المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الفصل التاسع والعشرون: ممالك وإمارات صغيرة ‌ ‌مدخل … الفصل التاسع والعشرون: ممالك وإمارات - المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - جـ ٤

[جواد علي]

الفصل: ‌ ‌الفصل التاسع والعشرون: ممالك وإمارات صغيرة ‌ ‌مدخل … الفصل التاسع والعشرون: ممالك وإمارات

‌الفصل التاسع والعشرون: ممالك وإمارات صغيرة

‌مدخل

الفصل التاسع والعشرون: ممالك وإمارات صغيرة

وعرف من الكتابات القتبانية شعب يقال له "أوسن" أو "أوسان"1، وكانت أرضوه تكوِّن جزءًا من مملكة قتبان، مثل دهس و"دتنت""دتنة" و"تبنى" ومناطق أخرى كانت تابعة لقتبان. وقد عرف من الكتابات أن الأوسانيين كونوا حكومة، حكمها ملوك، وصلت أسماء بعضهم إلينا، ولكنها حكومة صغيرة لم تبلغ مبلغ حكومة قتبان، أو حضرموت، أو معين، أو سبأ.

ولعل الأوسانيين الذين أدركوا الإسلام، هم من بقايا "أوسان". وقد كان من جملة من اعتمد عليهم الهمداني في أخبار اليمن القديمة، رجل ينسب إلى أوسان، هو "محمد بن أحمد الأوساني"، زعم أنه كان يحسن قراءة الكتابات العربية الجاهلية المدونة بالمسند2.

وقد وهبت لنا هذه المملكة الصغيرة بضعة تماثيل منحوتة من الرخام، يجوز أن نعدها من أنفس ما عثر عليه من تماثيل في جزيرة العرب حتى الآن. وهي تماثيل بعض ملوك أوسان، وتعد أول تماثيل تصل إلينا من تماثيل ملوك العرب. وقد كتب على قاعدة كل تمثال اسم الملك الذي يمثله، فهذا تمثال كتب عليه:

1 Rep. Epig. 454، Hartmann، Arabische Frage، S. 185، Lidzbarski، Ephemeris، II، S. 385، Beitrage، S. 57. Ff

2 الإكليل "8/ 65، 77، 78""طبعة نبيه".

ص: 150

"يصدق آل فرعم ملك أوسان بن معد ال"، وهذا تمثال ثانٍ نقش على قاعدته اسم الملك الذي يمثله:"زيدم سيلن بن معدال"، وتمثال ثالث كتب تحت قدم صاحبه اسمه "معد ال سلحن بن يصدق ال ملك أوسان"، ورابع كتبت على وجه قاعدته من أمام:"يصدق ال فرعم شرح عت ملك أوسن بن معد ال سلحن ملك أوسن".

ويرى "فون وزمن" أن الملك "يصدق إيل فرعم شرح عت ابن معد إيل سلحن"، هو الملك "يصدق إيل فرعم ملك أوسان ابن معد إيل" نفسه، فالاسمان إذن في نظره لمسمى واحد، ويكون والده الملك "معد إيل سلحن بن يصدق إيل ملك أوسان"، ووالد "معد إيل سلحن" إذن هو "يصدق إيل" الذي لا يعرف اسم أبيه1.

وعثر على اسم ملك آخر من ملوك أوسان، هو "يصدق ال فرعم شرح عت "عثت" "بن ودم" "يصدق إيل فرع "الفارع" شرح عثت بن ود"، ورد لمناسبة تقديمه نذرًا، وهو "معمر" أي "مذبح" أو "مبخرة" إلى أحد الآلهة، ولم يذكر الملك اسم ذلك الإله2. وقد استدل بعض الباحثين من جملة "بن ودم"، أي "ابن ود" على وجود فكرة تأليه الملوك عند الأوسانيين، وأن الجملة تعني أن الملك المذكور كان يرى أنه من نسل الإله "ود"3. وعندي أن لفظة "ود" هنا هي مجرد اسم لشخص ما، وفي كتب الأنساب والأخبار أسماء عدد من الرجال، هي في الوقت نفسه أسماء آلهة. ولم يقل أحد أن أصحاب تلك الأسماء كانوا يرون أنفسهم آلهة، أو من أبناء الآلهة، وبينهم أناس كانوا من سواد الناس.

ولا نعرف من أمر هؤلاء الملوك شيئًا يذكر، والظاهر أن تمثال "معد ال سلحن""معد إيل سلحان" يمثل والد "يصدق إيل فرعم شرح" كما جاء

1 Beltrage، S. 70

2 وقد اختلف الباحثون في المراد من "معمر"، كما اختلفوا في تفسير النص؛ لأنه من النصوص الغامضة.

Margoliouth، Two South Arabian Inscription، P.6، Margoliouth، In Proceedings. Briti. Academy، Vol، Xi، P.6، Rhodokanakis، Altesabaische Texten، I، S. 96، Orientalia، Vol.، I، P.269

3 Beitrage، S. 58، Conti Rossini.، 94

ص: 151

ذلك مدونًا في قاعدة التمثال الرابع، ويظهر أن "يصدق إيل فرعم" هو غير "يصدق إيل فرعم شرح عثت" كما يتبين ذلك من اختلاف صورتي التمثالين. وتفيدنا هذه التماثيل فائدة كبيرة في تعرف نماذج ملابس الأوسانيين وعلى زينتهم وكيفية تنظيم شعور رءوسهم، وعلى غير ذلك مما له علاقة بمظهر الإنسان، وبالفن من حيث الجودة والخلق والتعبير عن النفس والإتقان.

وجاء اسم الملك "يصدق ال فرعم شرح عت" في كتابة أوسانية أمرت بكتابتها امرأة اسمها "رثدت""رثدة"، وقد جاء فيها أنها قدمت إلى سيدها المذكور ملك أوسان تمثالًا من الذهب، ليحفظ في معبد "نعمن""نعمان"1، وهي من كتابات النذور. ويظهر أنها قدمت هذا النذر لحادث وقع للملك، فتوسلت لدى آلهة أوسان بأن تمن على الملك وتبارك فيه، وهي في مقابل ذلك تقدم لها نذرًا تمثالًا من ذهب، ولا بد أن تكون هذه المرأة من الأسر الرفيعة التي لها شأن ومكانة، ولعلها كانت من أسرته.

وجاء في كتابة أوسانية أخرى تحطم اسم صاحبها وزالت معالمه: أنه قدم تمثالًا "صلمت" من ذهب إلى سيده "مراس""مرأس""يصدق إيل فرعم شرح عتت" ملك أوسان2، ولا بد أن يكون هذا التقديم لمناسبة حدثت للملك، فأراد هذا الوجيه التعبير عن تقديره لسيده الملك بتقديم هذا التمثال المصنوع من الذهب3. وتشبه هذه الكتابة، الكتابة المرقمة بـJaussen Nr. 159 Bis وهي لأخت هذا الملك، وقد سقط اسمها من الكتابة بتهشم حدث في الحجر، وبقيت منه بقية، هي:"ذت بغيثت أخت"4، وجاء فيها أنها قدمت إلى سيدها "سقنيت مراس" صنمًا من ذهب "صلم ذ ذهبم"5، ولم تذكر المناسبة التي دعتها لتقديمه، وكان له شقيق هو "زيد سيلن""زيد سيلان"6.

1 Rep. Epig.، Tome I، 6، 350، 461

2 Orientalia، Vol.، 1932، P.127

3 "صلمت ذهبن""تمثال ذهب"، "صلم من ذهب".

4 Mordtmann Und Eugen Mittwoch، Altusdarabische Inschriften، Roma، 1933، S. 18.

5 Orientalia، Vol.، I، P.124

6 Background، P.85

ص: 152

ويرى بعض الباحثين أن زمان حكم الملك "يصدق ال فرعم شر حعت""يصدق إيل فارع شرح عت" كان في النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد حتى حوالي السنة "450" قبل الميلاد1. وقد استدلوا على ذلك من طراز التمثال الذي نحت ليمثل ذلك الملك، فإن شكل اللباس الذي نحته النحات ليكون لباس الملك، هو على النسق اليوناني في التماثيل اليونانية المنحوتة قبل منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. ويرى الباحثون احتمال شراء مثل هذه التماثيل من "غزة" في فلسطين، إذ كانت سوقًا مهمة يفد عليها العرب للاتجار، وفيها معروضات يونانية وغيرها، ينقلها التجار إلى جزيرة العرب، وفي جملتها الأصنام التي أثرت في الفنانين العرب، فصاروا ينحتون تماثيلهم على شاكلتها، وفي جملتها تمثال الملك المذكور الذي يجب أن يكون قد نحت فيما بين النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد إلى حوالي السنة "450ق. م."2.

وعرفت أسماء ملوك آخرين من ملوك أوسان، لا نعلم من أمر أصحابها شيئًا يذكر، منها "معد إيل سلحان بن ذي يدم"3. وقد رأي "جوسن" Jaussen

أن الاسم الأخير هو "زيدم" بدلًا من "ذيدم"4. ولقب "سلحن" "سلحان" من الألقاب التي تكرر ورودها مدونة على تماثيل ملوك أوسان، وعلى بعض الكتابات التي عثر عليها في "أبنة" وفي المعاهدة المعقودة بين "سلحن" و "زررن" "زراران"، أي: بين ملك "نجاشي" الحبشة وملك "سبأ". ويرى "ميتوخ" أن "سلحن""سلحان" أحد المتعاقدين في المعاهدة المذكورة ما كان ملكًا حبشيًّا، ولكن ملكًا من ملوك أوسان. وأما "زررن"، فإنه ملك من ملوك قتبان5.

ووجد اسم ملك آخر من ملوك أوسان، هو "عم يثع غيلن لحى"

1 Wissmann – Hofner، Beitrage، S. 8، 58، 69، 142، Pirenne، Royaume De Qataban، P.138، 199، Conti Rossinr، Chrest.، 93، 94، Le Museon، 1964، 3-4 P.442

2 Beitrage، S. 8، 58، 70

3 "معدال ال سلحن بن ذيدم"، "ذويدوم".

4 Mordtmann Und Eugen Mittwoch، Altsudarabische Inschriften، Roma، 1933، S. 13.

5 Orientalia، I، P.119، Jaussen I، 2، 17، 57

6 "عميثع غيلان لحي""عم يثع غيلان لحي".

ص: 153

محفورًا على تمثال من المرمر مكتوبًا كتابة حسنة1. وقد نعثر في المستقبل على تماثيل أخرى لملوك العرب الجنوبيين من أوسانيين وغيرهم، إذ لا يعقل انفراد أوسان من بين سائر الشعوب العربية الجنوبية بصنع التماثيل.

وذكر "فلبي" ملكًا من ملوك أوسان يقال له "يصدق إيل فرغم زغمهن الشرح"، ولا نعرف من أمره شيئًا. ووردت في الكتابتين الموسومتين بـJaussen 72، 73 وبـJaussen 75، 83، أسماء ملوك أوسانيين منها:"زيحمن بن الشرح ملك أوسان"، و"عم يثع ملك أوسان" و"يصدق إيل فرعم عم يثع"، و"الشرح بن يصدق إيل"، وهي أسماء لقب بعضها بلقب ملك، وحرم بعضها هذا اللقب، ولا نعرف عن أصحابها شيئًا يذكر2.

وقد كانت "أوسان" قبل استيلاء قتبان عليها وإدماجها في حكومة قتبان، مملكة ذات تجارة مع الخارج، تتاجر مع أفريقية، وتحكم أرضين أخرى ليست في الأصل من "أوسان"، مثل:"دهس"، و"تبنو"، و"كحد". استدل بعض الباحثين من إطلاق مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتري" على الساحل الإفريقي الواقع شمال "بمبا" Pemba و"زنزبار""زنجبار" اسم "الساحل الأوساني" عليه، على أن الأوسانيين كانوا قد حكموه، ونزح بعضهم إليه فسكنه، وصار تابعًا لأوسان، ولا يمكن حدوث ذلك بالطبع لو لم يكن الأوسانيون أقوياء ولهم أرض واسعة في العربية الجنوبية ذات عدد كبير من السكان، بحيث يسمح لهم بالاستيلاء على الساحل الإفريقي. ويرجح العلماء زمان حكم الأوسانيين لذلك الساحل الإفريقي إلى ما قبل السنة "400ق. م"3.

وتقع مملكة أوسان في جنوب "قتبان"، وهي من الحكومات العربية الجنوبية الصغيرة، إلا أنها كانت ذات أهمية؛ إذ كانت تمتلك الساحل الإفريقي الذي أشرت إليه، وتتاجر مع سكانه. وقد كان ميناء "عدن" من جملة الأماكن التابعة لهذه المملكة4.

ومن ملوك أوسان، ملك ذكر اسمه في النص الموسوم بـGlaser 1600

1 Orientalia، Vol.، I، P.30، 119، "1932"

2 Beitrage، S. 70

3 Beitrage، S. 74، Periplus Maris Erythraei، 22، A. Grohmann، Arabien، S. 25

4 Discoveries، P.39

ص: 154

الذي تحدث عن حملة قام بها الملك "كرب إيل وتر" على جملة قبائل وإمارات وحكومات ملكية صغيرة. فبعد أن استولى هذا الملك على مدينة "شرجب"1 بين الجوف ونجران، ساق جيوشه إلى "أوسان"، فقتل ستة عشر ألف رجل، وأسر أربعين، واحتل أماكن أخرى كانت تابعة لأوسان، هي:"حمن""حمان"، و"أنفم""أنف"، و"حبن""حبان"، و"ديب""دياب"، و"رشا""رشاي"، و"جردن""جردان"، و"دتنت""دتنة"، و"تفذ" إلى ساحل البحر. وذكر النص بعد ذلك معبد "مرتوم""مرتم""مرتو" الذي اسمه "مسور"2، أما ملك "أوسان" فكان اسمه "مرتوم""مرتو"3.

وقد كانت قتبان حليفة لسبأ في هذه الحرب، وقد يكون تعبيرنا أدق وأصح لو قلنا: إنها كانت تابعة لها في هذا العهد؛ ولذلك اشتركت مع السبئيين ضد الأوسانيين. أما "أوسان" فكان إلى جانبها "دتنت" و"دهس" و"تبنى" وبعض قبائل "كحد"، وقد رأيت أن جميع هذه القبائل ومعها "أوسان" كانت تابعة لمملكة قتبان. ويظهر أنها ثارت على قتبان، وانفصلت عنها، فتكونت مملكة أوسان، ودخلت القبائل الأخرى في هذه المملكة، أي: مملكة أوسان، أو أنها تحالفت معها، واستقلت كلٌّ في منطقتها فكونت إمارة أو مملكة صغيرة. فلما انتهى "كرب إيل وتر" من مملكة أوسان، تعقب هذه القبائل وأخضعها لحكمه. ويظهر أن ملك "دهس" الذي كان في حلف مع أوسان، أو خاضعًا لها، انتهز فرصة انتصار "كرب إيل وتر" على أوسان فأعلن انفصاله عنهم وانضمامه إلى السبئيين، فكافأه "كرب إيل وتر" بإعطائه جزءًا من أرض أوسان هو أرض "أدوم""أود"4.

وقد احتل السبئيون أرض أوسان وأرض تبنى، ووهبوا أرض "كحد ذ حضنم" لإله سبأ "المقه"، أي: إن الملك "كرب ال""كربئيل""كرب إيل" وهبها لحكومة ولشعب سبأ، وأنعم على قتبان وحضرموت ببعض الأرضين التي

1 Glaser، Skizze، 2، S.89

2 Glaser، Skizze، 2، S. 89، Hartmann، Arabische Frage، S. 185

3 Beitrage، S. 8، Background، P.14

4 Glaser، 1000 A7، Rhodokanakis، Ktb.، I، S. 28

ص: 155

غنمها من الأوسانيين. ويظهر أنها كانت قتبانية وحضرمية في الأصل، غير أن الأوسانيين اغتصبوها منهم، فأعادها "كرب إيل" إلى قتبان وحضرموت، لمساعدتهما له. وقد كان ملك قتبان الملك "وروإيل" إذ ذاك.

ويظهر من عبارة "وقني كرب إيل كل قسط كحد

جوم لا لمقه ولسبا"، ومن جملة "كل قسط كحد حرهو وعبد هو"، أن أرض "كحد ذ حضنم" التي وهبت لألمقه ولشعب سبأ، أصبحت ملكا خاصا بالملك "كرب إيل"، وأن جميع أهل "كحد" أحرارًا وعبيدًا صاروا أتباعًا له، يستغلون الأرض ويدفعون إليه الغلات1.

وقد جعل "فلبي" الملك "مرتو" في رأس قائمته التي وضعها لملوك "أوسان"، وجعل زمان حكمه فيما بين السنة "620" والسنة "600ق. م."؛ وذلك ليجعله معاصرا لـ"كرب إيل وتر" الذي جعل حكمه في هذا الزمن2. وهو رأي يعارضه أكثر الباحثين في العربيات الجنوبية، إذ جعلوا حكمه في حوالي السنة "450" قبل الميلاد، أو بعد ذلك بقليل3.

ووضع "فلبي" اسم الملك "ذيدم""ذيد""زيد" بعد اسم الملك "مرتو"، وجعل زمان حكمه في حوالي السنة "230ق. م."؛ فترك بذلك فجوة كبيرة لا يدري من حكم فيها، ولم يعرف اسم والد الملك "ذيدم"، وقد ذكر أنه كان من عشيرة "بغيثت"4.

ثم ذكر "فلبي""معد إيل سلحن" بعد "ذيد"، وجعله ابنًا له، وجعل حكمه في حوالي السنة "210ق. م."، وذلك جريًا على طريقته في وضع مدة "20" سنة لكل ملك يقضيها في الحكم. ثم جعل "يصدق إيل فرعم شرج عت" من بعد "معد إيل" وجعله ابنًا له، وصيَّر زمان حكمه في حوالي السنة "190ق. م." وجعل "زيد سلحن" شقيقًا له، كما جعل له أختا، ثم وضع الملك "معد إيل سلحن" بعد "يصدق إيل فرعم"، وجعله ابنًا له، وجعل زمان حكمه في حوالي السنة "170ق. م.". ثم صير "يصدق

1 Rhodokanakis، Ktb.، I، S. 30

2 Background، P.144

3 Beitrage، S. 8

4 Background، P.144

ص: 156

إيل فرعم عم يثع" ملكًا من بعده، وهو ابن "معد إيل سلحن"، وجعل حكمه في حوالي السنة "150ق. م.". ثم جعل "فرعم زهمهن الشرح" ملكًا من بعده، وهو ابن "يصدق إيل فرعم عم يثع"، وجعل حكمه في حوالي السنة "135ق. م". ثم ذكر "عم يثع غيلن لحى" من بعده، وهو ابن "يصدق إيل فرعم عم يثع"، وقد جعل حكمه حوالي السنة "120ق. م."1.

ولم يذكر "فلبي" ملكًا آخر بعد هذا الملك، وإنما ذكر أنه في حوالي السنة "115ق. م." ضم "الشرح يحضب""ملك سبأ وذي ريدان" مملكة أوسان إلى أرض السبئيين2.

ويعارض ترتيب "فلبي" لأسماء ملوك "أوسان" رأي كثير من علماء العربيات الجنوبية؛ فقد ذهب أكثرهم إلى تقديم الملوك الذين ذكرهم "فلبي" بعد الملك "مرتو" عليه، وجعلوا زمانهم أقدم من زمانه، فقدروا زمان الملك "يصدق إيل فرعم شرح إيل" في النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد مثلًا، أي: قبل سنة "450ق. م."، وهذا يعني أنه أقدم عهدًا من "مرتو"، أي: إن رأيهم هو عكس ما ذهب "فلبي" إليه3.

وقد ذهبت "بيرين" J. Pirenne إلى أن أوسان كانت مملكة في أواخر القرن الأول قبل الميلاد أو بعد الميلاد بقليل، وأن حكم الملك "يصدق إيل فرعم شرحت بن ودم" كان في حوالي السنة "24ق. م."4.

لقد كان معبد "نعمان" المعبد الرئيسي عند الأوسانيين، وقد خصص بعبادة الإله "ود"، وهو إلههم الكبير. ويقع هذا المعبد في "وادي نعمان"5، وقد ورد اسمه في عدد من الكتابات الأوسانية6.

1 Background، P.144

2 Background، P.144

3 Beitrage، S.8

4 Le Museon، 1964، 3-4، P.442، Beitrage، S. 58، J. Pireene، Royaume De Qataban، P.138، 199، Rathjens، Kulturelle Einfluse In Sw – Arabien Besondere Berucksichtigung Des Hellenismus، Jahrb. F. Kleinasiat. Forschung.، I، 1950، S. 27.

5 Beitrage، S. 58

6 Conti Rossini، 93، 94، 96، Ryckmans 116، Jauusen 137، Beitrage، S. 58

ص: 157