الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(غِراسُه كُلُّ عاتٍ لَا خلاق لَهُ
…
عَبْلِ الذِراعِ شَديدِ البأسِ قعّسِ)
(فَذَاك بِالجِسرِ نَصْبٌ لِلْعُيُونِ وَذا
…
بِسُرَّ مَنْ رأى عَلَى سامي الذُرَى داسِ)
(وَهَكذا لَمْ يَزَلْ فِي الدهرِ تَعْرفهُ
…
غرْسُ الخَلائِفِ مِنْ أوْلادِ عَبّاسِ)
(شَقَّا عَصا الدّين وَاغتَرّا بِجَهْلِهِما
…
بِعُصْبةٍ شُهِرَت فِي الخَرْبِ بالباسِ)
(وحاوَلا القَدْحَ فِي مُلْكِ الإمامِ وَدو
…
نَ المُلْكِ قَدْ عَلِما آساد أجْيَاس)
(فِي ظِلِّ مُعْتقِدٍ لِلْحِقْدِ مُعْتَصِمٍ
…
باله للأُسدِ غَلاّبٍ وفَرّاسِ)
(ودونّهُ غُصَصٌ يَشْجَى العَدُّو بِها
…
مِثلَ المُبارَكِ أفْشِينٍ وَأشْناسِ)
(أما تَرَى بابكاً فِي الجَوِّ مُنتَصِباً
…
عَلَى مُلَمْلَمَةِ مِنْ ضَنْعَةِ الفارسِ)
(بَيْنَ السَماءِ وَبَين الأرضِ مَنْزِلُهُ
…
وَقائِماً قاعِداً جِسْماً بِلا راسِ)
ابْن السكّيت اللّغَوِيّ اسْمه يَعْقُوب بن إِسْحَاق
(سكينَة رضي الله عنها
سكينَة بنت الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنهم كَانَتْ سيّدة نسَاء عصرها من أجمل النساءِ وأظرفِهِنَّ وأحسنهنَّ أَخْلَاقًا تزوجّها مُصعب بن الزبير فَهَلَك عَنْهَا ثُمَّ تزوّجها عبد الله بن عُثْمَان بن عبد الله بن حَكِيم بن حزَام فَولدت لَهُ قريناً ثُمَّ تزوّجها الْأَصْبَغ بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان وفارقها قبل الدُّخُول ثُمَّ تزوّجها زيد بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عفّان رضي الله عنه فَأمره سُلَيْمَان بن عبد الْملك بِطَلَاقِهَا فَفعل وَقيل فِي ارايب أزواجها غير هَذَا والطرّة السكينيّة منسوبة إِلَيْهَا وَكَانَ تزوّجها ابْن عمّها عبد الله بن الْحسن الْأَكْبَر فقُتل يَوْم كربلاء وَلَمْ يدْخل بِهَا وَكَانَتْ من أجلد النِّسَاء إِذا لعن مروانُ عليّاً لعنته وأباه وَأمرت للشعراء بِأَلف ألف لمّا توفّيت بِالْمَدِينَةِ سنة سبع عشرَة وَمِائَة وقفت عَلَى عُرْوَة بن أُذينة وَكَانَ من أَعْيَان الْعلمَاء وكبار الصَّالِحين وَلَهُ أشعار رائقة فَقَالَت لَهُ أَنْت الْقَائِل من الْبَسِيط
(إِذا وَجَدتُ أوارَ الحُبِّ فِي كَبِدِي
…
أَقْبَلتُ سِقاء الماءِ أَبْتَرِدُ)
(هَبْني بَرَدتُ بِبَرْد الماءِ ظاهِرهُ
…
فمَن لِنارٍ عَلى الأحشاءِ تَتَّقِدُ)
فَقَالَ لَهَا نعم فَقَالَت لَهُ وَأَنت الْقَائِل من الْبَسِيط
(قَالَت وأبثثتها سر فبحت بِهِ
…
قد كُنتَ عِندِي تُحِبُّ السِتْرَ فَاسْتَتِرِ)
(ألَسْتَ تُبْصِرُ مَنْ حَوليِ فَقُلْتُ لَها
…
غَطَّي هَواكِ وَمَا ألْقَى عَلَى بَصَري)
فَقَالَ نعم فَالْتَفت إِلَى جوارٍ كُنَّ حولهَا وَقَالَت هنّ حرائر إِن كَانَ خرج هَذَا من قلب سليم وَكَانَ لعروة الْمَذْكُور أَخ اسْمه بكر فَمَاتَ فرثاه عُرْوَة بقوله فِيهِ من الوافر
(سرى همي وهم الْمَرْء يسري
…
وَغَابَ النَّجْم إِلَّا قيد فتر)
(أراقب فِي المَجَرّةِ كُلَّ نَحمِ
…
تَعَرَّضَ أَو عَلى المَجْراةِ يَجْرِي)
(لَهِمِّ مَا أزالُ لَهُ قَرِيناً
…
كَأَنَّ الْقلب أبطن حر جمر)
(على بكر أخي فَارَقت بكرا
…
وَأي الْعَيْش يصلح بعد بكر)
فلمّ سَمِعت سكينَة هَذَا الشّعْر قَالَت وَمن هُوَ بكر هَذَا فوُصف لَهَا فَقَالَت أهوَ ذَاكَ الأُسَيّدِ الَّذِي كَانَ يمّر بِنَا قَالُوا نعم فَقَالَت لقد طَابَ بعده كلّ شَيْء حتّى الخبو وَالزَّيْت قيل إنّ عَائِشَة بنت طَلْحَة حجّت فِي سنة وحجّت سكينَة أَيْضا فَكَانَت عَائِشَة أحسن آلَة وبغلاً فَقَالَ حاديها من الرجز)
عائشَ يَا ذاتَ البِغال الستّينْ لَا زلتِ مَا عِشتِ كَذَا تَحُجَينْ فشقّ ذَلِكَ عَلَى سكينَة وَنزل حاديها فَقَالَ من الرجز عائِشَ هَذي ضَرَّةٌ تشكوكِ لَوْلَا أَبوهَا مَا اهتَدَى أبُكِ فَأمرت عَائِشَة حاديها أنْ تكفّ فكفّ حُكِيَ أنّه اجْتمع رُوَاة جرير وكُثيرَ وَجَمِيل والأحوص ونُصيب فافتخر كلّ مِنْهُم بِصَاحِبِهِ وَقَالَ صَاحِبي أشعر فحكموا سكينَة بنت الحيبن لمِا يعْرفُونَ من عقلهَا ونفاذتها فِي الشّعْر فَخَرجُوا حَتَّى اسْتَأْذنُوا عَلَيْهَا وَذكروا لَهَا مَا كَانَ من أَمرهم فَقَالَت لراوية جرير أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي قَول من الْكَامِل
(طَرَقتْكَ صائِدهُ وَلَيْسَ ذَا
…
وَقَت الزِيارةِ فَارْجِعي بٍَلامِ)
وأيّ سَاعَة أحلى للزيارة من الطروق قبح الله صَاحبك وقبح شعره هلاّ قَالَ
(وإنّ ذَا
…
وَقت الزِّيَارَة فادْخُلي بِسَلامِ)
ثُمَّ قَالَت لراوية كثيرّ أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل
(يقرّ بعيني مَا يقرّ بِعَينهَا
…
وَأحسن شيءٍ مَا بِهِ الْعين قرّتِ)
وَلَيْسَ شيءٌ أقرَّ لِعينها من النِّكَاح أفيحبّ أَن يُنْكَحَ قَبّحه الله وقَبّح شِعْرَهُ ثُمَّ قَالَت لراوية جميل أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل
(فَلَوْ تَرَكتُ عَقْلِي معي مَا طَلَبْتُها
…
وَلَكِن طِلابيها لمِا فاتَ مِنْ عَقْلي)