الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(سَورةَ السمّ فِي التعزّز أوْلىَ
…
من شِفاءٍ بالذُلِّ فِي لدرياقِ)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(اضطرارُ الحُرّ الْكَرِيم إِلَى الدو
…
نِ جَازَ غايةَ الْإِسْرَاف)
لَا يشين الْمجد المنيف وَلَا ينقص قدر الشريف فِي الإشرافِ
(هَل يعاب العطّار يَوْمًا إِذا أص
…
بَحَ ذَا حَاجَة إِلَى كتّافِ)
لمّا ولي المستضيء الْخلَافَة وخلع عَلَى وزيره عضد الدّين أبي الْفرج ابْن رَئِيس الرؤساء خلع الوزارة دخل الحيص فَأَنْشد قصيدة مِنْهَا من الوافر
(أقولُ وَقَدْ تَوَلىَّ الأمْر حبرٌ
…
وليٌّ لَمْ يَزَل أبدا تقيّا)
(وَقَدْ كُشف الظلام بمستضيءٍ
…
غَدا بالخلق كلّهِمُ حفيّا)
(وفاض الجودُ والمعروفُ حَتَّى
…
حسبناه حَباباً أَو أتِيّا)
(بَلَغْنا فوقَ مَا كنّا نُرَجّي
…
هنيّاً يَا بني الدُّنْيَا هنيّا)
)
(سَأَلنَا الله يَرْزُقُنا إِمَامًا
…
نُسَرُّ بِهِ فأعطانا نبيّا)
فَأَجَازَهُ عَنْهَا الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بالمستطرفية من نواحي بهرس فَقَالَ فِيهِ من أَبْيَات من الْخَفِيف
(يَا إمامَ الْهدى عَلوْتَ عَلَى
…
الجودِ بملٍ من فضّة ونضار)
فَوهبت الْأَعْمَار والأمن والبلدان فِي ساعةٍ مَضَتْ من نهارِ فبماذا أُثني عَلَيْكَ وَقَدْ جاوزتَ فضل البحُورِ والأمْطارِ
3 -
(الحظيري الورّاق)
سعد بن عليّ بن الْقَاسِم بن عليّ بن الْقَاسِم بن الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو الْمَعَالِي الحظيري بِالْحَاء الْمُهْملَة والظاء الْمُعْجَمَة الورّاق دلاّل الكُتُب كَانَتْ لَدَيْهِ معارف وَلَهُ نَظْمٌ جيّدٌ وأدب كثير صحب أَبَا الْقَاسِم عليّ بن أَفْلح الشَّاعِر وجالس الشريف أَبَا السعادات الشجري وَأَبا مَنْصُور الجواليقي وَأَبا محمّد ابْن الخشّاب وتفقّه عَلَى مَذْهَب أبي حنيفَة وأحبّ الْخلْوَة والانقطاع فَخرج سائحاً وَطَاف بِلَاد الشَّام ثُمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ وجيهاً عِنْد أَهلهَا قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَبَلغنِي أنّه اتُّهم فِي دينه وسُعِيّ بِهِ أنّه يرى رَأْي الْأَوَائِل ونما ذَلِكَ عَنهُ وخشي عَلَى مهجته فَفَارَقَ وَطنه وَخرج يرى السياحة
وتغرّب فِي الْبِلَاد مدّةً حتّى سكنت نَفسه وَمَات من يخافهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد وَبنى لَهُ بِظَاهِر الْبَلَد صومعةً أَقَامَ بِهَا مدّة ثُمَّ عَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ من بيع الدفاتر والكتب والتصنيف إِلَى أَن أَدْرَكته منيّته فَمَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين مائَة انْتهى قلت وَلَهُ من التصانيف كتاب لمح الْملح وَهُوَ كتاب جمع فِيهِ مَا وَقع لغيره من الجناس نظماً ونثراً وَقَدْ هذّبتُه أَنا ونقحته وسمّيته حرم المرح فِي تَهْذِيب لمح الْملح وَمَا كَانَ لَهُ علم بالقافية فإنّي رَأَيْته يَعْقِدُ الْبَاب للقافية ويورد فِيهِ مَا لَا هُوَ أصل فِيهِ وَله كتاب الإعجاز فِي الأحاجي والألغاز وَكتاب صفوة الصفوة وَهُوَ نظم كلّه فِي الْحِكْمَة وَكتاب زِينَة الدَّهْر وعصره أهل الْعَصْر ذيّله عَلَى دمية الْقصر وَلَهُ ديوَان صَغِير الحجم إلاّ أنّ أَكْثَره مَصْنُوع مجدول نُقرأ القصيدة مِنْهُ عَلَى عدّة وُجُوه وَمن نظمه أَبْيَات عَلَى أَرْبَعَة أَقسَام وتُقرأ عرضا وطولاً وَهِي من الرمل
(إنّ سؤلي بدُر تمٍّ
…
إِن تبدّا وَهْوَ حسبي)
(يَا عَذولي حِينَ ولّى
…
وَتَجَنَّى لَا لِذَنْبِ)
(مَا رَثَى إِذْ رامَ هَجري
…
وَجَفاني بعدَ حُبِّ)
)
(قُلْتُ عُجْ بِي بَعْدَ عَتْبي
…
شَفَّ قَلْبي مَلَّ قُرْبي)
وَمِنْه أَيْضا أَبْيَات نصفهَا مُعْجم وَنِصْفهَا مهمل وَهِي من الْمُضَارع
(قَضِيبُ قَفٍّ بجفن خشفٍ
…
علاهُ لمّا سما هِلالُ)
(يُذِيبُنِي نَبْتُ ذِي شنيب
…
وَمَا درٌ مَا لَهُ حَلالُ)
(يفتتني زينُ خبتِ ظَبْيٍ
…
صُدودُه كُلُّهُ دَلالُ)
(بَصٌ نَثِيٌّ غَضيضُ جَفْنٍ
…
كدرّ موعوده المطالُ)
وَهِي أَكثر من هَذَا وَلَهُ أَيْضا وأوّله بوسْني وَاحِدَة من الوافر
(بِوَرْدِ الخَدِّ هَيمني حَبِيبُ
…
يقلَ لَهُ المشاكِلُ والضريبُ)
(وألْبَسَنِي مِنَ الأسْقامِ ثوبا
…
وَفِي جلبابه غُصْنٌ رَطيبُ)
(سَخَبْتُ الذيلَ فِي حُبِّيهِ قِدْماً
…
فَلَيسَ لِمّا بُليتُ بِهِ طبيبُ)
(نَدِمْتُ عَلَى مُفارَقَتي دِياراً
…
يحلُّ بِهَا فَفِي قَلْبي نُدوبٌ)
(يَهُونُ عَلى مفارقتي ديارًا
…
بأوّلِ شِعرهِ عِوّضٌ قَريبُ)
وَمِنْه قَوْله وَهُوَ لَا تنطبق فِي الشفتان من الرجز
(هَا أَنا ذَا عاري الجلَدْ
…
أسْهَرَني الَّذِي رَقَدْ)
(آه لِعَيْنٍ نَظَرَتْ
…
إِلَى غَزالٍ ذِي غَيَدْ)
(أرتْني يَا ناظري
…
صَيْدَ الغوال للأسَدْ)
(إنَّ الضَّنَى لِهَجِره
…
يَا عاذِلي هَدَّ الجَسَدْ)
(حَشَا حشايّ أذناي
…
نَار الغضاحين شَرَدْ)
(يَا غادِراً غادَرَني
…
عَلَى لَظَى نارٍ تَقَدْ)
(ألاّ اصْطَنَعْتَ ناجِلاً
…
لَا يَشْتَكي إِلَى أحَدْ)
وَمِنْه قَوْله وَهُوَ حرف مُعْجم وحرف غير مُعْجم من الْخَفِيف
(قَلْبُ صَبَّ سَبا بِوَجْهٍ بديعٍ
…
تَحتَهُ قَدُّ غُصنِ أَيْكٍ يميلُ)
(ثابَ وَجْدِي إِذْ رَثَّ حبلي
…
حُبُّهُ قاتِلي فَصَبْرٌ جميلٌ)
وَمِنْه أَيْضا وَهُوَ كَالَّذي قبله من المجتثّ)
(وغُصْتِ أيكٍ بديعِ
…
شافَهْتُهُ بِعِتابي)
وقُلْتُ وَيِحْي من حب من سبا بِرُضابِ وَمِنْه وَفِي كلّ كلمة همزَة من الْخَفِيف
(بِأبي أغْيَدٌ أذاب فُؤادي
…
إذْ تَنَاءَى وأظْهَرَ الإعراضا)
(رشأُ بأْلَفُ الجَفاءَ فإنْ أقْ
…
بَلَ أبْدَى لآمِليه انقباضا)
وَمِنْه وَجَمِيع حُرُوفه مُهْملَة من الطَّوِيل
(صُدودُ سُعادٍ أحْدَرَ الدَمْعَ مُرْسَلا
…
وأَسْأَرَ حَرّاً لَمْ أُحاوِلْهُ أوَّلا)
(مُحَلِّلَةً صَدّاً أرَاهُ مُحَرَّماً
…
مُحَرِّمَةً وَصْلاً أرَاهُ مُحلَّلا)
(أُواصِلُ لَا أسْلُو هَواهَا مَلَالَةً
…
وَكم آمِلٍ لِلْوَصْلِ هامَ ومَا بَلا)
(لهَا طُولُ صدٍّ للمُسَهَّدِ مؤلِمٌ
…
وَوصل لَهُ طَعْمٌ أراهُ مُعَسَّلا)
وَهِي ثَمَانِيَة أَبْيَات قلت وَأحسن مِنْهَا قَول الْحَرِير فِي المقامة السَّادِسَة وَالْأَرْبَعِينَ من السَّرِيع
(أعْدِدْ لحِسّادِ من حَدّ السِلاح
…
وأَوْرِد الآمِلَ وِردَ السَماحْ)
وَمن الحظيري أَبْيَات تُخرج الضَّمِير من حُرُوف المعجم وَذَلِكَ أنّ كلّ بَيت لَهُ عدد
يخصّه فللأوّل وَاحِد وَللثَّانِي اثْنَان وللثالث أَرْبَعَة وللرابع ثَمَانِيَة وللخامس ستّة عشر وَصُورَة الْعَمَل بذلك أَن تَقول لإِنْسَان يُضمر حرفا وتقرأ عَلَيْهِ الأبيات فَإِذا مرّ بِهِ الْحَرْف المُضْمَر فِي بَيت فَلْيَقُلْ فِي هَذَا الْبَيْت وَإِن كَانَ الْمُضمر فِي بَيْتَيْنِ أَو أَكثر فليعلمك بذلك ثُمَّ اجمعْ عدد الأبيات الَّتِي أعلمك بِهَا وعُدَّ من ألف ب ت ث ج ح خَ إِلَى آخِره فعلى أيّها انْقَطع الْعد فَهُوَ فِي الْحَرْف الْمُضمر وَإِن كَانَ فِي الْجَمِيع فَاعْلَم أنّ ذَلِكَ الْحَرْف الَّذِي أضمره هُوَ الْألف
والأبيات الْمَذْكُورَة هِيَ قَوْله من الْخَفِيف
(قُلْ لهَذَا الغوالِ إنْ ظَلَّ يَحْنِي
…
أَنا أُصنَى إنْ خُنْتَني لِشقائِي)
خَابَ صب أغراه عتبك فِي الْحبّ وَلَو ضَرَّه بِزُورِ البكاءِ
(صِلْ خَليلي حَثَّ السلاف إِلَى ك
…
لِّ شقِيقٍ قَضَى لِحَيْفِ الجفاءِ)
(وَأدِمْ ذَمَّ من يصُدُّ وَمن يُض
…
مِرُ زُهداً من سَائِر الأشياءِ)
(وَأحِطْ عَنْك ظُلْمَ ملّ غَنِيٍّ
…
عَنْنك فِيهِ قِلىً لأهل الْعَلَاء)
)
قلت وَفِي تَرْجَمَة عماد الدّين أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد السبرياوي أَبْيَات من هَذَا النمط وَمن شعر الحظيري أَيْضا قَوْله فِي مليح مصفّر من السَّرِيع
(وأصْفَرُ يَعْجِزُ عَنْ وَثْفِهِ
…
إِذا رَآهُ الفَطِنُ الحاذِقُ)
(إِذا بدا يَصْفَرُّ لَوْني لَهُ
…
فَلَيْسَ يُدْرَى أيّنا العاشِقُ)
وَمِنْه قَوْله فِي غُلَام أشقر من الْبَسِيط
(كأنّ خدَّيْهِ والصُدْغَينِ فوقَهُما
…
وَقَدْ غَدا لِعِتابي مُطرِقاً خَجِلا)
(تَلَهُّبي من لَظَى قَلْبي وزَفْرتهِ
…
قَدْ دَبَّتْ النارُ فِي خدَّيهِ فاشتعلا)
قلت وَمن قولي فِي مليح أشقر من الْكَامِل
(وَلَرُبَّ أشْقَرَ قالَ نَبْتُ عِذارِهِ
…
يَا عاشِقِيه ليسَ شُقْرتُهُ عَجَبْ)
(أيَكونُ طْرس الخَدِّ من ياقوتةٍ
…
ويُخَطُّ فِيهَا الحُسْنُ إلاّ بالذَهَبْ)
وَقلت فِيهِ أَيْضا وضمّنته قَول المعرّي فِي السَّيْف من الوافر
(وأشْقَرَ نبتُ عارضِهِ تَاره
…
كأنّ شُعاعَ وَجْنَتِهِ تَلالا)
(ودَبّتْ فَوْقه خُمرُ المنايا
…
ولكِنْ بَعْدَما مُسِخَتْ نمِالا)
وَمن شعر الحظيري أَيْضا قَوْله من المجتثّ
(يَقُول لي حِين وافى
…
قَدْ نِلْتَ مت تَرْتَجِيهِ)
(فَمَا لِقَلْبِكَ قَدْ جا
…
ءَ خَفْقُهُ يَشتَكِيهِ)
(فَقلت وَصْلُك عُرْسٌ
…
والقَلْبُ يَرْقُصُ فِيهِ)
قلت قَدْ سقتُ فِي كتابي نُصرْة الثائر عَلَى الْمثل السائر جملَة من هَذِهِ المادّة
وَمن شعر الحظيري من المنسرح
(صُبْحٌ مشيبي بَدا وَفارَقَنِي
…
لَيْلُ شَبابي فَصِحْتُ وَا قَلَقي)
(وصِرْتُ أبْكي دَماً عَليه وَلا
…
بُدَّ لِصُبْحِ المَشِيبِ مِنْ شَفَقِ)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(أقولُ واللَيْلُ فِي امتدادٍ
…
وأدْمُعُ الغيثِ فِي انسِفاحِ)
(أظُنُّ ليلِي بِغيرِ شَكٍّ
…
قَدْ باتَ يَبْكي عَلَى الصَباحِ)
وَمِنْه فِي قوام الدّين من الوافر)
(يَقولُونَ القِوامُ يمِيل جَوْراً
…
ومَولانا رَعاياهُ سوامُ)
(فَقُلْتُ بذلك زَاد إِلَيْهِ قُرْباً
…
وَلَوْلَا المَيْلُ مَا حَسُنَ القوامُ)
قلت وهم الحظيري فِي هَذَا فإنّ القَوام فِي قدّ الْإِنْسَان بِفَتْح الْقَاف وَفِي اللقب بِكَسْر الْقَاف لأنّه من قِوام الْأَمر وَقَالَ ملغواً فِي ألِف من السَّرِيع
(وأهْيَفَ القدِّ نحيفِ الشوى
…
مُعْتَدِلٍ لَمْ يَحْوِ مَا فِيهِ وَصْفُ)
(وَهْوَ إِذا أنْتَ تأمّلْتَهُ
…
بفطنةٍ اسمٌ وفِعلٌ وحَرفُ)
وَقَالَ فِي من اسْمه فتح يدّعي التشيّع من السَّرِيع
(يَا فَتْحُ يَا أشْهَرَ كلِّ الورى
…
باللوم والخِسَّةِ والكِذْبِ)
(كم تدّعي شيعَة آل العبا
…
واسمك يُبنبيني عَن النَصْبِ)
وَقَالَ من الْكَامِل
(لَا غَرْوَ أنْ أثْرَى الجَهولُ عَلى
…
نَقْصٍ وأعْدَمَ كلُّ ذِي فَهْمِ)
(ولأنّ الْيَد الْيُسْرَى وتفضُلها ال
…
يُمنَى تَفُوزُ بمُعْلَم الكُمِّ)
وَقَالَ من المتقارب
(وَمُذْ صَحَّ لي جُودُه بالِجاء
…
تحقّقْتُ أنّ مَديحي هَوَسْ)
(كَذَا الفصُّ مَا باَ لي خَطُّهُ
…
وَلَا كُنْتُ أقراه حتّى انعكَسْ)
وَقَالَ من السَّرِيع
(يَا بِأبي ظَبْيٌ غَدا ثَغْرُه
…
مِثْلَ أقاحي الرَوْضِ فِي الابتِسامْ)
(لَا غَرْوَ أنْ أضْحَكَهُ مَدْمَعي
…
قَدْ يُضْحِكُ الرَوْضَ بَكاءُ الغَمامْ)