الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أ- إن الله عز وجل جعل النقدين أثماناً للناس، وربط بهما سهولة التعامل بينهم، فلم يُبِحْ لذلك تعطيلهما عن هذه الوظيفة، واتخاذهما أواني وتحفاً تجمد في المنازل والبيوت، وتضيّق أوجه التعامل بهما.
ب- ما في ذلك من جرح لشعور الفقراء، وكسر لقلوبهم، حين يرون الأغنياء -من دونهم- يتخذون الذهب والفضة حلياً وزينة، يفخرون بهما ويتكبرون، ويختالون بهما، ويزهون.
ج- منع الناس من الانكباب على هذه المعادن النفيسة، واتخاذها غاية يتنافسون في تكديسها، والتزين بها، ورصفها في بيوتهم، ومجالسهم وينسون أنها وسيلة وضعت في أيديهم، لقضاء حوائجهم، ومصالحهم الدنيوية.
د- معارضة الكفار، ومخالفتهم، فيما هو من شأنهم، فإن من شأن الكفار الإعراض عن الآخرة، والانكباب على الدنيا ونعيمها. وقد جاء في الحديث:" وإياكم والتنعم، وزِيَّ أهل الشرك" رواه مسلم في [اللباس والزينة - باب - تحريم استعمال إناء الذهب، رقم: 2069] عن عمر رضي الله عنه.
وقد ذكرنا حديث مسلم السابق: "
…
فإنها لهم في الدنيا" أي للكفار.
ما يستثنى من هذا التحريم:
يستثنى من هذا التحريم أمور ثلاثة:
الأول:
اتخاذ النساء من الذهب والفضة حلياً للزينة، بالقدر المعتاد، من غير سرف ولا شطط. سواء كانت المرأة متزوجة، أم غير متزوجة، وسواء كانت صغيرة أم كبيرة، غنية أم فقيرة.
ودليل ذلك ما رواه الترمذي في أول [كتاب اللباس -باب - ما جاء في الحرير والذهب، رقم: 1720] بسند حسن صحيح، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:" حُرِّم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأُحِلَّ لإناثهم".
وقد أجاز العلماء أيضاً إلباس الصبيان الصغار الحلي والحرير في الأعياد وغيرها، لأنه لا تكليف عليهم.
الثاني:
اتخاذ خاتم من فضة، فقد صحّ أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من فضة.
روى مسلم في [اللباس والزينة -باب- في خاتم الورق فصه حبشي، رقم: 2094] والترمذي في [اللباس -باب- ما جاء في خاتم الفضة، رقم: 1739] عن أنس رضي الله عنه، قال:(كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورِق، وكان فصُّه حبشياً).
[ورق: فضة.
فصه حبشياً: حجراً من خرز في بياض وسواد، أو من عقيق معدنه من الحبشة، وقيل لونه حبشيّ].
وروى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خاتمه من فضة، وكان فصه منه).
ورويا عنه أيضاً: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من فضة، ونقش فيه: محمد رسول الله، وقال:" إني اتخذت خاتماً من وَرِق، ونقشت فيه: محمد رسول الله، فلا ينقُشنَّ أحد على نقشه".
وعند البخاري: (وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر: محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر). البخاري في [اللباس- باب- قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ينقش على نقش خاتمه،
وباب- هل يجعل نقش الخاتم ثلاثة أسطر،