المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

"بنو حيث"1، و"بنو ذنحن" "بنو ذنحان"2، وغيرها. و"روثان" من الأسماء المعروفة - المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - جـ ٤

[جواد علي]

الفصل: "بنو حيث"1، و"بنو ذنحن" "بنو ذنحان"2، وغيرها. و"روثان" من الأسماء المعروفة

"بنو حيث"1، و"بنو ذنحن""بنو ذنحان"2، وغيرها.

و"روثان" من الأسماء المعروفة في اليمن، وقد كان محفدًا من المحافد، وقد ذكره "الهمداني" في "الإكليل"3.

وقد ورد في النص4 CIH 102، اسم جماعة تدعى "بني مضن"، "بني مضان" وهم من "أبكلن""أبكل" من سكان مدينة "عمران"، وقد ورد اسم هذه المدينة في نصوص أخرى، يظهر منها أن أصحابها كانوا من "بني أبكلن""أبكل"5.

ولعلَّ لما ذكره "الهمداني" من وجود قبائل تنتسب إلى "الأسد بن عمران"6 علاقة بـ"بني أسدم""أسد" الذي ذكرتهم قبل قليل، كانوا نزولًا في "عمران" فنسبوا إليها.

1 HALEVY، ETUDES، P.138

2 OS 6، HALEVY 20، ETUDES، P.140

3 الإكليل "8/ 90، 91""طبعة نبيه"، "10/ 122، 123، 124".

4 CIH 102، IV، I، II، P.164

5 CIH 95، BR. MUS. 27، OS 20، CIH، IV، I، II، P.155، OSIANDER، ZUR HIMJARISCHEN، IN ZDMG.، XIX، S. 220

6 الإكليل "8/ 70""طبعة نبيه".

ص: 46

‌سخيم:

ومن القبائل في هذا العهد قبيلة "سخيم"، التي ورد اسمها في مواضع من هذا الكتاب. وكانت تتمتع بمنزلة محترمة ومكانة مرموقة، ولها أرضون تؤجرها لمن دونها من القبائل بجعالة سنوية وخدمات تؤديها لسادات هذه القبيلة، وتعد منطقة "شبام سخيم" الموطن الرئيسي لـ"بني سخيم". وقد تحدث "الهمداني" عن "شبام سخيم"، فقال: "ومن قصور اليمن شبام سخيم، وكان فيها السخيميون من سخيم بن يداع بن ذي خولان

وبها مآثر وقصور عظيمة. ومن شبام هذه تحمل الفضة إلى صنعاء، وبينهما أقل من نصف نهار"1. فجعل

1 الإكليل "8/ 83 وما بعدها""طبعة نبيه"، الإكليل "2/ 283 وما بعدها"، "خولان".

ص: 46

"الهمداني""السخيميين" من "ذي خولان"، وقد أخذ هذا النسب من موقع أرض "سخيم" التي تقع في أرض "خولان"، فصار هذا نسبًا للسخيميين على مرور الأيام1.

وكان لـ"بني سخيم" سلطان واسع في "شبام سخيم"، ولهم في هذا الموضع "مزود" يجتمعون فيه، ويتداولون في تصريف أمورهم في السلم والحرب، وكان منهم "أقول" "أقيال" حكموا قبائل أخرى. وقد قام رجالهم بأعمال عمرانية مثل: فتح طرق، وحفر قنوات ومسايل للمياه، يساعدهم عليها أتباعهم من "بني سخيم"، ومن القبائل الأخرى التي كانت نزولًا عليهم. ولتغلب "سخيم" على موضع "شبام"، عرف باسمهم تمييزًا له عن مواضع أخرى عرفت أيضًا باسم "شبام"2.

وقد وصلت إلينا أسماء طائفة من سادات "سخيم"، قاموا بأعمال عمرانية دونوها في كتاباتهم، أو ساعدوا أتباعهم على القيام ببعض الأعمال العمرانية، فذكروا أسماءهم لذلك اعترافًا بفضلهم عليهم. ومن هؤلاء شيخ اسمه "يشرح آل أسرع""يشرع إيل أسرع" وكان رئيسًا على سخيم. وعثر على اسمه في عدد من الكتابات وجدت في "الغراز"3، وجد في إحداها أنه ساعد قبيلة سقط اسمها من النص "وكانت تابعة لبني سخيم" على بناء "مزود" لها4، فذكر اسمه لذلك في الكتابة اعترافًا بفضله على أصحاب النص.

ومن سادات ورؤساء "سخيم""الرم يجعر""الريام يجعر""الريم يجعر"، وكان "قولًا" قيلًا على "سمعي"، التي تكون ثلث "حجرم" في أيام الملك "وتر يهامن""وتر يهأمن"، وهو ابن الملك "الشرح يحضب" ملك سبأ وذي ريدان. وقد أرسله الملك لمحاربة "خولان جددن"، أي خولان النازلة بـ"جددن""جددان"، فانتصر عليها وعلى من انضم إليها، كما يدعي النص الذي سجله هذا القيل5.

1 HANDBUCH، I، S. 132، BEITRAGE، S. 19. FF

2 SAB. INSCHRI.، S. 15

3 SAB. INSCHRI.، S. 18، MM I، RW 59، MM 4، 5.

4 SAB. INSCHRI.، S. 24، MM 4

5 JAMME 601، MAHRAM، P.102، MAMB 205

ص: 47

وكان لـ"سخيم" سلطان على فرع من قبيلة "سمعي"، هو الفرع الذي استقر في "حجر"، وقد اختار له "أقوالا" أقيالًا من "بني سخيم"، ولعل هذا الفرع ترك موطنه الأصلي لخصام وقع له مع بقية فروع "سمعي"، فهاجر إلى هذا الموضع، ونزل في جوار "سخيم"، وعد منهم، وحكمه لذلك أقيال من سخيم. ويجوز أن يكون هؤلاء السمعيون هم سكان هذه المنطقة في الأصل، إلا أن "سخيمًا" تغلبوا عليهم، وصارت لهم الإمارة في "شبام"، فصار "سمعي حجر" أتباعا لهم. والظاهر أن "حجر" كانت تعد ملك "سخيم" أو تابعة لسلطانهم السياسي؛ ولذلك كان أقيال "اليرسميين" من "بني سخيم" كذلك.

وقد كانت "سخيم" من القبائل المهمة في أيام "الشرح يحضب""اليشرح يحضب". وقد ورد في كتابة عثر عليها في "شبام سخيم"، كتبها جماعة من "سمعي" التابعين لسخيم، حمد للآلهة وثناء عليها، إذ منت على أصحابها بالمنن والنعماء، ورجاء منها بأن تمن عليهم بالخير والبركة وعلى ملكهم "الشرح يحضب""اليشرح يحضب" وأولاده وعلى "أقولهم" أقيالهم السخميين، أي من "بني سخيم"1. ويظهر أن رؤساءها اكتسبوا قبل تولي "الشرح" العرش قوة وسلطانًا جعلا قبيلتهم ذات مكانة حين صار العرش إليه.

وكما كان لملوك معين ومأرب وحمير وغيرهم قصورهم وحصونهم التي صارت رمزًا لهم ولشعوبهم، كذلك كان لملوك "سمعي" وسخيم قصرهم الذي عرف بهم، وهو "حصن ذي مرمر"، وقد بُني على مرتفع من الأرض يبلغ ارتفاعه زهاء "210" أمتار عن السهل الذي يقع فيه، فيشرف على مدينة "شبام سخيم" القديمة2، وهو حصن قوي، حُصِّن بسور متين ليمنع المهاجمين من الوصول إليه. وقد ذكر اسمه في عدد من الكتابات، وبقي هذا الحصن قائمًا إلى حوالي السنة "1583م"، فهدمه والي اليمن العثماني ليبني بحجارته مدينة جديدة3.

وكان لسادات سخيم قصر يسمى "بيتن ريمن"، أي:"بيت ريمان"،

1 SAB. INSCHR.، S. 38، MM 24، BEITRAGE، S. 19.

2 BEITRAGE، S. 17، 18

3 BEITRAGE، S. 18، GLASER 1209

ص: 48

وقد نعت أصحابه أنفسهم بـ"أبعل بيتن رمن"، أي: سادات وأرباب بيت ريمان1، وقد ورد اسمه في عدد من النصوص2. ويلاحظ أن أصحاب "بيت ريمان" كانوا أقيالًا على "يرسم".

ومن سادات وأرباب وأصحاب "أبعل""بيت ريمان"، القيل "شر حعث أشوع" وابنه "مرثدم"، وهما من "سخيم". وكانا قيلين على بطن "يرسم" من بطون "سمعي" في أيام الملكين:"ثأران يهنعم" و"ملككرب يهأمن""ملكي سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"3.

وكان "وهب أوم ياذف""وهب أوَّام يأذف" وشقيقه "يدم يدرم" من أصحاب "بيت ريمان"، ومن أقيال "يرسم" التي هي من "سمعي" المكونة لثلث "حجرم"4.

ومن بطون "سمعي" التي تكون ثلث "حجرم"، بطن "يرسم"، وكان يحكمه في أيام "نشأكرب يأمن" وهو ابن "الشرح يحضب"، جماعة من "سخيم"، وقد كلفوا محاربة "خولن جددن"، أي "خولان جددان". وكانت قد ثارت على "سبأ وذي ريدان"، فانتصروا عليها وأخذوا غنائم وأسرى منها، كما تعهد رؤساؤها بإطاعة أوامر الملوك5.

ومن أتباع "سخيم" عشيرة عرفت بـ"ذ مليحم""ذي مليح"، وكانت تقيم في "الغراز"6. ويظهر أنها كانت في الأصل من المعينيين، ثم هاجرت إلى "شبام"، فنزلت على "بني سخيم"7، وقد هاجر غيرهم من المعينيين إلى أرض السبئيين، مثل "سريعم" أي: "بني سريع"، وهاجر غيرهم إلى أماكن أخرى. والظاهر أن هجرتهم هذه حدثت بعد ضعف معين8.

1 راجع السطر الثالث من النص: Jamme 616، Mamb 199، Mahram، P 114

2 REP. EPIG. 4919، CIH 537، REP. EPIG. 4979

3 JAMME 670، MAMB 292، MAHRAM، PP.175

4 JAMME 718، 788، MAMB 56، 62، MAHRAM، P.202 234.

5 JAMME 616، MAMB 199، MAHRAM، PP.113

6 SAB. INSCHR.، S. 204

7 SAB. INSCHR.، S. 48، CIH 29، IV، I، I، P.46، GLASER، 281

8 SAB. INSCHR.، S. 49

ص: 49