المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الفصل السادس والعشرون: أسر وقبائل ‌ ‌مدخل … الفصل السادس والعشرون: أسر وقبائل تحدثت عن - المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - جـ ٤

[جواد علي]

الفصل: ‌ ‌الفصل السادس والعشرون: أسر وقبائل ‌ ‌مدخل … الفصل السادس والعشرون: أسر وقبائل تحدثت عن

‌الفصل السادس والعشرون: أسر وقبائل

‌مدخل

الفصل السادس والعشرون: أسر وقبائل

تحدثت عن ملوك سبأ، وعليَّ الآن أن أتحدث عن الأسر وعن القبائل التي كانت لها أعمال بارزة ملحوظة في هذا العهد؛ إذ كانت من القوى الموجهة، ولتوجيهها أثر مهم في سياسة زمانها.

وأول من يجب أن أبدأ بهم، "فيشن""فيشان"؛ فمنهم كان مكربو سبأ، ومنهم كان الملوك. ولا بد أن يكون الفيشانيون من القبائل القوية الكثيرة العدد، وإلا لم تخضع لها القبائل الأخرى ولم تسلم لها بالقيادة والسيادة.

وكانت "صرواح" عاصمة المكربين، من أهم مواطن الفيشانيين. وقد ورد في الكتابة الموسومة بـGlaser 926 أنهم كانوا أصحاب "عهرو"1، أي: نادٍ يشبه "المزود"، أو "دار ندوة" قريش2، يجتمع فيه ساداتهم للتشاور في الأمور، وللتحدث عما يحدث لهم.

وقد أضاف المكرب والملك "كرب إيل وتر" إلى أسرته وإلى قبيلته "فيشن""فيشان" أملاكًا واسعة كما ذكر ذلك هو نفسه في كتابته: "كتابة صرواح". وقد أخذ تلك الأملاك من القبائل التي عارضته وحاربته، فتوسعت رقعة منازلها بفضل هذه الأملاك.

1 Ktb.، II، S. 49.

2 المصدر نفسه "ص50".

ص: 42

وجاءت في بعض النصوص، جملة هي:"سبأ وفيشان"1، فعطفت "فيشان" على سبأ، مما يدل على أن "فيشان" لم تكن في عداد سبأ في نظر القوم إذ ذاك.

وقد جاء في النص: Jamme 558 أن: "يدع إيل" وهو ابن "كرب إيل بين""ملك سبأ" وكذلك "الشرح"، وهو ابن "سمه على ذرح"، كانا من عشيرة "شعبهمو""شعب""فيشن"، أي:"فيشان"2. ففيشان إذن من الأسر القديمة المعروفة في اليمن، ومنها كان أقدم حكام سبأ3.

وقد ولدت قبيلة أخرى عددًا من الملوك، جلسوا على عرش سبأ وحكموا السبئيين وغيره، وهذه القبيلة هي قبيلة "مرثد" وهي من "بكل""بكيل". وكانت تتعبد للإله "المقه" إله السبئيين الأول، وقد أقامت له معابد عديدة، منها معبده المسمى بـ"المقه ذهرن"، أي: معبد "المقه" في "ذي هرن""ذي هران"4، و"هران" من المواضع التي ذكرها "الهمداني"5.

ومن ملوك سبأ الذين تبوءوا العرش، وهم من "مرثد"، الملك "أنمار يهأمن بن وهب إيل" الذي سبق أن تحدثت عنه، وأكثر الكتابات التي ترجع إلى عهده، عثر عليها في مدينة "حاز" في جنوب "عمران"6.

ومن ملوك سبأ الذين أصلهم إلى "مرثد"، الملك "الشرح يحضب" وأبناؤه، وقد دون اسم "الشرح" في جملة كتابات عثر عليها في "شبام سخيم".

وكانت لمرثد أرضون غنية واسعة في الجزء الغربي من "بلد همدان"، وهي جزء من أرض "بكل""بَكِيل"7، تستغلها قبائل "بكيل" وبطونها لقاء جُعْل تدفعه لسادات القبائل والملوك، يتفق على مقداره، ويقال لعقد هذه الاتفاقيات:"وتف""وتفن". وتشرف معابد "المقه" على أوقاف واسعة

1 Handbuch.، I، S. 129

2 الفقرة السابعة من النص: Jamme 558، Mamb 201، Mahram، PP.24

3 A. F. L. Beeston، Sculptures And Inscription From Shabwa، In Jras، 1954، Pp.52، Mahram، P.27، Smith، In Vetus Testamentum، Ii، 1952، P.287

4 Cih Iv، I، Ii، P.Iii، Handbuch، L، S. 88

5 الصفة "2/ 117"، الإكليل "8/ 117""طبعة نبيه".

6 حاز، الإكليل "2/ 385، 456"، Handbuch، I، S. 886

7 KTB.، II، S. 71

ص: 43

لها، تؤجرها أحيانا لسادات القبائل بمبالغ يتفق عليها الطرفان.

وقد وصلت إلينا جملة عقود "وتف" عقدت بين كُهَّان معابد "المقه" وسادات "مرثد"، منها الاتفاقية المعروفة1 بـGlaser 131. وقد تعهدت "مرثد" فيها لمعبد "المقه بعل أوم" بالوفاء له بما اتفق عليه، تدفعه له في وقته في كل سنة، كما تعاقدت عليه في الشروط المدونة في "الوتف"، على أن يهبها الإله "المقه" غلة وافرة ومحصولًا جيدًا. ويظهر أنها لم تفِ للمعبد بما اتفق عليه، ولم تسلم له حصته كما ينبغي، وصادف جدب أنزل أضرارًا بمرثد، ففسر الكهان ذلك بغضب إلهي أرسله "المقه" على "مرثد" لعدم وفائهم بالعهد، فارتأى سادتهم أن يكفروا عما بدر منهم، والوفاء في الموسم المقبل، فجددوا العهد، وكتبوه مجددًا تأكيدًا على أنفسهم أمام الإله "المقه" الذي وافق على ذلك ورضي به2. ويعني ذلك بالطبع رضاء الكهان وموافقتهم على تجديد العقد.

وتحكمت "مرثد"، بما لها من سلطان واتساع أرضين، في عشائر أخرى دانت لها بحق "الجوار"، وعدت سادة "مرثد" سادتها كذلك. وقد اختارت كل عشيرة منها من شاءت من سادة مرثد، فكان ممن ساد منهم عشيرة "عرن""عران" سيد من "مرثد" اسمه "ريبم" أي "ريب". وقد ورد اسمه في نص كتبه في سنة "خرف""خريف""عم كرب بن سمه كرب بن حزفرم" وذلك حمدًا وثناء على الإله "المقه" رب معبد "ذ هرن""ذي هران"3؛ لمننه ونعمائه، وتعبيرًا عن حمده وشكره، قدم له نذرًا أهداه إلى ذلك المعبد4.

وكان "بنو أرفط""بن أرفط" من القبائل التي دانت بسيادة "بني مرثد" عليهم، كما يتبين من كتاباتهم. فقد عبروا عنهم بـ"أمرائهم بني مرثد"5، وعبروا عن سيادة "بني مرثد" عليهم بجملة "آدم بن مرثدم"، أي: "خول

1 Glaser 131، Cih 99، Studi. Lexi.، Ii، S. 157

2 Bodenwirtschaft، S. 23

3 "المقه ذهرن" المقه ذو هران".

4 Cih 73، Iv، I، Ii، P.108، E. Osiander، Zur Himjarischen Alterthumskunde، In Zdmg.، Xix، S. 161، Bm 4، Osi

5 Cih 75، Br. Mus. 7، Os 9، Cih، Iv، I، Ii، P.114

ص: 44

بني مرثد"1، وفي هذا التعبير دلالة واضحة على أنهم كانوا أتباعًا لبني مرثد، خاضعين لهم؛ فإن لفظة "أدم" لا تقال إلا تعبيرًا عن التبعية والخضوع.

وعرفنا من الكتابات اسم قبيلة أخرى كانت تعد نفسها في جوار "بني مرثد" وولائهم، وهي قبيلة "نبشم""نبش""نابش"، وقد قدم أحد أبنائها نذرًا إلى "المقه ذي هران"، وذكر أن ذلك كان في أيام سيده وأميره "يثعم" أي:"يثع" من مرثد2.

ويعد "بن أخرف""بنو أخرف"، وهم على ما يظن "بنو الخارف" من أتباع "مرثد" أيضًا. وقد ورد في النص: CIH 79 اسم أحد رؤسائهم من "مرثد"، وهو "يفرعم""يفرع". وقد ذكر "نشوان بن سعيد الحميري" أن "الخارف بطن من همدان من حاشد"، وذكر نسبهم وبطونهم في الجزء العاشر من "الإكليل"3.

وكان "بنو وهرن""بنو وهران"، من أتباع "مرثد" كذلك، وقد صرح بذلك أحدهم في كتابة قدمها إلى "المقه ذي هران"4.

ومن القبائل التي اعترفت بسيادة "مرثد" عليها، "بنو كنبم""بنو كنب"5، و"بنو عبدم ذي روثن" أي:"بنو عبد" أصحاب "روثان"6، و"بنو أرفث"7، و"بنو ضنبم"8، أي:"بنو ضب"، و"بنو أسدم"، أي:"بنو أسد" الذين تعبدوا لألمقه بمعبده في موضع "صوفن""صوفان"9، و"بنو يهفرع"10، و"بنو أشيب"11، و"بنو قرين""قورين"12، و"بنو حيثم"

1 Cih 77، Br. Mus. 9، Osiander، In Zdmg.، Xix، S. 199

2 Cih 76، Br. Mus. 8، Os 12، Cih، Iv، I، Ii، P.116

3 Cih 79، Br. Mus. Ii، Os 8، Cih، Vi، I، Ii، P.121

4 Cih 87، Iv، I، Ii، P.140، Br. Mus. 19، Os. 18

5 CIH 88، IV، I، II، P.143، BR. MUS. 20، OS 16، OSIANDER IN ZDMG.، XIX، S. 210.

6 HALEVY 6، ETUDES، P.114، OS 22

7 OS 9، HALEVY، ETUDES، P.117

8 HALEVY 16، ETUDES، P.131، OS 23

9 OS 27، HALEVY 17، ETUDES، P.132، CIH 84، IV، I، II، P.135

10 HALEVY 25، ETUDES، 145، CIH 72، IV، I، II، P.106، OS 5، BR. MUS. 3.

11 OS 18، HALEVY 27، ETUDES، P.148

12 HALEVY 18، ETUDES P.136، OS 13، D. NIELSEN، DER SAB. GOTT ILMUKAH، S. 49، PRATORIUS، BEITR.، S. 141

ص: 45