الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(واصْبرْ على القَدَرِ المَجْلوبِ وَارْضَ بِهِ
…
وإنْ أَتَاك بِمَا لَا تَشْتَهِي القَدَرُ)
(فَمَا صَفا لامرئ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ
…
إلاّ سَتَتْبَعُ يَوْماً صفوَهُ الكَدَرُ)
وَله مَعَه أَخْبَار غير هَذِه وأشعار فِي الْوَعْظ كَثِيرَة وَمن شعره من الطَّوِيل
(وللموت تغذو الوالِداتُ سِخالَها
…
كَمَا لِخَرابِ الدَهرِ تُبنَى المساكِنُ)
وَمن من الْبَسِيط
(أموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجْمعُها
…
ودُورُنا لِخَرابِ الدَهْرِ نَبنِيها)
(وَالنَّفس تَكْلَفُ بالدنيا وَقد عَلِمَتْ
…
أنّ السَلامةَ مِنْها تَركُ مَا فِيهَا)
)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(لِسانُ الفَتى نِصفٌ ونصفٌ فؤادُه
…
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صورةُ اللَحْمِ والدَمِ)
(وكائنْ تَرى من صَامت لَك معجب
…
زِيَادَته أَو نَقصه فِي التَكَلُّمٍِ)
3 -
(الْأَمِير الميداني)
سَابق الدّين الميداني من كبار أُمَرَاء دمشق كَانَ شَيخا تركيّاً مَعْرُوفا بالشجاعة دَاره بِالْقربِ من حمّام كرجي وتوفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وستّ مائَة
3 -
(الشِّيرَازِيّ الْمُقِيم بالكلاسة)
سَابق واسْمه مَحْمُود الشِّيرَازِيّ الْفَقِير الْمُقِيم بالكلاسة كَانَ شهماً مقداماً يُعْطِيهِ الْأَعْيَان ويهابونه مَاتَ بالكلاسة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وستعين وستّ مائَة ودُفن بزاوية القلندريّة وهم الَّذِي تولّوا أمره ودفنَه بوصيّته
(الألقاب)
السَّابِق وَالِي الشرقية اسْمه لاجين
ابْن السَّابِق عليّ بن عبد الْوَاحِد وعلاء الدّين عليّ بن عبد الْوَاحِد
السَّابِق المعرّي محمّد بن الْخضر
(سَابُور)
3 -
(الْوَزير)
سَابُور بن أردشير بن فيروزبه أَبُو نصر الْجَوْزِيّ ولد بشيراز سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة كَانَ كَاتبا سديداً استنابه الْوَزير أَبُو مَنْصُور محمّد بن الْحسن بن صالحان وَزِير الْملك شرف الدولة ابْن عضد الدولة فَنظر فِي الْأَعْمَال
إِلَى أَن قدم أَبُو مَنْصُور فانكفّت يَده ورُتّب على ديوَان الخزائن فلمّا قُبض عَليّ أبي مَنْصُور أُستوزر أَبُو نصر وأُقيم مقَامه ثمَّ شغب عَلَيْهِ الديلم فقُبض عَلَيْهِ وقُلّد أَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن يُوسُف سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَت وزارة أبي نصر أحد عشر شهرا وقُبض على أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز وقُلّد أَبُو الْقَاسِم عليّ بن أَحْمد الأبرقوهي الْعَارِض فَأطلق أَبَا نصر وَاسْتَعْملهُ على نواحي سقِِي الْفُرَات وَأخرجه إِلَيْهَا وفوّض إِلَيْهِ أُمُور العمّال فاستوحش وَمضى إِلَى البطحية وقُبض عَليّ أبي الْقَاسِم عليّ فاستدعي أَبُو نصر وأشرك بَينه وَبَين أبي مَنْصُور بن صالحان فِي النّظر وخلع عَلَيْهِمَا فأقاما على ذَلِك إِلَى أَن شغب الديلم على أبي نصر وَأَرَادُوا الفتك بِهِ وقصدوه فِي دَاره فهرب واستتر ثمَّ ظهر وَنظر فِي الْأُمُور ثمَّ هرب إِلَى البطيحة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة ثمَّ عَاد إِلَى الوزارة فِي جُمَادَى الأولى سنة ستّ وَثَمَانِينَ وَأقَام ثَلَاثَة أشهر وكسراً ثمَّ عاود الْهَرَب إِلَى البطيحة فلمّا وزر الموفّق أَبُو عَليّ ابْن إِسْمَاعِيل أخرجه مَعَه وأنفذه إِلَى بَغْدَاد نَائِبا فَأَقَامَ بهَا وهجم عَلَيْهِ الأتراك بعد الْقَبْض على الموفّق فاستتر فِي المحرّم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَمضى إِلَى البطيحة وَكَانَ مدّة نظره بِبَغْدَاد سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَسَبْعَة أيّام ثمَّ رُدّ إِلَى بَغْدَاد بعد أَن خلع عَلَيْهِ فوصلها فِي المحرّم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَلم يتمّ لَهُ مَا قَرَّرَهُ فهرب فِي جُمَادَى الأولى من السّنة وَعَاد إِلَى البطيحة وَأقَام بهَا إِلَى أَن خرج عَنْهَا فقُبض عَلَيْهِ واعتقل بتُسْتَر مدّةً ثمَّ خرج مِنْهَا وتنقّلت بِهِ الْأَحْوَال فقُبض عَلَيْهِ فِي بعض قرى أرَّجان فحُمل إِلَى فارسٍ فَكَانَ آخر بِهِ الْعَهْد بِهِ وَكَانَ قد ابْتَاعَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة دَارا بَين السورين وسماها دَار الْعلم وَحمل إِلَيْهَا من الدفاتر مَا اشْتَمَل على سَائِر الْعُلُوم والآداب ووقف عَلَيْهَا دَار الغَزْل ورتّب فِيهَا قوّاماً وخزّاناً وردّ مراعاتها إِلَى أَبَيَا لحسين ابْن الشبيه وَأبي عبد الله البطحاني العلويّين وَلم يتعرّض إِلَيْهَا أحد بعد تَغْيِير أمره إِلَى أَن ولي الوزارة بَنو عبد الرَّحِيم فَأخذُوا من أحاسنها)
شَيْئا كثيرا وذُكر أنّه كَانَ فِيهَا عشرَة آلَاف مجلّدة من أَصْنَاف الْعُلُوم وَكَانَ فِيهَا مائَة مصحف بخطوط بني مقلة ولمّا وَقع الْحَرِيق بالكرخ بعد هروب أهل فِي الجفلة مَعَ البساسيري وقدوم طغرلبك إِلَى بَغْدَاد احترقت دَار الْعلم هَذِه سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَجَاء عميد الْملك الكُنْدُري فَأخذ خِيَار كتبهَا ونُهب الْبَعْض وَاحْتَرَقَ الْبَاقِي وَهَذِه الدَّار هِيَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا أَبُو الْعَلَاء المعرّي فِي قصيدته اللاميّة فَقَالَ من الطَّوِيل
(وغَنَّتْ لنا فِي دَار سابورَ قَيْنَةٌ
…
مِن الوُرْقِ مِطرابِ الأصائِل مِيهالِ)
وَكَانَ أَبُو نصر الْوَزير الْمَذْكُور قَلِيل الْأَلْفَاظ جافي الْأَقْوَال دَقِيق الْخط منتظمه قصير التوقيع مُخْتَصره كثير النشر مخوف الْبَطْش شَدِيد التأوّل فِي الْمُعَامَلَات والميل إِلَى المصادرات وَكَانَ أَبُو نصر بشر بن هَارُون النَّصْرَانِي كثير الهجر للوزراء والرؤساء فممّا هجا بِهِ أَبَا نصر سَابُور قَوْله من الْكَامِل