاكر أن يكون على طهارة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل الأكمل والأفضل، وقد جاء معنى ذلك في حديث المهاجر بن قنفذ وتقديم في فصل كراهة رد السلام أو الاشتغال بذكر الله تعالى حال قضاء الحاجة من كتاب الطهارة صحيفة 294 في الجزء الأول (6) سيأتي هذا الجزء من الحديث والكلام عليه في باب تفسير سورة الفاتحة وما ورد في فضلها من كتاب فضائل القرآن وتفسيره (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل سيء الحظ وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) وأورده أيضًا الحافظ ابن كثير في تفسيره في ذكر ما ورد في فضل الفاتحة بسنده ولفظه وعزاه للإمام أحمد وقال هذا إسناد جيد وابن عقيل هذا يحتج به الأئمة الكبار والله أعلم اهـ
-[استحباب السلام من القادم على المجلس والقائم منه ومن الراكب على الماشي الخ]-
(باب استجاب السلام من القادم والقائم)(عن أبي هريرة)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا انتهى (2) أحدكم إلى المجلس فيسلم، فإن بدا (3) له أن يجلس فليجلس، ثم إن قام والقوم وجلوس فليسلم فليست الأولى (4) بأحق من الآخرة (5)(عن معاذ بن أنس الجهني)(6) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حق علي من قام على مجلس أن يسلم عليهم، وحق على من قام من مجلس أن يسلم، فقام رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم قلم يسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسرع ما نسى (باب يسلم الراكب على الماشي الخ)(عن أبي هريرة)(7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد (وفي رواية والمار بدل الماشي) والقليل على الكثير (8) زاد في رواية والصغير على الكبير (عن فضالة بن عبيد)(9) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مثله
(باب)(1)(سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال حدثني سعيد عن أبي هريرة الخ (غريبه)(2) أي جاء ووصل (3) بالألف أي أراد أن يجلس (4) أي التسليمة الأولى (بأحق) أي بأولى وأليق من الآخر (5) قال الطيبي أي كما أن التسليمة الأولى إخبار عن سلامتهم من شره عند الحضور فكذلك الثانية إخبار عن سلامتهم من شره عند الغيبة، وليست السلامة عند الحضور أولى من السلامة عند الغيبة بل الثانية أولى اهـ (قال النووي) ظاهر هذا الحديث يدل على أنه يجب على الجماعة رد السلام على الذي يسلم على الجماعة عند المفارقة أهـ قال الشامي وهذا هو الصحيح (تخرجه)(د نس حب ك) وقال الترميذي هذا حديث حسن (6)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهني) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) وفيه ابن لهيعة وبان بن فائدة ضعفًا وحسن حديثهما (باب (7)(سنده) حدثنا روح ثنا ابن جريح قال أخبرني زياد أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره أنه سمع أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(8) قال النووي هذا أدب من آداب السلام، وأعلم أن ابتداء السلام سنة ورده واجب فإن كان المسلم جماعة فهو سنة كفاية في حقهم، إذا سلم بعضهم حصلت سنة السلام في حق جميعهم، فإن كان المسلم عليه واحدًا تعين الرد عليه، وإن كانوا جماعة كان الرد فرض كفاية في حقهم، فإذا رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين والله اعلم (قال الحافظ) قد تكلم العلماء على الحكمة فيمن شرع لهم الابتداء. فقال ابن بطال عن المهاب تسليم الصغير لأجل حق الكبير؛ لأنه أمر بتوفيره والتواضع له، وتسليم القليل لأجل حق الكثير؛ لأن حقهم أعظم وتسليم المار لشبهه بالداخل على أهل المنزل، وتسليم الراكب لئلا يستكبر بركوبه فيرجع إلى التواضع، ونقل ابن دقيق العيد عن ابن رشد أن محل الأمر في تسليم الصغير على الكبير إذا التقيا، فإن كان أحدهما راكبًا والآخر ماشيًا بدأ الراكب، وأن كانا راكبين أو ماشيين بدأ الصغير والله أعلم (تخريجه)(ق مذ)(9)(سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة قال حدثني أبو هاني، عن أبي علي عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير (تخريجه)(مذ نس حب) والبخاري في الأدب المفرد، وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح: أبو علي الحني اسمه عمرو بن مالك اهـ
-[ما جاء في السلام على النساء والصبيان وكلام العلماء في ذلك]-
(باب السلام على الصبيان والنساء)(حدثنا محمد بن جعفر)(1) عن شعبة عن يسار قال كنت أمشي مع ثابت البناني فمر بصبيان فسلم عليهم، وحدث أنه كان يمشي مع أنس رضي الله عنه فمر بصبيان فسلم عليهم، وحدث أنس أنه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بصبيان فسلم عليهم، (عن أنس)(2) أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على صبيان وهم يلعبون فسلم عليهم (وعنه أيضًا)(3) قال مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نلعب فقال السلام عليكم يا صبيان (عن جرير)(4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنساء فسلم عليهن (باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام)(حدثنا أبو كامل)(5) ثنا زهير ثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقيتموهم (وفي رواية) إذا لقيتم المشركين (6)
(باب)(1) حدثنا محمد بن جعفر الخ) (تخريجه)(ق د مذ نس مى)(2)(سنده) حدثنا حجاج عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس إلخ (تخريجه)(دنس) وسكت عنه أبو داود والمنذري (3)(سنده) حدثنا وكيع عن حبيب عن قيس عن ثابت عن أنس (قال مر علينا إلخ)(تخريجه)(د جه) بدون قوله يا صبيان وسكت عنه أبو داود والمنذري، قال العلماء الحكمة في السلام على الصغار تدريبهم على أدب الشريعة وطرح رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب (4)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن جابر قال حدثني رجل عن طارق التميمي عن جرير (يعني ابن عبد الله) الخ، وله سند آخر عند الإمام أحمد أيضًا قال حدثنا وكيع عن شعبة: ومحمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن جابر بن عبد الله بن طارق التميمي عن جرير، فإن ابن جعفر قال حدثني رجل عن طارق التميمي عن جرير قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على نسوة فسلم عليهن (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل طب) وفي أحد إسنادي أحمد عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي، وفي الآخر عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي عن جرير وجابر بن طارق ولم أعرفه، وجابر عن طارق فإن كان جابر هو الجعفي فهو ضعيف اهـ (قلت) عبارة الهيثمي غير مستقيمة؛ أنها تخالف ما جاء في سندي الإمام أحمد والظاهر أنه وقع فيها تحريف من الناسخ، وعلى كل حال ففي السند الأول عند الإمام أحمد رجل لم يسلم وفي السند الثاني جابر بن عبد الله ولم أقف على من ترجمه؛ لأنه قطعًا غير جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي المشهور، وعلى هذا فالحديث ضعيف لكن يؤيده حديث أسماء بنت يزيد (قالت مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا) أخرجه (د مذ جه مى) وقال الترمذي حسن (قلت) والحديث جاء عند الترمذي هكذا: حدثنا سويد أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا عبد الحميد بن بهرام أنه سمع شهرين حوشب يقول سمعت أسماء بنت يزيد تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يومًا وعصبة من النساء تعود فألوى بيده بالتسليم، وأشار عبد الحميد بيده (قال الترمذي) هذا حديث حسن، قال أحمد بن حنبل لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب، قال محمد شهر حسن الحديث وقوى أمره أهـ وفي أحاديث الباب استحباب السلام على الصبيان باتفاق العلماء، أما النساء فيشترط فيه عدم الفتنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كنا أمونًا من الفتنة، فمن وقف من نفسه بعدم الفتنة فليسلم وإلا فالصمت أسلم والحاصل أن سلام الرجل عليهن جائز في نفسه بل مسنون لكن بشرط السلامة وإلا تعين الترك والله أعلم (باب)(5)(حدثنا أبو كامل الخ)(غريبه)(6) المراد بالمشركين اليهود والنصارى كما صرح بذلك في
-[النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام]-
في طريق فلا تبدءوهم (1) واضطروهم إلى أضيقها (2) قال زهير فقلت لسهيل اليهود والنصارى؟ فقال المشركون (3)(وعنه من طريق ثان)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها (عن أبي عبد الرحمن الجهني)(5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني راكب غدا إلى يهود فلا تبدءوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم (6)(وعن أبي بصرة الغفاري)(7) عن النبي
الحديث التالي (قال تعالى وقالت اليهود عزيز بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله)(1) يعني السلام كما صرح بذلك في الحديث التالي؛ لأن في الابتداء به إعزازًا لهم والله تعالى يقول (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)(2) أي جانبها بحيث لا يمشون وسط الطريق، وذلك لا بقصد إهانتهم أن كانوا من أهل الذمة ولم يظهر منهم سوء النية للمسلمين، بل يقصد إظهار فضل المسلم وتقديمه على غيره؛ لأن إهانة الذمي ممنوعة لقول الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)(3) إنما قال المشركين محافظة على ما سمع (4)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أخرجه أبو داود من طري سهيل بن أبي صالح أيضًا قال خرجت مع أبي إلى الشام فجعلوا يمرون بصوامع فيها نصارى فيسلمون عليهم، فقال أبي لا تبدءوهم بالسلام، فإن أبا هريرة رضي الله عنه حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبدءوهم بالسلام الخ وأخرجه أيضًا (م مذ) دون القصة (5)(سنده) حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيبة عن مر ثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني الخ (غريبه)(6) سيأتي سبب قوله (وعيكم) قال عبد الله (يعني ابن الإمام أحمد) قال أني خالفه عبد الحميد بن جعفر وابن لهيعة قالا عن أبي بصرة ثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر قال أبو بصرة يعني في حديث ابن أبي عدي عن ابن إسحاق اهـ (قلت) سيأتي حديث أبي بصرة بعد هذا (تخريجه)(جه طح) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه في إسناده محمد بن إسحاق وهو مدلي، وقال وليس لأبي عبد الرحمن هذا سوى هذا الحديث عند المصنف (يعني ابن ماجه) وليس له شيء في بقية الكتب الستة اهـ (قلت) محمد بن إسحاق ثمة ولكنه مدلس فإذا عنعن لا يحتج بحديثه وإذا قال حدثنا فحديثه صحيح وقد عنعن عن ابن ماجه لكنه صرح بالتحديث في رواية الإمام أحمد فالحديث صحيح، وقد جاء هذا الحديث عند الإمام أحمد في مسند عقبة بن عامر الجهني ولم أقف لأبي عبد الرحمن الجهني في المسند على غير هذا الحديث (7)(سنده) حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد يعني ابن جعفر قال أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد ين عبد الله عن أبي بصرة الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم يومًا أني راكب إلى يهود فمن انطلق معي فإن سلموا عليكم فقولوا وعليكم، فانطلقنا فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا وعليكم (وله طريق ثان) عند الإمام أحمد أيضًا قال حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة قال ثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير (يعني مرثد بن عبد الله) قال سمعت أبا بصرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا غادرون إلى يهود فلا تبدءوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم (تخريجه)(نس) بمعناه وسنده جيد، وأورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) في المكبير وزاد فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا وعليكم، وأحد إسنادي أحمد والطبراني رجاله
-[كلام العلماء في السلام على أهل الكتاب وما يقال في الرد عليهم لو سلموا علينا]-
صلى الله عليه وسلم مثله (باب ما يقال في رد السلام على أهل الكتاب)(عن ابن عمر)(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليك اليهودي فإنما يقول السام عليكم (2) فقل وعليك (3) وقال مرة إذا سلم عليكم اليهود فقولوا وعليكم فإنهم يقولون السام عليكم (عن أنس بن مالك)(4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم (وعنه أيضًا)(5) أن يهوديًا أتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع أصحابه فقال السام عليكم، فرد عليه القوم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما قال؟ قالوا نعم، قال السام عليكم، قال ردوا علىَّ الرجل، فردوه، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم قلت كذا وكذا؟ قال: نعم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك، أي عليك ما قلت (عن هشام بن زيد بن أنس)(6) قال سمعت أنسا يقول جاء رجل من أهل الكتاب فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السام عليكم، فقال يا رسول الله ألا أضر عنقه؟ قال لا، إذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم (عن أنس بن مالك)(7) أن اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك
رجال الصحيح اهـ (قلت) الزيادة التي أشار إليها الهيثمي جاءت في الطريق الأولى من حديث الباب عند الإمام أحمد أيضًا (هذا) وفي أحاديث الباب النهي عن أن يبدأ المسلم أهل الكتاب بالسلام (قال النووي) قال بعض أصحابنا يكره ابتداؤهم بالسلام ولا يحرم، وهذا ضعيف؛ أن النهي للتحريم، فالصواب تحريم ابتدائهم، وحكى القاضي عياض عن جماعة أنه يجوز ابتداؤهم للضرورة والحادة، وهو قول علقمة والنخعي وقال الأوزاعي أن سلمت فقد سلم الصالحون، وأن تركت فقد ترك الصالحون، وأما المبتدع فالمختار أنه لا يبدو السلام إلا لعذر وخوف من مفسده: ولو سلم على من لم يعرفه فبان ذميا استحب أن يسترد سلامه بأن يقول استرجعت سلامي تحقيرًا له، وقال أصحابنا لا يترك للذمي صدر الطريق بل يضطر إلى أضيقه ولكن التضييق لا يقع في وهدة ونحوها، وأن خلت الطريق عن الزحمة فلا حرج اهـ (باب)(1)(سنده) حدثنا سفيان سمعته من ابن دينار عن ابن عمر الخ (غريبه)(2) السام بدون لام معناه الموت (3) أي وعليك الموت (قال النووي) رحمة الله اتفق العلماء على الرد على أهل الكتاب إذا سملوا، لكن لا يقال لهم وعليكم السلام بل يقال عليكم فقط، أو وعليكم، وقد جاءت الأحاديث التي ذكرها مسلم (قلت والإمام أحمد أيضًا) بلفظ عليكم وعليكم بإثبات الواو وحذفها، وأكثر الروايات بإثباتها، وعلى هذا في معناه وجهان (أحدهما) أنه على ظاهره فقالوا عليكم الموت فقال وعليكم أيضًا، أي نحن وأنتم فيه سواء وكلنا نموت (والثاني) إن الواو هنا للاستئناف لا للعطف والتشريك وتقديره وعليكم ما تستحقونه من الذم، وأما من حذف الواو فتقديره بل عليكم السام اهـ (تخريجه)(ق لك د مذ نس)(4)(سنده) حدثنا هشيم أنبأنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن جده أنس ابن مالك الخ (تخريجه)(ق مذ جه)(سنده)(5) حدثنا عبد الله بن بكر قال أنا سعيد عن قتادة عن أنس أن يهوديًا الخ (تخريجه)(ق، وغيرهما بدون القصة وأورده الهيثمي وقال لأنس حديث في الصحيح غير هذا رواه البزار ورجاله رجال الصحيح (6) وأورده الهيثمي وقال هو في الصحيح خلا استئذان عمر في قتله، رواه أحمد ورجاله الصحيح (7)(سنده) حدثنا مؤمل ثنا حماد ثابت عن أنس بن مالك
-[سلام اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم ورد عائشة رضي الله عنها عليهم]-
فقال النبي صلى الله عليه وسلم السام عليكم، فقالت عائشة رضي الله عنها السام عليكم يا إخوان القدرة والخنازير ولعة الله وغضبه، فقال يا عائشة مه (1) فقالت يا رسول الله أما سمعت ما قالوا؟ قال أو ما سمعت ما وردت عليهم، يا عائشة لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شأنه (2)(زاد في رواية) أن الله يحب الرفق في الأمر كله (عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرة بن حزم)(3) عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل ناس من اليهود فقالوا السام عليك، فقال عليكم فقالت عائشة عليكم لعنة الله ولعنة اللاعنين، قالوا ما كان أبوك فحاشًا (4) فلما خرجوا قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على ما صنعا؟ قالت أما سمعت ما قالوا؟ قال فما رأيتيني قلت عليكم: إنهم يصيبهم ما أقول لهم ولا يصيبني ما قالوا لي (5)(عن محمد بن الأشعث عن عائشة)(6) رضي الله عنها قالت بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا استأذن رجل من اليهود فأذن له، فقال السام عليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك، قالت فهممت أن أتكلم قالت ثم دخل الثانية (7) فقال مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك، قالت ثم دخل الثالثة فقال السام عليك، قالت بل السام عليكم وغضب الله إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يم يحيه به الله؟ قالت فنظر إليّ (8) فقال مه أن الله لا يحب الفحش (9) ولا التفحش، قالوا قلا فرددناه عليهم فلم يضرنا (10) شيئًا ولزمهم إلى يوم القيامة، أنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة (11) التي هدانا الله بها وضلوا عنها، وعلى القبلة (12) التي هدانا الله بها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين (13)
الخ (غريبه)(1) مه اسم فعل أمر مبني على السكون ومعناه أكفف (2) إنما قال ذلك لعائشة رضي الله عنها لتتحلى بمكارم الأخلاق، وهذا من كرم خلقه صلى الله عليه وسلم (تخريحه) جاء معناه عند الشيخين وغيرهما من حديث عائشة وسنده صحيح (3)(سنده) حدثنا يحيى ابن أبي بكير قال ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرة بن حزم الخ (غريبه)(4) الفحش هو القبيح من القول والعفل، وقيل الفحش مجاوزة الحد (5) معناه أن الله عز وجل يصيبهم بدعائي عليهم؛ لأني مظلوم ولا يستجيب لهم دعاءهم علي؛ لأنهم معتدون (تخريجه)(ق. وغيرهما) بألفاظ مختلفة والمعنى واحد (6)(سنده) حدثنا علي بن عاصم عن حصين بن عبد الرحمن عن عمر بن قيس عن محمد بن الأشعث عن عائشة الخ (غريبه)(7) أي دخل مرة ثانية وكذلك قولها ثم دخل الثالثة أي مرة ثالثة (8) تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليها فقال مه أي كفى عن هذا القول (9) تقدم معنى الفحش، والتفحش تكلف الفحش وتعمده، والمراد بالفحش هنا التعدي في القول والجواب لا الفحش الذي هو من قذع الكلام ورديئة، وتفاحش تفاعل منه، وقد يكون الفحش بمعنى الزيادة والكثرة (10) بفتح أوله وكسر المعجمة وسكون الراء أي لم يضرنا من الضرر (11) أي؛ لأنهم عدلوا عنه واختاروا يوم السبت وتقدم الكلام على ذلك في باب وجوب الجمعة من كتاب الصلاة في الجزء السادس صحيفة 19 (12) يعني الكعبة؛ لأنهم جعلوا بيت المقدس قبله لهم والكعبة أفضل (13) أي لما فيه من الفضل العظيم والثواب الجزيل وتقدم الكلام عليه في باب ما جاء في التأمين والجهر به من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة 203 (تخرجيه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد وفي إسناده من لم أعرفه وأصل القصة في الصحيحين
-[ما جاء في الاستئذان وكيفيته وآدابه]-
(عن أبي الزبير)(1) أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سلم ناس من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا 35 السام عليك يا أبا القاسم، فقال وعليكم، فقالت عائشة رضي الله عنها وغضبت ألم تسمع ما قالوا؟ قال بلى قد سمعت فرددتها عليهم وأنا نجاب عليهم (2) ولا يجابون علينا
(أبواب الاستئذان وكيفيته وآدابه)
(باب آداب الاستئذان)(عن عبد الله بن بسر المازني)(3) صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم 36 قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بيت قوم أتاه مما يلي جداره ولا يأتيه مستقبلا بابه (4)(وعنه من طريق ثان)(5) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء الباب يستأذن لم يستقبله يقول يمشى مع الحائط حتى يستأذن فيؤذن له أو ينصرف (عن محمد بن المنكدر)(6) قال سمعت جابر بن عبد 37 الله رضي الله عنهما قال استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم (7) فقال من ذا (8) فقلت أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا أنا (9) قال محمد كأنه كره قوله أنا (باب النهي عن كشف الستر أو النظر منه قبل الإذن
وغيرهما (1)(سنده) حدثنا روح ثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله الخ (غريبه)(2) أي يستجيب الله دعاءنا عليهم ولا يستجيب دعاءهم علينا (تخريجه)(م)(هذا) وسيأتي من هذا الباب أحاديث لعائشة وغيرها في تفسير قوله تعالى (وإذا جاءوك حيونك بما لم يجيك به الله) من سورة المجادلة في كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر أن شاء الله تعالى (باب)(3)(سنده) حدثنا الحكم بن موسى قال عبد الله (يعني ابن الإمام أحمد) وسمعته أنا من الحكم ثنا إسماعيل يعني ابن عياش قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الحميري عن عبد الله بن بسر المازني الخ (غريبه)(4) إنما كان يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم خشية أن يكون الباب مفتوحا فينظر من داخل المنزل فجأة، فإذا أتاه مما يلي الجدار وكان الباب مفتوحا يمكنه أن يستتر بالجدار ويستأذن (5)(سنده) حدثنا الحكم بن موسى قال عبد الله وسمعته أنا من الحكم قال ثنا بقية، قال وحدثني محمد بن عبد الرحمن اليحصي قال سمعت عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(د) قال المنذري في إسناده بقية بن الوليد وفيه مقال أهـ (قلت) تابعة إسماعيل بن عياش كما في الطريق الأولى وهو ثقة وعلى هذا فرجاله كلهم ثقات والحديث صحيح أو حسن على أقل درجاته والله أعلم (6)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا ثنا شعبة عن محمد بن المنكدر الخ (غريبه)(7) جاء في رواية للبخاري أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب (قال ابن العربي) في حديث جابر مشروعية دق الباب، ولم يقع في الحديث بيان هل كان بآلة أو بغير آلة (قال الحافظ) وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد من حديث أنس أن أبواب النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأظافر، وأخرجه الحاكم في علوم الحديث من حديث المغيرة بن شعبة، وهذا محمول منهم على المبالغة في الأدب، وهو حسن لمن قرب محله من بابه، أما من بعد عن الباب بحيث لا يبلغه صوت القرع بالظفر فيستحب أن يقرع بما فوق ذلك بحسبه (8) أي من ذا الذي يستأذن (9) كررها النبي صلى الله عليه وسلم مرتين انكارا عليه أي قولك أنا: مكروه (قال النووي) قال العلماء إذا استأذن أحد فقيل له من أنت أو من هذا كره أن يقول أنا لهذا الحديث
-[التغليظ على من كشف سترا أو نظر من خرق باب مغلق]-
ووعيد فاعله) (عن أبي ذر)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل كشف سترا فأدخل بصره من قبل أن يؤذن له فقد أتى حدا (2) لا يحل له أن يأتيه، ولو أن رجلا فقأ عينه لهدرت (3) ولو أن رجلا مر على باب لا ستر له فرأى عورة أهله (4) فلا خطيئة عليه (5) إنما الخطيئة 39 على أهل البيت (6) (عن سهل بن سعد الساعدي) (7) أن رجلا أطلع على النبي صلى الله عليه وسلم من ستر حجرته وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم مدرى (8) (وفي رواية يحك بها رأسه) (9) فقال لو أعلم أن هذا ينظرني حتى آتيه (10) لطعنت بالمدرى في عيليه: وهل جعل الاستئذان إلا من أجل البصر (11)
لأنه لم يحصل بقوله أنا فائدة ولا زيادة بل الإيهام باق، بل ينبغي أن يقول فلان باسمه، وإن قال أنا فلان فلا بأس، كما قالت أم هانئ حين استأذنت فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذه؟ فقالت أنا أم هانئ أهـ والغرض أنه يذكر الاسم المعروف بحيث لا يلتبس على السامع (تخريجه)(ق، والأربعة)(1)(سنده) حدثنا يحيي بن إسحاق أنبأنا ابن لهيعة وموسى ثنا ابن لهيعة عن عبيد بن أبي جعفر عن أبي عبد الرحمن الحيلي عن أبي ذر الخ (غريبه)(2) أي ارتكب منكرا لا يحل له أن يأتيه كقوله تعالى (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)(3) أي لهدرت ديتها أي لا دية لها (4) العورة كل ما يستحى منه إذا ظهر (5) أي بشرط أن يكون نظره بغير قصد ولا متابعة أما إذا قصد أو تابع النظر فهو حرام يوجب العقوبة (6) فيه أن ستر الباب واجب ولذلك كانت الخطيئة على أهل البيت في هذه الصورة لإهمالهم الواجب والله أعلم (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث ابن لهيعة، وأبو عبد الرحمن الحيلي اسمه عبد الله بن يزيد أهـ (قلت) الحديث أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورواته رواة الصحيح إلا ابن لهيعة، ورواه الترمذي وقال هذا حديث غريب الخ أهـ (قلت) ابن لهيعة حديثه ضعيف إذا عنعن وقد عنعن في هذا الحديث فهو ضعيف والله أعلم (7)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن سهل بن سعد الخ (غريبه)(8) قال الحافظ المدري بكسر الميم وسكون المهملة عود تدخله المرأة في رأسها لتضم بعض شعرها إلى بعض وهو يشبه المسلة، يقال مدرت المرأة سرحت شعرها (9) أي بالمدرى (10) معناه لو أعلم أن هذا ينظرني قصدا وعمدا وانتظر حتى آتيه لطعنت الخ (11)(قال النووي) معناه أن الاستئذان مشروع ومأمور به، وإنما جعل لئلا يقع البصر على الحرام، فلا يحل لأحد أن ينظر في جحر باب ولا حفيره مما هو متغرض فيه لوقوع بصره على امرأة أجنبية أهـ (تخريجه)(ق مذ) قال الحافظ ويؤخذ منه أنه يشرع الاستئذان لكل أحد حتى المحارم لئلا تكون منكشفة العورة، وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد عن نافع كان ابن عمر إذا بلغ بعض ولده الحلم لم يدخل عليه إلا بأذن، ومن طريق علقمة جاء رجل إلى ابن مسعود فقال أستأذن على أمي؟ فقال ما على كل أحيانها تريد أن تراها، ومن طريق مسلم بن منذير سأل رجل حذيفة أستأذن على أمي؟ قال أن لم تستأذن عليها رأيت ما تكره، ومن طريق موسى ابن طلحة دخلت مع أبي على أمي فدخل واتبعته فدفع في صدري وقال تدخل بغير إذن، ومن طريق عطاء سألت ابن عباس أستأذن على أختي؟ فقال نعم، قلت أنها في حجري، قال أتحب أن تراها عريانة؟
-[النهي عن دخول منزل إلا بإذن صاحبه]-
(عن أبي هريرة)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم من اطلع على 40 قوم في بيتهم بغير إذنهم (2) فقد حل لهم أن يفقئوا عينه (3)(باب النهي عن دخول منزل إلا بإذن صاحبه: وعن الدخول على النساء إلا بإذن أزواجهن)(عن أنس بن مالك)(4) 41 قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكنت أدخل عليه بغير إذن، فجئت ذات يوم فدخلت عليه فقال يا بني أنه قد حدث أمر (5) فلا تدخل علي إلا بإذن (عن عبادة بن الصامت)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم 42 قال الدار حرم، فمن دخل عليك حرمك فاقتله (7)(عن ذكوان أبي صالح)(8) يحدث عن مولى 43 لعمرو بن العاص أن عمرو بن العاص أرسله إلى علي يستأذنه على امرأته أسماء بنت عميس فأذن له فتكلما في حاجة، فلما خرج سأله المولى عن ذلك (9) فقال عمرو نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستأذن على النساء إلا بإذن أزواجهن (عن أبي صالح)(10) قال استأذن عمرو بن العاص على فاطمة 44
وأسانيد هذه الآثار كلها صحيحة أهـ (1)(سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه)(2) أي نظر في بيت إلى ما يقصد أهل البيت ستره من نحو شق باب أوكوة وكان الباب غير مفتوح (فقد حل لهم) لم يقل وجب إشارة إلى أنه خرج مخرج التعزير لا الحد ذكره القرطبي (3) أي يرموه بشيء فيفقئوا عينه إن لم يندفع إلا بذلك، وتهدر عين الناظر فلا دية ولا قصاص عند الشافعي والجمهور والله أعلم (تخريجه)(م. وغيره)(باب)(4)(سنده) حدثنا روح ثنا جرير بن حازم عن سلم العلوي عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(5) الظاهر إن هذا الأمر الذي حدث هو نزول آية الحجاب وهي قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم (إلى قوله) وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب الآية) (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده سلم بفتح المهملة وسكون اللام ابن قيس العلوي، قال في الخلاصة عن أنس وعنه جرير بن حازم وهمام بن يحيي ضعفه بن معين وقال ذاك الذي يرى الهلال قبل الناس بليلتين (6)(سنده) حدثنا محمد بن كثير القصاب البصري عن يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين عن عبادة بن الصامت الخ (غريبه)(7) أي فمن دخل عليك حرمك بغير إذنك صائلا عليك فادفعه بغير القتل، فإني أبي فاقتله (تخريجه)(طب) وفي إسناده محمد بن كثير القصاب قال في تعجيل المنفعة استدركه شيخنا الهيثمي فقال ضعفه ابن المديني والدارقطني وغيرهما (قال الحافظ قلت) له في مسند عبادة من المسند حديث الدار حرم، الحديث وهو من روايته عن يونس عن عبيد عن محمد بن سيرين عنه، وله رواية أيضا عن عبد الله بن طاوس وغيره وقال عمرو بن علي الفلاس كان في الدباغين ذاهب الحديث، وقال الساجي منكر الحديث، وذكره العقيلي في الضعفاء وأورد له هذا الحديث، وذكره ابن الجارود أيضا في الضعفاء أهـ (8) حدثنا يهز حدثنا شعبة قال أخبرني الحكم قال سمعت ذكران أبا صالح يحدث عن مولى لعمرو بن العاص الخ (قلت) مولى عمرو بن العاص الذي يروى عنه اسمه عبد الرحمن بن ثابت أبو قيس قال في التقريب ثقة (غريبه)(9) أي سأله عن كون عمرو لم يدخل على أسماء إلا بإذن زوجها علي (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده صحيح ورجاله كلهم ثقات وعزاه صاحب ذخائر المواريث للترمذي في الاستئذان ولم أجده والله أعلم (10)(سنده) حدثنا أبو معاوية عن
-[النهي عن الدخول على المغيبات وكيفية الاستئذان ولفظه]-
فأذنت له، فقال ثم (1) علي؟ قالوا لا، قال فرجع، ثم استأذن عليها مرة أخرى، فقال ثم علي؟ قالوا نعم، فدخل عليها، فقال له علي ما منعك أن تدخل حين لم تجدني هاهنا؟ قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل على المغيبات (2)(باب ما جاء في كيفية الاستئذان ولفظه والسلام قبله) 45 (عن عمرو بن عبد الله بن صفوان)(3) أن كلدة (4) بن الحنبل أخبره أن صفوان بن أمية (5) رضي الله عنه بعثه في الفتح (6) بلبن وجداية (7) وضغا بيس (8) والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي (9) قال فدخلت عليه ولم أسلم ولم أستأذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكم أدخل: بعد ما أسلم صفوان، قال عمرو (10) أخبرني هذا الخبر أمية بن صفوان ولم يقل سمعته من كلدة (11) قال الضحاك
الأعمش عن أبي صالح الخ (غريبه)(1) بفتح الثاء المثلثة وتشديد الميم ظرف مكان بمعنى هنا (2) بكسر الغين المعجمة وهن من غاب أزواجهن عن منازلهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا صالح لم يسمع من فاطمة وقد سمع من عمرو وقال رواه الترمذي إلا أنه جعل مكان فاطمة أسماء أهـ (قلت) يعني أسماء بنت عميس زوجة علي إذ ذاك (باب)(3)(سنده) حدثنا روح ثنا ابن جريج والضحاك بن مخلد قال أخبرني ابن جريج وعبد الله بن الحارث عرض علي ابن جريج قال أخبرني عمرو بن أبي سفيان إن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره قال الضحاك وعبد الله بن الحارث إن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره إن كلدة بن الحنبل الخ (قلت) قال في التقريب، عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي صدوق شريف من الرابعة (4) بكاف ولام مفتوحتين (والحنبل) بفتح المهملة والموحدة بينهما نون ساكنة، قال في التقريب كلدة بن الحنبل ويقال ابن عبد الله بن الحنبل الجمحي المكي صاحبي له حديث، وهو أخو صفوان بن أمية لأمه اهـ وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الاستئذان والسلام، وعنه أمية ابن صفوان بن أمية وعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية أهـ (5) صفوان بن أمية بن خلف بن وهب ابن حذافة بن جمح القرشي الجمحي وكنيته أبو وهب وقيل أبو أمية، قتل أبوه يوم بدر كافرا وأسلم هو بعد الفتح وكان من المؤلفة وشهد اليرموك، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه أولاده أمية وعبد الله وعبد الرحمن وغيرهم (6) أي زمن فتح مكة (وقوله بلين) جاء عند الترمذي (بلين ولي بهمزة في آخره بدل النون وهو أول ما يحلب عند الولادة كذا في النهاية (7) قال في اللسان الجداية بكسر الجيم وفتحها بمنزلة العناق من الغنم أهـ وفي النهاية الجداية من أولاد الظياء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ذكرا كان أو أنثى بمنزلة الجدى من المعز (8) بوزن مصابيح جمع ضغبوس بالضم وهي صغار القثاء، وقيل هي نبت ينبت في أصول الثمام يشبه الهليون يسلق بالخل والزيت ويؤكل كذا في النهاية (9) جاء عند أبي داود (بأعلى مكة)(10) يعني ابن أبي سفيان (أخبرني هذا الخبر أمية بن صفوان) يعني ابن أمية بن خلف الجمحي المكي مقبول (11) أي لم يذكر لفظ الإخبار، وقال أبو داود في سننه بعد رواية هذا الحديث ما لفظه (قال عمرو وأخبرني ابن صفوان بهذا أجمع عن كلدة بن حنبل ولم يقل سمعته منه أهـ (والحاصل) أن عمرو بن أبي سفيان روى هذا الحديث عن شيخين له، أحدهما عمرو بن عبد الله ابن صفوان بن أمية، وثانيهما أمية بن صفوان بن أمية، وكلاهما وياه عن كلدة، لكن الأول روى عنه
-[كلام العلماء في حكم الاستئذان وهل يسلم قبل الاستئذان أو بعده؟]-
وابن الحارث (1) وذلك بعد ما أسلم، وقال الضحاك وعبد الله بن الحارث بلبن وجداية (عن زيد 46 ابن أسلم)(2) قال أرسلني أبي إلى ابن عمر رضي الله عنهما فقلت أأدخل؟ فعرف صوتي فقال أي نبي إذا أتيت إلي قوم فقل السلام عليكم، فإن ردوا عليك فقل أأدخل؟ قال ثم رأى ابنه واقدا بحر إزاره فقال ارفع ازارك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه (عن ابن عباس)(3) قال جاء عمر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة (4) فقال السلام 47 عليك يا رسول الله، السلام عليك أيدخل عمر؟ (عن عبد الله بن موسى)(5) قال أرسلني 48 مدرك أو ابن مدرك إلى عائشة رضي الله عنها أسألها عن أشياء فأتيتها فإذا هي تصلى الضحي فقلت أقعد حتى تفرغ فقالوا هيهات فقلت لآذنها كيف أستأذن عليها. فقال قل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام على أمهات المؤمنين وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم السلام عليكم، قال فدخلت عليها فسألتها، الحديث سيأتي بتمامه في فتاوى عائشة (باب الاستئذان ثلاث مرار فإن لم يؤذن له فليرجع)(عن أبي سعيد الخدري)(6) 49 قال كنت في حلقة من حلق الأنصار فجاءنا أبو موسى كأنه مذعورا (7) فقال إن عمر أمرني أن آتيته فأتيته فاستأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي، فرجعت وقد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من استأذن ثلاثا
بلفظ الإخبار والثاني بلفظ عن والله أعلم (1) هما من رجال السند يعني في روايتهما وكذا يقال فيما بعده والله أعلم (تخريجه)(د نس مذ) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج، ورواه أبو عاصم أيضا عن ابن جريج مثل هذا (2)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا داود يعني ابن قيس عن زيد بن اسلم الخ (تخريجه) الحديث صحيح وأخرج (ق لك مذ) المرفوع منه (قال الحافظ) وقد روى داود بن قيس رواية زيد بن أسلم عنه بزيادة قصة فذكر حديث الباب بقصته وعزاه للإمام أحمد والحميدي (3)(سنده) حدثنا أسود حدثنا الحسن يعني ابن صالح عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه)(4) المشربة بضم الراء وفتحها الغرفة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (5) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في فتاوى عائشة رضي الله عنها في آخر القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله وهو حديث صحيح، أورد البيهقي هذا الجزء منه وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (هذا وفي أحاديث الباب) دلالة على مشروعية السلام والاستئذان (قال النووي) أجمع العلماء على أن الاستئذان مشروع وتظاهرت به دلائل القرآن والسنة وإجماع الأمة، والسنة أن يسلم ويستأذن ثلاثا فيجمع بين السلام والاستئذان كما صرح به في القرآن، واختلفوا في أنه هل يستحب تقديم السلام ثم الاستئذان أو تقديم الاستئذان ثم السلام؟ الصحيح الذي جاءت به السنة وقاله المحققون أن يقدم السلام فيقول السلام عليكم أأدخل، والثاني يقدم الاستئذان، والثالث وهو اختيار الماوردي من أصحابنا إن وقعت عين المستأذن على صاحب المنزل قبل دخوله قدم السلام وإلا قدم الاستئذان، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان في تقديم السلام (باب)(6)(سنده) حدثنا سفيان حدثنا يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال كنت في حلقة الخ (غريبه)(7) أي فزعا خائفا
-[لاستئذان ثلاثا فإن لم يؤذن له فليرجع وقصة عمر مع أبي موسى]-
فلم يؤذن له فليرجع (1) فقال لتجيئن ببينة على الذي تقول وإلا أوجعتك (2) قال أبو سعيد فأتانا أبو موسى مذعورا أو قال فزعا فقال استشهدكم، فقال أبي بن كعب رضي الله عنه لا يقوم معك إلا أصغر القوم (3) قال أبو سعيد وكنت أصغرهم فقمت معه وشهدت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من 50 استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع (4)(عن عبيد بن عمير)(5) أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أستأذن على عمر رضي الله عنه ثلاث مرات فلم يؤذن له، فرجع، فقال ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس (6) آنفا؟ قالوا بلى، قال فاطلبوه فدعى فقال ما حملك على ما صنعت؟ قال استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت: كنا نؤمر بهذا، فقال لتأتين عليه بالبينة أو لأفعلن، قال فأني مسجدا أو مجلسا للأنصار فقالوا لا يشهد لك إلا أصغرنا: فقام أبو سعيد الخدري فشهد له: فقال عمر رضي الله تعالى عنه خفى هذا علي من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهاني عنه الصفق (7) بالأسواق 51 (عن ثابت البناني)(8) عن أنس أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال السلام عليكم ورحمة الله: فقال سعد وعليك السلام ورحمة الله: ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم
(1) قال النووي إذا استأذن ثلاثا فلم يؤذن له وظن أنه لم يسمعه ففيه ثلاثة مذاهب، أشهرها أن ينصرف ولا يعيد الاستئذان، والثاني يزيد فيه، والثالث إن كان بلفظ الاستئذان (يعني السلام عليكم أأدخل) لم يعده، وإن كان بغيره إعادة، فمن قال بالأظهر فحجته قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فلم يؤذن له فليرجع، ومن قال بالثاني حمل الحديث على من علم أو ظن أنه سمعه فلم يأذن له والله أعلم (2) إنما قال ذلك عمر رضي الله عنه لا شكا في صدق أبي موسى ولا ردا لخبر الواحد من الصحابة فإنهم كلهم عدول، ولكن خشى عمر أن يتسارع الناس إلى القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقول عليه بعض المبتدعين أو الكذابين أو المنافقين ونحوهم ما لم يقل: فأراد سد الباب خوفا من غير أبي موسى فإنه كان يجله ويعرف منزلته في الصحابة رضي الله عنهم (3) قال النووي معناه أن هذا حديث مشهور بيننا معروف لكبارنا وصغارنا حتى أن أصغرنا يحفظه وسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) جاء في رواية عند مسلم من وجه آخر بعد قول عمر لتأتيني على هذا ببينة وإلا فعلت وفعلت (كما في رواية مسلم) قال فذهب أبو موسى، قال عمر إن وجد بينه تجدونه عند المنبر عشية، وإن لم يجد بينة فلم تجدوه، فلما إن جاء بالعشي وجدوه قال يا أبا موسى ما تقول؟ قد وجدت؟ قال نعم أبي بن كعب، قال عدل، قال يا أبا الطفيل (كنيته أبي) ما يقول هذا؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك يا ابن الخطاب، فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبحان الله إنما سمعت شيئا فاحببت أن أتثبت (تخريجه)(ق د)(5)(سنده) حدثنا يحيي هو بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير الخ (6) اسم أبي موسى عبد الله بن قيس وقوله آنفا يعني قريبا (7) قال الأزهري الصفاق الكثير الأسفار والتصرف في التجارة، وقال عميرة لعلهم كانوا يصفقون أيديهم عند المبايعة فسميت المبايعة بذلك فيكون المراد الهاني التجر في الأسواق، وقال الجوهري والسوق يذكر ويؤنث، وقال غيره وسمى السوق سوقا لقيام الناس غالبا فيه على سوقهم، وقيل بل لأن المبيعات تساق إليها (تخريجه)(م د جه)(8)(سنده) حدثنا عبد الرزاق إنا معمر عن ثابت البناني عن
-[ما فعله سعد عندما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم وتبرك الصحابة بسلامه]-
حتى سلم ثلاثا ورد عليه سعد ثلاثا ولم يسمعه، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم (1) وأتبعه سعد فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي (3) ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني (3) ولقد رددت عليك ولم أسمعك أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة (4) ثم أدخله البيت فقرب له زبيبا فأكل نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ قال أكل طعامكم الأبرار (5) وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون (عن أبي سعيد الخدري) 52 (6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أتى أحد منك حائطا (7) فأراد أن يأكل فليناد يا صاحب الحائط ثلاثا: فإن أجابه وإلا فليأكل (8) وإذا مر أحدكم بإبل فأراد أن يشرب من ألبانها فليناد يا صاحب الإبل أو يا راعى الإبل، فإن أجابه وإلا فليشرب: والضيافة ثلاثة أيام (9) فما زاد فهو صدقة (عن أنس)(10) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة رددها ثلاثا (11) وإذا أتى قوما فسلم 53 عليهم سلم عليهم ثلاثا (12)
(أبواب المصافحة والالتزام وتقبيل اليد والقيام للقادم)
(باب ما جاء في المصافحة والالتزام)(عن أنس بن مالك)(13) قال قال رجل يا رسول الله 54
أنس الخ (غريبه)(1) إنما رجع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه سلم ثلاثا ولم يؤذن له، وقد قال صلى الله عليه وسلم (من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) كما في الحديث السابق (2) معناه أفديك بأبي وأمي (3) أي مسموعة بأذني (4) أي لأن سلامه صلى الله عليه وسلم كله دعاء وخير وبركة فأحب أن يكثر صلى الله عليه وسلم من السلام ليكثر الخير والبركة (5) هذه الجملة وما بعدها إلى آخر الحديث تقدم شرحها في باب من دعى إلى طعام فدعا لأصحابه من كتاب الأطعمة في هذا الجزء صحيفة 103 رقم 135 (تخريجه)(د نس) وسند صحيح وسكت عنه أبو داود والمنذري (6)(سنده) حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا حماد يعني ابن سلمة ثنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخ (غريبه)(7) الحائط هاهنا البستان من النخيل إذا كان عليه حائط وهو الجدار (8) معناه يحتمل أمرين (أحدهما) أن يكون صاحب الحائط غائبا لم يسمع النداء (والثاني) أن يكون حاضرا ولم يجبه إلى طلبه بخلا منه، فله ي كلا الأمرين أن يأكل ما يكفيه بشرط أن يكون جائعا مضطرا للأكل وإلا فلا، وكذا يقال في شرب اللبن، وإنما جاز له ذلك لأنه بمنزلة الضيف إذا نزل بقوم لم يقروه، وقد جاء عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه، وهو حديث حسن (9) سيأتي الكلام على الضيافة في بابه من أبواب الضيافة في قسم الترغيب إن شاء الله تعالى (تخريجه)(جه) وسنده جيد ورجاله ثقات (10)(سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه)(11) زاد في رواية البخاري (ليفهم بمثناة تحتيه مضمومة وبكسر الهاء) وفي رواية له بفتحها أي لتحفظ وتنقل عنه، وذلك إما لأن من الحاضرين من يقصر فهمه عن وعيه فيكرره ليفهم ويرسخ في الذهن، وإما أن يكون المقول فيه بعض أشكال فيظهر بالتكرار دفعه (12) قيل هذا في سلام الاستئذان لقوله صلى الله عليه وسلم إذا استأذن أحدكم فليستأذن ثلاثا، أما سلام المار فالمعروف فيه عدم التكرار، ويحتمل أن يراد به سلام المار كما إذا مر على جمع كثير لا يبلغهم سلام واحد فيسلم الثاني والثالث إذا ظن أن الأول لم يحصل به إسماع، قاله الحافظ ابن القيم (تخريجه)(خ مذك)(باب)(13)(سنده) حدثنا مروان
-[ما جاء في المصافحة والالتزام عند اللقاء وثواب ذلك]-
أحدنا يلقى صديقه أينحني له؟ (1) قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا، قال فيلتزمه ويقبله؟ (2) قال لا، قال فيصافحه؟ قال نعم إن شاء
55 (حدثنا بشر بن المفضل)(3) عن خالد بن ذَكوان حدثني أيوب بن بشير عن فلان العنزي ولم يقل الغبري (4)(وفي لفظ عن رجل من عنز)(5) أنه أقبل مع أبي ذر فلما رجع تقطع الناس عنه، فقلت يا أبا ذر إني سائلك عن بعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال إن كان سرًّا من أسرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أحدثك، قلت ليس بسر ولكن كان إذا لقي الرجلَ يأخذ بيده يصافحه؟ قال على الخبير سقطت، لم يلقني قط إلا أخذ بيدي (وفي رواية ما لقيته قط إلا صافحني) غير مرة واحدة وكانت تلك آخرهن، أرسل إليّ فأتيته (زاد في رواية وهو على سرير له) في مرضه الذي توفي فيه فوجدته مضطجعًا فأكببت عليه فرفع يده فالتزمني (6)(زاد في رواية) فكانت أجود وأجود (7)
56 (عن أنس بن مالك)(8) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقًّا على الله أن يحضر دعاءهما (9) ولا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما
57 (عن أبي داود)(10) قال لقيت البراء بن عازب فسلم عليّ وأخذ بيدي
ابن معاوية ثنا حنظلة بن عبد الله السدوسي قال ثنا أنس بن مالك إلخ (غريبه)(1) من الانحناء وهو إمالة الرأس والظهر فإنه في معنى الركوع، وهو كالسجودة من عبادة الله عز وجل (2) سيأتي الكلام على الالتزام والتقبيل قريبًا (تخريجه)(مذ جه) وقال الترمذي هذا حديث حسن (3)(حدثنا بشر بن الفضل إلخ)(غريبه)(4) الظاهر أن بعض الرواة غير أيوب قال الغبري بدل العنزي ورواية أيوب أصح (5) هكذا بالأصل عن رجل من عنز، وجاء في التقريب أيوب بن بشير عن رجل من عنزة هو عبد الله ولا يعرف من الثالثة اهـ (قلت) وجاء عند أبي داود عن أيوب بن بشير بن كعب العدوي عن رجل من عنزة الحديث (6) أن عانقني قال في المصباح التزمته اعتنقته فهو ملتزم، ومنه يقال لما بين باب الكعبة والحجر الأسود الملتزم لأن الناس يعتنقونه أي يضمون إليه صدورهم (7) أي تلك الفعلة وهي الالتزام (تخريجه)(د) قال المنذري فيه رجل من عنزة مجهول، وذكر البخاري هذا الحديث في تاريخه الكبير وقال مرسل (8)(سنده) حدثنا محمد بن بكر ثنا ميمون المرائي ثنا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك إلخ (غريبه)(9) أي إذا دعيا الله عز وجل، فقد جاء عند أبي داود عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفراه غفر لهما، وأخرج ابن السني عن أنس قال ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد رجل ففارقه حتى قال اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (وفيه) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى تغفر ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر، وفي هذه الأحاديث سنية المصافحة عند اللقا وأنه يستحب عن المصافحة حمد الله تعالى والاستغفار وهو قوله يغفر الله لنا ولكم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقله ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فإن اقتصر على شيء من ذلك كفى، والأفضل الجمع (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز عل) إلا أنه يعني أبا يعلى قال كان حقًّا على الله أن يجيب دعاءهما ولا يرّ أيديهما حتى يغفر لهما ورجال أحمد رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وثقه ابن حيان ولم يضعفه أحد (10)(سنده) حدثنا
-[كلام العلماء في المصافحة والمعانقة وشد الرحال إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم]-
وضحك في وجهي وقال تدري لم فعلت هذا بك؟ قال قلت لا أدري ولكن لا أراك فعلته إلا لخير، قال إنه لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل بي مثل الذي فعلت بك، فسألني فقلت مثل الذي قلت لي، فقال ما من مسلمين (1) يلتقيان فيسلم أحدهما على صاحبه ويأخذ بيده لا يأخذه إلا لله عز وجل (2) لا يتفرقان حتى يغفر لهما
58 (عن عبد الله بن محمد بن عَقيل)(3) أنه سمع جابر بن عبد الله يقول بلغني حديث عن رجل (4) سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرًا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرًا حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله بن أنَيْس، فقلت للبواب قل له جابر على الباب، فقال ابن عبد الله؟ قلت نعم، فخرج بطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، قلت حديث بلغني عنك فذكر الحديث (5)
ابن نمير أنا مالك عن أبي داود إلخ (غريبه)(1) أي ذكرين أو أنثيين (2) أي لا يحمله على ذلك إلا الحب في الله عز وجل لا الرياء لكونه غنيًّا أو صاحب جاه (تخريجه) أخرج المرفوع منه (دمذجه) وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء، ويروى هذا الحديث من غير وجه عن البراء اهـ (قلت) كلهم رووه مختصرًا من طريق أبي إسحاق عدا الإمام أحمد فإنه رواه مطولاً بهذه القصة، وكذلك الطبراني، وفي إسناده من لم أعرفه ويؤيده ما قبله (وعن عطاء بن عبد الله الخراساني) أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء (لك) وفي هذه الأحاديث مشروعية المصافحة (قال ابن بطال) المصافحة حسنة عند عامة العلماء وقد استحبها مالك بعد كراهته (وقال النووي) المصافحة سنة مجمع عليها عند التلاقي، وقال في الأذكار اعلم أن المصافحة مستحبة عند كل لقاء، وأما ما اعتاده الناس من المصافحة بعد صلاتي الصبح والعصر فلا أصل له في الشرع على هذا الوجه ولكن لا بأس به فإن أصل المصافحة سنة وكونهم حافظوا عليها في بعض الأحوال وفرطوا فيها في كثير من الأحوال لا يخرج ذلك البعض عن كونه من المصافحة التي ورد الشرع بأصلها، نقل ذلك عنه ولي الله الدهلوي في كتابه المسوَّى في أحاديث الموطأ ثم قال (أقول) وهكذا ينبغي أن يقال في المصافحة يوم العيد × (قال الحافظ) ويستثنى من عموم الأمر بالمصافحة المرأة الأجنبية والأمرد الحسن (3)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون ثنا همام بن يحيى ثنا القاسم بن عبد الواحد المكي ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل إلخ (غريبه)(4) هو عبد الله بن أنيس الصحابي كما سيأتي (5) الحديث له بقية طويلة وسيأتي بطوله وتخريجه في باب ما جاء في القصاص من أبواب ذكر يوم الحساب في كتاب قيام الساعة وإنما ذكرت هذا الطرف منه هنا لقوله (فاعتنقني واعتنقته) وهو حديث جيد الإسناد رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو يعلى، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عانق زيد بن حارثة، فقد روى الترمذي عن عائشة قالت قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانًا يجر ثوبه، والله ما رأيته عريانًا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله اهـ وحسنه الترمذي: وذكره الحافظ في الفتح ونقل تحسين الترمذي له وسكت عنه، وتقدم حديث أبي ذر في هذا الباب وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم عانقه وهذه الأحاديث تدل على مشروعية المعانقة خصوصًا للقادم من السفر، فقد روى الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا، أورده الهيثمي وقال رجاله رجال الصحيح (فإن قيل) كيف الجمع بين هذه الأحاديث وحديث أنس المتقدم
-[بيان أول من أحدث المصافحة وكراهة مصافحة النساء]-
59 (باب أول من أحدث المصافحة وكراهة مصافحة النساء)(عن أنس بن مالك)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقدم عليكم غدًا أقوام هم أرق قلوبًا للإسلام منكم (2) قال فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: (غدًا نلقى الأحبة
…
محمدًا وحزبه) فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا هم أول من أحدث المصافحة
60 (عن أميمة بنت رُفَيْقة)(3) قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نساء نبايعه فأخذ علينا ما في القرآن أن لا نشرك بالله شيئًا الآية، قال فبما استطعتن وأطعتن، قلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا قلنا يا رسول الله ألا تصافحنا؟ قال إني لا أصافح النساء (4) إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة
61 (عن عمرو بن شعيب)(5) عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة
أول الباب الذي يدل على عدم مشروعية المعانقة (فالجواب) أن حديث أنس لغير القادم من السفر وحديث عائشة للقادم والله أعلم (باب)(1)(سنده) حدثنا يحيى بن إسحاق قال ثنا يحيى بن أيوب عن حميد قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ (غريبه)(2) أرق أفعل تفضيل من الرقة وهي ضد القساوة، والمعنى أن قلوبهم ذات خشية واستكانة سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير سالمة من الغلظ والقسوة التي وصف بها بعض القبائل (وقوله منكم) المراد به تفضيل أهل اليمن على غيرهم من أهل الشرق وأهل مكة ونحوهم، والسبب في ذلك إذعانهم إلى الإيمان من غير كبير مشقة على المسلمين بخلاف الآخرين، وكان قدوم أبي موسى ومن معه من الأشعريين من الحبشة حيث كانوا مهاجرين بها عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعد فتح خيبر: فقد روى الإمام أحمد عن أبي موسى قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من قومي بعدما فتح خيبر بثلاث فأسهم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا، وسيأتي هذا الحديث في غزوة خيبر من كتاب الغزوات (تخريجه)(ش) وسنده جيد وأخرجه أبو داود مختصرًا من حديث أنس أيضًا قال لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة (3)(سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا سفيان عن محمد يعني ابن المنكدر عن أميمة بنت رُقَيقة إلخ (غريبه)(4) يعني النساء الأجانب في البيعة أي لا يضع كفه في كف الواحدة منهن بل يبايعها بالكلام فقط، قال الحافظ العراقي هذا هو المعروف وزعْمُ أنه كان يصافحهن بحائل لم يصح، وإذا كان هو لم يفعل ذلك مع عصمته وانتفاء الريبة عنه فغيره أولى بذلك (قال العراقي) والظاهر أنه كان يمتنع منه لتحريمه عليه فإنه لم يعد جوازه من خصائصه خاصة وقد قالوا يحرم مس الأجنبية ولو في غير عورتها (تخريجه) أورده الحافظ بن كثير في تفسيره بسنده ولفظه وعزاه للإمام أحمد وقال هذا إسناد صحيح، قال وقد رواه (مذ نس جه) من حديث سفيان بن عيينة والنسائي أيضًا من حديث الثوري ومالك بن أنس كلهم عن محمد بن المنكدر به، وقال الترمذي حسن صحيح، قال وكذا رواه ابن جرير من طريق موسى بن عقبة عن محمد بن المتكدر به، ورواه ابن أبي حاتم من حديث أبي جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر حدثتني أميمة بنت رقيقة وكانت أخت خديجة خالة فاطمة من فيها إلى فيَّ فذكره اهـ (5) سنده حدثنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله أخبرنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب إلخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الحافظ
-[ما جاء في تقبيل اليد والجبهة وكلام العلماء في تحريم مصافحة المرأة الأجنبية]-
62 (عن عروة)(1) أن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية {على أن لا يشركن بالله شيئًا} قالت وما مست يده يد امرأة قط إلا امرأة يملكها (2)
63 (باب ما جاء في تقبيل اليد والجبهة)(حدثنا يونس)(3) قال حدثنا العطاف قال حدثني عبد الرحمن (4) قال أبي (5) قال غير يونس بن رزين (6) أنه نزل الرَّبَذَة (7) هو وأصحابه يريدون الحج قيل لهم ههنا سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فسلمنا عليه ثم سألناه، فقال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه وأخرج لنا كفه كفًّا ضخمة، قال فقمنا إليه فقبلنا كفيه جميعًا
64 (عن عبد الله بن عمر)(8) قال كنت في سَريَّة من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس حيصة وكنت فيمن خاص فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب، ثم قلنا لو دخلنا المدينة فبتنا، ثم قلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لنا توبة وإلا ذهبنا: فأتيناه قبل صلاة الغداة، فخرج فقال من القوم؟ فقلنا نحن الفرارون، قال بل أنتم العكارون، أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين، قال فأتيناه حتى قبلنا يده
65 (عن عمارة بن عثمان)(9) بن سهل بن حنيف عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه أنه رأى
السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للإمام أحمد، وقال شارحه المناوي قال الهيثمي إسناده حسن اهـ قلت وحسنه الحافظ السيوطي ولم أهتد لهذا الحديث في مجمع الزوائد (1)(سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن الزهري عن عروة (يعني ابن الزبير) أن عائشة إلخ (غريبه)(2) يعني بزواج أو ملك يمين (هذا) وأحاديث الباب تدل على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ولمس بشرتها بغير حائل، ويؤيد ذلك حديث أبي هريرة عند الشيخين والإمام أحمد وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب علي ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش (الحديث) والبطش معناه اللمس، ونسبة الزنا إلى هذه الأعضاء نسبة مجازية لأنها من مقدماته والله أعلم (باب)(3)(حدثنا يونس إلخ)(غريبه)(4) هكذا جاء في المسند عبد الرحمن غير منسوب في رواية الإمام أحمد عن يونس، ورواه الإمام أحمد عن غير يونس فقال في روايته عبد الرحمن رزين فنسبه (5) القائل قال أبي هو عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله (6) يعني قال غير يونس حدثني عبد الرحمن بن رزين (قلت) عبد الرحمن بن رزين بفتح المهملة وكسر الزاي ثم تحتانية وثقه ابن حبان (7) قال النووي في التهذيب هي براء ثم باء موحدة ثم ذال معجمة مفتوحات ثم هاء وهو موضع قريب من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وهي منزل من منازل حاج العراق، وبها قبر أبي ذر الغفاري رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقال صاحب مطالع الأنوار وهي على ثلاث مراحل من المدينة قريبة من ذات عرق (تخريجه) أورده الهيثمي مختصرًا من طريق عبد الرحمن بن رزين أيضًا عن سلمة بن الأكوع قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم بيدي هذه فقبلناها فلم ينكر ذلك، قال الهيثمي في الصحيح منه البيعة رواه (طس) ورجاله ثقات (8) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب تحريم الفرار من الزحف من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة 68 رقم 222 فارجع إليه (9)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة حدثني أبو جعفر المدني يعني الخطمي قال سمعت عمارة بن عثمان
-[ما جاء في القيام للقادم وكلام العلماء في ذلك]-
في منامه أنه يقبل النبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فناوله النبي صلى الله عليه وسلم فقبل جبهته (باب ما جاء في القيام للقادم)(عن أبي سعيد الخدري)(1) قال نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، قال فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فأتاه على حمار (2) قال فلما دنا قريبا من المسجد (2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم أو خيركم (4) ثم قال إن هؤلاء نزلوا على حكمك، قال تقتل مقاتلهم وتسبى ذراريهم، قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم لقد قضيت بحكم الله
ابن سهل الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه عمارة بن عثمان ولم يرو عنه غير أبي جعفر الخطمي وبقية رجاله رجال الصحيح أهـ (قلت) عمارة بن عثمان وثقة الإمام أحمد، وأبو جعفر الخطمي وثقة ابن معين والنسائي، كذا في الخلاصة، وعلى هذا فالحديث صحيح (وأحاديث الباب) تدل على جواز تقبيل يد الصالح وجبهته بل ورجله لما أخرجه الترمذي وغيره من حديث صفوان بن عسال أن يهوديين أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه عن تسع آيات الحديث وفي آخره فقبلا يده ورجله، قال الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه أيضا (نس جه ك) وصححه الحاكم أيضا (قال ابن بطال) اختلفوا في تقبيل اليد فانكره مالك وأنكر ما روى فيه وأجازه آخرون واحتجوا بما روى عن ابن عمر (يعني الحديث المذكور في هذا الباب) قال وقبل أبو لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد النبي صلى الله عليه وسلم تاب الله عليهم ذكره الأبهري، وقبل أبو عبيدة يد عمر حين قدم، وقبل زيد بن ثابت يد العباس حين أخذ ابن عباس بركابه (قال الأبهري) وإنما كرهها مالك إذا كانت على وجه التكبر والتعظيم لمن فعل ذلك به، وأما إذا قبل إنسان يد إنسان أو وجهه أو شيئا من بدنه ما لم يكن عورة على وجه القربة إلى الله تعالى أو لعلمه أو لشرفه فإن ذلك جائز، وتقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم تقرب إلى الله عز وجل، ومن ذلك تقبيل يد الوالدين: أما ما كان من ذلك تعظيما لدنيا أو لسلطان أو شبهه من وجوه التكبر فلا يجوز، ويمثل ذلك قال النووي والله أعلم (باب)(1)(سنده) حدثنا محمد ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة ابن سهل قال سمعت أبا سعيد الخدري قال نزل أهل قريظة الخ (غريبه)(2) جاء عند أبي داود (على حمار أقمر) الأقمر الشديد البياض والأنثى قمراء (3) الظاهر إن هذا المسجد اختطه النبي صلى الله عليه وسلم في بني قريظة مدة مقامه لأنه جاء في حديث عائشة عند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم حاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختاروا النزول على حكم سعد ابن معاذ (لأنه كان حليفهم في الجاهلية) وكان سعد إذ ذاك مصابا بجرح من غزوة الخندق ومقيما بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه على حمار فلما دنا من المسجد (يعني الذي اختطه النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم الحديث (4) قال الخطابي فيه من العلم أن قول الرجل يا سيدي غير محظور إذا كان صاحبه خيراً فاضلا، وإنما جاءت الكراهة في تسويد الرجل الفاجر وفيه أن قيام المرءوس للرئيس الفاضل وللوالي العادل وقيام المتعلم للعالم مستحب غير مكروه، وإنما جاءت الكراهة فيمن كان بخلاف أهل هذه الصفات، ومعنى ما روى من قوله (من أحب أن يستجم له الرجال صفوفا) هو أن يأمرهم بذلك ويلزمهم إياه على مذهب الكبر والنخوة أهـ (قلت) حديث من أحب أن يستجم له الرجال صفوفا الخ الذي أورده الخطابي سيأتي معناه في حديث معاوية بعد حديث واحد
-[ما جاء في القيام للقادم وكلام العلماء في ذلك]-
وربما قال قضيت بحكم الملك (1)(وفي رواية)(2) قال قال أبو سعيد فلما طلع "يعني سعدا" على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، فقال عمر رضي الله عنه" سيدنا الله عز وجل، قال أنزلوه فأنزلوه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكم فيهم الحديث (عن أنس)(3) قال ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك (4)(عن أبي مجاز)(5) أن معاوية دخل بيتا فيه ابن عامر وابن الزبير، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال له معاوية اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره أن يمثل له (6) العباد قياما فليتبوأ (7) بيتا في النار (وفي لفظ) فليتبوأ مقعده من النار عن أبي أمامة) (8) قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوكأ على عصا فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا (9) قال فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا، فقال اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا شأننا كله، فكأنا اشتهينا أن يزيدنا، فقال قد جمعت لكم الأمر (10)
إلى هنا انتهى القسم الثاني من أقسام الكتاب وهو قسم الفقه، مختتما بهذا الحديث الجامع الشامل
(1) بفتح الميم واللام يعني الوحي عن الله عز وجل (تخريجه)(ق د. وغيرهم)(2) هذه الرواية طرف من حديث طويل سيأتي بطوله وسنده وتخريجه في باب غزوة الأحزاب وبني قريظة في القسم الثاني من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى (3)(سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه)(4) إنما كره صلى الله عليه وسلم قيامهم له تواضعا لربه مخالفا لعادة المتكبرين والمتبخرين، بل اختار الثبات على عادة العرب في ترك التكلف في قيامهم وجلوسهم وأكلهم وشربهم ولبسهم ومشيهم وسائر أفعالهم (وأيضا) خشى أن يتخذ ذلك الأمراء والرؤساء من المتكبرين سنة، وهذا لا ينافي القيام للوالدين وأهل الصلاح والتقوى من الأمراء وغيرهم ممن يحب، فقد روى أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا (وفي رواية) ما رأيت أحدا كان أشبه حديثا وكلاما برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة رضي الله عنها، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه، وكانت إذا دخل عليها قامت إليه وأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها (تخريجه) أورده البغوي في مصابيح السنة وقال رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (5)(سنده) حدثنا إسماعيل ثنا حبيب بن الشهيد عن أبي مجاز الخ (قلت) مجاز بوزن منبر (غريبه)(6) من باب قتل قال الخطابي معناه يقوم وينتصب بين يديه، وتقدم قول الخطابي في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب هو أن يأمرهم بذلك ويلزمهم إياه على مذهب الكبر والنخوة (7) أي فليتخير لنفسه بيتا في النار نعوذ بالله من ذلك (تخريجه)(د مذ) قال المنذرى وأخرجه الترمذي وقال حسن أهـ (قلت) وسكت عنه أبو داود والمنذري (8)(سنده) حدثنا ابن نمير حدثنا مسعر عن أبي العنبس عن أبي العد بس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي امامة الخ (غريبه)(9) إلى هنا انتهى الحديث عند أبي داود، وجاء عند ابن ماجه مطولا كرواية الامام أحمد (10) يعني في قوله صلى الله عليه وسلم (وأصلح لنا شأننا كله)
-[خاتمة الجزء وتصويب الخطأ الواقع فيه واستدراك]-
لخيري الدنيا والآخرة، والله أسال أن يجعلنا ممن شملهم هذا الدعاء المبارك والحمد لله أولاً وآخراً وصل اللهم على سيدنا محمد خاتم النبيين: وإمام المرسلين: وعلى آله وصحبه الغر الميامين: ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين: وسلم تسليماً كثيرا.
فإنه من جوامع الكلم فقد جمع كل شيء مع قلة لفظه (تخريجه)(د جه) بسند رواية الإمام أحمد وفي إسناده أبو غالب، قال الحافظ في التقريب أبو غالب صاحب أبى أمامة بصرى نزل أصبهان قيل اسمه حَزَوّر، وقيل سعيد بن الحَزّور، وقيل نافع صدوق يخطئ من الخامسة اهـ (قلت) قال يحيى ابن معين صالح الحديث. والله أعلم. تم طبع هذا الجزء في يوم الخميس 25 من شهر المحرم سنة 1374 هجرية.
إلى هنا انتهى الجزء السابع عشر من كتاب الفتح الربانى مع مختصر شرحه بلوغ الأمانى - ويليه الجزء الثامن عشر وأوله كتاب فضائل القرآن وتفسيره وأسباب نزوله، نسأل الله تعالى الإعانة على التمام وحسن الختام.
{استدراك}
جاء في الجزء السادس عشر صحيفة 224 في السطر الثالث (باب النهى عن إتيان المرأة في دبرها وجواز التحبيب وهو إتيانها من دبرها في قبلها) ولم يذكر في هذا الباب إلا أحاديث النهى عن إتيان المرأة في دبرها وترك حديث التحبيب سهواً. وسيأتى مع غيره في كتاب فضائل القرآن وتفسيره في سبب نزول قوله تعالى} نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم {من سورة البقرة في الجزء الثامن عشر والله الموفق.