الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تسلسل أفكار السورة
سورة الممتحنة من أولها الى آخرها تنظم علاقة المسلمين بالمشركين، وتدعو إلى تقوية أواصر المودة بين المسلمين، وحفظ هذه الوشائج قوية متينة بين المؤمنين، وتبيّن أنّ عداوة الكافرين للمسلمين أصيلة قديمة، فقد أخرجهم كفّار مكّة من ديارهم وأهلهم وأموالهم [الآية 1] وإذا انتصر المشركون عليهم عاملوهم معاملة الأعداء، رجاء أن يعودوا بهم من الإيمان إلى الكفر، وحينئذ لا تنفعهم أرحامهم ولا أولادهم ولا تنجيهم من عقاب الله [الآيتان 1- 3] .
ثم ترسم السورة قدوة حسنة بإبراهيم الخليل ومن معه من المؤمنين، حينما آمنوا بالله وأخلصوا له النية، وتجردوا من كل عاطفة نحو قومهم المشركين.
وأعلنوا براءتهم من الشرك وأهله، وقد استغفر إبراهيم لأبيه، فلما تأكّد لإبراهيم إصرار أبيه على الشرك تبرّأ منه.
ذلك ركب الإيمان، وطريق المؤمنين في تاريخ البشرية يتّسم بالتضحية والفداء، والاستعلاء على رغبات النفس في صلة الأقارب من المشركين فالمودّة لله وللمؤمنين [الآيات 4- 6] .
ولعل الله أن يهدي هؤلاء المشركين فيدخلوا في دين الله، وبذلك تتحوّل العداوة إلى مودّة، وقد فتحت مكّة بعد ذلك، وعاد الجميع إخوة متحابّين [الآية 7] .
وقد أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق، فهو نبي الهدى والسلام والإسلام في طبيعته دين سلام، فاسمه مشتقّ من السلام والله، تقدّست
أسماؤه، اسمه السلام والإسلام لا يمنع من موالاة الكفار، والبرّ بهم، وتحرّي العدل في معاملتهم، ما داموا لم يقاتلونا في الدين.
ولكنّ الإسلام ينهى أشدّ النهي عن موالاة الكفّار المقاتلين أو الذين يستعدون لقتال المسلمين، ويرى كشف خطط المسلمين لهم خيانة للعقيدة وللأمة الاسلامية.
وكان صلح الحديبية ينص على أنّ من جاء مسلما بدون إذن وليّه يردّه المسلمون إلى أهل مكّة، ومن جاء إلى مكّة مشركا لا يردّونه.
ثمّ أسلمت نساء من أهل مكّة وجاء أزواجهنّ يطلبونهنّ، فنزلت هذه الآيات تؤيّد أنّ المرأة لا يصح أن تردّ إلى زوجها الكافر لأنها لا تحل له بعد أن آمنت بالله وبقي الزوج على الشرك، وكانت المرأة تمتحن، أي تحلف بالله ما خرجت من بغض زوج، وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وبالله ما خرجت التماسا للدنيا، وبالله ما خرجت إلّا حبّا لله ورسوله، فإذا حلفت، كان لنا الظاهر والله أعلم بالسرائر. عندئذ تعيش في المجتمع المسلم. فإن تزوجت أعاد زوجها المسلم إلى الزوج المشرك ما أنفقه عليها، وكذلك إذا ذهبت زوجة مسلمة الى المشركين مرتدّة، فإذا تزوّجت يردّ المشركون للمسلم المهر الذي دفعه لها [الآيات 10- 11] .
ثمّ بيّن الله سبحانه لرسوله (ص) كيف يبايع النساء على الإيمان وقواعده الأساسية، وهي التوحيد، وعدم الشرك بالله إطلاقا، وعدم اقتراف المحرمات وهي السرقة، والزنا، وقتل الأولاد، والإتيان ببهتان يفترينه، ثم طاعة الرسول في كل ما يأمر به، أي امتثال المأمورات واجتناب المحرمات [الآية 12] .
وفي ختام السورة تجد آية تجمع