المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والسموات وفي جوار الكريم واسع الرحمات فمن دخلها فقد فاز - أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة

[سمية السيد عثمان]

فهرس الكتاب

- ‌((إهداء))

- ‌المقدمة

- ‌كيف يحكم المسلم في حياته قول الله تعالى((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين))

- ‌وقفة مع القلب

- ‌أهمية النية والإخلاص

- ‌فضل النية

- ‌التحذير من النية السيئة

- ‌نية عامة

- ‌القسم الأول:النية في الحياة اليومية

- ‌النية في النوم

- ‌النية في الأكل والشرب

- ‌النية في العمل

- ‌النية في الزواج

- ‌النية في اللباس

- ‌النية في التجمل والزينة

- ‌النية في اللهو واللعب

- ‌القسم الثاني:النية في المعاملات

- ‌الأخلاق الإسلامية

- ‌النية في الأخلاق الحسنة

- ‌النية في بر الوالدين

- ‌النية في صلة الرحم

- ‌النية في معاملة الجيران

- ‌النية في اتخاذ الأصحاب

- ‌النية في المعاملة مع جميع المسلمين

- ‌النية في معاملة الناس

- ‌النية في الزيارة

- ‌النية في إعطاء الهدية

- ‌النية في معاملة الحيوان

- ‌القسم الثالث:النية في العبادات

- ‌النية في الصلاة

- ‌النية في الصيام

- ‌النية في الحج

- ‌النية في طلب العلم

- ‌النية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌النية في الصبر

- ‌النية في الصدقة

- ‌النية في الدعاء

- ‌النية في ذكر الله تعالى

- ‌النية في جميع الطاعات

- ‌النية في النوافل

- ‌القسم الرابع: تذكرة عامة

- ‌(المسارعة إلى الجنة)

- ‌اتقوا النار

- ‌نداء

- ‌الخاتمة

- ‌المراجع

الفصل: والسموات وفي جوار الكريم واسع الرحمات فمن دخلها فقد فاز

والسموات وفي جوار الكريم واسع الرحمات فمن دخلها فقد فاز فوزا عظيما لا يشقى بعده أبدا ويخلد فيها طول المدى.

**

‌اتقوا النار

خلق الله تعالى النار وجعلها مثوى للكافرين وعاقبة للمجرمين والمتكبرين فهو الحكم العدل شديد العقاب وأحكم الحاكمين وحذر منها النبي صلى الله عليه وسلم وأنذر وأخبر أنها مثوى الظالمين.

قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة} التحريم: 6. وقال صلى الله عليه وسلم ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) البخاري13/ 397، مسلم: 67، 68. وقال صلى الله عليه وسلم ((الجنة أقرب إلى أحدكم من شرك نعله والنار مثل ذلك)) البخاري11/ 275.

فالإصرار على بعض المعاصي والكبائر يوجب دخول النار، لكن الخلود فيها للمشركين والكفار، قال تعالى {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين} النساء:14.

أما قول الله تعالى {وإن منكم إلا واردها} مريم: 71. فالورود هنا بمعنى المرور على الصراط المبني فوق جهنم، ثم قال تعالى {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} مريم: 72.

وهنا أقدم لك عرضا سريعا عن وصف النار وعذابها لتحذرها وتبتعد عن كل السبل الموصلة إليها ..

1 -

الخلود الدائم؛ قال تعالى {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين} النساء: 14. وقال صلى الله عليه وسلم ((ثم يقال

ويا أهل النار خلود فلا موت فيها)) البخاري:4730، ومسلم:2849

2 -

أبوابها؛ قال تعالى {لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} الحجر: 44. أي: فريق معيّن متميز عن غيره.

3 -

سعتها وعظمتها؛ قال صلى الله عليه وسلم ((يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)) رواه مسلم: 2842.

4 -

حرها؛ قال صلى الله عليه وسلم ((ناركم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم)) البخاري:3265 ومسلم:2843.

5 -

قعرها؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي بها سبعين عاما ما تفضي إلى قرارها)) صحيح الجامع2/ 1662.

6 -

دركاتها؛ فللجنة درجات وللنار دركات، قال تعالى {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} النساء:145.

7 -

أوديتها؛ قال تعالى {فويل للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون. الذين هم يراءون ويمنعون الماعون} الماعون: 4 - 7. والويل: وادي في جهنم.

8 -

سجونها؛ قال صلى الله عليه وسلم ((يحشر المتكبرن يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال)) صحيح الجامع2/ 8040.

9 -

عذابها؛ قال تعالى {يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به مافي بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد} الحج: 19. مقامع: أي مطارق أو سياط، وقال تعالى {كلا إنها لظى. نزاعة للشوى

ص: 80

} المعارج: 15. وقال تعالى {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} الزمر: 16. وقال صلى الله عليه وسلم ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب)) رواه مسلم: 2807.

10 -

سلاسلها وأغلالها؛ قال تعالى {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون} غافر: 71.

11 -

أجسادهم؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة)) صحيح الجامع:2114.

12 -

وجوههم؛ قال تعالى {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة} الزمر: 60. وقال تعالى {وتغشى وجوههم النار} إبراهيم: 50. وقال تعالى {إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر} القمر: 47.

13 -

لباسهم؛ قال تعالى {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار} الحج: 19. أي: فصلت.

14 -

طعامهم؛ قال تعالى {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم. كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم} الدخان: 43. وقال تعالى عن شجرة الزقوم {فإنهم لآكلون منها فمالؤون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم} الصافات: 66. وقال صلى الله عليه وسلم عن شجرة الزقوم ((لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه)) صحيح الجامع2/ 5250. وقال تعالى {ليس لهم طعام إلا من ضريع. لا يسمن ولا يغني من جوع} الغاشية: 6. والضريع: نوع من الشوك، وقال تعالى {ولا طعام إلا من غسلين} الحاقة: 36. الغسلين: صديد أهل النار أو شجر فيها.

15 -

شرابهم: قال تعالى {من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد. يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ} إبراهيم: 16. الصديد: ما يسيل من أجساد أهل النار، ويتجرعه: أي يتكلف بلعه لمراررته، ويسيغه: أي يبتلعه لشدة كراهته. وقال تعالى {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا} الكهف: 29.

والعذاب في النار يتفاوت على حسب أعمالهم ..

- أشد الناس عذابا؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون)) البخاري10/ 321، مسلم:2109. وقال صلى الله عليه وسلم ((أشد الناس عذابا للناس في الدنيا، أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة)) صحيح الجامع:1/ 998

- يليهم العذاب كل على حسب عمله قال صلى الله عليه وسلم ((منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى ترقوته)) مسلم: 2845.

-

أدناهم عذابا؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه)) البخاري11/ 373، مسلم:213.

فالنار فيها كل أصناف العذاب ما يعلمه الإنسان وما لا يعلمه قال تعالى {وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} الزمر: 29. وقال تعالى {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} الزمر: 47.

فسبيل النجاة منها هو ترك المعاصي والبعد عن طرق الشهوات والشبهات واجتناب النواهي والإقبال على الطاعات.

**

ص: 81