المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌((إهداء))

- ‌المقدمة

- ‌كيف يحكم المسلم في حياته قول الله تعالى((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين))

- ‌وقفة مع القلب

- ‌أهمية النية والإخلاص

- ‌فضل النية

- ‌التحذير من النية السيئة

- ‌نية عامة

- ‌القسم الأول:النية في الحياة اليومية

- ‌النية في النوم

- ‌النية في الأكل والشرب

- ‌النية في العمل

- ‌النية في الزواج

- ‌النية في اللباس

- ‌النية في التجمل والزينة

- ‌النية في اللهو واللعب

- ‌القسم الثاني:النية في المعاملات

- ‌الأخلاق الإسلامية

- ‌النية في الأخلاق الحسنة

- ‌النية في بر الوالدين

- ‌النية في صلة الرحم

- ‌النية في معاملة الجيران

- ‌النية في اتخاذ الأصحاب

- ‌النية في المعاملة مع جميع المسلمين

- ‌النية في معاملة الناس

- ‌النية في الزيارة

- ‌النية في إعطاء الهدية

- ‌النية في معاملة الحيوان

- ‌القسم الثالث:النية في العبادات

- ‌النية في الصلاة

- ‌النية في الصيام

- ‌النية في الحج

- ‌النية في طلب العلم

- ‌النية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌النية في الصبر

- ‌النية في الصدقة

- ‌النية في الدعاء

- ‌النية في ذكر الله تعالى

- ‌النية في جميع الطاعات

- ‌النية في النوافل

- ‌القسم الرابع: تذكرة عامة

- ‌(المسارعة إلى الجنة)

- ‌اتقوا النار

- ‌نداء

- ‌الخاتمة

- ‌المراجع

الفصل: ‌النية في الدعاء

‌النية في الدعاء

الدعاء من أفضل الأعمال، وشأنه عظيم عند الرب المتعال، وهو من أعظم القرب لرب العالمين، وبه يدرك العبد مصالح الدنيا والدين، وبكثرة الإلحاح فيه يقطع الرجاء من المخلوقين، ويكمل رجاءه وطمعه في رحمة أرحم الراحمين، وهو صلة تربط العبد بأكرم الأكرمين، قال تعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} سورة البقرة:186.

والدعاء له منزلة عظيمة عند الله تعالى، فهو أكرم شيء على الله عز وجل وهو أساس العبادة ولبّها كما أنه سهم من السهام التي لا تخطئ فهو يجلب الخيرات وتدفع به المصائب والهلكات، قال صلى الله عليه وسلم ((لا يرد القضاء إلا الدعاء)) صحيح الجامع:2/ 7686.

إن الدعاء ينبئ عن حقيقة العبودية وقوة الافتقار ويوجب العبد خضوعه وخشوعه لربه وشدة الانكسار فكم من حاجة دينية أو دنيوية ألجأت إلى كثرة التضرع والالتجاء إلى الله تعالى والاضطرار وكم من دعوة رفع الله بها المكاره وأنواع المضار وجُلبت بها الخيرات والبركات والمسارّ وكم تعرض العبد لنفحات الكريم في ساعات الليل والنهار فأصابته نفحة منها في ساعة إجابه فسعد بها وأفلح والتحق بالأبرار، وكم تضرع تائب فتاب عليه وغفر له الخطايا والأوزار، وكم دعاه مضطر فكشف عنه السوء وأزال عنه الاضطرار وكم لجأ إليه مستغيث فأغاثه ببره المدرار فمن وفق لكثرة الدعاء فليبشر بقرب الإجابة ومن أنزل حوائجه كلها بربه فليطمئن بحصولها من فضله وثوابه فحري بنا أن نلح بالدعاء ليلا ونهارا، وأن نلتجئ إليه سرا وجهرا وأن نعلم أنه لا غنى لنا عنه طرفة عين في ديننا ودنيانا فالخلق كلهم مفتقرون إلى الله تعالى محتاجون لما عنده وهو سبحانه غني عنهم.

- لماذا ندعو الله؟

* النية الأولى:

1 -

طاعة لأمر الله تعالى قال عز وجل {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} غافر: 60.

2 -

طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم (

فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم)) صحيح الجامع:1/ 1590

* النية الثانية: للفوز بأجر ((الدعاء)):

1 -

أساس العبادة قال صلى الله عليه وسلم ((الدعاء هو العبادة)) صحيح الجامع1/ 3467.

2 -

الدعاء أفضل العبادات قال صلى الله عليه وسلم ((أفضل العبادة الدعاء)) صحيح الجامع1/ 1122.

3 -

يضمن دخول الجنة والنجاة من النار قال صلى الله عليه وسلم ((ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ولا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار: اللهم أجره مني)) صحيح الجامع2/ 5630.

4 -

الدعاء سبيل الرشاد قال تعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} سورة البقرة: 186.

5 -

ينجي من الكربات قال تعالى {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله} النمل: 62. وقال تعال في قصة يونس عليه السلام {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجينه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} الأنبياء: 87. قال صلى الله عليه وسلم ((دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) لم يدع بها رجل مسلم قط إلا استجاب الله له)) صحيح الجامع:1/ 3383

ص: 63

ومن أدعية الكرب:

أ. ((لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم)) البخاري11/ 123، ومسلم:2730.

ب. ((ألا أعلمك كلمات تقولهن عند الكرب؟ الله ربي لا أشرب به شيئا)) صحيح الجامع1/ 2623.

ج. ((ما أصاب عبد هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا)) السلسلة الصحيحة:449

6.

يقوي الإيمان قال صلى الله عليه وسلم ((فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم)) صحيح الجامع:1/ 1590

7.

فيه كسب للحسنات قال صلى الله عليه وسلم ((من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة)) صحيح الجامع2/ 6026.

8.

الدعاء من تمام الإيمان لأن الذي يدعوا الله يوقن بأن الله تعالى سميع بصير قادر على استجابة دعائه وقضاء حاجته وتفريج كربه.

* النية الثالثة: لعدم الوقوع في الوعيد المترتب على ترك الدعاء ..

6 -

سبب لدخول النار قال تعالى {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} غافر: 60.

7 -

ينزل غضب الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم ((إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه)) صحيح الجامع1/ 2418.

8 -

يجعل الإنسان بلا قيمه، قال تعالى {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاءكم} الفرقان:77. أي لا يبالي بكم.

9 -

قال صلى الله عليه وسلم ((أعجز الناس من عجز عن الدعاء)) صحيح الجامع1/ 1044.

أسباب استجابة الدعاء:

1 -

الإخلاص. قال تعالى {فادعوا الله مخلصين له الدين} غافر: 65.

2 -

تحري الحلال في المأكل والمشرب والملبس؛ فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث ((الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرم وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك)) مسلم:1015.

3 -

عدم الاستعجال. قال صلى الله عليه وسلم ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل)) رواه البخاري11/ 119. ومسلم: 2735.

4 -

استحضار القلب. قال صلى الله عليه وسلم ((اعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه)) صحيح الجامع:1/ 245

5 -

العزم؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إذا دعا أحدكم فليعزم في المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له)) البخاري11/ 118، ومسلم:2678.

6 -

التيقن باستجابة الدعاء قال صلى الله عليه وسلم ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)) صحيح الجامع:1/ 245

7 -

المسارعة في الخيرات والتضرع بالرغبة والرهبة، قال تعالى {فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} الأنبياء:90.

8 -

كثرة الدعاء في الرخاء قال صلى الله عليه وسلم ((من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء)) صحيح الجامع2/ 6290.

ص: 64

9 -

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن تركهما يمنع استجابة الدعاء قال صلى الله عليه وسلم ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعُنّه فلا يستجيب لكم)) صحيح الجامع2/ 7070.

10 -

الإكثار من النوافل قال تعالى في الحديث القدسي ((وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه)) البخاري11/ 292.

11 -

عدم الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم.

12 -

عدم ارتكاب بعض المعاصي التي تمنع استجابة الدعاء.

13 -

أن يبدأ الدعاء بالثناء على الله تعالى وتمجيده والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء)) صحيح الجامع1/ 648. وقال صلى الله عليه وسلم ((كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي)) صحيح الجامع:2/ 4523

14 -

الدعاء للمسلم بظهر الغيب. قال صلى الله عليه وسلم ((ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك ولك بمثل)) أخرجه مسلم: 2732.

15 -

تحري أوقات استجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة وقبل السلام من الصلاة ودبر الصلوات وعند صياح الديك ودعوة المسافر والمظلوم والمضطر ودعوة الوالد لولده ودعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب وعند نزول الغيث وعند شرب ماء زمزم وعند زحف الصفوف في سبيل الله ويوم الجمعة وخاصة في آخر ساعة فيه ويوم عرفة وليلة القدر وعند إفطار الصائم وقد ثبتت كل هذه الأوقات في أحاديث صحيحة.

**

ص: 65