الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - أبواب: التفسير مع فضائل القرآن الكريم
(متن الحديث)(إسناده)(درجته)(تخريجه)(موضعه في كتب الشيخ) كتابُ اللهِ يرفعُ صاحبَهُ:
606/ 1 - (إنّ الله يرفع فإذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين).
(رواه: أبو الطفيل، عامر بنُ واثلة، أنَّ نافع بن عبد الحارث لقي عُمر بعُسفان، وكان عُمر يستعملُهُ على مكّةَ، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابنَ أبزى. قال: ومَن ابنُ أبزى؟ قال: مولى مِن موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟! قال: إنَّه قاريءٌ لكتاب الله عز وجل، وإنَّه عالمٌ بالفرائض. قال عُمر: أمَا إنَّ نبيكم صلى الله عليه وسلم، قد قال: .. وذكر الحديث.
أخرجه مسلمٌ 817/ 269، عن يعقوب بن إبراهيم. وابنُ ماجه 218، قال: ثنا أبو مروان محمد بنُ عثمان العثمانيّ. وأحمد 1/ 35، قال: ثنا أبو كامل مظفَّر ابنُ مدرك. والبزار 249 - البحر. والبغويُّ في شرح السنة 4/ 442 عن أبي داود الطيالسيّ. كلُّهم عن إبراهيم بن سعد، قال: ثنا ابنُ شهاب، عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة بهذا.
ورواه شُعَيب بنُ أبي حمزة، عن الزهري بهذا.
أخرجه مسلمٌ، قال: حدثني عبد الله بنُ عبد الرحمن الدارميّ وأبو بكر بنُ إسحاق،
قالا: ثنا أبو اليمان هو الحكم بنُ نافع، قال: نا شُعَيب بن أبي حمزة.
ورواه معمر بن راشد، عن الزهري كذلك.
أخرجه أحمد 1/ 35، وابنُ حبان 772، عن عبد الرزاق -وهو في المصنف 20944 - ، قال: نا معمر هذا.
وأخرجه أبو يعلى 210، قال: ثنا إبراهيم بنُ الحجاج الساميّ: ثنا حماد بنُ سلمة، عن حميد، عن الحسن بن مُسلم (1)، أنَّ عُمر بنَ الخطاب استعمل ابنَ عبد الحارث على أهل مكة، فقدِمَ عُمر، فاستقبله نافع بنُ عبد الحارث، واستخلف على أهل مكة عبد الرحمن بن أبزى، فغضب عُمر حتى قام في الغَرزِ، فقال: أتَستَخلفُ على آلِ الله عبد الرحمن بن أبزى؟ قال: إني وجدتُهُ أقرأهم لكتاب الله، وأفقههم في دين الله، فتواضعَ لها عُمر حتى اطمأنَّ على رَحلِهِ، فقال: لئن قلتَ ذاكَ، لقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الله سيرفعُ بهذا الدين أقوامًا ويضعُ به آخرين".
وإسناده ضعيفٌ لانقطاعه بين الحسن بن مُسلم الواسطى وعُمر رضي الله عنه).
(حديثٌ صحيحٌ. وفيه إثبات سماع عبد الرحمن بن أبزى من عُمر رضي الله عنه.
قال شيخُنا رضي الله عنه: فنقل ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 128 عن أبي زرعة، قال: عبد الرحمن بن أبزى عن عُمر: مرسلٌ. اهـ.
قلتُ -يعني: شيخُنا-: ولا أعرف في الرواة من يُقال له: "عبد الرحمن بن أبزى"
(1) هذا الراوي وقع في تنبيه الهاجد 9 / رقم 2124: (الحسن بن سَلم)؛ ولما راجعتُ مسند أبي يعلى وجدته هكذا: (الحسن بن مسلم). وهو ابنُ يناق المكي، أحد الثقات من طبقة صغار التابعين، روى له الجماعة عدا الترمذي، ويروي عند حميد.
إلا مولى نافع بن الحارث، وقد ورد ذكره في حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة. . . ثم ذكر شيخُنا الحديثَ سندًا ومتنًا وتخريجًا كما تقدم، ثم قال:
وقد صرَّح البخاريُّ في التاريخ الكبير 3/ 1 / 245 بأنَّ له صحبة، وجزم أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل 2/ 2 / 209 بأنَّه أدرك النبيّ صلى الله عليه وسلم، وصلَّى خلفه. وقال الحافظ في التبصرة ص 31: صحابيٌّ مشهور. فمثل هذا لا يُقال فيه: لم يسمع من عُمر أو لم يدركه. والله أعلم).
(م، ق، حم، البزار، بغ، حب، عب، يع)(تنبيه 9 / رقم 2124).
تَتَنَزَّلُ السَّكِينةُ عندما يُتلَى كِتابُ الله:
607/ 2 - (كان رجلٌ يقرأ سورةَ الكهف، وإلى جانِبِهِ حصانٌ مربوطٌ بِشَطَنَينِ، فتغشته سحابةٌ، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسُهُ ينفرُ، فلمَّا أصبحَ أَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكر له ذلك، فقال:"تلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقرآن". لفظ البخاري.
وعند مسلم: "تلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرآن". وعند أحمد: "تلكَ السَّكِينَةُ نزَلَتْ بالقرآن". الشَّطَنَين: تثينة شطن، وهو الحبل) (2).
(أخرجوه من طرقٍ: عن أبي إسحاق السبيعيّ، عن البراء بنِ عازب رضي الله عنه، قال: كان رجلٌ يقرأ
…
الحديث.
ورواه عن أبي إسحاق: شعبة، وإسرائيل بنُ يونس، وزهير ابنُ معاوية).
(2) وانظر أبواب: فضائل النبيّ صلى الله عليه وسلم والآل والصحب / باب: مناقب أُسَيد بن حُضَير رضي الله عنه.
(قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وقال أبو نعيم: صحيحٌ متفقٌ عليه).
(خ، م، ت، حم، طي، ابن أبي الدنيا تهجد، ابن الضريس، حب، الرُّوياني، ابن نصر قيام الليل، ابن قانع، شهدة، هق دلائل، نعيم حلية، خط أسماء مبهمة، ابن بشكوال، بغ)(التسلية / ح 61؛ جنة المرتاب / 126؛ تنبيه / رقم 369؛ فصل الخطاب / 41؛ ابن كثير 1/ 249، الفضائل / 168).
فصلٌ: وأخرجه ابنُ قانع، ومن طريقه ابنُ بشكوال ص 782 من طريق محمد بنِ حُمَيد: نا سلمةٌ، عن محمد بنِ إسحاق، عن زهير بنِ معاوية، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أُسَيد
…
فذكره. كذا رواه ابنُ إسحاق، عن زهير؛ فجعله من "مسند أُسَيد".
وخالفه: يحيى بنُ يحيى، وعَمرو بنُ خالد، وغيرهما فرووه عن زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء، أنَّ أُسيدًا
…
وذكره، فجعلوه من "مسند البراء" كما مرَّ وهو الصواب. ومخالفةُ ابنِ إسحاق واهيةٌ لأجل محمد بنِ حميد، وتدليس ابنِ إسحاق، وسلمة بنُ الفضل: ضعَّفه النسائيُّ وغيره، ومشَّاه ابنُ معين وغيره.
فضلُ قرآنِ الفجرِ:
608/ 3 - (فضلُ صلاةِ الجميع على صلاةِ الواحد: خمسٌ وعشرونَ درجةً. وتجتمعُ ملائكةُ الليلِ وملاتكةُ النَّهار في صلاة الصبح. قال أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء / 78]. قال معمرٌ: قال قتادة: يشهده ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهار)
(رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. وقد خُولِفَ عبد الرزاق. خالفه: عبد الأعلى بنُ عبد الأعلى، كما في الحديث التالي).
(حديثٌ صحيحٌ. ورواه: الإمامُ مالك (3)، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. وللحديث طرق أخرى (4) عن أبي هريرة رضي الله عنه).
(حم، عب، ابن المنذر، حب، السَّرَّاج)(التسلية / ح 64).
609/ 4 - (تَفْضُلُ صلاةٌ في الجميع على صلاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ: خمسًا وعشرينَ درجةً. قال: وتجتمعُ ملائكةُ الليلِ وملائكة النَّهار في صلاةِ الفجرِ. قال أبو هريرة: اقرأوا إِنْ شِئتُم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء / 78]. لفظ مسلم).
(حدَّثَ به: عبدُ الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بنِ المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. ورواه محمد بنُ الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا مثله).
(حديثٌ صحيحٌ. هذا اختلافُ تنوخ لا يضر، لا سيما وقد رواه: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة معًا، عن أبي هريرة رضي الله عنه، كما في الحديث التالي)(م، ش، حم، هق. تخريج حديث الزبيدي: س) (التسلية / ح
(3) ذكرتُ حديثَهُ في أبواب الإيمان والإسلام والإحسان.
(4)
ذكرتُ شيئًا منها في أبواب: الزهد والرقائق، وفي أبواب: الصلاة والمساجد / باب فضل صلاتي الفجر والعصر.
64).
610/ 5 - (فضلُ صلاةِ الجمعِ على صلاةِ الواحدِ = خمسٌ وعشرونَ درجةً، وتجتمعُ ملائكة الليلِ وملائكةُ النَّهار في صلاةِ الفجرِ. يقولُ أبو هريرة: اقرءُوا إِنْ شِئتُم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}).
(حدَّث به: البخاريُّ في صحيحه كتاب التفسير / باب {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} قال مجاهد: صلاةَ الفجر / 8/ 399، قال: حدثني عبد الله بنُ محمد: ثنا عبد الرزاق: نا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة هو ابن عبد الرحمن وابن المسيب هو سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقد توبع معمرٌ عليه هكذا. تابعه شعيب بنُ أبي حمزة فرواه، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة معًا عن أبي هريرة رضي الله عنه مثله).
(حديثٌ صحيحٌ. والحديث محفوظٌ عن الزهري، عنهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه).
(خ، م، ابن جرير، هق، هق شعب)(التسلية / ح 64).
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى:
611/ 6 - (أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: ملأ الله بُيُوتَهم وقُبُورَهم نارًا، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى (5))
(5) حديث (الصلاة الوسطى) أخرجته بشواهده في أبواب: الصلاة والمساجد والأذان.
(أخرجه ابنُ ماجه 684، وابنُ سعد 2/ 72، وابنُ خزيمة ج 2 / رقم 1336، وأبو يعلى 386، 387، وابنُ حبان من طرقٍ عن حماد بنِ زيد، عن عاصم بنِ أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عليّ بهذا.
ورواه عن حماد بن زيد: أحمد بنُ عبدة، وعارم، وأبو الربيع الزهراني، وعبيد الله ابنُ عُمر بن ميسرة، ومعلّى بنُ ميمون.
وتابعه: جابر الجعفيّ، عن عاصم، عن زر، عن عليِّ به. أخرجه أحمد 1/ 150.
وتابعه أيضًا: زائدة بنُ قدامة، فرواه عن عاصم، عن زر، عن عليِّ نحوه؛ وفيه: قال عليٌّ: كنَّا نرى أنها الفجر. أخرجه الطحاويُّ في شرح المعاني 1/ 173.
وخالفهم -أعني: حماد بن زيد وجابرًا وزائدة-: سفيان الثوريُّ، فرواه عن عاصم، عن زرِّ، قال: قلنا لعبيدة: اسأل عليًّا عن الصلاة الوسطى؟ فقال: كنَّا نرى أنها الفجر، حتى سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول يوم الحندق
…
فذكره. فصار الحديث: عن زر، عن عبيدة، عن عليّ.
أخرجه عبد الرزاق ج 1 / رقم 2192، وأبو يعلى 390، 621، والسَّرَّاج ج8 / ق 141/ 2 - 142/ 1، وابنُ أبي حاتم في تفسيره كما في ابن كثير 1/ 290، والطبري 2/ 345، والطحاويُّ 1/ 174، وابنُ أبي خيثمة في تاريخه ج 50 / ق 49/ 1، وابنُ عبد البر 4/ 288، وابنُ الدمياطي في جزء أبي عبد الله الأسعرديّ ق 253/ 1، والبيهقيُّ 1/ 460، والبغويُّ في شرح السنة 2/ 233 من طرقٍ عن سفيان الثوري. ورواه عن الثوري: أبو نعيم، ويحيى بن سعيد، ومعمر بن راشد، وابن مهدي، ووكيع، ومحمد بنُ كثير، والفريابي.
وتابعهم: عبيد الله بنُ عبد الرحمن الأشجعيّ، فرواه عن الثوريّ، عن عاصم، عن زر،
عن عبيدة، عن عليّ فذكره. أخرجه أخرجه السَّرَّاج 8/ 142 / 1، قال: ثنا أبو يحيى البزار: ثنا إبراهيم بنُ أبي الليث: ثنا الأشجعيُّ.).
(قال شيخُنا رضي الله عنه: فهذا إن لم يهم فيه عاصم، محمولٌ على أن زر ابنَ حبيش سمعه من عليّ ومن عبيدة عن علي، ومثل هذا في الأسانيد كثيرٌ؛ ثم وقفت على ما يؤيد ذلك والحمد لله: انظر الحديث التالي).
(ق، ابن سعد، خز، يع، حب، حم، طح معاني، عب، السَّرَّاج، ابن أبي حاتم، ابن جرير، ابن أبي خيثمة، ابن عبد البر، ابن الدمياطي، هق، بغ).
(الفوائد / 73 - 74 ح 28).
612/ 7 - (كنَّا نرى أنها صلاةُ الفجر، فبينا نحن كذلك نقاتل الأحزاب، حتى أرهقتنا الصلاة، وكانت قبيل غروب الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم املأ قلوبَ هؤلاء الذين شغلونا عن الصلاة الوسطى نارًا، واملأ أجوافهم -أو املأ قُبُورَهم نارًا، أو املأ بُيُوتَهم نارًا- "فعلمنا يومئذٍ أنها صلاة العصر).
(فأخرجه محمد بنُ إبراهيم الجرجانيُّ في الأمالي ق 78/ 1 - 2، من طريق عبد الرحمن بنِ عبد الله بن سعد: ثنا عَمرو بنُ قيس، عن عاصم، عن زر بنِ حُبَيش، قال: انطلقتُ أنا وعَبِيدة السلمانيّ إلى عليّ، فأمرتُ عبيدةَ أن يسأله عن الصلاة الوسطى فقال له عبيدة: يا أمير المؤمنين! ما الصلاة الوسطى؟ قال:
…
فذكره).
(قال شيخُنا رضي الله عنه: وعَمرو بنُ قيس: ليس هو الملائي، بل هو عَمرو ابنُ أبي قيس الرازي وثقه ابنُ معين وابنُ حبان. وقال البزار: مستقيم الحديث.
وقال أبو داود: لا بأس به. وقال مرَّةً: في حديثه خطأ. وعبد الرحمن بنُ عبد الله ابن سعد: هو الدشتكي، وهو ثقةٌ.
فهذه الرواية تدل على أن الحديث -يعني: حديث عاصم- صحيحٌ إن شاء الله).
(محمد بن إبراهيم الجرجانيّ)(الفوائد / 74 - 75 ح 28).
فصلٌ فيه حديث الحارث عن عليّ: ذكرهُ الدارقطنيُّ في العلل 3/ 152 - 153 وسئل عن حديث الحارث، عن عليّ، فقال: "يرويه يعقوب بنُ محمد الزهري، عن ابن عيينة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. ووقفه غيره عن ابن عيينة.
وكذلك رواه إسرائيل وغيرُهُ عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ، قال: صلاة الوسطى صلاة العصر.
ورواه محمد بنُ إسحاق عن أبي إسحاق فرفعه، وتابعه محمد بنُ كثير الكوفي، عن الأجلح، عن أبي إسحاق، فرفعه أيضًا، والموقوف أصحُّ. اهـ.
فقال شيخُنا رضي الله عنه: والطريق الموقوف أخرجه الطبريُّ 2/ 342، والدمياطي في كشف المغطى، من طريق سفيان به.
وترجيح الدارقطني الموقوف نظريٌّ، بمعنى أن الموقوف ليس بصحيحٍ، لأن الحارث الأعور واهٍ. والله أعلم. (الفوائد / 75 ح 28)
فصلٌ: وقد أخرجه الطيالسيُّ 164، قال: ثنا قيس، عن عاصم، عن زِرّ، عن عليّ مرفوعًا: الصلاة الوسطى، صلاة العصر. وقيس: هو ابنُ الربيع: سيءُ الحفظ. (الفوائد / 75 - 76 ح 28)
سببُ نزولِ قوله تعالى {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
فيه حديثُ البراء بنِ عازب رضي الله عنه:
613/ 8 - (لَمَّا نزلت {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} جاء عَمرو بنُ أُمِّ مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وكان ضرير البصر، فقال: يا رسول الله! ما تأمرني، إني ضريرُ البصر؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} الآية [النساء / 95]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة").
(رواه: أبو إسحاق السبيعي، قال سمعتُ البراء بنَ عازب رضي الله عنه، قال: لمَّا نزلت
…
وذكر الحديث). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. ويقال: عَمرو ابن أمِّ مكتوم. ويقال: عبد الله بن أم مكتوم. وهو عبد الله بنُ زائدة. وأم مكتوم أُمُّه).
(خ، م، س، س تفسير، ت، مي، حم، طي، ابن سعد، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، معجم الصحابة، كر، ش، ابن جرير، يع، حب، أبو مطيع، طح مشكل، الواحدي، هق، عبد تفسره، ابن المنذر تفسيره، ابن الأنباري).
(التسلية / ح 38؛ ابن كثير 1/ 189؛ الفضائل / 93، غوث 3/ 287 ح 1034).
فصلٌ: رواه عن أبي إسحاق السبيعي هكذا جماعةٌ من أعيان أصحابه، منهم: شعبة بنُ الحجاج، وسفيان الثوري، وزهير بنُ معاوية، وسليمان التيميّ، وأبو بكر بنُ عياش، وإسرائيل بنُ يونس، ومسعر بنُ كدام، وزكريا بنُ أبي زائدة.
وخالفهم: أبو سنان الشيباني، فرواه عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: لمَّا نزلت {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} جاء ابنُ أُمِّ مكتوم، فقال: يا رسول الله! أمَا لي رخصة؟ قال: "لا". قال ابنُ أم مكتوم: اللهم إني ضرير، فرخص لي، فأنزل الله {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} . أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 5 / رقم 5053، قال: ثنا محمد ابنُ عبد الله الحضرميُّ. وابنُ جرير في تفسيره 5/ 144. قالا: ثنا أبو كريب: ثنا إسحاق بنُ سليمان، عن أبي سنان.
قال الهيثميُّ في المجمع 7/ 9: رجاله ثقات. وكذا قال السيوطيُّ في الدر 2/ 202.
قلتُ: نعم. ولكنه معلٍّ بالمخالفة.
فأبو سنان الشيباني هو سعيد بنُ سنان الأصغر: وثقه أكثر النقاد، لكن ضعَّفه أحمد.
وقال ابنُ عديّ: وأبو سنان هذا له غير ما ذكرتُ من الحديث، أحاديث غرائب وأفراد. وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب والوضع لا إسنادًا ولا متنًا، ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء، ورواياته تحتمل وتقبل. اهـ.
فمثله لا تحتمل مخالفته لهذا الجمع من الثقات، فروايته شاذة أو منكرة.
وسئل أبو زرعة، عن هذا الحديث -كما في علل الحديث 992 لابن أبي حاتم- فقال:"هذا خطأ: عن زيد بن أرقم. فإنما هو: أبو إسحاق عن البراء بن عازب عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. كذا رواه شعبة والثوري وإسرائيل". اهـ.
وصرَّح الحافظُ في الفتح 8/ 261 بتقديم رواية الجماعة، وهو الصواب الموافق
للأصول.
وأغرب الشيخُ أبو الأشبال رحمه الله، إذ قال في تعليقه على تفسير الطبري 10/ 89 - 90:"ولسنا نرى هذا علة لذاك، ولا ذاك علة لهذا". اهـ.
{تنبيه} : قال الحافظُ في الفتح 8/ 261: "وأبو سنان اسمه ضرار بنُ مرّة". وأخذه منه البدر العيني في العمدة 18/ 186 وهو خطأ. بل الصواب أنه أبو سنان الشيباني الأصغر، اسمه سعيد بنُ سنان كما مرَّ. أمَّا ضرار بنُ مرّة فهو أبو سنان الأكبر، ولم يذكروا له رواية عن أبي إسحاق السبيعي، ولا ذكروا إسحاق بن سليمان الرازي في الرواة عنه، إنما ذُكر ذلك في ترجمة أبي سنان الأصغر. والله أعلم.
وفيه حديثُ ابن عباس رضي الله عنهما:
614/ 9 - ({لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} عَنْ بَدْر والخَارجُون إلى بَدْرٍ، لمَّا نَزَلَت غزوةُ بدر قال عبد الله بنُ جحشٍ وابنُ أُمِّ مكتوم: إنَّا أعمَيَانِ يا رسول الله، فهل لنا رخصةٌ؟ فنزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء / 95]، وفضل الله المجاهدينَ على القاعدينَ درجةً فهؤلاء القاعدون غيرُ أولي الضرر، {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء / 95] درجاتٍ منه على القاعدينَ من المؤمنينَ غيرَ أولي الضرر).
(رواه: ابنُ جريجٍ، قال: أخبرني عبد الكريم -هو ابنُ مالك الجزري أبو سعيد الحرَّانيّ-: سمع مِقسمًا مولى عبد الله بن الحارث، يحدِّث عن ابن عباس، أنه قال:
فذكره).
(قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه من حديث ابن عباس. ومقسم، يقال: هو مولى عبد الله بن الحارث. ويقال: هو مولى ابن عباس. وكنيته أبو القاسم)(خ، س تفسير، ت، ابن جرير، هق، ابن المنذر تفسيره).
(التسلية / ح 38).
فصلٌ: وله طريقٌ آخر عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أخرجه ابنُ جرير ج 10 / رقم 10243، قال: حدثني محمد بنُ سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ:{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} [النساء / 95] فسمع بذلك عبد الله بنُ أمِّ مكتوم الأعمى، فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت، وأنا رجلٌ ضرير البصر، لا أستطيع الجهاد، فهل لي من رخصة عند الله إن قعدت؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أمرتُ في شأنك بشيء، وما أدري هل يكون لك ولأصحابك من رخصة! " فقال ابنُ أم مكتوم: اللهم إني أنشدك بصري! فأنزل الله بعد ذلك على رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} إلى قوله: {عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} [النساء / 95].
قلتُ: وسنده ضعيفٌ جدًّا. وهذا الإسناد يتكرر كثيرا في تفسير الطبري. ومحمد ابن سعد -شيخ الطبري- ليس هو صاحب الطبقات، وإنما هو: محمد بنُ سعد ابن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي. قال الدارقطنيُّ: لا بأس به. وترجمه الخطيب 5/ 322 - 323، وليَّنه، وانظر اللسان 5/ 174. وأبوه: سعد بنُ محمد ابن الحسن تالفٌ، سئل عنه أحمد، فقال:"ذاك جهميٌّ، لو لم يكن هذا أيضًا، لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعًا لذلك". له ترجمة في تاريخ بغداد 9/ 126 - 127، واللسان. وعمه -يعني: عمّ سعد-، هو الحسن بنُ الحسن ابنِ عطية العوفي: ضعَّفه ابنُ معين وأبو حاتم والنسائيُّ وابنُ سعد، وحكى الخطيبُ 8/ 31 - 32 أخبارًا طريفةً في طول لحيته، وكانت تصل إلى ركبته!. وأبوه: هو الحسن بنُ عطية، ضعَّفه البخاريُّ وأبو حاتم وابنُ حبان وآخرون. وأبوه: هو عطية العوفي ضعيفٌ أيضًا، فهذه أسرة كلها ضعفاء!!.
وفيه حديثُ زيد بنِ ثابت رضي الله عنه:
615/ 10 - (رأيتُ مَرْوان بنَ الحكم جالسًا في المسجد، فأقبلتُ حتى جلستُ إليه، فأخبرنا أنَّ زيد بنَ ثابت، أخبره أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أملا عليه {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء / 95]، قال: فجاءهُ ابنُ أمِّ مكتوم وهو يملُّها عليَّ، فقال: يا رسول الله! والله لو أستطيعُ الجهادَ لجاهدتُ -وكان رجلًا أعمى- فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم، وفخذُهُ على فخذي، فثقلت حتي خِفتُ أن تُرَضَّ فخذي، ثم سُرِّي عنه فأنزل الله تعالى {غَيْرُ أُولِي
اَلضَّرَرِ} [النساء / 95]).
(رواه: إبراهيم بنُ سعد، عن صالح بنِ كيسان، عن الزهري، قال: حدثني سهل ابنُ سعد الساعدي، قال: رأيتُ مروان .. وذكره).
(حديثٌ صحيحٌ. ورواه عن إبراهيم بنِ سعد: إسماعيل بنُ عبد الله، وعبد العزيز ابنُ عبد الله، ومحمد بنُ يحيى، ويعقوب بن إبراهيم، وإبراهيم بنُ حمزة.
قال الترمذيُّ: هذا حديث حسن صحيح.
وتوبع صالح بنُ كيسان. تابعه: عبد الرحمن بنُ إسحاق، عن الزهري بسنده سواء مثله. أخرجه النسائيُّ 6/ 9، وابنُ سعد 4/ 212، وابنُ جرير ج 10 / رقم 10239، والطبرانيُّ في الكبير ج 5 / رقم 4814، 4815 من طرق عن بشر ابنِ المفضل، عن عبد الرحمن بنِ إسحاق بسنده سواء.
ورواه عن بشر بنِ المفضل: محمد بنُ عبد الله بنِ بزيع، ويعقوب بنُ إبراهيم، وخالد ابنُ عبد الله، ومسدد بنُ مسرهد، ومحمد بنُ عبد الله الرقاشي.
قال النسائيُّ عقبه: عبد الرحمن بن إسحاق هذا ليس به بأس، وعبد الرحمن ابنُ إسحاق يروي عنه عليّ بنُ مُسهر وأبو معاوية وعبد الواحد بنُ زياد، عن النعمان ابنِ سعد؛ ليس بثقة. اهـ.
وخالفهما -يعني: صالح بن كيسان وعبد الرحمن بن إسحاق- معمر بنُ راشد، فرواه عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد. وانظره في الحديث التالي).
(خ، س، ت، حم، ابن سعد، طحاوي مشكل، هق، طب كبير، جا، بغ تفسير)(التسلية / ح 38).
616/ 11 - (كنتُ أكتبُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: "اكتب: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} " [النساء: 95] فجاء عبد الله بنُ أم مكتوم، فقال: يا رسول الله! إني أحبُّ الجهادَ في سبيل الله، ولكنَّ بي مِنَ الزَّمَانة، وقد ترى، وذهبَ بصري. قال زيدٌ: فثقلت فخذ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على فخذي حتى خشيت أنَّ ترضَّها، فقال: اكتب: " {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} " [النساء: 95]).
(رواه عبد الرزاق، قال: أنا معمر بنُ راشد، عن الزهري، عن قبيصة بنِ ذؤيب، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: كنت أكتب
…
فذكره. وتابعه ابنُ المبارك، عن معمر مثله. أخرجه الطبراني أيضًا. وفي سنده محمد بنُ حُمَيد الرازي، وهو واهٍ). (السند الأول صحيحٌ. رجاله رجال الشيخين. فيظهرُ لي أنَّ الوجهي محفوظان. والله أعلم.)(حم، نعيم دلائل، ابن جرير، طب كبير)(ابن كثير 1/ 189؛ الفضائل / 93؛ غوث 3/ 287 ح 1034؛ التسلية / ح 38).
فصلٌ: وبعد كتابة ما تقدم بنحو سنتين، رأيتُ ابنَ أبي حاتم في علل الحديث 970، قال: سألتُ أبي عن حديثٍ رواه بشر بنُ المفضل، عن عبد الرحمن ابنِ إسحاق، عن الزهري، عن سهل بنِ سعد، عن مروان بن الحكم، عن زيد ابن ثابت .. فذكره. قال: قال أبي: رواه ابنُ المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد بن ثابت، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. قيل لأبي: أيهما أشبه؟ قال: قد تابع عبد الرحمن بنَ إسحاق: صالح بنُ كيسان على هذه الرواية. وتابع معمرًا
بعضُ الشاميين عن الزهري. ومعمرُ كان ألزم للزهري. اهـ. قلتُ: فيظهر من هذا الكلام أنَّ أبا حاتم يرجح رواية معمر، والصواب ما قدمتُ من صحة الروايتين جميعًا، لا سيما وقد روى البخاريُّ حديثَ صالح بنِ كيسان كما مرَّ. والله أعلم.
فصلٌ: وله طريقان آخران عن زيد بن ثابت رضي الله عنه:-
أولُهُما: إبراهيم بنُ عبد الرحمن بنِ عوف، عن زيد بنِ ثابت رضي الله عنه، قال: لمَّا نزلت هذه الآيه: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكتف فكتبها، فجاء عبد الله بنُ أمِّ مكتوم، فشكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل:{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} .
أخرجه عبد بنُ حُمَيد في المنتخب من المسند 241، قال: نا النضر بنُ شميل: أنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن زيد بن ثابت.
وهذا سندٌ رجالُهُ رجال الشيخين، وإبراهيم بنُ عبد الرحمن بنِ عوف أدرك زيد ابنَ ثابت إدراكًا بيِّنًا، فكلاهما مدنيٍّ، وكان لإبراهيم يوم مات زيدٌ: خمسٌ وعشرون سنة لولا ما يأتي ذكرُهُ.
وقد خولف النضر بنُ شميل. خالفه: محمد بنُ جعفر غندر. فرواه عن شعبة، قال: أخبرني سعد بن إبراهيم، عن رجلٍ، عن زيد بن ثابت نحوه. فأبهم شيخ "سعد ابن إبراهيم".
أخرجه مسلمٌ 1898/ 141، قال: ثنا محمد بنُ المثنى: ثنا محمد بنُ جعفر به.
وخولف ابنُ المثنى. خالفه: محمد بنُ بشار، قال: ثنا محمد بنُ جعفر، عن شعبة، قال: أخبرني سعد بنُ إبراهيم، عن أبيه، عن رجلٍ، عن زيد بن ثابت نحوه. فأدخل واسطةً بين شيخ "سعد بن إبراهيم" و"زيد بن ثابت". أخرجه مسلمٌ أيضًا.
وتوبع محمد بنُ بشار على هذه الرواية. فرواه ابنُ سعد في الطبقات 4/ 210 - 211، قال: نا سليمان أبو داود الطيالسيُّ، قال: نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن رجلٍ، عن زيد بن ثابت مثله.
فيمكن حمل رواية ابن المثنى، عن غندر، عن شعبة؛ على رواية النضر بن شميل، عن شعبة؛ فيكون "الرجل المبهم" في رواية ابن المثنى، هو "إبراهيم بن عبد الرحمن" كما في رواية النضر بن شميل. غير أن رواية ابن بشار عن غندر، والطيالسيّ كلاهما عن شعبة، بينت لنا أنَّ إبراهيم بنَ عبد الرحمن لم يسمعه من زيد بنِ ثابت. فيكون السندُ ضعيفًا. والله أعلم.
ثانيهما: كما في الحديث التالي:
617/ 12 - (كنتُ إلى جنبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينةُ، فوقعت فخذُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فما وجدت ثِقَل شيءٍ أثقلَ مِنْ فخذِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثم سُرِّي عنه، فقال:"اكتب" فكتبت في كتفٍ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إلى آخر الآية. فقام ابنُ أمِّ مكتوم، وكان رجلًا أعمى، فى سمع فضيلة المجاهدين، فقال: يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلما قضى كلامه غشيتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم السكينةُ، فوقعت
فخذه على فخذي، ووجدتُ مِنْ ثقلها في المرَّةِ الثانية كما وجدت في المرَّةِ الأولى، ثم سُرِّي عَنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"اقرأ يا زيد" فقرأت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} . فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} الآية كلَّها. قال زيدٌ: فأنزلها الله وحدها، فألحقُتها، والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى مُلحقَها عند صدع في كتفٍ).
(رواه: عبد الرحمن بنُ أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت قال:
…
فذكره).
(هذا سندٌ حسنٌ، وابن أبي الزناد: فيه مقالٌ معروف، لكنه توبع على أصل الحديث. والحمد لله)(د، ابن سعد، لسعيد بن منصور، ك، ابن المنذر تفسير، ابن الأنباري)(التسلية / ح 38؛ ابن كثير 1/ 189؛ الفضائل / 93؛ غوث 3/ 287 ح 1034).
وله طريق آخر:
618/ 13 - (كنتُ أكتبُ بين يَدَيْ النبيّ صلى الله عليه وسلم في كتف {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ} ، وابنُ أمِّ مكتوم عند النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله قد أنزل الله في فضل الجهاد ما أنزل، وأنا رجلٌ ضرير، فهل لي من رخصة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا أدري" قال
زيد بنُ ثابت: وقلمي رطب ما جف حتى غشى النبيّ صلى الله عليه وسلم الوحيُ، ووقع فخذُهُ على فخذي حتى كادت تدق من ثقل الوحي، ثم جلى عنه، فقال: لي: اكتب يا زيد {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ).
(ذكره السيوطيُّ في الدر المنثور 2/ 203، وقال:
أخرج ابنُ فهر في كتاب فضائل مالك، وابنُ عساكر من طريق عبد الله بنِ رافع، قال: قدم هارون الرشيد المدينة، فوجه البَرْمَكِيّ إلى مالك، وقال له: احمل إليَّ الكتاب الذي صنفته حتى أسمعه منك.
فقال للبرمكي: اقرئه السلام، وقل له: إنَّ العلمَ يُزار ولا يزور، وإنَّ العلمَ يؤتى ولا يأتي. فرجع البرمكيُّ إلى هارون الرشيد، فقال له: يا أمر المؤمنين يبلُغُ أهلَ العراقِ أنك وجَّهت إلى مالك فخالفك، اعزمُ عليه حتى يأتيك، فإذا بمالكٍ قد دخل وليس معه كتابٌ، وأتاه مُسَلِّمًا، فقال:
يا أمير المؤمنين إن الله جعلك في هذا الموضع لعلمك، فلا تكُنْ أنت أوَّلَ من يُضعُ العلم فيضعك الله، ولقد رأيتُ من ليس في حسبك ولا بيتك يُعزُّ هذا العلم ويجلُّه، فأنتَ أحرى أنَّ تعز وتجل علمَ ابنِ عمِّكَ، ولم يزل يُعدِّدُ عليه من ذلك حتى بكى هارون، ثم قال مالكٌ: أخبرني الزهريُّ، عن خارجةَ بنِ زيد، قال: قال زيد ابنُ ثابت:
…
وذكر الحديث، ثم قال:
فيا أمير المؤمنين حرفٌ واحدٌ بعث به جبريلَ والملائكةَ عليهم السلام، من مسيرة خمسين ألف عامٍ حتى أنزل على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي لي أنْ أُعزَّهُ وأُجلَّهُ.؟!).
(صحيحٌ)(ابن فهر، كر)(التسلية / ح 38).
فصلٌ فيه شاهد من حديثِ الفلتان بنِ عاصم رضي الله عنه، قال: كنا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه دام بصره، مفتوحة عيناه، وفرغ سمعة وقلبه لما يأتيه من الله. قال: فكنا نعرف ذلك منه. فقال للكاتب: "اكتب: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ". قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله! ما ذنبُنا؟ فأنزل الله. فقلنا للأعمى: إنه ينزل على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فخاف أن يكون عليه شيء من أمره، فبقي قائمًا يقول: أعوذ بغضب رسول الله: قال: فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم للكاتب: "اكتب: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ".
أخرجه ابنُ أبي شيبة في مسنده - كما في الإصابة 5/ 378 - ، وعبد بنُ حميد - كما في الدر المنثور 2/ 202 - . وأبو يعلى ج 3 / رقم 1583، وابنُ أبي عاصم في الآحاد والمثاني 1039، وابنُ حبان 1733، والبزار في مسنده ج 3 / رقم 2203 - كشف الأستار، والطحاويُّ في المشكل 4/ 148 - 149، والطبراني في الكبير ج 18 / رقم 856 من طرقٍ عن عبد الواحد بنِ زياد، قال: ثنا عاصم بنُ كليب: ثني أبي: ثنا الفلتان بنُ عاصم.
قال الهيثميُّ في المجمع 7/ 9: رجال أبي يعلى ثقاتٌ.
وفي الباب مراسيل أخرى عند ابن سعد 4/ 210، وابنِ جرير 10244 - 10247، وانظر الدر المنثور 2/ 204. (التسلية / ح 38).
نزول القرآن على سبعةِ أحرُف، وفيه عشرةُ أحاديث:
أولًا حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
619/ 14 - (أقرأني جبريلُ عليه السلام على حرفٍ، فراجعتُهُ، فلم أزل أستَزِيدُهُ، وَيَزِيدُنِي حتى انتهى إلى سبعةِ أحرُفٍ. قال الزهريُّ: بلغني أنَّ تلكَ السبعةَ الأحرفَ إنما هِيَ في الأمر الذي يكونُ واحدًا، لا يختلفُ في حلالٍ ولا حرامٍ).
(رواه: الزهريُّ، عن عُبَيد الله بنِ عبد الله بنِ عتبة بنِ مسعود، عن ابن عباس مرفوعًا. ورواه عن الزهريّ: يونس بنُ يزيد، ومعمر بنُ راشد، وعقيل بنُ خالد، ومحمد بنُ عبد الله بنِ أخي الزهري، وصالح بنُ أبي الأخضر).
(حديثٌ صحيحٌ، بل متواترٌ. وذكر ابنُ الجزريّ رحمه الله في النشر 1/ 21 أسماءَ الذين رووا هذا الحديث وهم: عمر بنُ الخطاب، وهشام بنُ حكيم بن حزام، وعبد الرحمن بنُ عوف، وأُبَيّ بنُ كعب، وعبد الله بنُ مسعود، ومعاذ بنُ جبل، وأبو هريرة، وعبد الله بنُ عباس، وأبو سعيد الخدريّ، وحذيفة بنُ اليمان، وأبو بَكَرَة، وزيد بنُ أرقم، وعَمرو بن العاص، وأنس بنُ مالك، وسمرة بنُ جندب، وعُمر ابنُ أبي سلمة، وأبو جُهَيم، وأبو طلحة، وأمُّ أيوب الأنصارية". وقال ابنُ الجزري:"وقد تتبعتُ طرق هذا الحديث في جزءٍ مفرد جمعتُهُ في ذلك". اهـ.
قال شيخُنا رضي الله عنه: وقد خرجتُ هنا ما ظفرتُ به من أسماء الصحابة الذين ذكرهم ابنُ الجزري، وزدتُ عليه والحمدُ لله. اهـ.
وفي معنى سبعة أحرف، قال البغويُّ في شرح السنة 3/ 44 - 45:
"قد اختلف أهلُ العلم في هذه الأحرف السبعة وأكثروا فيها القول، فقال قومٌ: هو وعدٌ، ووعيدٌ، وحلالٌ، وحرامٌ، ومواعظُ، وأمثال، واحتجاج.
وقال قومٌ: هو أمرٌ، ونهيٌّ، وحظرٌ، وإباحةٌ، وخبر ما كان وما يكون، وأمثال.
وأظهرُ الأقاويلِ وأصحُّها وأشبهُهَا بظاهر الحديثِ أنَّ المرادَ مِن هذه الحروف اللغاتُ، وهو أنْ يقرأه كلٌّ قومٍ من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام، والإظهار، والإمالة، والتفخيم، والإشمام، والإتمام، والهمز، والتليين، وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلمة الواحدة.
قال ابنُ مسعود: إنما هو كقول أحدهم: هلُمَّ وتعالَ وأقبل.
ثم فسره ابنُ سرين، فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زَقْيَةً واحدةً) وهي في قراءتنا (صيحةً واحدةً) والمعنى فيهما واحدٌ.
وقال أبو عُبَيد: سبعة أحرف: يعني: سبعَ لغات مِنْ لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعُ لغات، ولكن هذه اللغات السبع متفرقةٌ في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هَوازن، وبعضه بلغة هُذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كلِّه واحدِةٌ، معناه: أنزل القرآن مأذونًا للقاريء أن يقرأ على أيِّ هذه الوجوه شاء، قالوا: وكان ذلك توسعةً من الله عز وجل ورحمةً على هذه الأمة، إذ لو كُلِّف كلُّ فريقٍ منهم تركَ لغتهم، والعدولَ عن عادة نشؤوا عليها إلى غيرها، لشَقَّ عليهم". اهـ.
وقال الحافظ في الفتح 9/ 23: "قوله سبعة أحرف:
يعني سبعة أوجه، يجوز أن يقرأ بكل وجه منها، وليس المراد أن كل كلمة ولا جملة منه تقرأ على سبعة أوجه، بل الراد أن غاية ما انتهى إليه عدد القِرَاءات في الكلمة
الواحدة إلى سبعة. فإن قيل فإنَّا نجد بعضَ الكلمات يُقرأ على أكثر من سبعة أوجه، فالجواب أن غالب ذلك إما لا يثبت الزيادة، وإما أن يكون من قبيل الاختلاف في كيفية الأداء كما في المد والإمالة ونحوهما. وقيل ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل المراد التسهيل والتيسير، ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعين في العشرات والسبعمائة في المئين ولا يراد العدد المعين، وإلى هذا جنح عياض ومن تبعه. وذكر القرطبيُّ عن ابن حبان أنه بلغ الاختلاف في معنى الأحرف السبعة إلي خمسة وثلاثين قولًا ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة. وقال المنذري: أكثرها غير مختار، ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا بعد تتبعي مظانه من "صحيحه". وسأذكر ما انتهى إليَّ من أقوال العلماء في ذلك مع بيان المقبول منها والمردود إن شاء الله تعالى في آخر هذا الباب". اهـ.).
(خ، م، حم، أبو عبيد فضائل القرآن، الذهلي جزء من حديثه، عب، ابن جرير، أبو الحسين الدقاق، ابن الأعرابي، طح مشكل، أبو محمد الجوهري، طب أوسط، طب صغير، هق، هق صغير، هق شعب، خط، بغ)(التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 189؛ الفضائل / 94).
ثانيًا: فصلٌ فيه حديث عثمان بنِ عفان رضي الله عنه: أخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير كما في النشر 1/ 21، وفي المجمع 7/ 152، عن أبي المنهال سيَّار ابنِ سلامة، قال: بلغنا أنّ عثمان رضي الله عنه، قال يومًا وهو على المنبر: اذكر الله رجلا سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال:"أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلُّها شافٍ كافٍ" لما قام، فقاموا حتى ما يُحصوا، فشهدوا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك، فقال عثمان: وأنا أشهدُ معهم.
قال الهيثميُّ: رراه أبو يعلى في الكبير، وفيه راوٍ لم يُسَمَّ. اهـ.
ثالثًا حديث عُمر بنِ الخطاب رضي الله عنه (6):
620/ 15 - (سمعتُ هِشام بنَ حكيم بنِ حزامٍ يقرأ سورةَ الفرقانِ على غير ما أقرؤُها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرَأَنِيها. فكدتُ أنْ أعجلَ عليه ثم أمهلتُه حتى انصرفَ، ثم لبَّبتُهُ بردائه فجئتُ به رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسول الله، إني سمعتُ هذا يقرأ سورةَ الفرقانِ على غير ما أقرأتَنِيها. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أرسله"، ثم قال: "اقرأ يا هشام" فقرأ القراءةَ التي سمعتُهُ يقرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هكذا أُنْزِلَت"، ثم قال لي: "اقرأ" فقرَأتُها. فقال: "هكذا أنزلت، إِنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سبعة أحرفٍ، فاقرَؤا ما تَيَسَّرَ منه").
(رواه: مالكٌ، عن الزهريّ، عن عُروهَ، عن عبد الرحمن بنِ عبدٍ القاريء -وحده-، عن عُمر بنِ الخطاب رضي الله عنه بهذا. ورواه عن مالك هكذا خلقٌ من ثقات أصحابه منهم: يحيى بنُ يحيى، وأبو مصعب، وعبد الله بنُ يوسف، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وابنُ القاسم، والقعنبيُّ، ومعن بنُ عيسى، وجويرية بنُ أسماء، وآخرون.
وخالفهم: يحيى بنُ عبد الله بنِ بكر، فرواه عن مالك، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريء، عن عمر. أخرجه الدارقطنيُّ في العلل 2/ 215، وقال: قوله هشام وهمٌ، والصحيح: عن مالك عن ابن شهاب عن
(6) ذكرتُ سياقًا آخر لحديث عُمر رضي الله عنه في أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان.
عروة. اهـ.).
(متفقٌ عليه)(خ، م، س، شفع، شفع رسالة، شفع سنن، حم، أبو عبيد فضائل القرآن، بغ أبو القاسم، حب، طح مشكل، الآجُرّي، ابن عبد البر، بغ).
(التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 126، 301؛ الفضائل / 231،128).
رابعًا حديث أُبَيّ بنِ كعب رضي الله عنه: وله خمسةُ طرُق عنه:
1 -
عبد الرحمن بنُ أبي ليلى، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ، قال:
621/ 16 - (كنتُ في المسجدِ فدخلَ رجلٌ يُصلِّي، فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه. ثم دخل آخرُ فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبهِ. فلما قضينا الصلاةَ دخلنا جميعًا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأَ قراءةً أنكرتُها عليه، ودخل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِهِ، فأمرَهُمَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَرَءَا، فَحَسَّنَ النبيُّ شأنهما، فسُقِطَ في نفسي من التكذيب ولا إذ كنتُ في الجاهلية، فلما رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما قد غَشِيَني ضربَ في صَدْرِي، فَفِضْتُ عَرَقًا، وكأنَّما أنظرُ إلى الله عز وجل فَرَقًا، فقال لِي: "يا أُبَيُّ، أُرسِلَ إلَيّ أَنِ اقرَإِ القرآنَ على حرفٍ، فرددتُ إليه أنْ هَوِّن على أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثانيةَ اقرَأْهُ على حرفين، فرددتُ إليه أنْ هون على أمتي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثالثة اقرأه على سبعةِ أحرُفٍ فَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَها مسألةٌ تسأَلُنيها، فقلتُ: اللهمَّ
اغفِر لأُمَّتِي، اللهم اغفر لأمتي؛ وأَخَّرْتُ الثالثةَ ليومٍ يرغَبُ إِلَيَّ الخلقُ كُلُّهُم حتى إبراهيمُ صلى الله عليه وسلم).
(أخرجوه من طرقٍ عن، إسماعيل بنِ أبي خالد، عن عبد الله بنِ عيسى، عن عبد الرحمن بنِ أبي ليلى، عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه، قال:
…
فذكره.
ورواه عن إسماعيل بنِ أبي خالد: وكيع بنُ الجرَّاح، ويحيى القطان، وابنُ نُميَر، ومحمد بنُ بشر، ومحمد بنُ يزيد الواسطي، وخالد بنُ عبد الله، ومحمد بنُ فضَيل، ومحمد بنُ عُبَيد.
وتابعه -أعني: إسماعيلَ بنَ أبي خالد- محمد بنُ عبد الرحمن بنِ أبي ليلى، عن عبد الله بنِ عيسى بسنده سواء.
أخرجه الكلاباذيُّ في معاني الأخبار ق 232/ 1 - 2 من طريق عمَّار بنِ رزيق، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.).
(صحيحٌ)(م، حم، حم زوائد عبد الله، كر، ابن جرير، ش، حب، الخطابي، هق، بغ)(التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 192؛ الفضائل / 98).
وقد توبع عبد الله بنُ عيسى، فتابعه ثلاثةٌ:
الأول - مجاهد بنُ جبر، عن ابن أبي ليلى، عن أُبَيّ بنِ كعب، قال: 622/ 17 - (أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قال: فأتاه جبريلُ عليه السلام، فقال: إِنَّ الله يأمُرك أنْ تقرأ أُمَّتَكَ القرآنَ على حرفٍ، فقال: أسألُ الله معافاتَهُ ومغفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتِي لا تطيقُ
ذلك. ثم أتاه الثانيةَ، فقال: إن الله يأمرك أنَّ تقرأ أمَّتك القرآن على حرفين. فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإنَّ أمَّتِي لا تطيق ذلك. ثم جاء الثالثة، فقال: إن الله يأمرك أنَّ تقرأ أمَّتك القرآن على ثلاثة أحرفٍ. فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإنَّ أمَّتِي لا تطيق ذلك. ثم جاء الرابعة، فقال: إن الله يأمرك آن تقرأ أمَّتك القرآنَ على سبعَةِ أحرُفٍ، فأيَّمَا حَرْفٍ قرؤُوا عليه فقد أصابُوا).
(أخرجوه من طرقٍ، عن شعبة، عن الحكم بن عُتَيبة، عن مجاهد.
وتوبع شعبة. تابعه: محمد بنُ جحادة عن الحكم به. أخرجه عبد الله بنُ أحمد في زوائد المسند 5/ 128، ومن طريقه القطيعي في جزء الألف دينار 28، وابنُ حبان 738، وابنُ جرير 34، 36، والطبرانيُّ في الكبير ج 1 / رقم 535، والهيثم ابنُ كُلَيب في المسند 1457، وابنُ عبد البر في التمهيد 8/ 287. ووقع في مسند أحمد: "قال عبد الله: حدثني أبي: ثنا جعفر بنُ مهران السماك
…
إلخ" كذا!! وذِكرُ "أحمد ابن حنبل" في السند خطأ، لأن أحمد لم يرو عن جعفر شيئًا، بل ابنه أحمد كما في "التعجيل"، ونبه على ذلك الأخ الكريم بدر البدر جزاه الله خيرًا.
وتوبع الحكم. تابعه: بكير بنُ الأخنس، عن مجاهد به مختصرًا. أخرجه أبو الشيخ في الطبقات 288، وعنه الشجريُّ في الأمالي 1/ 112 من طريق أبي مسعود أحمد ابنِ الفرات الرازي، قال: أنا يحيى بنُ آدم، قال: ثنا قطبة بنُ عبد العزيز، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس.
وهذا الحديث رواه أبو الشيخ في ترجمه "أبي مسعود الرازي"، وقال: "وغرائب
حديثه وما يتفرد به كثيرٌ". ونقل الشجريُّ عن أبي الشيخ، قال: "تفرد به أبو مسعود الرازي أحمد بنُ الفرات بنِ خالد". ثم ساق له هذا الحديث.
ورجال إسناده ثقاتٌ. وأبو مسعود الرازي: وثقوه. وقال الحافظ: "ثقةٌ حافظٌ، تُكلِّم فيه بلا مستند").
(صحيحٌ)(م، د، س، حم، طي، أبو عبيد فضائل القرآن، الشاشي، ابن جرير، طح مشكل، هق، هق صفات)(ابن كثير 1/ 195؛ الفضائل / 102؛ التسلية / ح 39).
الثاني - زبيد بنُ الحارث، عن ابن أبي ليلى، عن أُبَيّ بنِ كعب، قال:
623/ 18 - (أنَّ جبريل عليه السلام أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في أضاة بَنِي غِفَار: فقال: يا محمد! إنّ ربَّك يأمُرُكَ أنْ تقرأَ القرآنَ على حَرْفٍ، فلم يزل يزيده حتى بلغ سبعةَ أحرفٍ).
(حدَّث به عبد الله بنُ أحمد في زوائد المسند 5/ 128، قال: ثنا محمد بنُ سُلَيمان الأسدي -لُوَين-، قال: ثنا الحسن بنُ محمد بنِ أعين، قال: ثنا عُمر بنُ سالم الأفطس، عن أبيه، عن زبيدٍ. ووقع في المسند: قال عبد الله: ثني أبي، قال: ثنا محمد بنُ سليمان .. " وهذا خطأ واضحٌ. ولوين شيخ عبد الله لا أبيه).
(وهذا سندٌ مقارب. رجاله ثقاتٌ إلا عُمر بن سالم بن عجلان الأفطس، فروى عنه جمعٌ ووثقه ابنُ حبان. والله أعلم)(حم زوائد عبد الله)(التسلية / ح 39).
الثالث- عبيد الله بنُ عُمر، عن ابن أبي ليلى، عن أُبَيّ بنِ كعب: أخرجه ابنُ جرير في تفسيره 38. وهذا لا يصح. فقد انتهى شيخُنا رضي الله عنه في بحثه إلى
ترجيح عدم سماع عبيد الله من عبد الرحمن بن أبي ليلى، خلافًا لابن كثير والشيخ أحمد شاكر، وموافقًا لإبراهيم الحربي حيث قال -كما في التهذيب 7/ 40 - : لم يدرك عُبَيد الله بنُ عُمر عبد الرحمن بنَ أبي ليلى. اهـ. (7)
2 -
أنس بنُ مالك رضي الله عنه، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ، قال:
624/ 19 - (ما حاكَ في صَدْرِي مُنْذُ أسلمتُ إلا أَنِّي قرأتُ آيةً، وقرأها آخرُ غيرَ قِرَاءَتِي. فقلتُ: أَقْرَأَنِيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخرُ: أقرأنيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا نبي الله، أقرأتني آيةَ كذا وكذا؟ قال: نعم. وقال الآخرُ: ألم تُقْرِئْنِي آية كذا وكذا؟ قال: نعم، إن جبريلَ وميكائيل عليهما السلام أَتَيَانِي، فقعد جبريلُ عَن يميني وميكائيلُ عَن يساري، فقال جبريل عليه السلام: اقرَإِ القرآنَ على حرفٍ، قال ميكائيلُ: اسْتَزِدْهُ استزده، حتى بَلَغَ سبعةَ أحرُفٍ، فكُلُّ حَرْفٍ شَافٍ كَافٍ).
(أخرجوه من طرقٍ كثيرةٍ عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن أبي ابن كعب رضي الله عنه
…
فذكره). (صحيحٌ)(س، حم، حم زوائد عبد الله، أبو عبيد فضائل القرآن، أبو عبيد غريب، ش، عبد، ابن أبي حاتم علل، حب، ابن جرير، الشاشي، طح مشكل، أبو بكر الشافعي رباعياته، هق صغير، الضياء) (التسلية /
(7) قال أبو عَمرو غفر الله له: وقد بسطتُ ذلك وخدمتُهُ في بحث لي -مجموع من كتب شيخنا رضي الله عنه، اسمه:"إمتاع الأسماع بذكرِ مائتي بحث في السماع لأبي إسحاق الحويني"؛ ولله الحمدُ والمنَّة.
ح 39؛ ابن كثير 1/ 190؛ الفضائل / 95).
فصلٌ: ورواه عن حميد الطويل هكذا: يحيى القطان، ويزيد بنُ هارون، وبشر بنُ المفضل، ويحيى بنُ أيوب، وعبد الله بنُ بكر السهمي، ومعتمر بنُ سُلَيمان، وابنُ أبي عديّ، ومحمد بنُ ميمون، وعليّ بنُ عاصم.
وخالفهم: حماد بنُ سلمة فرواه، عن حميد الطويل، عن أنس، عن عُبادة ابن الصامت، عن أُبَيّ بنِ كعب .. فذكره. فزاد "عبادة" في الإسناد.
أخرجه أحمد 5/ 114، وابنُ حبان 742، والطبريُّ 28، والطبرانيُّ في الأوسط 2/ 20/ 1، وأبو الشيخ في ذكر رواية الأقران ق 13/ 1، والهيثم بنُ كُلَيب في المسند 1426، 1427، وتمام الرازي في الفوائد 1706، والطحاويُّ في المشكل 4/ 182، وابنُ عديّ في الكامل 2/ 679 من طرقٍ عن حماد.
وقال الطبرانيُّ: لم يروه عن حميد إلا حماد بن سلمة. اهـ.
ولعل هذا مما وهم فيه حمادٌ، وكان حفظه تغيَّر قليلًا، ويؤيده إيرادُ ابن عدي الحديثَ في ترجمته، ولم أقف على من تابعه مع مخالفة هذا الجمع.
وذكر أبو حاتم الرازي -كما في العلل 1745 - رواية حماد من غير ترجيح، فإن كان يرجح رواية حماد على زهير فلم يتفرد به زهيرٌ، فتابعه مَنْ قدَّمنا ذكرهم، وهم أكثرُ عددًا وأشدّ إتقانًا. والله أعلم.
خامسًا: فصلٌ فيه حديث أنس رضي الله عنه: وخالف جميعَ مَنْ تقدَّم: مَرْوان ابنُ معاوية الفزاري، فجعله مِنْ مُسند أنس: فأخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 2068 من طريق محمد ابنِ يحيى بنِ أبي عُمر العدني، قال: ثنا مَرْوان ابنُ معاوية الفزاريّ، عن حميد الطويل، عن أنس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنَّ جبريلَ عليه السلام -
أمره أنَّ يقرأ القرآن على سبعةِ أحرُفٍ، كلُّ شافٍ كافٍ.
ونقل الضياء عن الدارقطنيّ أنه قال: رواه مروان الفزاري، عن حميد، عن أنس.
والصحيح: حميد، عن أنس، عن أُبَيّ بنِ كعب.
قلتُ: وما رجَّحَهُ الدارقطنيُّ هو الصواب، وقد روى هذا الحديث: يحيى بنُ سعيد القطان، ويزيد بنُ هارون، وبشر بنُ المفضل، ويحيى بنُ أيوب، وعبد الله بنُ بكر السهمي، ومعتمر بنُ سُلَيمان، وابنُ أبي عديّ، ومحمد بنُ ميمون، وعليّ بنُ عاصم. كلُّهم يرويه عن حميد الطويل، عن أنس، عن أُبَيّ بن كعب. كما تقدَّم والحمدُ لله.
وله طريق آخر: أخرجه تمام الرازي في الفوائد 1651، قال: نا أبو الحسن خيثمة بنُ سليمان: ثنا محمد بنُ عيسى بنِ حيَّان المدائنيّ: ثنا محمد ابنُ الفضل بنِ عطية، عن زيد العَمِّيّ، عن معاوية بنِ قرَّة، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا:"أتاني الملكان، فقال أحدُهُم: اقرأ على حرفٍ، فقال الآخرُ: زِدْهُ؛ فقلتُ: زدني. فما زال يسأل الزيادة مِن صاحبه، وأنا أسألُهُ، حتى انتهى إلى سبعةِ أحرُفٍ. قال: وأقرأنِي أُمَّ الكتاب، فلمَّا بلغ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة / 7] قال الملك: آمين".
وسنده ضعيفٌ جدًّا. ومحمد بنُ الفضل: واهٍ جدًّا، وقد كذَّبُوه. والطريق الأول أجود من هذا ولكنه معلٌّ أيضًا كما رأيت.
3 -
ابنُ عباسٍ، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ، قال:
625/ 20 - (أَقْرَأَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُورةً: فبينا أنا في المسجدِ
جالسٌ إذ سمعت رجلًا يَقْرَؤُها، يُخالِفُ قِراءَتِي، فقلتُ له: مَنْ عَلَّمكَ هذه السُّورةَ؟ فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فقلتُ: لا تُفارِقُنِي حتى نَأْتِيَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُهُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ هذا خالف قراءتي في السورة التي عَلَّمْتَنِي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا أُبيُّ، فقرأتُها، فقال لِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أَحْسَنْتَ"، ثم قال للرجل:"اقرأ"، فقرأَ فخالفَ قِرَاءَتِي، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أحسنت" ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يا أُبَيُّ، إنه أُنْزِلَ القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ، كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍ).
(أخرجه النسائيُّ 2/ 153، قال: أخبرني عَمرو بنُ منصور. والطبرانيُّ في الأوسط 1044، قال: ثنا أحمد بنُ عبد الرحمن بنِ عقال الحرَّانيُّ. قالا: ثنا أبو جعفر بنُ نُفَيل، قال: قرأتُ على معقل بنِ عبيد الله، عن عكرمة بنِ خالد، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه
…
فذكره).
(هذا سندٌ جيدٌ، رجالُهُ ثقاتٌ.
ومعقل بنُ عبيد الله: وثقه أحمد في رواية، وابنُ معين في رواية. وقال ابنُ معين والنسائيُّ:"لا بأس به". وضعفه ابنُ معين في رواية. وقال ابنُ حبان: كان يخطيء ولم يفحش خطؤه، فيستحق الترك. وقال ابنُ عديّ:"حسنُ الحديث". وقال ابنُ القطان: "معقل عندهم مستضعف". فتعقبه الذهبيُّ بقوله: "كذا قال! بل هو عند الأكثرين صدوقٌ لا بأس به").
(س، طب أوسط)(التسلية / ح 39).
4 -
سُلَيمان بنُ صُرَد، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ:
626/ 21 - (يا أُبَيّ إِنِّي أُقْرِئْتُ القرآن، فقيل لي على حرفٍ أو حرفَينِ؟ فقال المَلَكُ الذي معي: قُل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثةٍ؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف. ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ. إِنْ قلتَ سميعًا عليمًا عزيزًا حكيمًا ما لم تختُم آيةَ عذابٍ برحمةٍ أو آيةَ رحمة بعذابٍ. لفظ أبي داود).
(أخرجوه من طرقٍ عن همام بنِ يحيى، عن قتادة، عن يحيى بنِ يعمر، عن سليمان ابن صرد، عن أُبَيّ بنِ كعب، قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره). (وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُهُ ثقات)(د، حم، حم زوائد عبد الله، طح مشكل، أبو عَمرو الداني وقف، هق، هق صغير، الضياء، خط مبهمات)(التسلية / ح 39).
5 -
زر بنُ حُبَيش، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ، قال:
627/ 22 - (لَقِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جبريلَ، فقال: يا جبريل، إِنِّي بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيينَ: منهم العَجُوزُ، والشيخُ الكبيرُ، والغلامُ، والجاريةُ، والرَّجُلُ الذي لم يقرَأ كتابًا قَطُّ. قال: يا محمد، إِنَّ القرآنَ أُنْزِلَ على سبعةِ أحرُفٍ).
(رواه: زائدة بنُ قدامة -وهذا حديثه-، وأبو عوانة الوضاح اليشكري، وشيبان ابنُ عبد الرحمن، وحماد بنُ سلمة أربعتهم، عن عاصم بنِ بهدلة، عن زِرّ بنِ حبيش.
واختلف على شيبان وحماد بن سلمة في روايتهما). (قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ)(ت، حم، شر، حب، ابن جرير، أبو محمد الجوهري، الضياء)(التسلية / ح 39).
سادسًا: فصلٌ فيه حديث حذيفة رضي الله عنه: أخرجه أحمد 5/ 385، 401 من طريق: وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بنِ مهاجر، عن ربعيّ بنِ حراش، قال: حدثني من لم يكذبني -يعني: حذيفة-، قال: لقي النبيّ صلى الله عليه وسلم جبريلَ عند أحجار المرا، فقال:"إنَّ أَمَّتك يقرءون القرآن على سبعة أحرفٍ، فمن قرأ منهم فليقرأ كما علم ولا يرجع عنه". قال عبد الرحمن: "إنَّ مِن أمتك الضعيف، فمن قرأ على حرف فلا يتحول عنه إلى غيره رغبةً عنه".
قال ابنُ كثير في فضائل القرآن ص 107: "إسناده صحيحٌ ولم يخرجوه"!
كذا! وفيه تسامحٌ لا يخفى. وإبراهيم بن مهاجر: ليَّنه أكثر النقاد.
أمَّا الهيثميُّ، فقال في المجمع 7/ 151:"رواه أحمد وفيه راوٍ لم يُسمّ"!
وهذا وهمٌ عجيبٌ، أظنُّهُ بسبب عجلة الهيثمي رحمه الله النظر في السند، فقد وقع في السند"
…
ربعيّ بن حراش، حدثني مَن لم يكذبني
…
" فلما وقع بصرُهُ على قوله: "من لم يكذبني" قال ما قال، ولقد علمت أنه سُمِّيَ، رحمه اللَه تعالى.
سابعًا حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
628/ 23 - (نزل القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ. مِرَاءٌ في القرآن كفرٌ
-ثلاث مرات-، فما عَلِمتم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردُّوه إلى عَالِمِهِ. قوله مراء في القرآن كفر: قال محمد بنُ الحسين الآجري في كتاب الشريعة ج1 / ص 205: فإن قال قائلٌ: عَرِّفنا هذا المراء الذي هو كفر، ما هو؟ قيل له: نَزَلَ هذا القرآنُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبعةِ أحرُفٍ، ومعناها: على سبع لغات، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُلَقِّن كُلَّ قبيلة من العرب على حسب ما يحتمل من لغتهم، تخفيفًا من الله عز وجل، ورحمة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكانوا رُبَّما إذا التقوا، يقول بعضهم لبعضٍ: ليس هكذا القرآن، وليس هكذا علَّمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ويعيبُ بعضُهم قراءةَ بعض، فنهوا عن هذا، وقيل لهم: اقرؤوا كما علمتم، ولا يجحد بعضكم قراءةَ بعض، واحذروا الجدالَ والمراءَ فيما قد تعلمتم. اهـ.).
(رواه: أنس بنُ عياض، قال: حدثني أبو حازم، عن أبي سلمة -لا أعلمه إلا- عن أبي هريرة مرفوعًا به). (وسنده صحيحٌ)(س فضائل، حم، حب، يع، ابن جرير، المُخَلِّص أمالي، محا، خط)(التسلية / ح 39).
629/ 24 - (أُنزِلَ القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ، حكيمًا، عليمًا، غفورًا، رحيمًا. قال ابنُ حِبَّان: "حكيمًا، عليمًا، غفورًا، رحيمًا" قولُ محمد بنِ عَمرو، أدرجه في الخبر، والخبرُ إلى "سبعة أحرفٍ" فقط).
(وتابعه: محمد بنُ عَمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا بهذا).
(وسنده حسنٌ. وقال الهيثمي 7/ 151: رواه أحمد بإسنادين، ورجالُ أحدهما رجالُ الصحيح)(حم، ش، حب، البزار، ابن جرير، أبو محمد الجوهري، ابن عبد البر، هق صغر، خط تلخيص)(ابن كثير 1/ 205،197؛ الفضائل / 114،103؛ التسلية / ح 39).
630/ 25 - (المِرَاءُ في القرآنِ كُفْرٌ).
قال في النهاية 4/ 322: المِرَاءُ: الجدالُ والتَّمارِي والمُمَاراة: المجادلة على مذهب الشَّكِّ والرِّيبَة. قال أبو عُبيد: ليس وجهُ الحديثِ عندنا على الاختلاف في التأويل ولكنَّه على الاختلاف في اللفظ. وهو أن يقرأَ الرَّجُل على حرف، فيقول الآخر: ليس هو هكذا ولكنَّه على خلافه. وكلاهُمَا مُنْزَلٌ مَقْرُوءٌ به. فإذا جَحَد كلُّ واحد منهما قِراءَة صاحبه لم يُؤْمَن أن يكونَ ذلك يُخْرِجُهُ إلى الكفر لأنه نَفَى حرفًا أنزله الله على نبِيّه صلى الله عليه وسلم. اهـ.
(أخرجوه من طرقٍ عن محمد بنِ عَمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا بهذا). (سنده حسنٌ)(ك، ابن نجيد، طب أوسط الآجري، نعيم حلية، ابن بطة)(ابن كثير 1/ 354،205؛ الفضائل / 299،205، التسلية / ح 39).
ثامنًا حديث أم أيوب رضي الله عنها:
631/ 26 - (أُنزِلَ القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ، أيُّها قرأت أجزأك).
(رواه: ابنُ عُيَينة، عن عُبَيد الله بنِ أبي يزيد، عن أبيه، عن أمِّ أيوب امرأة أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا به). (قال ابنُ كثير في الفضائل ص 117: إسناده صحيحٌ ولم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة. اهـ. قلتُ: وإسناده حسنٌ. ورواه أبو الربيع السمان، قال: حدثني عبيد الله بنُ أبي يزيد بسنده سواء. أخرجه ابنُ جرير 24، قال: ثنا أسدٌ، قال: ثنا أبو الربيع السمان فذكره. وسنده ضعيفٌ جدًّا. وأبو الربيع: متروكٌ. والله أعلم)(حم، ش، حمي، سعيد بن منصور تفسيره، ابن جرير، ابن أبي عاصم آحاد، طح مشكل، أبو الحسن بن حيويه، نعيم معرفة، خط جامع)(التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 206؛ الفضائل / 116).
تاسعًا حديث أبي جُهَيم رضي الله عنه الله عنه:
632/ 27 - (أنَّ رجلَين اختلفا في آيةٍ مِنَ القرآن، فقال هذا: تلقَّيتُها مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر تلقَّيتُها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسألا النبَّي صلى الله عليه وسلم، فقال: القرآنُ يُقرَأُ على سبعةِ أحرُفٍ، فلا تمارُوا في القرآن، فإنَّ مِراءً في القرآن كفرٌ. لفظ أحمد).
(رواه: سُلَيمان بنُ بلال، قال: حدثني يزيد بنُ خُصَيفة؛ أخبرني بُسْر بنُ سعيد، قال: حدثني أبو جُهَيم بهذا). (رجحَ ابنُ كثير هذا الوجه في فضائل القرآن ص 118، فقال: إسناده صحيحٌ. وصححه أيضًا في التفسير 1/ 208، وزاد: ولم يخرجوه. قلتُ: وقد خولف يزيد بنُ خصيفة فيه كما يأتي إن شاء الله تعالى).
(حم، ابن جرير، طح مشكل، ابن عبد البر، ابن قانع)(التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 208؛ الفضائل / 118).
عاشرًا حديث عَمرو بن العاص رضي الله عنه:
633/ 28 - (إنَّ هذا القرآن نزل على سبعةِ أحرُفٍ، فأيُّ ذلك قرأتم أصبتم، فلا تمارُوا في القرآن، فإن مراءٌ فيه كفرٌ).
(أخرجوه من طريق: الليث بن سعد وعبد الله بنِ جعفر المَخرَمي والدَّراورديّ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بنِ إبراهيم، عن بُسر بنِ سعيد، عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، أَنّ رجلًا قرأ آيةً مِنَ القرآن، فقال له عَمرو -يعني: ابن العاص-: إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فخرجا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى أتياهُ، فذكرا ذلك له، فقال رسولُ
الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره). (قال ابنُ كثير في الفضائل ص 119: هذا حديثٌ جيِّدٌ. وقال الحافظ في الفتح 9/ 126: سنده حسنٌ. قلت: خولف محمد بنُ إبراهيم التيميُّ فيه، خالفه يزيد بنُ خُصَيفة وهو أوثقُ منه، فرواه عن بسر بن سعيد، عن أبي جُهَيم -كما مرَّ ذِكرُه- وهذا أولى. والله أعلم. ويحتمل أن يكون لبُسرٍ فيه شيخين. والله أعلم)(حم، أبو عبيد فضائل القرآن، ابن أبي عُمر العدني، هق شعب)(التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 208 - 209؛ الفضائل / 119).
مِنْ قديم ما نزلَ مِنَ القرآن:
634/ 29 - (بَنِي إسرائيلَ، والكَهفُ، ومَرْيمُ، وطه، والأنبياءُ، من العتاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِنْ تِلادِي.
قال الحافظ في الفتح: قوله العِتَاق بكسر المهملة وتخفيف المثناة: جمع عتيق وهو القديم. أو هو: كُلُّ ما بلغ الغايةَ في الجودة.
قال أبو عبيد: قوله من تلادي: يعني من قديم ما أخذتُ من القرآن. وذلك أنَّ هذه السور نزلت بمكة.
وقال الحافظ: ومُرادُ ابنِ مسعود أنهنَّ مِنْ أَوَّلِ ما تعلَّم مِنَ القرآن، وأن لهنَّ فضلًا، لما فيهنَّ مِنْ القصص وأخبار الأنبياء والأمم).
(رواه: شعبة، عن أبي إسحاق السبيعيّ، قال: سمعت عبد الرحمن بنَ يزيد، قال: سمعت ابنَ مسعود رضي الله عنه، يقول:
…
فذكره.
وقد خولف شعبة. خالفه: المسعوديُّ، فرواه عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود فذكر مثله. أخرجه أبو عبيد في الفضائل ص 133، وقال: كان
شعبة يخالفُهُ في الإسناد. اهـ.
قلتُ: ولا ريب في تقديم رواية شعبة. والمسعودي كان اختلط).
(صحيح، موقوفٌ)(خ، الإسماعيليّ، بيع أبو القاسم مسند ابن الجعد، ابن الضريس، ابن نصر قيام الليل، ابن مردويه، هق الشعب)(التسلية / ح 46).
قراءةُ ابنِ مسعودٍ هي الأخيرة:
635/ 30 - (أيُّ القراءتين تعدُّون أوَّلًا؟ قال: قراءتنا. فقال: لا بل قراءةُ ابنِ مسعود. كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعرض عليه القرآن في كلِّ رمضان، فلما كان العامُ الذي مات فيه، عُرِضَ عليه مرتين، فشهد ابنُ مسعود ما نسخ منه وما بُدِّل.
ولفظ أبي يعلى هكذا: أيُّ القراءتين تعدُّون قراءة الأولى؟ قالوا: قراءة
عبد الله. قال: قراءتنا القراءةُ الأولى، وقراءةُ عبد الله قراءةُ الأخيرة.
إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه القرآن كل رمضان عرضة، فلما
كان العامُ الذي قُبض فيه عُرض عليه عرضتان، فشهد عبد الله وشهد
ما نُسخ منه وما بُدِّل).
(أخرجوه من طرقٍ عن الأعمش، عن أبي ظبيان حصين بن جندب، قال: قال لي ابنُ عباسٍ:
…
فذكره (8)).
(8) وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ذكرته في أبواب: الصوم والاعتكاف.
(قال الحافظُ في الفتح 9/ 45: إسنادُهُ صحيحٌ)(عخ، س فضائل، س مناقب، حم، ش، ابن سعد، طح مشكل، طح معاني، يع)(التسلية / ح 52).
فصلٌ: وأخرجه أحمد 1/ 275، 325، والبزار ج 3 / رقم 2683، والطحاويُّ في المشكل 4/ 196، والحاكم 2/ 230، من طرقٍ عن إسرائيل ابنِ يونس، عن إبراهيم بنِ مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباسٍ نحوه.
قال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة".
ووافقه الذهبيُّ! كذا! وإبراهيم بن مهاجر: مشَّاه أحمد وغيره، وضعَّفهُ آخرون، وهو مقاربُ الحال، ويصلح في الشواهد والمتابعات كما هو الحالُ هنا. وقد مضى له طريقٌ آخر في الحديث الماضي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وقال الهيثميُّ في المجمع 9/ 288: "رجال أحمد رجال الصحيح"!!. كذا قال!!. التسلية / ح 52.
إنما يؤخذُ القرآنُ مِنَ المهرة والمتقنين:
636/ 31 - (خذوا القرآن من أربعة: عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأُبَيّ بن كعب).
(رواه: شعبة، عن عَمرو بنِ مُرَّة، عن إبراهيم النَّخَعِيّ، عن مسروق، قال: ذُكرَ عبد الله بنُ مسعود عند عبد الله بنِ عَمرو، فقال: ذاك رجلٌ لا أزالُ أُحبُّهُ، سمعتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره.
وهذا لفظُ أبي داود الطيالسي، وحفص بنِ عُمر كلاهما عن شعبة. ورواه: غندر، ومعاذ بنُ معاذ، وأبو الوليد، وأبو داود الطيالسيان، وحفص بنُ عُمر، وهاشم ابنُ
القاسم، كلُّهم عن شعبة بلفظ: "استقرءوا القرآن من أربعة
…
".
(صحيحٌ. وقد ورد أيضًا عن ابن مسعود، وابن عُمر رضي الله عنهم.
(خ، م، حم، طي، الفسوي، حب، نعيم حلية، كر)(التسلية / ح 53).
***