المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم - المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة - جـ ٢

[أبو إسحق الحويني]

فهرس الكتاب

- ‌ الجزء الثاني

- ‌الرموز والاختصارات المستخدمة في تخريج الأحاديث

- ‌1 - أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان

- ‌2 - أبواب: الأخلاق والآداب والمعاملات مع اللباس والزينة

- ‌3 - أبواب: الأشربة والأطعمة والأضاحي والذبائح والصيد والعقيقة

- ‌4 - أبواب: الاعتصام بالكتاب والسنة وعمل الصحابة وسلف الأمة

- ‌5 - أبواب: الإمارة والأمراء وما يجب عليهم من العدل وطاعتهم وتركها إذا أمروا بمعصية

- ‌6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - أبواب: البعث والحشر وأحوال يوم القيامة

- ‌8 - أبواب: اليبوع والتجارات والوكالات والعتق

- ‌9 - أبواب: التفسير مع فضائل القرآن الكريم

- ‌10 - أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر

- ‌11 - الجنة والنار: صفتهما وذكر نعيم أهل الجنة وجحيم أهل النار

- ‌12 - أبواب: الحج والعمرة والمناسك

- ‌13 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات

- ‌14 - أبواب: الذكر والدعاء مع الزهد والرقائق والمواعظ وصحيح القصص النبويِ

- ‌15 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا

- ‌16 - أبواب: السير والمغازي والجهاد

- ‌17 - أبواب: الصلاة والمساجد والأذان

- ‌18 - أبواب: الصوم والاعتكاف

- ‌19 - أبواب: الطب والأمراض والرقيات

- ‌20 - أبواب: الطهارة والمسح والتيمم والسواك والحيض والنفاس

- ‌21 - أبواب: العلم وآداب طالب العلم وفضل العالم والمتعلم

- ‌22 - أبواب: الفتن وأشراط الساعة مع النفاق وصفات المنافقين

- ‌23 - أبواب: فضائل النبيّ صلى الله عليه وسلم وفضائل الآل والصحب وفضائل الأمكنة والأزمنة وفضائل قبائل العرب

- ‌24 - أبواب: النكاح وتربية الأولاد مع الطلاق والظهار والعِدَد والخُلع واللعان

الفصل: ‌6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم

‌6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم

-

(متن الحديث)(إسناده)(درجته)(تخريجه)(موضعه في كتب الشيخ)

قِصَرُ مُدَّةِ أُمَّةِ محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا مع عظيم فَضْلِ العامل فيها بطاعة الله:

563/ 1 - (إنَّمَا أَجَلُكُم في أَجَلِ مَن خَلا مِنَ الأُمَم كَمَا بين صلاةِ العصرِ إلى مَغَارِبِ الشمس. وإِنَّما مَثَلُكُم ومَثَلُ اليهودِ والنَّصَارَى كَرَجُلٍ استعمَل عُمَّالًا، فقال: مَنْ يعملُ لِي إلى نِصْفِ النَّهارِ على قيراطٍ قيراطٍ؟ قال: فَعَمِلَتِ اليهودُ إلى نصفِ النهارِ على قيراطٍ قراطٍ. ثم قال: مَنْ يعملُ لِي مِنْ نِصْفِ النهار إلى صلاة العصر على قيراطٍ قيراطٍ؟ قال: فَعَمِلَتِ النَّصارى مِنْ نصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصرِ على قراطٍ قيراطٍ، ثم قال: مَنْ يعملُ مِنْ صلاةِ العصرِ إلى مغارب الشمس على قِيرَاطَينِ قِيرَاطَيِن؟ ثم قال: أنتُمْ الذين تعملونَ مِنْ صلاةِ العصرِ إلى مغاربِ الشمس على قيراطين قيراطين. قال:

ص: 93

فَغَضِبَتْ اليهودُ والنَّصَارى، وقالوا: نحنُ كُنَّا أكثرَ عملًا وأَقَلَّ عَطَاءً، قال: هل ظلمتُكُم مِنْ عَمَلِكُم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فإنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ.

فائدة: قال الحافظُ ابنُ كثير في فضِائِل القرآن: ومناسبتُهُ للترجمة أنَّ هذه الأمَّةَ مع قصر مُدَّتِها فَضُلَتْ الأُممَ الماضية مع طول مُدَّتِها، كما قال الله تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] اهـ.).

(أخرجوه من طُرُقٍ: عن عبد الله بنِ دينار، قال: سمعتُ ابنَ عُمر رضي الله عنهما، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. ورواه عن عبد الله بنِ دينار؛ مالكٌ، والثوريُّ، وإسماعيل ابن جعفر. وله طرق أخرى عن ابنِ عُمر. ورواه سالم عنه وحديثه يأتي بعد هذا). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ)(خ، ت، حم، حب، ابن جرير تاريخه)(التسلية / ح 70، ابن كثير 1/ 254، الفضائل / 174).

564/ 2 - (أَلَا إِنَّمَا بَقَاؤُكم فيما سَلَفَ قَبْلَكُم مِنَ الأمَمِ كما بين صلاةِ العصرِ إلى غُرُوبِ الشمس: أُوتِيَ أهلُ التَّورَاةِ التَّورَاةَ، فَعَمِلُوا حتى انتصفَ النَّهارُ ثم عجَزُوا، فَأُعْطُوا قيراطًا. ثم أُوتِيَ أهلُ الإنجيلِ الإنجيلَ، فعملوا إلى صلاةِ العصرِ، ثم عجَزُوا، فأعطوا قيراطًا. ثم أُوتِينَا القُرآنَ، فعملنا إلى غُرُوبِ الشمس، فأُعطينا قِيرَاطَين قيراطين. فقال أهلُ الكتابين: أَيْ رَبَّنَا، لِمَ أعطيتَ هؤلاءِ قيراطين قيراطين وأعطيتَنَا قِيراطً قيراطًا، ونحنُ كُنَّا أكثرَ عَمَلًا منهم؟

ص: 94

قال الله: هل ظَلَمْتُكُم مِن أجرِكُم شيئًا؟

قالوا: لا، قال: فهو فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ).

(أخرجوه من طُرُقٍ: عن الزهري، عن سالم بنِ عبد الله بنِ عُمر، عن ابن عُمر رضي الله عنهما مرفوعًا. ورواه عن الزهري: شعيب بنُ أبي حمزة، ويونُس ابنُ يزيد، وإبراهيم بنُ سعد. ورواه: نافع، عن ابن عُمر - كما في الحديث التالي). (صحيحٌ)(خ، حم، الرُّوياني، طي، يع، حب، هق)(التسلية / ح 70).

565/ 3 - (إنَّمَا أَجَلُكُمْ في أَجَلِ من خلا مِنَ الأمَم ما بين صَلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمسِ. وإنما مَثَلُكُم ومثل اليهودِ والنَّصَارى كرجُلٍ استَعمَلَ عُمَّالا، فقال: من يَعْمَلُ لي إلى نِصْفِ النَّهَارِ، على قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ اليهودُ إلى نصفِ النهارِ، على قِرَاطٍ قِرَاطٍ. ثم قال: من يعملُ لي من نصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصرِ، على قِيرَاطٍ. قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ النصارى من نصفِ النهارِ إلى صَلاةِ العصرِ، على قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ. ثم قال: من يعملُ لي من صلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمسِ، على قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ؟ أَلا فأنتُمُ الذينَ يعملُونَ من صلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمس على قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ. ألا لكُم الأَجرُ مرتينِ. فغضِبَتِ اليهُودُ والنصارى، فقالُوا: نحنُ أَكثَرُ عملا وأقَلُّ عَطَاءً، قال الله: هل ظَلَمتكُمْ مِن حَقِّكُمْ شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فإنه فَضْلِي أُعْطِيهِ مَن شِئْتُ)

ص: 95

(رواه: الليث بنُ سعد -وهذا لفظ حديثه عند البخاري-، وأيوب السختياني كلاهما، عن نافع، عن ابن عُمر رضي الله عنهما، مرفوعًا به). (صحيحٌ)(تخريج حديث الليث: خ، الرامهرمزي أمثال، بغ. حديث أيوب: خ، عبد، عب، هق)(التسلية / ح 70).

فصلٌ: ورواه محمد بنُ إسحاق، عن نافع بسنده سواء، مختصرًا.

أخرجه ابنُ جرير الطبري في تاريخه 1/ 11، قال: ثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا سلمة (1)، قال: ثني محمد بنُ إسحاق. وسنده واهٍ. وابنُ حميد: متروكٌ. وابن إسحاق: مدلسٌ. والله أعلم.

وطريقٌ رابعٌ عن نافع رحمه الله:

566/ 4 - (إنَّمَا مَثَلُ آجَالِكُم فيما خلا مِنَ الأُمَمِ: كَمَثَلِ ما بين صلاةِ العصر إلى مغربِ الشمس. وإنما مثلُكم ومثلُ اليهودِ والنَّصارى: كمثلِ رَجُل استعملَ عُمَّالًا، فقال: مَنْ يعملُ لي إلى نصف النهار،

(1) قال أبو عَمرو: وسلمة هو: ابنُ الفضل الأبرش، أبو عبد الله الأزرق، قاضي الرَّي. قال فيه البخاريُّ: عنده مناكير. وقال مرَّةً: فيه نظرٌ. وقال ابنُ المديني: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة. وضعَّفه النسائيُّ. وقال أبو حاتم الرازي: صالح محله الصدق، في حديثه إنكار، ليس بالقويّ، لا يمكن أن أطلق لساني فيه بأكثر من هذا، يكتب حديثه ولا يحتج به. ووثقه ابنُ معين. وقوَّاه الذهبيُّ في (محمد بنِ إسحاق) خاصة كما في تاريخ الإسلام. أمَّا ابنُ حبان فقد ذكره في كتاب الثقات، وقال: يخطيء ويخالف. وفي المجروحين له، ونقل تضعيف إسحاق بن راهويه له عن ابن عدي. وهذا عندي من ورع ابن حبان - عليه رحمة الله تعالى -. والله أعلم.

ص: 96

على قيراطٍ قيراطٍ؟ فعملت اليهودُ إلى نصف النهار، على قيراطٍ قيراطٍ، وعملتِ النصارى مِن نصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصرِ، على قيراطٍ قيراطٍ. ثم قال: مَن يعملُ لي مِن صلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمس، على قيراطين قيراطين؟ ألا فَلَكُمُ الأجرُ مرتين. فغضبتِ اليهودُ والنصارى، فقالوا: لنا نحنُ أكثرُ عَمَلًا وأَقَلُّ عَطَاءً؟ فقال: هل ظلمتُكُم مِن حقِّكُم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فإنَّهُ فَضْلِي أُعطِيهِ مَن شئْتُ).

(حدَّث به: طب في الأوسط ج1 / ق 88/ 2، قال: ثنا أحمد، قال: نا إسماعيل ابنُ عُبَيد بنِ أبي كريمة الحرَاني، قال: نا محمد بنُ سلمة، عن أبي عبد الرحيم خالد ابن أبي يزيد، عن عبد الوهاب بنِ بُخْتٍ، عن نافع، عن ابن عُمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الحديث).

(قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديثَ عن عبد الوهاب إلا أبو عبد الرحيم، تفرَّد به: محمد بنُ سلمة. اهـ. قال شيخنا أبو إسحاق رضي الله عنه: وهذا سندٌ صحيحٌ، رجالُهُ كُلُّهم ثقات. وشيخ الطبرانيّ هو: أحمد بنُ الحُسَين بنِ نصر أبو جعفر الحراسانيّ. وثَّقه الدارقطنيُّ كما في تاريخ بغداد 4/ 97. وعبد الوهاب بنُ بُخْت المكيُّ: ثقةٌ، زَعَمَ ابنُ حزمٍ في المحلى 9/ 56 أنه: غير مشهور بالعدالة. ونقل الحافظُ كلامَه في التهذيب 6/ 394 وزَيَّفَهُ)(طب أوسط)(التسلية / ح 70).

فصلٌ فيه روايةُ مجاهد عن ابن عُمر لهذا الحديث:

أخرجه ابنُ جرير في تاريخه 1/ 11 من طريق أبي نعيم الفضل بنِ دُكَين:

ص: 97

ثنا شريك، قال: سمعتُ سلمة بنَ كُهَيل، عن مجاهد، عن ابن عُمر رضي الله عنهما، قال: كنا جلوسًا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم والشمس مرتفعة على قعيقعان -أحدُ جبال مكة- بعد العصر، فقال:"ما أعمارُكم في أعمارِ مَن مَضى إلا كما بَقِيَ مِنْ هذا النهار فيما مضى منه". وهذا سندٌ رجالة ثقات، إلا شريك النَّخَعِيّ، ففي حفظه ضعفٌ مشهورٌ. التسلية / ح 70

فصلٌ فيه روايةُ وهب بنِ كيسان عن ابن عُمر لهذا الحديث:

أخرجه طب كبير ج 12 / رقم 13285، أوسط 494، صغير 1/ 27 من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: ثنا معن بنُ عيسى: ثنا مالكٌ، عن وهب بنِ كيسان، عن ابن عُمر رضي الله عنهما، مرفوعًا:"إنما أجلُكم فيما خلا مِن الأمَمِ، كما بين صلاةِ العصرِ إلى مغرب الشمس".

قال الطبرانيُّ: لم يروه عن مالك إلا معنٌ، تفرَّد به إبراهيم بنُ المنذر. اهـ. قال شيخنا رضي الله عنه: وهو ثقةٌ، ولكن خالفه إسحاق بنُ موسى، فرواه عن معن بنِ عيسى: ثنا مالكٌ، عن عبد الله بنِ دينار، عن ابن عُمر رضي الله عنه، مرفوعًا كما مرَّ ذكرُه. أخرجه ت 2871.

ويؤيد هذا الوجهَ أنَّ البخاريَّ رواه 4/ 446 - 447، قال: حدثنا إسماعيل ابنُ أبي أويس: ثنا مالكٌ، عن عبد الله بنِ دينار، عن ابنِ عُمر رضي الله عنهما مرفوعًا. وقد توبع مالكٌ على هذا الوجه، فكأن هذا أشبه مِنْ رواية إبراهيم ابنِ المنذر، والله أعلم. ويحتمل أن يكون الوجهان جميعًا محفوظين. والله أعلم. التسلية / ح 70

ص: 98

وله شاهد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:

567/ 5 - (مَثَلُ المسلمينَ واليهودِ والنَّصارى: كمَثَلِ رَجُلٍ استأْجَرَ قومًا يعملُونَ له عَمَلًا يومًا إلى الليل، على أجرٍ إلى الليل. فعمِلُوا له إلى نِصْفِ النَّهارِ، ثم قالوا: لا حاجةَ لنا في أجرِكَ الذي اشترطْتَ لنا، وما عملْنا باطِلٌ. قال لهم: لا تفعَلُوا، أَكمِلُوا بقيَّةَ يومِكُم، وخذوا أجرَكُم كامِلًا، فَأَبَوْا وتركوا ذلكَ عليه. فاستَأجَرَ قومًا آخرينَ بعدَهُم، فقال: اعمَلُوا بَقِيَّةَ يومِكُم، ولكم الذي شَرَطْتُ لهمْ مِنَ الأجرِ، فَعَمِلُوا حتى إذا كان صلاةُ العصرِ، قالوا: الذي عمِلْنَا باطلٌ ولك الأجرُ الذي جَعَلْتَ لنا، لا حاجةَ لنَا فيه، قال: اعمَلُوا بقيَّةَ عَمَلِكُم، فإنّ ما بَقِيَ مِنَ النَّهارِ شَيءٌ يَسِيرٌ -أحسبُهُ قال: فَأَبَوْا-. قال: ثم عَمِلْتُم مِنَ العصرِ إلى الليلِ، فذلكَ مثلُ اليهودِ والنَّصارى والذين تركوا ما أَمَرَهُم الله به، ومثلُ المسلمينَ الذين قَبِلُوا هديَ الله وما جاءَ بِهِ وسولُ الله صلى الله عليه وسلم. هذا لفظ ابنِ حبَّان).

(رواه: أبو أسامة حماد بنُ أسامة، عن بُرَيد بنِ عبد الله، عن أبيَ بُرْدة بنِ أبي موسى، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعًا). (حديتٌ صحيحٌ)(خ، يع، حب، هق، بغ)(التسلية / ح 70).

568/ 6 - (إِنِّي حَلَفْتُ هكذا -ونَشَرَ أصابعَ يديه- حتى تُخبِرَنِي ما الذي بَعَثَكَ الله تبارك وتعالى به. قال: "بَعَثَنِي الله - تبارك

ص: 99

وتعالى - بالإسلام". قال: وما الإسلامُ؟ قال: "شَهَادَةُ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، أخَوَانِ نَصِيرانِ، لا يَقْبَلُ الله عز وجل مِن أحدٍ تَوبَةً أَشرَك بعدَ إِسلامِهِ". قال: قلتُ: يا رسولَ الله: ما حَقُّ زوجِ أحدِنا عليه؟ قال: "تُطعِمُها إذا أكلْتَ، وتكْسوهَا إذا اكْتَسيت، ولا تَضرِبِ الوجهَ، ولا تُقَبّحْ، ولا تَهْجُر إلا في البيتِ". ثم قال: "هاهُنا تُحْشَرُونَ، هاهُنا تحشرون، هاهنا تحشرون - ثلاثًا - رُكْبَانًا ومُشَاةً وعلى وُجُوهِكُم، تُوفُون يومَ القيامةِ سبعينَ أمَّةً، أنتم آخرُ الأُمَمِ وأكرَمُها على الله تبارك وتعالى، تأتونَ يومَ القيامَةِ وعلى أفواهِكُم الفِدَامُ، أوَّلُ ما يُعْرِبُ عن أحدِكُم فَخِذُه". قال ابنُ بُكَير: فأشارَ بيده إلى الشام، فقال:"إلى هاهُنَا تُحشَرُونَ".

غريب الحديث، قال السندي:

ونشر أصابعه: يريد أنه حلف عشر مرَّاتٍ. أخوان: أي هما، أي المسلمان (2). لا تُقَبِّح: أي صورتَها بضرب الوجه، أو لا تنسب شيئًا مِن أفعالها وأقوالها إلى القُبح،

(2) قال أبو عَمرو: لأنه قد جاء في رواية الإمام أحمد 5/ 4 عن يحيى بن سعيد، عن بهز، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه مرفوعًا:(وكُلُّ مُسلِمٍ على مُسلِمٍ مُحَرَّمٌ، أَخَوَان نَصِيران). وقد أخرجتها في هذا الجزء في أبواب: البعث والحشر وأحوال يوم القيامة. والحمد لله رب العالمين.

ص: 100

أو لا تقل لها: قبَّحَ الله وجهَك، أو قَبَحَكِ، من غير حق. ولا تهجر إلا في البيت: أي لا تهجرها إلا في المضجع، ولا تتحول عنها، ولا تحوِّلها إلى دار آخرى. الفِدَام: ككتاب وسَحَاب وشَدّاد، هو ما يُربط به الفم، أي يُمنَعون الكلام بأفواههم حتى تتكلَّم جوارحُهم. اهـ.).

(حدَّث به الإمامُ أحمد 4/ 446 - 447، قال: ثنا عبد الله بنُ الحارث: ثني شِبْل ابنُ عَبَّاد. وابن أبي بُكَير -يعني: يحيى بن أبي بكير-: ثنا شبل بنُ عبّاد، المعنى، قال: سمعتُ أبا قَزَعَةَ يُحَدِّثُ عَمرو بنَ دينار، يحدث عن حَكِيم بنِ معاوِيَةَ البَهْزِيِّ، عن أبيه رضي الله عنه، أنَّهُ قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم: إنِّي حلفت

الحديث (3)). (وهذا سندٌ حسنٌ. وشبل بنُ عباد: وثّقهُ ابنُ معين، وأبو داود، والفسويُّ، وابنُ حبان، والدارقطنيُّ. وفضَّلهُ أبو حاتم على ورقاء بنِ عُمر. وأبو قزعة هو: سويد بنُ حجير، ثقةٌ أيضًا)(حم، طب كبير ببعضه)(التسلية / ح 71).

العجائب في بني إسرائيل:

569/ 7 - (أن نفرًا مِنْ بَنِي إسرائيلَ خَرَجُوا يمشُونَ في الأرض، ويُفَكِّرُون فيها، حتى انتهوا إلى مَقْبَرةٍ، فسألوا الله عز وجل أن يُخرِجَ إليهم مَيِّتًا مِنْ أهلها، فيسألونه عن الموت!. فخرج إليهم رجلٌ بين عَيْنَيهِ أثَرُ السُّجود، فقال: أَيْ قَوْمِ، ماذا أردتُم؟! فقالوا: دَعَونَا الله

(3) قال أبو عَمرو: خَرَّجتُ رواية (بهز عن أبيه عن جده) في الجزء الأول من المنيحة في أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم. برقم 115/ 5. والحمد لله رب العالمين.

ص: 101

أَنْ يُخْرِجَ إلينا مَيِّتًا نسأَلُهُ عن الموتِ، كيف هو؟! قال: قد رَكِبْتُمْ مِنِّي أمرًا عظيمًا. لقد وجدتُ طَعْمَ الموتِ مائَةَ عامٍ، فدعوتُم الله وقد سكنَ عَنِّي!، فادعُوا الله أن يُعِيدَنِي كما كُنْتُ!، قال. فدَعَوا الله، فأعادَهُ كما كَانَ!. قال أبو بكر بنُ أبي داود:"لم أفهم مِن أيوب: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ").

(حَدَّثَ به: ابنُ أبي داود في كتاب البعث له، قال: ثنا أيوب بنُ محمد الوزان، قال: ثنا مَرْوان، قال: ثنا الربيع بنُ سعدٍ الجُعْفِيّ، قال: ثنا عبد الرحمن بنُ سابطٍ، قال: ثنا جابر بنُ عبد الله رضي الله عنهما أراه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره). (قال ابنُ رجب في أهوال القبور 91: وهذا إسنادٌ جيِّدٌ، والربيعُ هذا كوفيٌّ قاله ابنُ معين. اهـ. قال شيخُنا رضي الله عنه: قلتُ: وهو كما قال، والربيع بنُ سعد: وثقه ابنُ معين. كما في التاريخ رقم 2216. وقال أبو حاتم: لا بأس به. نقله عنه ولده في الجرح والتعديل 1/ 2 / 462. فلا أدري على أي وجه قال الذهبيُّ في الميزان: لا يكادُ يُعرف!. وكنت تبعتُه قديمًا قبلَ الوقوف على توثيق يحيى، وقول أبي حاتم فيه. قال ابنُ رجب الحنبلي: ولكن قوله: ثم أنشأ يُحدثُ .. إلى آخر القصة، إنما هو حكاية عن عبد الرحمن بن سابط .. اهـ. قلتُ: ويؤيده أن البزار أخرجه ج1 / رقم 192، قال: ثنا جعفر بنُ محمد: ثنا عبد الله بنُ نمير: ثنا الربيع بنُ سعد، عن ابنِ سابط، عن جابرٍ رضي الله عنه مرفوعًا:"حَدِّثُوا عن بَنِي إسرائيل، فإنه كان فيهم العجائب". فلم يذكر القصة. ومما يؤيد أن القصة مدرجة كما قال ابنُ رجب، قول المصنف في آخر الحديث:"لم أفهم من أيوب: عن النبي صلى الله عليه وسلم". ويقصد بذلك أنه إنما أخذ الحديث عن شيخه - أيوب بن محمد

ص: 102

الوزان - موقوفًا، غير مرفوع. والله أعلم) (ابن أبي داود، ابن أبي الدنيا قبور، يع، البزار)(البعث / 32 - 33 ح 5).

نبيُّ الله آدَم:

570/ 8 - (خَلَقَ الله آدَمَ على صُورَتِهِ، طُولُهُ ستُّونَ ذراعًا. فلما خَلَقَهُ قال: اذهَبْ، فَسَلِّم على أُولَئِكَ نفر من الملائكَةِ جُلُوسٌ، فَاستَمِع ما يُحَيُّونَكَ، فإنَّهَا تَحِيَّتُكَ، وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتكَ، فقال: السلامُ عليكُم. فقالُوا: السلامُ عليكَ ورَحمةُ الله، فَزَادُوهُ: ورَحْمَةُ الله. فكلُّ مَنْ يدخلُ الجنَّةَ على صُورَةِ آدَمَ، فلم يزل الخلقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حتى الآنَ).

(رواه: معمر، عن همَّام بن منبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم). (حديثٌ صحيحٌ)(خ، م، حم، عب، بغ)(البعث / 119).

كُلُّ أُمَّةٍ تتبعُ نبيَّها:

571/ 9 - (كان أكرمُ خَلِيقةِ الله على الله - تعالى -: أبو القاسم صلى الله عليه وسلم.

وإنَّ الجنَّةَ في السماء، وإنَّ النَّارَ في الأرض. وإذا كان يومُ القيامة: جمع الله الخلائقَ أُمَّةً أُمَّةً، ونبيًّا نبيًّا، حتى يكونَ أحمدُ صلى الله عليه وسلم هو وأُمَّتُهُ آخرَ القومِ مركَزًا. ثم يُوضَعُ جِسْرٌ على جهنَّمَ. ثم يُنَادِي مُنَادٍ: أينَ أحمدُ وأُمَّتُهُ؟ قال: فيقومُ وتَتْبَعُهُ أُمَّتهُ، بَرُّهَا وفَاجِرُهَا، فيأخذونَ

ص: 103

الجِسْرَ، فيطْمِسُ الله أبصَارَ أعدائِهِ، فيتهَافَتُون فيها مِنْ يمين ومِنْ شِمال. ويمرُّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم والصالحُون معه، فَتَلَقَّاهُمُ الملائكةُ تبَوِّؤهُم منازلَهُم مِنَ الجنة على يمينك، على يسارِك حتى ينتهي إلى ربِّهِ تبارك وتعالى، فيُلْقَى له كُرْسِيٌّ عن يمين الله تبارك تعالى. ثم يُنَادِي مُنَادٍ: أينَ عيسى وأُمَّتهُ؟ قال: فيقومُ، فتتبعُهُ أُمَّتُهُ، بَرُّهَا وفَاجِرُهَا، فيأخذونَ الجِسْرَ، فيطْمِسُ الله أبصَارَ أعدائِهِ، فيتهَافتُون فيها مِنْ شمال ومِنْ يمين، وينجو النبيّ صلى الله عليه وسلم والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة تُبَوِّؤُهُم منازلَهُم من الجنة على يمينك، على يسارِك حتى ينتهي إلى ربِّهِ تعالى، فيُلْقَى له كُرْسِيٌّ من الجانب الآخر، ثم تتبَعُهُم الأنبياءُ والأُمَمُ، حتى يكونَ آخِرُهُم نوحٌ عليه السلام).

(قال أسد بنُ موسى: نا مهدي بنُ ميمون -يعني: الأزدي أبو يحيى البصري-: نا محمد بنُ عبد الله بنِ أبي يعقوب -يعني: التميمي البصري-، عن بشر بنِ شغاف -هو الضبي البصري-، عن عبد الله بنِ سلام رضي الله عنه، قال:

فذكره موقوفًا عليه).

(إسناده صحيحٌ. رجاله كُلُّهم ثقات. ويظهر أنه من الإسرائيليات التي كان يرويها عبد الله بنُ سلام رضي الله عنه (أسد السنة)(الزهد / 38 - 39 ح 44).

ص: 104